التصنيفات
ادب و خواطر

تعبت آعد خطوات الرحيل وكم وجه ٍ غاب ,,,

خليجية

وحيد وما على باب الوحيد إلا وداع أحباب
………………………وأن ا بابي تركته للهبوب .. يودع أحبابي
تعبت آعد خطوات الرحيل وكم وجه ٍ غاب
……………………..ترقب ت الكثير وما ظهر واحد على بابي
أكابر للملا ولاحشاي يدور الأسباب
……………………..فقدت أحباب كانوا عزوتي ومناي وأصحابي
يمر أسمي مابين عقولهم صفحة بوسط كتاب
……………………..وهم وجه الكتاب بدنيتي وأغلا من كتابي
صواديف الحياة تعلم الخايف متى يرتاب
………………………وحن يني للخلايق ماهو الا عذر لغيابي
إلا رفت شوارب من تصدى للهبوب يهاب
………………………وال اهب الهبوب وزاد شره يحسب حسابي
انا البحر الغزيز بصدري المفتوح للغياب
……………………….وأ نا راس الجبل بمعانق الطولات لأقرابي
وأنا السيف الشطير بشعري الواضح عليه عتاب
……………………..يفج صدور ناس ماتحس بقسوة عتابي
وأنا كل ماطرى في بال من خذه الزمان وغاب
…………………….مكاني هو مكاني لا رحل وترابي ترابي
تناسيت الوجيه ودورت الأيام قفل الباب
…………………….كأن الوقت حالف مايرد وجيه غيابي
تراودني حلو إني كبرت وشعر وجهي شاب
……………………..تعبت من السنين ومانشف دمعي على أهدابي
خطاي اكبر كثير من الترجي من ثنين أحباب
…………………….خطاهم شاب من كثر الوجع لوكان متصابي
انا خلي حنون وضحكته مابين ناب وناب
…………………….تخايل للخلايق بأنه أكثر من عرف مابي
يداريني عن وفا بين اليالي فص ملح وذاب
…………………….يخاف من البكا وأهون عليه يعيش متغابي
وش أرجي والزمن كل ماخذا مايوم مره جاب
…………………….قسى قلبي وطالت غربتي وإحترقت أعصابي
وحيد إيه والله إن مثلي وحيد وماوراه أحباب
…………………….عسى الله يجزي سنين الوصال ويرحم أحبابي

~




موجعه بالحيل
لاحمل الا كل شكر لكي
كلامك داخل وجداني
واصلي ,,,,,,,,,,,,,, لاتياسي فسيأتي يوم تفرحين فيه وستحصدين ثمار صبرك بأذنه



يسلمو



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياعذب الحب خليجية
موجعه بالحيل
لاحمل الا كل شكر لكي
كلامك داخل وجداني
واصلي ,,,,,,,,,,,,,, لاتياسي فسيأتي يوم تفرحين فيه وستحصدين ثمار صبرك بأذنه

العفو ياقلبي

نورتي متصفحي

واشكر لك تواجدك الدائم

الذي عطر صفحاتي

دمتي بخير لمحبيك




رودي منوره يالغلا



التصنيفات
قصص و روايات

الوداع او ايام الرحيل روايه سعوديه قمه في الروع رائعة

الجزء الأول

بمدرسة البنات الثانويه

تحديداُ .. صف ثالث ثانوي ..

البنات قفل راسهم من الرياضيات وقلقهاا..

وماعادوا يستوعبون شي .. يعني انواااع الدروخه ..

الأستاذه: هاه فهمتوا ..؟؟

والبنات مالهم حس من التعب

الأستاذه: ايه؟؟ فيه ايه ؟؟ مالكوا اتكتمتوا ؟؟

دلال: يا أستاذه صدعت روووووسنا .. يعني حتى بآخر الحصص رياضيات ..

منال: من جد .. وليتها أساسيه كل ماشفتوا فراغ عبيتوه ..

الأستاذه: هو انا جايبه مناهجكم من عندي ؟؟ انتوا تالته لازم تتعبوا ..

هديل: اووف خلاص خلاص روقنا .. كملي يا أستاذه خلينا نخلص تكفين ..

لمى حست بدوخه وتعب .. وقامت تبي تطلع من الفصل

لمى: أستاذه معليه بس تعبانه شوي وأبي أروح الحمام ..

الأستاذه: انا مش عارفه ازاي حتخشوا جامعه .. روحي روحي ..

طلعت لمى وهي تتثاقل خطواتها .. وتحس الدنيا تلف فيها ..

فتحت باب الفصل وطلعت ..

هديل إلتفتت لها .. وشهقت ..

…………………………

بيت أبو مهند

أم مهند تنادي ساعه على مهند .. وهو مايرد

طلعت من المطبخ وراحت لغرفته ولقته بسابع نومه ..

أم مهند جلست تصحي فيه والأخ مو حاس ..

أم مهند: يامهند قوم تكفى أذيتني

مهند متنح: ياليل وشو يمه بنااام تكفين ..

أم مهند: رح جيب أختك وبعدين إرجع نام ..

مهند: شوفي الساعه كم باقي نص ساعه على طلعتها

أم مهند: وانت ساعتك بسنه خلصني رح الحين

ورجعت أمه للمطبخ .. وهو يتأفف وميت نوم ..

………………………

بالأوتيل جالس سامي وشلته المصون

حمد: هاه نطلب الحين ..؟

ساره: ياليت جوعانين

عادل: انا فدى الجوع ..

نوره: ههههه من قدك ياساره ..

ساره: لا انا ودي أسمعها من سامي ..

سامي وهو قرفاان: اففف اقول روقيني من هالسوالف .. وبعدين انتوا وش بتطلبون

فطور؟ ولا غدا ؟ وش نظامكم الحين وقت أكل ؟

حمد: يابن الحلال هد عمرك وترانا جواااعه..

سامي: جواعه !! .. اطلبوا خلصونا ..

عادل: انت من مزعلك ع هالصبح ..

سامي: ماحد يلا بس اطلبوا ..

نوره: وانت يعني ماتبي شي ؟

سامي: لا بآخذ توركش كوفي ..

…………………………

الأستاذه مخترعه: بسم الله .. مالك ياهديل ..؟؟!!

هديل تصرخ: لمى

وانتبهوا لها البنات وقاموا بسرعه ..

لمى فجأه داخت وطاحت بألارض وماعادت تتحرك

منال: لمى وش فيك ؟؟

دلال: نادوا أحد ولا جيبوا عطر بسرعه

جات المشرفه والمديره يشوفون لمى

المديره: بسرعه خلونا جيبوا لنا عطر .. وخلونا نوديها المستشفى

هديل: لا ليه مستشفى يمكن الحين تقوم ..

المديره: لاطبعاً لازم هذي مسؤوليه علينا .. اطلبوا الاسعاف لها..

هديل جلست تبكي من خوفها على لمى

المديره: خذوا هديل الحين وبسرعه ساعدوني خلنا نوديها حنا.. أسرع.. بدال الاسعاف

دلال خذت هديل ودتها غرفة المشرفه عشان تهدى وترتاح ..

المديره خلت المساعده تكلم أهل لمى وتعطيهم خبر

………………………… ….

بيت أبو خالد

نهى توها راجعه من الجامعه وهلكانه

وعلى طول تركض عالمطبخ

نهى: وشو الأكل .. لايكون ماخلص ..

أم خالد: لا اله الا الله .. خلص امشي احط لك

نهى: اي ميته جوع ..

أم خالد: والله يابنتي من عرفتك وعرفتيني وانتي ميته جوع .. الله يخلف علي بالجنه

نهى: اووه يمه كله أكل

أم خالد: تغدين ماعاد تدخلين من الباب

نهى: بسم الله علي .. يلا بغير واجي أتغدا ..

نهى وهي طالعه فوق .. صادفت خالد ..

نهى: ماشاء الله راجع مبكر ..وش عندك؟

خالد: لا ابد بس اليوم مداوم بالبيت..

نهى: ليه ؟؟!!

خالد: ودي اريح .. مايصير ؟

نهى: ايه ايه كفوك يلا وخر عني .. ابي اغير وانزل اتغدا

خالد: والله اني شاك فيك ..

نهى مستغربه : ليه ؟!

خالد: اضن ان بمعدتك دود ..

نهى: وجععع حتى وجع .. بسم الله علي

خالد: يعني معقوله ..! عص وتاكلين اكل الشر ..!!

نهى: يممممه الله يكفيني شرك .. انا الغبيه واقفه اكلمك .. وخر بس وخر

خالد: بوخر لاتاكليني بطريقك.. ماني بايع روحي ..

راحت نهى تبدل بسرعه ورجعت تتغدا

نهى: هاه يمه وين الأكل ..؟

أم خالد: حطيته لك بالصاله ..

راحت نهى ولقت خالد

نهى: ياليل

خالد طالعها بنص عين وهو يضحك

نهى: خالد حط هذيك القناه اللي يجي فيها المسلسل ..

خالد: ابي جمله مفيده .. بعدين انا بتابع المباراه

نهى: اقول هات بس انا احطها .. وخلك من المباراه .. روح لدلال بس بتطلع الحين ..

خالد: تو باقي لها ..

شوي ويدق جوال نهى

نهى: هااااه .. وش تبين أكل ..

خالد قرفان منها: الله يحوم كبدك ..

نهى: يوووه طيب طيب .. يلا طسي ..

سكرت نهى ولفت على خالد

نهى: يلا انت الثاني رح جيب اختك ؟

خالد: الحين ؟! .. ليه باقي؟

نهى تصارخ: وش يدريني انا …؟

خالد: وجع قصري حسك

نهى : مادري عنكم اذيتوني ابي اعرف ليه ماتكلمك بدال ماتكلمني ؟؟

ماعندك جوال ولا ماعندك ؟؟

وبعدين عجل وياها صديقتها دلال بتجي

خالد لف ع نهى: والله ؟

نهى: يمه خلني اتهنى بغداي طس لها وفكني

خالد قام: بطس .. جعلك تغصين ..

خالد طلع من هنا ونهى اللي تغص غصه .. ربي رحمها ما ماتت

………………………… ….

المديره (سمر) والمشرفه (ليلى) ودوا لمى المستشفى ..

وجلسوا ينتظرون الدكتور يفحص عليها ..

سمر: كلمت ندى (المساعده) اهل لمى قبل مانطلع ولا ؟؟

ليلى: الا شفتها تكلمهم..

سمر:اي زين .. ان شاء الله مافيها شي ..

ليلى: ان شاء الله .. تبين اجيب لك شي تشربينه..

سمر: خليني انا وياك نروح نجيب شي ونرجع لها..

وراحوا يشربون شي ويجون ..

………………………… ………

مهند قبل مايطلع جاته أمه تبكي

مهند: يمه وشفيك بسم الله ؟؟!!

أم مهند: مدرسة أختك كلموني يقولون تعبانه .. امش بسرعه ودني المستشفى ..

مهند: ليه المستشفى وش صاير ؟؟!!

أم مهند: مادري مادري يلا بسرعه خلنا نروح ..

مهند: يلا يلا بس سمي بالله لايجيك شي انتي بعد ..

أم مهند: لا اله الا الله .. عجل تكفى ..

وراحوا للمستشفى

………………………… ……….

بالفصل… جالسين هديل ومنال ودلال ..وضايقه صدورهم على لمى..

منال: تهقون وش فيها ؟

دلال:مادري والله .. ان شاء الله بس دوخه وتروح ..

هديل: رجعت تصيح

دلال: ياربي.. هديل تكفين عاد.. مافيها شي ان شاء الله

هديل تمسح دموعها: ان شاء الله

الأستاذه انتبهت لهم

الأستاذه: تفضلوا اطلعوا برى

والثلاثه متنحين ولاكأن احد يكلمهم

الأستاذه: ايه مابتسمعوش ؟؟

البنات انتبهوا انها تطالع فيهم

منال: انتي تكلمين مين ؟!

الأستاذه: بكلم مين يعني انتوا ؟

منال: وليه نطلع ؟!!

الأستاذه : عشان بتتكلموا ..

منال: لا والله .. تكفين قولي قا ..

دلال قرصت منال عشان تمسك لسانها

دلال: معليه حنا اسفين ..

الأستاذه: اصرفها فين دي ؟؟

منال بصوت واطي: انا اشهد انك ماديه ..

