الشهيدة فاطمة شريم ضحت بحياتها لانقاذ الشهيد عبدالرزاق نصر ( ابو رزق)
بفخر واعتزاز يتحدث اهالي ونساء بلدة قباطية عن الموقف البطولي المشرف الذي جسدته الشهيدة فاطمة احمد محمود شريم نزال التي ضحت بنفسها وفدت حياتها لانقاذ الشاب عبد الرازق محمود بكر نصر اثر اصابته برصاص قوات الاحتلال امام منزلها فلم يرهبها كما تقول قريبتها ام محمد رصاص قوات الاحتلال وضحت بحياتها وانقذت باقي رجال المقاومة الذين كانوا عرضة لنفس المصير الذي واجهه نصر الذي استشهد في وقت لاحق .
البطولة والشجاعة
وامتزجت اصوات الزغاريد واهازيج النسوة بدموع الحزن والفرح عندما وصل جثمان الشهيدة لمنزلها في بلدة قباطية لالقاء نظرة الوداع الاخيرة , وقالت ام علي -احد اقاربها – الله يرحمها ان الشهيدة جسدت نموذجا للفداء والتضحية ولولا موقفها الجريء والبطولي لتمكنت قوات الاحتلال من قنص واستهداف عدد اخر من المقاومين في عمليتهم الاجرامية البشعة , ان فلسطين ستبقى تذكر فاطمة كرمز للفداء والشجاعة للابد .
التضحية باسمى صورها
وافترش الزوج الصابر محمود حافظ نزال ارض منزله بعدما حمل المشيعون جثمان زوجته , ورغم محاولته السيطرة على نفسه فانه لم يتمكن من حجز دموعه التي انهمرت بغزارة وحزن واخذ يردد قتلوها بدم بارد فاين التهدئة والسلام انها ضحية الاحتلال وظلمه وعدوانه قتلت بدم بارد ونزفت مع الشهيد عدة ساعات حتى لفظت انفاسها الاخيرة قبل ان تصلها طواقم الاسعاف واضاف ما ذنب زوجتي وشبابنا ليلاحقهم الموت في كل زمان ومكان انه ظلم كبير .
الجريمة الاسرائيلية
ويروي اهالي قباطية عن تفاصيل الجريمة كما يقول المواطن خليل نزال انه في تمام الواحدة من فجر الثلاء تسلت قوات الاحتلال لعدد من منازل البلدة واحتلتها ونصبت فرق القناصة داخلها لمحاصرة المقاومين ويضيف لم يتمكن احد من معرفة حقيقة هذه الخطوة الاجرامية ولكن بعدما استحكمت قوات الاحتلال في مواقعها توغلت قوة كبيرة من عدة محاور لتسهيل مهمة الوحدات المرابطة في المنازل , وقد انتشر رجال المقاومة في عدة مواقع وتصدوا لقوات الاحتلال .
الكمين
الشهيد عبد الرازق احد قادة الوية الناصر صلاح قاد مجموعة من رفاقه المقاتلين لحي وسط البلدة , كما يقول ياسر نزال احد قادة الاولوية دون التنبه لوجود كمين اسرائيلي في الموقع وخلال اشتباكهم مع الجيش باغتهم الجنود المرابطين واطلقوا النار نحوهم فاصيب عبد الرازق على بوابة منزل المواطن محمود نزال ولم يتمكن من الحركة لانه اصيب بعدة اعيرة نارية .
اصابة فاطمة
نهضت المواطنة فاطمة نزال مذعورة كما يقول زوجها جراء اطلاق النار الكثيف وعندما سمعت صوت الشاب المصاب على بوابة المنزل سارعت لفتحه غير ابهة باطلاق النار الذي توقف في تلك الحظة وعندما شاهدت عبد الرازق مدا وينزف بدات تصرخ وسارعت لانقاذه وهي تقول انه ينزف اطلبوا الاسعاف , وما كادت تصل اليه حتى انهمر الرصاص نحوها رغم انها امام الجنود مباشرة ومن السهل تميز كونها امراة ولكنهم لم يرحموها فوقعت الى جنب عبد الرازق بعدما اصابها رصاصهم ولكنها نبهت باقي رجال المقاومة لوجود الكمين فنجحوا في الفرار من الموقع الذي كان عبارة عن ثكنة عسكرية
منعونا من اسعافها
تخنق الدموع عبارات نزال ويتوقف لحظات عن الحديث ثم يقول سقطت ارضا دون ان نسمع لها صوتا والاشد مرارة ان الجنود لم يعطونا أي فرصه للخروج اليها ومساعدتها مع عبد الرازق فقد واصلوا اطلاق النار وفرضوا علينا هذا الموقف الاليم والرهيب الذي لا يوصف زوجتي وشاب اخر ينزفان على بعد امتار ونحن جميعا في مرمى الرصاص الاسرائيلي عاجزين عن القيام باي شيء فقد كان الجنود يرصدون حركتنا .
