كيف أخباركم ان شاء الله تمام بعد طول غياب وأول موضوع ليه بمجهودي في هذا القسم من ناحية التنسيق والنقل أتمنى يعجبكم وتستفيدون منه..
حبيت اتكلم عن موضوع وأمر خطير يرتكبه كثير من الناس وهو سب الزمان وسب اليوم ولا يعلمون حكم ذلك الفعل أو أنهم يعلمون ولكن غفله منهم واتباع الشيطان وأهوائهم نسأل الله السلامه والعافيه ….
سب الدهر محرم وجريمة وفاعله مستحق للعقوبة البليغة التي تردعه عن مثل هذه الأقوال،
في الصحيح عن أبي هريرة — عن النبي صلى الله عليه وسلم — قال: ( قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار )،
وفي رواية: ( لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر )،
فدل ذلك على أن سب الدهر من الألفاظ التي لا تجوز فالتخلص منه واجب واستعمالها منافٍ لكمال التوحيد،
ولأن سابه يعود على الله بالإيذاء لأنه هو مصرف الدهر ومجري الليالي والأيام ومقدر ما فيها من الحوادث، وسب المخلوق سب لخالقه،
ولأن سب الدهر سب لما لا يستحق السب لأن الدهر خلق مسخر لا يملك نفعًا ولا ضرًا، ومن سب من لا يستحق السب عاد سبه إليه،
ولأن سبه متضمن للشرك فإنه إنما سبه لظنه أنه يضر وينفع أو أنه المحدث لهذا الضر والنفع،
ولأنه مناف للاعتقاد الصحيح وهو أن الزمن يُفْعَلُ فيه لا أنه هو الفاعل بذاته ولا أنه سب لما يقع فيه من الحوادث فسبه محض اعتداءٍ وتسلط وقلة أدبٍ وجرأة على مقام الربوبية.
ومثال ذلك قول شاعر الجاهلية:
يا دهر ويحك ما أبقيت لي أحدً وأنت والد سوءٍ تأكل الولد
ومنه أيضًا قول بعضهم:
قبحًا لوجهك يا زمان فإنه وجهٌ له في كل قبح برقع
ومنه قول بعضهم: هذا زمان كالح، أو زمان أسود. وقول بعضهم إذا أصابه مكروه: ليه يا زمن.أو زمن غدار أو آه يازمن، زمن يا قاسي،هذا زمان أقشر ..
ومنه قول الدهرية وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ [الجاثية: 24].
ونحو ذلك من العبارات، وكل ذلك حرام وقادح في التوحيد،
شرك اكبر ام شرك اصغر ام كبيره من الذنوب
* وقد يكون سبه شركًا أكبر وذلك إذا قام في قلبه اعتقاد أن الدهر هو الفاعل لهذا الشيء بذاته استقلالاً،
* وقد يكون شركًا أصغر إذا اعتقد أن الدهر سبب في هذه الحوادث،
* وإذا لم يعتقد ذلك فهو محرم فقط وكبيرة من كبائر الذنوب،
وعلى كل حالٍ فالواجب على المسلم كف لسانه وحفظه عن مثل هذه الأقوال التي لا خير فيها، بل هي مما يفتح عمل الشيطان..
والله أعلم ..
فتوى..
من موقع فضلية الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله عليه …
امرأة حامل وعند ذهابها إلى مزدلفة رأت الدم وبدأت تستفرغ فقالت: الله لا يعيد هذا اليوم فما الحكم في هذا الكلام؟[1]
عليك التوبة والاستغفار هذا الكلام منكر لا يجوز وعليك التوبة من ذلك والحمد لله واسألي الله العافية إذا رأيت مثل هذا قولي: اللهم إني أسألك العافية، اللهم اشفني، اللهم عافني، أما سب اليوم أو سب الليل أو سب المكان فهو منكر لا في منى ولا في مزدلفة ولا في غيرها.
والله أعلم …
مشكوره علي المرور