هديل وسط دموعها جلست تضحك من كلمة منال

منال: يابنت الحلال وش بلاك انتي؟؟ خايفين على رفيقتنا وجلسنا نهدي هالقطوه (تقصد هديل)

الأستاذه: انتي بتشتمي ؟؟

منال مفتحه عيونها: وش اشتم..؟

الأستاذه: امال اي القطوه دي ؟

البنات جلسوا يضحكون

منال: انا اشهد انك ماتخبرين وين ربي حاشرك معه ؟

القطوه ذي الله يرج مختس .. بسه ياختشي..

الأستاذه: انتي بتتكلمي ازاي ؟

منال: من فمي ..

الأستاذه: ايه ياست منال بتستعبطي عليا ..

منال: هذا فرق اللهجات وتكفين يرحم امتس تروقينا ..

الأستاذه: ماشي يامنال ..

منال بصوت واطي: الله لايمشي لك حال ..

دق باب الفصل ودخلت المشرفه عشان يطلعون هديل ودلال ..

منال: على وين يالخاينات ..؟

دلال: بروح مع هديل ..

منال: خذوني ..

هديل: ياليت تجين ..

منال: ولا اقولكم خلوني احسن لا امي تدبغني .. الوعد الليله عندي ..

دلال: اوكي يلاباي ..

وراحوا هديل ودلال

………………………… ..

كان شكله قلقان ويدور على شي .. دخل بهدوء لغرفة لمى

شكله أنيق وملامحه رجوليه وجذابه حيل ..

خصوصاً نظرة عيونه .. أحلى مافيه ..

شاف شكل لمى .. كانت ناعمه .. وبريئه وهي نايمه ..

ماقدر مايقرب منها .. ويمسح على راسها وخصلات شعرها الناعم..

كانت أجمل من الجمال .. وغصب عنه بقى يناظر فيها ..

شوي ورجعوا سمر وليلى

سمر: شكله الدكتور طلع ؟

ليلى: يمكن جاوا اهل لمى وهو يكلمهم ..

سمر: امشي اجل ندخل نشوفها ..

دخلوا وشافوا .. رجال واقف عند لمى .. وإستغربوا ..

سمر بصوت واطي: من ذا ؟

ليلى: يمكن اخوها !

وفجأه إلتفت هو لهم ..

لما إلتفت جلسوا يطالعون فيه وهم متنحاااااات لآبعد حد..

هذا وهم مربيات أجيال .. الله يعين المراهقين ..

شوي وإستوعبت سمر نظراتهم وتتنيحتهم

سمر: لو سمحت إنت أخوها ؟

ياسر: لا ..

ليلى: هاه ؟ اجل وش جالس تسوي هنا ؟

ياسر: اللي تشوفونه ..

سمر: ماتستحي ؟؟!! تفضل إطلع برى .. وهذا وحنا نحسبك محترم

ليلى دقت يد سمر وساسرتها

ليلى: وش جايك كنك موشايفه خير .. تلاقينه واحد قليل حيا خلنا نطلب الأمن لايجون أهلها ..

سمر: طيب طيب

سمر: تفضل اطلع برى يلا .. قبل ما أنادي لك الأمن ..

ياسر: ناديهم ..

ليلى : لا ياشيخ !! .. قوي والله ..

ياسر: ممكن تقصرون حسكم .. ماتشوفون البنت نايمه

سمر: شف بعد فوق شينه قواة عينه ..بأي حق تدخل هنا إنت

بهالوقت صحت لمى وإنتبهت لهم

لمى إنتبهت لياسر: ياسر ؟ .. وش جابك ..

ياسر دنق لها : الحمدلله عالسلامه جيت أتطمن عليك ..

لمى: الله يسلمك .. انا طيبه بس أبي ارجع البيت

سمر وليلى ماعادوا فاهمين شي

سمر: ارتحتي شكله يعرفها ..

ليلى : يوه وش يدريني انا ..؟

لمى سمعت اصواتهم بس مافهمت وش يقولون .. وطالعتهم ..

قربوا منها .. وتحمدوا لها بالسلامه ..

ليلى : ياخوي تونا نسئلك تقول مو اخوها .. ليه يعني تقول انك مو اخوها ..

وتخلينا نغلط عليك كذا ..

لمى عقدت حواجبها وطالعت ياسر

ياسر: انا ماكذبت انا مو اخوها ..؟

سمر بتنهبل: اجل انت مين وشلون تدخل عليها ؟؟

ياسر: الحين انتوا ماتعرفون تتكلمون بأسلوب زين ؟؟

قولوا مين انت من الأول وفكنا .. يعني اذا مو اخوها.. خلاص ما أحل عليها !

بهالوقت دخلت أم مهند ومهند

أم مهند على طول راحت تضم لمى

أم مهند: يابعد قلبي وش فيك..

لمى: مافيني شي دخت بس ليه البكي؟

أم مهند: أكيد مافيك شي؟

لمى: والله مافي ..

مهند: سلامتك حبيبتي

لمى: الله يسلمك ..

انتبه مهند لياسر وسلم عليه

وأم مهند شكرت سمر وليلى .. عاللي سووه ..

أم مهند: لا اله الا الله .. قلبي بغى يوقف ..

لمى: بسم الله عليك ..

مهند: قومي يمه نقيس ضغطك ..

لمى: اي يمه تكفين عشان خاطري

ياسر: انا اقول تقيسين الضغط .. وبعدين تروحون البيت ..

وخلوا لمى انا بوديها تتغدا .. لآن هالدوخه من قلة الأكل ..

مهند: انت كلمت الدكتور ؟؟

ياسر كان يصرف الموضوع: اي اي كلمته انتوا بس روحوا وماعليك

أم مهند: هاه لمى حبيبتي تروحين مع ياسر ..؟

لمى: انتي روحي ريحي تكفين ..

أم مهند: زين اجل .. انتبه لها تكفى

ياسر مبتسم: بعيوني ..

طلعوا مهند وأمه.. وسمر وليلى قاعدين شكل اللقافه ذابحتهم يعرفون من ياسر هذا

ياسر حس فيهم وغمض عيونه وجلس يضحك

لمى مستغربه: وش فيك ؟

ياسر: سلامتك .. اقول يا أستاذات مشكورين ماقصرتوا والله ..

ليلى: لا ابد ماسوينا شي ..

ياسر: لمى نروح ولا تبين شي ؟

ياسر: لا تبي سلامتكم خلاص انا وياها ..

سمر وليلى بيموتون قهر

لمى مبتسمه: مشكورين وماقصرتوا معاي والله .. ادري تعبتكم

ياسر رجع يضحك ضحكه خفيفه

ياسر: حبيت بس اقولكم تطمنوا على لمى .. لآني بحطها بعيوني ..

تعرفون عاد … ( سكت شوي ورجع يكمل )

……………..

هذا أول جزء .. لو عجبتكم الروايه راح اكمل




شكرا ليكى
:11_1_122[1]:




التصنيفات
منتدى اسلامي

ونادى المنادي . الرحيل الرحيل

ونادى المنادي ……….. الرحيل الرحيل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا هذا الحديث ؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أكثروا ذكر هادم اللذات»، يعني الموت. و عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: مُرَّ على النبي بجنازة فقال: «مستريح ومستراح منه»، قالوا يا رسول الله: ما المستريح والمستراح منه؟ فقال: «العبد المؤمن يستريح من تعب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله, والفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب»، أخرجه البخاري ومسلم.

قال الدقاق: من أكثر من ذكر الموت أُكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة, وقناعة القلب, ونشاط العبادة, ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة, وترك الرضى بالكفاف, والتكاسل في العبادة .
و لأن هذا مصير كل حي (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ) و تفرد عز وجل بالبقاء فقال ( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) فما أحوجنا ونحلم نعلم هذا المصير أن نتذاكره ونتأمله .

وأعلم يا أخي الحبيب أن الدنيا دار فناء لا دار بقاء… فالموت هذا الذي حير الأطباء … ولم يجدوا له دواء … لأنه صلى الله عليه وسلم قال لا دواء … لم ينج منه حتى الأنبياء … ولا الصحابة الفضلاء ..ولا التابعين والأولياء .. لكنهم أخذوا حاجتهم وتزودوا لغايتهم كان ابن عمر يقول: " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك"… الفقراء والأغنياء … الأذلاء والأعزاء .. كلهم سيمر .. لأنها دار ممر .. لا دار مقر ..

هادم اللذات … ومفرق الجماعات … ومخرب الدور والقصور والضيعات … وقاطع كل الشهوات … ومنهي الآمال والتطلعات …

أخي الحبيب .. كفى بالموت واعظاً …وللحياة مكدراً …و للقلوب مقطعا… وللعيون مبكيا… وللذات هادما… وللجماعات مفرقا… وللأماني قاطعا.

إنها الحقيقة التي سماها الله في قرآنه بالحق فقال جل وعلا: وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ .

أخي قف وتأمل .. كيف لو نزل بك الموت … تخيل وقد شخصت منك العينان … وبردت منك القدمان … وتجمد الدم في اليدان … كيف لو بلغت الروح التراقي … والتفت الساق بالساق … أتعرف إلى أين المصير ؟ إلى ربك يومئذ المساق .. فأقرأ كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ..

أخي الحبيب لو كان أحد ينجو من الموت لنجى منه المصطفى صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله كانت بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء, فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول: «لا إله إلا الله إن للموت سكرات» ثم نصب يديه فجعل يقول: «في الرفيق الأعلى» حتى قبض ومالت يده. أخرجه البخاري … وقالت ما أغبط أحداً بهون الموت, بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله ، أخرجه الترمذي .

فكيف بي وبك أخي الحبيب … كيف لو نزلوا بنا الملائكة لقبض أرواحنا … ما حالي وحالك … هل هم ملائكة عذاب أم رحمة نسأل الله الرحمة .

أيً أُخي هل وقفت مع نفسك لتذكر هذا القادم الغائب المنتظر وإنما هي سويعات ثم ترحل فجد السير وهي مركب السير قبل أن تخرج الروح فتقول (رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ) فيقال لك (كَلَّا )

وأخيراً

تزود من الدنيا فإنك لا تدري = إذا جنَ ليلُ هل تعيشَ إلى الفجرِ
فكم من صحيحٍ مات من غيرِ علةٍ = وكم من سقيمٍ عاش حيناً من الدهرِ
وكم من صغارٍ يرتجى طولَ عمرِهم = وقد أُدخلت أجسادُهم ظُلمةَ القبرِ
وكم من عروسٍ زينوها لزوجِها = وقد نُسجت أكفانُها وهي لا تدري




جزاك الله خيراً



نورتي غلاي



التصنيفات
ادب و خواطر

بعد الرحيل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بعد الرحيــــــل!!!!………….. …….خاطرة ابكت كل من قرأها

اليك يامن وهبتني عمرك..

ووهبتني سعادتك..

ووهبتني طاقاتك..

ووهبتني وقتك..

ووهبتني اغلى ماتملك ..

قلبك..

كامل عقلك..

بعضك..

وكلك..

ومنحتني كل الاشياء الجميلة في حياتك..

/

/

أعلم بأنه في يوم لاأسوء منه ستدق اجراس الرحيل!!!

و يبدأ العد التنازلي لنبضات قلبي

سيأتي اليوم الذي سأرحل فيه الى العالم المجهول رحلتاًً لا عوده بعدها!!

واعلم كذلك بأنك اول من سيذكرني ويبكيني ومن سيحزن لفراقي..

فلا تستسلم لنبأ رحيلي..

ولا تجعله يهز تلك الاعماق الرائعة فيك..

اعلم ياحبيبي بأن رحيلي سيكون قاس عليك..

فقد يذهلك!

وقد يزعجك!

وقد يرعبك!

وقد يؤلمك!

وقد يزلزلك!

وقد ينسفك!

وقد يكسرك!

وقد يبعثرك!

فلا تحـــــــزن

حدثني وحاورني كما عودتني..

واخبرني باخبارك ..

وكيف اصبحت الدنيا بعد غيابي!!

وكيف اصبح لون الايام بعد رحيلي!!

وكيف حال الاشعار من بعدي!!

وكيف باتت خواطري!!

ولا تبكي حين تتذكر تفاصيلي..

ولا تنهار بدموعك حين تتذكر بأنني ماعدت هناك…

ما عاد هناك من ينتظرك بشغف..

وينتظرك بخوف..

وينتظرك بحنين..

وينتظرك بشوق..

وينتظرك بألم..

وينتظرك.. وينتظرك.. وينتظرك.. وانت في حرقة من زحمة اقدارك تفكر في ذلك القلب الذي احرقه انتظارك!!

