التصنيفات
منتدى اسلامي

نقفور كلب الروم

كان خلفاء المسلمين وحكامهم أعزَّة على الكافرين في أوقات الحرب والسلم وكانت ملوك الروم والفرس لا تستطيع أن تشرى عزَّة حكام المسلمين بهداياهم ولا تغريهم أو ترهبهم بما لديهم أياً ما كان وأنتم تعرفون جيداً ما للهدايا من تأثير على الحكام وأصحاب الرأي والنفوذ واسمعوا قدم بريد ملك الروم على عمر بن الخطاب فاستقرضت زوجة عمر ديناراً فاشترت به عطراً وجعلته في قوارير وبعثت به مع البريد إلى امرأة ملك الروم فلما تسلمت الهدية أفرغت القوارير وملأتهن جواهر وأرسلتها إلى امرأة عمر ثانية فلما أتاها أفرغتهن على البساط، فدخل عمر فقال: ما هذا؟ فأخبرته فأخذ عمر الجواهر فباعها ودفع إلى امرأته ديناراً وجعل ما بقي من ذلك في بيت المال للمسلمين[1] فهكذا كانت عزتهم وتمسكهم بدينهم هكذا كانوا يفعلون بالهدايا التي تهدى لهم وهم في الإمارة وهكذا علَّموا من ورائهم أن الإمارة ليست مغنماً ولا فرصة حدث ذلك في وقت عمر ولما اتسع ملك المسلمين تصرفوا أيضاً بعزَّة الإسلام بما يناسب وقتهم وملكهم كيف؟ روى أنه أهدى ملك الروم للخليفة المأمون نفائساً لتكون له بها يدٌ عليه ومنها مائة رطل مسك ومائة حلة سمور(وهى هدايا لا تقدر بثمن وقتها) فقال المأمون:أضعفوها له – ردُّوا له ضعفها- ليعلم عزَّ الإسلام[2]

وفوق ذلك كانت الحكام والخلفاء يعتزون بدينهم وبعلمائهم وبحكمائهم ولا يسمعون الوشاية فيهم من عدوهم لأنهم يعرفون أنهم يريدون الوقيعة بينهم وبين علمائهم وحكمائهم من أتباعهم فيقتلونهم أو يؤذونهم فيهربوا منهم وينفضوا عنهم وينتهي الأمر بأن يذلُّ الحكام بعد أن فقدوا علماءهم وحكماءهم بالحاجة إلي أعدائهم وبالإستقواء بهم وبعلمهم وبمستشاريهم وهذه للأسف من المصائب التي تعرفونها بوضوح وقد صار إليها المسلمون اليوم كيف ذلك؟ حكامنا يستمعون إلى أعدائهم وينتصحون بنصحهم بل يذلُّون أنفسهم بالإستقواء بهم ويبلغون أن يتخلصوا من علمائهم وحكمائهم وأكفائهم فيطردونهم أو يسجنونهم ويعذبونهم فيهربون منهم فصارت بلادنا ذابلة ضعيفة واستقوت بلاد الأعداء بمن هرب إليها من علماء المسلمين وحكمائهم وقامت حضارة بلاد الأعداء على أكتاف من طردوا من بلاد الإسلام واسمع لتلك القصة العجيبة التي يرويها الشعبي لتعلم أن حكام المسلمين الأوائل كانوا في غاية والحكمة والوعي والرؤية البعيدة ولو أنَّ حكام المسلمين الآن كانوا عشر ذلك لكانت أحوالنا غير ذلك قال: أرسلني الخليفة عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم فلما وصلتُ سألني الملك عن أشياء كثيرة فأجبته بعلم وافر وعند العودة سألني: أأنت أمير؟ قلت: لا إنني رجلٌ من العرب

فأعطاني رقعة وقال لي: سلم الرقعة للخليفة مع الرسائل قال: فعدت وسلمتها جميعاً فلما قرأ عبد الملك الرقعة أمرني بقراءتها فإذا فيها "عجبتُ من قوم فيهم مثل هذا كيف مَلَّكُوا غيره" قال: أفتدري لِمَ كتبها؟ حسدني عليك وأراد أن يغريني بقتلك لكي أفقدك قال: فلما بلغ قيصر مقالة عبد الملك فقال: نعم صدق أردت أن أوغر صدره عليه لقتله ولكن الخليفة لم يسمع له بل زاده إكراماً [3]أما عن عزتهم في الحروب فحدث ولا حرج عن الرفعة والمنعة ففي سنة سبع وثمانين ومائة خَلَعَت الرومُ ملكتهم ريني ونصَّبوا نِقْفور فكتب إلى الرشيد كتاباً فيه {هذا الكتاب من نقفور ملكُ الروم إِلى هارون ملك العرب: أَما بعد فإِن الملكة التي كانت قبلي أَقَامتْكَ مقامَ الرُخّ وأَقامت نفسها مقام البَيْدَق فحملت إِليك مِنْ أَموالِها وذلك لضعف النساء وحمقهنّ فإِذا قرأْتَ كتابي هذا فارْدُدْ ما حصل قبلك وافْتَدِ نفسك وَإِلاّ فالسيفُ بيننا} لما قرأَ الرشيدُ الكتابَ اشتدّ غضبُه وخاف جلساؤه ثم كتب بيده على ظهر الكتاب{من هارون أَميرِ المؤمنين إِلى نِقْفُور كلب الروم قرأْتُ كتابك يا ابن الكافرة والجوابُ ما تراه دون ما تسْمعه} ثم قاد جيشه مسرعاً حتى نزل مدينة هِرَقْلَة وأَوطأَ الروم قهراً وقتلاً وذُلّ نِقْفور وطلب الموادعة على خراج يدفعه فأَجابه فلمّا عاد الرشيد نقض نِقْفور عهده فعرف الرشيد وكرّ راجعاً في صقيع الشتاءِ حتى دخل قصره وهزمه شرَّ هزيمة[4]

