القصة القصيرة
هى سلسلة مـن المشاهد الموصوفة
تنشأ خلالها حالة تتطلب
وصف منسق وسرد حرفى
لتخرج كجملة أدبية متكاملة
غير أن بعض النقاد ومبدعى هذا الفن
لم يحرصوا على التزام هذه الادوات..
فقد اختلطت القصة القصيرة
بكثير من الأنماط الأدبية سواء منها ما يرتبط بها
ببعض العناصر الممثلة فى
عناصرها الفنية ..
وقد خلط بعض النقاد بين
القصة القصيرة والرواية القصيرة
عندما نظروا إليها من زاوية الطول والحجم
بعيدا عن التقنيات الفنية والفكرة الابداعية
ناسين أن قضية الطول والحجم فى القصة القصيرة
ينبغى أن ينظر إليها من خلال
الأحداث والحبكة والشخصيات
دون تحديد حجم القصة
أماالحكاية أو الحدوتة
فهى تختلف عن القصة القصيرة
فى تعدد الأحداث وتنوع الأشخاص
وتغير الأزمنة والأمكنة وأتساعها
أتساعا يخرجها عن إطار القصة القصيرة
وإن اتفقت معها فى تقنياتها الفنية المتعددة …
أما السردالواقعى…
فهو شكل أدبى يقوم على
القص والسرد للأحداث المتعددة
دون عـنايةبتصوير الأبعاد الفنية والاجتماعية
وغيرها للشخصيات الفاعلة أو المحركة لها،
وذلك لأن الحرفية منصبة على تطور الأحداث
دون اهتمام حرفى بالزمان والمكان
وتحديد مقوماتها الشخصية،
على نحو ما نجد فى سرد داحس والغبراء والبسوس
و غزوات الرسول (صلى الله عليه وسلم) وغيرها..
والتى اتخذت صيغة السرد التاريخى
أوالحدث التاريخى.
أما الرواية القصيرة
فتقع فى حالة وسط
بين القصة القصيرة والرواية الطويلة
من حيث تقليل حجم الأحداث والأشخاص
والأزمنة والأمكنة بصورة أكبر من الاقصوصة
وأقل مما فى الرواية الطويلة؛
ولعلها بذلك الأختصار والتركيز
تدنو كثيرا من الحكاية..
الحدوتة أو الأقصوصة
أوالفانتازيا..
أما الرواية الطويلة
فهي تقوم أساسا على تعدد الفصول والأحداث والشخوص
والأزمنة والأمكنة لاظهار فكرة فنية
وأشكال أجتماعية وفكرية خاصة
يسعى إليها الروائيين بعناية بالغة…
وقد شهدت الرواية الطويلة
تطورا فنيا واسعا واكب
تطورأجهزة البث المرئى
خاصة عبر المسلسلات المحدودة
وغير المحدودة أو المفتوحة
على سبيل المثال مسلسل (لـيالى الحلمية)
وهى رواية مفتوحة بلانهاية،
ولكنها قابلة للتحول إلى رواية طويلة
محدودة واضحة النهاية.
اما المسرحية
فهى تشارك الرواية الطويلة
فى أهم خصائصها الفنية فيما عدا الحوار
الذى تقوم عليه المسرحية أساسا..
أما الملحمة
فهى إطار فنّى قصصى يستغل لسرد أحداث
متعددة وأشخاص متنوعة
فى إطارات واسعة وجميلة.
.ويتدخل فيها الخيال وتنمو فيها
الخرافة والأسطوره،
وتقوم على الشعر عند الأمم الأخرى مثل
(الياذة و الأوديسة) إحدى روائع هوميروس الأغريقى
و (انياد) لفرجيل الرومانى و (مهابهاراتا و رامايانا ) الهندية
و (شاهنامة) الفارسية
و "(الكوميديا الالهية) لدانتى الإيطالى وغيرها…
ولكن تبدو الملاحم العربية الجميلة
مزيج من الشعر والنثر والسرد مثل..
ملاحم عنترة العبسى و الزيرسالم و الظاهر بيبرس
وتغريبة بنى هلال وغيرها،
الشيء الذي يشير إلى الاختلاف الكبير
بين الملحمة العربية والملحمة الأممية
فى التقنيات الفنية والمضامين الفكرية
كما هو معروف.
ومن كل هذا تظهر لنا الأبداعات الفنية للقصة القصيرة
التى تتميز بها عن سائر
الطرق الأدبية والأبداعية المشابهة،
وكلما دققنا وشددنا فى تحديد هذه الخصائص
والسمات الفنية عرفنا التفريق بينها
وبين الطرق الأدبية المتداخلة معها سواء منها
ما يقوم على القص والحبكة والحدث
والشخوص والزمان والمكان..وغيرها
وإذا ما التزمنا، وألزمنا الآخرين
بهذه المقاييس الفنية استطعنا أن نتبين:
أولا-
صعوبة هذا الفن الأدبى
الإبداعى
ثانيا-
قلة نماذجه وندرة مبدعيه،
وبذلك تظل السيطرة للقصيدة الشعرية
بكل إبداعياتها
وتقنياتها وجمالياته..ولعل (المقال)
كان من أبرز الفنون الأدبية التى اختلطت
بالقصة القصيرة على ما بينهما من تشابه واسع
وربما كان ذلك لظهورهما فى نفس الوقت
او لنزعة الاصلاحية فيهما
وشدة اهتمات الكتاب فى تلك المرحلة المبكرة بهما،
مما جعل كثيرا من مـقالات الكتاب تتداخل
مع القصة القصيرة ..
لكن تحول القصة من فن شفاهى إلى فن مكتوب
أدى إلى خروجها بشكل جديد ومنفصل عن
أدبيات الفن الشفاهى؛
وكما ان "المقال" هو الفن الكتابى السائد
والذى تمت المصادقة على صلاحيته الأزلية
فقد كان طبيعيا أن تجئ
البدايات القصصية امتدادا له
وعلى هذا الشكل ظهرت الرؤية الفنية للقصة القصيرة
أو الأقصوصة، ذلك الفن الأدبى المبدع الرائع
الذى يجدر بمبدعيه، ومنور ائهم نقاده
أن يحرصوا عليها حرصا شديدا
ليبدعوا فنا جديرا بالأعجاب والتقدير
منقووووول