التصنيفات
سيرة النبي وزوجاته والصحابة

قصة الصحابي الذي قتلته الجن

هذه الحكاية يقولون أنها حدثت في الزمن الغابر أيام كان للجن صولات وجولات ،،، في صحراء العرب وبلاد الشام !!!

**********************

قد تستغربون ،،، فهذا الرجل هو الصحابي الجليل (( سعد بن عبادة )) زعيم الخزرج ،،،

ودعونا نتلمس معا" بعضا" من سيرة هذا الصحابي الجليل :

أحد النقباء الأثنى عشر ،،، الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة ،،، وقد شهد مع رسول الله المشاهد كلها .

البعض يروي انه شهد بدرا" والبعض الآخر يقول انه لم يشهدها فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لئن كان سعد ما شهد بدرا ، لقد كان حريصا عليها ))

كان سعد جوادا" كريما" ،،، فما ان قدم الرسول المهاجرين الى المدينة حتى وضع أمواله في خدمتهم ،،، فيروى أنه رضي الله عنه كان له جفنة ( من الثريد واللحم ) يبعث بها كل يوم الى رسول الله وتدور معه هذه الجفنة معه في بيوت أزواجه صلى الله عليه وسلم .
وفي إحدى الغزوات التي خرج بها رسول الله بقي سعد بالمدينة يحرسها ،،، فبعث إلى رسول الله التمر والنوق ليعينه وليدعم المجاهدين معه ،،، فيقول رسول الله (( اللهم ارحم سعدا" وآل سعد )) .

ويروى أنه في يوم فتح مكة كان أميرا" على أحد الجيوش فبلغ رسول الله أنه كان يقول (( اليوم يوم الملحمة )) فيعزله رسول الله ويلحقه تحت إمرة علي بن ابي طالب رضي الله عنه .

سعد بن عبادة على الرغم من انه زعيم وسيدٌ في قومه إلا انه كان دائما" يصر على ان يكون واحدا" منهم يفرح بفرحهم ويتألم بألمهم ،،، ولنتذكر موقفه رضوان الله عليه يوم حنين ،،، .

فلما عاد المسلمون من غزوة حنين ،،، واخذ رسول الله يوزع الغنائم ولم يُعطي الأنصار ،،، تذمر بعض الأنصار وقالوا أن محمدا" قد مال لقومه بالعطايا،،، فيأتي سعد الى رسول الله ويقول له :

يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت ،

قسمت في قومك ، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ،

ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء

فيقول له رسول الله : فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ ؟؟؟

فيجيب سعد : يا رسول الله ما أنا إلا من قومي

فيقول له رسول الله : اجمع لي قومك

فلما اجتمعوا أتاهم الرسول ،،، فحمد الله وأثنى عليه وقال :
يا معشر الأنصار ، مقالة بلغتني عنكم ، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم !
ألم آتكم ضُـلالا فهداكم الله ،،،،
وعالة فأغناكم الله ،،،
وأعداء فألف الله بين قلوبكم !!!
فقالوا : بلى ، الله ورسوله أمـن وأفضـل .
فقال رسول الله : ألا تجيبونني يا معشر الأنصار ؟؟؟!!!!
فقالوا : بماذا نجيبك يا رسول الله
لله ولرسوله المن والفضل ،،،
فيشعر رسول الله بحرج الأنصار من الإجابة

فيقول رسول الله : أما والله لو شئتم لقلتم ، فلصَدقتم ولصُدّقتم : أتيتنا مكذبا فصدقناك ، ومخذولا فنصرناك ، وطريدا فآويناك ، وعائلا فآسيناك ،،،،

أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لُعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ووكَلْتكم إلى إسلامكم !!!!

ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا أنتم برسول الله إلى رحالكم ؟؟؟؟

فوالذي نفسي بيده، لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار

ولو سلك الناس شعبا لسلكت شعب الأنصار

اللهم ارحم الأنصار

وأبناء الأنصار

وأبناء أبناء الأنصار"،،،

عندها بكى الأنصار ،،،

فقالوا وسعد معهم : رضينا برسول الله قسما وحظا.

********************

هذا غيظ من فيض من سيرة صحابي جليل حمل وتحمل أعباء الدعوة والجهاد في سبيل الله ،،، وهذه السيرة لا تختلف كثيرا" عن سيرة بعض الصحابة في تميزها وعطائها ،،، ولكن المختلف في سيرة هذا الصحابي هي طريقة موته .

فيروى أن هذا الصحابي رضوان الله عليه ينتقل إلى الشام وينزل بأرض حوران ،،، وهناك في حوران بلد المفاجئات والجان ،،،

تقتل الجن سعد بن عبادة .

والرواية باختصار يا سادة ،،، تقول أن سعدا" رحمه الله قتلته الجن لانه بال في جحر فيه منزلٌ لها !!!!!!!!!

