غيرة.. شك وحيرة.. وهواجيس تأججت عنفواناً.. حوّلتها إلى امرأة مرهقة الأعصاب.. شاحبة الوجه.. عصبية المزاج.. تقتحم خصوصيات زوجها.. تفتش.. وتنبش.. وبحرقة تفترس أي نقاش يدور حول الزواج بثانية. تريده إنساناً محنطاً.. بقلب صناعي.. لا يعمل إلا بأمرها.. فلا يرى سواها.. ولا يسمع إلا صوتها.. ولا يذكر إلا اسمها.
في كل لحظة تهدده بما ستفعله إن فكر بغيرها.. ففناء البيت ستقلبه إلى ساحة معركة.. والمخالب تحوّلها إلى أنياب.. والدموع إلى دماء.. وألف معنى ومعنى تبلوره أمامه.
فتبهت العلاقة بينهما.. ويفقد الزوج حلاوة الاستمرار معها.حتى إذا لم يعد للحب بقية.. وصدره منها قد ضاق.. يتزوج غيرها بقلب تواق.. مستجيباً لطلبها بالطلاق.. معلناً بها لحظة الفراق.
وتبقى هي تحلم بساعة التلاق تشكي حالها بدمع رقراق..
ضاق صدري والهم بلبل بالي..
وتولى أنسي وقل احتمالي
أين عقلي؟ وأين حلمي؟ ضاعا..
بين حلو المنى ومر المطال
طال ليلي، وطال همي، وطال..
العتب بيني وبين هذي الليالي
قد يكون الطلاق نهاية كل امرأة دفعتها غيرتها بأن تخسر زوجها وترمي بنفسها إلى نار الحسرة والندم.
تقولون كيف لنا أن نصنع لها جواً هادئا ونحن نرى امرأة أخرى تشاركها حياتها.
كيف تتعامل مع وضعها الجديد وقد لفظت المشاعر أنفاسها الأخيرة وماتت ريحانة حبهما ولم يستطيعا مقاومة ذلك الجفاف وتلك الأغبرة.
استبانة وأرقام مزعجة
لن أفاجأكم بنتيجة استبانة من مئة امرأة من عدة مجتمعات مختلفة بآرائها وعاداتها عن طريق بناتهن في المدرسة والنتيجة كانت:
94 % فضلن سفر أزواجهن للخارج واتخاذ الخليلات بدل الزواج عليهن وإلى هذه الدرجة من ضعف الإيمان وسوء تقدير الأمور:
6% توقفن عن الإجابة.
76% يطلبن الطلاق مع وجود زوجة ثانية.
22% يفضلن البقاء مع أولادهن ورفضن مقابلة الزوج على الإطلاق.
2% فقط يقبلن بالحال.
65% يتخوفن من التعدد بسبب ما يشاهد من وسائل الإعلام.
35% يتخوفن بسبب ما يحدث في الواقع خصوصاً إذا كانت المجربة قريبة منها.
71% تهدده بما ستفعله مستقبلاً إن فكر بالزواج بأخرى.
17% تمتنع عن القرب منه والحديث معه حتى يتنازل عن رأيه.
12% فقط تحاول أن تعدل من وضعها حتى لا يكون له عذر.
لن أدعكم تطيلون الوقوف أمام هذه النسب والنتائج المزعجة.
وتعالوا معي لأطلعكم على ما أورده ديننا الحنيف بهذا الشأن.
الإسلام لم يبتكر التعدد
قد ينظر البعض للإسلام بأنه هو من أجاز التعدد وفرق الأسر بمقابل إسعاد أناس آخرين.
وأنا أقول لكم: إن ديننا الإسلامي لم يبتكر التعدد، بل نظمه رأفة ورحمة بنا، هذا ما أشار إليه الشيخ أحمد محيي الدين حيث قال:
لقد كان الرجل في العصور السالفة إلى منتهى العصر الجاهلي يعامل المرأة أقسى معاملة ويبغضها ويحتقرها ويحرمها من حرية الحياة الشريفة، فضلاً عن تعدد الزوجات إلى حد الكثرة المبالغة التي تصل إلى ثمانين زوجة للرجل الواحد.
وهذا ليس في الأمة العربية فقط، بل في الأمم الغربية أيضاً وبصورة واسعة، بل لم يكن للتعدد حد ينتهي إليه، فذلك راجع إلى رغبة الرجل في مجرى العادات المألوفة.
والمرأة تنقاد إليه مرغمة فتعاني الأمرين في زواجها المضطرب ولا حول لها ولا قوة، كل ذلك كان في الأمم الماضية والقرون الغابرة. فالإسلام لم يبتكر شيئاً في أصل الزواج ولا في تعدد الزوجات بإطلاق، بل نظم الزواج وحدد العدد.
