التصنيفات
منوعات

الشيزوفرينيا حقائق لا تعرفها

الشيزوفرينيا حقائق لا تعرفها

الفصام أو الشيزوفرينيا هو اضطراب عقلي يصيب حوالي واحد من كل مئة شخص , وأكثر المصابين به تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 سنة , ومع ذلك فهو من الممكن أن يبدأ في أي عمر وهو يصيب الذكور والإناث بنفس النسبة حيث تصل الإصابة به إلى 1 بالمائة من سكان العالم , ويكون أكثر في المدن منه في المناطق الريفية كما يكون أكثر بين الأقليات العرقية .

أسباب الفصام يوجد مجموعة من العوامل والتي تختلف من شخص لآخر .

الجينات واحد من كل عشرة أشخاص مصابين بالفصام يكون أحد والديه مصاب بالمرض , كما أن دراسات التوائم تشير إلى تأثير الجينات حيث تكون النسبة عالية في إصابة التوأم الثاني عند إصابة الأول بالفصام وذلك في التوائم التي تنشأ من بويضة واحدة , وبالنسبة للتوائم غير المتطابقة والتي تنشأ من بويضتين فتكون نسبة إصابة الثاني أقل وذلك عند المقارنة بنسبة الإصابة في التوائم المتطابقة وتكون النسبة في الإخوة غير التوائم أقل منها في التوائم , و يوضح هذا أن الفرق هو بسبب الجينات أكثر من التربية و التنشئة. تغيير في التركيب الطبيعي التشريحي للدماغ حيث أظهرت الدراسات على أن المصاب بالمرض له حجم دماغ أقل من الصحيح غير المصاب، ونقص حجم الدماغ يكون بشكل خاص في مراكز الدماغ والذاكرة والإدراك الحسي والتفكير والتركيز إضافة إلى دلائل تشير إلى نقص في كمية النسيج العصبي أو عدم اكتمال نمو النسيج للدماغ. حسب بعض الدراسات، فإن حوالي ثلث حالات المرض تحدث في العائلة،

وبالتالي فدور الوراثة في حدوث المرض موجود كما وإن الاستعداد الوراثي للإصابة بالمرض يمهد لحدوث المرض في حالة توفر عوامل معينة مثل الإصابة بالعدوى من أمراض فيروسية تؤدي لتغيير في كيميائية الدماغ، أو التعرض لحادثة أو صدمة نفسية أو جسدية عنيفة، أو التعرض للإساءة الجسدية والعنف وسوء المعاملة في مرحلة الطفولة.

حسب بعض نتائج الدراسات، فإن فرصة إصابة الأطفال بالمرض تزيد بنسبة 8-18% إذا كان أحد الوالدين مصابا بالمرض مقارنة بالأطفال العاديين، كما وأن هذه النسبة تزداد إلى 15-50 % إذا كان كلا الوالدين مصابا بالمرض كما وأن تبني هؤلاء الأطفال من قبل أبوين بالمرض لا تحمي الطفل من الإصابة بالمرض مما يدل على دور قوي للوراثة في الإصابة بالمرض، وبدليل الدراسات التي أجريت على الأطفال التوائم حيث أظهرت الأبحاث أن إصابة أحد التوأمين بالمرض يؤدي إلى احتمال إصابة التوأم الآخر بالمرض وبنسبة تتراوح ما بين 50-60%.

المخدرات والكحول استعمال المخدرات مثل عقار الهلوسة LSD و الامفيتمينات Amphetamine و الحشيش وكذلك الكحول أحيانا تكون مصحوبة بالفصام . الإجهاد لوحظ أنه قبل فترة وجيزة من بداية أو زيادة الأعراض سوءا وجود صعوبات و ضغوطات في الحياة مثل حوادث السيارات ، أو حالات الوفاة أو مثل صعوبات العمل أو الدراسة أو صعوبات طويلة الأمد مثل التوتر الأسري .

الحرمان وسوء المعاملة في مرحلة الطفولة تشير بعض الأدلة إلى أن الحرمان وسوء المعاملة في الطفولة يمكن أن يساعد على الإصابة بالفصام، وبصورة عامة فإن كثير من المصابين بالفصام قادرون على الاستقرار والعمل ولا يذهبون إلى المستشفى و لهم علاقات دائمة. ونسبة من هؤلاء يتحسنون تماما مع الوقت ونسبة أخرى تتحسن مع بقاء بعض الأعراض والبعض يظل يعانى من أعرض مستمرة . أعراض الفصام الهلوسة وتحدث عندما تسمع أو تشم ، أو تشعر أو ترى شيئاً ولكن في الحقيقة لا يوجد شيء حقيقي على أرض الواقع . وأكثر أنواع الهلوسة شيوعا هو سماع الأصوات وهذه الأصوات تكون بالنسبة للشخص المصاب بالفصام مثل الحقيقية تماما وهى بالنسبة له تأتى من محيطه الخارجي وهذه الأصوات قد تخاطبه وتتحدث إليه وقد تكون حوار يتحدث عنه أو هو المقصود به وهذه الأصوات قد تكون مسلية أو مزعجة وقد تحمل كلمات أو ألفاظ نابية وقد يستجيب الشخص المصاب بالفصام إلى هذه الأصوات بتنفيذ ما تطلبه منه رغم إدراكه ما في ذلك من خطأ أو إيذاء لنفسه وقد لا يستجيب ولكنه يشعر حين ذلك بالكآبة , وقد فسر العلماء والمتخصصين هذه الأصوات على أن مصدرها هو نشاط لنفس المنطقة بالمخ- والتي تفسر الأصوات القادمة من المحيط الخارجي في الشخص الطبيعي- ولكن في حالة الإصابة بالفصام تكون الإشارات الواردة لهذه المنطقة من داخل مخ الشخص المصاب وليس من المحيط الخارجي وقد اعتمدوا في تفسيرهم على رصد نشاط المخ للأشخاص المصابين . ويوجد أنواع أخري للهلوسة منها الهلوسة البصرية

