التصنيفات
منتدى اسلامي

حوار بين الحسنات والسيئات

حوار بين الحسنات والسيئات …جميل جدا
أخواتى فى الله نسأل الله ان ينفعنا بهذا الحـوار
قالت الحسنات : أنا نور وعافية

قالت السيئات : أنا مرض وظلمة يتوهمني صاحبي سعادة وهو يغرق في الشقاء

.قالت الحسنات : أنا رصيد الجنة

قالت السيئات : أنا رصيد العقوبة والنار

قالت الحسنات : أنا أفرح القلب وأسعده وأجعل النفس طيبة خفيفة

قالت السيئات : أنا أثقل القلب وأعيب صاحبه ، كما تثقل الأوساخ والهيئة الرثة صاحبها وتعيبه

قالت الحسنات : صاحبي عزيز واثق الخطى له المهابة وموفق للخير

قالت السيئات : صاحبي ذليل وخائف ولامكانة له في القلوب

قالت الحسنات : صاحبي يتعامل مع الدنيا على أنها وسيلة ومتاع وهمه الآخرة

ومايفوته من الدنيا لايفوت أجره ( أن شاء الله )

قالت السيئات : صاحبي أسير للدنيا هي همه وغايته ومافاته منها يزعجه ويكدر صفوه

اللهم أغفـرلنـا سيئـات اعمـالنـا

اللهم أثقل ميزان حسناتنا ووالدينا وكفّر عنا سيئاتنا ياأرحم الراحمين

من وجد الله فماذا فقد ؟ ومن فقد الله ماذا وجد ؟

:05:




التصنيفات
منوعات

السيئات الجاريه

السيئات الجارية

يقول الله -سبحانه وتعالى-: {إنا نحْنُ نُحْيي الْموْتى ونكْتُبُ ما قدمُوا وآثارهُمْ} [يس: 12].

الناس بعد الممات ينقسمون قسمين باعتبار جريان الحسنات والسيئات عليهم:

القسم الأول: من يموت وتنقطع حسناته وسيئاته على السواء، فليس له إلا ما قدم في حياته الدُنيا.

القسم الثاني: من يموت وتبقى آثارُ أعماله من حسناتٍ وسيئاتٍ تجري عليه، وهذا القسم على ثلاثة أصناف:

الأول: من يموت وتجري عليه حسناتُه وسيئاته، فمثل هذا يتوقف مصيره على رجحان أيٍ من كفتي الحسنات أو السيئات.

الثاني: من يموت وتنقطع سيئاته، وتبقى حسناته تجري عليه وهو في قبره، فينال منها بقدر إخلاصه لله -تعالى- واجتهاده في الأعمال الصالحة في حياته الدُنيا، فيا طيب عيشه، ويا سعادته.

الثالث:من يموت وتنقطع حسناته، وتبقى سيئاته تجري عليه دهرا من الزمان إن لم يكن الدهر كله، فهو نائم في قبره ورصيده من السيئات يزدادُ يوما بعد يوم، حتى يأتي يوم القيامة بجبال من السيئات لم تكن في حُسبانه، فيا ندامته ويا خسارته.
وإليكم هذه القصة سمعتها فى إحدى خطب شيخ جليل :

(هناك شاب كان يشاهد بعض الصور الخارجة فى أحد المواقع السيئة الذى كان هو مشترك فيها ومسددا اشتراكه لمدة خمس سنوات ثم يقابل أصدقائه فيحكى لهم ويريهم هذه الصور فطلبوا منه أن يدلهم على الموقع ليشتركوا فيه فقال لهم لا أنا سوف أضيفكم الى بريدى وحين يرسل لى الموقع هذه الصور سيقوم الإميل بإرسالها لكل من أضفتهم أوتوماتيكيا كل يوم .وبعد عدة أشهر مات هذا الشاب فى حادث وبعد أيام أحد أصدقاءه يفتح الإميل يجد رسالة وصور بتاريخ اليوم وتكرر ذلك وهو يتعجب من الذى يرسل اليه وصديقه قد مات وبعد التقصى اتصل بالشركة وطلب منهم إيقاف هذا الحساب لأن صاحبه قد مات رفضوا لأنه ليس معه الباسوورد أو أى شئ من هذا القبيل ذلك وقالوا له ان الاشتراك مدفوع لمدة خمس سنوات ولم يمض منهم إلا ستة أشهر ويتبقى أربع سنوات ونصف )

اللهم ارزقنا حسن الخاتمه




بارك الله فيك



خليجية



خليجية



التصنيفات
منوعات

السيئات الجارية . احذروها قبل فوات الأوان

السيئات الجارية … احذروها قبل فوات الأوان

لاتنسونا من دعائكم

د. باسم عامر

يقول الله سبحانه وتعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ) [يس : 12] …
الناس بعد الممات ينقسمون إلى قسمين باعتبار جريان الحسنات والسيئات عليهم:
القسم الأول: من يموت وتنقطع حسناته وسيئاته على السواء، فليس له إلا ما قدَّم في حياته الدنيا.القسم الثاني: من يموت وتبقى آثار أعماله من حسناتٍ وسيئاتٍ تجري عليه، وهذا القسم على ثلاثة أصناف:
الأول: من يموت وتجري عليه حسناته وسيئاته، فمثل هذا يتوقف مصيره على رجحان أيٍ من كفتي الحسنات أم السيئات.
الثاني: من يموت وتنقطع سيئاته، وتبقى حسناته تجري عليه وهو في قبره، فينال منها بقدر إخلاصه لله تعالى واجتهاده في الأعمال الصالحة في حياته الدنيا، فيا طيب عيشه ويا سعادته.الثالث: من يموت وتنقطع حسناته، وتبقى سيئاته تجري عليه دهراً من الزمان إن لم يكن الدهر كله، فهو نائم في قبره ورصيده من السيئات يزداد يوماً بعد يوم، حتى يأتي يوم القيامة بجبال من السيئات لم تكن في حسبانه، فيا ندامته ويا خسارته.

إنَّ الحديث عن الحسنات والسيئات أمرٌ لا مفرَّ منه، لأنَّ الحساب يوم القيامة يكون بالموازين، يقول الله تعالى: ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) [الأنبياء: 47] …

[COLOR="Purple"]كثيرٌ من الناس يغفلون عن مسألة السيئات الجارية وخطورة شأنها، لأنَّ من السيئات ما إذا مات صاحبها فإنها تنتهي بموته، ولا يمتد أثر تلك السيئات إلى غير صاحبها، ولكنْ من السيئات ما تستمر ولا تتوقف بموت صاحبها، بل تبقى وتجري عليه، وفي ذلك يقول أبو حامد الغزالي: [/COLOR]" طوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه، والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة أو أكثر يعذب بها في قبره ويسئل عنها إلى آخر انقراضها " ( إحياء علوم الدين 2/74 ) …وقد جاءت النصوصُ الشرعيةُ محذِّرة من هذا النوع من السيئات، منها قوله تعالى: ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ) [النحل : 25] ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا ) صحيح مسلم برقم (6980) ، وفي رواية: ( وَمَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَىْءٌ ) صحيح مسلم برقم (2398)، وقد رُوِي: ( الدال على الشر كفاعله ) أخرجه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث أنس بإسناد ضعيف جداً …
وبما أننا نعيش في عصرٍ تيسَّرتْ فيه وسائل الاتصالات ونقل المعلومات أصبح من الأهمية بمكان التذكير بشناعة السيئات الجارية ومدى خطورتها على صاحبها، فكم من إنسان أهلك نفسه وحمَّل كاهله سيئاتٍ لم تكن محسوبة عندما نصَّب نفسه داعياً إلى الضلال وناشراً إلى المنكر من حيث يشعر أو لا يشعر …

