
.. الله يعطيك عافية ..}~

.. الله يعطيك عافية ..}~
احذيه لاحلى مواليد بالدنيا
اتمنى ان تعجبكم
يتبع
اسعدني تواجدك المميز
وتجد ذم الدنيا ومدح نعيم الآخرة، وتفضيل ما عند الله على متاع الدنيا القريب العاجل في مواضع كثيرة، كقوله – تعالى -: (لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وما عند الله خيرٌ للأبرار) [آل عمران: 198]، وقوله: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزوجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خيرٌ وأبقى) [طه: 131].
وقال في موضع ثالث: (زين للناس حب الشهوات من النساء والنساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب * قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزوج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد) [آل عمران: 14-15].
ولو ذهبنا نبحث في سر أفضلية نعيم الآخرة على متاع الدنيا لوجدناه من وجوه متعددة:
أولاً: متاع الدنيا قليل، قال – تعالى -: (قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى) [النساء: 77].
وقد صور لنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – قلة متاع الدنيا بالنسبة إلى نعيم الآخرة بمثال ضربه فقال: " والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه وأشار بالسبابة في اليم، فلينظر بم ترجع "(1). ما الذي تأخذه الإصبع إذا غمست في البحر الخضم، إنها لا تأخذ منه قطرة. هذا هو نسبة الدنيا إلى الآخرة.
ولما كان متاع الدنيا قليلاً، فقد عاتب الله المؤثرين لمتاع الدنيا على نعيم الآخرة (يا أيها الذين ءامنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل) [التوبة: 38].
الثاني: هو أفضل من حيث النوع، فثياب أهل الجنة وطعامهم وشرابهم وحليهم وقصورهم أفضل مما في الدنيا، بل لا وجه للمقارنة، فإن موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ففي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها "(2).
وفي الحديث الآخر الذي يرويه البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " ولقاب قوس أحدكم من الجنة خير مما طلعت عليه الشمس " (3). وقارن نساء أهل الجنة بنساء الدنيا لتعلم فضل ما في الجنة على ما في الدنيا، ففي صحيح البخاري عن أنس، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت على الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها " (4).
الثالث: الجنة خالية من شوائب الدنيا وكدرها، فطعام أهل الدنيا وشرابهم يلزم منه الغائط والبول، والروائح الكريهة، وإذا شرب المرء خمر الدنيا فقد عقله، ونساء الدنيا يحضن ويلدن، والمحيض أذى، والجنة خالية من ذلك كله، فأهلها لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يبصقون ولا يتفلون، وخمر الجنة كما وصفها خالقها (بيضاء لذة للشاربين * لا فيها غولٌ ولا هم عنها ينزفون) [الصافات: 46-47] وماء الجنة لا يأسن، ولبنها لا يتغير طعمه (أنهار من ماء غير ءاسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه) [محمد: 15]، ونساء أهل الجنة مطهرات من الحيض والنفاس وكل قاذورات نساء الدنيا، كما قال – تعالى -: (ولهم فيها أزوج مطهرة) [البقرة: 25].
وقلوب أهل الجنة صافيه، وأقوالهم طيبة، وأعمالهم صالحة، فلا تسمع في الجنة كلمة نابية تكدر الخاطر، وتعكر المزاج، وتستثير الأعصاب، فالجنة خالية من باطل الأقوال والأعمال، (لا لغو فيها ولا تأثيم) [الطور: 23]، ولا يطرق المسامع إلا الكلمة الصادقة الطيبة السالمة من عيوب كلام أهل الدنيا (لا يسمعون فيها لغواً ولا كذابا) [النبأ: 35]، (لا يسمعون فيها لغواً إلا سلاما) [مريم: 62]، (لا تسمع فيها لاغية) [الغاشية: 11]، إنها دار الطهر والنقاء والصفاء الخالية من الأوشاب والأكدار، إنها دار السلام والتسليم (لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً * إلا قيلاً سلاماً سلاما) [الواقعة: 25-26].
ولذلك فإن أهل الجنة إذا خلصوا من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار، ثم يهذبون وينقون بأن يقتص لبعضهم من بعض، فيدخلون الجنة وقد صفت منهم القلوب، وزال ما في نفوسهم من تباغض وحسد ونحو ذلك مما كان في الدنيا، وفي الصحيحين في صفة أهل الجنة عند دخول الجنة " لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً " (5). وصدق الله إذ يقول: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين) [الحجر: 47].
والغل: الحقد، وقد نقل عن ابن عباس وعلي بن أبي طالب أن أهل الجنة عندما يدخلون الجنة يشربون من عين فيذهب الله ما في قلوبهم من غل، ويشربون من عين أخرى فتشرق ألوانهم وتصفو وجوههم. ولعلهم استفادوا هذا من قوله – تعالى -: (وسقاهم ربهم شراباً طهورا) [الإنسان: 21]. (6)
الرابع: نعيم الدنيا زائل، ونعيم الآخرة باق دائم، ولذلك سمى الحق- تبارك وتعالى -ما زين للناس من زهرة الدنيا متاعاً، لأنه يتمتع به ثم يزول، أما نعيم الآخرة فهو باق، ليس له نفاد، (ما عندكم ينفد وما عند الله باق) [النحل: 96]، (إن هذا لرزقنا ما له من نفاد) [ص: 54]، (أكلها دائم وظلها) [الرعد: 35]، وقد ضرب الله الأمثال لسرعة زوال الدنيا وانقضائها (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا * المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثواباً وخيرٌ أملا) [الكهف: 45 46].