تبا" لها من جن ،،، ما دامت تستطيع التحليق في السماء ،،، فلما تسكن الجحور ،،،
حتى توقع برجل كسعد بن عبادة ؟؟؟

قد يكون هذا الكلام غريبا" بعض الشيء ،،، أن تأتى الجن وتقتل وتخطف بعض الناس ،،، ولكن الأكثر غرابة أن تقرض الجن الشعر ،،، وتفتخر بقتلها زعيم الأنصار ،،، أي ثار وأي عداوة تلك التي بين سعد والجن ،،، حتى تختاره من بين صحابة رسول الله وتقتله وتفتخر بقتله !!!! .

ام أنه الوحيد من سكان الصحراء القاحلة تلك ،،،

الذي بال في جحر ؟؟؟؟ !!!

فتعاقبه الجن على تلك البولة ،،،،

بعد أن قتلت الجن سعد بن عبادة سمعها البعض تصحيح :

نحن قتلنا سيد الخز رج سـعـد بـن عـبـاده
ورمـيـنـاه بـسـهـــم فـلـم نـخـطـىء فـؤاده

رحمك الله يا سعد بن عبادة ورحم الله الأنصار والمهاجرة




جزاك الله الجنان

ورحم سيد الخزرج سعد بن عباده رضي الله عنه




خليجية



يعطيكـِ العافيه على الطرح الراقي
سلمت يمينك بما قدمَت
ننتظر جديدكـ الرائع دوما
بارك الله فيكِ وجعله بميزان حسناتك
تحية طيبة معطرة بعبير الورد