كما شاع التعدد في بلاد الإفرنج ثم منع بعد حين لظروف طارئة.. فكثر اللقطاء وأولاد الزنا إلى حد كبير جداً، فبعد أن بالغوا في احترام المرأة وتحاملوا على الإسلام في إباحة التعدد ووصموا ذلك بالظلم والتضيق عليها.. قام المفكرون منهم يطلبون الرجوع إلى التعدد لتخفيف الدعارة ومنع انتشار الزنا الذي يكثر فيه اللقطاء.
الثانية لا الزانية
نحن ندرك جميعاً أننا الآن نواجه خطراً كبيراً ألا وهو العنوسة.. التي بدأت تتزايد يوماً بعد يوم حتى بلغت في المملكة وحدها قرابة مليون ونصف المليون عانس على حسب ما ذكره الدكتور عبد الله الفوزان في بث مباشر بإذاعة m.b.c.
الأستاذ عماد الدين حسين: ذكر لنا كيف يمكننا معالجة هذا الواقع حيث قال: نحن أمام احتمال من ثلاثة احتمالات:
1 – أن يتزوج كل رجل بامرأة ثم تبقى واحدة أو أكثر بدون زواج تقضي حياتها لا تعرف الرجال. وهذا الاحتمال ضد الفطرة.
2 – أن يتزوج كل رجل واحدة فقط ثم يخادن واحدة أو أكثر من هؤلاء اللواتي ليس لهن مقابل في المجتمع من الرجال فيعرفن الرجل عشيقاً في الحرام والظلام.
وهذا احتمال ضد اتجاه الإسلام النظيف وضد كرامة المرأة الإنسانية.
3 – أن يتزوج الرجال أكثر من واحدة وأن تعرف المرأة الأخرى الرجل زوجة شريفة في وضح النهار والنور وهذا هو الاحتمال الذي يختاره الإسلام متمشياً مع واقعيته الإيجابية في مواجهة الإنسان كما هو بفطرته وظروف حياته.
إضافة إلى الأخطار الصحية والاجتماعية التي تنتج من هذه الجريمة حيث أثبتت إدارة الشؤون الدينية بالأمن العام:
– أن الزنا يميت المروءة ويفقد الحس ويقضي على الحياء.
– يقتل في الرجل عاطفة الأبوة، فترى الزاني بليد الشعور، يرى الدنيا بأوضاع مقلوبة تتمشى مع ميوله وشهواته.
– يعيب على أهل العفة عفتهم ويحسد أهل الفجور على فجرهم.
– هذا هو الزنا الذي يعلم الوقاحة والكذب والأثرة والخضوع للشهوات.
– ترى كل هذه السفاسف إذا اتصف بها أفراد مجتمع ما هل يمكن أن يكون فيه استقرار وثبات؟
الشخصية بين القوة والضعف
قد تقولون: كيف نستطيع إقناعها بالعيش مع ضرة تشاركها العيش بشريك واحد؟
يجيب على ذلك الأستاذ عبد الحميد البلالي قائلاً:
– إن النفس لها كبرياؤها وعنادها وهي لا تتنازل عن الرأي الذي تدافع عنه إلا بالرفق.
– حتى تشعر بالهزيمة وسرعان ما تختلط على النفس قيمة الرأي وقيمتها هي عند الناس.
– فتعتبر التنازل عن الرأي تنازلاً عن هيبتها واحترامها وكيانها.
– والجدل بالحسنى هو الذي يطمئن من هذه الكبرياء الحساسة ويشعر المجادل أن ذاته مصونة وقيمته كريمة وأن الداعي لا يقصد إلا كشف الحقيقة في ذاتها.
كيف تكسبين زوجك؟
يقول الكاتب علي خليفة:
– كوني دائماً بشوشة متفائلة واعلمي أنك مرآة زوجك ومصدر إلهامه.
– اهتمي دائماً بمظهرك وأناقتك فإن من أبسط حقوق الزوج عليك أن تحفظي له الصفات التي أعجبته فيك.
– لا تترددي في إظهار عاطفتك الجياشة.
– اظهري لزوجك دائماً الحب والحنان والاحترام.
– لا تنظري لمشاكلكما بأنها نهاية الحياة فإن مع العسر يسرا.
– لا تتركي بيتك مهما كانت المشكلة لأن مجرد تركك البيت ينذر بتصاعد الأمور وتعقد الظروف.
– أوصيك بالضعف لزوجك، سيطري على بيتك سيطرة كاملة ولكن قفي عند زوجك.
– إياك والغيرة الزائدة فإنها مفتاح الطلاق.
– لا تكوني امرأة منانة تمّن على زوجها بكل ما تقدمه له أو تفعله من أجله
نريدك أمي..!!
أماه قد غلب الأسى….
كفي الملام وعلليني
الله – يا أماه – فــي…
ترفقي ولا تعذليـــني
بهذه الحساسية نناشد كل الأم بالعودة إلى أبنائها.. ألا يستحقون التضحية؟!