فقد ضرب الله مثلاً لسرعة زوال الدنيا وانقضائها بالماء النازل من السماء الذي يخالط نبات الأرض فيخضر ويزهر ويثمر، وما هي إلا فترة وجيزة حتى تزول بهجته، فيذوى ويصفر، ثم تعصف به الرياح في كل مكان، وكذلك زينة الدنيا من الشباب والمال والأبناء الحرث والزرع…كلها تتلاشى وتنقضي، فالشباب يذوى ويذهب، والصحة والعافية تبدل هرماً ومرضاً، والأموال والأولاد قد يذهبون، وقد ينتزع الإنسان من أهله وماله، أما الآخرة فلا رحيل، ولا فناء، ولا زوال (ولدار الآخرة
خير ولنعم دار المتقين * جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار) [النحل: 30-31].
الخامس: العمل لمتاع الدنيا ونسيان الآخرة يعقبه الحسرة والندامة ودخول النيران: (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) [آل عمران: 185].
(1) صحيح مسلم: (4/2193). ورقم الحديث: 2858.
(2) مشكاة المصابيح: (3/85) ورقم الحديث: 5613.
(3) مشكاة المصابيح: (3/85). ورقم الحديث: 5615 والقدر: الموضع والمقدار.
(4) مشكاة المصابيح: (3/85). ورقم الحديث: 5614 والنصيف: الخمار.
(5) رواه البخاري عن أبي هريرة، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، فتح الباري: (6/318).
(6) التذكرة، للقرطبي:ص 499.
موقع المختار الإسلامى
*اولا:الدنيا قصيره وعمرنا يمضي كل مامر يوم نقص كأننا كل يوم نمشي للنهايتنا حتى ناصلها وحنا مامعنا زاد لسفرنا أو دارنا اللي تنتظرنا (الحمدلله نصلي ونستغفر ونبر بوالدينا ووو…)لكن(نغتاب وننم ونمزح بكلمه نضحك الناس وحنا مانلقي لها بال قد تلقينا في النار70خريفا ووو…)وبكذا أعمالنا راحت هباء منثورا كأننا ماسوينا شي علشان كذا حبيت أوصيك:
*"أي شي بتسوينه"
_تخيلي أن ملك الموت بالطريق يقبض روحك.
_تذكري لو أموت الحين وش تكون خاتمتي حسنه أم سيئه بيدخلني الجنه أو النار.
*"اســـــتـــــغـــــفـــــ ري"
أكثري من الأستغفار فهو مزيل للهموم،مفرج للكروب،محقق للأماني، يجلب السعاده وانشراح الصدر ووو…
*اوصيك ثم أوصيك ثم أوصيك بـــــقـــــيـــــام الـــــلـــــيـــــل*
والله وأقسم بالله ان اللي مايقوم لصلاة الليل مـــــحـــــرووومـ’
لذه إيمانيه روحيه عباده خفيه مايدري عنك إلا ربك صلي وادعي واستغفري وتذكري الآيه(تتجافى جنوبهم عن المضاجع)
انشراح صدر ماتتخيلينه يعني انتي قايمه من لذة النوم ودحرتي الشيطان مايشوفك غير ربك تصلين والناس نايمين
واللي سهران على النت أو الدش اواواو…
وربي ينزل بالسماء الدنيا ويقول"من يدعوني استجيب له من يستغفرني أغفرله…"وش نبي أكثر من كذا
وقيام الليل يزيدك بالدين وتقولين الدنيا فانيه ماتسوى
والله ثم والله الذي لاإله إلاهو إني مجربه قيام الله
لو أقولك عن الراحه النفسيه اللي أحس فيها من اليوم لبكره
ماوفيها حقها شي مايحس فيه إلا اللي مجربه
"ياحبيبتي أحب أقولك شي لاتنامين الليل كله يبي يجي الموت وتنامين بقبرك الدهر كله"
يانايم الليل كله = قم صل مافيك عله
باكر تزور المقابر = وتنام الدهر كله
وأخر وصيه"جـــــوالكـ"
قبل لاترسلين اي رساله فكري هالرساله راح يتداولونها الناس وربما تكون غراميه وتطيح بيد شاب أوشابه يتعاكسون او معجبه ويتعلقون ببعض أشياء بسيطه نغفل عنها وهي مهمه وشوفي هل رسائلك فيها ألفاظ شركيه أم لاء
_وتـــــذكـــــري دائما قبل ارسال الرساله انك مسؤله عنها وراح تنفعك أوتضرك بقبرك إنكانها دينيه بإذن الله تنفعك وتدخل ضمن
قول الرسول صلى الله عليه وسلم(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث منها علم ينتفع به)
ربما تذكرين فيها غافل أو تعلمين فيها جاهل أو تنبهين فيها ساهي لاهي.
وإنكانها شي ثاني وانتي تعرفين راح يتناقلوها الناس وبكذا استاثمتي منها إضاعة مال وأحنا مسؤلين عنه أخوانا محتاجين وأحنا نصرفها بغير وجه حق.
