التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

كيف تسيطرين على عواطفك عند الوقوع الخلاف مع زوجك

قد تغضب المرأة جرّاء كلمةٍ صغيرةٍ يقولها لها الحبيب لأنّها حسّاسةٌ جداً، ولكن ما هي طريقة التصرف الأمثل تجاه هذه الخلافات؟

نقدم لكِ بعض النصائح التي ستساعدك في السيطرة على عواطفك عند وقوع الخلاف مع زوجك؟

– كوني قويّةً ولا تُظهري له دموعك
من الصعب أن تتعامل المرأة مع الخلافات بحبس دموعها لأنّها بطبيعتها حسّاسة، ولكن في حال وقوع الخلاف عليها أن تحاول ذلك لكي لا تبدو ضعيفةً.

– لا تغضبي بسرعةٍ وابقي هادئةً قدر المستطاع
كوني هادئةً أثناء حديثكما، فمن الطبيعي أن يشرح لكِ سبب الخطأ من وجهة نظره.

– تحدّثي معه بعد أن يهدأ الوضع
بعد أن يقع الخلاف وينتهي، اجلسي وتحاوري مع زوجك، حاولي أن تفهمي ما يقوله من دون أن تُعطي رأيك واتّفقا على أن لا يعيد أحدكما اقتراف الخطأ من جديد.

إنّ الأمر أسهل ممّا تتوقّعين وتجنّب الخلافات هو الكفيل بالحفاظ على العلاقة السليمة بينك وبين زوجك ولكنّ طريقتك في التعامل مع الأمور هي الأهمّ.




تسلمى حببتى بس كتم الدموع فى معظم الاحوال لايدل على القوة
ومشهور ان سلاح المرأة دموعها وفى احوال كثيرة الرجل لا يتحمل ان يرى دموع زوجته وخاصة لو كان يعلم انها لا تبكى بسهوله باقى الموضوع جميل جدا هذا تعليقى على هذه النقطة فقط
تقبلى مرورى



التصنيفات
منوعات

القواعد الذهبية في أدب الخلاف 1 – 2

الحمد لله الذي لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون، والصلاة والسلام على النبي الكريم الذي كان يستفتح صلاته بقوله: " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم". وعلى آله وأصحابه ومن سار على هداهم من أهل الحق والدين إلى يوم البعث والنشور. أما بعد:

فهذه قواعد جمعتها في الأدب الواجب على أهل الإسلام عند الاختلاف عملا بقوله سبحانه وتعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} (الشورى: 10)، وقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (النساء: 59). وقوله تعالى: "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ" (آل عمران: 103). أسأل الله أن ينفع بها عباده المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، وقد جعلناها مختصرة موجزة ليسهل جمعها، ولا يعسر على طالب العلم التوسع فيها، وفهمها.

القواعد الذهبية لماذا؟

قد يسأل سائل لماذا سميت هذه القواعد بالقواعد الذهبية؟

والجواب: أن القاعدة الواحدة منها أفضل لطالب العلم ومبتغي الحق من اكتساب الألوف من دنانير الذهب، ذكر الإمام ابن كثير -رحمه الله- في ترجمته لحبر هذه الأمة وأعلمها بكتاب الله، وهو عبد الله بن عباس رضي الله عنه هذا الخبر:
وقال بعضهم أوصى ابن عباس بكلمات خير من الخيل الدهم، وقال: (لا تكَلَّمن فيما لا يعنيك حتى تجد له موضعًا، ولا تُمار سفيهًا ولا حليمًا فإن الحليم يغلبك، والسفيه يزدريك، ولا تَذْكُرَنَّ أخاك إذا توارى عنك إلا بمثل الذي تحب أن يتكلم فيك إذا تواريت عنه، واعمل عمل من يعلم أنه مجزي بالإحسان مأخوذ بالإجرام). فقال ابن عباس: (كلمة منه خير من عشرة آلاف). البداية والنهاية (308/8).
وهذه الكلمات من ابن عباس رضي الله عنهما قواعد في الأخلاق، وآداب الجدال لا تقدر بمال.

أولاً: قواعد عامة في الخلاف

1 – ما لا يتطرق إليه الخلل ثلاثة:

كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإجماع الصحابة، وما سوى ذلك ليس بمعصوم: الأصول التي يتطرق إليها الخلل والتي يجب الرجوع إليها عند كل خلاف هي كتاب الله سبحانه وتعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الثابتة الصحيحة، ثم ما علم يقينًا أن أمة الإسلام جميعها اجتمعت عليه، وما سوى هذه الأصول الثلاثة فليس بمعصوم من الخطأ.

ويترتب على القاعدة السابقة ما يلي:

أ – لا يجوز لأحد أن يخرج عن المقطوع دلالته من كتاب الله، وسنة رسوله، وما علم يقينًا أن الأمة قد أجمعت عليه.
ب – ظني الدلالة من الكتاب والسنة يرد إلى المقطوع، والمتشابه يرد إلى المحكم؛ لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (آل عمران: 7).

جـ – ما تنازع فيه المسلمون يجب أن يردوا الخلاف فيه إلى كلام الله، وكلام رسوله، عملاً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (النساء: 59).

2 – رد المعلوم من الدين ضرورة كفر:

لا يجوز الخلاف في حكم من الأحكام المقطوع بها في الإسلام، والمقطوع به هو المجمع عليه إجماعًا لا شبهة فيه، والمعلوم من الدين بالضرورة كالإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره من الله تعالى، وأن القرآن الذي كتبه الصحابة ويقرؤه المسلمون جميعًا إلى يومنا هذا هو كتاب الله لم ينقص منه شيء، والصلوات الخمس، وصيام شهر رمضان، ووجوب الزكاة والحج، وحرمة الربا والزنا، والخمر، والفواحش، ونحو ذلك من المعلوم من الدين بالضرورة أنه من الإسلام، وكل ذلك لا يجوز فيه خلاف بين الأمة ورد هذا ومثله كفر.

3 – الخلاف جائز في الأمور الاجتهادية:

الأحكام الاجتهادية الخلافية التي وقع التنازع فيه بين الأمة في عصور الصحابة ومن بعدهم إلى يومنا هذا يجوز فيها الاختلاف، ولا يجوز الحكم على من اتبع قولاً منها بكفر ولا فسق ولا بدعة. ولمن بلغ درجة النظر والاجتهاد أن يختار منها ما يراه الحق، ولمن عرف الأدلة وأصول الفقه أن يرجح بين الأقوال، ولا بأس بالتصويب والتخطيء، وبالقول إن هذا راجح، وهذا مرجوح، وذلك كرؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج، وقراءة الفاتحة وراء الإمام في الجهرية، والجهر والإسرار بـ"بسم الله الرحمن الرحيم"، وإتمام الصلاة في السفر.