فالكلُّ كان عزيزا ولا أحد أعزَّ من أحد فلا يترك الناس حكامهم ينتقصونهم ولا يذلونهم ولا يرهبونهم لأنهم يرون أنفسهم على قدم المساواة معهم بعزة دين الله فكانوا ينصحونهم ويراجعونهم ولا يذلون أنفسهم لهم ولا يتملقونهم من كان أشدَّ الحكام في الإسلام كما نعلم؟ سيدنا عمر فاسمعوا إذاً: لما تقلد عمر ولاية المسلمين قال لهم: من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليذكرني فقام إليه بلال أو سلمان فقال: لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناك بسيوفنا فقال: الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من إذا رأي فيّ اعوجاجاً قومني بسيفه[5] وأثناء حكمه بدأ الناس يغالون في المهور فأراد عمر أن يرحم المسلمين بأن يحدد المهور فراجعته امرأة في المسجد على الملأ أثناء خطبته وحاججته بكتاب الله فقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر وأوقفته خوله بنت ثعلبه في الطريق أثناء خلافته وهى عجوز مسنَّة وهو على حمارٍه والناس حوله يعجبون من صبره إذ أوقفته طويلاً ووعظته قائلة: يا عمرُ قد كنت تدعى عُمَيراً ثم قيل عمر ثم قيل أمير المؤمنين فاتَّقِ اللـه يا عمر وأطالت واشتدت عليه فسمع كلامها وأنصت ولم يتململ حتى انتهت [6] وسأل رجلٌ علياً رضي الله عنه فأجابه فردَّ الرجل: ليس كذلك يا أمير المؤمنين ولكن كذا فقال علىٌ {أصبتَ وأخطأتُ وفوق كل ذي علم عليم} [7]

وكان الناس لا يتنازلون عن كرامتهم وعزتهم التي أعزَّهم الله بها لأحد ولا حتى الحاكم إن إنتقصهم أو قلل من شأنهم وخذوا أمثلة { روى أن سيدنا عمر قال لطليحة الأسدي: قتلت عكاشة فقلبي لا يحبك أبداً قال: فما عشرة جميلة فإن الناس يتعاشرون على البغضاء} [8] أي لا يمنعك ما تعرفه عنى من أن تلقاني بالعشرة الجميلة فلا داع إذاً لقولك أنك تبغضني لأن الناس يتعاشرون بالحسن وفى القلوب ما فيها {وقال الوليد وهو الخليفة لرجل: إني أبغضك فردَّ الرجل: إنما تجزع النساء من فقد المحبة ولكن عدل وإنصاف يا أمير المؤمنين}[9] أي أنت وشأنك لأنه لا يهتم لما تقول إلا النساء، وأنا أذكرك بالعدل والإنصاف فهما حقي عليك مهما تكرهني هل رأيتم كيف كان اعتزاز الناس العاديين بكرامتهم وبعزتهم و لا يتنازلون عنها لحكامهم الأشداء ولا أمرائهم الأقوياء بل بلغ من فقه الحكام لتساويهم في العزة والمقام الإنساني مع المحكومين أن علياً وهو أمير للمؤمنين غضب من القاضي شريح لمَّا كنَّاه بأبي الحسن ولم يفعل بخصمه وهما في جلسة القضاء فالكل يلزم حدوده ولا يتعداها إلى حدود الغير وحقوقه والكل يعلم يقيناً أنهم متساوون بعزة الإسلام لا سواه

وقال ابن أبي الحواري لأبي سليمان: إن فلاناً لا يقع من قلبي فقال: ولا من قلبي ولكنا لعلنا أتينا من قبل أنه ليس فينا خير فلسنا نحب الصالحين أي أنه عاد باللائمة على نفسه ولم يسمع لحديث النفس أو الإشاعات في فلان هذا بل جبر غيبته وفضَّل حسن الظنِّ فيه على سوء الظن [10] وهكذا كانت البطانة التي تعين على الخير وتحذِّر من الشَّرِّ لكن في بلادنا في الفترة الماضية في مصر وبعد ثورة 1952 ومع الأحداث التي تلتها بكل ما فيها من مثالب وعيوب وتوالى السير على هذا المنهاج المعيب والبعيد عن روح الدين في أغلب مجالات الحياة من الحكام والمحكومين ركبت في النفوس الذل والخنوع والنفاق وظهر النفاق بكل أنواعه وأشكاله وتوالى ظهور العيوب الأخرى من الأنانية والمصلحة الذاتية وصار أغلب الناس عيوناً والكلُّ يلهث وراء اللقمة ويبتغى التقرب للسلطة والعزَّ بعزِّها والانتفاع من ورائها ورائدهم الخنوع والنفاق والمصلحة الخاصة ولتذهب المثل والأخلاق إلى حيث شاءت ولذلك كنت دائماً ما أقول: بنو إسرائيل لما طلب منهم موسى دخول بيت المقدس قالوا له كما حكي ربنا {فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ذلك لأنهم تعودوا على الذل والخنوع عند فرعون فتَوَّههم الله في صحراء سيناء أربعين سنة عقاباً لهم إلى أن ذهب جيلهم وجاء جيل جديد ليس عنده الخسف ولا الذل ولا العبودية فدخلوا كذلك نحن لنا أكثر من أربعين إلى ستين سنة ولا يوجد تغيير هذا لأن الجيل الذي تربى في هذه النظم هو سبب كل المشاكل الخسف والذل والنفاق والرشاوى والخداع والمصالح الشخصية والأنانية البحتة والأشياء التي شاهدناها ونعرفها كل ذلك بسبب التربية الخاطئة التي تربت فيهم وترعرعت عبر تلك السنوات وتوارثوها جيلاً بعد جيل لكن أراد الله ولا رادَّ لفعله
[1] وأخرجه الدِّينوَري في المجالسة عن مالك بن أوس بن الحَدَثان حياة الصحابة لمحمد بن يوسف الكاندهلوى كذا في منتخب الكنز [2]سير أعلام النبلاء للذهبي [3] الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدى [4] العبر في أخبار من غبر للذهبي [5] كفاية الطالب الرباني لرسالة أبي زيد القيرواني [6] تفسير اللباب في علوم الكتاب [7] إحياء علوم الدين [8] رواه أبو نعيم عن ابن الصواف فى تاريخ دمشق، وورد في عيون الأخبار ومحاورات الأدباء [9] محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء [10] محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]
لسماحة الشيخ فوزى محمد أبو زيد