وأخـــــر مـــــأقـــــولــ:
لاتنسوني من دعائكم اللهم أحسن خاتمتنا وهون علينا سكرات الموت وصفي قلوبنا ونياتنا وأهدنا وثبتنا على دينك.
الله يجزاك الفردوس ياقارئا لاتدع الرساله حبيسة جوالك ارسلها لو لشخص وأحد خل الأجر يلحقنا سويا بإذن الله_
يمكن أموت أو انت تموت بعد عمر طويل وينفعنا الله فيها0000
لكم هذا الحوار مع العالم وتلميذه
سأل عالم تلميذه: منذ متي صحبتني؟
فقال التلميذ: منذ ثلاثة وثلاثين سنة…
فقال العالم: فماذا تعلمت مني في هذه الفترة؟ !
قال التلميذ: ثماني مسائل…
قال العالم: إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب عمري معك ولم تتعلم الا ثماني مسائل؟ !
قال التلميذ: يا أستاذ لم أتعلم غيرها ولا أحب أن أكذب.
فقال الأستاذ: هات ما عندك لأسمع …
قال التلميذ:
الأولي :
أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فإذا ذهب إلي القبر فارقه محبوبه
فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معي .
الثانية:
أني نظرت إلي قول الله تعالي :
‘وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوي فإن الجنة هي المأوى ‘
فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت علي طاعة الله .
الثالثة :
أني نظرت إلي هذا الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتي لا يضيع
ثم نظرت إلي قول الله تعالي: ‘ما عندكم ينفذ وما عند الله باق’
فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظه عنده .
الرابعة:
أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل واحد يتباهي بماله أو حسبه أو نسبه،
ثم نظرت إلي قول الله تعالي: ‘إن أكرمكم عند الله أتقاكم’
فعملت في التقوي حتي أكون عند الله كريما .
الخامسة:
أني نظرت في الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا،
وأصل هذا كله الحسد،
ثم نظرت إلي قول الله عز وجل: ‘ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ‘
فتركت الحسد واجتنبت الناس وعلمت ان القسمة من عند الله فتركت الحسد عني .
السادسة :
أني نظرت إلي الخلق يعادي بعضهم بعضا ويبغي بعضهم علي بعض ويقاتل بعضهم بعضا ونظرت إلي قول الله تعالي: ‘إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ‘
فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده .
السابعة:
أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق
حتي انه قد يدخل فيما لا يحل له،
ونظرت إلي قول الله عز وجل: ‘وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها’
فعلمت أني واحد من هذه الدواب فاشتغلت بما لله عليّ وتركت ما لي عنده .
الثامنة :
أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل علي مخلوق مثله, هذا علي ماله وهذا علي ضيعته وهذا علي صحته وهذا علي مركزه
ونظرت إلي قول الله تعالي ‘ومن يتوكل علي الله فهو حسبه’
فتركت التوكل علي الخلق واجتهدت في التوكل علي الله .
فقال الأستاذ: بارك الله فيك
بحث في عجائب الدنيا
وبالرغم من اختلاف وجهات النظر بين الطالبات
فقد كان معظم التصويت على المعالم التالية
1- أهرامات الجيزة بمصر
2- تاج محل بالهند
3- الوادي الكبير – كولورادو – الولايات المتحدة الأمريكية
4- قناة بنما – بنما
5- بناية امباير ستايت – نيويورك
6- كاتدرائية بيتر باسيلكا بإيطاليا
7- سور الصين
وبينما كانت المعلمة تجمع الأصوات من الطالبات
لاحظت أن واحدة منهن لم تُنهي ورقتها
فسألت الفتاة إذا ماكانت تواجه صعوبة
في إكمال العجائب !!
ردت الفتاة قائلة : نعم .. قليلاً
لأني أجدها كثيرة جدا
فقالت لها المعلمة : حسناً اقرئي لنا ما كتبتي
وسوف نساعدك فيتحديدهاترددت الفتاة قليلاً
ثم قرأت :أعتقد أن عجائب الدنيا
وهي كالتالي:
1- أن ترى
2- وتسمع
3- وتلمس
4- وتذوق
5- وتشعر
6- وتضحك
7- وتحب
عندما انتهت الفتاة من قراءة بحثها
عم الفصل هدوء تام بحيث انك تستطيع سماع رنين الإبرة
إذا سقطت
وأكملت الفتاة قائلة :
الأشياء البسيطة التي منحنا الله عز وجل
وتعودنا على وجودها في حياتنا
كأمر مُسلم به في نظري هي عجائب الدنيا
التي لايمكن أن تُبنى باليد أو تُشترى بالمال
إنها بساطة داخل قلبك وجوارحك
فهل فكرت في هذه النعم من قبل ؟؟
" و اضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض
فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا "
نعم هذا مثل هذه الحياة الدنيا
في سرعة ذهابها واضمحلالها
وقرب فنائها وزوالها …
هذه الحياة الدنيا لا راحة فيها ولا اطمئنان …
ولا ثبات فيها ولا استقرار
حوادثها كثيرة وعبرها غفيرة …
دول تبنى و أخرى تزول …
مدن تعمر وأخرى تدمر …
وممالك تشاد و أخرى تباد …
فرح يقتله ترح … وضحكة تخرسها دمعة …
صحيح يسقم ومريض يعافى …
وهكذا تسير عجلتها لا تقف لميلاد ولا لغياب ولا لفرح ولا لحزن …
تسير حتى يأذن الله لها بالفناء …
ولا يملك الناس من هذه الدنيا شيئا إلا بمقدار …
نزول المطر ونبات الزرع وصورته هشيما …
بذلك ينتهي شريط الحياة …
ما بين ولادة وطفولة وشباب وشيخوخة ثم موت وقبر …
يطوى سجل الإنسان بعجالة وكأنها غمضة عين
أو لمحة بصر أو ومضة برق …
"اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد"
سراب خادع …
وبريق لامع …
ولكنها سيف قاطع …
وصارم ساطع …
كم أذاقته أسى …
وكم جرعت غصا …
و أذاقت مرضا …
كم أحزنت من فرح … وأبكت من مرح …
وكبرت من صبو … وشابت من صغير ؟!