ما عاد هناك من يبكي اللحظات بدونك.

ما عاد هناك من يشكي مرور الوقت في غيابك.

وما عاد هناك من يحصي الثواني لسماع صوتك!!

يامن فتح لي ابواب قلبه في لحظة صدق..

ووهبني الحب بلا تردد..

ومنحني الآمان بلا حدود..

وغمرني بأحلامه..

وغمرني بعطائه..

ورممني ورمم مشاعري المسفوكة..

ورمم أحلامي المكسورة..

وأعاد صياغتي من بقاياي الحزينة..

فقط عندما تشتاق لي ويغلبك الحنين..

قف على ذكرياتنا الجميله نادني باسمي (….)

واقسم لك بان صوتك سيصلني

لان روحي جسدا لروحك وستبقى بك ساكنه الى الأبد……

مما راق لي




بعدد أحرف أساطير الإلياذة ومواطن العشق

ساجبر الحرف ان ينطق

ويلتقط أنفاسي مع هبوب نسيمه

واجبر السطر ان ينقل ذلك الشوق
إ
لى كل الأحاسيس

وإيقاعات المشاعر الدافئة لديه

جميل هذيانك عزيزتي___

دام حرفك بمذاق مختلف

دامت انفاسك

تحياتي




كلمات في غاية الروعه مهذبه وغنيه عن التعريف

أتت كالشروق قويه في أضائتها

نعم

هكذا تكون الكلمه ذات مردود قوي على النفس

أتى أختيارك عالي وذوقك في أمتلاكك للفكر راقي وراقى لي كثيراً

أنتظر أبداعك الجديد يا عسل

سلمت يداكِ وروحك




التصنيفات
ادب و خواطر

وتأبى الذكريات الرحيل


قد ضاع ربيع العمر
بين اناتي
وتزاحم اشجاني
وطول صرخاتي
فعلى سواحل أحزاني
ينمو ويكبر ألآلم ليمتد
ويصبح بعدد حبات الرمال

لواقح ذكريات تجرد ذاتي
وتسلبها عذريتها.

كوابل عاصف ماطر بالآلم
تغزل .وتحيك .وتدبر

وتنيب بخواصري لاتذوق معنى الالم
تذيب ملامحي .واوراق طلاسمي

وتتركني !!
لآتسلى بتخيل السقوط الى القبر السحيق

هي ذات االذكريات !
تحاشرني وتزاحمني

وترقد بين شفتي ولغتي
يومي وغدي
ليلي ووصباحي
كفري وأيماني

وحتى لحظات السقوط
تتدلى نحو القاع وتتشبث بضريحي
ممسكه بكفني وبقايا جسدي ..
وتفرد بظلالها القهر بقبري

تتمرد بربوعي !!
وتتمرغ بتربتي وتنوا
وكأنها ديدان الزمن
التي تأكل أورقتي.

تلازمني بلا دعوة
تهامسني بلا احرف
تقترب مني وتعبث باشيائي

تثير زوابعي الرعناء
وتحرك جحافل غضبي وسخطي
قد مللت تلازمها!!
وفن التصاقها المفروضّ!!
كمرض تسري بأروقتي
وتحيا على بقايا جراحي

تجيد رسم النتؤات
وكأنها يد قدر اثم لا يرحم
تضرب بلا توقف كالاعصار
تبرح بلا كلل او ملل

تبطش بيد من حديد
كل برعم جديد ينموا
وكأنها احتلال مدمر

//غائره .تجري بأزمنتي دون توقف
.//جائره .تسحق كل التمني والاحلام
//.قاهره.لذاتي واقبيتي.التي ضجت بوشمها

سأكتب ساعات تعايشي معها بالحزن!!
فالصبر لم يعد يجدي مع الألم المبرح
وملت الروح خاطري المثخن

سانفرد برقاصتي الهستيريه
على ايقاع الآلم الساري
وأنزع بقايا الانين بنواحي جسدي

أمل ببرائه كلمات يتوسد حدائقي
التي تعفنت بجثث ذكرياتي .

’’لكن عبثاً ومحال’’
قد ضاع ربيع العمر
بين انات وتزاحم اشجاني

وبقيت قابعة ذكرياتي
تأبى الرحيل.




يعطيك الف عافية ياقلبي رائعة والاروع اختيارات في المواضيع يسلمو



الله يسلمـــــــــــــــــك
منـــــــــــــــــــــــــوره غلاي



خليجية



كلالالالالالالالالالام بجنننننننننن
يعطيك العافية



التصنيفات
ادب و خواطر

أنآت الرحيل

دفاتر الذكــريات

خليجية

هاتفا نقال .. وسماعة أذن .. وكوب شاي

تفتح دفاتر الذكريات في ذهني..

خليجية


تقلب أوراق الماضي ..

تبعثرها أمام ناظري ..ترميني في بحر الاشتياق

خليجية


تتلاطمني أمواج حبه وأمواج الشوق إليه

وابحث عن طوق نجاة .. فلا أجد ..

واستسلم …
خليجية


ويغرقني هدوء المكان


تنزل عبرة باحثة عن يده .. عن أصابع كفه ..


إحساس الغربة يتآكل نفسي ..


كان وطني .. كان بيتي .. كان أمسي ويومي وغدي


وتلاشت الأيام .. وتهدم البيت .. وضاع الوطن ..

خليجية


رنة رسالة نصية توقظني بلهفة ..


وانظر بشوق لتلك الشاشة ..ونفسي تقول لقد عاد


وتتكسر أحلام لحظة .. المرسل ليس قلبي


واتوه من جديد.. وتتخدر يدي .. ويسقط ..


وتتساقط أمطاري المالحة ..


ويشهق قلبي بين أضلعي :


أتعبني الشوق …

…………………أتعبني الحنين …





مأراوع قلمك حين يصول ويجول ..
بين الكلمات تختار الحروف بكل أتقان ..
تصيغ لنا من الأبداع سطور تُبهر كل من ينظر إليها ..
دائمآ انتي متألقه



سلمت يمنآآك على طرحك ..
طرح رآآق لي كثيرآآ ,,
ماننحرم من جديدك
تحيتي لك




نورتوا متصفحي
وربي لا يحرمني من طلتكم المميزة
اسعدني تواجدكم جدا يالغوآآآلي

كونوا بالقرب دائماا
دمتم بحفظ الرحمن



التصنيفات
قصص و روايات

هديل ماذا صنعت "لهفة الرحيل" .؟ مشوقة

هديل..ماذا صنعت “لهفة الرحيل”..؟

الكاتب: محمد الحضيف – يوم: 7 مايو, 2022

عام مضى.. ومازلت أبكي..!

حينما تبكي من وجع، غير أن تبكي من جزع. لم أكن أعلم أن الحزن يتوغل بهذا العمق. لم أكن أعلم، أن هناك جرحا يستعصي على النسيان. قبل شهر بدأت أكتب يوميات رحيلها.. عليها من ربي شآبيب الرحمة. كنت أظن أني سلوت: الجرح حاضر وطري في القلب..لكن (اللغة) تتأبى. تصغر وتضاءل، أمام هول الحدث. كلما خطت حرفا، غامت العينان، واختنق الصدر بزفرة.. فأؤجل..!

أعلم أني سأسمع حديثا طويلا في “الصبر والاحتساب”.. لكن أن تبكي من جرح، غير أن تحتج عليه..!

تأتي مناسبة رحيلها، و (أسيرنا) وحبيبنا ابراهيم، أبو عبدالرحمن.. في غيابة جب، وغيبوبة غيهب، تهوي بنا إلى قرار سحيق: أم حطمها غيابه، وأطفال يتقصفون مثل أوراق خريف..إذ(يجف) مصدر حياتهم، وأنا (الأخ) الأكبر، تشرئب لي أعناق.. وأطأطيء ذلا، وعجزا، وخجلا..! تأتي مناسبة رحيلها الأولى، و(الطفل) في داخلي يزداد يتما.. يصرخ : أين الصدر الذي طالما آويت إليه، كلما ازداد التوحش .. أينك أبي..؟

يعوي الصدى : أبي.. أبي..ونار تأكل الصدر..!

استبد بي الشوق لهما .. كليهما. الأثنين الماضي، ذهبت الى مقبرة النسيم..حيث يرقد الجسدان الطاهران. أبي في شمالها، وهديل في جنوبها. كأنما هو قدر أن يتقاسما طرفيها، لتنتشر غمامة من الحب بين الضريحين، تظل الراقدين بصمت. وقفت على القبرين، ولمست حصباءهما. ناديت.. وحلفت أني بشوق إليهما. لم تفلح (الكبرياء)، في أن توقف ماء غزير انبجس من عينين عذبهما الرحيل.. وما تفتأ مطارق الفقد والوحشة، تدق قلبا تكسرت النصال فيه على النصال..!

صباح الخميس.. اليوم، كنت على (موعد)، يؤكد أن عاما مضى، لم يغير شيئا. فتحت بريدي فتدفق علي الدمع والوجع..! قرأت.. وبكيت إلى آخر فاصلة.. ثم بكيت. ركبت سيارتي وبكيت. وصلت مكتبي.. وبكيت.

“لهفة الرحيل”.. فتحت علي أبواب السماء، بدمع سخين.. فأنا منذ الصباح، غارق.. شارق.

**********

[هَدِيْل] .. وَ يَمُّرُّ العَآم.. دُونَكِ ! ×

[..
هَذَا المَسَاء…أَرَانِي عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ وَجَع ..
أُحَاوِلُ عَبَثاً الصُمُود لِكَي لاَ أَقَعْ …
فَ تَهْتَزُّ بِي أَرَاضِي الذِكْرَى … وَتَلْتَهِمُنِي الأَوجَاع .. بِ هَلْ مِنْ مَزِيد..؟!

تَسَاؤلْ :
أيُمْكِن أَنْ تَكُون الذَّاكِرَة [أَرْمَلَة] لاَ تَكْتَفِي بِبُكاءٍ وَاحِدٍ .. وَشَهْقَة ٍوَاحِدَة ؟!
لِذَلك تَتَجَدّ كُل..فَراغٍ..وَتَتَمَدّ عَلَى شَاكِلَة ِصَدرٍ..يُرِيحُ الفَقْدُ عَلَيِهَا رَأسَه..وَهُوَ يَقْضِمُ وَجْه النسْيَان كَ تُفَاحَة ,
جَئتُ أسألُكِ :بَعْدَ أَن ْعَلِمْتُ تَمَامَاً بِ أَهَمِيَّة ال [لاَيهُم] .. وَالأَطْرَاف.. والقَلْب المُسْتَأجَر مِنْ دُمْيَة!
بَعْدَ : أَنْ تَنَفَسْتُ اليَومَ مِن ْعَيني
وَخَبَّأتُ رِِئَتِي ..
وَ أَضَعْتُ قَلْبِي ..!

{ .. أَوَّآه كَيْفَ يَرْحَل الأَحْبَآب ..؟! ..}
لَكِ …
وَلا تَنْسَلِّي مِنِّي يَا هَدِيل لِ فَرْطِ ثُقُوبِي!
لَكِ …
وَزَمّلِينِي حَتى أَهْدَأ قَلِيلاً : أَعْلَمُ أَنّ َضَجِيجَ الغُرْبَةِ فِيَّ , يَجْعَلُنِي أَنْتَقِي حُرُوف اسمُكِ وَطَنا ًلِي..
لَكِ …
../ وَبَعْدَ أَنْ حَمَلْتُ أَقْدَامِي مَرّةً بَحْثَاً عَنْكِ ..وَأَضَعْتُهَا دُونَ أَنْ أَتَذَكَرُهَا ..!
لَكِ …
وَأَنَا حَذرَ البَهْجَة ..أَزُمّ ُتَنْهِيدَة َصَوتِي .. وَأَرَق أُمُي فِي عَيْنِي .. لِ أُمسْكُ أَكْمَامَ الصَّبَاح وَالحُزْن ُيَتَوّغَل عَلَى كَتِفِي.. وَأَنَا أَسْتَقْبِلُ الظَهِيرَةَ .. بِ جَسَدٍ مُظْلِم..وَ شرْيَانٍ مَعْطُوب..
حَتى أَبْكِي .. وَأَبْحَثُّ عَنْ مَن يَبْكِي مَعِي !
لَكِ …
وَ يُقْرِضُنِي البُكَاء لُقْمَة وَجْهِي الآن ,
أَتَنَاوَل ُمَلامِحِي .. أَضَعُ يَدي عَلَى حُنْجُرَتِي وَاَبْدَأ بِ العَدّ ..كَم مِنْ مِفْصَلٍ قَضَى الله أَنْ يَبْقَى لِ شِتَاءٍ آخَر؟!
لَكِ ..
وَ حَكَايَا الأُمْنِيَات تُلْقِنِي أَرْضَاً .. وَ يَزْدَاد لَهَفِي لِ المَوْت ..!
البَقَاء لِهَذَا الحَدّ .. مُوجِعٌ
البَقَاء لِهَذَا الحَدّ .. شَائِك
البَقَاء لِهَذَا الحَدّ .. أَشْبَه ُبِ رِئَةٍ جِدَارُهَا عَازِلٌ لِلتَنَفُس ,
../
أَنَا أُؤْمِنُ بِ الله جِدَّاً..كَمَا أَفْعَل ُذَلِكَ حِينَمَا أحبك يَا هَدِيل ..
لَكِن يَنقُصُنِي كَثِيرَ أَحْويَةٌ كَ [وَطَن قَلْبُكِ] مَثَلاً ..!