والتي تعنى رؤية أشياء بالعين دون وجودها , والهلاوس التي تتعلق باللمس والتي تعنى شعور الشخص بأن أحدا أو شيئا يلمسه دون وجود ذلك على أرض الواقع, وقد تكون الهلاوس متعلقة بحاسة الشم وذلك عند شم أشياء دون وجود مصدر حقيقي تنبعث منه الروائح التي يشمها المصاب بالفصام . الضلالات وهى أن يعتقد المريض بالفصام في شيء مع الاقتناع التام به ، رغم أن هذا الاعتقاد يكون مبني على سوء فهم للأمور والأحداث , ورغم أن الآخرون يرون أن هذا الاعتقاد خاطئا وغريباً أو غير واقعي وهم لا يستطيعون في الواقع أن يناقشوا هذا الاعتقاد مع المريض .

وإذا تم الاستفسار عن سبب هذا الاعتقاد تكون الإجابة ليس لها معنى أو لا يتمكن المريض أن يشرح للمستفسر شيئا مقنعا أو معقولا أو مقبولا ومع هذا يظل المريض بالفصام يبدى أن ما يعتقده هو الحقيقة. وقد تبدأ الضلالات فجأة أو قد يشعر المريض بالفصام أن هناك شيء غريب يحدث ، إلا أنه لا يستطيع أن يفهمه أو يفسره. وقد تحدث الضلالات عندما يحاول الشخص الذي يعانى من الفصام فهم أو تفسير الهلاوس التي يعاني منها. فمثلا إذا كان يسمع أصوات تتعلق بما يقوم به ، فيفسر هذا بتوهم أنه مراقب من جهات أمنية مثلاً . ومن الضلالات ضلالات الاضطهاد , والتي تكون مزعجة للمريض و للأشخاص الذين يعتقد بأنهم يضطهدونه فمثلا من تفاصيل و أحداث بسيطة في الحياة اليومية لا علاقة لها بالجنس أو الخيانة قد يعتقد الشخص الذي يعانى من الفصام أنها دلالة على أن شريكه في الحياة غير مخلص , بينما الأشخاص الآخرين يعتبرون هذه التفاصيل والأحداث طبيعية ولا تدعو للشك .وقد يعتقد أن الجيران يستخدمون مؤثرات أو أجهزة للتسلط أو السيطرة عليه .

ومن الضلالات أيضا ضلالات المرجعية والتي عند حدوثها يفسر المريض الأحداث اليومية والطبيعية التي تدور حوله بأنه المعنى بها , أو أنها مرتبطة به. فمثلا يعتقد أن الإذاعة أو التلفزيون تبث برامج عنه. و هذه الضلالات لا يناقشها المريض مع الآخرين لأنه يعتقد أنهم لن يفهموها. وقد تؤثر الضلالات على تصرفات الشخص فإذا كان يظن أن الآخرين يحاولون أن يؤذوه أو يضايقوه ، فسوف يحاول أن يبتعد عنهم ، وأحيانا قد يشعر أنه يرغب في الانتقام منهم .

اضطراب الفكر يجد المريض صعوبة في التركيز, فلا يستطيع قراءة مقالة في صحيفة أو مشاهدة برنامج تلفزيوني إلى نهايته أو متابعة الدراسة أو التركيز في العمل , وتكون أفكاره مشوشة وينتقل من فكرة إلى فكرة دون وجود أي صلة واضحة بينهما. وقد لا يمكنه أن يتذكر ما يريد التفكير به أصلا و يصف بعض المخالطين لهم أفكارهم بأنها “مبهمة” أو “مشوشة” ويكون من الصعب عليهم أن يفهموه . يشعر المريض بأنه مُسيطر عليه فيشعر أن أفكاره هي ليست له بل أن شخصا آخر قد وضعها في عقله . ويشعر أن جسمه مُسيطر عليه وكأنه رجل آلي والبعض من المرضى يفسر ذلك بأن جهازا مسلطا عليه وأشخاص آخرين يفسرها بالسحر، والأرواح ، أو الشيطان .

الأعراض السلبية وتكون أقل وضوحا من الأعراض السابق ذكرها ومنها زوال الاهتمام بالحياة وزوال العواطف و صعوبة التحمس لشيء , وفقدان القدرة على التركيز و عدم الرغبة حتى في الخروج من المنزل وصعوبة العناية بنفسه وبملابسه أو ترتيب غرفته و البيت وعدم الارتياح مع الناس والشعور بعدم وجود شيء يمكن التحدث به أو قوله . فقدان البصيرة يشعر المريض أن الجميع على خطأ ، وأنهم لا يمكنهم فهمه كما يشعر بفقد السيطرة على كل حياته. ومن الجدير بالذكر أنه في مريض الفصام لا تظهر كل الأعراض مجتمعة فقد يعانى من الهلاوس ويكون تفكيره غير مشوش وقد يكون لديه ضلالات ولكن لا تظهر عليه الأعراض السلبية وقد يكون لديه الأعراض السلبية فقط .