سرورها مشوب بالحزن … وصفوها مشوب بالكدر …
خداعة مكارة … ساحرة غرارة …
كم هم فيها من صغير … وذل فيها من عزيز …
وترف فيها من وثير … وفقير فيها من غني ؟!
أحوالها متبدلة وشمولها متغيرة …
يقول عليه الصلاة والسلام
" مالي ولدنيا , ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها"
ومن وصايا عيسى على نبينا وعليه السلام لأصحابه قال :
(الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها)
وقوله أيضا :
"من ذا الذي يبني فوق موج البحر دارا ؟! تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا "
وقيل لنوح عليه السلام:
( يا أطول الأنبياء عمرا كيف رأيت الدنيا ؟ قال :
" كدار لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر"
دعونا نحاسب أنفسنا ونستلهم الدروس والعبر مما فات …
دعونا نتساءل عن يومنا كيف أمضيناه ؟!
وعن وقتنا كيف قضيناه ؟!
فإن كان مافية خيرا حمدناه وشكرنا …
وإن كان ما فيه شرا تبنا إليه واستغفرناه …
ليسأل كل واحد منا نفسه …
كم صلاة فجر ضيعتها أو أخرتها ولم أصليها إلا عند الذهاب
إلى المدرسة أو العمل ؟
كم حفظت من كتاب الله وعملت به ؟
كم يوم صمته في سبيل الله ؟
كم صلة رحم قمت بزيارتها ؟
كم من غيبة كتبت علي ؟
وكم نظرة حرام سجلت علي ؟
وكم فرصة سنحت لي لأتوب ولكني لم أتب حتى هذه الحظة ؟
كم مرة عقت والدي ونهرتهما ؟
وكم … وكم …
فهلا حاسبنا أنفسنا الآن مادامت الفرصة سانحة …
والسوق مفتوحة والبضاعة قائمة ؟!!
وقفة مع حياة الإنسان
لو ألقينا نظرة خاطفة على حياة الإنسان في الدنيا
لرأينا العجب العجاب …
والله إني لأعجب كثيرا ممن وهب نفسه للدنيا
ونسي الآخرة وكأنه لا يؤمن بها …
مع علمه بأن المرء ليس له إلا عمر واحد …
و أجل محدود …
ولن يعطى فوق أجله دقيقة واحدة ليعيشها .
ومع هذا يكابر ويتكبر ويتجآهل التوبة و يلهو بالمعصية
ويعيش حياة من لا يموت أبدا !!
اللهم اجعلنآ من التوآبين اليك ..
واختم لنآ آخرتنآ ب الشهآده يآ حي يآ قيوم
أمين
رائع يستحق التقيم والتثبيت
أمين
بارك الله فيك
موضوع متميز
/ القناعه /
تعرَيفْ القناَعة
[القَناعْة ] هيَ الرضْا بَمْا قسَمْ اللّه و لَوْ كاَنْ قليَلاً و هيَ عدَمْ
التطَلعْ إلىْ ماَ فيَ ايَديْ الآخرَينْ و هيَ علاَمْة علَىْ صَدقْ الايَمانْ .
مراتب القناعة :
* المَرتبْة الأعَلىْ :
أنَ يَقتنْع بالبُلغْة مَنْ دَنياْه و يَصرْف نفَسْه عَنْ التَعرْض لَمْا سَواهْ .
* المَرتبْة الأوَسْط :
أنَ تنَتهيْ بَه القَناعْة إلَىْ الكَفايْة و يحَذْف الفَضوْل و الزيَادْة .
* المَرتبْة الأدَنىْ :
أنَ تنتَهيْ بَه القَناعْة إلَىْ الوَقوفْ عَلىْ مَا سَنحْ ، فلَا يَكرْه مَا أتاَه وَإنَ كاَنْ كَثيْراً ،
و لَا يطَلبْ مَا تعَذرْ و إَن كَانَ يسَيراً .
آثار القناعة :
1.امَتلْاء القَلبْ بالإَيمْان بالله سَبحانْه و تعَالىْ و الثَقْة بَه و الرَضْا
بمَا قَدر و قَسْم .
2. الحَياة الطَيبْة .
3. تحَقيْق شَكر المَنعْم سَبحانْه و تعَالىْ .
4.الفَلاحْ و البَشرْى لمَن قَنعْ .
5 . الوَقايْة مَنْ الذَنوْب التَيْ تفَتكْ بالَقلبْ و تَذهْب الحَسنْات
كاَلحسْد و الغَيبْة و النَميمْة و الكَذْب .