بــــووووركـــــتي



التصنيفات
منوعات

تفسير سورة الروم

خليجيةالم (1) خليجية
( الم ) سبق الكلام على الحروف المقطَّعة في أول سورة البقرة.
خليجية غُلِبَتِ الرُّومُ (2)فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) خليجية
غَلَبت فارسُ الرومَ في أدنى أرض "الشام" إلى "فارس", وسوف يَغْلِب الرومُ الفرسَ في مدة من الزمن, لا تزيد على عشر سنوات ولا تنقص عن ثلاث. لله سبحانه وتعالى الأمر كله قبل انتصار الروم وبعده, ويوم ينتصر الروم على الفرس يفرح المؤمنون بنصر الله للروم على الفرس. والله سبحانه وتعالى ينصر من يشاء, ويخذل من يشاء, وهو العزيز الذي لا يغالَب, الرحيم بمن شاء من خلقه. وقد تحقق ذلك فغَلَبَت الرومُ الفرسَ بعد سبع سنين, وفرح المسلمون بذلك; لكون الروم أهل كتاب وإن حرَّفوه.
خليجية وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6)يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) خليجية
وعد الله المؤمنين وعدًا جازمًا لا يتخلف, بنصر الروم النصارى على الفرس الوثنيين, ولكن أكثر كفار "مكة" لا يعلمون أن ما وعد الله به حق, وإنما يعلمون ظواهر الدنيا وزخرفها, وهم عن أمور الآخرة وما ينفعهم فيها غافلون, لا يفكرون فيها.
خليجية أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) خليجية



خليجيةأَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) خليجية
أولم يتفكر هؤلاء المكذِّبون برسل الله ولقائه في خلق الله إياهم, وأنه خلقهم, ولم يكونوا شيئًا. ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا لإقامة العدل والثواب والعقاب, والدلالة على توحيده وقدرته, وأجل مسمى تنتهي إليه وهو يوم القيامة؟ وإن كثيرًا من الناس بلقاء ربهم لجاحدون منكرون; جهلا منهم بأن معادهم إلى الله بعد فنائهم, وغفلةً منهم عن الآخرة.
خليجية أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) خليجية
أولم يَسِرْ هؤلاء المكذبون بالله الغافلون عن الآخرة في الأرض سَيْرَ تأمل واعتبار, فيشاهدوا كيف كان جزاء الأمم الذين كذَّبوا برسل الله كعاد وثمود؟ وقد كانوا أقوى منهم أجسامًا, وأقدر على التمتع بالحياة حيث حرثوا الأرض وزرعوها, وبنَوْا القصور وسكنوها, فعَمَروا دنياهم أكثر مما عَمَر أهل "مكة" دنياهم, فلم تنفعهم عِمارتهم ولا طول مدتهم, وجاءتهم رسلهم بالحجج الظاهرة والبراهين الساطعة, فكذَّبوهم فأهلكهم الله, ولم يظلمهم الله بذلك الإهلاك, وإنما ظلموا أنفسهم بالشرك والعصيان.
خليجية ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10) خليجية
ثم كانت عاقبة أهل السوء من الطغاة والكفرة أسوأ العواقب وأقبحها; لتكذيبهم بالله وسخريتهم بآياته التي أنزلها على رسله.
خليجية اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) خليجية
الله وحده هو المتفرد بإنشاء المخلوقات كلها, وهو القادر وحده على إعادتها مرة أخرى, ثم إليه يرجع جميع الخلق, فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.
خليجية وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) خليجية
ويوم تقوم الساعة ييئس المجرمون من النجاة من العذاب, وتصيبهم الحَيْرة فتنقطع حجتهم.
خليجية وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13) خليجية
ولم يكن للمشركين في ذلك اليوم من آلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله شفعاء, بل إنها تتبرأ منهم, ويتبرؤون منها. فالشفاعة لله وحده, ولا تُطلَب من غيره.
خليجية وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14)فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) خليجية
ويوم تقوم الساعة يفترق أهل الإيمان به وأهل الكفر, فأما المؤمنون بالله ورسوله, العاملون الصالحات فهم في الجنة, يكرَّمون ويسرُّون وينعَّمون.



خليجيةوَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16) خليجية
وأما الذين كفروا بالله وكذَّبوا بما جاءت به الرسل وأنكروا البعث بعد الموت, فأولئك في العذاب مقيمون; جزاء ما كذَّبوا به في الدنيا.
خليجية فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) خليجية
فيا أيها المؤمنون سبِّحوا الله ونزِّهوه عن الشريك والصاحبة والولد, وَصِفوه بصفات الكمال بألسنتكم, وحقِّقوا ذلك بجوارحكم كلها حين تمسون, وحين تصبحون, ووقت العشي, ووقت الظهيرة. وله -سبحانه- الحمد والثناء في السموات والأرض وفي الليل والنهار.
خليجية يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) خليجية
يخرج الله الحي من الميت كالإنسان من النطفة والطير من البيضة, ويخرج الميت من الحي, كالنطفة من الإنسان والبيضة من الطير. ويحيي الأرض بالنبات بعد يُبْسها وجفافها, ومثل هذا الإحياء تخرجون -أيها الناس- من قبوركم أحياء للحساب والجزاء.
خليجية وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) خليجية
ومن آيات الله الدالة على عظمته وكمال قدرته أن خلق أباكم آدم من تراب, ثم أنتم بشر تتناسلون منتشرين في الأرض, تبتغون من فضل الله.
خليجية وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) خليجية
ومن آياته الدالة على عظمته وكمال قدرته أن خلق لأجلكم من جنسكم -أيها الرجال- أزواجًا; لتطمئن نفوسكم إليها وتسكن, وجعل بين المرأة وزوجها محبة وشفقة, إن في خلق الله ذلك لآيات دالة على قدرة الله ووحدانيته لقوم يتفكرون, ويتدبرون.
خليجية وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) خليجية
ومن دلائل القدرة الربانية: خَلْقُ السموات وارتفاعها بغير عمد, وخَلْقُ الأرض مع اتساعها وامتدادها, واختلافُ لغاتكم وتباينُ ألوانكم, إن في هذا لَعبرة لكل ذي علم وبصيرة.
خليجية وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) خليجية
ومن دلائل هذه القدرة أن جعل الله النوم راحة لكم في الليل أو النهار; إذ في النوم حصول الراحة وذهاب التعب, وجعل لكم النهار تنتشرون فيه لطلب الرزق, إن في ذلك لدلائل على كمال قدرة الله ونفوذ مشيئته لقوم يسمعون المواعظ سماع تأمل وتفكر واعتبار.
خليجية وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) خليجية
ومن دلائل قدرته سبحانه أن يريكم البرق, فتخافون من الصواعق, وتطمعون في الغيث, وينزل من السحاب مطرًا فيحيي به الأرض بعد جدبها وجفافها, إن في هذا لدليلا على كمال قدرة الله وعظيم حكمته وإحسانه لكل مَن لديه عقل يهتدي به.



خليجيةوَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) خليجية
ومن آياته الدالة على قدرته قيام السماء والأرض واستقرارهما وثباتهما بأمره, فلم تتزلزلا ولم تسقط السماء على الأرض, ثم إذا دعاكم الله إلى البعث يوم القيامة, إذا أنتم تخرجون من القبور مسرعين.
خليجية وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26) خليجية
ولله وحده كل مَن في السموات والأرض من الملائكة والإنس والجن والحيوان والنبات والجماد, كل هؤلاء منقادون لأمره خاضعون لكماله.
خليجية وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) خليجية
والله وحده الذي يبدأ الخلق من العدم ثم يعيده حيًا بعد الموت, وإعادة الخلق حيًا بعد الموت أهون على الله من ابتداء خلقهم, وكلاهما عليه هيِّن. وله سبحانه الوصف الأعلى في كل ما يوصف به, ليس كمثله شيء, وهو السميع البصير. وهو العزيز الذي لا يغالَب, الحكيم في أقواله وأفعاله, وتدبير أمور خلقه.
خليجية ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28) خليجية
ضرب الله مثلا لكم -أيها المشركون -من أنفسكم: هل لكم من عبيدكم وإمائكم مَن يشارككم في رزقكم, وترون أنكم وإياهم متساوون فيه, تخافونهم كما تخافون الأحرار الشركاء في مقاسمة أموالكم؟ إنكم لن ترضوا بذلك, فكيف ترضون بذلك في جنب الله بأن تجعلوا له شريكًا من خلقه؟ وبمثل هذا البيان نبيِّن البراهين والحجج لأصحاب العقول السليمة الذين ينتفعون بها.
خليجية بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (29) خليجية
بل اتبع المشركون أهواءهم بتقليد آبائهم بغير علم, فشاركوهم في الجهل والضلالة، ولا أحد يقدر على هداية مَن أضلَّه الله بسبب تماديه في الكفر والعناد, وليس لهؤلاء مِن أنصار يُخَلِّصونهم من عذاب الله.
خليجية فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (30) خليجية
فأقم -أيها الرسول أنت ومن اتبعك- وجهك, واستمر على الدين الذي شرعه الله لك, وهو الإسلام الذي فطر الله الناس عليه, فبقاؤكم عليه, وتمسككم به, تمسك بفطرة الله من الإيمان بالله وحده, لا تبديل لخلق الله ودينه, فهو الطريق المستقيم الموصل إلى رضا الله رب العالمين وجنته, ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن الذي أمرتك به -أيها الرسول- هو الدين الحق دون سواه.



خليجيةمُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) خليجية
وكونوا راجعين إلى الله بالتوبة وإخلاص العمل له, واتقوه بفعل الأوامر واجتناب النواهي, وأقيموا الصلاة تامة بأركانها وواجباتها وشروطها, ولا تكونوا من المشركين مع الله غيره في العبادة.
خليجية مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) خليجية
ولا تكونوا من المشركين وأهل الأهواء والبدع الذين بدَّلوا دينهم, وغيَّروه, فأخذوا بعضه, وتركوا بعضه; تبعًا لأهوائهم, فصاروا فرقًا وأحزابًا, يتشيعون لرؤسائهم وأحزابهم وآرائهم, يعين بعضهم بعضًا على الباطل, كل حزب بما لديهم فرحون مسرورون, يحكمون لأنفسهم بأنهم على الحق وغيرهم على الباطل.