التصنيفات
منوعات

قصة الصحابي ابو قدامةوالغلام

خليجية

كان بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له أبو قدامة الشامي ، وكان قد حبب الله إليه الجهاد في سبيل الله والغزو إلى بلاد الروم ، فجلس يوماً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث مع أصحابه ، فقالوا له : يا أبا قدامة حدثنا بأعجب ما رأيت في الجهاد ؟ فقال أبو قدامة نعم إني دخلت في بعض السنين الرقة أطلب جملاً أشتريه ليحمل السلاح ، فبينما أنا يوماً جالساً إذ دخلت علي امرأة فقالت : يا أبا قدامة سمعتك وأنت تحدث عن الجهاد وتحث عليه وقد رُزقتُ من الشَّعر ما لم يُرزقه غيري من النساء ، وقد قصعته وأصلحت منه شكالا للفرس وعفرته بالتراب كي لا ينظر إليه أحد ، وقد أحببت أن تأخذه معك فإذا صرتَ في بلاد الكفار وجالت الأبطال ورُميت النبال وجُردت السيوف وشُرعت الأسنّة ، فإن احتجت إليه وإلا فادفعه إلى من يحتاج إليه ليحضر شعري ويصيبه الغبار في سبيل الله ، فأنا امرأة أرملة كان لي زوج وعصبة كلهم قُتلوا في سبيل الله ولو كان عليّ جهاد لجاهدت .
وناولتني الشكال وقالت : اعلم يا أبا قدامة أن زوجي لما قُتل خلف لي غلاماً من أحسن الشباب وقد تعلم القرآن والفروسية والرمي على القوس وهو قوام بالليل صوام بالنهار وله من العمر خمس عشرة سنة وهو غائب في ضيعة خلفها له أبوه فلعله يقدم قبل مسيرك فأوجهه معك هدية إلى الله عز وجل وأنا أسألك بحرمة الإسلام ، لا تحرمني ما طلبت من الثواب ، فأخذت الشكال منها فإذا هو مظفور من شعرها . فقالت : ألقه في بعض رحالك وأنا أنظر إليه ليطمئن قلبي . فطرحته في رحلي وخرجتُ من الرقة ومعي أصحابي ، فلما صرنا عند حصن مسلمة بن عبدالملك إذا بفارس يهتف من ورائي : يا أبا قدامة قف علي قليلاً يرحمك الله ، فوقفت وقلت لأصحابي تقدموا أنتم حتى أنظر من هذا ، وإذا أنا بفارس قد دنا مني وعانقني وقال : الحمد لله الذي لم يحرمني صحبتك ولم يردني خائباً . قلت للصبي أسفر لي عن وجهك ، فإن كان يلزم مثلك غزو أمرتك بالمسير ، وإن لم يلزمك غزو رددتك ، فأسفر عن وجهه فإذا به غلام كأنه القمر ليلة البدر وعليه آثار النعمة .
قلت للصبي : ألك والد ؟ قال: لا بل أنا خارج معك أطلب ثأر والدي لأنه استشهد فلعل الله يرزقني الشهادة كما رزق أبي . قلت للصبي : ألك والدة ؟ قال : نعم . قلت : اذهب إليها فاستأذنها فإن أذنت وإلا فأقم عندها فإن طاعتك لها أفضل من الجهاد ، لأن الجنة تحت ظلال السيوف وتحت أقدام الأمهات . قال : يا أبا قدامة أما تعرفني قلت : لا . قال : أنا ابن صاحبة الوديعة ، ما أسرع ما نسيت وصية أمي صاحبة الشكال ، وأنا إن شاء الله الشهيد ابن الشهيد ، سألتك بالله لا تحرمني الغزو معك في سبيل الله ، فإني حافظ لكتاب الله عارف بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عارف بالفروسية والرمي وما خلفت ورائي أفرس مني فلا تحقرني لصغر سني وإن أمي قد أقسمت على أن لا أرجع ، وقالت : يا بني إذا لقيت الكفار فلا تولهم الدبر وهب نفسك لله واطلب مجاورة الله تعالى ومجاورة أبيك مع إخوانك الصالحين في الجنة فإذا رزقك الله الشهادة فاشفع فيّ فإنه قد بلغني أن الشهيد يشفع في سبعين من أهله وسبعين من جيرانه ، ثم ضمتني إلى صدرها ورفعت رأسها إلى السماء وقالت : إلهي وسيدي ومولاي هذا ولدي وريحانة قلبي وثمرة فؤادي سلمته إليك فقربه من أبيه.
فلما سمعت كلام الغلام بكيت بكاءاً شديداً أسفاً على حسنه وجمال شبابه ورحمة لقلب والدته وتعجباً من صبرها عنه . فقال : يا عم مم بكاؤك ؟ إن كنت تبكي لصغر سني فإن الله يعذب من هو أصغر مني إذا عصاه . قلت : لم أبك لصغر سنك ولكن أبكي لقلب والدتك كيف تكون بعدك .
وسرنا ونزلنا تلك الليلة فلما كان الغداة رحلنا والغلام لا يفتر من ذكر الله تعالى ، فتأملته فإذا هو أفرس منا إذا ركب وخادمنا إذا نزلنا منزلا ، وصار كلما سرنا يقوى عزمه ويزداد نشاطه ويصفو قلبه وتظهر علامات الفرح عليه . فلم نزل سائرين حتى أشرفنا على ديار المشركين عند غروب الشمس فنزلنا فجلس الغلام يطبخ لنا طعاما لإفطارنا وكنا صياما ، فغلبه النعاس فنام نومة طويلة فبينما هو نائم إذ تبسم في نومه فقلت لأصحابي ألا ترون إلى ضحك هذا الغلام في نومه ، فلما استيقظ قلت : بني رأيتك الساعة ضاحكاً مبتسماً في منامك ، قال : رأيت رؤيا فأعجبتني وأضحكتني . قلت: ما هي. قال: رأيت كأني في روضة خضراء أنيقة فبينما أنا أجول فيها إذ رأيت قصراً من فضة شُرفه من الدر والجواهر ، وأبوابه من الذهب وستوره مرخية ، وإذا جواري يرفعن الستور وجوههن كالأقمار فلما رأينني قلن لي : مرحبا بك فأردت أن أمد يدي إلى إحداهن فقالت : لا تعجل ما آن لك ، ثم سمعت بعضهن يقول لبعض هذا زوج المرضية ، وقلن لي تقدم يرحمك الله فتقدمت أمامي فإذا في أعلى القصر غرفة من الذهب الأحمر عليها سرير من الزبرجد الأخضر قوامه من الفضة البيضاء عليه جارية وجهها كأنه الشمس لولا أن الله ثبت علي بصري لذهب وذهب عقلي من حسن الغرفة وبهاء الجارية . فلما رأتني الجارية قالت : مرحبا وأهلا وسهلا يا ولي الله وحبيبه أنت لي وأنا لك فأردت أن أضمها إلى صدري فقالت : مهلا ، لا تعجل ، فإنك بعيد من الخنا ، وإن الميعاد بيني وبينك غداً بعد صلاة الظهر فأبشر .