ما رأيك في الوحدة أو “الإنعزاليـــــــــــة”؟ هل تعلم أن (الإنعزالية)احد اهم اسباب مرض (الفصام) الشيزوفرينيا ؟؟ الوحدة أو الانعزالية حالة بشرية علمية، ولكنها لا تقتصر في معناها على حالة “الوحدة” التي يعاني منها الإنسان، هناك العديد من العوامل التي تساهم في تكريسها. الحقيقة هي أن الوحدة حالة عقلية يصعب فهمها، فقد أظهرت دراسة أجراها عدد من علماء الاجتماع في جامعة نيويورك N.Y.U على 25000 شخص بعض النتائج المذهلة في هذا الموضوع، جاءت خلاصتها في النتيجة النهائية للدراسة، والتي أسفرت عن حقيقة مدهشة تقول أن النظريات الخاطئة التي تدور حول أقدم المشكلات البشرية لا زالت سائدة حتى هذا اليوم.

الاختبار: ماذا تعرف عن الوحدة؟ يكشف لك الاختبار التالي عن بعض الحقائق التي أسفرت عنها دراسة N.Y.U، والتي قد تساعدك على تقييم مدى فهمك لمصطلح “الوحدة”أو “الانعزالية”. 1) أنا أميل إلى الانعزال عندما أعيش بعيداً عن الآخرين أكثر مما لو عشت بينهم ( )صح( )خطأ 2) يخف شعوري بالوحدة عندما يكون لدي مال، وعمل جيد، والكثير من الثقافة. ( )صح( )خطأ 3) أشعر بالوحدة عندما أكون الطفل الوحيد بالعائلة أكثر من شعور أي طفل آخر لديه إخوة وأخوات. ( )صح( )خطأ 4) بشكل عام، يشعر النساء بالوحدة أكثر من الرجال ( )صح( )خطأ 5) من الصعب أن تعقد صداقات في عالم اليوم ، فقد أصبح الأفراد مستغرقين بأنفسهم أكثر من ارتباطهم بغيرهم. ( )صح( )خطأ 6) إذا كان الأبوان يعانيان من الوحدة نشأ الأبناء يميلون إلى الانعزالية. ( )صح( )خطأ 7) الانفصال المبكر بين الأبوين ليس له تأثير مباشر على العزلة التي يمكن أن نعاني منها في شبابنا. ( )صح( )خطأ 8) العزلة أو الوحدة صفة تولد معنا وهي من الخصائص الشخصية للفرد يصعب تغيرها. ( )صح( )خطأ 9) يميل العجائز ضمن مجموعة مختلطة من الأفراد إلى الانعزالية أكثر ممن هم أصغر منهم سناً. ( )صح( )خطأ 10) غالباً ما يكون التقدير الذاتي للذين يعانون من الوحدة متدنياً ( )صح( )خطأ النتيجة: لكي تحصل على نتيجتك، امنح نفسك علامة واحدة عن كل إجابة تتوافق مع إجاباتك حسب الترتيب التالي:

1- خطأ، 2- خطأ، 3- خطأ، 4- خطأ، 5- خطأ، 6- صح، 7- خطأ، 8- خطأ، 9- خطأ، 10- صح. والآن: نتيجتك 7 فأكثر: لديك فهم جيد للأسباب التي تقف وراء الشعور بالوحدة، كما أنك تتمتع بمقدرة على استيعاب أولئك الذين يعانون من الوحدة، وتجاوز المحنة عندما تفرض عليك الظروف “الانعزال”. نتيجتك 6 فأقل: لديك بعض الأخطاء حول مفهوم الوحدة. بالطبع، لا تعني النتيجة المتدنية أنك تعاني من الوحدة، ولكنها تشير إلى أن معرفتك في المشاعر الإنسانية فقيرة. الشرح: 1) خطأ: وصف أحد علماء الاجتماع الانعزالية على أنها علاج ناجح تماماً للغرور، من المؤكد أنها ستكون تجربة متزنة في مرحلة من مراحل حياتك. إلا أنه لا يشترط أن يعاني الأفراد المنعزلون من الوحدة، لأن هذا يعتمد بشكل كبير على رؤيتهم هم لسبب الانعزال والدافع له. فالناسك، والمتعبد،والعالم، والفلكي، والمكتشف قد يعيشون في محيط من الانعزالية إلا أن هذا لا يعني أنهم يشعرون بالوحدة، ضرورة عملهم تحتم عليهم الانعزال، إلا أن زمام التحكم بهذه الانعزالية يبقى تحت سيطرتهم. من جهة أخرى قد يشعر المراهق بالوحدة حتى في وقت يكون فيه بين أقرانه، بل حتى من المحتمل أن يشعر أنه منبوذ، يحاكم الأمور بشكل خاطئ، ليصل إلى نتائج خاطئة… 2) خطأ: المال والثقافة لا علاقة لهما بالانعزال والشعور بالوحدة، فكل شريحة من شرائح المجتمع لها بيئتها الخاصة التي يمكن أن يشعر فيها أفرادها إما بالانفتاح أو بالوحدة. (بالطبع ترى الدراسة عكس هذا الرأي لأنهم يجرون تقييمهم على القاعدة المادية فحسب) 3) خطأ: غالباً ما يتم توجيه الأطفال الوحيدين في العائلة لتعديل سلوكياتهم ومشاعرهم نحو الانفتاح على الآخر، وقد أظهرت الدراسات أنهم غالباً ما يكونون أقل عرضة للشعور بالوحدة من أقرانهم ممن يمتلكون إخوة وأخوات. 4) خطأ: تشير الدراسات إلى أن الرجال ينظرون إلى الوحدة على أنها صفة غير رجولية وبالتالي يميلون إلى إخفائها. من المرجح أن النساء أقل عرضة للشعور بالوحدة لأنهن يملن إلى الكلام الكثير، وبالتالي تكون قدراتهن على التواصل الاجتماعي أكبر. 5) خطأ: معظم الانعزاليين يقولون أن السبب في شعورهم بالوحدة هو اختلافهم عن الآخرين، إلا أن السبب يكمن في خوفهم من الاندماج بالمجتمع. 6) صح: يرى الانعزاليون أن أهم أسباب شعورهم بالوحدة أنهم نشؤوا في بيئة تكرس الوحدة والانعزالية، أما لأفراد المنطلقون، فغالباً ما يكون آباؤهم كذلك. 7) خطأ: تؤكد الدراسة التي أجرتها N.Y.U أن الانفصال يؤثر غالباً على الأبناء ويخلق لديهم “قلق الانفصال”، وهو ما ينتج شباباً انعزاليين يخشون من الاندماج بالمجتمع. 8) خطأ: مهما تكن الظروف، فالشعور بالوحدة يمكن التغلب عليه، وما أكثر العلاجات الناجحة، وأهمها تنمية الشعور بالثقة بالنفس. 9) خطأ: أفادت دراسة أجريت على شريحة واسعة من الكبار في السن أن ثلثي أعضاء الشريحة أفادوا بأنهم نادراً ما يشعرون بالوحدة، بل أنهم يستمتعون بعلاقاتهم مع الأقرباء والأصدقاء. 10) صح: الانعزال عن المجتمع خيار نختاره بإرادتنا، وهو يتعلق بشدة بتفسيرنا لذواتنا، وهنا نذكر أن أكثر ما يؤثر علينا في اتجاهنا نحو الانعزال ظننا بأن الآخر سيرفضنا، أو أنه لا يرغب في التعامل معنا. علاج الفصام المرضى الذين يعانون من أعراض بسيطة قد لا يحتاجون إلى علاج وذلك مثلا هو الحال بالنسبة للذين يسمعون أصوات دون وجود أعراض أخرى , ولكن عندما تكون هذه الأصوات مرتفعة أو مزعجة فإنهم يحتاجون للعلاج . نسبة من المرضى وخاصة ذوى الأعراض الشديدة والذين يعانون من اكتئاب ولا يتلقون رعاية أو علاج تزداد بينهم نسبة الانتحار. وكلما ترك المريض دون علاج من البداية , فإن تأثير الفصام على حياته يزداد بينما تكون النتائج أفضل عند تقديم العلاج من البداية . وعند التشخيص المبكر والعلاج المبكر تكون فرصة تحسن المريض بالمنزل أكبر وإذا كان دخول المستشفى ضروريا فتكون الفترة أقل . تساعد الأدوية في التقليل من أعراض المرض المزعجة مع العلاجات المساعدة الأخرى مثل دعم الأهل والأصدقاء ، والعلاج النفسي . الأدوية تساعد في التقليل من الأوهام والهلوسة بالتدريج على مدى بضعة أسابيع وتساعد على التفكير بشكل أكثر وضوحا ومن قدرة المريض على الاعتناء بنفسه . وإذا كانت أسباب اجتماعية أو خلافه، يجب محاولة وضع الإنسان في وضع يتواءم ويتكيف مع بيئته، هذا أمر ضروري، ويتم ذلك عن طريق العلاج النفسي التدعيمي والمساندة والاستبصار هنالك تمارين الاسترخاء، وهي فعّالة جدًّا لعلاج القلق، وهذه التمارين توجد عدة كتيبات وأشرطة تشرح كيفية أدائها، كما أن الأخصائيين النفسيين يقومون بالإرشاد في هذا السياق، ومن أفضل طرق الاسترخاء هي الطريقة التي تعرف بطريقة جاكبسون ممارسة الرياضة أيضًا من سبل علاج القلق والتوتر العصبي التفريغ عن الذات والتعبير والترويح عن النفس، تساعد في علاج القلق.وهنالك عدة أدوية تسمى بالمطمئنات النفسية، تساعد إن شاء الله كثيرًا في علاج القلق، وحتى أدوية الاكتئاب وجد أنها فعّالة في علاج القلق. دائمًا نجد أن الالتزام الديني والتواصل الصحيح مع الأخوة الأفاضل من المتدينين وأصحاب الأخلاق السامية، يؤدي إلى مزيد من الاستبصار والتدعيم وإزالة القلق؛ حيث أنك إذا وجدت أخًا كريمًا تلازمه وتحاوره وتحكي له همومك؛هذا تفريغ في حد ذاته، وسوف تكون هنالك استجابات إيجابية من هذا الأخ الصديق. وهناك طرق كثيرة لمحاولة ازالة التوتر العصبي من النفس اذا حاولنا تطبيقها باذن الله سوف يكون الهدف المنشود 1-اختار لنفسك الأولويات المناسبة و حدد كل يوم أهدافا واقعية 2- لا تقلق على شيء ، فالقلق لا ينفع. لا تندم على فشل أو خيبة 3- اعرف إن الخطأ ليس عيبا. الجميع يخطئون ويحاولون التعويض 4- ابحث عن السبب الحقيقي الكامن وراء فشل ما عوض أن تلوم نفسك 5- أوضح موقفك بأسرع ما يمكن ، حتى لا يحصل أي سوء تفاهم ….. 6- تعلم أن تقول ” لا ” للأمور المزعجة أو المؤلمة ، حتى لو كنت غير واثق من نتائج ذلك 7- تعلم الإصغاء إلى المحيطين بك قد يكون لديهم ما هو مفيد 8- استمتع بأوقات الفراغ. الراحة ليست عيبا. خطط لمشاريع ممتعة 9- كافئ نفسك على الأعمال والتصرفات الإيجابية. ( لا تنتظر احد) 10- كونوا متسامحين مع ذواتكم وراجعوهم كلما اقتضى الأمر 11- تجنب الأفكار السلبية أو المزعجة بل اكتبها على ورقة وضعوا خطة واقعية لحلها 12- كلما أحسست بالغضب أو التوتر تساءل إن كان الأمر يستحق العناء 13- انظر مباشرة في عيني من يكلمك ولا تحرك اليدين بحركات غير طبيعية 14- دندن كلما رغبتم بذلك – حتى ولو صوتك ليس جميلا ! 15- أجبر نفسك على التنفس بعمق كلما أحسست بالضغط النفسي 16- رتب المكان الذي تعيش فيه بشكل مريح جميل ، حتى ترغبوا بالعودة إليه في المساء 17- خصص كل يوم دقائق قليلة للاسترخاء بأي طريقة من الطرق 18- لا تهمل مظهرك. اهتم بجسمك وملابسك ولا تنسى ان تستخدم عطر محبب الى نفسك 19- قارن مشاكلك بمشاكل غيرك حتى لا تشفق على نفسك. مهما يكن الحياة جميلة 20- اتخذ وضعية جسدية مريحة: قف بتوازن تام على قدمك واذا جلست استخدم كامل الكرسي إذا كنت وحيداً يمكنك أن تساعد نفسك، أنت بحاجة إلى أشخاص حولك في هذه الحياة، حاول أن تجد من يشاركك اهتماماتك، انطلق نحو الحياة فالمجالات كثيرة ومتعددة. ستصل ف أقرب وقت .




التصنيفات
الاستشارات الخاصة و استشارات الصحة و الطب

مرض الفصام الشيزوفرينيا .

مرض الفصام
(الشيزوفرينيا)

بقلم : الدكتور فلاح الشمري – بغداد

الفصام ماهو ؟ ومتى وكيف يصاب الأنسان بهذا المرض ؟ ان هناك اربعة مجموعات سريريه يمكن ان يظهر الفصام في احداها .. انه مرض ينتشر في سن الشباب , عندما تكون الشخصيه مازالت في دور التكوين والنمو والبناء !

كلمة شيزوفرينيا تتكون من مقطعين Schizo ومعناها منقسم و phrenia وتعني العقل وفي مجملها تعني العقل المنقسم . لكن هذا لايعني انقسام العقل الى أقسام بل يعني ان الوظائف المختلفه للكائن البشري من تفكير وعاطفة وسلوك وحركه وأدراك وأحساس تفقد الترابط الذي بينها والذي يؤهلها بأن تؤدي وظائفها في انسجام طبيعي تلقائي متكامل . وبفقدان هذا الترابط الوظيفي الهارموني بين مكونات الشخصيه الأنسانيه تظهر الاعراض المرضيه في مختلف مجالات انشطة الأنسان . والشائع ان الفصام هو مرض عقلي – لكن العقل لايوجد في الفراغ بدون البدن , فالأصح أن الفصام هو مرض جسمي physical disease له اعراض عقليه كما ان له اعراضاً نفسيه وجسميه . ولأن الاعراض العقليه تغلب على غيرها من الاعراض فقد عرف تجاوزاً بانه مرض عقلي . غالباً مايصيب مرض الفصام الأنسان وهو في دور الشباب بينما شخصيته مازالت في دور التكوين والبناء والنمو , لم يصلب عودها بعد ولذا فأن الهجمه المرضيه تكيل اللطمات لهذه الشخصيه الهشه التي ماتزال تحبو نحو استكمال نموها مما يسبب تحللها ويفصم عرى الأنسجام في أداء وظائفها الحيويه .
مرض الفصام ينتشر بين السكان بشكل عام بنسبة 1% وهذه النسبه تدل على انه ليس بالمرض القليل الانتشار , ويؤخذ هذا الرقم كأشاره أو تنبيه هام للمسئولين عن التخطيط لخدمات الصحه النفسيه في المجتمع الى ماعليهم من مهام نحو تدبير الخدمات العلاجيه لأعداد المرضى .

أسباب المرض :
ليس هناك سبب واحد يمكن أن يعزى اليه المرض . بل ان عوامل مختلفه اذا توفرت وتفاعلت تحت ظروف معينه يمكن ان تؤدي الى ظهوره . والنظريات العلميه الحديثه
-2-

تؤكد اهمية العوامل البيوكيمياوئيه والى دور الأمينات الحيويه Biogenic Amines التي منها الأدرينالين Adrenalin والسيروتونين Serotonin
والنورادرينالين Noradrenalin وما يعتري تمثيلها في الجسم من عطل في المساهمه في احداث الاصابه بالامراض ذات الاعراض النفسيه والعقليه . والذي يهمنا هنا الآن هو الامين الحيوي المسمى نورادرينالين Noradrenalin اذ انه يحدث ان يقع عطل نوعي في تمثيل احدى مراحله في الجسم ينتج عنه عطب كيمائي وحيوي في المخ Biochemical lesion أي ان العطب ليس نسيجياً ولذا لايظهر عطب بأنسجة المخ اذا فحص بالمجهر . وتشير الدراسات الى اهمية عامل الوراثه في الأصابه بالمرض . اذ بينما نسبة انتشار المرض في السكان بشكل عام هي 1% نجدها ترتفع الى 14% بين اخوة المريض والى 16% بين ابناء المريض والى اكثر من 50% بين التوائم , والانسان يرث الاستعداد للاصابه بالمرض ويظل هذا الاستعداد كامناً حتى تُحرك فعاليته الظروف المناسبه . لقد لوحظ ان المرض يحدث غالباً في شخصيه لها صفات معينه فشخصية المريض قبل المرض أو الشخصيه (( القبل – مرضيه )) Premorbid Personality تتسم بالعزوف عن المجتمعات , والميل للعزله , والخجل الزائد , والبرود العاطفي , وعدم الأهتمام الكافي بالمحيط الخارجي , والميل للتفكير الخيالي , والتعصب الأجوف مع العناد , والتصرفات الغريبه الشاذه , ويكون لها بنيه جسميه تميل للطول والنحافه وضيق القفص الصدري وتعرف هذه الشخصيه بالشخصيه شبه الفصاميه Schizoid Personality ويشارايضاً الى اهمية ظروف البيئه الخارجيه كعامل مساهم في حدوث المرض كوجود المريض في ظروف بيئيه معاكسه تسبب ضغوطاً وتولد صراعات لاقبل له بمواجهتها أو التعامل معها .
كذلك وجد ان الأطفال الذين يحرمون من اهتمام الأم او تتغير بالنسبه لهم صورة الأم البديله في حالة فقدان الأم الأصليه وخصوصاً في الفتره الأولى من سنوات العمر والذين ينشأون في أسر مفكة الأواصر فيها العلاقه بين الوالدين مضطربه يكونون أكثر عرضه من غيرهم للأصابه بهذا المرض . كما ان الأخطاء في تربية الطفل كحماية الأم الزائده له Over Protection أو تنبذه Rejection يمكن ان تساهم في التسبب في احداث المرض في المستقبل . وعليه اذا تجمعت هذه العوامل او بعضها وتفاعلت مع بعضها البعض فتوفر وجود الأستعداد الشخصي الموروث في شخصية (قبل – مرضيه) شبه فصاميه تحت ظروف بيئيه معاكسه مع وجود اخطاء تربويه في سنوات العمر الأولى وتفك أُسري تحرك العامل الكيمائي الحيوي فتحدث الأصابه بالمرض وتظهر الأعراض المرضيه .