4 – وقوع الاختلاف وكونه رحمة وسعة أحيانًا:

الخلاف في الأمور الاجتهادية الظنية واقع من الصحابة والتابعين والأئمة وجميع علماء وفضلاء هذه الأمة، وذلك أنه من لوازم غير المعصوم، ولا معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما من بعده فلا عصمة لأحد منهم، والخطأ واقع منهم لا محالة.
وهذا الخلاف الجائز، أو السائغ، قد نص كثير من سلف الأمة أن فيه أنواعا من الرحمة لهذه الأمة:

أ – الرحمة في عدم المؤاخذة: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (البقرة: 286)، وقد ثبت في صحيح البخاري رحمه الله أن الله قال بعد أن أنزل هذه الآية، وتلاها الصحابة: "قد فعلت"، والمجتهد المخطئ معذور، بل مأجور أجرًا واحدًا كما جاء في الصحيحين: "إذا حكم الحاكم ثم اجتهد فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد" متفق عليه.

ب – الرحمة والسعة في جواز أخذ القول الاجتهادي كما نص على ذلك غير واحد من الأئمة المجتهدين: قال ابن قدامة رحمه الله في مقدمة كتابه المغني: (أما بعد… فإن الله برحمته وطوله جعل سلف هذه الأمة أئمة من الأعلام مهد بهم قواعد الإسلام وأوضح بهم مشكلات الأحكام: اتفاقهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة).
وقال الإمام الحجة القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم: "لقد نفع الله باختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أعمالهم، لا يعمل العامل بعمل رجل منهم إلا رأى أنه في سعة، ورأى أن خيرًا منه قد عمل عمله". (جامع بيان العلم وفضله 80/4)، وذكر ابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم وفضله أن "عمر بن عبد العزيز والقاسم بن محمد اجتمعا فجعلا يتذكران الحديث فجعل عمر يجيء بالشيء مخالفًا فيه القاسم، وجعل ذلك يشقّ على القاسم حتى تبين فيه فقال له عمر: لا تفعل فما يسرني أن لي باختلافهم حمر النعم". (جامع بيان العلم وفضله 80/2). وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن "رجلاً صنف كتابًا في الاختلاف فقال أحمد: لا تُسمِّه كتاب الاختلاف، ولكن سمه كتاب السعة". (الفتاوى 79/30).

5 – يجب اتباع ما ترجح لدينا أنه الحق:

ما تنازع فيه الصحابة وأئمة الإسلام بعدهم، وعلم بعد ذلك أن النص بخلافه فإنه يجب علينا فيه اتباع ما تبين أنه موافق للدليل، وعدم اتهام السابقين بكفر أو فسق أو بدعة وذلك: كترك الجنب الذي لا يجد ماء للصلاة حتى يجد الماء، وصرف الدينار بالدينارين، ونكاح المتعة، ومنع التمتع في الحج، وجواز القدر غير المسكر من خمر العنب، ومثل هذه المسائل كثير.

6 – أسباب الخلاف التي يعذر فيها:

أسباب الخلاف التي يعذر فيها المخالفون كثيرة: كمعرفة بعضهم بالدليل، وجهل بعضهم له والاختلاف حول صحة الدليل، وضعفه، وكونه نصًّا على المسألة أو ظاهرًا أو مؤولاً، وتفاوت فهمهم للنص وتقديم بعضهم دلالة من دلالات النص على أخرى، كمن يقدم الفحوى على الظاهر، وكمن يقدم الظاهر على الفحوى، كما اختلفوا في قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة؛ فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيهم، وقال بعضهم بل نصلي، لم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحدًا منهم". متفق عليه.
ومثل هذه الأسباب يعذر أصحابها إذا اجتهد كل منهم لمعرفة الحق.

7- أسباب الخلاف التي لا يعذر فيها المخالف:

وأما الأسباب الأخرى التي لا يعذر فيها المخالف فهي الحسد والبغي، والمراءاة والانتصار للنفس ومن كانت هذه دوافعه للخلاف، حرم التوفيق والإنصاف، ولم يهتد إلا للشقاق والخلاف، كما قال تعالى: { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}. (البقرة: 213) فالذين هداهم الله هم الذين لا يبغون.

8 – وجوب طاعة الإمام في الأمور العامة وإن أساء ما لم يخرج من الإسلام:

منهج أهل السنة والجماعة الصلاة خلف أئمة الجور والجهاد معهم، وإن كانوا فجارًا، والصوم بصومهم والحج بحجهم، وإعطاء الزكاة لهم.
ففي الصلاة صلى المسلمون خلف الذين حاصروا الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وصلى السلف خلف الحجاج والوليد، والمختار بن أبي عبيد، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة خلف الولاة وإن كانوا يؤخرون الصلاة عن وقتها. وفي الزكاة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم". متفق عليه.

9 – لا يجوز للإمام أن يحجر نشر علم يخالفه: ليس لإمام المسلمين أن يحجر الناس من نشر علم يخالف رأيه، أو مذهبه، بل عليه أن يترك كل مسلم وما تولى، كما ترك عمر رضي الله عنه عمارا وغيره يذكر ما يأثره عن الرسول رضي الله عنه في التيمم.

وأفتى ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم بخلاف رأي عمر رضي الله عنه في متعة الحج، وأفتى حذيفة وغيره من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين بخلاف رأي عثمان رضي الله عنه في إتمام الصلاة بعرفة ومنى.

ولكن يجب على الإمام أن يمنع نشر الكفر والبدع والزندقة، وأن يقيم الحدود الشرعية في ذلك، فسب الله وسب رسوله وسب دينه يوجب القتل لقوله صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه" رواه البخاري، والساعي في المتشابهات، والتشكيك في الدين يجب تعزيره كما فعل عمر رضي الله عنه مع صبيغ بن عسل.
والمسلم المتأول المخطئ يناقش في خطئه، وتأوله كما فعل عمر رضي الله عنه أيضا مع الذين شربوا الخمر تأولاً. ولا يجوز الحكم على متأول إلا بعد قيام الحجة عليه.

10 – لكل مسلم الحق بل عليه الواجب في إنكار المنكر والأمر بالمعروف: لما كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبا من الله على كل مسلم وجب على ولي الأمر إطلاق يد المسلم في ذلك إلا ما كان من حقوقه هو كإقامة الحدود، والتعازير، وأما ما كان تحت ولاية المسلم فهذا له كتأديب الزوجة، والولد في حدود ما شرعه الله في ذلك، وكذلك إنكار المنكر باللسان، لو كان هو منكر الإمام نفسه عملاً بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 159-160].

فلا يجوز للمسلم أن يكتم علما، ولا أن يقر على باطل إذا علم أن إقراره رضا ومتابعة، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك حيث يقول: "ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا.. ما صلوا". (رواه مسلم). ونص الحديث أن المسلم لا يبرأ إلا بالإنكار، وقد يسلم بالسكوت وعدم الرضا إذا لم يستطع الإنكار باللسان.
ونكمل إن شاء الله في مقال قادم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فقد ذكرنا في المقال السابق قواعد عامة في الخلاف، ونتكلم في مقالنا هذا عن الآداب الواجب اتباعها للخروج من الخلاف وما ينبغي أن يكون بعد الخلاف

أولا: الآداب التي يجب اتباعها للخروج من الخلاف

هذه جملة من الآداب التي إذا اتبعها المسلمون ـ فيما ينشأ بينهم من خلاف ـ اهتدوا بحول الله ومشيئته ورحمته إلى الحق.