6. حَقيقْة الَغنىْ فَيْ القَناعْة .
7. الَعزْ فَي القَناعْة و الذَلْ فَيْ الطَمعْ .
8. القَانْع تعَزفْ نفَسْه عَنْ حَطامْ الدَنيْا رغَبةً فيَمْا عَنْد الله .
9.القَنوْع يحَبْه الله و يَحبْه الناَسْ .
10. القَناعْة تشَيعْ الألفة و المحَبة بَينْ النَاسْ
مَنْ الأسَباْب المَؤديْة للَقناعْة :
1.الاسَتعانْة باللّه و الَتوكلْ عَليْه و التَسليْم لقَضائْه و قَدرهْ .
2. قَدرْ الدَنيْا بقَدرْها و إنَزالهْا منَزلتهْا .
3.جَعلْ الهَمّ للآخرَة و التَنافْس فيَهْا .
4. النَظر فيْ حَالْ الصَالحيْن و زهَدهْم و كْفافهَم و إعَراضهْم عنَ الدَنيْا و مَلذاتْها .
5. تَأمل أحَوالْ مَنْ هَمْ دوَنكْ .
6. مَجاهْدة النَفسْ علَى القَناعْة و الكَفافْ .
7. مَعرفْة نعَم الله تعَالْى و التَفكرْ فيَها .
8. أنَ يعَلْم أن لبَعْض النعَيْم ترَة و مفَسْدة .
9.أنَ يعَلمْ أن فَيْ القَناعْة راحَة النَفسْ و سَلامْة الصَدْر واطَمئنْان الَقلبْ .
10. الدَعاْء .
11. تقَويةْ الإيَماْن باَلله تَعالىْ وتَرويْض القَلبْ علَى القَناعْة والَغنْى .
12. اليَقيْن بأن الَرزْق مكَتوْب و الإنَساْن فَيْ رَحْم أمَه .
13.تدَبْر آياَتْ الَقرآن العَظيمْ لا سَيمْا مَا تتَحدْث عَنْ الَرزْق والاكتَسْاب .
14. معَرفة حَكمْة الله تعاَلى فَيْ تَفاوْت الأرَزاقْ والمَراتبْ بيَن العَباْد .
15.الَعلْم بأَن الرَزْق لا يخَضْع لمَقايْس البَشرْ مَنْ قَوْة الَذكاْء و كَثرْة
الحَركةْ و سَعْة المَعارْف .
16. العلَمْ بأنْ عَاقبْة الغنَى شَرْ و وَباْل عَلْى صَاحْبه إذَا لمَ يكَنْ
الاكْتسَاب و الصَرفْ مَنهْ بالَطرْق المَشروعْة .
17. النظَر فْي التَفاوْت البَسيْط بيَن الغَنيْ و الَفقيْر علَىْ وجَه
يقَولْ الرَسْول صَلْى الله علَيهْ و سَلم :
( قد أفلح من أسلم ، ورُزق كفافًا، وقَنَّعه اللّه بما آتاه )
جزاك الله كل خير أختي..وكثر من أمثالك
فيها النعيم وفيها راحة البدنِ
انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها
هل راح منها بغير القطن والكفنِ
ما اجمل ما قيل حقا
فالغنى هو غنى النفس
وسعد من قنع وهلك من طمع
مشكور اختي ع المجهود الرائع
تقبلي ودي قبل ردي ياغاليه
ام خالد
بارك الله فيك
وجزاكي الله خير
تقبلي مروري
اختك ام ورد
وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم تفاهة الدنيا، وهوانها على الله عز وجل حين قال: " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء".
والله تعالى يقول عنها: { اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور}(الحديد 20).
والعجب العجاب ممن يعلم حقيقة الدنيا وحقارتها ثم هو ينافس الناس ويعاديهم من أجل الفوز بالدنيا والانفراد بها ونيل حظوظها ولو على حساب دينه ومبادئه وأخلاقه ومروءته.
وحين تستقر الدنيا ومحبتها والتعلق بها في نفس العبد فإنها تحمله على الكثير من القبائح والمنكرات، ومنها التنافس المذموم على الدنيا فتهلكه، وهذا الذي كان يخشاه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته حين قال: " فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم".
إنه ليس عيبا أن يحب الإنسان منافع الدنيا وبعض متاعها، لكن العيب أن ينحرف في هذا الحب، فيحمله على ما حرم الله من منع واجب أو أخذ حرام، أو اعتداء على آخرين بغير حق..
ومن مظاهر التنافس على الدنيا:
-التكاثر بحيث يريد كل واحد أن يكون أكثر من غيره حظوظا من الدنيا، وهذا التكاثر يلهي عن الله و الدار الآخرة: { ألهاكم التكاثر} ونبهنا الله لهذه الآفة المهلكة فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (المنافقون:9)
"
-إيثار الدنيا على الآخرة وعدم المبالاة بما اكتسب من حلال أم من حرام كما يحمله ذلك على بغض طلاب الآخرة والوقيعة فيهم…
-المخاصمة الدائمة على الدنيا وتشتت الذهن وكثرة الهموم والأحزان، خصوصا إذا فات شيء من الدنيا.
وغير ذلك من المظاهر التي تدل على انغماس صاحبها في الدنيا، وإعراضه عن الآخرة.
والشرع قد ندب العباد إلى الرضا والقناعة وإن حث على السعي والتكسب، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (الجمعة:9).