قال أبو قدامة : قلت له : رأيت خيراً ، وخيراً يكون . ثم بتنا متعجبين من منام الغلام ، فلما أصبحنا تبادرنا فركبنا خيولنا فإذا المنادي ينادي : يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري ، انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا . فما كان إلا ساعة ، وإذا جيش الكفر خذله الله قد أقبل كالجراد المنتشر ، فكان أول من حمل منّا فيهم الغلام فبدد شملهم وفرق جمعهم وغاص في وسطهم ، فقتل منهم رجالاً وجندل أبطالاً فلما رأيته كذلك لحقته فأخذت بعنان فرسه وقلت: يا بني ارجع فأنت صبي ولا تعرف خدع الحرب . فقال : يا عم ألم تسمع قول الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار) ، أتريد أن أدخل النار ؟ فبينما هو يكلمني إذ حمل علينا المشركون حملة رجل واحد، حالوا بيني وبين الغلام ومنعوني منه واشتغل كل واحد منا بنفسه.
وقُتل خلق كثير من المسلمين ، فلما افترق الجمعان إذ القتلى لا يحُصون عددا فجعلت أجول بفرسي بين القتلى ودماؤهم تسيل على الأرض ووجوههم لا تعرف من كثرة الغبار والدماء ، فبينما أنا أجول بين القتلى وإذا أنا بالغلام بين سنابك الخيل قد علاه التراب وهو يتقلب في دمه ويقول : يا معشر المسلمين ، بالله ابعثوا لي عمي أبا قدامة فأقبلت عليه عندما سمعت صياحه فلم أعرف وجهه لكثرة الدماء والغبار ودوس الدواب فقلت : أنا أبو قدامة . قال : يا عم صدقت الرؤيا ورب الكعبة أنا ابن صاحبة الشكال ، فعندها رميت بنفسي عليه فقبلت بين عينيه ومسحت التراب والدم عن محاسنه وقلت : يا بني لا تنس عمك أبا قدامة في شفاعتك يوم القيامة . فقال : مثلك لا يُنسى لا تمسح وجهي بثوبك ثوبي أحق به من ثوبك ، دعه يا عم ألقى الله تعالى به ، يا عم هذه الحوراء التي وصفتها لك قائمة على رأسي تنتظر خروج روحي وتقول لي عجّل فأنا مشتاقة إليك ، بالله يا عم إن ردّك الله سالماً فتحمل ثيابي هذه المضمخة بالدم لوالدتي المسكينة الثكلاء الحزينة وتسلمها إليها لتعلم أني لم أضيع وصيتها ولم أجبن عند لقاء المشركين ، واقرأ مني السلام عليها ، وقل لها أن الله قد قبل الهدية التي أهديتها ، ولي يا عم أخت صغيرة لها من العمر عشر سنين كنت كلما دخلت استقبلتني تسلم علي ، وإذا خرجتُ تكون آخر من يودعني عند مخرجي ، وقد قالت لي بالله يا أخي لا تبط عنّا فإذا لقيتَها فاقرأ عليها مني السلام وقل لها يقول لك أخوك : الله خليفتي عليك إلى يوم القيامة ، ثم تبسم وقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده وأشهد أن محمداً عبده ورسوله هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ، ثم خرجت روحه فكفناه في ثيابه ووريناه رضي الله عنه وعنا به .
فلما رجعنا من غزوتنا تلك ودخلنا الرقة لم تكن لي همة إلا دار أم الغلام ، فإذا جارية تشبه الغلام في حسنه وجماله وهي قائمة بالباب وتقول لكل من مر بها : يا عم من أين جئت فيقول من الغزو ، فتقول : أما رجع معكم أخي فيقولون لا نعرفه ، فلما سمعتها تقدمت إليها فقالت لي : يا عم من أين جئت ، قلت : من الغزو قالت : أما رجع معكم أخي ثم بكت وقالت ما أبالي ، يرجعون وأخي لم يرجع فغلبتني العبرة ، ثم قلت لها : يا جارية قولي لصاحبة البيت أن أبا قدامة على الباب ، فسمعت المرأة كلامي فخرجت وتغير لونها فسلمت عليها فردت السلام وقالت : أمبشراً جئت أم معزياً . قلت : بيّني لي البشارة من التعزية رحمك الله . قالت : إن كان ولدي رجع سالماً فأنت معز ، وإن كان قُتل في سبيل الله فأنت مبشر . فقلت : أبشري . فقد قُبلت هديتك فبكت وقالت : الحمد لله الذي جعله ذخيرة يوم القيامة ، قلت فما فعلت الجارية أخت الغلام . قالت : هي التي تكلمك الساعة فتقدمت إلي فقلت لها إن أخاك يسلم عليك ويقول لك : الله خليفتي عليك إلى يوم القيامة ، فصرخت ووقعت على وجهها مغشياً عليها ، فحركتها بعد ساعة ، فإذا هي ميتة فتعجبت من ذلك ثم سلمت ثياب الغلام التي كانت معي لأمه وودعتها وانصرفت حزيناً على الغلام والجارية ومتعجباً من صبر أمهما ..

