التصنيفات
منتدى اسلامي

الشرك بالله أ أنواعه

الشرك بالله:

أ -معناه ب – أنواعه

أ -معناه:
الشرك في لغة العرب: أن يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به أحدهما، يقال: شاركت فلاناً في الشيء: إذا صرت شريكه.
في الاصطلاح الشرعي:
أن يفعل الإنسان لغير الله شيئاً يختص به الله سبحانه.
ب -أنواع الشرك بالله:
1. الشرك الأكبر 2. الشرك الأصغر
1. الشرك الأكبر:
· معناه: هو أن يتخذ مع الله أومن دونه إلهاً يعبده بأي نوع من أنواع العبادة .
حكمه: هو أعظم ذنب عصي الله به، وهو أعظم الظلم، قال – عز وجل -: {إن الشرك لظلم عظيم} لقمان (13).
وهو الذنب الذي لا يغفره الله لصاحبه إن مات عليه من غير توبة، قال – عز وجل -: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء} النساء (116).
وصاحبه كافر خارج من دين الإسلام، تحبط جميع أعماله، ويخلد في نار جهنم.
قال – عز وجل -: {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} الأنعام (88).
وقال – عز وجل -: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار} المائدة (72).
· أنواع الشرك الأكبر :
أ – شرك الدعاء:
الدعاء: هو من أعظم العبادات التي تصرف لله سبحانه وتعالى ولهذا قال النبي "صلى الله عليه وسلم": (الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ).
فمن صرف هذه العبادة لغير الله فقد وقع في الشرك الأكبر المخرج من دين الإسلام، وصاحبه من الكافرين.
ومثاله: كأن يأتي الشخص إلى قبر أحد الأولياء ويقول: "يا ولي الله اشف مريضي أو اقض حاجتي ونحو هذا"، أو يأتي إلى قبر الرسول "صلى الله عليه وسلم" ويقول: "يا رسول الله اغثني أو اقض حاجتي ونحو هذا ".
وهذا كله شرك لا يجوز فعله.
قال – عز وجل -: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين} يونس (106).
وقال – عز وجل -: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين} الأحقاف (5-6).
ومن أخلص في دعائه لله سبحانه فقد توعده الله بإجابة دعائه كما قال – عز وجل -: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} غافر (60) .
ب -شرك العبادة والتقرب:
وهو أن يتقرب لغير الله بأي لون من ألوان التقرب والعبادة حتى يرفع حاجته إلى الله سبحانه، فهو يعبد غير الله كي يرفع حاجته لله سبحانه، وأعظم صوره ما كان عليه المشركون في القديم وما عليه المشركون في الحديث من عبادة الأصنام والذبح لها والنذر، وكذلك ما يحصل الآن من الطواف حول القبور والتبرك بها ودعاء أصحابها كي يرفعوا حاجاتهم إلى الله سبحانه، قال – عز وجل -: {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار} الزمر (3).
ج -شرك الطاعة والإتباع:
الله سبحانه وتعالى له الخلق والأمر، وله سبحانه وحده حق التشريع والتحليل والتحريم.
فمن أطاع مخلوقاً في تحليل حرام حرمه الله أو تحريم حلال أحله الله معتقداً أن هذا المخلوق له التحليل والتحريم فهو واقع في الشرك الأكبر المخرج من الإسلام.
وقد حكم الله تعالى على اليهود والنصارى بالشرك لإتباعهم الأحبار والرهبان في التحليل والتحريم المخالف لما شرعه الله، قال – عز وجل -: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون} التوبة (31).
وعن عدي بن حاتم قال أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ: يَا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الْوَثَنَ، وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي سُورَةِ بَرَآءَةٌ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ الَّهِ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ)، رواه الترمذي.
والصورة الواضحة الجليلة لهذا النوع من الشرك في الوقت الحاضر : هو التحاكم إلى القوانين الوضعية التي ارتضاها البشر بمعزل عن دين الله وشريعته، فإن هذه القوانين أباحت ما حرم الله كالزنا مثلاً إذا كان بالتراضي بين الطرفين، فمن رضي بهذا الحكم واعتقد صلاحيته فقد وقع في الشرك الأكبر وأحل ماحرم الله سبحانه وتعالى.
وهذه القوانين حرمت ما أحل الله كالتعدد في الزواج وغير ذلك.
قال – عز وجل -: {ومن لن يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} المائدة (44).
وقال – عز وجل -: {ولا يشرك في حكمه أحداً} الكهف (26).
2. الشرك الأصغر:
* تعريفه : هو كل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة وسيلة إلى الشرك الأكبر، وجاء في النصوص تسميته شركاً ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر.
*حكمه : هو شرك يتنافى مع كمال التوحيد ، ولا يخرج صاحبه من الإيمان ولكنه معصية من أكبر المعاصي ، لما فيه من تسوية غير الله بالله في هيئة العمل.