كما نهى عن التطلع إلى ما عند الآخرين: { لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِين}(الحجر 88)
وقال تعالى: {وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}(طه 131)
يقول الإمام ابن كثير رحمه الله:
" يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: لا تنظر إلى ما هؤلاء المترفون وأشباههم ونظراؤهم فيه من النعم، فإنما هي زهرة زائلة ونعمة حائلة لنختبرهم بذلك، وقليل من عبادي الشكور".
ولهذا لفت الشرع الأنظار إلى خطورة التنافس في الدنيا مع الإعراض عن الآخرة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "…..وإني أعطيت مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها".
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أخوف ما أخاف عليكم ما يُخرج الله لكم من زهرة الدنيا، قالوا: يا رسول الله، وما زهرة الدنيا؟ قال: بركات الأرض".
وكان الحسن رحمه الله يقول: من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنيا فألقها في نحره. ويقول: والله لقد أدركت أقواما كانت الدنيا أهون عليهم من التراب الذي تمشون عليه، ما يبالون، أشرقت الدنيا أم غربت، ذهبت إلى ذا؟ أو ذهبت إلى ذا.
أما إذا كان التنافس في الدنيا من أجل إحراز سبق أو كفاية يستغني بها المسلمون، كابتكار علمي، أو سبق اقتصادي، ولا يبقون عالة على أعدائهم، مع نية التقرب بذلك إلى الله، والطمع في جنته ورضوانه، ومع الاهتمام بكل أعمال الآخرة الأخرى، والمتمثلة في النزول على حكم الله عز وجل في كل ما يأتي المرء وما يدع، فذلك حسن ومحمود، لأنه لا يخرج عن أن يكون من عمل الآخرة.
وقد أمرنا الله عز وجل أن تكون الدنيا التي في أيدينا موجهة نحو عمل الآخرة، وذلك في قوله سبحانه: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}(القصص 77).
وإذا أيقن العبد أن حظوظ الدنيا تجري بالمقادير مع الأخذ بالأسباب المشروعة لما تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، ولما جعلها أكبر همه، قال الله عز وجل: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}(الزخرف32).
ويأمر الله الملك أن يكتب رزق العبد وهو في بطن أمه. والله عز وجل يعطي الدنيا من يشاء ويمنعها من يشاء: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ}(الإسراء 18).
يقول ابن كثير رحمه الله:
يخبر تعالى أنه ما كل من طلب الدنيا وما فيها من النعم يحصل له، بل إنما يحصل لمن أراد الله، وما يشاء، وهذه مقيدة لإطلاق ما سواها من الآيات…"
والعبد الحريص على الدنيا المنافس للانفراد بها لا يشبع أبدا، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كان لابن آ دم واديان من مال لابتغى ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب".
نسأل الله أن لا يجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، وأن يجعل غايتنا رضاه والدار الآخرة.
والحمد الله رب العالمين.
ولقد جهِد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كلَّ جهدٍ, واستوفى غاية وسعه، في ترسيخ جذور هذا المعنى العظيم, وتعميق مفهوم هذا المصطلح الجهادي، في نفوس أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، ثمَّ في نفوس أمته من بعدهم, سالكًا في ذلك مسلكين:
المسلك الأول: إفصاحٌ بيِّنٌ، وإيضاحٌ جليٌّ؛ لما يعتمد في ذات نفسه الشَّريفة، من حبٍّ عميق للشَّهادة، حمله على التَّمنِّي أن يرزق بها مراتٍ متعددة, فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال:(والذي نفسي بيده! لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل, ثمَّ أغزو فأقتل, ثمَّ أغزو فأقتل) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما. وإنَّها لأمنية يا لها من أمنية! كيف انبعثت من هذا القلب الطَّهور؟! معبرةً أبلغ التَّعبير عن هذا الحبِّ العميق, والشَّوق الغامر، إلى هذا الباب العظيم، من أبواب جنَّات النَّعيم.
المسلك الثَّاني: في ترسيخ مفهوم الشَّهادة، وإحيائه في القلوب، وبعثه في النُّفوس، وذلك فيما ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه، في صحيح السُّنة الشَّريفة، من بيان محْكم، وإيضاح دقيق؛ لفضل الشَّهادة، ومنازل الشُّهداء، في دار الكرامة، عند مليك مقتدر, في الطَّليعة من ذلك، بيان صفة حياة الشُّهداء عند ربهم, فعن مروان أنَّه قال: سألنا عبد الله عن هذه الآية: (ولا تحسبنَّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا، بل أحياء عند ربهم يرزقون, فقال: أمَا إنَّا قد سألنا عن ذلك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال:(أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنَّة حيث شاءت, ثمَّ تأوي إلى تلك القناديل)رواه مسلم. ومنها أنَّ للشَّهيد عند ربِّه ستُّ خصالٍ، جاءت مبيَّنة في حديث المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه أنَّه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:(للشَّهيد عند الله ستُّ خصالٍ: يغفر له في أول دُفعة، " والدُّفقة بضم الدَّال المهملة: هي الدّفعة من الدَّم وغيره " ، ويرى مقعده من الجنَّة, ويُجار من عذاب القبر, ويأمنُ من الفزع الأكبر, ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدُّنيا وما فيها, ويُزوَّج اثنتين وسبعين من الحور العين, ويشفع في سبعين من أقاربه، وفي لفظ: من أهل بيته)رواه الترمذي، وصححه الألباني.