وبالتالي فإنه بسبب ما نشهده من تقدم وتطور في سائر نواحي الحياة لا سيما في مجال نقل المعلومات كانت صور السيئات الجارية متعددة، لعل من أبرزها ما يلي:

– القنوات الفضائية:حيث يشاهدها الملايين في سائر أنحاء العالم، والأثر المتعدي لهذه القنوات فوق مستوى الخيال، ويمكن إجمال صور السيئات الجارية في هذه الوسيلة فيما يلي:
– إنشاء القنوات الفاسدة التي تبث الأفكار المخالفة للإسلام وتروج للأخلاق المنحرفة كقنوات أهل البدع وقنوات الأفلام الهابطة والأغاني الماجنة، فأصحاب تلك القنوات والمساهمين فيها مادياً ومعنوياً يتحملون آثام هذه القنوات وآثارها السيئة، وهم فتحوا على أنفسهم باباً لا يكاد يُغلق من السيئات الجارية إلا أن يتويوا.
– إرسال الرسائل النصية (SMS) لكي تظهر على الشاشة، فإذا كانت الرسائل تحتوي على كلامٍ بذيء أو دعوةٍ إلى الشر فإنَّ ذلك يدخل في باب السيئات الجارية، لأنَّ مُرسِل تلك الرسائل قد يسهم في نشر شرٍ يجهله الناس، فيكون بذلك معلماً للشر ناشراً له.
– الإسهام في القنوات الفضائية الفاسدة ودعمها بأي صورة من الصور ودلالة الناس عليها يندرج في باب السيئات الجارية.
– الانترنت ( الشبكة العنكبوتية ):
وهي لا تقل خطورة عن القنوات الفضائية إذا استخدمت في الشر، وخاصةً أنَّ الانترنت يُعد مكتبة متنقلة يمكن الاستفادة منها في أي وقت، فكل ما يُنشر في هذه الشبكة يمكن استعادته والرجوع إليه فضلاً عن سرعة انتشار المعلومة فيها، ولعل من أبرز الاستخدامات التي تندرج في باب السيئات الجارية ما يلي:
– إنشاء المواقع والمنتديات الفاسدة والضارة كالمواقع الإباحية ومواقع أهل الفسق والضلال، وهذه المواقع ثبتت أضرارها وآثارها الخطيرة على المجتمعات الغربية قبل المسلمة.
– الدلالة على تلك المواقع السيئة ورفعها على بقية المواقع عن طريق التصويت لها.
– نشر مقاطع الفيديو المخلة والمحرمة في المواقع المشهورة كاليوتيوب وغيره.
– تعليم الآخرين طريقة فتح المواقع المحجوبة السيئة واختراق البروكسي.
– وضع صور سيئة كخلفية لمنتدى أو موقع معين أو على هيئة توقيع عضو.
– إنشاء المجموعات البريدية من أجل نشر المواد والمقاطع السيئة.
– الإسهام في نشر الشبه والأفكار المنحرفة عن طريق المشاركة في المنتديات.

– هواتف الجوال:
وهي كذلك وسيلة تتطور يوماً بعد يوم بتطور تقنيات الهواتف، وأصبح من السهل عن طريق هذا الجوال أن ترسل ما تشاء إلى من تشاء، وذلك عن طريق الرسائل النصية (SMS) والرسائل المتعددة الوسائط (MMS) والبلوتوث وغيرها من التقنيات المتقدمة، فكل إسهام عن طريق الجوال في نشر الشر والفساد يندرج في باب السيئات الجارية.

– الكتابة والتأليف:
وهي وسيلة ليست جديدة بالمقارنة مع ما سبق، إلا أن المؤلفات والكتب أصبحت تُطبع بأعداد كبيرة في وقت وجيز، وأصبح كل من هب ودب كاتباً ومؤلفاً، بالإضافة إلى سهولة انتشار الكتب عن طريق دور النشر والمعارض الدولية، فضلاً عن تنزيل الكتب في شبكة الانترنت.
فالكتابة والتأليف أصبحت أداةً خطيرةً إذا سُخِّرت في ترويج الأفكار المنحرفة عن الإسلام، فكل كلمة يكتبها المؤلف فهو مرهون بها ويتحمل تبعاتها يوم الحساب.
هذه بعض صور السيئات الجارية في عصرنا الحاضر، والمتأمل في آثارها يعرف مدى خطورتها في إضلال الناس وإفسادهم نسأل الله السلامة والعافية.
فلا أظن عاقلاً إلا ويبادر إلى غلق باب الشر هذا عليه قبل فوات الأوان، ويستبدله بفتح الجانب الآخر المعاكس له وهو الحسنات الجارية، وذلك عن طريق تسخير تلك الوسائل في الخير وفيما ينفع الناس، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، قال تعالى ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) [سورة التوبة: 105].

د. باسم عامر
جامعة البحرين




ما شاء الله كل هذه ردود الله يزيد

لهذه الدرجه الموضوع جميل

لا اله الا الله




خليجية



نورتي الموضوع ام ذياد



:0149::0149:



التصنيفات
منوعات

اخواتى واخوانى فى الله احذرو السيئات الجارية

*****نصيحة هامة جدا فى الله احذروا السيئات الجارية****************

****اخى الكريم اختى الكريمة مستخدمى الفيس بوك تذكر عند كتابتك على الفيس بوك

الله عزوجل :سنكتبوا ماقدموا واثارهم وكل شىء احصيناه فى امام مبين. فلتكن احرفك حجة لك لاعليك وابتعد عن النقاشات والصور التى تكسبك سيئات جاريه
***اذا كان الجسد العارى دليل الحضارة فهنيئا للحيوانات فلهم كل الحضارة وان كان ترك الدين
يعنى تقدما فيانفس موتى قبل ان تتقدمى

****لاشىء يرفع قدر المراة كاالعفة ولاشىء يرفع من قيمتها الا اخلاقها ولاشىء يرفع من
درجاتهاالا باايمانها وتقواها واذا اجتمعت هذه الاشياء فى المراة فتكون اللؤللؤة التى ينتظرها
كل شاب يخاف الله
*****باالله عليكم اخوانى احذروا السيئات الجارية
****اخى فى الله اختى فى الله ممكن تجاوب على هذا السؤال من فضلك هل تعتبر صفحتك
على الفيس بوك فى ميزان حسناتك ام فى ميزان سيئاتك؟؟

***تخيل انك مت الان وصفحتك اما ان تكون لك حسنةجارية او سيئه جارية من سيغير صفحتك بعد موتك من سيجعلها لك حسنة جارية تكون فى ميزانك يوم القيامة من سيغير صورة بروفايلك ومن سيحذف الاغانى الى نشرتها ومن سيقوم بحذف تعليقاتك ومن…..ومن….ومن………..