*الأمثلة عليه:
أ . الرياء اليسير: وهو أن يفعل الشيء يقصد به رؤية الخلق ومدحهم، فلا يكون عمله خالصاً لوجه الله تعالى.
قال – عز وجل – في الحديث القدسي: (أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ)، رواه مسلم.
ب – الحلف بغير الله: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ الَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ)، رواه أبوداود وأحمد.
ج – الشرك في الألفاظ: كقول الرجل "ما شاء الله وشئت "، و"هذه من الله ومنك"، و"أنا بالله وبك".
وقد قال النبي "صلى الله عليه وسلم" لمن قال له: "ماشاء الله وشئت": (أجعلتني لله نداً، بل ماشاء الله وحده)، رواه النسائي في عمل اليوم واليلة




خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

إن من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا

إن من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وأشْهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

وبعدُ:

قال – تعالى -: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [هود: 15- 16].

قوله – تعالى -: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا : أي: مَنْ كان يقصد بعمل الآخرة عَرَضَ الدُّنيا وزينتَها مِنْ مالٍ، ولد، ومنْصب، وغيرها، كما قال – تعالى -: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الكهف: 46]؛ أي: نُعطه من الدنيا ما أراد إذا شئنا؛ استدراجًا ومعاملة له بما قصد، كما في قوله – تعالى -: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ [الإسراء: 18].

قوله – تعالى -: وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ [هود: 15]: أي: لا ينقصون.

قوله – تعالى -: أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ [هود: 16]: بيان لعاقبتهم، حيث ذكر أنهم يعطَون في الدنيا ما أرادوا وما طلبوا، وأما في الآخرة فإنهم يُحرَمون منَ الثواب؛ لأنهم لَم يريدوا الآخرة، وهي إنما تحصل لِمَنْ أرادَها، كما قال – تعالى -: وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا [الإسراء: 19].

قوله – تعالى -: وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [هود: 16]: أي: في الآخرة حبط ما صنعوه في الدُّنيا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ؛ أي: أعمالهم في الدنيا باطلة؛ لأنهم لا يريدون وجْه الله.

قال قتادة – رحمه الله -: منْ كانت الدُّنيا همه وطلبه ونيته، جازاه الله بحسناته في الدُّنيا، ثم يفضي إلى الآخرة وليس له حسنة يعطى بها جزاء، وأمَّا المؤمن فيجازى بحسناتِه في الدُّنيا، ويُثاب عليها في الآخرة[1].

روى مسلم في صحيحه مِنْ حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن أول الناس يُقضى يومَ القيامة عليه رجلٌ استشهد، فأتي به فعرَّفه نِعَمَه فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: قاتلْتُ فيك حتى استشهدتُ، قال: كذبتَ، ولكنك قاتَلْتَ لأن يقال: جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجْهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلَّم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمتُ العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبتَ، ولكنك تعلمتَ العلم ليُقال: عالم، وقرأتَ القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجْهه حتى ألقي في النار، ورجل وسَّع الله عليه وأعطاه مِنْ أصناف المال كله، فأتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيل تحبُّ أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبتَ, ولكنك فعلتَ ليُقال: هو جَواد، فقد قيل، ثم أُمر به فسحب على وجهه، ثم ألقي في النار))[2].

ولما بلغ هذا الحديثُ معاويةَ بكى بُكاءً شديدًا، فلمَّا أفاق قال: صدق الله ورسوله: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [هود: 15- 16][3].

فهؤلاء الثلاثة أول مَن تُسَعَّر بهم النار يوم القيامة، فإن قال قائل: ما الفرق بين إرادة الإنسان بعمله الدُّنيا والرياء؟

فالجواب: أنهما يجتمعان في العمل لغَيْر وجْه الله، وفي أنهما شرك خفي، ويفترقان في أنَّ الرِّياء يُراد به الجاه والشُّهرة، وأما طلب الدُّنيا فيُراد به الطمع والعرض العاجل، كمَن يُجاهد مِنْ أجْل المال فقط، والذي يعمل مِن أجل الطمع والعرض العاجل أعقلُ من الذي يعمل للرِّياء؛ لأنَّ الذي يعمل للرياء لا يحصل له شيء، وأما الذي يعمل من أجْل الدُّنيا، فقد يحصل له طمع في الدُّنيا ومنفعة.