{.. 11/5/ 1443 ه ..} :
صُنْدُوق الوَارِدْ [1] ..::
[ ……….عَظَّمَ اللهُ أَجْرِي وَ أَجْرَكِ وَ أَجْرَ الأَحِبَّةِ فِي الفَقِيْدَةِ الغَآلِيَةِ هَدِيل مُحَمَّد الحضيف
حَيْث وَافَاهَا الأجَل صَبَاح اليَوم الجُمْعَة ..و الصَّلآةُ عَلَيْهَآ فِي جَامِع الرَاجِحِي …./ إِنَّآ للهِ وَ إِنَّآ إِلَيْهِ رَآجِعُوْنَ..]
../
لَمْ تَسْتَهْلِك هَذِه الرِسَالة مِنِّي الكَثِير حَتَّى تُثِير الفَاجِعَة هُنَاك فِي أَقْصَاي ..
فَاضَتْ كَ جُرمٍ عَظِيم جَاءَ كَ دَفْقَةٍ وَاحِدَةٍ فِي صَدْرِي .. وَمَسَّت صَدْعَا لَمَّا يَلْتَئِمُ بَعْد ..
كُنْتُ أَنْتَظِر المَطَر حِيْنَها .. وَلمْ أَعْلَم أَنَّ المَطَر جَائِر هَذِه المَرَّة .. وَهَبَنِي رُوحَهَا وَرَحَل ..
وَلَيْتَ غِيَابَهَا كِذْبَة أَحْدَثَهَا المَطَر ذَاتَ بُكَاءٍ وَ انْتِظار ..!
../

(1) :
كَم كَان ابْرِيل مُوحِشاً ، مُوجعاً ، لا تَنفكُ مِنه الرُوح إِلا وَقد كُشِطَت بِ أظَافِر الذِكرَى،
وَعُلِّقَت فِي الهَواءِ مَا بَيْن الوَطنِ :طِيفِه وَالمُحالِ مَنفَى..!
أنتِ تَعلَمِين يَا غَيْثُ قَلْبِي الجَدِيب ، كَم مِن الأثَر تَرك رَحِيلُكِ فِي صَدرِي ، كَأنه بعثَر الحُزنَ
المجمُوع فِي جَوْفِي وَأربَكَه..!
وَلِأَنَّكِ تَعْلَمِين أَنِّي أَمُوت ..قُولِي لِي : أن حِكَاياتُنَا حَيّة ..
تعْلَمِين أنّي أُموت ..فَلاَ تَهْبيني ..مُهمةً صَعبةً كَ نِسْيَانِكِ..
مُهمةً تُحْتّم عليّ الْتَأخر عَن السَّماء..!
وَ تَعْلَمِين أَنَّي أحبك ..ولا أَشُدُّ عَلَى الْبَاء بِضَمَّةٍ .. وَلاَ أُرخِي الْكَاف بِكَسْرةٍ ..
هَكَذَا أَقُولُهَا تَمَامَاً كَمَا تَنْطَلِق، “أُميّة” لاَ تُهمّهَا حَضَارَة الْشّعُور ..
وِ لِأَنَّكِ تَعْلَمِين هَذَا كُلِّهِ ..::
-[قُولِي أَنَّكِ بِخَير] ….

(2) :
خُيّل لِي ذَات حُلْم .. أنّكِ فَصلٌ شَارِد..
يَغيب | ..وَيجيء مَبْعُوثاً مِنْ عِنْدِ الله
هَكَذا شَعَرتُكِ حِينما دَبّ َالْصَبَاح فِي أوْرَاقِي الْتَالفة مُنْذ غَبَاء..
لَنْ تُصَدِقِي إِذَا قُلْتُ لَكِ أَنِي رَأَيْتُكِ فِعْلاً..!
وتَنَافَسَ الأَطْفَالُ فِي صَدْرِي
حَيثُّ : أَقُول صَبَاح الخَير
ويَهتِفُون لَكِ : يَاخَير َالْصَباح ..!
يُغْلِقُون صَوتِي ..
وَتَبقَى يَدي فِي إِشَارةٍ تَعْنِي :هَاكِ َغَيمَتِي وَلَقْنِيها
كَيف تُرَبِي عَلَى شَاكلَِةِ قَلبكِ الْمَطَر ..!
وَأَبْْتَسِم ..
وَأُرْسِل ُلَكِ الحُبّ وَ الْدُعاء يَا هَدِيل ..
وَسِرٌ فِي قَلْبِي
يَحْفظكِ
وَيَحْفَظ
اسمُكِ
فِي الذَاكِرَة
وَعَلَى كَتفِ القَلَم
وَأُمْنِياتِ
الأَنَاشِيد ..
وَأخْتَلسُ [لَكِ]
لَأقُولُها بِلَكْنَةٍ تُشْبِهُ حَنين أُمّكِ :
بَعْد مَوْتُكِ : عَلمْتُ كَم أَحْبَبْتُكِ أَكْثَر
عَنْ مَا كَانَ [ قَبْله]..
أح بك ..وَوَلدنة الْتَعب ..تَنْتهزُ نَقاهتها فِيَّ ..
وَ أُعلّقُنِي بِ حُزنِك لِ يَتهَافتُ عَلي ّالْسَهر…!

(3) :
بَعْدَ رَحِيْلِكِ لَمْ يَعُدْ النَوْم كَمَا كَان عَلِيْه .. ذَاك النَوْم الذِي كَان كَفِيْل بِ القَضَاء عَلَى حَيَاةٍ كَامِلَة ..!
أَصْبَحْتُ أَخشَاه ..كَمَا لَمْ أَخْشَى شَيئاً قَبْلَه .. لَسْتُ أَدْرِي لِمَ ..؟!
رُبَمَا كَانَ ذَاكَ خَوْفَاً من عَبثٍ ونَبشٍ ل..جُرحٍ قَديم.. لِذَلِك نَرتدي مَلابس وَاسعة
نَدسُ تَحتها قَلباً مَثقوباً وروحاً مُشتَتة..!
خَوفاً من ضَعفٍ يَهزمُنا ..!
وخَوفاً عَلَى شَيء مِنَّا يَسكنُنا إلى قَبر..!
نُلملِمُنا وَ نَشرعُ فِي نَومٍ خَائِن رُبَما كَان الأخِير
وتَبقى القُلوب هُناك مَدسوسَةٌ
ب..خَوف..!

(4) :
كُلُّ شَيء بَعْدُكِ أَرَاه يَتَغَير ..
حَتَى نَفْسِي ..!
لَنْ أَقُول لَك أَنِّي [ أَنَا ] مَا عُدْتُ [ أَنَا ] وَهُوَ الشَيء الذِي لا أَسْتَطِيع مُرَاهَنَتُكِ عَلَيه ..
وَمِنْ أَدِلَّتِي أَنَّ النَاس لا زَالوا ينَادوني بِ نَفْسِ اسمي ..
ومَنْ حَولي هُم كما هُم لم يتغيروا ..حَتَى
أَلْوَانِي التِي أُحبُّها.. هِيَ هِي َوَكُل شَيءٍ فِي مَكَانِه..!
لَكن هُناَك حَيثُ العُمْق يُوجَدْ صَدْمَة .. والضَوء دَاخِلُ عَيْنِي اخْتَفَى..!
كُلُ شَيء لَه ُرَائِحَة مُغَايرَة وَقَلْبِي يُنكرُني..!
أَرَأَيْتي ذَاك الوَطَن يَا هَدِيل ..؟!
كَيْف كُنَّا نَتْلُو أَنَاشِيدَه مُذْ كُنَّا صِغَارَاً..!
أَرَأَيتي ذَاكَ الشُمُوخ ..!
والعِزَّة ..!
ذَاك الوَطنْ الذي لَدَيه آلاف من المستَشفَيات وَعَشَرات الآلاف مِنْ الأَطِبَاء..
لَمْ يَقْبَل أَنْ يَضَعْكِ في إحْدَى مُسْتَشْفَيَاتِه..؟!
بَعْد كُل هَذا يَا هَدِيلي ..
كَيْفَ لِي أَنْ أَبْحَثُ عَنْ وَطَنٍ أَثِقُ بِه..؟!

(5) :
حِيْن يَسْألُنِي أَحَدُهُم عَنْكِ .. أُحَاول أَنْ أُثْبِتْ أَنْ لا شَيء حَدَث .. إذْ أَنَّك رَحَلْتِ جَسَدَاً لا رُوح ..وَ أَنَّكِ بَيْن يَديْ رَحِيمٍ رَحْمَن ..
وَ بِ مُحَاوَلَةٍ غَبيَّةٍ مِنِّي .. أُظْهِرُ السَلُو .. ثُمْ لا أَلْبِثُ أَنْ َأُعَانِي مَرارَة الألَم فِي الخَفَاء ..!
هَكَذَا يَا هَدِيل الرَغْبَة فِي إِخْفَاء قَسْوَة ِالفَقْد..
تُرْبِكُنَا..
حَتى يَكَاد يَشْرَق بِنَا الهدُوء..!

(6) :
وَحْدِي .. سَ أَمْتَلئ بِ البُكَاء ..
وَحْدِي سَ أَتَجَرَّعُ فَقْدَكِ زُعَافَاً وَ لا أَكَادُ أُسِيغُه ..
وَحْدِي سَ أُمَرِّغُ الذَّآكِرَة بعُمرٍ كُنْتِ فِيْهِ نُورَاً وَ ضَيَاءً..
وَ وَحْدَكِ تُدْرِكِيْنَ كَيْفَ تَكْبُرِيْنَ بِي كَ وَطَنْ ../ وكَيْفَ امْتَلِيءُ بِكِ كَ حَيَآة ..
../
أَحْتَآجُ ل ِعُمْرٍ كَيْ أَحْكِيْكِ..
وَ أَحْتَآجُ لآخَرْ كَيْ أَشْرَحَ سِيْرَةَ البَيَاضِ فِيْكِ..
وَلَنْ يَحْتَآجُوا أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يَعْرِفُوا قَلْبَكِ ../ ل يُحِبُّوكِ..

(7) :
ثَمّة أَرْصِفَةٌ مَلْغُومَة بِ فَقْد ../ أَمْشِي عَلَيهَآ حَآفيةَ القَلْب ..
وَ شَيء فِي دَاخِلِي يُبِيح البُكَاء .. يُبِيح الصُّراخ ..يُبِيح الجنُون ..!
هَدِيل يَا [ نَبْضِي ]……..أَنْ تُفقَدِين يَعنِي وُجوب خَوف وَ أَيَّام آسِنَة بَاتَتْ تَتَوَعَدُّنِي بَعْدَكِ ..!