خليجية وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) خليجية
وإذا أصاب الناسَ شدة وبلاء دعَوا ربهم مخلصين له أن يكشف عنهم الضر, فإذا رحمهم وكشف عنهم ضرهم إذا فريق منهم يعودون إلى الشرك مرة أخرى, فيعبدون مع الله غيره.
خليجية لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34) خليجية
ليكفروا بما آتيناهم ومننَّا به عليهم من كشف الضر, وزوال الشدة عنهم, فتمتعوا -أيها المشركون- بالرخاء والسَّعَة في هذه الدنيا, فسوف تعلمون ما تلقونه من العذاب والعقاب.
خليجية أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (35) خليجية
أم أنزلنا على هؤلاء المشركين برهانًا ساطعًا وكتابًا قاطعًا, ينطق بصحة شركهم وكفرهم بالله وآياته.
خليجية وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36) خليجية
وإذا أذقنا الناس منا نعمة مِن صحة وعافية ورخاء, فرحوا بذلك فرح بطرٍ وأَشَرٍ, لا فرح شكر, وإن يصبهم مرض وفقر وخوف وضيق بسبب ذنوبهم ومعاصيهم, إذا هم يَيْئَسون من زوال ذلك, وهذا طبيعة أكثر الناس في الرخاء والشدة.
خليجية أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) خليجية
أولم يعلموا أن الله يوسع الرزق لمن يشاء امتحانًا, هل يشكر أو يكفر؟ ويضيِّقه على من يشاء اختبارًا, هل يصبر أو يجزع؟ إن في ذلك التوسيع والتضييق لآيات لقوم يؤمنون بالله ويعرفون حكمة الله ورحمته.
خليجية فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38) خليجية
فأعط -أيها المؤمن- قريبك حقه من الصلة والصدقة وسائر أعمال البر, وأعط الفقير والمحتاج الذي انقطع به السبيل من الزكاة والصدقة, ذلك الإعطاء خير للذين يريدون بعملهم وجه الله, والذين يعملون هذه الأعمال وغيرها من أعمال الخير, أولئك هم الفائزون بثواب الله الناجون مِن عقابه.
خليجية وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39) خليجية
وما أعطيتم قرضًا من المال بقصد الربا, وطلب زيادة ذلك القرض; ليزيد وينمو في أموال الناس, فلا يزيد عند الله, بل يمحقه ويبطله. وما أعطيتم من زكاة وصدقة للمستحقين ابتغاء مرضاة الله وطلبًا لثوابه, فهذا هو الذي يقبله الله ويضاعفه لكم أضعافًا كثيرة.
خليجية اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40) خليجية
الله وحده هو الذي خلقكم -أيها الناس- ثم رزقكم في هذه الحياة, ثم يميتكم بانتهاء آجالكم, ثم يبعثكم من القبور أحياء للحساب والجزاء, هل من شركائكم مَن يفعل من ذلكم من شيء؟ تنزَّه الله وتقدَّس عن شرك هؤلاء المشركين به.
خليجية ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) خليجية
ظهر الفساد في البر والبحر, كالجدب وقلة الأمطار وكثرة الأمراض والأوبئة; وذلك بسبب المعاصي التي يقترفها البشر; ليصيبهم بعقوبة بعض أعمالهم التي عملوها في الدنيا; كي يتوبوا إلى الله -سبحانه- ويرجعوا عن المعاصي, فتصلح أحوالهم, وتستقيم أمورهم.




التصنيفات
منوعات

تفسير لسورة الروم

تفسير سورة الروم

بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 7

(

بسم الله الرحمن الرحيم
  1. الم
  2. غُلِبَتِ الرُّومُ
  3. فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ
  4. فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ
  5. بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
  6. وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ
  7. يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ

  1. )

الم : الحروف فى بداية السورة كما أوضحنا من قبل

هذه الآيات نزلت عندما غلب سابورملك الفرس على بلاد الشام والروم ثم غلبه هرقل ملك الروم وحاصره فى القسطنتينية وعادت لهرقل الدولة

غلبت الروم * فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * فى بضع سنين ، لله الأمر من قبل ومن بعد ، ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ، ينصر من يشاء ، وهو العزيز الرحيم : كان المشركون يحبون أن تتغلب فارس على الروم لأنهم كانوا يعبدون الأوثان مثلهم
وكان المسلمون يحبون أن تغلب الروم لأنهم أهل كتاب ورسالة

فذكر ذلك لأبى بكر وذكره لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أما إنهم سيغلبون "
يقصد غلبة الروم
فذكر أبو بكر ذلك لهم فقالوا : اجعل بيننا وبينك أجلا ، فإن ظهرنا ( أى غلبت فارس ) كان لنا كذا وكذا ، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا
فجعل أجلا خمس سنين فلم يظهروا
فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ألا جعلتها إلى دون العشر "
ثم غلبت الروم بعد ذلك .. ونزلت الآية لتؤكد غلبة الروم بالرغم من قهر الفرس لهم .
لله الأمر من قبل ومن بعد ، ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ، ينصر من يشاء ، وهو العزيز الرحيم :
فالروم من سلالة العيص بن اسحاق بن إبراهيم أخ يعقوب عليهم السلام جميعا ، ويقال لهم بنو الأصفر

والأمر كله بيد الله من قبل ذلك ومن بعده ، ويخبر الله بفرحة المؤمنين بانتصار الروم على الفرس
والله عزيزقو ى الجانب لا يقهر ، رحيم بعباده المؤمنين .

وعد الله ، لايخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون : وهذا خبر حق نخبرك به يا محمد عن مابين الفرس والروم لا يخلف وهو وعد الله بنصر المؤمنين على الكفار
ولكن كثير من الناس لا يعلمون حكم الله وأفعاله مع عباده .

وأكثر الناس يعلمون ما يظهر لهم فى الدنيا فقط ولا يعلمون عن الآخرة غافلين عما ينفعهم فيها .

الآيات 8 ـ 10

(

  1. أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
  2. أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
  3. ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون

  1. )

يجب على الناس أن يتفكروا ويتأملوا فى خلق السموات والأرض وما بينهما وفى خلق أنفسهم ليعلموا أن الله هو الخالق ويتعرفوا على قدرته
لقد خلقهم الله بالحق وليس باطلا وعبثا
وهذا الخلق يستمر لوقت محدد وهو يوم القيامة
ولكن كثير من الناس لا يتفكرون فيكفرون قدرة الله تعالى
( يكفر تعنى يغطى وينكر )

ألم يروا ويسمعوا عن الأمم التى سبقتهم كيف أن الله دمرهم بسبب كفرهم بالرغم من أنهم كانوا أشد قوة وأكثر حضارة وتمكن من الأرض ولكن عندما جاءتهم الرسل بالآيات والمعجزات من الله فكذبوهم فدمر الله عليهم
ولم يظلمهم الله ولكن ظلموا أنفسهم بسبب عنادهم
وكان عاقبتهم السوء بما كذبوا وفعلوا السوء

الآيات 11 ـ 16

(

  1. اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
  2. وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ
  3. وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ
  4. وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ
  5. فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ
  6. وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ

  1. )

الله كما بدأ الخلق فهو قادر على أن يعيده ويوم القيامة يرجع الناس إلى الله ليحاسبهم على أعمالهم .

ويوم القيامة ييأس المجرمون ويفتضحون .

ولم تشفع لهم الآلهة التى عبدوها من دون الله ، وكفروا بهم وخانوهم عند احتياجهم لهم .

ويوم القيامة يتفرق الناس فرقة لا بعدها اجتماع
أما المؤمنون فهم يتنعمون فى الجنة .
و الكافرون فى أسفل سافلين فى النار .