ولما سُئل الشيخ محمد بن عبدالوهاب عن قوله – تعالى -: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ [هود: 15]، ذكر أنها تشمل أنواعًا:

النوع الأول: المشرك والكافر الذي يعمل أعمالاً صالحةً في هذه الدنيا؛ من إطعام الطعام، وإكرام الجار، وبر الوالدَيْن، والصدقات والتبَرُّعات، وجوه الإحسان، ولا يؤجر عليها في الآخرة؛ لأنها لم تُبْنَ على التوحيد، فهو داخل في قوله: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ [هود: 15]؛ فالكافر إذا عمل حسنات، فإنه قد يُجازى بها في الدُّنيا، وأمَّا في الآخرة فليس له جزاء عليها عند الله؛ لأنَّها لم تُبْنَ على التوحيد والإخلاص لله – عز وجل.

النوع الثاني: المؤمن الذي يعمل أعمالاً مِنْ أعمال الآخرة، لكنَّه لا يُريد بها وجْه الله، وإنَّما يُريد بها طمع الدنيا كالذي يحج ويعتمر عن غيْره، يريد أخْذ العِوَض والمال، وكالذي يتعلم ويطلب العلم الشَّرعي من أجل أن يحصلَ على وظيفةٍ، فهذا عملُه باطل في الدُّنيا، وحابط في الآخرة، وهو شِرْك أصغر.

النوع الثالث: مؤمن عمل العمل الصالح مُخلصًا لله – عزَّ وجل – لا يُريد به مالاً أو متاعًا من متاع الدُّنيا ولا وظيفة، لكن يُريد أن يجازيه الله به، بأن يشفيه الله من المرض، ويدفع عنه العين، ويدفع عنه الأعداء، فإذا كان هذا قصده، فهذا قصد سيئ، ويكون عمله هذا داخلاً في قوله: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ [هود: 15]، والمفْروض في المسلم أنْ يرجو ثواب الآخرة، يرجو أعلى مما في الدنيا، وتكون همته عالية، وإذا أراد الآخرة أعانه الله على أُمُور الدُّنيا ويسَّرها له؛ وَمَنْ يَتَّقِ الَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى الَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق: 2- 3].

النوع الرابع: وهو أكبر من الذي قبله، وهو الذي ذكَره مُجاهد في الآية أنها نزلتْ فيه، وهو أن يعمل أعمالاً صالحة، ونيَّته رياء الناس، لا طلب ثواب الآخرة.

ثُمَّ قال: بقي أنْ يُقال: إذا عمل الرجلُ الصلوات الخمس، والزكاة والصوم والحج؛ ابتغاء وجْه الله، طالبًا ثواب الآخرة، ثم بعد ذلك عمل أعمالاً قاصدًا بها الدُّنيا، مثل أن يحجَّ فَرْضه لله، ثم يحج بعده لأجْل الدنيا، كما هو واقع، فهو لما غلب عليه منهما، وقد قال بعضهم: القرآنُ كثيرًا ما يذكر أهل الجنة الخلص وأهل النار الخلص، ويسكت عن صاحب الشائبتين، وهو هذا وأمثاله"[4].

قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي – وهو يتحدث عن النوع الثاني الذي سبق ذكره، وهو الذي يعمل أعمالاً صالحةً لا يُريد إلا الدُّنيا، كالذي يتعلَّم مِنْ أجْل الوظيفة، أو يعتمر لغَيْره من أجْل المال فقط -: وأما العمل لأجل الدنيا وتحصيل أغراضها، فإن كانتْ إرادة العبد كلها لهذا القصد، ولَمْ يكنْ له إرادة لوَجْه الله والدار الآخرة، فهذا ليس له في الآخرة مِنْ نصيب، وهذا العمل على هذا الوصف لا يصدر من مؤمن، فإن المؤمن – وإن كان ضعيف الإيمان – لا بد أن يريد الله والدار الآخرة، وأمَّا من عمل العمل لوَجْه الله ولأجل الدُّنيا، والقصدان متساويان أو متقاربان، فهذا – وإن كان مؤمنًا – فإنه ناقص الإيمان والتوحيد والإخلاص، وعمله ناقص؛ لفَقْده كمال الإخلاص.

وأمَّا من عمل لله وحده، وأخلص في عمله إخلاصًا تامًّا؛ لكنه يأخذ على عمله جعْلاً معلومًا، يستعين به على العمل والدين؛ كالجعالات التي تُجعل على أعمال الخير، وكالمجاهد الذي يرتب على جهاده غنيمة أو رزقًا، وكالأَوْقاف التي تجعل على المساجد والمدارس والوظائف الدِّينية لمن يقوم بها، فهذا لا يضرُّ أخْذه في إيمان العبد وتوحيده؛ لكونه لَم يُرِدْ بعملِه الدُّنيا، وإنما أراد الدِّين وقصد أن يكون ما حصل له مُعينًا على قيام الدِّين؛ ولهذا جعل الله في الأموال الشرعية – كالزكوات وأموال الفيء وغيرها – جزءًا كبيرًا لمن يقوم بالوظائف الدِّينية والدنيوية النافعة[5].