ومنها أنَّه يخفَّف عنه مسُّ الموت، حتَّى إنَّه لا يجد من ألمه؛ إلا كما يجد أحدنا من مسِّ القرصة, وقد أخرج التِّرمذي، والنِّسائي، وابن ماجه في سننهم، وابن حبان في صحيحه؛ بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (ما يجد الشَّهيد من مسِّ القتل؛ إلا كما يجد أحدكم من مسِّ القرصة).
ومنها أنَّ دورَ الشُّهداء في الجنَّة أحسن الدُّور وأفضلها, فقد أخرج البخاري في صحيحه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أنَّه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:(رأيت الليلة رجلين، أتياني فصعدا بي الشَّجرة، فأدخلاني داراً، هي أحسن وأفضل، لم أرَ قط أحسن منها قالا لي: أمَّا هذه فدار الشُّهداء). ومن ألوان الكرامة أيضاً، أنَّ الملائكة تظلُّه بأجنحتها؛ فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال:(جيء بأبي إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم " أي شهيدًا يوم أحد " ـ قد مُثِّل به، فوضع بين يديه، فذهبتُ أكشف عن وجهه، فنهاني قومي, فسمع النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم صوت صائحة فقال:(لم تبكين؟ فلا تبكي مازالت الملائكة تظلُّه بأجنحتها). ولهذا كلِّه، كان الشَّهيد وحده، من أهل الجنَّة، هو الذي يحبُّ أن يرجع إلى الدُّنيا، كما في حديث أنس رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال:(ما أحد يدخل الجنَّة، يحبُّ أن يرجع إلى الدُّنيا, وأنَّ له ما على الأرض من شيء؛ إلا الشهيد؛ فإنَّه يتمنَّى أن يرجع إلى الدُّنيا؛ فيقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة), وفي رواية:(لما يرى من فضل الشَّهادة) رواه البخاري ومسلم.
وليس عجباً إذًا أن يجد هذا البيان النَّبويُّ الرفيع صداً ضخماً، وأثراً بالغاً، وسلطاناً قوياً، على نفوس تلك الصَّفوة المختارة, والصُّحبة التَّقية من الصَّحابة الكرام الأعلام, فتوطدت في نفوسهم أعمق معاني الشَّهادة, وترسَّخت في قلوبهم أسمى درجات الحبِّ لها، والولع بها، والعمل الدَّؤوب لبلوغ مقامها, والتَّنعم برياضها.
وفي صحيح السُّنة من أخبار هذا الشَّوق الظَّامئ, والحبِّ الطَّهور الذي أكرم الله به هذه الكوكبة المؤمنة، والطَّليعة الرَّاشدة, ما لا يحدُّه حدٌّ, ولا يستوعبه بيان, فمن ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه، عن أنس رضي الله عنه أنَّه قال: انطلق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه، حتَّى سبقوا المشركين إلى بدر, وجاء المشركون فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:(لا يقدمَنَّ أحدٌ منكم إلى شيء، حتَّى أكون أنا دونكم), فدنا المشركون فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:(قوموا إلى جنَّة عرضها السَّموات والأرض), فقال عمير بن الحمام: يا رسول الله!! إلى جنَّة عرضها السَّموات والأرض؟.
قال:(نعم)), قال: بخ بخ, قال صلَّى الله عليه وسلَّم:(ما يحملك على قول بخ بخ؟!) قال: لا والله يا رسول الله!! إلا رجاء أن أكون من أهلها, فقال:(فإنك من أهلها), فأخرج تمرات من قرنه " وهو جعبة النِّبال " ، فجعل يأكل منهنَّ, ثمَّ قال: إن أنا حييتُ حتَّى آكل تمراتي هذه، إنَّها لحياة طويلة, فرمى ما كان معه من التَّمر، ثمَّ قاتل، حتَّى قتل. انظروا كيف استبطأ رضي الله عنه الشَّهادة، لتأخرها عنه دقائق معدودات, ولقد كانت كلمات بعضهم عند الشَّهادة صرخات مدوية، زلزلت قلوب قاتليهم, وحملتهم على الدُّخول في دين الله, هذا حرام بن ملحان رضي الله عنه، أحد القرَّاء الذين بعث بهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، يدعون قوماً من المشركين إلى الإسلام, ويقرؤون عليهم القرآن, فغدرت بهم رعل وذكون، من قبائل العرب وقتلوهم عند بئر معونة, فهذا حرام يصيح عند الاستشهاد في وجه قاتله: فزت وربِّ الكعبة, وأدبر قاتله، من المشركين، وسأل عن معنى ذلك، فقيل له: إنَّه قصد الشَّهادة فكانت سبباً في إسلام هذا القاتل, روى هذه القصَّة البخاري في صحيحه.