(8) :
يَاه يَا هَدِيل كَيفَ أَنَّ الأُمُور الحَزِينَة تَجِيء فِي وَقْتٍ وَاحِد ..
بِ الأَمْس .. فِي سَاعَةٍ تُشْبِهُ السَاعَةِ التِي جَاءَنِي فِيْهَا خَبَر وَفَاتِكِ ..
كُنْتُ أَنْتَظِر السَيَارَة التِي تُقِلُّنِي إِلى المَنْزِل ..
وَبًيْنَمَا أَنَا فِي ظِلاَل ِالانتِْظَار الذِي يُشْبِهَُ كآبةَ الخَرِيف ..
مَرَّتْ بِ جَانِبِي طِفْلَةٌ صَغِيرَة..أَخَذَت تُنَادِي بِ صَوتٍ أَشْبَه بِ نِدَاءِ الاسْتِغَاثَة :
[هَدِيل هَدِيل هَدِيل]..
لاَ أَعْرِفَُ كيْفَ سوَّلَ لِي جُنُونِي أَنَّ المَدْعَّوة رُبَّمَا تَكُون أَنْتِ ..!!
اُقْسِمُ لَكِ أَنِّي أَخَذْتُ أَتْبَعُهَا بِ لاَ وَعِي ..لَسْتُ أَدْرِي لِمَ..!
رُبَّمَا ظَنَنْتُ أَنِّي سَ أَجِدُكِ حَقْاً ..!
كَانَ ذَاك أَشْبَه بِ وَهْمِ الحُرْيَة لِ المَسْجُونِ أَمَدَاً طَوِيلاً..
وَ حِينَمَا أَيْقَنْتُ أَنَّ النِهَايَات مُسَرْبَلة بِ الغُيُوم ِالجَافَة .. بِ الطُرُقَاتِ المَكْسُوَّة بِ النَّوم التَائِه عَنْ أَسِرّة ِقُلُوبٍ كَثِيرَة فِي شَارِعِ الذَّاكِرَة ِالُموحِل..
عُدْتُ إِلَى طَرِيقِي وَ صَخَبٌ فِي الشَّارِعِ الخلفيِّ يُمَزِّقُنِي..
وَ ضَجَّةٌ فِي قَلْبِي تَعْصِفُ بِي ..
وَفِي الرُوحِ عَوِيلٌ لم ينحسرْ ..!

(9) :
هَدِيل ..أَخْبِرِيني عَنْ الأَبَدِيَّة ..وَعَنْ الحَيَاةِ الكَامِلَة ..!
هَدِيل ..كّم سَ أَلْبِثُ فِي الْجُوع الْرُوحِي بَعْدَكِ ..يوماً أو بَضْع الْيوم ٍأو أزْمِنةٍ…/أو حَتى آخرةٍ طَوْيلة..!
هَدِيل .. أُرَاقِب الْحَياة بُمْنتَهَى الْبَسَاطةِ ..ثَّمة مَا هُو َمَسْجُون ٌوفِي قَلْبِه الْحُريّة..وثَمَّة مَا هُو حُرٌ وَ زِنْزَانته صَدْره ..
كَمْ تَمْنيتُ أَن ْأَبْقَى فِي الْحَياة بِ طَرْيقةٍ أُخرى .. ورَقة شَجرٍ ..رَيْشة عُصفور.. ذَرّة تُراب ..سُنْبلة صَغْيرة ..
كَمْ تَمْنيتُ أن أكُ مِثلُكِ .. صَافِيَة كَ مَاءِ السَحَاب ..
كَمْ تَمْنيتُ أن أُحَاصَر بِ الْطُفولة ..أن ْلا تَينَع أنْفاسِي أَبداً ..أَنْ لاَ أَشِبّ .. أَنْ لاَ أَشْعُرُ بِ فَقْد ..
هَدِيل .. سَ أَلْتَقِيكِ يَومَا .. أَنَا وَ أَرْوَى وَ المُنْذِر وَ لَمَى وَالمُثَنَّى وأُمِكِ وَ أَبيِك .. وَ كُل أَحْبَابك .. فَ لتَنَامي رَاضِيةً مَرْضِيَة ..
هَدِيل .. وَلاَ أَقُول إِلاَ مَا يُرْضِي رَبِّي .. إِنَّا لَهُ وَ إِليه لَ رَاجِعُون ..اللهُم رَضِّنَا بِ قَضَائِك وَقَدَرِك .. الُهم اْمْنَحْهَا أَكْثَر مِمَّا كَانَتْ تَتُوق ..

[هَدِيْل مُحَمَّد الحُضَيْف ..]

لَمْ تَمُرّ سَرِيْعَاً هَكَذَآ..

هِيَ فَقَطْ اقْتَلَعَتْ كُلَّ طُهْرِِ الحَيَآةِ مَعَهَآ

……………

………..

…وَذَهَبَتْ

إلى الفِردوس الأعلى وتحتَ سِدرةِ المُنتهى بِإذن ِالله

..]
*
~ تَمَّتْ .. وَ إنْ نَقَصَتْ … 11/5/1430 ه …
:: لَهْفَة الرَحِ يل ::

××$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$




؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اليس هناك من يقدر الاقلام الحقيقيه .. ؟؟




خليجية



خليجية

خليجية




يسلمو



التصنيفات
منوعات

قبيل الرحيل من أرض الحجيج

المقدمة
الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ، نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) [آل عمران : 102]. (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمِ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) [النساء : 1]. ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) [الأحزاب : 70 ، 71]. أما بعد:-

فإن من فضل الله و منّته على عباده أن جعل لهم في أيام الدهر نفحات يتعرضون لها ويتاجرون فيها مع الله ويفيض عليهم ربهم من فضله و عظيم جوده و كرمه وبره وإحسانه فيحصل لهم من الأجر الجزيل و الخير العميم ما لا يحصيه إلا هو سبحانه فطوبى ثم طوبى لمن تعرض لهذه النفحات و تلك الهبات فعن محمد بن مسلمة مرفوعاً : ( إن في أيام الدهر نفحات فتعرضوا لها فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبداً ) روى الطبراني صحيح الجامع

ومن تلكم النفحات الربانية و المنح الإلهية رحلة الحج التي كثرت فضائلها و من تلك الفضائل على سبيل الذكر لا الحصر :
أن الحج والعمرة سبب لمغفرة الذنوب و زوال الفقر:
عن ابن مسعود قال: قال رسول الله: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة) رواه أحمد والترمذي و ابن خزيمة وصححه الألباني
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله: (أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك، يكتب الله بها لك حسنة، ويمحو عنك بها سيئة وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي، جاءوني شعثاً غبراً من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي ولم يروني فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوباً غسلها الله عنك، وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك، وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك) رواه عبد الرزاق في المصنف الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الجامع .

أن للحاج دعوة مستجابة :
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي قال: ( الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم) رواه ابن ماجه و ابن حبان و حسنه الألباني

أن الحاج في ضمان الله حفظه :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : ( ثلاثة في ضمان الله عز وجل: رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله، ورجل خرج غازياً في سبيل الله، ورجل خرج حاجاً) رواه أبو نعيم في الحلية و صححه الألباني في صحيح الجامع رحمه الله .

أن الحج جهاد :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد . قال : ( لكن أفضل الجهاد حج مبرور ) رواه البخاري
وبعد ذكر هذه الفضائل العظيمة ندرك أن رحلة بهذه الفضائل تحتاج إلى الوقوف والتأمل و الحرص على استغلال جميع أوقاتها بما يقرب إلى الله عز وجل ومن هنا كانت هذه الكلمات التي بين يديك تذكرة لمن وفقه الله لهذه الرحلة و أوشك على الرحيل من أرض الحجيج علّه أن يستفيد منها وعلّها أن تساعده في استغلال الأنفاس الأخيرة لرحلة الحج فالأعمال بالخواتيم فرب مشمّر يزداد حرصاً و رب مقصر يتدارك ما فات و الله المسؤول أن يتقبل هذا العمل و يجعله خالصاً لوجهه الكريم هو حسبي و نعم الوكيل .

__________________________
قف قليلاً قبل الرحيل من أرض الحجيج
لقد مر الحاج برحلة إيمانية خلال الأيام الماضية ولد فيها من جديد فعاد كيوم ولدته أمه ونقيت فيها نفسه من الخبث و غفرت ذنوبه و زيدت حسناته و أفيض عليه وابل الرحمة والمغفرة إن شاء الله وهاهو بعد هذا كله أوشك على الرحيل فما الذي ينبغي عليه في ختام هذه الرحلة المباركة .

هناك أمور ينبغي أن يحرص عليها الحاج في نهاية هذه الرحلة الإيمانية وهي :

أولاً / التوبة و الاستغفار:
قال الله تعالى: ( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
(البقرة:199) قال الشوكاني : (وإنما أمروا بالاستغفار لأنهم في مساقط الرحمة ومواطن القبول ومظنات الإجابة)
قال السعدي رحمه الله :[ والمقصود من هذه الإفاضة كان معروفاً عندهم وهو رمي الجمار و ذبح الهدايا والطواف و السعي والمبيت بمنى ليالي التشريق وتكميل باقي المناسك 0ولما كانت هذه الإفاضة يقصد بها ما ذكر و المذكورات آخر المناسك أمر تعالى عند الفراغ منها باستغفاره و الإكثار من ذكره فالاستغفار للخلل الواقع من العبد في أداء عبادته وتقصيره فيها وذكر الله شكر الله على إنعامه عليه بالتوفيق لهذه العبادة العظيمة والمنة الجسيمة وهكذا ينبغي للعبد كلما فرغ من عبادة أن يستغفر الله عن التقصير و يشكره على التوفيق لا كمن يرى أنه قد أكمل العبادة و منّ بها على ربه و جعلت له محلاً و منزلةً رفيعة فهذا حقيق بالمقت و رد الفعل كما أن الأول حقيق بالقبول و التوفيق لأعمال الخير]
وقال رحمه الله في تفسيره لآخر سورة المزمل عند قوله تعالى: (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
: [ وفي الأمر بالاستغفار بعد الحث على أفعال الطاعة و الخير فائدة كبيرة ، و ذلك أن العبد ما يخلو من التقصير فيما أمر به ، إما أن لا يفعله أصلاً أو يفعله على وجه ناقص ، فأمر بترقيع ذلك بالاستغفار فإن العبد يذنب آناء الليل و النهار ، فمتى لم يتغمده الله برحمته و مغفرته ، فإنه هالك .
قالت عائشة رضي الله عنها : طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : عجباً لمن يهلك ومعه النجاة قيل له و ما هي ؟ قال : التوبة و الاستغفار .
و قال قتادة رحمه الله : إن هذا القرآن يدلكم على دائكم و دوائكم ؛ فأما داؤكم فالذنوب ، و أما دواؤكم فالاستغفار .
قال الحسن رحمه الله : أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقاتكم وفي أسواقكم ومجالسكم أينما كنتم فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة .
قال ميمون بن مهران : لا خير في الحياة إلا لتائب أو رجل يعمل في الدرجات و من عداهما فخاسر .
قال القرطبي رحمه الله قال علماؤنا : الاستغفار المطلوب هو الذي يحل عقد الإصرار و يثبت معناه في الجنان و ليس التلفظ بمجرد اللسان فمن استغفر بلسانه و قلبه مصر على معصية فاستغفاره يحتاج إلى استغفار .
فينبغي للحاج في ختام حجه أن يلهج لله بالاستغفار يستشعر التقصير في حق الله عز و جل و يعلم أن من فضل الله عليه أن يوفقه للمداومة على الاستغفار .

ثانياً : الإكثار من ذكر الله عز وجل :
قال تعالى : ( فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أولئك لهم نصيب مما كسبوا و الله سريع الحساب )
سورة البقرة .
قال ابن كثير رحمه الله : يأمر تعالى بذكره و الإكثار منه بعد قضاء المناسك وفراغها واختلفوا في معنى (كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ)
فقال عطاء و الضحاك و الربيع بن أنس رحمهم الله : كقول الصبي أبه أمّه يعني كما يلبث الصبي يذكر أبيه و أمه فكذلك أنتم فالهجوا بذكر الله بعد قضاء المناسك .
وقال ابن عباس رضي الله عنه : كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم فيقول كان أبي يطعم ويحمل الحمالات و يحمل الديات ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم فأنزل الله على محمد صلى الله عليه و سلم ( فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا )
والمقصود منه الحث على الذكر لله عز وجل .
والحج إنما فرض لإقامة ذكر الله عز وجل فعن عائشة رضي الله عنها ـ مرفوعاً : (إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة و رمي الجمار لإقامة ذكر الله). رواه الترمذي و الحاكم و صححه ووافقه الذهبي و حسنه الأرناؤوط في جامع الأصول .
و آخر أيام الحج أيام ذكر لله عز وجل ففي حديث نُبَيشَة الهذلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ( أيام التشريق أيام أكل و شرب و ذكر لله ) صحيح مسلم .
قال ابن القيم رحمه الله في تعليقه على الآية السابقة : [ ففيه الأمر بالذكر بالكثرة و الشدة لشدة حاجة العبد إليه و عدم استغنائه عنه طرفة عين ، فأي لحظة خلا فيها العبد عن ذكر الله عز وجل كانت عليه لا له ، و كان خسرانه فيها أعظم مما ربح في غفلته عن الله ، فالموفق من استغل هذه الأيام القلائل للإكثار من ذكر الله عز وجل فأشغل نفسه بالتكبير و التهليل و التحميد لله عز وجل فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال 🙁 ما أهل مهل قط ولا كبر مكبر قط إلا بشر ) قيل يا رسول الله بالجنة قال : ( نعم ) رواه الطبراني و حسنه الألباني

ثالثاً : الشكر لله :
ينبغي للحاج أن يستشعر نعمة الله عليه في توفيقه للحج و تيسره له وهدايته لأداء المناسك فإنها من أعظم النعم التي يشكر عليها المولى عز و جل فما أعظم منه و جوده و كرمه آمن خوف و أطعم من جوع وكسا من عري أصح البدن و تابع المنن و صدق حين قال (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) (النحل:53) و حين قال و هو أحسن القائلين : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)
(النحل:18) من أجل نعمه حلمه مع جهلنا وعفوه رغم عصياننا ستر القبيح و أظهر الجميل وغفر الذنب الجليل وعمّنا بفضله و إحسانه .