أعراض مرض الفصام :
تظهر هذه الأعراض في مجالات التفكير والأدراك والعاطفه والسلوك والحركه وأضطرابات التفكير Thought Disorder تظهر هذه على شكل ظواهر متعدده ,
-3-

كأن ينقطع حبل التفكير أو يتوقف مجرى التيار الفكري Blockage of Thought كما يحدث أن يتوقف تيار الماء اذا اعترض مجراه حاجز مفاجئ , فتمر فتره قصيره يحدث فيها نوع من الفراغ الذهني يرجع بعدها تيار التفكير لكن غالباً مايكون في مواضيع اخرى لاعلاقه لها بالأولى , كذلك يمكن أن تتداخل الأفكار والمواضيع والمعاني بعضها مع البعض الآخر وتظهر مجتمعه متضاربه متداخله متشابكه في نفس اللحظه على مسرح الفكر أو الشعور مما يفقد التفكير منطقه , واذا حاول المريض ان يعبر عما يجول في ذهنه وتكلم عن جزء من كل موضوع في نفس الوقت يكون كلامه مضطرباً غير مفهوم للسامع ويدعى هذا العرض اختلاط الكلمات Word Salad كذلك يعاني المريض من عدم القدره على التفكير التجريدي Abstract Thinking فأذا أعطي مثلاً لتفسيره لايستطيع ان يستخلص المعنى العام المقصود منه . فأذا سئل عما يفهمه مثلاً من المثل القائل ( عصفور في اليد خير من عشره على الشجره ) . يكون رده ان العشرة على الشجره يغردون أو شيئاً آخر من قبيل هذه التفسيرات لكنه لايستطيع التجريد الى الحكمه المقصوده من المثل وهي ( ان المضمون في الحاضر يفضل على الموعود في الغيب ) . أو اذا سئل عن المقصود بأن ( ليس كل مايبرق ذهباً ) لايستطيع تفسيرها على انه لايصح ان يأخذ المرء بالمظاهر .
ومن اضطرابات التفكير كذلك الأعتقاد ان التفكير لاينبع من عقل المريض انما يفرض التفكير عليه من الخارج Thought Insertion بواسطة قوى مجهوله أو ان التفكير يسحب من العقل ولاسيطره للمريض عليه Thought With Drawal أو ان تفكير المريض يذاع على الملأ وان الناس تدري بما يجول في عقله وتشاركه فيه Thought Broad Casting ومن اضطرابات التفكير النوع المعروف بأضطراب محتوى التفكير Thought Content وهذه تشمل المعتقدات الوهميه الهذيانيه وهي معتقدات وهميه غير حقيقيه لايردها منطق أو تصحها مناقشه أو اقناع , ولاتناسب مع مستوى ثقافة المريض ولا معتقدات بيئته كأن يرى معنى خاصاً في حدث عادي , مثلاً يرى اشاره المرور تضئ النور الأحمر فيرى ان في هذا اشاره الى انه شخصيه عظيمه كملك او زعيم او صاحب رساله خاصة مكلف بها من السماء او مكتشف لأسرار عالية خطيره يعتقد ان الناس تراقبه وان هناك سيارات تتبعه ورجال الشرطه تطارده , وأن المؤامرات تحاك ضده وأن عصابات خاصه تسعى لقتله او ان احداً او جماعات مدفوعه ضده ترغب في دس السم له في الطعام فلا يأكل جيداً ويحتاط من الجميع ويشك في الكل وتميز تبعاً لهذا انواع مختلفه من السلوك تتناسب مع نوع الأفكار الأضطهاديه التي يعتنقها فأما ان ينعزل عن الناس أو يهاجم اعداء وهمين أو تنتابه نوبات من الخوف والهياج والى هذا من تصرفات تبدو غير منطقيه ولامفهومه للمراقب الخارجي لكنها تتماشى مع منطق المريض المضطرب ومايعانيه من اضطراب في عالمه الخاص الشاذ .

