اعلم ايها الاخ الحبيب الغالى أن للذنوب والمعاصى عقوبات فى الدنيا قبل الآخرة ذكرها العلامة ابن القيم فى كتابه الداء والدواء سنذ كر بعضا منها بعون الله :–
المعيشة الضنك :- لقوله تعالى { ومن اعرض عن ذكرى فاءن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى } . فالمعرض عن الله له من ضنك المعيشة بحسب إعراضه وإن تنعم فى الدنيا باصناف النعم ففى قلبه من الوحشة والذل والحسرات التى تقطع القلوب والامانى الباطلة والعذاب الحاضر مافيه وانما يواريه عنه سكرات الشهوات والعشق وحب الرياسة فالمعيشة الضنك لازمة لمن اعرض عن ذكر الله الذى انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم فى دنياه ولا تقر العين ولايهدا القلب ولا تطمئن النفس الا باءلأهها ومعبودها فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات…. ( الضنك : الضيق والمشقة )
حرمان التوفيق :- لقوله تعالى { ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا } وكما ان من اتقى الله جعل له الله من امره يسرا فمن عطل التقوى جعل له الله من امره عسرا فلا يتوجه لأمر الا ويجده مغلقا دونه او متعسرا عليه ويا لله العجب كيف يجد العبد ابواب الخير والمصالح مسدودة عنه وطرقها معسرة عليه وهو لا يعلم من أين أتى ….
حرمان الرزق:- لقوله تعالى { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب } وفى المسند { ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه }
وكما ان تقوى الله مجلبة للرزق فترك التقوى مجلبه للفقر فما استجلب رزق بمثل ترك المعاصى…
حرمان العلم :- فان العلم نور يقذفه الله فى القلب والمعصية تطفئ ذلك النور
وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية { والله سبحانه وتعالى جعل مما يعاقب به الناس على الذنوب سلب الهدى والعلم النافع }…….
وقال الامام الشافعى :– شكوت الى وكيع سؤحفظى —— فارشدنى الى ترك المعاصى
واخبرنى بان العلم نور—————————– ونور الله لا يهدى لعاص
وحشة القلب :- وحشة يجدها العاصى فى قلبه بينه وبين الله لا توازنها ولا تقارنها لذة ولو اجتمعت له لذات الدنيا باسرها لم تف بتلك الوحشة وهذا امر لا يحس به الا من فى قلبه حياة وما لجرح بميت ايلام فلو لم تترك الذنوب الا حذرا من وقوع تلك الوحشة لكان العاقل حريا بها …
بغض القلوب:- لقوله تعالى { ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا }…
( ودا : اى مودة ومحبة فى القلوب ) فكما ان من عمل صالحا جعل له الله مودة فى القلوب فمن عمل طالحا جعل له الله بغض فى القلوب قال ابى الدرداء { ان العبد يخلو بمعاصى الله فيلقى الله بغضه فى قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر }… تفنى اللذاذة ممن نال شهوته —————————— من الحرام ويبقى الأثم والندم
تبقى عواقب سؤ فى مغبتها ——————————– لا خير فى لذة من بعدها النار
ولا يؤاخذنا باعمالنا
دمت بحفظ الرحمن