1 – التثبت من قول المخالف: أول ما يجب على المسلم أن يتثبت في النقل، وأن يعلم حقيقة قول المخالف، وذلك بالطرق الممكنة كالسماع من صاحب الرأي نفسه، أو قراءة ما ينقل عنه من كتبه لا مما يتناقله الناس شفاها، أو سماع كلامه من شريط مسجل أيضا مع ملاحظة أن الأشرطة الصوتية يمكن أن يدخل عليها القطع والوصل، وحذف الكلام عن سياقه، ولذلك يجب سماع الكلام بكامله ولو أن أهل العلم يتثبتون فيما ينقل إليهم من أخبار لزال معظم الخلاف الذي يجري بين المسلمين اليوم، وقد أمرنا الله بالتثبت كما قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].

وقال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء: 36].
وقد وقفت بنفسي -أنا كاتب هذه السطور- على حالات كثيرة من الخلاف التي كان أساسها التسرع في النقل، وعدم التثبت فيه، وعندما وقع التثبت تبين أن الأمر بخلافه.

2 – تحديد محل التنازع والخلاف: كثيرا ما يقع الخلاف بين المخالفين، ويستمر النقاش والردود وهم لا يعرفون على التحديد ما نقاط الخلاف بينهم، ولذلك يجب أولا قبل الدخول في نقاش أو جدال تحديد مواطن الخلاف تحديدا واضحا حتى يتبين أساس الخلاف، ولا يتجادلان في شيء قد يكونان هما متفقين عليه، وكثيرا ما يكون الخلاف بين المختلفين ليس في المعاني، وإنما في الألفاظ فقط فلو استبدل أحد المختلفين لفظة بلفظة أخرى لزال الإشكال بينهما. ولذا لزم تحديد محل الخلاف تحديدا واضحا.

3 – لا تتهم النيات: مهما كان مخالفك مخالفا للحق في نظرك فإياك أن تتهم نيته، افترض في المسلم الذي يؤمن بالقرآن والسنة ولا يخرج عن إجماع الأمة، افترض فيه الإخلاص، ومحبة الله ورسوله، والرغبة في الوصول إلى الحق، وناظره على هذا الأساس، وكن سليم الصدر نحوه. لا شك أنك بهذه الطريقة ستجتهد في أن توصله إلى الحق إن كان الحق في جانبك وأما إذا افترضت فيه من البداية سوء النية، وقبح المقصد فإن نقاشك معه سيأخذ منحى آخر وهو إرادة كشفه وإحراجه، وإخراج ما تظن أنه خبيئة عنده، وقد يبادلك مثل هذا الشعور، فينقلب النقاش عداوة، والرغبة في الوصول إلى الحق رغبة في تحطيم المخالف وبيان ضلاله وانحرافه.

4 – أخلص النية لله: اجعل نيتك في المناظرة هو الوصول إلى الحق وإرضاء الله سبحانه وتعالى، وكشف غموض عن مسألة يختلف فيها المسلمون، ورأب الصدع بينهم، وجمع الكلمة وإصلاح ذات البين.
وإذا كانت هذه نيتك فإنك تثاب على ما تبذله من جهد في هذا الصدد؛ قال تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" متفق عليه.

5 – ادخل إلى المناظرة وفي نيتك أن تتبع الحق وإن كان مع خصمك ومناظرك: يجب على المسلم الذي يخالف أخاه في مسألة ويناظره فيها ألا يدخل نقاشا معه إلا إذا نوى أن يتبع الحق أنى وجده، وأنه إن تبين له أن الحق مع مخالفه اتبعه، وشكر لأخيه الذي كان ظهور الحق على يده؛ لأنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس.

6 – اتهم رأيك: يجب على المسلم المناظر، وإن كان متأكدا من رأيه أنه صواب أن يتهم رأيه، ويضع في الاحتمال أن الحق يمكن أن يكون مع مخالفه، وبهذا الشعور يسهل عليه تقبل الحق عندما يظهر، ويلوح له.

7 – قبول الحق من المخالف حق وفضيلة: إن قبول الحق من مخالفك حق وفضيلة، فالمؤمن يجب أن يذعن للحق عندما يتبينه، ولا يجوز له رد الحق؛ لأن رد الحق قد يؤدي إلى الكفر كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا تماروا في القرآن فإن مراء في القرآن كفر..". (رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع).

والمماراة هنا معناها المجادلة، ودفع دلالته بالباطل لأن هذا يكون تكذيبا لله وردًّا لحكمه، وليس تكذيبا للمخالف. ورد الحق كبرا من العظائم، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر فقال صلى الله عليه وسلم: "الكبر بطر الحق وغمط الناس". (رواه مسلم) وبطر الحق رده.

8 – اسمع قبل أن تُجيب: من آداب البحث والمناظرة أن تسمع من مخالفك قبل أن ترد، وأن تحدد محل الخلاف قبل أن تخوض في الموضوع.

9- اجعل لمخالفك فرصة مكافئة لفرصتك: يجب على كل مختلفين أن يعطي كل منهما للآخر عند النقاش فرصة مكافئة لفرصته فإن هذا أولى درجات الإنصاف.

10 – لا تقاطع: انتظر فرصتك في النقاش، ولا تقاطع مخالفك وانتظر أن ينتهي من كلامه.

11 – اطلب الإمهال، إذا ظهر ما يحتاج أن تراجع فيه نفسك: إذا ظهر لك أن أمرا ما يجب أن تراجع فيه النفس، وتتفكر فيه لتتخذ قرارا بالعدول عن رأيك أو إعادة النظر فيه، فاطلب الإمهال حتى تقلِّب وجهات النظر، وأما إذا تحققت من الحق فبادر بإعلانه، والإذعان له فإن هذا هو الواجب عليك فالذي يخاصمك بالآية والحديث يطلب منك في الحقيقة الإذعان إلى حكم الله وحكم رسوله. وكل من ظهر له حكم الله وحكم رسوله وجب عليه قبوله فورا كما قال تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: 51].

12 – لا تجادل ولا تمارِ: لا يكن دخولك في نقاش مع أخيك المسلم هدفه الجدال والمماراة، بل يجب أن يكون مقصدك معرفة الحق، أو توضيحه لمخالفك؛ لأن الجدال مذموم والمماراة مذمومة، والجدال والمماراة أن يكون الانتصار لرأيك، وقطع خصمك وإثبات جهله، أو عجزه، وإثبات أنك الأعلم أو الأفهم. أو الأقدر على إثبات الحجة.

13 – حدد مصطلحاتك واعرف جيدا مصطلحات مخالفك: كثيرا ما يتجادل اثنان ويختلف قوم ولا يكون سبب خلافهم إلا أنهم يستعملون كلمات ومصطلحات كل منهم يفهمها بمعنى يختلف عما يفهمها الآخر.