وكان بعضهم، يأتيه من روح الجنَّة وريحها، ما لا يملك معه إلا شدة الإقبال على القتال، وعلى الاستبسال فيه, فهذا أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: غاب عمِّي أنس بن النَّضر عن قتال بدر. فقال: يا رسول!! غبت عن أوَّل قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين؛ ليرينَّ الله ما أصنع, فلمَّا كان يوم أحد، وانكشف المسلمون. قال: اللهمَّ إنِّي أعتذر إليك مما صنع هؤلاء, يعني أصحابه، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء، يعني المشركين, ثمَّ تقدم, واستقبله سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال: يا سعد بن معاذ!! الجنَّة وربِّ النَّضر، إنِّي لأجد ريحها دون أحد. قال سعد: فما استطعت يا رسول ما صنع, قال أنس: ووجدنا به بضعاً وثمانين، ما بين ضربة بالسَّيف، أو طعنة برمح, أو رمية بسهم, وجيء به، وقد مُثِّل به، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه. رواه البخاري ومسلم. ثم انظروا إلى خبر هذا الأعرابي المسلم، كيف صدق الله في طلب الشَّهادة، فصدقه الله، وبلَّغه ما أراد, فقد أخرج النِّسائي في سننه؛ بإسناد صحيح عن شداد رضي الله عنه، أنَّ رجلاً من الأعراب جاء إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فآمن به واتبعه، ثمَّ قال: أهاجر معك، فأوصى به النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعض أصحابه، فلمَّا كانت غزاة، غنم النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقسم الغنائم، وقسم للأعرابي، فقال: ما هذا؟ قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم:(قسمته لك), قال الأعرابي: ما على هذا اتَّبعتك, ولكن!! اتَّبعتك على أن أرمى هاهنا، وأشار إلى حلقه بسهم فأموت، فأدخل الجنَّة, فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم:(إن تصدق الله يصدقْك), فلبثوا قليلاً، ثمَّ نهضوا إلى قتال العدو، فأتي به النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: أهو هو؟ قالوا: نعم, قال:(صدق الله فصدقه), ثم كفَّنه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في جبَّته, ثمَّ قدَّمه فصلَّى عليه, وكان ممَّا ظهر من صلاته:(اللهمَّ هذا عبدك، خرج مهاجرًا في سبيلك، فقتل شهيداً, أنا شهيدٌ على ذلك). وأي شهادة أرفع، وأسمى، وأصدق، وأخلص، من هذه الشَّهادة الكريمة العظيمة, وكم في حياة السَّلف من صور هذا الحبِّ العاطر، والشَّوق الظَّامئ إلى الظَّفر بمقام الشَّهادة, ياله من مقام.
وهكذا مضت على بذل الشَّهادة كواكب متتابعة، وقوافل متعاقبة، من الشُّهداء الأبرار، الذين كتبوا بدمائهم الزَّكية أروعُ صحائف التَّضحية والبذل، وأرفعُ أمثلة العطاء والجود, إنَّه الجود بالنَّفس, وهو أقصى غاية الجود, فهاهم شهداء المسلمين في بلاد الشَّام، نرى بأمِّ أعيننا, نرى ويرى العالم كلُّه معنا، هذه الصُّور العظيمة المتجدِّدة، من صور الانتفاضة والشَّهادة، على أرض الشَّام المباركة, إنَّنا في حاجة إلى مواقف وصور، تحيي في ضمير الأمة معاني الشَّهادة، وتبعث في روحها حبَّ الاستشهاد من جديد، سيرًا على درب السَّلف رضوان الله عليهم, ذلك الدَّرب الذي سلكه من قبلهم، رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والأنبياء من قبله، نصراً لدين الله، ودحراً لأعداء الله.
فيا أيها المسلمون في كلِّ أرجاء الدُّنيا: النُّصرة النُّصرة, انصروا إخوانكم في بلاد الشَّام؛ فإنَّ نصرهم فرض متعيِّنٌ عليكم، فلا تخذلوهم, واسمعوا لقول نبيكم صلوات الله وسلامه عليه إذ يقول:(ما من مسلم يخذُل امرءاً مسلماً، في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته, وما من أحد ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته؛ إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته) رواه الإمام أحمد في مسنده, وأبو داود في سننه بإسناد حسن. ويا أهل العلم, وقادة الفكر، والرَّأي في الأمَّة, جرِّدوا أقلامكم، وابسطوا ألسنتكم، في إحياء معنى الشَّهادة، والاستشهاد، وتعميق مفهومها في النُّفوس, وترسيخه في سويداء القلوب، بمختلف الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئيَّة, وادعموا بكلِّ ما تستطيعون إخوانكم في أرض الرِّباط، والجهاد، والنِّضال، وما رأيناه من بلاد الحرمين الشَّريفين – حرسها الله – من صور البذل السَّخيِّ, والعطاء المتدفق المنبعث من مختلف المستويات, قادة، وعلماء، ومسئولين, رجالاً، ونساءً,
شباباً، وشيوخاً، في كلِّ نازلة تنزل بالمسلمين، لأمرٌ مشرفٌ، ولكنَّني أجد ضعفاً في دعم الشَّعب السُّوري، للتَّخلُّص من طاغيته القاتل: فشَّار الجزَّار، الذي عاث في الأرض الفساد، وقتل الرِّجال، والشَّباب، والنِّساء، والأطفال، كلِّي أملٌ أن يبادر أهلنا في بلاد الحرمين، حكَّاماً ومحكومين، لنجدة وغوث إخوانهم في سوريَّة، فهم في أمس الحاجة لنجدتهم وغوثهم، ولا تنسوا أنَّهم يردُّون عن بلاد الحرمين المدَّ الرَّافضي الحاقد الكافر.