خليجية




خليجية



التصنيفات
سيرة النبي وزوجاته والصحابة

مواقف مشرقة في حياة الصحابي عبدالله بن مسعود

عبد الله بن مسعود
أول من جهر بالقران بعد رسول الله صلي الله عليه و سلم .
( من سره أن يقرأ القران كما نزل ، فليقرأه علي قراءة ابن أم عبد)
محمد رسول الله .
كان يومئذ غلامنا يافعا لم يتجاوز الحلم ، و كان يسرح في شعاب مكة بعيدا عن الناس و معه غنم يرعاها بسيد من سادات قريش هو عقبة بن أبي معيط.
كان الناس ينادونه : ( ابن أم عبد ) أما اسمه فهو عبد الله و أما اسم أبوه فمسعود .
* * *

كان الغلام يسمع بأخبار النبي صلي الله عليه و سلم الذي ظهر في قومه فلا يأبه لها لصغر سنه من جهة و لبعده عن المجتمع المكي من جهة أخري فقد دأب على أن يخرج بغنم عقبة منذ البكور ثم لا يرجع بها الا اذا أقبل الليل .

* * *
و في ذات يوم أبصر الغلام المكي عبد الله بن مسعود كهلين عليهما الوقار يتجهان نحوه من بعيد و قد اخذ الجهد منهما كل مأخذ و اشتد عليهما الظمأ حتي جفت منهما الشفاه و الحلوق .
فلما وقفا عليه سلما و قالا :
يا غلام ، احلب لنا من هذه الشياه ما نطفئ به ظمأنا و نبل عروقنا .
فقال : لا افعل فالغنم ليست لي و أنا عليها مؤتمن ……..
فلم ينكر الرجلان قوله ، و بدا علي وجهيهما الرضا عنه .
ثم قال له احدهما :
دلني علي شاة لم ينز عليهما فحل فأشار الغلام الي شاة صغيرة قريبة منه فتقدم منها الرجل و اعتقلها و جعل يمسح ضرعها بيده و هو يذكر عليها اسم الله فنظر اليه الغلام في دهشة و قال في نفسه :
و متي كانت الشياه الصغيرة التي لم تنز عليها الفحول تدر لبنا ؟!.
لكن ضرع الشاة ما لبث أن انتفخ و طفق اللبن ينبثق منه ثرا غزيرا .
فاخذ الرجل الأخر حجرا مجوفا من الأرض و ملأه باللبن و شرب منه هو و صاحبه ثم سقياني معهما ، و أنا لا أكاد اصدق ما أرى ………
فلما ارتوينا ، قال الرجل المبارك لضرع الشاة :
انقبض ………فما زال ينقبض حتي عاد الي ما كان عليه .
عند ذلك قلت للرجل المبارك :
علمني من هذا القول الذي قلته .
فقال لي :انك غلام معلم .

* * *
كانت هذه هي بداية قصة عبد الله بن مسعود مع الاسلام …..
اذ لم يكن الرجل المبارك الا رسول الله صلي الله عليه و سلم و لم يكن صاحبه الا الصديق رضي الله عنه .
فقد نفرا في ذلك اليوم الي شعاب مكة لفرط ما أرهقتهما قريش و لشدة ما أنزلت بهما من بلاء .

* * *
و كما أحب الغلام الرسول الكريم صلي الله عليه و سلم و صاحبه ، و تعلق بمهما ، فقد أعجب الرسول صلي الله عليه و سلم و صاحبه بالغلام و اكبرا أمانته و حزمه و توسما فيه الخير .

* * *

لم يمض غير القليل حتي اسلم عبد الله و عرض نفسه علي رسول الله صلي الله عليه و سلم ليخدمه فوضعه الرسول صلي الله عليه و سلم في خدمته.
و منذ ذلك اليوم انتقل الغلام المحظوظ عبد الله بن مسعود من رعاية الغنم الي خدمة سيد الخلق و الأمم .

* * *

لزم عبد الله رسول الله صلي الله عليه و سلم ملازمة الظل لصاحبه فكان يرافقه في حله و ترحاله و يصاحبه داخل بيته و خارجه …….
اذ كان يوقظه اذا نام و يستره اذا اغتسل و يلبسه نعليه اذا أراد الخروج ، و يخلعهما من قدميه اذا أراد الدخول و يحمل ليه عصاه و سواكه و يلج الحجرة بين يديه اذا أوي الي حجرته …….
بل ان الرسول صلي الله عليه و سلم أذن له بالدخول عليه متي شاء .
و الوقوف علي سره من غير تحرج و لا تأثم ، حتي دعي ( بصاحب سر ) رسول الله صلي الله عليه و سلم .
* * *

ربى عبد الله بن مسعود فى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاهتدى بهديه وتخلق بشمائله وتابعه فى كل خصلة حتى قيل عنه :
انه أقرب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم هديا وسمتا .
* * *

وتعلم ابن مسعود فى مدرسة الرسول صلوات الله عليه فكان من أقرا الصحابة للقرءان وأفقههم لمعانيه وأعلمهم بشرع الله .
ولا أدل على ذلك من حكاية ذلك الرجل الذى أقبل على عمر بن الخطاب وهو واقف (بعرفة) فقال له :
جئت – يا أمير المؤمنين- من ( الكوفة) وتركت بها رجلا يملى المصاحف عن ظهر قلب فغضب عمر غضبا فلما غضب مثله وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتى الرحل وقال :
من هو ويحك ؟!….
قال : عبد الله بن مسعود .
فما زال ينطفىء ويسرى عنه حتى عاد الى حاله ثم قال :
ويحك والله ما أعلم أنه بقى أحد من الناس أحق بهذا الأمر منه وسأحدثك عن ذلك .
واستأنف عمر كلامه فقال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمر ذات ليلة عند أبى بكر ويتفاوضان فى أمر المسلمين وكنت معهما ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا معه فاذا رجل قائم يصلى بالمسجد لم نتبينه …. فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع اليه ثم التفت الينا وقال :
(من سره أن يقرأ القرءان رطبا كما نزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ) …. ثم جلس عبد الله بن مسعود يدعو فجعل الرسول عليه الصلاة والسلام يقول له :
(سل تعطه……سل تعطه)
ثم أتبع عمر يقول :
فقلت فى نفسى : والله لأغدون على عبد الله بن مسعود ولأبشرنه بتأمين الرسول صلى الله عليه وسلم على دعائه فغدوت عليه فبشرته فوجدت أبا بكر قد سبقنى اليه فبشره ….
ولا والله ما سابقت أبا بكر الى خير قط الا سبقنى اليه.
* * *

ولقد بلغ من علم عبد الله بن مسعود بكتاب الله أنه كان يقول :
والله الذى لا اله غيره ما نزلت أية من كتاب الله وأنا أعلم أين نزلت وأعلم فيما نزلت ولو أعلم أن أحدا أعلم منى بكتاب الله تناله المطى لأتيته .
* * *

لم يكن عبد الله بن مسعود مبالغا فيما قاله عن نفسه فهذا عمر بن الخطاب رضى الله عنه يلقى ركبا فى سفر من أسفاره والليل مخيم يحجب الركب بظلامه .
وكان فى الركب عبد الله بن مسعود فأمر عمر رجلا أن يناديهم :
من أين القوم ؟….فأجابه عبد الله : من الفج العميق .
فقال عمر : أين تريدون ؟.
فقال عبد الله : البيت العتيق .
فقال عمر : ان فيهم عالما ….أمر رجلا فناداهم :
أى القرءان أعظم ؟.
فأجابه عبد الله :
(الله لا اله الا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم) .
قال : نادهم أى القرءان أحكم ؟.
فقال عبد الله :
(ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى) .
فقال عمر : نادهم أى القرءان أجمع ؟.
فقال عبد الله :
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) .
فقال عمر : نادهم أى القرءان أخوف ؟.
فقال عبد الله :
(ليس بأمانيكم ولا أمانى أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا) .
فقال عمر : نادهم أى القرءان أرجى ؟.
فقال عبد الله :
(قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو التواب الرحيم).
فقال عمر : نادهم أفيكم عبد الله بن مسعود ؟!.
قالوا : اللهم نعم .
* * *

ولم يكن عبد الله بن مسعود قارئا عالما عابدا زاهدا فحسب وانما كان مع ذلك قويا حازما مجاهدا مقداما اذا جد الجد .
فحسبه أنه أول مسلم على ظهر الأرض جهر بالقرءان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فقد اجتمع يوما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مكة وكانوا قلة مستضعفين فقالوا :
والله ما سمعت قريش هذا القرءان يجهر لها به قط فمن رجل يسمعهم اياه؟!.
فقال عبد الله بن مسعود : أنا أسمعهم اياه .
فقالوا : انا نخشاهم عليك انما نريد رجلا له عشيرة تحميه وتمنعه منهم اذا أرادوه بطش .
فقال : دعونى فان الله سيمنعنى ويحمينى ….
ثم عدا الى المسجد حتى أتى مقام ابراهيم فى الضحى وقريش جلوس حول الكعبة فوقف عند المقام وقرأ :
(بسم الله الرحمن الرحيم – رافعا صوته – الرحمن علم القرءان خلق الانسان علمه البيان(….
ومضى يقرؤها فتأملته قريش وقالت : ماذا قال ابن أم عبد ؟!….
تبا له …. انه يتلو بعض ما جاء به محمد ….
وقاموا اليه وجعلوا يضربون وجهه وهو يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ ثم انصرف الى أصحابه والدم يسيل منه فقالوا له :
هذا الذى خشينا عليك .
فقال : والله ما كان أعداء الله أهون فى عينى منهم الان وان شءتم لأغادينهم بمثله غدا قالوا :
لا حسبك لقد أسمعتهم ما يكرهون .
* * *