من أجل ذلك يجب عليك أن تحدد معاني كلماتك التي قد يفهمها مخالفك على صورة أخرى، وكذلك المصطلحات التي تستعملها، وأسأل مخالفك عن معاني كلماته، ومصطلحاته حتى تعرف مراده من كلامه.

ومن المصطلحات التي يختلف في معناها الناس في الوقت الحاضر: المنهج، طريق السلف، وسائل الدعوة، أساليب الدعوة، البدعة المكفرة، الهجر، التطرف، الإرهاب، الخروج… إلخ، وكذلك يجب أن تعلم أن مخالفك يفهم هذه المصطلحات كما تفهمها أنت، أو كما هو معناها الحقيقي في اصطلاح العقيدة، الأصول، البدعة.

14 – إذا تيقنت أن الحق مع مخالفك فاقبله وإذا قبل منك الحق فاشكره ولا تمن عليه: يجب على المسلم إذا علم الحق من كلام مخالفه أن يبادر إلى قبوله فورا؛ لأن مخالفك في الدين يدعوك إلى حكم الله حكم رسوله، وليس إلى حكم نفسه.
وأما إذا كان رأيا مجردا، ورأيت أن الحق معه، وأن المصلحة الراجحة في اتباعه فاقبله أيضا لأن المسلم رجاع إلى الحق.
وأما إذا وافقك مخالفك، ورجع عن قوله إلى قولك فاشكر له إنصافه، وقبوله للحق، واحمد الله أن وفقك إلى إقالة عثرة لأخيك، وبيان حق كان غائبا عنه.

15 – لا تيأس من قبول مخالفك للحق: لا تكن عجولا متبرما غضوبا إلى اتهام مخالفك الذي لم يقبل ما تدلي به من حجة، وإن كنت على يقين مما عندك، ولا تيأس أن يعود مخالفك إلى الحق يوما، ولربما خالفك مخالف الآن ثم يعود بعد مدة إلى الحق فلا تعجل.

16 – أرجئ النقاش إلى وقت آخر إذا علمت أن الاستمرار فيه يؤدي إلى الشقاق والنفور: إذا تيقنت أن النقاش والحوار سيؤدي الاستمرار فيه إلى الشقاق، والنفور فاطلب رفع الجلسة، وإرجاء النقاش إلى وقت آخر، وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا" (رواه أبو داود، وحسنه الألباني في السلسلة 273).

17 – الإبقاء على الأخوة مع الخلاف في الرأي في المسائل الخلافية أولى من دفع المخالف إلى الشقاق والعداوة: إذا علمت من مخالفك أنه لا يبقى أخا إلا ببقائه على ما هو عليه من أمر مرجوح ورأي مخالف للحق في نظرك فتركه على ما هو عليه أولى من دفعه إلى الشقاق والخلاف؛ لأن بقاء المسلمين أخوة في الدين مع اختلافهم في المسائل الاجتهادية خير من تفرقهم وتمزقهم وبقائهم على خلافاتهم.

ثانيا: ما بعد الخلاف

إذا وقع الخلاف بين مسلم وآخر في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف، وهي الأمور الاجتهادية، أو الأمور التي اختلف الصحابة والأئمة فيها قديما فإن الواجب الشرعي هو اتباع الخطوات السابقة في أدب الخلاف والمناظرة.
ولا شك أنه لو اتبعت الخطوات السابقة قضي على الخلاف بإذن الله، ووصل المختلفان إلى الاتفاق، ووفقا بحول الله إلى الحق.
وأما إذا ظهر لكل منهما صحة نظره وسلامة قوله، وأنه لا يستطيع أن يدين لله إلا بما يراه، فإن واجب المختلفين ما يأتي:

1 – إعذار المخالف وترك أمره لله سبحانه وتعالى: الأدب الشرعي الأول هو إعذار من يخالفك الرأي من المسلمين في الأمور الاجتهادية، وإيكال أمره لله، وتنزيهه من فساد النية، وإرادة غير الحق ما دام ظاهره هو الدين والعدل.

2 – إبقاء الأخوة: لا يجوز لمسلم أن يقاطع أخاه المسلم لرأي ارتآه، أو اجتهاد اجتهد فيه ما دام يعلم أنه تحرى الحق، واتبع ما يظن أنه الصواب، ولا يجوز في مثل هذه الحالة هجران أو تعزير، ولا شك أنه لو أن كل مختلفين تهاجرا لم يبق مسلم مع مسلم.

3 – لا تشنيع ولا تفسيق ولا تبديع للمخالف في الأمور الاجتهادية: لا يجوز اتهام المخالف ولا التشنيع عليه، ولا ذكره من أجل مخالفته، ولا تبديعه، ولا تفسيقه ومن صنع شيئا من ذلك فهو المبتدع المخالف لإجماع الصحابة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد اتفق الصحابة في مسائل تنازعوا فيها على إقرار كل فريق للفريق الآخر على العمل باجتهادهم، كمسائل في العبادات، والمناكح والمواريث والعطاء، والسياسة، وغير ذلك، وحكم عمر أول عام في الفريضة الحمارية بعدم التشريك، وفي العام الثاني بالتشريك في واقعة مثل الأولى، ولما سئل عن ذلك قال: تلك على ما قضينا وهذه على ما نقضي، وهم الأئمة الذين ثَبَتَ بالنصوص أنهم لا يجتمعون على باطل ولا ضلالة، ودل الكتاب والسنة على وجوب متابعتهم". (مجموع الفتاوى).

وقال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام محمد بن نصر المروزي: "ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورا له قمنا عليه وبدعناه، وهجرناه، لما سلم معنا ابن نصير، ولا ابن منده ، ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق، هو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة". [سير أعلام النبلاء 40/14].

4 – لا يجوز التشنيع ولا التبديع ولا التفسيق لأحد من سلف الأمة ومجتهديها إذا خالف بعض الأمور القطعية اجتهادا: ولا يجوز لنا التشنيع ولا التبديع ولا التفسيق لأحد من سلف الأمة المشهود لهم بالخير، إذا علم أنه خالف في بعض الأمور القطعية اجتهادا منه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وليس في ذكر كون المسألة قطعية طعن على من خالفها من المجتهدين كسائر المسائل التي اختلف فيها السلف، وقد تيقنا صحة أحد القولين مثل كون الحامل المتوفى عنها زوجها تعتد لوضع الحمل، وأن الجماع المجرد عن الإنزال يوجب الغسل، وأن ربا الفضل حرام، والمتعة حرام". [الآداب الشرعية 186/1].

5 – يجوز بيان الحق وترجيح الصواب وإن خالف اجتهاد الآخرين: لكل من المختلفين أن يذكر ما يراه حقًّا، وينشر ما يراه صوابا، ويرجح ما يراه الراجح، وله أن يبين أن قول معارضه مرجوح لأن كتمان العلم لا يجوز، وعلى كل مجتهد أن يذكر ما يعتقد أنه الحق، وإن خالف من خالف من الأئمة والعلماء والأقران.