****احذروا السيئات الجارية نشر الفتن والاشاعات وضع ارتباطات لمواقع او صفحات المطربين والفنانين نشر الصور ..صورة بروفايلك لو كانت تثير الشهوات..نشر الاغانى نشر الاحاديث الضعيفة….الاباحيةالا يكفيك ذنوبك………حتى تتحمل ذنوب غيرك؟؟؟

***اجعل كل خطوة لك على الفيس بوك لله لعل خطوة منها تشفع لك بين يدى الله وتذكر دائما ان الله رقيب على كلامك ولاتجعل الله اهون الناظرين اليك

***اللهم اجعل كل ماكتبت اناملنا خدمة فى سبيل الله وشهادة عند لقاء الله ورحمة بعد موتنا والله شهيد علينا و لاتنسى ان الشهود التى تشهد على اعمالك منك وعليك جوارحك منك وتشهد عليك نفعنى الله واياكم بهذا وباالله عليكم لاتنسوا نشر هذا المنشور على صفحاتكم وفى الجروبات الاخرى فاالدال على الخير كفاعله فمن اعان على عمل صالح او دل عليه او كان سبب فيه ينال مثل اجر فاعله ولنشرك هذا المنشور على صفحتك يكون سببا فى هداية شخص او ينفع الله به مسلم فكل حرف يقرؤه اصدقائك على صفحتك لك انت الثواب والاجر العظيم فاانها قد تكون جبال من الحسنات تكتب لك انت بحاجة اليها ومعذرة على الاطالة لان الموضوع مهم جدا وخطير اللهم نسالك العغو والعافية فى الدنيا والاخرة]




خليجية



جزاك الله خيراً

في ميزان حسناتك




التصنيفات
منوعات

ماهى السيئات الجارية

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

ماهي السيئات الجارية ؟؟

احذروها قبل فوات الأوان

يقول الله سبحانه وتعالى:

( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ) [ يس : 12] …

الناس بعد المات ينقسمون إلى قسمين باعتبار جريان الحسنات والسيئات عليهم:

القسم الأول:
من يموت وتنقطع حسناته وسيئاته على السواء، فليس له إلا ما قدَّم في حياته الدنيا.

القسم الثاني:
من يموت وتبقى آثار أعماله من حسناتٍ وسيئاتٍ تجري عليه، وهذا القسم على ثلاثة أصناف:
الأول:
من يموت وتجري عليه حسناته وسيئاته، فمثل هذا يتوقف مصيره على رجحان أيٍ من كفتي الحسنات أم السيئات.
الثاني:
من يموت وتنقطع سيئاته، وتبقى حسناته تجري عليه وهو في قبره، فينال منها بقدر إخلاصه لله تعالى واجتهاده في الأعمال الصالحة في حياته الدنيا، فيا طيب عيشه ويا سعادته.
الثالث:
من يموت وتنقطع حسناته، وتبقى سيئاته تجري عليه دهراً من الزمان إن لم يكن الدهر كله، فهو نائم في قبره ورصيده من السيئات يزداد يوماً بعد يوم، حتى يأتي يوم القيامة بجبال من السيئات لم تكن في حسبانه، فيا ندامته ويا خسارته.
إنَّ الحديث عن الحسنات والسيئات أمرٌ لا مفرَّ منه، لأنَّ الحساب يوم القيامة يكون بالموازين،
يقول الله تعالى:

( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) [الأنبياء: 47] …

كثيرٌ من الناس يغفلون عن مسألة السيئات الجارية وخطورة شأنها، لأنَّ من السيئات ما إذا مات صاحبها فإنها تنتهي بموته، ولا يمتد أثر تلك السيئات إلى غير صاحبها، ولكنْ من السيئات ما تستمر ولا تتوقف بموت صاحبها، بل تبقى وتجري عليه، وفي ذلك يقول أبو حامد الغزالي: " طوبى لمن إذا مات مات معه ذنوبه، والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة أو أكثر يعذب بها في قبره ويسئل عنها إلى آخر انقراضها " ( إحياء علوم الدين 2/74 ) …
وقد جاءت النصوصُ الشرعيةُ محذِّرة من هذا النوع من السيئات،
قوله تعالى:

( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ )
[النحل : 25] ، وقوله صل الله عليه وسلم :
( مَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا )
صحيح مسلم برقم (6980) ، وفي رواية:
( وَمَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَىْءٌ ) صحيح مسلم برقم (2398)، وقد رُوِي: ( الدال على الشر كفاعله )

أخرجه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث أنس بإسناد ضعيف جداً …
وبما أنا نعيش في عصرٍ تيسَّرتْ فيه وسائل الاتصالات ونقل المعلومات أصبح من الأهمية بمكان التذكير بشناعة السيئات الجارية ومدى خطورتها على صاحبها، فكم من إنسان أهلك نفسه وحمَّل كاهله سيئاتٍ لم تكن محسوبة عندما نصَّب نفسه داعياً إلى الضلال وناشراً إلى المنكر من حيث يشعر أو لا يشعر …
وبالتالي فإنه بسب ما نشهده من تقدم وتطور في سائر نواحي الحياة لا سيما في مجال نقل المعلومات كانت صور السيئات الجارية متعدة،
لعل من أبرزها ما يلي:

-القنوات الفضائية:

حيث يشاهدها الملاين في سائر أنحاء العالم، والأثر المتعدي لهذه القنوات فوق مستوى الخيال، ويمكن إجمال صور السيئات الجارية في هذه الوسيلة فيما يلي:
-إنشاء القنوات الفاسدة التي تبث الأفكار المخالفة للإسلام وتروج للأخلاق المنحرفة كقنوات أهل البدع وقنوات الأفلام الهابطة والأغاني الماجنة، فأصحاب تلك القنوات والمساهمين فيها مادياً ومعنوياً يتحملون آثام هذه القنوات وآثارها السيئة، وهم فتحوا على أنفسهم باباً لا يكاد يُغلق من السيئات الجارية إلا أن يتويوا.

-إرسال الرسائل النصية sms)

لكي تظهر على الشاشة، فإذا كانت الرسائل تحتوي على كلامٍ بذيء أو دعوةٍ إلى الشرفإنَّ ذلك يدخل في باب السيئات الجارية، لأنَّ مُرسِل تلك الرسائل قد يسهم في نشر شرٍ يجهله الناس، فيكون بذلك معلماً للشر ناشراً له.
-الإسهام في القنوات الفضائية الفاسدة ودعمها بأي صورة من الصور ودلالة الناس عليها يندرج في باب السيئات الجارية.

