الخلفاء الراشدون هم الصحابة الذين تولوا الحكم بعد النبي ( صلى الله عليه وسلم )
وترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة.
ولقبوا بالراشدين لما امتازت فترة حكمهم من حكم رشيد حيث قاموا بنشر الدين خير قيام ،
وكانت ولايتهم رحمة وعدلاً، واتسعت رقعة الدولة الإسلامية في عهدهم .
الخليفة الأول: أبو بكر الصديق – رضي الله عنه -:
واسمه عبد الله بن أبي قحافة ، وسماه النبي ( صلى الله عليه وسلم )
صديقاً كونه صدّقه فيما كذبه فيه أكثر الناس من خبر الإسراء والمعراج ،
فضلاً عن كونه أول من آمنَّ به من الرجال ، وهو رفيق النبي في هجرته ،
وصاحبه في الغار ، وملازمه في كل حياته ،
وله فضائل كثيرة عرفها له النبي ( صلى الله عليه وسلم )
وسجلها له لتعرف له الأمة قدره ، وقد ورد فيه قول الحق سبحانه:
{ إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا }
(البقرة:40)
روى أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن أبا بكر – رضي الله عنه –
حدّثه قال: قلت للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ونحن في الغار- :
لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه ،
فقال: « ( يا أبا بكر ، ما ظنك باثنين الله ثالثهما )
رواه البخاري ومسلم .
ومن الأحاديث الواردة في فضل الصديق تصريحه ( صلى الله عليه وسلم ) لعمرو بن العاص
أن أبا بكر أحب الرجال إليه ، فعن عمرو بن العاص – رضي الله عنه – :
أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بعثه على جيش ذات السلاسل ،
قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك ؟
فقال: ( عائشة، فقلت من الرجال ؟ فقال: أبوها، قلت: ثم من ؟ قال: عمر بن الخطاب فعد رجالاً )
رواه البخاري ومسلم .
ومن دلائل فضله ما رواه ابن عباس – رضي الله عنهما –
قال: خرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في مرضه ,فقعد على المنبر ،
فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال: إنه ليس من الناس أحد أمنّ علي في نفسه وماله
من أبي بكر بن أبي قحافة ، ولو كنت متخذاً من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ،
ولكن خلة الإسلام أفضل ، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر )
رواه البخاري ومسلم .
وأمره ( صلى الله عليه وسلم ) بسد كل – خوخة –
أي كل باب يوصِل إلى المسجد إلا باب بيته ، وباب بيت أبي بكر إشارة – والله أعلم – إلى استحقاقه
تولي الخلافة من بعده حيث كان المسجد في ذلك الزمان قصر الحكم ، وساحة القضاء ،
ومكان تجهيز الجيوش وعقد الرايات .
وقد شهدت له الأمة بالفضل فعن عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما –
قال: كنا في زمن النبي ( صلى الله عليه وسلم )
( لا نعدل بأبي بكر أحداً ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم نترك أصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم )
لا نفاضل بينهم )
رواه البخاري .
فهذه شهادة من صحابي عرفت الأمة له قدره أن أبابكر كان المقدّم فيهم ،
وكان أفضلهم ، وشهادة أخرى من الخليفة الرابع علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –
الذي حاول البعض إقامة سوق العداوة بينه وبين أبي بكر – رضي الله عنه –
إذ يقول: – رضي الله عنه -:
" ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها ؟ أبو بكر ، ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر ؟ عمر "
رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة .