الشهيد فهد الأحمد الصباح
أنا باسرد قصة استشهاده دليل شجاعته وبطولته الله يرحمه
معركة دسمان
تاريخ المعركة: 2-8-1990م مع بداية الغزو العراقي للكويت
الطرفان:
*الكويت:- مجموعة يقودها المقدم ركن الشيخ أحمد الخالد + قوة رئيسية من مدرعات الحرس الأميري بقيادة المقدم ركن علي الخميس + حرس القصر
*العراق:- سرية من الحرس الجمهوري (أفضل قوات صدام) + قوة من مشاة القوات الخاصة
توقيت المعركة:
بدأت في الساعة 6,30 صباحا واستمرت ثلاث ساعات تقريبا
وفيها استطاعت القوة الكويتية فك الحصار المفروض على قصر دسمان من قبل جنود الاحتلال وتحرير الأسرى الكويتيين المدنيين
التفاصيل:
في الساعه 5,45 صباحا جاء الشيخ فهد اتصال من الشيخ راشد الحمود وقال الحمود له ان العراقيين وصلوا الى بوابة رئاسة الأركان في الجيوان.
فطلب منه ابوأحمد أن يمر عليه بسرعة , وأسرع الشيخ فهد وقام بغسل وجهه وبدل ملابسه واتجه الى صديقه حامد السعيد وقال له ((قوم يابو يوسف , ترى صارت))
خرج من المنزل وركب سيارته ومعه أبو يوسف وانتظرا وصول الشيخ راشد الحمود
نسي سلاحه
كان أبوأحمد يظن أن الكلاشينكوف في سيارته , وهو سلاح أهداه إياه رفيق دربه وزميله في الكفاح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد وذلك أثناء دورة الخليج التاسعة التي أقيمت في السعودية , لقد نسي أبوأحمد أنه أهدى الكلاشينكوف للشيخ دعيج المالك صباح أمس , كما نسي مسدسه الذي اعتاد أن يربطه أسفل قدمه اليمنى.
وبسرعه وصل الشيخ راشد الحمود ومعه حقيبة فيها رشاش وذخيرة , فترجل من سيارته وركب مع الشيخ فهد وقد أصر الشيخ فهد على قيادة السيارة بنفسه.
انطلق الشيخ فهد بالسيارة مسرعا وكان يحاول الاتصال بدسمان وكان عصبيا وعلامات الثورة والغضب تملأ وجهه , وعلم من خلال اتصاله أن العراقيين تجاوزوا الجيوان فزاد من سرعته وهو يقول ((سواها النذل ..)) يقصد صدام.
فتح الشيخ راشد الحمود الراديو على إذاعة الكويت ليستطلع الأخبار , وكانت وقتها المجموعة الكويتية تشدو باغنية "ياجابر الشعب" , وفجأة انقطعت الأغنية وتغيرت اللهجة فعرفوا بأن العراقيين وضعوا أيديهم على استديو البث الإذاعي , فقام الشيخ فهد باغلاق الراديو ليقول: ((سواها الكلب..))
الى قصر دسمان
اعترض طريق الشيخ فهد , ضابطا من الحرس الأميري وصرخ بأعلى صوته ((ابتعدوا..لقد طوقوا القصر..)) لكن الشيخ فهد تجاهله ولم يتوقف واتجه مباشرة الى قصر دسمان الذي طوقه الجيش العراقي.
كان العراقيون قد وصلوا الى القصر الساعة السادسة صباحا من ناحية البحر الى السفارة البريطانية ومنها الى دوار قصر دسمان وفي حوالي الساعة 6,26 صباحا وصل الشيخ فهد الى قصر دسمان وهناك رأى أن الحرس المكلفين بالدفاع عن القصر قد وضعوا حواجز اسمنتيه أمام البوابة ولم ينتبه الشيخ فهد الى ان العراقيين قد أحاطوا بمدخل القصر المطل على المدينة وأنهم نصبوا فخ لكل قادم.
كيف استشهد
اختلفت الروايات حول استشهاد الشيخ فهد الأحمد الصباح
في لقاء صحفي مع ثلاثة من جنود الحرس الجمهوري العراقي الفارين إلى تركيا.. وكان الحديث معهم يتعلق بمحاصرتهم لقصر دسمان ..ويروي الثلاثة الفارون من جحيم صدام حسين انهم شاهدوا فهد الأحمد وهو يصول ويجول ..يكر ويفر ..ويضرب حتى نفذت ذخيرته وقلت حيلته وعندها سهل قنصه .. بثلاث رصاصات فخر صريعا وقالوا انهم اخذوا أمرا من قائدهم بان تسير على جسده دبابة لتمزق جسده ومن ثم نقله مع بقية الجثث خارج القصر ليراها المارة.
ورواية أخرى لملازم أول بالقوات العراقية الخاصة وكان يعالج في المستشفى الأميري قال عن إصابته إنها من رصاص فهد الأحمد وقد استقرت الرصاصة في وسط فخذه وقال أن التعليمات لديهم توصي بان يقتادوا الشيخ فهد الأحمد حيا إلى بغداد!! وأضاف انه طلب من الشيخ فهد من خلال مكبر الصوت أن يستسلم ولكنه رفض واستمر في إطلاق الرصاص عليهم، فكان أن أطلقوا عليه عدة رصاصات..وتجئ رواية حامد السعيد ..لتكون بمثابة النقطة الحاسمة لهذه الروايات المتعددة حول استشهاد الشيخ فهد الأحمد خاصة وانه كان آخر الأصدقاء بجوار الشهيد وشاهد بنفسه لحظة استشهاده هو والشيخ راشد الحمود
يقول حامد السعيد:
(عندما وصل الشيخ فهد (لقصر دسمان) قال له الملازم أول سعد البالول (انزل يا أبو احمد بسرعة من السيارة) ولكن لم يكد الضابط ينهي كلماته حتى انطلقت رصاصتان من قناص عراقي أخذ من شجرة في الدوار المقابل للبوابة ساترا له فأخطأت الأولى وأصابت الثانية الشيخ.
بعد ذلك قام الملازم أول نواف فليطح بإطلاق رصاص كثيف من موقعة عند البوابة على الجنود العراقيين في الدوار , تتبعه طلقات متفرقة من الحرس , يريدون عمل ساتر لانسحاب الشيخ فهد المصاب.)
أين كانت الاصابة؟
اخترقت أعلى الرقبة بخلفية الرأس واندفعت الى فوق باتجاه الشمال خارقة الجمجمة بعد كسرها , تاركة خلفها فتحة كبيرة وتهتكا بخلايا المخ مع تفتت جزء من الرأس
بعد ذلك؟
وبعد 45 دقيقة طلب العدو العراقي من الملازم أول سعد البالول ومعه الملازم ناصر المسباح وأربعة جنود من الحرس الأميري الذين كانوا في كابينة الأمن عند ساحة القصر , طلبوا منهم الاستسلام ومع الطلب أطلقوا قذيفة آر بي جي التهمت جزءا من الكابينة.
لم يصب الملازم أول سعد ولكن أصيب مساعده بشظايا حارقة بعد ذلك اندفع العراقيون نحو الملازم أول سعد وحرسه وتم أسرهم وتحولت ساحة القصر المكشوفة بعد ذلك الى معارك جماعية وفردية وتبادل الكويتيين والعراقيين إطلاق النار وقتل وجرح من العراقيين أكثر من 8 جنود.
قام العراقيون بنقل الأسرى وابعادهم عند السفارة وقد عزلوهم الى مجموعتين , الأولى للعسكريين والثانية للمدنيين.
وبعد ذلك جاءت الى القصر نجدة من مجموعة يقودها المقدم ركن الشيخ أحمد الخالد , أخذ يتتبع العراقيين من مبنى الى اخر محاولا تأخير استيلائهم على القصر بغية وصول النجدة التي طلبها من قيادة اللواء , واستمرت المعارك حتى الساعة الثامنة صباحا عندها وصلت القوة الرئيسية من مدرعات الحرس الأميري بقيادة المقدم ركن علي الخميس سالكا طريقه من دوار المقهوي حتى دوار دسمان واستطاع الأبطال فك الحصار عن قصر دسمان وفر العراقيون تاركين الاسرى المدنيين فقط أما العسكريون فقد أخروهم للمساومة عليهم عند الضرورة.
من أخذ الفهد؟
المقدم ركن علي الخميس عندما دخل من بوابة القصر اضطر الى الاصطدام بسيارة الشيخ فهد بمدرعته لأنها كانت تسد الطريق , ولم يخطر على باله أنها سيارة "أبوأحمد" وأنه بداخلها.
ولما علم من قائد قوة القصر المقدم ركن الشيخ أحمد الخالد أنها سيارة الشيخ فهد وأنه استشهد , أمر الملازم أول نواف فليطح والملازم أول فهد الزيد بأن يتبعاه بسيارة جيب , وبسرعة خاطفة وصل الخميس يتبعه مساعده الملازم أول عبدالسلام الرومي , والاثنان حملاه بهدوء ووضعاه في السيارة الجيب التي انطلقت الى عيادة القصر , وهناك دنا المقدم الركن الشيخ احمد الخالد من الجيب لإلقاء نظرة على الشهيد البطل.
وصف للمشهد
كان رحمه الله مستلقيا على ظهره نصف استلقاء وكأنه جالس , إنه فهد الأحمد بكل هيبته وشموخه , وضعيته توحي لناظره أنه في استراحة..استراحة المحارب , وقام الشيخ أحمد الخالد بإغماض عينيه , وطلب إدخاله الى العيادة لاجراء اللازم , ثم نقله فيما بعد بسيارة الاسعاف الى المستشفى العسكري في صبحان حيث ان الطريق إليها مفتوح آمن نوعا ما , وللحيطة والحذر أمر بأن تخرج معه قوة خطيرة لتأمين وصوله بالسلامة.
متى فارق الشهيد الحياة؟
لا نعلم بالضبط متى فارق الحياة رحمه الله ولكن جثمانه داخل السيارة استمر حوالي 105 دقيقة , من الساعة 6,30 حتى 8,15
قام الإسعافيان محمد عبدالعال وحسين عباس مسؤولا الكراج بحمل جثمانه وأدخلاه من الباب الفرعي للعيادة والمؤدي إلى الغرفة الخاصة لسمو أمير البلاد.
حيث سجى على السرير ثم بدأ الإسعافيان بفك الأزرار بحثا عن علامات الحياة , وهي النبض والقلب والتنفس , عندها قال الإسعافي إن أبوأحمد فارق الحياة منذ حوالي نصف ساعة تقريبا , أي أن الشيخ فهد ظل بين الحياة والموت 115 دقيقة.
ثم بدأ محمد يلف رأس الشهيد فقد كان رأسه مكشوفا لأن غترته وعقاله ونعاله كانوا في السيارة.
ثم نقل الى المستشفى العسكري حيث بقي هناك في الثلاجة وبسرية تامة انتقل الجثمان الى مثواه الاخير في مقبرة الرقة بعد ما يربو على 25 يوم في المستشفى حيث دفن هناك تحت اسم ( عبدالله المصري ) بعد ان ارتأى حاملوا النعش اخفاء اي علامة تدل على انه قبر الشيخ فهد الأحمد لئلا يعبث به الغزاة الذين كانوا يبحثون عنه منذ استشهاده حتى اذن الله بتحرير الكويت لتعود الامور الى نصابها الصحيح ولكن من دون … فهد
اللهم ارحمه واغفر له