وقد خالف ابن عمر وابن عباس وغيرهما رضي الله عنهما عمر بن الخطاب، وأبا بكر الصديق في متعة الحج، وأفتيا بخلافهما، هذا مع كمال الموالاة للصديق والفاروق وكان كل إمام وعالم يفتي بما يراه الصواب وإن خالف غيره، وقد قال الإمام مالك: "ما منا إلا رد ورد عليه إلا صاحب هذا القبر" يعني النبي صلى الله عليه وسلم.

6 – لا يجوز حمل الناس على الرأي الاجتهادي: لا يجوز لعالم مجتهد، ولا لإمام عام أن يحمل الناس على رأيه واجتهاده، وهذا كما أن الحاكم ليس له أن ينقض حكم غيره في مثل هذه المسائل، ولا للعالم والمفتي أن يلزم الناس باتباعه في مثل هذه المسائل، ولهذا لما استشار الرشيد مالكا أن يحمل الناس على موطئه في مثل هذه المسائل منعه من ذلك.

وقال: إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقوا في الأمصار، وقد أخذ كل قوم من العلم ما بلغهم، وصنف رجل كتابا في الاختلاف، فقال أحمد: لا تسمِّه كتاب الاختلاف، ولكن سمه كتاب السعة.
ولهذا كان بعض العلماء يقول: إجماعهم حجة قاطعة، واختلافهم رحمة واسعة، وكان عمر بن عبد العزيز يقول: ما يسرني أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا؛ لأنهم إذا اجتمعوا على قول فخالفهم رجل كان ضالا، وإذا اختلفوا فأخذ رجل بقول هذا، ورجل يقول هذا كان في الأمر سعة، وكذلك قال غير مالك من الأئمة: ليس للفقيه أن يحمل الناس على مذهبه.

ولهذا قال العلماء المصنفون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصحاب الشافعي رحمه الله وغيره: إن مثل هذه المسائل الاجتهادية لا تنكر باليد، وليس لأحد أن يلزم الناس باتباعه فيها، ولكن يتكلم فيها بالحجج العلمية، فمن تبين له صحة أحد القولين تبعه، ومن قلد أهل القول الآخر فلا إنكار عليه، ونظائر هذه المسائل كثيرة: مثل القراءة بالبسملة سرًّا أو جهرا، وترك ذلك، والتيمم بضربة أو ضربتين إلى الكوعين، أو المرفقين والتيمم لكل صلاة أو لوقت كل صلاة أو الاكتفاء بتيمم واحد، وقبول شهادة أهل الذمة بعضهم على بعض، أو المنع من قبول شهادتهم




شكرلكم



التصنيفات
منتدى اسلامي

أدب الخلاف

كانت أخلاق المؤمنين مضرب المثل في كل زمان ومكان لم يكن بينهم أحزاب ولا تحزبات ولا سباب ولا شتائم ولا عصبيات كانوا يختلفون والخلاف وارد ولكنهم كانوا يقولون: الخلاف لا يفسد للود قضية اختلف عبد الرحمن ابن عوف مع خالد ابن الوليد في رأي والخلاف في الرأي وارد والدين لا يجبر أحد على رأي غير ما يرضاه ما دام هذا الرأي ليس في شرع الله ولا في دين الله فله حرية اختيار الرأي الذي يراه بغير إكراه من أحد من خلق الله فذهب رجل إلى خالد ابن الوليد وقال: أما سمعت ما قال في شأنك عبد الرحمن؟ قال: وما قال؟ قال: قال في شأنك كذا وكذا قال: لا إن ما ذكرت لا يوجد بيننا فقد ربانا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن لا تتطاول الألسنة فيما بيننا على بعضنا

يختلفون لكن لا يتسابون ولا يتشاتمون ولا يشنعون على إخوانهم بما ليس فيهم ولا يحاولون أن يظهرونهم بالوجه القبيح لأنه مؤمن وأنت مؤمن وهل مؤمن يقبح وجه أخيه المؤمن؟ وهل مؤمن يباح له أن يتعالى بالسباب أو الشتائم أو المخازي نحو أخيه المؤمن؟ إذا كان المؤمن يقول فيه النبي الكريم {لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ}[1] من يرى من أهل الغرب فضائياتنا ومن هم منسوبون إلى العلم بيننا وقد تعالت أصواتهم بالسباب والشتائم والتكفير لإخوانهم المسلمين أتراهم بعد ذلك يشكرون في هذا الدين ويثنون على أهله؟

من ينزل منهم إلى سوق من أسواق المسلمين وينظر إلى ما فيه من الأيمان الكاذبة والكذب في الأقوال والغش في البضاعة والغش في الكيل والوزن ماذا يقول؟ أهذه سوق للمسلمين أم سوق للمنافقين؟ إن أسواق المسلمين أسست على التقوى والورع وأصحابها كلهم ورعون عنوانهم {خَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ}[2] وكان تجارهم على هذه الشاكلة قد يدافع المؤمنون عن قضيتهم ويقولون كان في العدالة عمر بن الخطاب وكان في القيادة خالد بن الوليد وكان في التجارة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم وأرضاهم وكان في كذا فلان وفلان أين هؤلاء الآن؟ أين أمثالهم يا أمة القرآن؟ أين الذين يسيرون على هديهم؟ أين الذين يمشون على أخلاقهم؟ أهؤلاء طالبهم الله بالالتزام بهذا الدين وتركنا نمشي على هوانا كما نحب ونبغي ونحن ننتسب إلى دين الله ونسمى عند الله مسلمين؟

هذه هي المهمة التي قصَّرنا فيها أجمعين أخذنا الإسلام من باب واحد العبادات الصلاة والصيام والزكاة والحج وليتنا نقوم في هذا الباب كما ينبغي فلو قمنا بالصلاة فقط كما يحب الله ويرضى فإن الصلاة يقول فيها الله { إنَّ الصَلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} ونحن ندعو الله في كل ركعة ونقول {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} ندعو الله في كل صلاة أن يهدينا الصراط المستقيم فإذا خرجنا من الصلاة فلا بأس من الكذب وهل الكذب من الصراط المستقيم؟ ولا بأس من الغيبة ولا بأس من النميمة ولا بأس من السب والشتم واللعن وغيرها من أخلاق الجاهلية التي نوه عنها وحذر منها خير البرية صلوات ربي وتسليماته عليه

إن هذه الثنائية التي وقعت في مجتمعنا هي التي أساءت إلى ديننا فالمسلم ملتزم بدين الله في كل أحواله في كل شئونه في كل حركاته في كل سكناته ملتزم بدين الله في بيعه وشرائه كما هو ملتزم به في صلاته وصيامه ملتزم بالصدق والأمانة لأنه لا إيمان لمن لا أمانة له فإذا فقدت الأمانة فقد الإيمان وإن كان يصلي مع المسلمين ويتظاهر بالعمل بشرائع الإسلام لكن الدين التزام بكل ما جاء به الحبيب المصطفى من عند الملك العلام

