ُأطلقت على موقع “الفيس بوك” حملة لمكافحة مسلسل “أيام السراب”، واستقطبت الحملة التي اتخذت عبارة: “معاً للمطالبة بإيقاف عرض أيام السراب” شعاراً لها، 385 مؤيداً في الأيام الثلاثة الأولى لانطلاق الحملة، التي جاء في أحد سياقات بيانها:”حسن عسيري مدير شركة الصدف.. كفى متاجرة بسمعتنا”!
واعتبر أعضاء الحملة أن هذا المسلسل يقدم قصصاً مبالغ في حبكتها الدرامية، وينقل القصص الشاذة والمحدودة جداً في المجتمع، متسائلين عن الفائدة الدرامية التي يمكن أن تنتج عن عمل كهذا؟. وما رفع حدة الاستغراب أكثر هو إصرار المنتج حسن عسيري وشركة “الصدف” التي تملك mbc نصيب الأسد فيها، على تقديم أكثر من مسلسل يخوض في ذات الدائرة، إذ تتشابه أعمال “أسوار 2” و”أيام السراب” و”الساكنات في قلوبنا”. لكن حسن عسيري الذي لم يظهر في أي من الأعمال الثلاثة آنفة الذكر يرى أن المسلسل حاول تقديم نماذج وقضايا تحدث بين الناس على أرض الواقع مثل الزواج السري وزواج المسيار .
وأوضح أن العمل طرح هذه الحالات بمنتهى الموضوعية، كما تناول الموضوعات الجريئة كحاجة إلى الحب والحنان والتي تدفعها إلى التفكير في الزواج السري، وهي الأشياء الموجودة فعليا على أرض الواقع.
وتضمنت حملة المطالبة بإيقاف عرض المسلسل تعليقات حادة، ورأى بعض المؤيدين للحملة أن “حسن عسيري يسعى لأهداف سلبية!”، فيما أقسم آخر على “أنه يستحي من مشاهدة إعلان المسلسل وليس المسلسل نفسه”.. وقال ثالث:”بالفعل المسلسل قل من قيمتنا كمجتمع مدني، وروج أننا منصاعون لغرائزنا الحيوانية”.
واعتبر أحدهم أن “المسلسل يزيد شكوك الأهل في أبنائهم”، معتبراً “أن السعودين يرغبون في إنتاج دراما تخاطب الفكر وليس الغرائز، وتحدث بلغة واقعية، وليست مصطنعة”.. متسائلاً:”هل انتهت كل الأفكار الدرامية، واقتصر الفن السعودي على قصص مسيئة كهذه، لا تقدم مضموناً جيداً، ولا تقدم أي رسالة اجتماعية، ولا تترك أي قيمة فنية في أثرها؟”.
ولم تقتصر حالة الغضب على “الفيس بوك”، وإنما امتدت لمواقع ومنتديات على شبكة الأنترنت، وذهب بعضهم إلى تحريف اسم المسلسل من “أيام السراب” إلى “أيام الخراب” ليتماشى مع مضمون المعروض فيه بحسب رأيهم . ويمتد أيام السراب إلى 200 حلقة بدأ عرضها مطلع العام الميلادي الحالي على شاشة mbc وعلى مدى خمسة أيام من كل أسبوع.
وإلى جانب المشاهدين المحتجين، أبدى مثلون – ظهروا في المسلسل – احتجاجاً صريحاً على القصص التي ظهرت في الحلقات العشر الأولى منه، وقالت ريم عبدالله، أن أحد أسباب فسخ عقدها مع شركة “الصدف” مؤخراً مرده لنوعية هذه المسلسلات التي تجاوزت الحدود، وهو الرأي ذاته الذي أكده فيصل العيسى، معتبراً أن المسلسل بما جاء فيه شوّه سمعته شخصياً، وقال:”حين وافقت على الظهور فيه لم أكن أعلم أنه بهذه البجاحة”.. وقدم اعتذاره للمشاهدين عما شاهدوه وما هم في الطريق إلى مشاهدته.
كما أن الفنان فايز المالكي اعترف بأن سعيه وراء فسخ عقده مع “الصدف” راجع في المقام الأول، إلى تبني الشركة إنتاج مسلسلات تصور المجتمع السعودي بصورة غير أخلاقية وتضعه في خانة “القبح”، واستطرد:”الذي لا يعرفه الناس أن عسيري استخدم الفن لتشويه صورة المجتمع، وأن لديه الاستعداد للمضي في مزيد من التشويه طالما أنه يحق له عائداً مادياً، وقد كان هذا الأمر محور خلافي معه منذ أن تعاقدت مع شركته، وقد نصحته مراراً وتكراراً أن يكف عن مثل هذه الأعمال التي تقحم فيها الإثارة إقحاماً عجيباً بالتركيز على العلاقات المحرمة وكل ما عرفته البشرية من أنواع الإجرام والانحراف الأخلاقي، ليقدم المجتمع بتلك الصورة السلبية التي شاهدها الجميع”، وتابع: “رفضت الكثير من الأدوار في معظم الأعمال التي أنتجتها الصدف، لأني لا يمكن أن أسهم في تسويق صورة مشوهة عن أهلي ومجتمعي، وأقدمهم كشخصيات منحرفة بالفطرة”، مشداً على أنه حاول كثيراً أن يمنع عسيري من الاستمرار في هذا الطريق لكن دون جدوى.
وليست الفنانة ميساء المغربي بعيدة عنه حين اعترضت على بعض المشاهد في الجزء الثاني من مسلسل “أسوار”، ما أشعرها بالندم لمشاركتها في المسلسل وتقول: “استفزني مشهد التعامل مع المرضى النفسين عندما كان المرض يقوم برشّهم بالماء، ومبعث الاستفزاز أن المشهد احتوى على إيحاءات جنسية غير مقبولة”، وشرحت الأمر موضحة:”المسلسل يعزف على وتر الإيحاء الجنسي في كثير من القضايا التي يطرحها، وهذا الموضوع لا يشكل هاجساً في المجتمعات الخليجية بالشكل الذي ظهر في “أسوار”، فهناك قضايا اجتماعية أخرى أكثر أهمية”.