احتجاز سيارات الاسعاف
مرت ساعتين يقول نزال وقوات الاحتلال ترصد كل حركة في المنطقة وعجزنا عن مغادرة منزلنا ولكن الموقف الاشد مرارة ان قوات الاحتلال احتجزت سيارات الاسعاف كل هذا الوقت وبشكل متعمد وعندما وصلت طواقم الاسعاف للموقع كانت فاطمة وعبد الرازق لفظا انفاسهما الاخيرة , واعلن الاطباء في مستشفى الشهيد د. خليل سليمان الحكومي انهما استشهدا جراء النزيف الحاد وليس بسب الاصابة فقط .
ثمرة التهدئة
وعمت اجواء الحزن والحداد ارجاء قباطية التي خرجت عن بكرة ابيها لوداع الشهيدين وقال نزال لنجهز الاكفان فهذه ثمرة التهدئة وعدونا بالامن والسلام والتهدئة وفي اليوم التالي ارتكبوا جر يمتهم اين العدالة وحقوق الانسان والضمائر الحية وما ذنب زوجتي وذنبنا لنفقدها ونحرم منها انها مصيبة كبيرة ورغم محاولات الاهالي مؤازرته والتخفيف عنه , الا انه لم يتوقف عن البكاء وهو يقول حرام يا ناس فاطمة تموت بهذه الطريقة دون ذنب او سب انها جريمة , وقال شقيق الشهيد عبد الرازق هذه هي التهدئة قتل واجرام واعدام فاخي اصيب وكان بالامكان انقاذ حياته ولكنهم تركوه ينزف مع الشهيد لتصفيتهما , واضاف رغم حزنا الشديد فانا فخورين بطولة اخي ومواقفه الشجاعة فقد عاش العام الاخير مطاردا ولطالما استهدفوه ورفض تسليم نفسه وتمنى الشهادة التي وهبه الله اياها ليمضي على درب شقيقه محمد نصر الذي استشهد في عملية استشهادية لسرايا القدس قبل خمس سنوات , اما شقيقة الشهيدة فاطمة فقالت من حقنا ان نحزن على فراق الاحبة ولكن الشجاعة التي جسدتها الشهيدة تؤكد للعالم ان شعبنا مستعد للتضحية في سبيل حريته وكرامته انها شهيدة الواجب والشجاعة
اوهذه القصيدة التي كتبها الشاعر المحترم حسان نزال
لروحي فاطمة شريم وعبد الرازق وقد امتدتا ألقا في سماء قباطية))
مالَها فاطمَة ؟؟؟!!!
كُلَما استَمهَلتُها
تردُّ:إنّي قادمة…
بهامَتي…. وهمّتي
بدمعتي ..وعزّتي
بثورتي …
بعنفوان المجد في مّهدِ انتفاضتنا الأبيّة قادمة
من أمّ زيتون البلادْ
وعيون كلْ الاجئينَ
إلى صراطٍ مستقيم
عليه أرواحُ الرّجال بعزّةٍ مُتَزاحِمَة .
وهل أكونُ ..اذا بقيت على فراشِيَ نائِمة
وأمام َبيتِيَ صارخ ٌمُستَنجِدٌ
غالَتْهُ أحقادُ اليهودْ…
هل سأبقى نائِمة ؟؟!!!
يا فلذتي… وحبيبَ روحي
يا حُرقَةَ الدَّم ِفي شراييني
وحُرقَة َدَمعَتي
أنا قادمة..
أنا قادمة ..
أنا قادمة ..
ماذا لو انبلجَ النهار ُ
وأشرقت شمسي بدونكَ
دون هامتك َالمُعَطِّرة الثنايا في المدينة
من (خلّةِ) المجد ِهُنا
الى ضفاف ِالنّور في الأحياءْ
حتما ً سَأصبِحُ هائمة
في تيه جبني -إن جَبُنتُ –
أنا سأصبحُ هائمة
أبشر أتيتكَ :غامَتِ الدُنيا
وأبقتني لديك َ
على جبينك َفوقَ صمتكَ جاثمة
أنا هائمة ..!!!!
انا غائمة …!!!
أنا نائمة …!!!
لا …لا …قباطيةُ الفداء
خضّبتُ من حنائها كفّي لأصبح فاطمة
كحلتُ من زيتونها هدبي
وكذا أموت على مشارف مجدها
لتصير في ّ حكاية ً
وأصير فيها فاطمة .