الآيات 17 ـ 19

(

  1. فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ
  2. وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ
  3. يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ

  1. )

يرشد الله عباده لضرورة تسبيحه وتحميده فى كل الأوقات فى الصباح والمساء وفى العشية ووقت الظهيرة وتعاقب ذلك وفى كل الأماكن فى السموات أو فى الأرض فيسبح نفسه تعالى ليعلم عباده

فالله جدير بهذا التحميد والتسبيح لأنه يولد الأحياء من الميت ويخرج الميت من الحى ، كمثل إخراج الدجاجة من البيض وتنتج البيض من الدجاجة ، ويخرج النبات من الحب ويخرج الحب من النبات ، ويخلق الإنسان الحى من نطفة ، ويخرج المؤمن من الكافر والكافر من أب مؤمن (وهذا معنى الحى من الميت ـ والميت من الحى )
والله قادر على إحياء الأرض الجدباء ويخرج منها النبات والماء ، وهذه هى طريقة إحياءه للموتى يوم القيامة .




الآيات 20 ، 21

(

  1. وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ
  2. وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

  1. )

ومن الدلائل التى تدل على عظمة الله وقدرته أن خلق الإنسان من تراب بلله بالماء فصار طينا وجف فأصبح صلصالا ثم نفخ فيه الروح التى خلقها وبعد ذلك جعل التناسل من الماء المهين ليكون نطفة وعلقة ومضغة ثم عظاما ولحما ثم ينفخ فيه الروح وبالتناسل يكثر البشر وينتشرون فى الأرض .

وكذلك من آيات عظمة الله وقدرته أن خلق من جنس البشر الإناث لتكون أزواجا للرجال يأنسوا لهن ولم يجعل الإناث من جنس آخر ولكن جاء الإئتناس لأنهم من نفس النوع وجعل بين الرجل والمرأة مودة وهى المحبة لها ورحمة وهى الرأفة بها .

وهذا كله من قدرة الله وآياته لو تدبرها أصحاب العقول لاستدلوا على عظمته .

الآيات 22 ، 23

(

  1. وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ
  2. وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ

  1. )

وكذلك من الدلائل على قدرة الله وعظمته خلق السموات والأرض
واختلاف ألسنة العرب واختلاف اللغات واختلاف الألوان مع تشابه الخلق فى وجود العينين والفم والحاجبان والأنف
وهذا دلائل للناس

ومن آياته أيضا خاصية النوم الذى تحصل معه الراحة وتجديد النشاط وذهاب التعب بسبب السعى فى النهار
وهذا دليل لمن يعى ويفهم ويسمع .

الآيات 24 ، 25

(

  1. وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
  2. وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ

  1. )

ومما يدل على عظمة الله البرق
مرة تخشونه من إزعاجه وصواعقه الضارة ، ومرة تستبشرون به وبما يأت بعده من مطر الذى هو أساس الحياة
فينزل المطر الذى يحى الأرض الجدباء وينبت الزرع
وهذه آيات لمن كان لديه عقل ليتدبر ويعى .

وأيضا من قدرات الخالق هذه السموات والأرض الثابتة بأمره تعالى ، ثم إذا كانت القيامة تتبدل الأرض غير الأرض والسموات غير السموات وتخرج الأموات من قبورها أحياء بأمر من الله عز وجل ودعوته .

الآيات 26 ، 27

(

  1. وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ
  2. وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

  1. )

والله يملك جميع المخلوقات فى السموات وفى الأرض كلهم عبيده خاضعون خاشعون لخ سبحانه .

وهو الذى بدأ الخلق وأسهل عليه إعادته .

وله المثل الأعلى فى السموات والأرض : ليس كمثله شئ فى الأرض ولا فى السماء ولا إله إلا هو .

وهو العزيز القوى الذى لا يقهر الحكيم فى أقواله وأفعاله .




الآيات 28 ، 29

(

  1. ضَرَبَ لَكُم مَّثَلا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
  2. بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ

  1. )

ضرب لكم مثلا من أنفسكم: هذا مثل ضربه لكم الله منكم أيها المشركين العابدين غيره معه وجاعلين له شركاء

هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء : هل يريد أحد منكم أن يكون عبده شريك له فى ماله ويكون هو وعبده فى هذا المال شركاء على السواء ؟

تخافونهم كخيفتكم أنفسكم : تخافون أن يقاسموكم أموالكم

كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون : وهكذا نوضح لكم الأمور لمن كان له عقل يتفهم

بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم : ولكن الظالمين المكذبين يتبعون أهواءهم فيما يعبدون بغير علم

فمن يهدى من أضل الله وما لهم من ناصرين : ولكن لا أحد يهدىمن كتب له الله الضلالة ولا مجير لهم من عذاب الله .

الآيات 30 ـ 32

(

  1. فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ
  2. مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
  3. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ

  1. )

يقول الله تعالى :
فأقم وجهك للدين حنيفا : فاجعل هدفك هو الإستمرار على الدين الذى شرعه الله على ملة إبراهيم التى هداك لها الله
فطرت الله التى فطر الناس عليها : وقد فطر الله الخلق عليها وهى معرفته وتوحيده
لا تبديل لخلق الله : فلا تغيروا ما فطركم الله عليه
ذلك الدين القيم : فهذا هو الدين السليم على الطريق المستقيم
ولكن أكثر الناس لا يعلمون : وكثير من الناس لا يعرفونه ولهذا هم عنه معرضون

منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين : التزموا بهذا الدين وارجعوا إلى الله وخافوه وأطيعوا الله بالصلاة ولا تشركوا فى عبادته أحد ووحدوه فى العبادة
من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا : ولا تكونوا من المشركين الذين تفرقوا فى دينهم وكانوا أحزابا

كل حزب بما لديهم فرحون : كل فرقة تظن أنها على الحق

وقد تفرقت الأمة إلى ثلاث وسبعون شعبة كلها فى النار إلا أهل الكتاب والسنة كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم

الآيات 33 ـ 37

(

  1. وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ
  2. لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
  3. أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ
  4. وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ
  5. أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

)