فينبغي للعبد أن يقابل هذا الفضل و العطاء بالشكر والثناء خاصة إذا وفق الله العبد لنعمة دينية تكون سبباً للفوز في الدنيا و الآخرة فكيف إذا علمنا أنه يضاعف بالشكر المنن و العطايا ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (ابراهيم:7)
قال علي بن أبي طالب : إذا و صلت إليكم أطراف النعم فلا تنفِّروا أقصاها بقلة الشكر .
و قال الحسن البصري : إن الله لينعم بالنعمة ما شاء فإذا لم يشكر عليها قلبها عذاباً .
وقال ابن عقيل : النعم أضياف و قِرَاها الشكر .
وقال عمر بن عبد العزيز : قيدوا نعم الله بشكر الله .
وقال أبو سليمان الداراني : استجلب زيادة النعم بالشكر و استدم النعم بخوف زوالها .
وقال بعض السلف : قد أصبح بنا من نعم الله تعالى مالا نحصيه مع كثرة ما نعصيه فلا ندري أيهما نشكر : أجميل ما ينشر أم قبيح ما يستر .
قال السعدي رحمه الله :[ واعلم أن من تفكَّر في كثرة نعم الله و تفطَّن لآلاء الله الظاهرة و الباطنة و أنه لا وسيلة إليها إلا محض فضل الله و إحسانه و أن جنساً من نعم الله لا يقدر العبد على إحصائه و تعداده فضلاً عن جميع الأجناس فضلاً عن شكرها فإنه يضطر إلى الاعتراف التام بالنعم وكثرة الثناء على الله ]
ولذا كان من دعاء النبي : ( اللهم اجعلني لك شكَّاراً لك ذكَّاراً الهم اجعلني اُعظم شٌكرك و اُكثر ذكرك و أتَّبع نصحك و أحفظ وصيتك ) رواه أبو داود و صححه الألباني .
و أوصى معاذ بن جبل رضي الله عنه فقال : (لا يدعنَّ أن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعنِّي على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك ) رواه الترمذي و الحاكم و صححه و وافقه الذهبي و قال أحمد شاكر : إسناده صحيح
والشكر هو :
ظهور أثر النعم الإلهية على العبد في قلبه إيماناً وفي لسانه حمداً وثناءً وفي جوارحه عبادة وطاعة .
قال ابن القيم رحمه الله : الشكر هو أثر نعمة الله على لسان عبده : ثناءً واعترافاً و على قلبه شهوداً و محبةً و على جوارحه انقياداً و طاعةً .
والعبد مهما شكر الله و كرر الثناء عليه فهو عاجز عن شكر نعم الله عليه فكيف يوفيه الثناء والشكر و شكر العبد و ثناءه نعمة تحتاج إلى شكر و لذا فقد أعترف أعظم الشاكرين بالعجز عن شكر نعم الله فقال صلى الله عليه و سلم : ( لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) رواه مسلم

رابعاً : حسن الظن بالله عز و جل و الرجاء في مغفرته:
ينبغي للعبد إذا استفرغ جهده و بذل طاقته في عبادة الله عز وجل و إتباع هدي النبي صلى الله عليه و سلم أن يٌعظم الرجاء في مغفرة الله و عفوه و فيض كرمه و جوده و إحسانه ونواله فهو سبحانه عند ظن عبده به ففي الحديث القدسي يقول الله عز وجل : ( أنا عند ظن عبيدي بي فليظن بي ما شاء .. ) رواه أحمد والدارمي
و يقول سبحانه : ( يا بن آدم إنك ما دعوتني و رجوتني غفرت لك على ما كان منك و لا أبالي …) وقال صلى الله عليه و سلم ( لا يموتن أحدكم إلا و هو يحسن بالله الظن ) .
وقد كان للسلف الصالح أحوال من الرجاء في مغفرة الله، فكان أبو عبيدة الخواص يقول في الموقف: واشوقاه إلى من يراني ولا أراه، وكان بعد ما كبر يأخذ بلحيته ويقول: يا رب قد كبرت فأعتقني. قال ابن المبارك جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة، وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تهملان، فالتفت إلي فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً ؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له.
وروي عن الفضيل أنه نظر إلى نشيج الناس وبكائهم عشية عرفة فقال: أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقاً يعني سدس درهم، أكان يردهم؟ قالوا: لا قال: واللهِ لَلْمَغْفِرَةُ عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق .
وقف عمر بن عبد العزيز رحمه الله فقال اللهم إنك قلت و قولك الحق : ( إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) فإن كنت من المحسنين فارحمني و إن لم أكن من المحسنين فقد قلت : ( وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيم) فارحمني و إن لم أكن من المؤمنين فأنت أهل التقوى و أهل المغفرة فاغفر لي و إن لم أكن مستحقاً بشيء من ذلك فأنا صاحب مصيبة و قد قلت (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) فارحمني .

خامساً : الخوف من عدم القبول :
لقد كان الصالحون يشغلهم أمر قبول العمل فما أن يفرغ أحدهم من عمل الطاعة أو يوشك على الفراغ منها إلا و وقع عليه هم قبولها من عدمه فقد كانوا يهتمون في إتمام العمل و إكماله و إتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله يخافون من رده قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) (المؤمنون60) عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله قول الله : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )
أهو الذي يزني و يشرب الخمر و يسرق ؟ قال : ( لا يا ابنة الصديق و لكنه الرجل يصوم و يصلي و يتصدق و يخاف ألا يقبل منه) روه الترمذي
قال الحسن : عملوا و الله بالطاعات واجتهدوا فيها و خافوا أن ترد عليهم إن المؤمن جمع إحسانا و خشية و المنافق جمع إساءة و أمنا .
و قال رحمه الله : المؤمن يعمل بالطاعات و هو مشفق وجل خائف و الفاجر يعمل بالمعاصي و هو آمن .
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : كانوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل ألم تسمعوا الله عز و جل يقول: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)
(المائدة:الآية27) .
و قال عبد العزيز بن أبي رواد : أدركتهم يجتهدون في العمل فإذا فعلوه و قع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا ؟ .
فينبغي لك أخي الحاج و أنت في نهاية رحلتك الإيمانية أن تجمع إلى حسن ظنك بالله عز و جل الخوف من عدم القبول فتجمع بين الخوف و الرجاء و تظهر من الافتقار و الحاجة و الرغبة إلى الله عز و جل ما يبلغك حاجتك .

سادساً: الافتقار إلى الله عز وجل :
قال الله تعالى ( يا أيها الناس أنتم القراء إلى الله و الله هو الغني الحميد )
قال السعدي رحمه الله : [ يخاطب الله جميع الناس و يخبرهم بحالهم و وصفهم و أنهم فقراء إلى الله من جميع الوجوه :
فقراء في إيجادهم فلولا إيجاده إياهم لم يوجدوا .
فقراء في إعدادهم بالقوى و الأعضاء و الجوارح التي لولا إعداده إياهم بها لما استعدوا لأي عمل كان .
فقراء في إمدادهم بالأقوات و الأرزاق و النعم الظاهرة و الباطنة فلولا فضله وإحسانه و تيسره الأمور لما حصل لهم من الرزق و النِّعم شيء .
فقراء في صرف النقم عنهم و دفع المكاره وإزالة الكروب و الشدائد فلولا دفعه عنهم و تفريجه لكرباتهم و إزالته لعسرهم لاستمرت عليهم المكاره و الشدائد .
فقراء إليه في تربيتهم بأنواع التربية و أجناس التدبير .
فقراء إليه في تألههم له و حبهم له و تعبدهم و إخلاصهم العبادة له تعالى فلو لم يوفقهم لذالك لهلكوا و فسدة أرواحهم و قلوبهم و أحوالهم .
فقراء إليه في تعليمهم ما لا يعلمون و عملهم بما يصلحهم فلولا تعليمه لم يتعلموا و لولا توفيقه لم يصلحوا .
فهم فقراء بالذات إليه بكل معنى و بكل اعتبار سواء شعروا ببعض أنواع الفقر أو لم يشعروا و لكن الموفق منهم الذي لا يزال يشاهد فقره في كل حال من أمور دينه و دنياه و يتضرع له و يسأله ألا يكله إلى نفسه طرفت عين و أن يعينه على جميع أموره و يستصحب هذا في كل وقت ، فهذا أحرى بالإعانة التامة من ربه و إلهه الذي هو أرحم به من الوالدة بولدها . تيسر الكريم الرحمن صـ687ـ
فحري بك أخي الحاج أن تظهر حاجتك إلى التذلل لله و الفقر إليه سبحانه فجموع الحجيج مفتقرة إلى الله مفتقرة إلى فضله و إنعامه فما بهم من صحة و عافية و سعة في الرزق فمنه وحده فهم مفتقرون إليه في دوامها و مزيدها و مفتقرون إلى ما هو أعظم من ذلك من عفوه و مغفرته وبره وإحسانه
قال ابن القيم رحمه الله : ( الفقر الحقيقي : دوام الافتقار إلى الله في كل حال وأن يشهد العبد في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة إلى الله تعالى من كل وجه ) .
ولتعلم أخي الحاج أن الافتقار إلى الله عز وجل و إظهار الحاجة إليه و الذل بين يديه من أقرب الطرق الموصلة إليه سبحانه قال ابن القيم رحمه الله : (واقرب باب دخل منه العبد على الله تعالى هو الإفلاس فلا يرى لنفسه حالا ولا مقاما ولا سببا يتعلق به ولا وسيلة منه يمن بها بل يدخل على الله تعالى من باب الافتقار الصرف والإفلاس المحض دخول من كسر الفقر والمسكنة قلبه حتى وصلت تلك الكسرة إلى سويدائه فانصدع وشملته الكسرة من كل جهاته وشهد ضرورته إلى ربه عز وجل وكمال فاقته وفقره إليه وان في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة وضرورة كاملة إلى ربه تبارك وتعالى وانه ان تخلى عنه طرفة عين هلك وخسر خسارة لا تجبر إلا ان يعود إلى الله تعالى عليه ويتداركه برحمته

و قال أيضاً رحمه الله : ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه من ذلك أمرا لم أشاهده من غيره وكان يقول كثيرا : ما لي شيء ولا مني شيء ولا في شيء وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت :
أنا المكدى وابن المكدى *** وهكذا كان أبي وجدي
وكان إذا أثنى عليه في وجهه يقول : والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت وما أسلمت بعد إسلاما جيدا .
وبعث إلي في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطه وعلى ظهرها أبيات بخطه من نظمه :

أنا الفقير إلى رب البريات *** أنا المُسيّكين في مجموع حالاتي
أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي *** والخير إن يأتنا من عنده يأتي
لا أستطيع لنفسي جلب منفعة *** ولا عن النفس لي دفع المضرات
ولا ظهير له كي يستعين به *** كما يكون لأرباب الولايات
والفقر لي وصف ذات لازم أبدا *** كما الغنى أبدا وصف له ذاتي
وهذه الحال حال الخلق أجمعهم *** وكلهم عنده عبد له آتى
فمن بغى مطلبا من غير خالقه *** فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملء الكون أجمعه *** ما كان منه وما من بعد يأتي