فإذا كان المسلم على هذه الشاكلة وكان يبغي الله والدار الآخرة فإنه يكون صورة مثلى تقدم الإسلام إلى الأنام ولو سارت قرية واحدة أو شارع واحد من بلدان المسلمين على هذه الحالة الفريدة لدخل الناس في دين الله أفواجا فإن المسلمين الأولين لم يفتحوا البلدان بالسيوف ولا بالخطب ولا بالكتب ولا بالمحادثات وإنما بالأمانة في البيع والشراء والصدق في الأقوال والعمل بتشريع الله في كل الأحوال فرأى منهم الناس نماذج فريدة لأخلاق إلهية كريمة فرأوهم فاهتدوا بهديهم ومشوا على دربهم ودخلوا في دين الله أفواجا قال صلي الله عليه وسلم {مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ}[3]
[1] سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد [2] المستدرك وسنن البيهقي [3] سنن الترمذي وأبي داود ومسند الإمام أحمد

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…C9&id=92&cat=2

منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

خليجية




روعه



التصنيفات
منوعات

سر الخلاف ومصدر الإتلاف

بسم الله الرحمن الرحيم

أكرر على أسماعكم بشرى الحبيب صلي الله عليه وسلم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم {سَأَلْتُ رَبِّي ثَلاثًا فَأَعْطَانِي اثْنَيْنِ وَلَمْ يُعْطِنِي وَاحِدَةً سَأَلْتُهُ أَنْ لا يَقْتُلَ أُمَّتِي بِسَنَةِ جُوعٍ فَيَهْلَكُوا فَأَعْطَانِي وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَعْطَانِي وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِي}[1]

وهذا ما نراه حادثا الآن كل المشاكل التي في ديارنا وبلادنا ما سببها؟ إخواننا مع إخواننا , المسلمين مع المسلمين، المصريين مع المصريين ، هذا ينتسب إلى حزب وهذا ينتسب إلى حزب آخر وهذا ينتسب إلى جبهة وهذا ينتسب إلى فئة لكنهم في النهاية أهل وطن واحد وبلد واحد ومعظمهم أهل دين واحد وهو دين الإسلام

لِمَ الخلاف؟ للوصول إلى المناصب للحصول على المكاسب والذين يريدون الحصول على المناصب والوصول إلى المكاسب لا يهتمون بأمر الرعية إن جاعوا فلا يهمهم شأنهم أو تعروا فلا ينشغلوا بتغطيتهم أو ساءت الأحوال فلا يهتموا بأمرهم كل ما يهتمون به تحقيق مصالحهم الذاتية ومآربهم الشخصية

وهذا هو البلاء الذي وقعنا فيه الآن وليس لهذا البلاء من كاشفة إلا أن يجتمعوا على رأي واحد ويتحدوا على فكر واحد ويختاروا فئة منهم أو واحداً منهم ويختار جماعة منهم يتفقون على العمل لله لصالح هذا البلد ولخدمة الفقراء والمساكين وينحون أمر الجماعات والأحزاب جانباً قاتل الله الأحزاب وليستمعوا إلى قول الله {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} الأنعام159

ليتهم ينتهجون نهج أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما انتقل الرسول صلي الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى واجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليختاروا واحداً منهم يخلف رسول الله وسمع بذلك المهاجرين

سار أبو بكر وعمر وأبو عبيدة رضي الله عنهم إلى السقيفة ورأى أبو بكر بما معه من نور الله ما يدور في نفوس الأنصار فأطفأ هذه النار وقال: يا معشر الأنصار أنتم الوزراء ونحن الأمراء قالوا: رضينا يا أبا بكر يريدون أن يكون لهم شيء فأعطاهم (أنتم الوزراء ونحن الأمراء)

ثم قال في فناء عن نفسه وعن مجده الشخصي: يا قوم بايعوا أبو عبيدة فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول {لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ}[2]

وقال أبو عبيدة: كيف أتولى وأنت فينا وأنت الذي أمرك الرسول أن تخلفه في الصلاة عند مرضه وأنت صاحبه في الغار وأنت صديقه في كلام السماء؟ فقال أبو بكر: بايعوا عمر بن الخطاب فإني سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول
{قَدْ كَانَ فِيمَا خَلا قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ مِنْهُمْ فَهُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ }[3]

ويقول {مَا سَلَكَ عُمَرُ وَادِيًا قَطُّ فَسَلَكَهُ الشَّيْطَانُ}[4]

فقال عمر رض الله عنه : ويل لعمر وأم عمر إن تولى الخلافة على أبي بكر – كانوا يتدافعونها – واتفقوا على أبي بكر وخرجوا وأمرهم جميع لم يهاجموا بعض ولم يشنعوا على بعض في الفضائيات أو يتهموا بعضاً بالمخازي والفضائح ويرفعون الجنح والجرائم الكبرى على بعضهم في المحاكم والجنايات لأن هذا ليس من أخلاق الإسلام ولا من تعاليم المسلمين

نحتاج في هذه الآونة يا أحباب الله ورسوله إلى أن نقضي على هذه الفتنة ولا نزكيها فلا تجلس مع أخ لك أو قريب لك أو صديق لك وتجادل عن حزب وتدخل معه في خصومة أو تدخل معه في جدال لأن الجدال دائماً وأبداً يوغر الصدور ويورث السخائم في النفوس ولماذا نجادل عن هذا وذاك؟ نحن جميعا إخوة جعلنا الله في كتاب الله إخوة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} الحجرات10

وكل ما نبغيه نريد فئة تؤمن بالله وتخش الله وتتقيه تمسك أمور هذه البلاد وترعى مصالح الفقراء والمساكين إن كانوا من هذا الحزب أو ذاك المهم أنهم يسعون لمصالح العباد ولمنافع البلاد

فلم نكبد أنفسنا المشقة البالغة ونتقاتل في القرى؟ ونتحزب في المدن ونتنافس في كل مكان ونصارع أنفسنا ونجالد بشدة مع أن هذا أمر لا ينبغي أن يكون بين أهل الإيمان؟ نريد أن نعمل جميعا بقول الله {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} آل عمران103

أنا أقول ذلك لأني رأيت إخواني المسلمين في كل البلاد مشغولين بهذه السفاسف لا حديث لهم إلا في هذا الكلام ولا يقطعون الليل في قراءة القرآن أو ذكر الله أو الصلاة لله ولكن في مشاهدة البرامج التي نعلمها جميعاً والتي تمتلئ بالسب على فلان والتنقيص من قدر فلان والاختصام لفلان والانتصار لفلان

أمور تشتت الأذهان وتشتت البال وتجعل المسلمين أجمعين في نكال ووبال على الدوام نريد أن نقضي على هذه الإحن وعلى هذه الفتن وندعو الجميع إلى الألفة والمودة والمحبة ونتفق على رأي جميع قبل أن يضيع هذا البلد من بيننا ونحن حضور فيه كيف يكون حالنا إذا سقط هذا البلد؟

[1] مسند الإمام أحمد عن معاذ بن جبل
[2] الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد عن أنس
[3] رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة
[4] الشريعة للآجري وتاريخ دمشق لابن عساكر عن أنس

http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…1&id=94&cat=15

منقول من كتاب [الأشفية النبوية للعصر]