-الانترنت ( الشبكة العنكبوتية ):

وهي لا تقل خطورة عن القنوات الفضائية إذا استخدمت في الشر، وخاصةً أنَّ الانترنت يُعد مكتبة متنقلة يمكن الاستفادة منها في أي وقت، فكل ما يُنشر في هذه الشبكة يمكن استعادته والرجوع إليه فضلاً عن سرعة انتشار المعلومة فيها، ولعل من أبرز الاستخدامات التي تندرج في باب السيئات الجارية ما يلي:
-إنشاء المواقع والمنتديات الفاسدة والضارة كالمواقع الإباحية ومواقع أهل الفسق والضلال، وهذه المواقع ثبت أضرارها وآثارها الخطيرة على المجتمعات الغربية قبل المسلمة.
-الدلالة على تلك المواقع السيئة ورفعها على بقية المواقع عن طريق التصويت لها.
-نشر مقاطع الفيديو المخلة والمحرمة في المواقع المشهورة كاليوتيوب وغيره.
-تعليم الآخرين طريقة فتح المواقع المحجوبة السيئة واختراق البروكسي.
-وضع صور سيئة كخلفية لمنتدى أو موقع معين أو على هيئة توقيع عضو.
-إنشاء المجموعات البريدية من أجل نشر المواد والمقاطع السيئة.
-الإسهام في نشر الشبه والأفكار المنحرفة عن طريق المشاركة في المنتديات.

– هواتف الجوال :

وهي كذلك وسيلة تتطور يوماً بعد يوم بتطور تقنيات الهواتف، وأصبح من السهل عن طريق هذا الجوال أن ترسل ما تشاء إلى من تشاء، وذلك عن طريق الرسائل النصية (sms) والرسائل المتعدة الوسائط (mms) والبلوتوث وغيرها من التقنيات المتقدمة، فكل إسهام عن طريق الجوال في نشر الشر والفساد يندرج في باب السيئات الجارية.

-الكتابة والتأليف:

وهي وسيلة ليست جديدة بالمقارنة مع ما سبق، إلا أن المؤلفات والكتب أصبحت تُطبع بأعداد كبيرة في وقت وجيز، وأصبح كل من هب ودب كاتباً ومؤلفاً، بالإضافة إلى سهولة انتشار الكتب عن طريق دور النشر والمعارض الدولية، فضلاً عن تنزيل الكتب في شبكة الانترنت.
فالكتابة والتأليف أصبحت أداةً خطيرةً إذا سُخِّرت في ترويج الأفكار المنحرفة عن الإسلام، فكل كلمة يكتبها المؤلف فهو مرهون بها ويتحمل تبعاتها يوم الحساب.
هذه بعض صور السيئات الجارية في عصرنا الحاضر، والمتأمل في آثارها يعرف مدى خطورتها في إضلال الناس وإفسادهم نسأل الله السلامة والعافية.
فلا أظن عاقلاً إلا ويبادر إلى غلق باب الشر هذا عليه قبل فوات الأوان، ويستبدله بفتح الجانب الآخر المعاكس له وهو الحسنات الجارية، وذلك عن طريق تسخير تلك الوسائل في الخير وفيما ينفع الناس، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون،
*
*
*

( شبكة مشكاة الاسلامية )

وجزاء الله كاتبه كل خير وثواب.

ارجو نشره لما فيه من الخير والمنفعه




جزاكى الله خيرآ



التصنيفات
منتدى اسلامي

هادم الحسنات والسيئات

اْلْحَسَنَاْتِ , هَاْدِمُ , وَاْلْسَّيِّئَاْتِ

هَاْدِمُ اْلْحَسَنَاْتِ وَاْلْسَّيِّئَاْتِ

هَاْدِمُ اْلْحَسَنَاْتِ وَاْلْسَّيِّئَاْتِ

الحمد لله البر الرحيم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرحمن الرحيم ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الكريم ، صلوات الله ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الكرب العظيم . . . وبعد :
كم يسعى العبد المؤمن في هذه الحياة الدنيا لكسب الحسنات ، والحذر من السيئات ، ليلقى الله تعالى بحسنات أمثال الجبال فيفرح بها ويطمئن قلبه .
ومن الناس من يأتي ربه يوم القيامة بسيئات أمثال الجبال يخاف منها ويدرك أنه هالك لا محالة .
لكن هناك هادم لمن كسب الحسنات يجعلها هباءً منثوراً .
هادم يهدم السيئات ويجعلها كأن لم تكن .
أتدرون من هو هذا الهادم ؟

إنه اللسان . . . وما أدراكم ما اللسان ..
اللسان أعظم الجوارح اختراقاً للحرمات ، وانتهاكاً للمنهيات ، وارتكاباً للذنوب والخطيئات .
عن عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : " اسْتحْيُوا مَنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَياءِ ، قُلنا : إنَّا لَنسْتَحيي من اللَّه يا رسولَ اللَّه ، والحمدُ للَّه ، قال : لَيس ذَلِكَ ، ولكنَّ الاسْتِحياءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَياءِ : أنْ تَحْفَظ الرَّأْسَ ومَا وَعى ، والْبَطْنَ ومَا حَوى ، وتذْكْرَ المَوتَ والبلى ، وَمنْ أرادَ الآخِرَةَ تَرَك زِينَةَ الدُّنيا ، وآثَرَ الآخِرَةَ عَلى الأُولى ، فَمنْ فَعلَ ذِلكَ فَقَدِ اسْتَحْي من اللَّه حقَّ الحياءِ " [ رواه الترمذي وأحمد ] .
البطن وما حوى : من المأكولات والمشروبات .
والرأس وما وعى : يعني السمع والبصر واللسان ، والمراد من الحديث الحث على الحلال من الرزق ، واستعمال هذه الجوارح فيما يُرضي الله تعالى .
فأمسك عليك لسانك ، وابك على خطيئتك ، وليسعك بيتك ، واتبع سبيل من أناب وخاف ربه واستقام ، وحفظ الفم والفرج ، ومِنْ أعظم ما يجبُ حفظُه من نواهي الله عز وجل : اللسانُ والفرجُ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ " [ رواه البخاري ] ، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ حَفِظَ ما بَينَ لَحييه ، وما بَينَ رِجليهِ ، دَخَلَ الجنة " [ رواه الحاكم ] .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لاَ يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ، وَلاَ يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ ، وَلاَ يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ " [ رواه أحمد وابن أبي الدنيا ] .
والمراد باستقامة الإيمان : استقامةُ أعمال جوارحه ، فإنَّ أعمالَ الجوارحِ لا تستقيمُ إلا باستقامة القلب ، ومعنى استقامة القلب : أنْ يكونَ ممتلئاً مِنْ محبَّةِ الله ، ومحبَّة طاعته ، وكراهة معصيته .
ألا وإن خطورة اللسان ربما لا تضاهيها خطورة ، فهو سبب للهلاك في الدنيا ، بما يتلفظ بها بين الناس من سب وشتم وأخطاء في الكلام .
وعقوبته في القبر أنه سبب للعذاب فيه بسبب الغيبة والنميمة ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ جَدِيدَيْنِ ، فَقَالَ : " إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَنْزِهُ مِنْ بَوْلِهِ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ " [ متفق عليه ] .
وعقوبة الغيبة ما رواه أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ " [ رواه أبو داود وأحمد بسند صحيح على شرط مسلم ] .
أما خطورة اللسان يوم القيامة فصاحبه تحت مشيئة الله ما لم يتب ، إن شاء عذبه ، وإن شاء غفر له ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ : " تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ » . وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ فَقَالَ : " الْفَمُ وَالْفَرْجُ " [ رواه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ صَحِيحٌ ] .
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِى سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْماً قَرِيباً مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَخْبِرْنِى بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِى الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِى مِنَ النَّارِ ، قَالَ : " لَقَدْ سَأَلْتَنِى عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ " ، ثُمَّ قَالَ : " أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ : الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ " ، قَالَ ثُمَّ تَلاَ : { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ } حَتَّى بَلَغَ { يَعْمَلُونَ } ثُمَّ قَالَ : " أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ " ، قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ : قَالَ : " رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ " ، ثُمَّ قَالَ : " أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ " ، قُلْتُ بَلَى يَا نَبِىَّ اللَّهِ : قَالَ : " فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ : " كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا " ، فَقُلْتُ يَا نَبِىَّ اللَّهِ : وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ " [ رواه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] .