عاش عبد الله بن مسعود الى زمن خلافة عثمان رضى الله عنه فلما مرض مرض الموت جاءه عثمان عائدا فقال له :
ما تشتكى ؟.
قال : ذنوبى .
قال : ما تشتهى ؟.
قال : رحمة ربى .
قال : ألا أمر لك بعطائك الذى امتنعت عن أخذه منذ سنين ؟!.
قال : لا حاجه لى به .
قال : يكون لبناتك من بعدك .
قال: أتخشى على بناتى الفقر ؟.
انى أمرتهن أن يقرأن كل ليلة سورة الواقعة ….
وانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
)من قرأ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا(.
* * *

ولما أقبل الليل لحق عبد الله بن مسعود بالرفيق الأعلى ولسانه رطب بذكر الله ندى بأياته البينات .
فصلى عليه جموع من المسلمين فيهم الزبير بن العوام ….
ثم دفن فى البقيع يرحمه الله .
رحم الله عبد الله بن مسعود و جزاه عن الاسلام و المسلمين خير الجزاء.




م/ن



خليجية




خليجية
جزآآك الله خير على طرحك
وبآآرك الله فيك
ماننحرم من تلآلآتـ قلمكــ
ودوآآم إبدآآعكـ
دمتِ بحفظ المولى ورعآآيتــهــ

خليجية



خليجية



التصنيفات
منوعات

الصحابي الجليل عياض بن غنم القرشي .زاد الركاب

خليجية

فاتح العراق عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة القرشي الفهري.ويقال الأشعري وهو ابن عم أبي عبيدة بن الجراح…

وكان من أشراف قريش وهو معروف بالفتوح بالشام

عمره عندما أسلم:

أسلم عياض رضي الله عنه قبل صلح الحديبية- والذي كان سنة 6 من الهجرة – وشهدها…

ومات – رضي الله عنه – سنة 60 وهو ابن ستين سنة، فيكون عمره عندما أسلم على فرض أنه أسلم سنة 5 من الهجرة ؛ يكون عمره عندها خمس وأربعون سنة.

أهم ملامح شخصيته:

الزهد والورع معًا:

لما ولي عياض بن غنم قدم عليه نفر من أهل بيته يطلبون صلته ومعروفه فلقيهم بالبشر فأنزلهم وأكرمهم فأقاموا أياما ثم سألوه في الصلة وأخبروه بما تكلفوا من السفر إليه رجاء معروفه فأعطى كل رجل منهم عشرة دنانير وكانوا خمسة فردوها واستخطوا ونالوا منه فقال أي بني عم والله ما أنكر قرابتكم ولا حقكم ولا بعد شقتكم ولكن والله ما خلصت إلى ما وصلتكم به إلا ببيع خادمي وبيع ما لا غنى لي عنه فاعذروني قالوا الله ما عذرك الله إنك والي نصف الشام وتعطي الرجل منا ما جهده أن يبلغه إلى أهله فقال فتأمروني إن أسرق مال الله فوالله لأن أشق بالمنشار أو وأبرى كما يبرى السفن أحب إلي من أن أخون فلسا أو أتعدى وأحمل على مسلم ظلما أو على معاهد قالوا قد عذرناك في ذات يدك ومقدرتك فولنا أعمالا من أعمالك نؤدي ما يؤدي الناس إليك ونصيب ما يصيبون من المنفعة فأنت تعرف حالنا وأنا ليس نعدو ما جعلت لنا قال والله إني لأعرفكم بالفضل والخير ولكن يبلغ عمر بن الخطاب أني قد وليت نفرا من قومي فيلومني في ذلك ولست أحمل أن يلومني في قليل ولا كثير قالوا قد ولاك أبو عبيدة بن الجراح وأنت منه في القرابة بحيث أنت فأنفذ ذلك عمر ولو وليتنا فبلغ عمر فأنفذه فقال عياض إني لست عند عمر بن الخطاب كأبي عبيدة بن الجراح وإنما أنفذ عمر عهدي على عمل لقول أبي عبيدة في وقد كنت مستورا عند أبي عبيدة فقال في واعلم مني ما أعلم من نفسي ما ذكر ذلك عني فانصرف القوم لائمين لعياض بن غنم.

وكان عياض بن غنم رجلا سمحا وكان يعطي ما يملك لا يعدوه إلى غيره لربما جاءه غلامه فيقول ليس عندنا ما تتغدون به فيقول خذهذا الثوب فبعه الساعة فاشتر به دقيقا فيقول له سبحان الله أفلا تقترض خمسة دراهم من هذا المال الذي في ناحية بيتك إلى غد ولا تبيع ثوبك فيقول والله لأن أدخل يدي في جحر أفعى فتنال مني ما نالت أحب إلي من أن أطمع نفسي في هذا الذي تقول فلا يزال يدفع الشئ بالشئ حتى يأتي وقت رزقه فيأخذه فيوسع فيه فمن أدركه حين يأخذ رزقه غنم ومن تركه أياما لم يجد عنده درهما واحدا…

ومات عياض يوم مات وما له مال ولا عليه دين لأحد…

الجانب القيادي:

حيث أنه قاد عدة فتوحات وتولى عدة ولايات

قال ابن سعد فقال: شهد الحديبية وما بعدها وكان أحد الأمراء الخمسة يوم اليرموك.