اضغط هنا لتحميل الكتاب المنقول منه الموضوع مجاناً

خليجية




خليجية



جزاااااااااج الله خيرررررررررررررررررررررررررررر رر



التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

أدب الخلاف بين الزوجين

السلام عليكم ورحمة الله
في البداية احب ان اثني على هذا الموقع الرائع .
واحب ان اتطرق معكم لنقطة مهمة في العلاقة الزوجية الا وهي ادب الخلافات الزوجية .
ومن واقع تجربتي الشخصية اعتبر حياتي مع زوجي نموذج لا يحتذى به في ادب الخلافات الزوجية . فزوجي رغم اني احبه جدا الا ان الخلافات تخرج اسوأ ما في شخصيته . فعندما يغضب او يتضايق من تصرف او كلمة قلتها في لحظة غضب أو في وقت يكون مزاجي متعكر او عندما يتدخل كعادته في كل صغيرة وكبيرة في المنزل من اول طهي الطعام لرمي اي شئ او لكسر اي شيء وهو لا يتسامح في حقه ابدا لذا فانا اعلم جيدا ان الخلاف لن يمر مرور الكرام وحتى انه اصبح روتين على مدار حياتنا الزوجية التي قاربت على السبع سنوات . فاولا يطالبني فان امتنع عن التحدث معه نهائيا ثم يظل يتأخر على موعد حضوره الى المنزل واذا حضر يجلس وكأن على رأسه الطير وتوقف حياتنا تماما لمدة لا يعرف غير الله ما نهايتها ( حسب حجم المشكلة بسيطة كبيرة )قد تكون 3ايام وربما اسبوع او اكثر . واظل طوال المدة اشرب من كأس الذل من طريقة معاملته السيئة وعدم الرد علي في التلفون واحراجي امام اهله واهلي واصحابه في العمل واجد نفسي مستنفزة في محاولة أراضا ئه واجعله ينسى حتى اني في لحظات كثيرة اغلط نفسي لأخلص من هذا الوضع حيث اني لا اتحمل الخلاف والخصام واذا ضايقني هو او اغضبني فيكفي ان اقول له لقد فعلت كذا وكذا وارجوك لا تفعله مرة اخرى أو انحني جانبا الى ان اهدأ منه . واذا جاء وصالحني فكأن شيئا لم يكن . فانا اعتبر سهلة الأرضاء وان حياتنا اقصر وابسط من اقضيها في خصام مع اعز واغلى انسان على قلبي مما يؤدي بي الا احساسي بالمهانة وان كرامتي انجرحت نظرا لأنه يشعر بذاته كثيرا عندما احايله .
في الحقيقة توصلت في النهاية الى امر اني لن استطيع ان اتخلى عن حبيبي مهما فعل واني سأتحمل منه كل شئ ولكني اقول نصيحة لزوجي العزيز لماذا تشعر بذاتك وكبريائك ، لماذا لا تعاتب ، لماذا تظل على عنادك ، هل العند والكرامة والكبرياء اهم عندك من حياة اسرية ملأها الحب والصراحة والتفاهم . اتمنى من كل زوجين ان يعاتبا بعضهم بعد ان تهذأ نفسهم من الخلاف وان يشعر كل طرف ما اخطا بهدوء وان يكون صاحب قلب كبير يتسع للصفح عن شريكه مهما حدث . وان لا يقحم الزوج نفسه في امور لا طائل له بها ويصر عليها . واعتقد اني بدأت اصدق المثل الذي قالته جدتي لي مرة : ( المرأة تعش والرجل يطفش) .



مشكورة موضوعك رائع



الله يعطيكي العافيه يالغلا..



خليجية



خليجية



التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

كيف يبدأ الخلاف الزوجي وكيف ينتهي؟

يقول علماء النفس ” مهما كانت طبيعة المشاجرات الزوجية، الزوجان المحبان اللذان يريدان أن يبقيا على حياتهم الزوجية يمكنهما حل اكبر المشاكل دون تدخل طرف ثالث.”

ولكن هذا ليس الحال دائما في معظم البيوت، فالخلافات البسيطة تتفاقم وتراكم وتصبح سجلا تاريخيا يستشهد به لاحقا في أم المعارك ويمكن أن تطيح بأقوى زواج خلال شهور قليلة.

يقول خبراء العلاقات أن أسباب الخلافات بين الازواج لا تكون واضحة في البداية، بل ترتكز على عوامل مختلفة، مثل الحالة النفسية، المكان، الاشخاص المتعلقين بالمشكلة، الحالة المادية. ولكن دون أدنى الشك يبقى السبب الأساسي للمشاكل بين الأزواج هو عدم القدرة على التواصل كلاميا.

بعض الازواج يلجئون للت، وبعضهم الأخر يلجئ للصراخ، والتهديد والشتائم والتكرار. وكلاهما مخطئ، فالتفاهم بين الأزواج يجب أن يتم عبر الاتفاق المسبق على الكلام بهدوء وصراحة ودون عصبية، وعدم اللجوء إلى سلاح الصمت أو الصراخ.

تحدث المشاكل الزوجية لاسباب خاصة بالطرفين قد لا نستطيع حصرها هنا لأنها مسائل شخصية بالدرجة الأولى. ولكننا نستطيع أن نقول لك كيف تمنع الوقوع في الخلاف وكيف تنهيه إذا حدث:

القاعدة الأولى: قولا لا لتدخل طرف ثالث. قد يقول البعض أن الطرف الثالث هام في الحوار ولكننا نقول بأن الطرف الثالث يمكن أن يزيد من تعقيد المشكلة خاصة إذا كان مقربا من أحد الطرفين. فقد يهون الأمر على طرف، ويتعاطف مع طرف أخر وهكذا تصبح حياديته موضع شك. إذا وصلت الأمور لحد تدخل طرف ثالث فيفضل أن يكون رجل دين، وعلم ومعرفة مثل مستشار أو اخصائي في العلاقات.

القاعدة الثانية: تجنبا الوصول إلى مرحلة الخلاف. ويكون ذلك بامتصاص الغضب وعدم الرد بعنف على الطرف الثاني، والمناقشة بهدوء.

القاعدة الثالثة : تجنبا الحديث عن الخلافات السابقة. أن استحضار المشاكل السابقة وأي مواقف سلبية للطرف الأخر قبل البدء في مناقشة أي خلاف حالي لن يحل المشكلة بل سيزيدها سوءا. تخطى المراحل السابقة واهتم بالحاضر فقط.

القاعدة الرابعة: تجنبا التركيز على الأخطاء فقط. من الشائع أن يبدأ احد الأطراف باتهام الأخر بالقيام بالأمور بطريقة خاطئة مع التعميم بالطبع، مما يزيد من غضب ونفور الطرف الثاني الذي يبدأ هو الأخر باستذكار اخطاء شريكه. إذا كانت شخصيتك ستعرض للذم في كل خلاف فالافضل أن تنفصلا لأن الحكم على الاخطاء لوحدها فيه ظلم كبير. لا بد أن هناك ايجابيات وحسنات في الطرف الأخر وإلا لما تزوجتما. كن واقعيا وانتقد التصرف السيئ وليس الشخص.