فتأمل أيها المسلم والمسلمة كيف أن اللسان خطر إن لم تمسك بزمامه وتأخذ بخطامه ، فأمسك عليك لسانك ، وإياك والخوض فيما لا يعنيك ، فإن ذلك يحبسك عن دخول الجنة ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : تُوُفِّىَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ رَجُلٌ : أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " أَوَلاَ تَدْرِي فَلَعَلَّهُ تَكَلَّمَ فِيمَا لاَ يَعْنِيهِ ، أَوْ بَخِلَ بِمَا لاَ يَنْقُصُهُ " [ رواه الترمذي ] .
يالها من خطورة وأي خطورة في التحدث فيما لا يعنيك في خلق الله ، ألا تعلم أيها المسلم أن الله تعالى لم يجعلك كفيلاً ولا حفيظاً على الناس ، ولا قائماً بشؤونهم ، ولا مسؤولاً عن أعمالهم وأقوالهم ، إن عليك إلا البلاغ في حال الفساد ، والنصح في حال المنكر ، أما أن تتحدث فيما لا يعنيك فتسب وتشتم وتغتاب وربما تنم ، فعقوبة ذلك وخيمة ، وخاتمته أليمة .
كم من الناس من يأتي يوم القيامة بأعمال وحسنات كالجبال ، يهدمها اللسان كلها ، ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد اللسان قد هدمها من كثرة ذكر الله تعالى وما يتصل به .

إلا وإن اللسان آفتان عظيمتان إن تخلص العبد من واحدة وقع في الأخرى إلا من رحم الله تعالى .
الأولى : آفة الكلام : فالمتكلم بالباطل شيطان ناطق ، وهو عاص لله ، وويل له ممن لا تخفى عليه خافية .
الثانية : آفة السكوت : فالساكت عن الحق شيطان أخرس ، وهو عاص لله ، مداهن مجامل لا يخاف الله فيما يرى ويسمع فويل له من علام الغيوب .
وإذا أردت أن تعرف مدى خطورة اللسان ، فتأمل حديث جُنْدَبٍ رضي الله عنه قال : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : " أَنَّ رَجُلاً قَالَ : وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلاَنٍ ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : مَنْ ذَا الَّذِى يَتَأَلَّى عَلَىَّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ ؟ فَإِنِّى قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ " [ رواه مسلم ] .
قال أبو هريرة رضي الله عنه : " تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخراه " .
عن بِلاَلَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِىَّ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ " [ رواه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] ، وفي الصحيحين عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً ، يَرْفَعُه اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً يَهْوِى بِهَا فِى جَهَنَّمَ " .
ألا ما أحوجنا في كل وقت وحين إلى أن نتكلم بخير أو فيما ينفعنا ولا يضرنا ، أو نصمت ونسكت عما لا يعنينا ، فإذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .
ألا ما أعظم خطورة اللسان ، فقد كان السلف يحاسب أحدهم نفسه في قوله : هذا يوم حار ، ويوم بارد ، ولقد رؤي بعض الأكابر من أهل العلم في النوم فسئل عن حاله ، فقال : أنا موقوف على كلمة قلتها ، قلت : ما أحوج الناس إلى غيث ، فقيل لي : وما يدريك ؟ أنا أعلم بمصلحة عبادي .
ألا فلنتق الله تعالى في ألسنتنا ، فوقع اللسان في الفتن ، أشد من وقع السيف في المعركة .
والحمد لله خالقنا وربنا ، وصلى الله وسلم على محمد نبينا




صح السانك



خليجية[/IMG]



التصنيفات
منوعات

السيئات الجاريه احذروها !!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول الله – سبحانه وتعالى -: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12].

الناس بعد الممات ينقسمون قسمين، باعتبار جريان الحسنات والسيِّئات عليهم:
القسم الأول: من يَموت وتنقطع حسناته وسيئاته على السَّواء، فليس له إلا ما قدَّم في حياته الدُّنيا.
القسم الثاني: من يَموت وتبقى آثارُ أعماله من حسناتٍ وسيئاتٍ تجري عليه
وهذا القسم على ثلاثة أصناف:

الأول: من يَموت وتجري عليه حسناتُه وسيئاته، فمثل هذا يتوقَّف مصيره على رجحان أيٍّ من كِفَّتَي الحسنات أو السيئات.
الثاني: من يَموت وتنقطع سيئاته، وتبقى حسناته تَجري عليه وهو في قبره، فينال منها بقدر إخلاصه لله – تعالى – واجتهاده في الأعمال الصَّالحة في حياته الدُّنيا، فيا طيب عيشه، ويا سعادته.
الثالث: من يموت وتنقطع حسناته، وتبقى سيئاته تجري عليه دهرًا من الزَّمان إن لم يكن الدَّهر كله، فهو نائم في قبره ورصيده من السيئات يزدادُ يومًا بعد يوم، حتَّى يأتي يوم القيامة بجبال من السيئات لم تكن في حُسبانه، فيا ندامته ويا خسارته.

إنَّ الحديث عن الحسنات والسيئات أمرٌ لا مفرَّ منه؛ لأنَّ الحساب يوم القيامة يكون بالموازين؛ يقول الله – تعالى -: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47].

كثيرٌ من النَّاس يغفلون عن مسألة السيِّئات الجارية وخطورة شأنِها؛ لأنَّ من السيئات ما إذا مات صاحبها، فإنَّها تنتهي بموته، ولا يَمتد أثر تلك السيئات إلى غير صاحبها، ولكنْ من السيئات ما تستمر ولا تتوقف بموت صاحبها، بل تبقى وتجري عليه

وقد جاءت النصوصُ الشرعيةُ محذِّرة من هذا النوع من السيئات؛ منها قوله – تعالى -: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [النحل: 25]، وقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: «مَن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام مَن تَبِعَه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا»؛ [صحيح مسلم، برقم (6980)]، وفي رواية: «ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عَمِلَ بها من بعده من غير أنْ ينقص من أوزارهم شيء»؛ [صحيح مسلم، برقم (2398)].