-4-

أضطراب الأدراك Perceptual Disorders

وهذه تكون سوء تفسير ظواهر حقيقيه موجوده في العالم الخارجي Illusions كأن يرى نوراً بعيداً يفسره ناراً تقترب منه لتؤذيه , أو يرى ورقه شجره تسقط على الأرض فيرى فيها طيراً أو حيواناً يهجم عليه أو ان يسئ تفسير نظرات الناس اليه اذا سار في الطريق العام فيتوهم انهم يقصدون معنى خاصاً كالهزء به Ideas of Refernce أو يلاحظ جماعه من الناس تتحدث فيما بينها فيظن انهم يتكلمون عنه . أو ان يكونالأضطراب الأدراكي في هيئة هواجس أو هلوسات Hallucination وهذه تعني الأدراك أو الأحساس بدون منبه خارجي وأهمها الهواجس السمعيه Auditory Hallucination وفي هذه الحاله يسمع المريض رنيناً في الأذن أو أصوات اجراس او اصواتاً غامضه غير مفهومه او كلمات واضحه وأحياناً جملاً لها معنى كصوت مفاجئ لأحد يسبه أو يصفه بنعوت يغضب لها فيثور او يهاجم ربما اقرب من يكون بجانبه ظناً منه انه صاحب هذا الصوت المهين واحياناً تكون هذه الأصوات تحمل اوامر يطلب تنفيذها Commanding Voices ويحتمل في هذه الحالات ارتكاب اعمال ضد المجتمع أو ضد الأشخاص أو ارتكاب جرائم لامعنى لها ولاهدف منها بالأخص اذا ارتبطت هذه الهواجس بوجود معتقدات هذيانيه أو أفكار اضطهاديه . فيمكن للهواجس أن تكون في مجال البصر فيرى المريض أشباحاً أو أشخاصاً أو مناظر لا وجود حقيقياً لها يعتقد انها رؤى , وتزد هذه من معتقداته الهذيانيه بأنه رسول أو يمتلك قدرات خاصه فوق البشر , وهذه أندر في حدوثها من الهواجس السمعيه ويمكن للهواجس ايضاً ان تكون في مجال الأحساس الجلدي السطحي Cutanous Haptic فيشعر وكأن حشرات تتحرك على جلد الجسم ويمكن ان تتناول حاسة الشم Olfactory فيشم المريض المريض روائح كريهة يفسرها على انها غالباً ماتكون موجهة بواسطة اعدائه أو مطارديه .

اضطرابات العاطفه :

يفتقد المريض بالفصام دفء العواطف الأنسانيه فيه فهو بارد ومتبلد العاطفه ويصعب ان تتبادل معه العواطف الانسانيه الطبيعيه فأذا سمع بحادث مؤلم لايتألم ولايحزن , واذا جاءه خبر مفرح لاينفعل ولايفرح , وكثيراً ماتكون عواطفه غير متوافقه مع الأحداث كأن يستقبل خبر وفاة اقرب الناس اليه بأبتسامه باهته جوفاء لامعنى لها . في المراحل الأولى للمرض يشعر المريض بالأنقباض والأكتئاب لما يشعر به من تغير في ذاته ولما يمر به من تجارب غريبه وظواهر شاذه يحار في تفسيرها .

-5-

اضطراب السلوك والحركه :

تحدث العديد من الحركات الغريبه والأوضاع الشاذه وبالاخص في النوع المعروف بالفصام الكتاتوني فتصلب العضلات ويظل الجسم في حالة تخشب لمدة ساعات او ايام لاتظهر عليه حركة او تعبير وربما تمر على الوجه ابتسامه باهته بينما لايحمل الوجه أي تعبير وتبدو نظرات العين خاويه من كل معنى .
في مثل هذه الحالات يمكن ان يتبول ويتبرز المريض بدون شعور وكأنه في غيبوبه لايدري عن نفسه أو عما يدور حوله , وتنتهي هذه الغيبوبه التخشبيه فجأة الى نوبه من الهياج الشديد يقوم المريض أثنائها بحركات أندفاعيه وسلوك تهوري عنيف لاهدف له ولاغايه من ورائه يمكن بسببه ان يؤذي نفسه او غيره . بعد شفاء المريض من هذه الغيبوبه يستطيع ان يتذكر كل ماكان يحدث له أثناءها ويقص اوصافاً تفصيليه لما كان يسمعه او يدور حوله .
اعراض اخرى :

ربما كان اهم الأعراض ذلك العرض الذي يستطيع ان يلاحظه المراقب من الخارج ويشعر به تجاه المريض , فالمراقب يشعر بالمريض رغم قربه منه أنه بعيد عنه ولايستطيع ان يصل اليه خلال أي عاطفه او احساس انساني وكأن حائطاً خفياً غير منظور من الزجاج السميك يفصل بينهما . وعرض آخر ذاتي يشعر به المريض وهو احساسه بتغير يحدث له في ذاته . فكل منا يشعر بأن له ذاتاً محدده منفصله عن غيرها وعن العالم الخارجي تتحرك خلاله وتأثر به وتؤثر فيه لكن مستقله عنه , لكن المريض بالفصام لايشعر بهذا الحد الفاصل بين ذاته وبين المحيط الخارجي Blurring Of Ego Boundries وكأن ذاته تمتد وتلاشى فيما يحيط بها او الشعور بعكس ذلك .