وفي تاج العروس: رُوِىَ في بعض الآثار: أَنّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: " رُفِعَتْ لَيْلَةَ أَسْرِيَ بي مدينةٌ فأَعْجَبَتْنِي فقلتُ لجِبْرِيلَ: ما هذهِ المَدِينَةُ؟ فقال: نَصِيبِين. فقلتُ: اللّهم عَجِّلْ فَتْحَها واجْعَلْ فيها بَركةً للمسلمينَ "…….. فتحها عياضُ بْنُ غنم الأَشعري.

ومن البلاد التي فتحها أيضًا الرهاء بضم أوله ممدود مدينة من أرض الجزيرة ودخل أهل سائر الجزيرة فيما دخل فيه أهل الرهاء من الصلح

لما فرغ عياض بن غنم من الجزيرة دخل الدرب فبلغ بدليس فجازها إلى خلاط وصالح بطريقها وانتهى إلى العين الحامضة فلم يتجاوزها وعاد فضمن صاحب بدليس خراج خلاط وجماجمها ثم انصرف إلى الرقة ومضى إلى حمص….

وجاء في معجم البلدان: اجتمع الروم فحاصروا أبا عبيدة بن الجراح والمسلمين بحمص فكتب عمر رضي الله عنه إلى سعد بإمداد أبي عبيدة بالمسلمين من أهل العراق فأرسل إليه الجيوش مع القواد وكان فيهم عياض بن غنم وبلغ الروم الذين بحمص مسير أهل العراق إليهم فخرجوا عن حمص ورجعوا إلى بلادهم فكتب سعد إلى عياض بغزو الجزيرة فغزاها سنة 71 وافتتحها فكانت الجزيرة أسهل البلاد افتتاحا لأن أهلها رأوا أنهم بين العراق والشام وكلاهما بيد المسلمين فأذعنوا بالطاعة فصالحهم على الجزية والخراج فكانت تلك السهول ممتحنة عليهم وعلى من أقام بها من المسلمين.

شدة الكرم والسخاء والجود:

فقيل عنه: كان صالحا فاضلا جواد. وكان يسمى (زاد الركاب) يطعم الناس زاده فإذا نفد الزاد نحر لهم بعيره.

بعض المواقف من حياته مع الصحابة:

عن شريح بن عبيد الحضرمي وغيره قال جلد عياض بن غنم صاحب داريا حين فتحت فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض ثم مكث ليالي فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه ثم قال هشام لعياض ألم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن من أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس فقال عياض بن غنم يا هشام بن حكيم قد سمعنا ما سمعت ورأينا ما رأيت أولم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه له وإنك يا هشام لأنت الجريء إذ تجترئ على سلطان الله فهلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله تبارك وتعالى.

بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:

عن عياض بن غنم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما فإن مات فإلى النار وإن تاب قبل الله منه. وإن شربها الثانية لم تقبل له صلاة أربعين يوما فإن مات فإلى النار وإن تاب قبل الله منه. وإن شربها الثالثة أو الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال ". فقيل: يا رسول الله وما ردغة الخبال قال: " عصارة أهل النار ".

وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تأكلوا الحمر الإنسية

وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من أراد ان ينصح السلطان فلا يبدأه علانية ولكن يأخذ بثوبه وليخل به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الحق الذي عليه

وأخرج ابن مردويه عن عياض بن غنم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قوله: ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كل سوف تعلمون يقول: " لو دخلتم القبور " ثم كلا سوف تعلمون " وقد خرجتم من قبوركم " كلا لو تعلمون علم اليقين في يوم محشركم إلى ربكم لترون الجحيم أي في الآخرة حق اليقين كرأي العين ثم لترونها عين اليقين يوم القيامة ثم لتسألن يومئذ عن النعيم بين يدي ربكم عن بارد الشراب وظلال المساكن وشبع البطون واعتدال الخلق ولذاذة النوم حتى خطبة أحدكم المرأة مع خطاب سواه فزوجها ومنعها غيره "

بعض كلماته:

قال عياض بن غنم:

من مـبـلـغ الأقـــوام أن جـمـوعـــنا =حوت الجزيرة غير ذات رجام

جمعوا الجزيرة والغياب فــنفســــوا =عمن بحمــص غيابة القدام

إن الأعـــــزة والأكارم مـــعشــر= فضوا الجزيرة عن فراج الهـام

غلبوا الملوك على الجزيرة فانتـهوا= عن غزو من يأوي بلاد الشــام

الوفاة:

توفي بالشام سنة 20هـ، وهو ابن 60 سنة.

خليجية




خليجية



خليجية



جزاك الله خيرا