وبما أنَّنا نعيش في عصرٍ تيسَّرتْ فيه وسائلُ الاتِّصالات، ونقل المعلومات، أصبح من الأهمية بمكان التَّذكير بشناعة السيِّئات الجارية، ومدى خطورتِها على صاحبها، فكم من إنسان أهلك نفسه، وحمَّل كاهله سيئاتٍ لم تكن محسوبة عندما نصَّب نفسه داعيًا إلى الضَّلال وناشرًا إلى المنكر من حيث يشعر أو لا يشعر!

ومِنْ ثَمَّ؛ فإنَّه بسبب ما نشهده من تقدم وتطوُّر في سائر نواحي الحياة – لا سيما في مجال نقل المعلومات – كانت صور السيئات الجارية متعددة، لعل من أبرزها ما يلي:

القنوات الفضائية:
حيث يشاهدها الملايينُ في سائر أنحاء العالم، والأثر المتعدي لهذه القنوات فوق مستوى الخيال، ويُمكن إجمال صور السيئات الجارية في هذه الوسيلة فيما يلي:

– إنشاء القنوات الفاسدة التي تبثُّ الأفكار المخالفة للإسلام، وتروِّج للأخلاق المنحرفة، كقنوات أهل البدع، وقنوات الأفلام الهابطة، والأغاني الماجنة، فأصحابُ تلك القنوات، والمساهمون فيها ماديًّا ومعنويًّا يتحمَّلون آثام هذه القنوات وآثارها السيئة، وهم فتحوا على أنفسِهم بابًا لا يكاد يُغلق من السيِّئات الجارية إلاَّ أن يتوبوا.

– إرسال الرسائل النصيَّة (sms)؛ لكي تظهر على الشاشة، فإذا كانت الرسائل تحتوي على كلامٍ بذيءٍ أو دعوةٍ إلى الشر، فإنَّ ذلك يدخل في باب السيئات الجارية؛ لأنَّ مُرسِل تلك الرسائل قد يُسهم في نشر شرٍّ يجهله الناس، فيكون بذلك معلمًا للشر ناشرًا له.

– الإسهام في القنوات الفضائية الفاسدة ودعمها بأيِّ صورة من الصور، ودلالة الناس عليها – يندرج في باب السيئات الجارية.

(الإنترنت) "الشبكة العنكبوتية":
وهي لا تقل خطورة عن القنوات الفضائية إذا استخدمت في الشرِّ، وخاصةً أنَّ الإنترنت يُعدُّ مكتبة متنقلة يُمكن الاستفادة منها في أي وقت، فكل ما يُنشر في هذه الشبكة يُمكن استعادته والرجوع إليه، فضلاً عن سرعة انتشار المعلومة فيها، ولعلَّ من أبرز الاستخدامات التي تندرج في باب السيئات الجارية ما يلي:

— إنشاء المواقع والمنتديات الفاسدة والضَّارة، كالمواقع الإباحية ومواقع أهل الفسق والضلال، وهذه المواقع ثَبَتت أضرارها وآثارها الخطيرة على المجتمعات الغربية قبل المسلمة.

— الدلالة على تلك المواقع السيئة، ورفعها على بقيَّة المواقع عن طريق التصويت لها.

— نشر مقاطع الفيديو المخلة والمحرمة في المواقع المشهورة كاليوتيوب وغيره.

— تعليم الآخرين طريقةَ فتح المواقع المحجوبة السيئة واختراق البروكسي.

— وضع صور سيِّئة كخلفية لمنتدى، أو موقع معين، أو على هيئة توقيع عضو.

— إنشاء المجموعات البريدية من أجل نشر المواد والمقاطع السيئة.

— الإسهام في نشر الشبه والأفكار المنحرفة عن طريق المشاركة في المنتديات.
هواتف الجوال:
وهي كذلك وسيلة تتطور يومًا بعد يوم بتطوُّر تقنيات الهواتف، وأصبح من السَّهل عن طريق هذا الجوال أنْ ترسل ما تشاء إلى من تشاء، وذلك عن طريق الرَّسائل النصية (sms)، والرَّسائل المتعددة الوسائط (mms)، والبلوتوث، وغيرها من التقنيات المتقدِّمة، فكلُّ إسهام عن طريق الجوال في نشر الشرِّ والفساد يندرج في باب السيئات الجارية.
الكتابة والتأليف:
وهي وسيلةٌ ليست جديدة بالمقارنة مع ما سبق، إلاَّ أنَّ المؤلفات والكتب أصبحت تُطبع بأعداد كبيرة في وقت وجيز، وأصبح كلُّ من هب ودب كاتبًا ومؤلفًا، إضافةً إلى سهولة انتشار الكتب عن طريق دور النشر والمعارض الدولية، فضلاً عن تنزيل الكتب في شبكة الإنترنت.

فالكتابة والتأليف أصبحت أداةً خطيرةً إذا سُخِّرت في ترويج الأفكار المنحرفة عن الإسلام، فكل كلمة يكتبها المؤلف فهو مرهون بها، ويتحمَّل تبعاتها يوم الحساب.

هذه بعض صور السيئات الجارية في عصرنا الحاضر، والمتأمِّل في آثارها يعرف مدى خطورتها في إضلالِ الناس وإفسادهم، نسأل الله السلامة والعافية.

فلا أظن عاقلاً إلا ويبادر إلى غلق باب الشرِّ هذا عليه قبل فوات الأوان، ويستبدله بفتح الجانب الآخر المعاكس له وهو الحسنات الجارية، وذلك عن طريق تسخير تلك الوسائل في الخير وفيما ينفع الناس، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون؛ قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}

م.ن




<A href="http://fashion.azyya.com/" target=_blank>خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

بها تكفر السيئات مهما عظمت وبها تقضى الحاجات مهما تعثرت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يآآآرب إني أسألك أن تفتح لها أبواااب الفرج في الأمور كلها مثل مافتحت الموضوع

هل تريدين
أن تعرفي ماهو هذا الشيء ?

إنه ……….((… قيــــام الليل …))…

قااال تعااالى

( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ..قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلا .. نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلا .. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا .. إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا .. إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلا .. إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلا .. وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا .. رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا )

قيام الليل

نافلة من نوافل العبادات الجليلة.

. بها تكفر السيئات مهما عظمت..

وبها تقضى الحاجات مهما تعثرت..

وبها يُستجاب الدعاء..

ويزول المرض والداء..

وترفع الدرجات في دار الجزاء..