أنواع مرض الفصام :

يتفق معظم الأطباء النفسين Psychiatrists على وجود أربعة انواع أو مجموعات سريريه يمكن ان يظهر في احداها مرض الفصام :
1. الفصام البسيط Simple Schizophrenia يتميز هذا النوع بعزوف المريض عن النشاط الأجتماعي والميل للعزله والخمول لايستطيع ان يثبت أي كفاءة فيما يسند اليه من اعمال . فتجده كثير التنقل من عمل الى آخر ومن مهنه الى مهنه دون اظهار حماس ايجابي أو ان يبدو عليه الأهتمام بما يدور حوله وتكون عواطفه متبلده مع اضطرابات في التفكير لكن لايظهر في هذا النوع هذاءات أو افكار اضطهاديه او هلاوس سمعيه او بصريه , وتميل شخصية المريض بمرور الوقت الى التدهور والتفسخ .
-6-

2. الفصام الهيبيفزيني Hebephrenic Schizophrenia عادة مايصيب المريض في دور المراهقه او في أوائل العشرينات من العمر ويتميز هذا النوع باضطراب التفكير والهذيان والأفكار الأضطهاديه والهواجس بأنواعها واضطراب السلوك , لكن المعتقدات الوهميه لاتكون غالباً على هيئة نظام محكم من الافكار الأضطهاديه بل يمكن زحزحة المريض بعض الشئ عن الأيمان المطلق بها لكنه يعود الى سابق ايمانه بها .
3. الفصام التخشبي أو الكتاتوني Catatonic Schizophrenia في هذا النوع تكون اضطرابات السلوك والحركه الجسميه والعضليه اهم مايميزه مع ظهور نوبات مفاجئه من الهياج العنيف أو سلبية التصرفات وامكان ثني المفاصل في أوضاع تتعدى مدى حركتها الطبيعيه , كما يحدث مع مادة الشمع , وهذا النوع ايضاً يبدأ في مقتبل العمر .
4. الفصام الهذياني Paranoid Schizophrenia يحدث هذا النوع في سن متأخره نسبياً فيما بعد الثلاثينات من العمر ويتميز بالهذيان والأفكار الأضطهاديه التي تكون على هيئة نظام محكم يصعب مجادلة المريض فيه او صرفه عن الأعتقاد به مهما أستخدم المنطق السليم وسائل الأقناع المختلفه والبراهين , ولأن هذا النوع يصيب المريض في سن متأخره بعد ان تكون الشخصيه قد اكتمل نموها قبل الهجمه المرضيه لا يلاحظ كثير من التدهور العام في الشخصيه كما انه غالباً ما يظهر في الأنواع الأخرى .
ونحب أن نبين هنا انه ليس كل من يشعر أو يتوهم انه يشعر بعرض أو عرضين مما سبق ذكره انه مصاب بأنفصام الشخصيه فيهرع منزعجاً مضطرباً يستشير هنا وينشد علاجاً هناك , خصوصاً أذا كان شعوره بالعرض بشكل منفصل ومنعزل عن سائر الأعراض وبشكل مؤقت عابر ليس له صفه الأصرار والأستمرار . فكثيرون هنا يحسون بنوع من الرنين أو الصفير الخافت في الأذنين في الفتره التي تسبق الأستغراق في النوم مباشرة وربما كذلك بنوع من الهمهمه الغامضه في الفتره التي تسبق استكمال الأستيقاظ من النوم وسرعان ماتلاشى عندما يصل المرء الى ادراكه المستيقظ واحياناً يقترب المرء نحو جماعه من الناس تتحدث فيما بينها فيتراءى له انه هو المقصود شخصياً بموضوع حديثهم لكن سرعان مايتبين له من مجرى الأحداث خطأ تفسيره فيصوب نفسه بنفسه . الشاب في دور المراهقه يكون زائد الأهتمام بنفسه مراقباً لما يحدث لبدنه من تغيرات فسيولوجيه فيديم التطلع في المرآة ويزداد اهتمامه بمظهره الخارجي , فأذا سار في الطريق العام يتراءى له احياناً ان الماره يتطلعون اليه بشكل خاص ويتفحصونه بنظراتهم كمثل مايتفحص هو نفسه في المرآة .
وكثيراً مايمر المراهق بأزمات تقمص الشخصيات التي يعرفها او يسمع او يقرأ عنها كمحاوله للبحث عن الذات والتطلع الى شخصيه لها معالمها المحدده في ذهنه ,يصبو الى الأستقرار على هيئتها وتمثيل صفاتها , فتراه يميل الى التأمل وأحياناً الى العزله
-7-

وكثيراً ما يتناول المواضيع شبه الفلسفيه ويتباحث في الأمور الكونيه وينزع به حماسه الى التطلع الى دور قيادي لأصلاح المجتمع , وأحياناً يقوده عناده الى تصرفات غريبه ينتج عنها توتر العلاقات بينه وبين الآخرين كل هذه التجارب التي تمر بالمراهق هي مظاهر طبيعه يمكن تفهمها كمراحل انتقاليه تمر بها شخصيته في نموها من دور الطفوله حتى أستقرارها بدخوله مرحلة الرجوله الجاده وتعرف هذه الحالات التي يمر بها المراهق بأزمة مرحلة المراهقه Adolescent Crisis ولاعلاقه لها بمرض الفصام كذلك توجد انماط من الشخصيات اذا تعرضت لضغوط خارجيه شديده او لظروف طارئه غير ملائمه او لتغيرات مفاجئه في بيئتها ان تتفاعل مع هذه التغيرات في حياتها بأعراض شبيهه بالفصاميه كأن تتوهم بأن المحيطين بها اصبحوا يعملون ضدها , أو يشاكسونها بدون سبب أو انهم يتناولونها بالنقد او الغمز في سلوكهم معها او حديثهم عنها فتصبح هذه الشخصيات كثيرة الشك سيئة الظن سريعة التوصل الى استنتاجات خاطئه ليس لها بالحقائق الموضوعيه صله , هذه الأعراض ماهي الا أعراض تفاعليه طارئه Reactive Symptoms لظروف خارجيه متغيره تزول سريعاً بزوال مسبباتها وليس هي من الفصام الحقيقي في شئ




خليجية



خليجية



يعطيكِ العافية يا عسل



يعطيك اآآلف عآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآفية ياعسل