الخطوة الثانية: اختر لنفسك مهمة سهلة. إن المهمة التي أثبت نجاحها لدى مئات من الناس، هي أن تقول بصوت مرتفع لمدة خمس دقائق جملة قصيرة وهي: (إني جيد في التركيز)، مع التركيز على كلمة "جيد"، وأغمض عينيك حتى لا تتشت بصريا. كما أن تكرار الجملة السابقة مرات ومرات له قيمة مزدوجة لأنه يفيد في تأكيد المعنى. ويتخذ العقل الباطن هذا التأكيد كحقيقة إيجابية تحسن الصورة عن الذات، ويعتبر مجرد إعادة الجمل السابقة تدريبات على مهارة التركيز.
الخطوة الثالثة: اضبط ساعة المنبه بحيث ينطلق جرسها في خمس دقائق. أوكل لعقلك المهمة المطلوبة منه وهي ترديد (إني جيد في التركيز)، وركز عليها خلال الخمس دقائق إلى أن ينطلق جرس المنبه.
الخطوة الرابعة: إذا فكرت بأمر آخر أثناء التمرين، تدرب على وقف التفكير فيه، ثم عد إلى مهمتك الأصلية بتركيز أعظم. تعتبر هذه الخطوة مهمة بشكل خاص. لا بد لك أن تدرك أنك قادر على التحكم في تفكيرك. لذلك يجب أن تتعلم وقف التفكير فيما لا تريد. كن صبورا ومثابرا. لا ترتبك ولا تنس نفسك بسبب انشغال عقلك بأمور أخرى، لأن هذا الفعل يعتبر في حد ذاته تشتتا. لا تترك الخواطر المختلفة تقتحم عليك عقلك ولا تستسلم للمشت، لا تفرض أمورا بل قل للخاطر الغريب (لا)، ثم ركز على مهمتك الأصلية.
كرر هذا التمرين كل ليلة، و يحتاج إتقان هذه المهارة لدى معظم الناس من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع (وهو الوقت الازم لترك عادة قديمة واكتساب عادة جديدة)، وبمجرد أن تتمكن من إصدار الأوامر لعقلك وطاعته لها رغم وجود عناصر التشتيت، فإنك تكون مستعدا لنقل هذه المهارات إلى مواقف الحياة العملية.
قد يقول أحدهم: (لا أستطيع أن أركز عقلي على عقلي) لمدة طويلة ونقول له: تخيل كيف يكون حالك عندما لا تستطيع استخدام يديك ورجليك كاملا؟ تخيل كم يكون الموقف صعبا عليك عندما لا تملك السيطرة على أجزاء من جسمك؟ وكذلك هناك كثير من الناس ليس لديه تحكم كامل أو استخدام أمثل لعقولهم. إن التدريب على التمرين الذي ذكرناه لأسابيع يعتبر أفضل اسثمار لتطوير نفسك، فهو جدير بوضع حد لتمرد عقلك عليك، ويجعلك صاحب الأمر والنهي.
يجب عليك ألا تتوقع نتائج فورية، إذ لا يوجد دواء سحري يمنحك التركيز الفوري. إن تعلم أي مهارة يحتاج إلى وقت، ويتطلب كذلك المثابرة على مستويات أو مراحل من عملية اكتساب المهارة.