نافلة لا يلازمها إلا الصالحون،

فهي دأبهم وشعارهم وهي ملاذهم وشغلهم

ولا تحرميني من دعائك

أحبكم في الله

للأمااانه…نقلته لعظيم نفعه




موضوع رائع بكل ماتعنيه هذه الكلمه

فجزاك الله خيرا




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تلميذة زماني خليجية
موضوع رائع بكل ماتعنيه هذه الكلمه

فجزاك الله خيرا

الاروغ مرورك




التصنيفات
منوعات

السيئات الجارية . احذروها قبل فوات الأوان

السيئات الجارية … احذروها قبل فوات الأوان

أخي :

هل أثقل كاهلك يوما حمل متاع أو غيره ؟
هل أتعبك حمل بعض مشترياتك فرغبت أن يَحمِل عنك عامِل ؟

أختي :

هل حَمَلْتِ طفلكِ فأتعبك حَمْلُه ؟
أو أثقل كاهلك ، فتمنّيتِ أن يُحمَل عنكِ ؟
ربما نجِد من يحمِل عنّا أمتعتنا
وربما نجد من يحمل عنّا أطفالنا
أو مَنْ يتبرع فيُعيننا

لكن هل فكّرت بذلك الْحِمل الثقيل ؟!

وأي حِمل هو ؟
حِمْل لا يُحمَل عنك
وعبء لا ينوء به غيرك
وثِقل لا يتحمّله أحد سواك

أرأيت دُعاة الضلالة ، وأئمة الفجور ؟

(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ
وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)
وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء !
بل سيحملون خطاياهم وأوزارهم ، ومثل أوزار الذين أضلّوهم
(وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ)
هكذا هي الأوزار خفيفة في الدنيا ، كَخِفّةِ عقول أصحابها !
ذلك أنه لا ينهمك في الخطايا إلا ضعيف عقل لا ينظر إلى العاقبة بصيرة

قال الزجاج : العاقل مَنْ عَمِلَ بما أوجب الله عليه ، فمن لم يعمل فهو جاهل !

وقال الحسن البصري : والله لقد رأيناهم صورا ولا عقول ! أجساما ولا أحلام !
فراش نار ، وذبان طمع ! يغدون بدرهمين ، ويروحون بدرهمين ، يبيع أحدهم دينه بثمن العَنْز !

وقد وَصَف النبي صلى الله عليه وسلم الذين يأتون في آخر الزمان يَتَسَافَدُون في الطُّرُقات

فقال عليه الصلاة والسلام : ويبقى شرار الناس يَتَهَارَجُون فيها تهارُج الْحُمُر
فعليهم تقوم الساعة . رواه مسلم .
وفي أخبار آخر الزمان ، قال عليه الصلاة والسلام : فيبقَى شِرار الناس في خِفّة الطَّير
وأحلام السباع ، لا يعرفون معروفا ، ولا يُنكِرون منكرا . رواه مسلم .

ومع أن هذه الأوزار خفيفة في الدنيا فهي ثقيلة في الآخرةولذا قال عليه الصلاة والسلام حين سمِع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال :
يُعذّبان وما يعذبان في كبير ، ثم قال : بلى . رواه البخاري ومسلم .
بلى إنه لكبير ، وإن لم يكن كبيرا في أعين الناس .
فالوِزْر كبير في الميزان يوم القيامة
ثقيل حمله حتى إنه ليُثقل كاهِل صاحبه فمن له طاقة بِحَمْل ذنوب الناس ؟
ومن له قُدرة على تحمّل أوزار الآخَرين ؟

إن من يحمل همّ الدعوة إلى السفور سوف يحمل أوزار من أضلّ وآثام من أغوى
ومن تَدْعُو غيرها بأفعالها السيئة سوف تحمل وزر من جرّأتها على ذلك
ومن يُسمع غيره الأغاني والموسيقى سوف يحمل مع وِزْرِه أوزاراً
ومن يُضيِّف جليسه سيجارة فسوف يحمِل مثل إثمه
ومن يُهوّن المعصية في نظر غيره فسوف يحمِل مثل وزْرِه وفي عالم الشبكات والمواقع :

من يسمح بنشر الأفكار السيئة أو الصور الفاضحة بل عموم صور ذوات الأرواح
سوف يحمل أوزار من أعانهم ومن أضلّهم .

ومن يَجْعَل في موقعه قسما أو أقساماً للموسيقى والغناء والطّرب فسوف يحمل أوزار
كل من استمع إلى ما حرّم الله في مشارق الأرض ومغاربها .

ومن يضع في توقيعه الصور الفاضحة فسوف يحمل وزر من نظر إليها .
ومن ينشر صور النساء فسوف يحمل وزر غيره إلى وِزره .

فهل له طاقة بذلك ؟

بل هل طاقة بِحَمْل ذنوبه هو فضلا عن ذنوب الآخرين ؟
فلنكن على حذر من كل دعوة إلى الباطل أو إعانة عليه

السيئات الجارية … احذروها قبل فوات الأوان

يقول الله سبحانه وتعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ) [يس : 12] …
الناس بعد المات ينقسمون إلى قسمين باعتبار جريان الحسنات والسيئات عليهم:
القسم الأول: من يموت وتنقطع حسناته وسيئاته على السواء، فليس له إلا ما قدَّم في حياته الدنيا.
القسم الثاني: من يموت وتبقى آثار أعماله من حسناتٍ وسيئاتٍ تجري عليه، وهذا القسم على ثلاثة أصناف:
الأول: من يموت وتجري عليه حسناته وسيئاته، فمثل هذا يتوقف مصيره على رجحان أيٍ من كفتي الحسنات أم السيئات.
الثاني: من يموت وتنقطع سيئاته، وتبقى حسناته تجري عليه وهو في قبره، فينال منها بقدر إخلاصه لله تعالى واجتهاده في الأعمال الصالحة في حياته الدنيا، فيا طيب عيشه ويا سعادته.
الثالث: من يموت وتنقطع حسناته، وتبقى سيئاته تجري عليه دهراً من الزمان إن لم يكن الدهر كله، فهو نائم في قبره ورصيده من السيئات يزداد يوماً بعد يوم، حتى يأتي يوم القيامة بجبال من السيئات لم تكن في حسبانه، فيا ندامته ويا خسارته.
إنَّ الحديث عن الحسنات والسيئات أمرٌ لا مفرَّ منه، لأنَّ الحساب يوم القيامة يكون بالموازين، يقول الله تعالى: ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) [الأنبياء: 47] …

كثيرٌ من الناس يغفلون عن مسألة السيئات الجارية وخطورة شأنها، لأنَّ من السيئات ما إذا مات صاحبها فإنها تنتهي بموته، ولا يمتد أثر تلك السيئات إلى غير صاحبها، ولكنْ من السيئات ما تستمر ولا تتوقف بموت صاحبها، بل تبقى وتجري عليه، وفي ذلك يقول أبو حامد الغزالي: " طوبى لمن إذا مات مات معه ذنوبه، والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة أو أكثر يعذب بها في قبره ويسئل عنها إلى آخر انقراضها " ( إحياء علوم الدين 2/74 ) …
وقد جاءت النصوصُ الشرعيةُ محذِّرة من هذا النوع من السيئات، منها قوله تعالى: ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ) [النحل : 25] ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا ) صحيح مسلم برقم (6980) ، وفي رواية: ( وَمَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَىْءٌ ) صحيح مسلم برقم (2398)، وقد رُوِي: ( الدال على الشر كفاعله ) أخرجه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث أنس بإسناد ضعيف جداً …
وبما أننا نعيش في عصرٍ تيسَّرتْ فيه وسائل الاتصالات ونقل المعلومات أصبح من الأهمية بمكان التذكير بشناعة السيئات الجارية ومدى خطورتها على صاحبها، فكم من إنسان أهلك نفسه وحمَّل كاهله سيئاتٍ لم تكن محسوبة عندما نصَّب نفسه داعياً إلى الضلال وناشراً إلى المنكر من حيث يشعر أو لا يشعر …

