إلتهاب الملتحمة الربيعي مرض مزمن يصيب ملتحمة العين والقرنية احيانا، ثنائي الجانب، شائع الحدوث في العالم، وبخاصة في المناطق المدارية والحارة، مثل بلاد حوض المتوسط والشرق الأوسط وإفريقيا والقارة الهندية، التي يكثر فيها وجود عوامل محسسة، خلال فصول معينة في السنة، يترافق عادة بوجود قصة شخصية أو عائلية للتأهب للتحسس.
وفي أكثر من 90% من المرضى يعاني مريض الرمد الربيعي من بعض الحالات المترافقة بالتحسس كوجود قصة ربو قصبي، أو التهاب الجلد التحسسي (الاكزيما) أو التهاب الأنف التحسسي الموسمي. وهناك رجحان في إصابة الذكور بنسبة أكثر من الإناث. ومن النادر أن يؤدي هذا المرض للعمى إذا ما عولج مبكرا.
يصيب الرمد الربيعي صغار الذكور في العقد الأول من العمر، ويصل لذروته قبل سن البلوغ ثم تبدأ حدته بالتناقص تدريجيا مع تقدم العمر.
تعتبر الحكة العينية من أهم علامات المرض، كما قد تترافق بالإدماع والخوف من الضياء، والإحساس بوجد جسم غريب وثقل في الجفن مع وجود إفرازات لزجة من الأجفان، وفي الحالات الشديدة قد تترافق بتشنج وصعوبة في فتح الأجفان. وتختلف شدة هذه الأعراض من مريض لآخر كما قد تختلف حدتها تبعا لفصل معين خلال السنة، حيث تكون أكثر شدة خلال موسمي الربيع والصيف وتخف خلال الخريف والشتاء.
العلاج
يعتمد علاج المرض على المعالجة الدوائية والوقائية.
المعالجة الدوائية:
قد تكون على شكل قطرات عينية (Antihistamine) لتخفيف الحكة والاحمرار، ولكن لفترة قصيرة حيث تخف فاعلية هذه الأدوية إذا استخدمت لفترات طويلة مع امكانية احداث اعراض جانبية.
وهناك بعض القطرات، التي تؤثر على الخلايا المفرزة للمواد المحسسة (Mast cell stabilizers).
وتعتبر هذه الأدوية هي حجر الزاوية في العلاج، حيث أنها توصف لفترات طويلة، وذلك لقلة خلوها من الآثار الجانبية وفعاليتها إذا أعطيت لفترات كافية، حيث أن المريض يشعر بالتحسن ولكن بعد فترة غير قصيرة من استخدام هذه الأدوية. كما أنها تخفف من هجمات المرض في المستقبل.
ولكن تجدر الاشارة الى أنه في حالات كثيرة لا يمكننا الاستغناء عن قطرات الكورتيزون، وذلك لسرعتها في التأثير خلال فترة قصيرة، ولكن تكمن مشكلة الكورتيزون في الآثار الجانبية كارتفاع ضغط العين أو الساد.
وفي حالات نادرة جدا عند عدم استجابة المرض لكل الأدوية السابقة، قد نلجأ لاستخدام قطرات مثبطات المناعة، ولكن تبقى حالات خاصة ويكون فيها المرض شديدا.
وقد نلجأ أحيانا إلى الجراحة، وذلك بإزالة بعض الحليمات الضخمة من الأجفان، إذا أدت لحدوث تقرحات في القرنية أو كانت ضخمة لدرجة أدت لهبوط الأجفان.
الوقاية:
وذلك عن طريق تجنب العوامل المحسسة ومعرفتها بواسطة إجراء بعض اختبارات الحساسية ومعرفة أنواع المواد المسببة للتحسس، كبعض أنواع الزهور وغبار الطلع وغبار المنزل وبعض المواد الكيميائية والروائح المنبعثة من بعض العطور أو مواد التنظيف.
واستخدام بعض الأجهزة التي تساعد على تلطيف الجو في المنازل وتخليصه من بعض الشوائب، كما يوصى باستخدام بعض قطرات الدموع الاصطناعية في حالات الجفاف.