القاعدة الخامسة: تجنبا البراعة اللفظية والعبارات الدرامية. بلا شك هذا السلاح تستعمله النساء أكثر ولكن للرجال كذلك نصيب، فهم يتأثرون بشخصية الزوج المتسلط الذي يفرض كلمته بقوة وقسوة ويجبر الزوجة على الخنوع كأبطال الأفلام القديمة. ولكن هل هذا هو الواقع؟ هل كل رجل يجب أن يكون سي السيد وكل زوجة الحاجة أمينة.

القاعدة السادسة: ابدءا الدعم والمشاركة والمساعدة في بناء اسرتكما. بالرغم من أنها قد تبدو كنصيحة إلا أنها طريقة وقائية لدفع الخلافات بعيدا. فالمشاركة في المنزل والاهتمام بالعائلة ورعاية الأطفال ودفع المصاريف وما إلى ذلك يقل من الضغط النفسي والتوتر الذي يقع على الزوجين. تعلما المشاركة في منزلكما ليس من باب السلطة ولكن من باب الحب والتقدير للطرف الاخر، مثلا على الزوجة أن تتعلم المبادرة في حل الازمات المالية لزوجها- التي تعتبر احد اهم اسباب الخلافات الزوجية – عن طريق الاقتصاد في الانفاق، التوفير، الدعم المالي (إذا توفر). كل هذا سيقرب الزوجين من بعضهما البعض ولا يترك مجالا للبغض والشعور بالقهر




بارك الله فيك
تسلمى يا قمر
موضوع رائع



وجودك عطر صفحتي عزيزتي



خليجية
تسلم هالآيدين
يدين ماتمسهآ النار يآرب
طرح رآآقي ورآآآآئع
مآنحرم يآأآرب
خليجية




يسلمو



التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

كيف يبدأ الخلاف الزوجي وكيف ينتهي؟

يقول علماء النفس ” مهما كانت طبيعة المشاجرات الزوجية، الزوجان المحبان الذان يريدان أن يبقيا على حياتهم الزوجية يمكنهما حل اكبر المشاكل دون تدخل طرف ثالث.”

ولكن هذا ليس الحال دائما في معظم البيوت، فالخلافات البسيطة تتفاقم وتراكم وتصبح سجلا تاريخيا يستشهد به لاحقا في أم المعارك ويمكن أن تطيح بأقوى زواج خلال شهور قليلة.

يقول خبراء العلاقات أن أسباب الخلافات بين الازواج لا تكون واضحة في البداية، بل ترتكز على عوامل مختلفة، مثل الحالة النفسية، المكان، الاشخاص المتعلقين بالمشكلة، الحالة المادية. ولكن دون أدنى الشك يبقى السبب الأساسي للمشاكل بين الأزواج هو عدم القدرة على التواصل كلاميا.

بعض الازواج يلجئون للت، وبعضهم الأخر يلجئ للصراخ، والتهديد والشتائم والتكرار. وكلاهما مخطئ، فالتفاهم بين الأزواج يجب أن يتم عبر الاتفاق المسبق على الكلام بهدوء وصراحة ودون عصبية، وعدم الجوء إلى سلاح الصمت أو الصراخ.

تحدث المشاكل الزوجية لاسباب خاصة بالطرفين قد لا نستطيع حصرها هنا لأنها مسائل شخصية بالدرجة الأولى. ولكننا نستطيع أن نقول لك كيف تمنع الوقوع في الخلاف وكيف تنهيه إذا حدث:

القاعدة الأولى: قولا لا لتدخل طرف ثالث. قد يقول البعض أن الطرف الثالث هام في الحوار ولكننا نقول بأن الطرف الثالث يمكن أن يزيد من تعقيد المشكلة خاصة إذا كان مقربا من أحد الطرفين. فقد يهون الأمر على طرف، ويتعاطف مع طرف أخر وهكذا تصبح حياديته موضع شك. إذا وصلت الأمور لحد تدخل طرف ثالث فيفضل أن يكون رجل دين، وعلم ومعرفة مثل مستشار أو اخصائي في العلاقات.

القاعدة الثانية: تجنبا الوصول إلى مرحلة الخلاف. ويكون ذلك بامتصاص الغضب وعدم الرد بعنف على الطرف الثاني، والمناقشة بهدوء.

القاعدة الثالثة : تجنبا الحديث عن الخلافات السابقة. أن استحضار المشاكل السابقة وأي مواقف سلبية للطرف الأخر قبل البدء في مناقشة أي خلاف حالي لن يحل المشكلة بل سيزيدها سوءا. تخطى المراحل السابقة واهتم بالحاضر فقط.

القاعدة الرابعة: تجنبا التركيز على الأخطاء فقط. من الشائع أن يبدأ احد الأطراف باتهام الأخر بالقيام بالأمور بطريقة خاطئة مع التعميم بالطبع، مما يزيد من غضب ونفور الطرف الثاني الذي يبدأ هو الأخر باستذكار اخطاء شريكه. إذا كانت شخصيتك ستعرض للذم في كل خلاف فالافضل أن تنفصلا لأن الحكم على الاخطاء لوحدها فيه ظلم كبير. لا بد أن هناك ايجابيات وحسنات في الطرف الأخر وإلا لما تزوجتما. كن واقعيا وانتقد التصرف السيئ وليس الشخص.

القاعدة الخامسة: تجنبا البراعة الفظية والعبارات الدرامية. بلا شك هذا السلاح تستعمله النساء أكثر ولكن للرجال كذلك نصيب، فهم يتأثرون بشخصية الزوج المتسلط الذي يفرض كلمته بقوة وقسوة ويجبر الزوجة على الخنوع كأبطال الأفلام القديمة. ولكن هل هذا هو الواقع؟ هل كل رجل يجب أن يكون سي السيد وكل زوجة الحاجة أمينة.

القاعدة السادسة: ابدءا الدعم والمشاركة والمساعدة في بناء اسرتكما. بالرغم من أنها قد تبدو كنصيحة إلا أنها طريقة وقائية لدفع الخلافات بعيدا. فالمشاركة في المنزل والاهتمام بالعائلة ورعاية الأطفال ودفع المصاريف وما إلى ذلك يقل من الضغط النفسي والتوتر الذي يقع على الزوجين. تعلما المشاركة في منزلكما ليس من باب السلطة ولكن من باب الحب والتقدير للطرف الاخر، مثلا على الزوجة أن تتعلم المبادرة في حل الازمات المالية لزوجها- التي تعتبر احد اهم اسباب الخلافات الزوجية – عن طريق الاقتصاد في الانفاق، التوفير، الدعم المالي (إذا توفر). كل هذا سيقرب الزوجين من بعضهما البعض ولا يترك مجالا للبغض والشعور بالقهر.




مشكوره حبوبه



شكراً لمرورك



شكرا يا قمر على الموضوع الرائع



بارك الله فيكي
مشكورة