وهذا حال الناس إذا كانوا فى ضرر واضطرار فإنهم يدعون الله وحده لا شريك معه وإذا أنعم عليهم فإنهم يجعلون معه شركاء ويعبدون ويطيعون غيره

ليكفروا بما آتيناهم ، فتمتعوا فسوف تعلمون : تكفرون بالقرآن وبالرسل وما جاء معهم ، هذا يمتعكم ، إذن تمتعوا فسوف تلقون العقاب والعذاب
أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون : فهلأنزلنا لكم حجة تنطق بما زعمتم من شرك بالله ؟ … وهذا استفهام للتهكم مما يقول المشركون
وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها ، وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون : وينكر الله على الناس ما يفعلونه ، فهم إذا أصابتهم سراء فرحوا بها وتفاخروا على غيرهم ، وإذا أصابته ضراء يئس من أن يخرج منها أو تتبدل بخير . أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر : فالله هو المتصرف فى عباده بحكمته وعلمه وعدله فيوسع على قوم ويضيق على آخرين لحكمته .

وهذه آيات الله للمؤمنين .




الآيات 38 ـ 40

(

  1. فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
  2. وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ
  3. اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ

)

حق الأقرباء صلة وبر ، والمسكين هو الذى لا مال له لينفق أو ماله لا يكفيه ، وابن السبيل هو المسافر الذى يحتاج نفقة تعينه على سفره ، ويأمر الله بإعطائهم وذلك حق لهم على الميسر ماله ، والنفقة عليهم واجب على من خاف الله وأراد أن ينظر إليه يوم القيامة ، وهم المفلحون فى الدنيا والآخرة .

ولكن من أعطى ليرد عليه أكثر مما أعطى فهذا هو الربا فلا ثواب له عند الله حتى ولو كان بصفة الهدية فلا ثواب عليه .
( مثال ذلك نجده وخاصة فى بلاد الأرياف ، يعطى الشخص فى المناسبات ويرجى أن يرد له وأكثر منه عند ظروف مشابهة لمن أعطى تحت اسم نقوط )

وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون : ولكن يضاعف الله الثواب لمن تزكى وأعطى وتصدق ولو بشق تمرة عن طيب نفس .

فالله هو الخالق وهو الذى رزق الناس المال واللباس والأملاك والمكاسب من بعد أن خلق الإنسان عاريا من بطن أمه لا مال ولا ملبس ولا علم ولا سمع ولا بصر .
وهو سبحانه يميت الإنسان ثم يحييه يوم القيامة ليحاسبه على أفعاله
يا أيها المشركون هل شركاءكم يفعلون ذلك ؟ … وهذا للتوبيخ .
فسبحان الله تنزه وتقدست أسماؤه عن أن يكون له شريك .

الآيات 41 ، 42

(

  1. ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
  2. قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ

)

فسد البر بانقطاع المطر ونقص الزروع وفسد البحر وما به من دواب وجزائر
بسبب ذنوب الناس ومعاصيهم ، وهذا النقص فى الخيرات إبتلاء من الله للناس ومجازاة على ما فعلوا ، لعلهم يرجعون عن المعاصى

قل لهم يا محمد انظروا ما أصاب الأقوام من قبلكم بسبب كفرهم وعنادهم وكان منهم الكثيرين مشركين .

الآيات 43 ـ 45

(

  1. فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ
  2. مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ
  3. لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ

  1. )

استقيموا أيها الناس على الطريق المستقيم من قبل أن يأت يوم القيامة الذى لا مرد له حيث يتفرق الناس ( يصدعون ) فريق فى الجنة وفريق فى السعير .

ومن كفر بالله ورسله ويوم القيامة فسوف يجازى على كفره ومن آمن وعمل صالحا يجازيهم الله بالحسنات فضلا منه ويرحمهم والحسنة بعشر أمثالها ويزيد لمن يشاء إلى سبعمائة ضعف
والله لا يحب الكافرين .




الآيات 46 ـ 47
(

  1. وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
  2. وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ

  1. )

ومن نعم الله على عباده أن يرسل الرياح لتبشر بمجئ المطر الذى يحى الأرض بعد موتها وينبت الزروع لينعم الله من فضله على الناس وليجرى السفن للتجارة والمعيشة والتنقل بين الأقطار
فاشكروا الله على فضله ونعمه الظاهرة والباطنة التى لا تحصى .

ويهون الله على رسوله صلى الله عليه وسلم فيقول له : لقد أرسلنا إلى الأمم رسل كما أرسلناك ولما كفروا دمرنا الظالمين ونجينا المؤمنين ونصرناهم .

الآيات 48 ـ 51

(

  1. اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
  2. وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ
  3. فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
  4. وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَّظَلُّوا مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ

  1. )

يوضح الله كيف يخلق السحاب فيقول :
الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا : يرسل الله الرياح التى تساعد على البخر من البحار مع الحرارة

فيبسطه فى السماء كيف يشاء : فيكثر وينمو وينتشر فى السماء ويوزعه كما يشاء الله

ويجعله كسفا : ويجعله متراكما

فترى الودق يخرج من خلاله : ثم ينزل المطر من بين السحب الكثيفة

فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون : يفرح به الناس عندما ينزل لحاجتهم إليه
وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين : وقد كانوا من قبل نزوله قانطين يائسين من نزوله وقد كانوا يحتاجونه .

فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحى الأرض بعد موتها : فانظرللمطر إن فيه رحمة من الله لعباده
إن ذلك لمحى الموتى ، وهو على كل شئ قدير : هكذا يحى الله الموتى وهو قادر على كل شئ
ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون : ولو أرسل الله ريحا يابسة على الزروع التى زرعوها فهى تصفر وتشرع فى الفساد إختبارا لهم فإن الناس تجحد فضل الله ويكفرون بما قدم لهم من نعم .