وبالتالي فإنه بسبب ما نشهده من تقدم وتطور في سائر نواحي الحياة لا سيما في مجال نقل المعلومات كانت صور السيئات الجارية متعددة، لعل من أبرزها ما يلي:

– القنوات الفضائية:
حيث يشاهدها الملاين في سائر أنحاء العالم، والأثر المتعدي لهذه القنوات فوق مستوى الخيال، ويمكن إجمال صور السيئات الجارية في هذه الوسيلة فيما يلي:
– إنشاء القنوات الفاسدة التي تبث الأفكار المخالفة للإسلام وتروج للأخلاق المنحرفة كقنوات أهل البدع وقنوات الأفلام الهابطة والأغاني الماجنة، فأصحاب تلك القنوات والمساهمين فيها مادياً ومعنوياً يتحملون آثام هذه القنوات وآثارها السيئة، وهم فتحوا على أنفسهم باباً لا يكاد يُغلق من السيئات الجارية إلا أن يتويوا.
– إرسال الرسائل النصية (sms) لكي تظهر على الشاشة، فإذا كانت الرسائل تحتوي على كلامٍ بذيء أو دعوةٍ إلى الشر فإنَّ ذلك يدخل في باب السيئات الجارية، لأنَّ مُرسِل تلك الرسائل قد يسهم في نشر شرٍ يجهله الناس، فيكون بذلك معلماً للشر ناشراً له.
– الإسهام في القنوات الفضائية الفاسدة ودعمها بأي صورة من الصور ودلالة الناس عليها يندرج في باب السيئات الجارية.

– الانترنت ( الشبكة العنكبوتية ):
وهي لا تقل خطورة عن القنوات الفضائية إذا استخدمت في الشر، وخاصةً أنَّ الانترنت يُعد مكتبة متنقلة يمكن الاستفادة منها في أي وقت، فكل ما يُنشر في هذه الشبكة يمكن استعادته والرجوع إليه فضلاً عن سرعة انتشار المعلومة فيها، ولعل من أبرز الاستخدامات التي تندرج في باب السيئات الجارية ما يلي:
– إنشاء المواقع والمنتديات الفاسدة والضارة كالمواقع الإباحية ومواقع أهل الفسق والضلال، وهذه المواقع ثبت أضرارها وآثارها الخطيرة على المجتمعات الغربية قبل المسلمة.
– الدلالة على تلك المواقع السيئة ورفعها على بقية المواقع عن طريق التصويت لها.
– نشر مقاطع الفيديو المخلة والمحرمة في المواقع المشهورة كاليوتيوب وغيره.
– تعليم الآخرين طريقة فتح المواقع المحجوبة السيئة واختراق البروكسي.
– وضع صور سيئة كخلفية لمنتدى أو موقع معين أو على هيئة توقيع عضو.
– إنشاء المجموعات البريدية من أجل نشر المواد والمقاطع السيئة.
– الإسهام في نشر الشبه والأفكار المنحرفة عن طريق المشاركة في المنتديات.

– هواتف الجوال:
وهي كذلك وسيلة تتطور يوماً بعد يوم بتطور تقنيات الهواتف، وأصبح من السهل عن طريق هذا الجوال أن ترسل ما تشاء إلى من تشاء، وذلك عن طريق الرسائل النصية (sms) والرسائل المتعددة الوسائط (mms) والبلوتوث وغيرها من التقنيات المتقدمة، فكل إسهام عن طريق الجوال في نشر الشر والفساد يندرج في باب السيئات الجارية.

-[ الكتابة والتأليف وهي وسيلة ليست جديدة بالمقارنة مع ما سبق، إلا أن المؤلفات والكتب أصبحت تُطبع بأعداد كبيرة في وقت وجيز، وأصبح كل من هب ودب كاتباً ومؤلفاً، بالإضافة إلى سهولة انتشار الكتب عن طريق دور النشر والمعارض الدولية، فضلاً عن تنزيل الكتب في شبكة الانترنت.
فالكتابة والتأليف أصبحت أداةً خطيرةً إذا سُخِّرت في ترويج الأفكار المنحرفة عن الإسلام، فكل كلمة يكتبها المؤلف فهو مرهون بها ويتحمل تبعاتها يوم الحساب.
هذه بعض صور السيئات الجارية في عصرنا الحاضر، والمتأمل في آثارها يعرف مدى خطورتها في إضلال الناس وإفسادهم نسأل الله السلامة والعافية.
فلا أظن عاقلاً إلا ويبادر إلى غلق باب الشر هذا عليه قبل فوات الأوان، ويستبدله بفتح الجانب الآخر المعاكس له وهو الحسنات الجارية، وذلك عن طريق تسخير تلك الوسائل في الخير وفيما ينفع الناس، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، قال تعالى ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) [سورة التوبة: 105].
* وقفة

أعجبني صاحب دُكّان يبيع المواد الغذائية ، ومَنَع بيع السجائر ، فلاحظت أثر التدخين على شفتيه ، فاستأذنته ثم سألته : لماذا لا تبيع السجائر ؟
قال : لأني أُدخِّن !
قلت : هذا ما دعاني لسؤالك !
قال : لأني من أعرف الناس بضره ، فلا أريد أن أضرّ غيري من جهة ، ومن جهة أخرى لا أريد أن أحمل ذنب غيري .. يكفي ما أنا فيه !
فأكبرت فيه عقله ، وأعجبتني نظرته الفاحِصة ..
اختكم رحمة الله

:428:




التصنيفات
منتدى اسلامي

الفرق بين الذنوب والسيئات

الفرق بين الذنوب والسيئات

حيثما وردت الذنوب في القرآن فالمراد بها الكبائر ، وحيثما وردت السيئات فالمراد بها الصغائر ..
وعند التأمل في آيات القرآن الكريم نجد :
أن لفظ ( المغفرة ) يرد مع الذنوب.
ولفظ ( التكفير ) يرد مع السيئات.
قال تعالى :
" رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا "
وذلك لأن لفظ المغفرة يتضمن الوقاية والحفظ ولفظ التكفير يتضمن الستر والإزالة، والدليل على أن السيئات هي الصغائر ، والتكفير لها : قوله تعالى:
" إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ " ]

( ابن القيم – مدارج السالكين




بارك الله فيك



بارك الله فيكي علي المعلومه القيمه في ميزان حسناتك



ربــي يجزآكــي الجنهـ ه