وقال بعض السلف: صفة الأولياء ثلاثة: الثقة بالله في كل شيء والفقر إليه في كل شيء والرجوع إليه من كل شيء.
فما أجمل أخي الحاج أن تختم حجك بالدخول على الله من باب الفقر فتغنى بفقرك إليه و تعز بذلك بين يديه قال سهل التستري رحمه الله : ليس بين العبد و بين ربه طريق أقرب إليه من الافتقار .
قال ابن القيم : ( ولما كان الفقر إلى الله سبحانه هو عين الغنى به فأفقر الناس إلى الله أغناهم به وأذلهم له وأعزهم وأضعفهم بين يديه أقواهم وأجهلهم عند نفسه أعلمهم بالله وأمقتهم لنفسه أقربهم إلى مرضاة الله )
و هكذا كان حال النبي صلى الله عليه و سلم يظهر الحاجة و الفقر و المسكنة لله عز وجل في جميع أحوال و قد ظهر ذلك بجلاء في رحلة حجه صلى الله عليه و سلم فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( رأيت رسول الله صلى اله عليه و سلم يدعو بعرفة يده إلى صدره كاستطعام المسكين ) رواه البيهقي في السنن الكبرى

سابعاًً: إتباع الحسنة الحسنة :
من الأمور المهمة المداومة على الطاعة إتباع الحسنة بأخرى فما أحسن الحسنة تتبعها الحسنة قال أحد الصالحين : كان الصديقون يستحيون من الله أن يكونوا اليوم على مثل حالهم بالأمس يشير إلى أنهم لا يرضون كل يوم إلا بالزيادة من عمل الخير .
وما أقبح السيئة بعد الحسنة قال بعض السلف : من علامة حب الله و رضاه عن الحاج أو المعتمر أن يواصل له الطاعة بالطاعة و من علامة عدم قبول الطاعة أن تُتبع بالسيئة .

ثامناً : استشعار المعاني و الحكم التي استفادها من رحلة الحج :
الحج رحلة إيمانية عظيمة تحمل من الحكم و الأسرار و الدروس والعبر و المعني و العضات الشيء الكثير ولذا ينبغي للحاج أن يستشعر معاني الحج و يرتسمها في حياته ومن هذه الدروس :
1/ أن يستشعر الحاج أنه قد عاهد الله بقوله [ لبيك اللهم لبيك ] ألا يعبد إلا الله و لا يشرك به شيئاً ويؤدي الواجبات التي أمر الله بها و ينتهي عن كل ما نهاه الله عنه ويحذر من النكوص بعد الاستقامة ومن الحور بعد الكور ما أجمل أن يجل الحاج حجه انطلاقة للطاعة على الدوام و يعقد العزم على ألا يعود إلى المعصية بعد أن لبى نداء ربه فقد قال ( لبيك ) لبيك يا ربي فقد أُبت إليك و انطرحت بين يديك أنا بك و إليك لبيك يا ربي فلن أعود إلى المعصية بعد إذ هديت .

2/ أن يدرك الحاج أهمية التوحيد و ذلك من خلال الأعمال و الأذكار التي يقوم بها خلال رحلة الحج فهو يلهج بتوحيد الله عز وجل من أول منسكه إلى نهايته لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك لبيك .
3/ أن يربي نفسه على متابعة هدي النبي صلى الله عليه و سلم في جميع شؤون الحياة فإن متابعة الحاج لهدي النبي صلى الله عليه و سلم في مناسك الحج استجابة لقوله صلى الله عليه و سلم : ( خذوا عني مناسككم ) تربية للحاج أن يلتزم هدي النبي صلى اله عليه و سلم في جميع ما يأتي و ما يذر فعليك أخي الحاج أن تجعل ذلك بداية الانطلاقة للتأسي بالنبي صلى الله علي و سلم و قد قال الله تعلى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله و اليوم الآخر …)
4/ أن يستشعر معنى الأخوة الإسلامية من خلال لقاءه بإخوانه المسلمين من شتى بقاع الأرض و من كل قطر و مصر و إظهار المحبة لهم و العطف عليهم و اشعارهم أن وشيجة الدين هي أقوى الوشائج و الصلات
إنْ كِيْدَ مُطَّرَفُ الإخـاء فإننا *** نغدو ونسري في إخاءٍ تالد
أو يفترق ماء الغمـام فماؤنا *** عذبٌ تحدّر من غمام واحد
أو يختلف نسـب يؤلف بيننا *** ديـن أقمناه مقـام الوالـد

5/ أن يدك الحاج أن الحج شعار الوحدة فإن الحج جعل الناس سواسية في لباسهم وأعمالهم وشعائرهم وقبلتهم وأماكنهم، فلا فضل لأحد على أحد: الملك والمملوك الغني والفقير الوجيه والحقير في ميزان واحد الخ.
فالناس سواسية في الحقوق والواجبات، وهم سواسية في هذا البيت لا فضل للساكن فيه على الباد والمسافر فهم كلهم متساوون في البيت الحرام لا فرق بين الألوان والجنسيات وليس لأحد أن يفرق بينهم.
وحدة في المشاعر ووحدة في الشعائر، وحدة في الهدف، وحدة في العمل، وحدة في القول "الناس من آدم، وآدم من تراب لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى"
أكثر من مليوني مسلم يقفون كلهم في موقف واحد، وبلباس واحد، لهدف واحد، وتحت شعار واحد، يدعون ربا واحدا، ويتبعون نبيا واحدا.. وأي وحدة أعظم من هذه (1)

و ينبغي للحاج أن يدرك أن الأمة الإسلامية في أمس الحاجة إلى الوحدة خاصة في هذه الأزمان التي تكالبت فيها أمم الكفر على حرب الإسلام و المسلمين والسعي الحثيث إلى زيادة تفكيكه ولنتذكر أننا أمة واحدة قال الله تعالى: ( وأن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون ) .
6/ مخالفة المشركين و البراءة منهم فالحج فرص لتأصيل عقيدة الولاء و البراء في النفوس .
7/ ترويض النفس على الصبر و تحمل المشاق
8/ تدريب النفوس على أنواع مختلفة من الطاعات و تربية النفس عليها لتصبح لها سجية بعد ذلك .
9/ التربية على التواصي بالحق و التواصي بالصبر و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .
10/ الثقة بنصر الله للإسلام والمسلمين و أنه مهما طال ليل الكفر و الباطل فإن فلق الصبح أوشك على الانبلاج وما تجمع العدد الغفير من المسلمين في أيام الحج من كل فج عميق إلا بشارة بفجر جديد قريب لعز الإسلام والمسلمين فعندما يرى الحاج وفد الحجيج حتى من البلاد التي تشن الحرب على الإسلام و المسلمين تزداد ثقته ويقوى يقينه بنصر الله للإسلام و المسلمين و أن المستقبل لهذا الدين . قال عز وجل: { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } [سورة التوبة] فإظهار دين الله أمر تكفل به الله سبحانه . وقال سبحانه : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [سورة النور] فهذا هو عهد الله .
وقال: { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }
[سورة الحج] .
وقال:{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
} [سورة الروم]
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا…] رواه مسلم أبوداود والترمذي وابن ماجه وأحمد
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ] رواه أحمد
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ] رواه الترمذي وأحمد، وحسنه الترمذي وصححه الألباني
وعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ] رواه أحمد وابنه عبد الله في زوائده والحاكم وقال: صحيحه ووافقه الذهبي وصححه الألباني
فهذه النصوص تؤكد رجوع الإسلام إلى مركز الريادة، وموضع القيادة، ومقام
السيادة من شرق الدنيا إلى غربها؛ لتتحقق إرادة الله التي اقتضاها لهذه الأمة الإسلامية منذ الأزل 0 وهي بشائر لنصرة الإسلام وتمكينه والتاريخ يشهد بذلك، والواقع المعاصر يتفجر عن ينابيع الهداية و الصلاح في شتى بقاع الأرض معلناً أن المستقبل للإسلام

11/ ومن دروس الحج أن الإنسان بإمكانه أن يخالف و يمتنع عما تعود عليه من العادات السيئة فها هو الحاج يخالف أموراً كثيرة كان قد اعتاد عليها في حياته اليومية فهاهو يترك اللباس و يكتفي بالإزار و الرداء و يمتنع عن الطيب و حلق الشعر و قص الأظفار و غيرها من المحظورات طاعة لله عز وجل وذلك دليل على أن المسلم يستطيع أن يغير من حاله و أنه لن يستسلم لأسر العادة .
12/ أن الحج مدرسة للتربية على الأخلاق الفاضلة من الحلم و العفو و الصفح و الإيثار و الرحمة و التعاون و الإحسان و البذل ….
13/ أن يدرك أهمية الدعوة إلى الله عز و جل فإن الحاج عندما يخالط الحجاج من شتى بقاع و يرى ما هم عليه من الجهل بالدين و الحاجة إلى أساسياته فإن
ذلك يذكره بواجبه في الدعوة إلى الله و يدفعه إلى القيام به .
و جمع الحجيج و هم مقبلون على الله مابين داع و مستغفر وركع و ساجد و متضرع علم علّم اليقين أن ذلك لم يحصل إلا بالدعوة إلى الله عز وجل فيدعوه ذلك إلى المساهمة في الدعوة إلى الله .

14/ أن يربي الحاج النفس على الانضباط :
قال الشيخ محمد الدويش في محاضرته [ لبيك اللهم لبيك ] : إنك حين تتأمل المناسك ترى فيها دقة عجيبة, فأنت ترى المسلم يقف عند هذا المكان من حدود عرفة ,فلو وقف هنا كان داخل عرفة ,ولو تأخر متراً واحداً كان خارج عرفة, ولو وقف هنا نائماً أو صامتا لصح حجه, ولو وقف هناك وصار يدعو ويتضرع لم يصح حجه, ما الفرق بين هذا المكان وذاك؟ تراه يرمي الجمرة الأولى قبل الثانية, وبعدها العقبة، ولو رمى تلك قبل هذه لم تصح ,تراه يبدأ من الصفا وينتهي بالمروة ولو عكس لم يصح له الأمر، هذا اليوم يقف في عرفة ، وفي الليل يبيت في مزدلفة، وفي أيام التشريق يكون في منى لو رمى قبل الزوال بدقائق لكان رميه غير صحيح وكانت عبادته غير صحيحة ,ولو رمى بعد الزوال لكان موافقاً للسنة,وهكذا في دفعه من عرفة وفي سائر المناسك تراها منضبطة بمكان أو وقت أو زمان أو هيئة معينة وهذا كله يربي في المسلم أن يكون منضبطاً في أوقاته وفي مواعيده .

تاسعاً َ: الدعاء:
ينبغي للحاج و هو في آخر أيام الحج أن يلهج إلى الله عز وجل بالدعاء فقد قال تعالى (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ))
[غافر:60] عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( أَفْضَلُ الْعِبَادة الْدُعَاءُ ) رواه الحاكم وهو حديثٌ حسن.
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( إِذَا سَأَلَ أَحَدكم فَلْيُكْثِر، فإنّمَا يَسْأَلُ رَبَّهُ)) رواه ابن حبّان بسند صحيح.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ) صحيح سنن الترمذي
و عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (( مَا عَلَى الأَرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ إِلاَّ آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاهَا، أَوْ صَرَفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ)) ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ :(( اللَّهُ أَكْثَرُ)) صحيح سنن الترمذي
وعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ) صحيح سنن الترمذي

فعليك أخي الحاج أن تكثر من الدعاء في ختام هذا المسك العظيم ولتكثر من قول : ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار لقوله تعالى : { فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا و ماله في الإخرة من خلاق * و منهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا و الله سريع الحساب }
قال ابن كثير رحمه الله جمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا و الآخرة و صرفت كل شر فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية و دار رحبة و زوجة حسنه و رزق واسع و علم نافع و عمل صالح و مركب هين و ثناء جميل … إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين و لا منافاة بينها فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا و أما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك رضوان الله و دخول الجنة و توابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات و تيسير الحساب و غير ذلك من أمور الآخرة الصالحة و أما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا من اجتناب المحارم و الآثام و ترك الشبهات و الحرام و قد وردت السنة الترغيب في هذا الدعاء فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار) رواه البخاري
و سأل قتادة أنساً أي دعوة كان أكثر ما يدعوها النبي صلى الله عليه و سلم قال يقول : ( اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار) رواه الإمام احمد .
و كان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها و إذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيها . رواه مسلم
و أن يكثر من سؤال الله عز وجل أن يتقبل الله منه حجه و أن يلهج إلى الله عز وجل أن يثبته على الهداية و الطاعة حتى يلقاه و يستعيذ بالله من تقلب القلوب ومن الحور بعد الكور و الضلال بعد الهدى و يكثر من قول: ( يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ) و من قول ( يا ولي الإسلام وأهله ثبتني عليه حتى ألقاك ) ومن قول ( اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ ) رواه مسلم
و من قول : (اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ) صحيح سنن أبي داود .