والحمدُ لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِه وصَحْبه أجمعين.

——————————————————————————–

[1] "المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير"، ص 632.

[2] "صحيح مسلم" ص 791، برقم ( 1905).

[3] "صحيح ابن حبان" (2/138) برقم 408.

[4] كتاب "الاستنباط"؛ للشيخ محمد عبدالوهاب ص 120 – 123، نقْلاً عن كتاب: "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد"؛ للشيخ عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب ص 437 – 441 بتصرُّف.

[5] "القول السديد" ص 187 – 189




جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك



شكرلكم



جزاكى الله خيرا



شكرلكم



التصنيفات
منتدى اسلامي

الي متي ونحن نقع في الشرك ولانعلم؟؟؟؟

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

كيف أخباركم ان شاء الله تمام بعد طول غياب وأول موضوع ليه بمجهودي في هذا القسم من ناحية التنسيق والنقل أتمنى يعجبكم وتستفيدون منه..

حبيت اتكلم عن موضوع وأمر خطير يرتكبه كثير من الناس وهو سب الزمان وسب اليوم ولا يعلمون حكم ذلك الفعل أو أنهم يعلمون ولكن غفله منهم واتباع الشيطان وأهوائهم نسأل الله السلامه والعافيه ….

خليجية

خليجية

سب الدهر محرم وجريمة وفاعله مستحق للعقوبة البليغة التي تردعه عن مثل هذه الأقوال،
في الصحيح عن أبي هريرة — عن النبي صلى الله عليه وسلم — قال: ( قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار )،
وفي رواية: ( لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر )،

فدل ذلك على أن سب الدهر من الألفاظ التي لا تجوز فالتخلص منه واجب واستعمالها منافٍ لكمال التوحيد،
ولأن سابه يعود على الله بالإيذاء لأنه هو مصرف الدهر ومجري الليالي والأيام ومقدر ما فيها من الحوادث، وسب المخلوق سب لخالقه،
ولأن سب الدهر سب لما لا يستحق السب لأن الدهر خلق مسخر لا يملك نفعًا ولا ضرًا، ومن سب من لا يستحق السب عاد سبه إليه،
ولأن سبه متضمن للشرك فإنه إنما سبه لظنه أنه يضر وينفع أو أنه المحدث لهذا الضر والنفع،
ولأنه مناف للاعتقاد الصحيح وهو أن الزمن يُفْعَلُ فيه لا أنه هو الفاعل بذاته ولا أنه سب لما يقع فيه من الحوادث فسبه محض اعتداءٍ وتسلط وقلة أدبٍ وجرأة على مقام الربوبية.
ومثال ذلك قول شاعر الجاهلية:

يا دهر ويحك ما أبقيت لي أحدً وأنت والد سوءٍ تأكل الولد

ومنه أيضًا قول بعضهم:

قبحًا لوجهك يا زمان فإنه وجهٌ له في كل قبح برقع

ومنه قول بعضهم: هذا زمان كالح، أو زمان أسود. وقول بعضهم إذا أصابه مكروه: ليه يا زمن.أو زمن غدار أو آه يازمن، زمن يا قاسي،هذا زمان أقشر ..

ومنه قول الدهرية وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ [الجاثية: 24].
ونحو ذلك من العبارات، وكل ذلك حرام وقادح في التوحيد،
شرك اكبر ام شرك اصغر ام كبيره من الذنوب
* وقد يكون سبه شركًا أكبر وذلك إذا قام في قلبه اعتقاد أن الدهر هو الفاعل لهذا الشيء بذاته استقلالاً،
* وقد يكون شركًا أصغر إذا اعتقد أن الدهر سبب في هذه الحوادث،
* وإذا لم يعتقد ذلك فهو محرم فقط وكبيرة من كبائر الذنوب،
وعلى كل حالٍ فالواجب على المسلم كف لسانه وحفظه عن مثل هذه الأقوال التي لا خير فيها، بل هي مما يفتح عمل الشيطان..

والله أعلم ..

فتوى..


من موقع فضلية الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله عليه …

امرأة حامل وعند ذهابها إلى مزدلفة رأت الدم وبدأت تستفرغ فقالت: الله لا يعيد هذا اليوم فما الحكم في هذا الكلام؟[1]

عليك التوبة والاستغفار هذا الكلام منكر لا يجوز وعليك التوبة من ذلك والحمد لله واسألي الله العافية إذا رأيت مثل هذا قولي: اللهم إني أسألك العافية، اللهم اشفني، اللهم عافني، أما سب اليوم أو سب الليل أو سب المكان فهو منكر لا في منى ولا في مزدلفة ولا في غيرها.

والله أعلم …




بارك الله فيك حبيبتي موضوعك رائع جدا



ام ورد
مشكوره علي المرور