الآيات 52 ـ 53

(

  1. فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ
  2. وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ

  1. )

فكما أنك لا يمكن أن تسمع الصم أو الموتى الدعاء كذلك هؤلاء المشركين مثلهم كمثل الأصم أو الميت الذى لايسمع ويفرون منك لا يهتدون .
وإنك لا تستطيع أن تهدى العميان وتردهم عن ضلالتهم فالكافرون كالعميان

أما المؤمنون فهم خاضعون مطيعون فأولئك يسمعون ويتبعون الحق

الآية 54

( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ )

خلق الله الإنسان من تراب ثم من نطفة ثم من علقة بجدار الرحم ثم من مضغة من اللحم بقدر ما يمضغ من الطعام ثم جعله عظاما وكساه لحما وفصله أجهزة وأعضاء وجعله خلق متكامل
ثم خرج ضعيفا لا حول له ولا قوة من بطن أمه
ثم شد عوده وتدرج فى الخلق صغيرا ثم حدثا ثم مراهقا ثم شابا وجعله قويا من بعد ضعفه ، ثم يبدأ فى الضعف مرة أخرى والهذلان بالكهوله ثم يصير شيخا ويهرم وهذا هو الضعف من بعد قوة
والله يتصرف فى عباده كيف يشاء
وهو أعلم بهم وقادر لا يقهر جانبه .




التصنيفات
التربية والتعليم

~¦♦¦~ تآريخ الروم القديم ~¦♦¦~

الإمبراطورية الرومانية هو مصطلح أطلق على المرحلة التي تلت الجمهورية الرومانية التي حكمت روما، فهي تطور للحكم السياسي لروما، وقد تميزت مرحلة الحكم الإمبراطوري لروما في تلك الفترة بـالحكم الاستبدادي، وقد خلف الحكم الإمبراطوري 500 عام من الحكم الجمهوري لروما (510 ق. م – القرن الأول قبل الميلاد) الذي كان قد ضعف بسبب النزاع بين جايوس ماريوس وسولا والحرب الأهلية من يوليوس قيصر ضد بومبي، ليس هناك تاريخ محدد يبين انتقال روما من الجمهورية إلى الإمبراطورية، ولكن يمكن اعتبار بداية الإمبراطورية الرومانية من بداية تعيين يوليوس قيصير دكتاتوراً دائماً لروما سنة 44 ق. م، في المرحلة التي انتصر فيها أوكتافيين وريث يوليوس قيصر في معركة أكتيوم (32 سبتمبر 31 قبل الميلاد)، وكذلك منح مجلس الشيوخ الروماني عبارات التعظيم لأوكتافيين عبارات التعظيم وتلقيبه (أغسطس العظيم) في (16 يونيو 27 ق. م).

نبذة عن الرومان
الرومان هم شعب ارتحل ربما من شرق أوروبا أو من آسيا ثم رحلو إلى الجزر الإيطالية ابتداء من القرن الثاني عشر قبل الميلادي وقاموا بتأسيس مدينة روما القديمة، ثم عمل هذا الشعب على تنظيم وتطوير مؤسساته السياسية والعسكرية والاجتماعية وبدأ بالتوسع التدريجي وأسس دولة سيطرت في بادئ الأمر على شبه الجزيرة الإيطالية ثم اتسعت هذه الدولة وسيطرت على معظم العالم القديم وأصبحت حدودها شاسعة امتدت من الجزر البريطانية وشواطئ أوروبا الأطلسية غرباً إلى بلاد ما بين النهرين وساحل بحر قزوين شرقاً ومن وسط أوروبا حتى شمال جبال الألب والى الصحراء الإفريقية الكبرى والبحر الأحمر جنوباً، وبذلك كانت مثالاً على مفهوم الدولة الجامعة (Universal State) ذات الطابع الاستعماري واستمرت حتى القرن الخامس الميلادي الذي فيه تمكنت القبائل الجرمانية من السيطرة على مقاطعات الدولة الرومانية عام 476 م.ii

تأسيس مدينة روما التاريخية

ليس هناك وثائق أو إثباتات تاريخية تحدد مجيء الرومان إلى شبه الجزيرة الإيطالية وتأسيسهم مدينة روما وإنما يعتمد المؤرخون على مجموعة من الأساطير والروايات التي تناقلها الأشخاص الذين درسوا التاريخ القديم على مر العصور. وتؤكد الاكتشافات الأثرية والمستندات التاريخية وقائع تأسيس القرية الصغيرة كان حول النزاع الأول بين الاخوين رومليوس وريموس حول تاسيس مدينة روما والنزاع الثاني القائم بين رية سلفا وابيها ايمليوس حول مصير الطفلين فقامت الأم برمي التوأمين في النهر التيبر ويروى كذلك ان التوامين قد رضعا الذئبة لمدة تزيد عن اسبوع.ثم عثر عليهما راعي كان يرعى بالمنطقة ونقلهما مباشرة إلى زوجته اين قاما بتربيتهما حتى بلغا السن 18 عاما روما نسبة إلى مؤسسها روميلوس ونصب نفسه ملكاً عليها كأول ملك على روما والمناطق المحيطة بها، وأسس بذلك سلسلة من الملوك، بلغ عددهم سبعة حكموا روما. وتشير الروايات إلى أن رومولوس ركز خلال تأسيس الدولة على النواحي العسكرية وقد وضع إستراتيجية تتلخص في الآتي:

  • السيطرة على الأراضي المحيطة بروما.
  • أرسى القواعد الأولى للشرائع والديانة الرومانية.
  • التوسع والسيطرة على الأقاليم القريبة والمجاورة.




خليجية



منووؤرة حبيبتي ~>



خليجية




خليجية




التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

ه عريس وعروسة والروم سيرفيس

هههههههههههه

عريس و عروسة راحو يقضو شهر عسلهم في لندن
و فجأة لقة الزوج مراته بتصرخ في الغرفة وتقول ،،، فار فار
فالزوج حب يتصل بالروم سيرفس عشان يبلغهم
بس المشكلة انه ميعرفش يعني ايه فار بالانجليزي ،، فاتصل

Husband : hello,, room service !?
Room service : yes sir,, can i help you ??
Husband : mmmm,, do you know Tom & Jerry ?
room service : of course yes !!
Husband : Jerry is here

:11_3_2[1]:




هههههههههههههههههههههههههههههه ههههه

يسلموا




شكرا عاشقة التركى



مستنية ابدعاتك



مستنية ابدعات الكل