عاشراً : التأدب بآداب العودة من السفر:
ينبغي للحاج وهو في آخر أيام الحج أن يتعرف على آداب العودة من السفر كما في السنة النبوية ومنها:
1/
التعجل في العودة وعدم إطالة المكوث لغير حاجة لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه و شرابه فإذا قضى نهمه فليعجل إلى أهله )
2/
أن يقرأ دعاء السفر و يزيد في آخره( آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون)
3/
التكبير على كل شرف من الأرض لما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول : ( لا إله إلا الله لا شريك له له الملك و له الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون صدق الله وعده و نصر جنده و هزم الأحزاب و حده ) رواه البخاري و مسلم
4/
يسن للعائد من السفر إذا رأى بلدته أن يسرع بدابته أو سيارته لما جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم ( أنه كان إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته و إن كانت دآبة حركها ) رواه البخاري
ويستحب له إذا رأى بلدته من بعيد أن يقول : ( آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون )ويكرر ذلك لما جاء عن أنس بن مالك قال: [ أقبلنا مع النبي صلى الله سلم أنا وأبو طلحة و صفية رديفته على ناقته حتى إذا كنا بظهر المدينة قال 🙁 آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون) فلم يزل يقول ذلك حتى قدمنا المدينة] رواه مسلم
5/
ألا يطرق أهله ليلاً إذا أطال الغيبة و ذلك لما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ( إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلاً ) رواه البخاري
و هذا النهي لا يشمل من أخبر أهله بوصوله و أنه يقدم وقت كذا .
6/
يستحب إذا قدم من سفره أن يتلقى بالولدان من أهل بيته وذلك لما جاء من حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال:[ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقى بنا قال :فتلقى بي و بالحسن أو الحسين رضي الله عنهما قال فحمل أحدهما بين يديه و الآخر خلفه حتى دخل المدينة ] رواه مسلم
7/
يستحب في حق من يستقبل المسافر أن يعانقه لما جاء في حديث أنس رضي الله عنه قال: ( كانوا إذا تلاقوا تصافحوا و إذا قدموا من سفر تعانقوا ) رواه الطبراني في الأوسط وقال المنذري والهيثمي رجاله رجال الصحيح
8/
يستحب لمن قدم من سفر أن يتجه إلى المسجد قبل أن يذهب إلى بيته فيصلي فيه ركعتين لما صح من حديث كعب بن مالك ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ) متفق عليه
9/
يشرع لمن دخل على أهله قادما من سفر أن يقول : ( توباً توباً لربنا أوباً لا يغادر حوباً ) رواه ابن السني و صححه الألباني
10/
الهدية من المسافر : الهدية أمر مشروع بين المسلمين وهي وسيلة من وسائل الود والتصافي وطريقة من طرق الإكرام و التفضل تدخل السرور على
الزوجة و تبهج قلب الأم و تكسب رضى الأب و تطيب نفوس الأبناء و البنات و تدخل عليهم من الفرحة و البهجة و السرور ما لا يعلمه إلا الله و لهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ( تهادوا تحابوا و تذهب الشحناء ) أخرجه البخاري في الأدب المفرد 0وحسنه ابن حجر
وقد قال أبوالعتاهيه :
هدايا الناس بعضهم لبعض *** تولد في قلوبهم الوصالا
وتزرع في القلوب هدى ووداً *** وتكسوهم إذا حضروا جمالاً
و قال آخر :
إن الهدية حلوة *** كالسحر تجتذب القلوبا
تدني البغيض من الهوى *** حتى تصيره قريبا
و تعيد مضطغن العداوة *** بعد نفرته حبيبا

ومن المعلوم أن الأهل و الأولاد يرتقبون من أبيهم و قريبهم إذا قدم من سفر أن يقدم لهم شيئاً من الهدايا و لهذا ورد في المثل : إذا قدمت من سفر فأهد لأهلك و لو حجرا .
وقد ذكر أن أحد الحجاج عاد إلى أهله فلم يقدم لهم شيئاً فغضب واحد منهم و أنشد شعراً فقال :-
كأن الحجبج اليوم لم يقربوا منى *** ولم يحملوا منها سواكاً و لا نعلاً
أتونا فما جادوا بعود أراكة *** ولا وضعوا في كف طفل لنا نقلاً .
فجميل بك أخي الحاج في ختام رحلتك الميمونة و سفرك المبارك أن تحمل إلى أهلك و أقاربك بعض الهدايا التي تدخل عليهم السرور و تزيد من فرحهم بقدومك و قد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم قوله : ( و أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم … )

خاتمة
ختاماً أخي الحاج اعلم أن الأعمال بالخواتيم و أن من أحسن فيما بقي غفر له ما سلف و احذر أن تعود إلى المعصية بعد أن تذوقت لذة الطاعة و لا ترجع إلى ارتضاع ثدي الهوى بعد الفطام فإن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ( إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم و يغفر لكم ..)
ودونك ما سطرته في الصفحات السابقة عله أن يسهم في توفيقك لحسن الختام و هو جهد المذنب المقصر العبد الفقير و تنسانا من دعوة صالحة أسال الله العلي العظيم أن يختم لي و لك بالخاتمة الحسنة .
اللهم يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم اجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أعمارنا أواخرها وخير أيامنا يوم نلقاك فيه الهم ثبت قلوبنا على طاعتك يا ولي الإسلام وأهله ثبتنا عليه حتى نلقاك و صلى الله و سلم على نبينا محمد .

منقول للفائدة




جزاك الله الجنان



مشكوره..
تقبلي مروري



مشكوره



ج ــزاإك ربـي خيـيـيـر

يعـطيكـ الـ ف ع ـآإفيـة يالغ ــلآإ




التصنيفات
ادب و خواطر

الرحيل

. وتسألني او ستذكرين أيظل نبضي في فؤادك مستكين

أم ستنسيك السنين بالله قولي خبريني ستقتلني الظنون بالله حلفتك وسأحلف باليمين

عند رحيل غابت معك كل الشموس وعين صارعت الدموع والقلب أطفئ شمعتين

عند الرحيل ما لروح معنى للحياة كل المنى لو كانت لأانفاسك قرين

حل الرحيل دار الفضاء بما حوى والوقت عي أن يسير والرجل تمضي ويخذلها الحنين

والقلب غادر الجسم النحيل وحام في فضاءك يرجوك لالالالا لا تغيب

بعد الرحيل القلب عاد نحوي منهكا يعصره العنا ألالامه تبكي الفراق

والعين فارقها الكرى تبوئها خيالك كل حين

وكون يكسوه حزن مقيم ما فيه شيئ ألا ويصرخ لا لالا لا تغيب

لا زال نبضك في فؤادي رابيا أرويه شوقا كل حين

لا زلت أحفر حرفي أسمينا على جدار العاشقين

الناس تمضي في أمانيها وأنا بذكراك أهيم

طال انتظاري والعمر يمضي ـ تأكله السنين

مافات ليس ألا حلم صيف غدا اليوم دفين

با الله قلي من تناسى العهد بل خان اليمين




رووووووووووووووووووووووووووووو ووووعه

يعطيك العافيه




الأروع هو أحساسك غاليتي تسلمي ع المرور



التصنيفات
ادب و خواطر

»£ يبكي الرحيل فيواسيه قلبي المبتلى £«

تأكلني الأيام .. تلتهم عمري ..
تسكني الأحزان ..

تغمرني ..
وأنا ..

ذلك التائه في كومة أحلام
تشتعل في داخلي أمال حد الأوهام
وجنون يحيط بي من كل جانب
يرسم اشجاراً ..

يرسم اطياراً
كم جميل هو هذا البستان ..

نجوم تحاكي صمت ليلي ..
تسهر مع الأماني والدعاء ..
ويستفيق حنيني بلوعة شوقي ..
ونكهة حبي يحتسي الآم الفراق ..

أرضى بما أصابني …
واحتسب عند الله مصيبتي ..
وصدري الذي انفطر من كظم الغيظ ..
يبكي الرحيل فيواسيه قلبي المبتلى ..
ان صبراً يا حاملي لولا الإيمان
بالله لكنا من الهالكين ..

رحلت حبيبتي بعد أن
سألت …

وماذا بعد خليجيةخليجية
أجبت ..

الأمر كله بيد الله …
قالت لي وداعاً ..
قلت لها وداعاً ولا اعلم
بأي لغة حزن نطقتها ..
انقطعت أوصال خواطرنا
وتكسرت أجنحة أمانينا
وراح الحب ليصير
عبق الذكريات …
ورحت انا بين طيات السنين
لأصبح ذهب النسيان ..

لم الم نفسي حين تخليت
عن أحزاني ولكن غدرتني
هذه الأحزان ولقنتني درساً
لن أنساه عن الفراق
حين فارقتها ..

لن ألوم زمن أو نفس أو قدر ..
لن ألوم نفسي للقاء حب او فراق حبيب ..
تدور بنا الأيام وتصنع بنا ما لا يخطر
على بالنا …

لك ذلك يا زمان ..
الست أنا بإنسان خليجيةخليجية!!

افعل بي ما تشاء ..
فانا قبلت أن تأخذني ..
سأرحل معك إلى الجنون ..
إلى الصمت والسكون ..
مع قطرات المطر ..
مع الريح والقدر ..

خذني إلى الماضي …
اسمع صرخات السيوف
وشعر عنتر …

خذني إلى المستقبل ..
أرى الدنيا كما هي ..
إلى الماضي أراه كما هو ..

اكتب أيها التاريخ أسطورة
أحلى حب وأحزن عاشق
وقصة عشق خيالية ..
محال تصديقها ..
محال حل عقدها ..

اكتب قصة عاشق يمشي تائهاً ..
عطشاناً لحنان من أحب ..
ظمآن للحب هيمان ..

لا يستطيع أن يتحمل بعد حبيبه عنه
لا يستطيع أن يعيش قدر أنملة بعيداً
عن حبيبه الذي أشرقت عنده الحياة ..
وسط هذه الأحلام الجميلة والأماني
الكثيرة يصبح كل هذا دخان ..!!

ويقال له أن الحب أوهام ..
ويقال له غادر سفينة الأحلام ..
اقفز عنها ..

لو غرقت في بحر من
الضياع لا تخف ..

المهم أن تهجر حباً
عذباً سينمحي عما قريب ……..

اكتب يا زمان ..
فأنا إنسان …
أنا الأحزان ..

كنت هنا
:
: ( `•.¸
`•.¸ )
¸.•
(`’•.¸(` ‘•. ¸ * ¸.•’)¸.•’)
«¨`.¸ ]¦[قصة قلب]¦[ ¸.¨`»
(¸. •'(¸.•’ * `’•.¸)`’•.¸ )
.• `•.¸
`•.¸ )
¸.•
:




سأرحل معك إلى الجنون ..
إلى الصمت والسكون ..

رحلت مع حروفك الرائعه

وأبداعك الذي أجده بكل حرف

سطريته هنا (قصة قلب)

الأبداع يأخذ منك ومن حروفك

ولستي أنتي من يأخذ منه

دمتي مبدعه ومتألقه دومآ




أرهقتينى فى البحث عن كلمات…

تصف مارأته عيناي هنا!!

إحترت وإحتار معي قلمي

!!

هل اكتب بانك راآآآآئعه ؟؟؟

نبأ قديم

!!

ماقرأته ياسيدتي

هو حرف جديد…

لقد كتبتي لنا ابجدياتك….

الخاصه

!!

فلكلمه معك مذاق خاص…

ولروح إحساس…

ولفخامه عنوان ….


تقبلى خالص تحياتى….

آبار




تسلمي علا الكلام الجميل الرائع

تقبلي مروري




غروبة : كم افرحني تواجدك وكلامك الذي اسعدني حقا

رفقة: نورتي يالغلا بردك ومرورك