التصنيفات
ادب و خواطر

مابين الهدوء والضجيج قصة واقعية

شُرُوقٌ وَ غُرُوبٌ
وفَجْرٌ بَاسِمٌ بَعْدَ لَيْلٍ طَوِيل
وَ نَسيمٌ عَلِيلٌ يَتْلُو عَاصِفَةً عَارِمَة .

أحْدَاثٌ كَثِيرَةٌ تَتَأجَجُ مَا بَيْنَ الهُدُوِءِ وَالضَجِيج
تُخْبِرُ الَّبِيبَ أنَّ الفَجْرَ يَبْقَى بَاسِماً
وَأنَّ اليْلَ لَمْ يَعهد السَّرْمَد أبداً ,

بَدتِ الشمسُ إلى مَغِيبٍ حَيْثُ مُسْتَقرها خَلْفَ الأُفُقِ البَعِيدِ رَاسِمة ً خُيوط الشَفَق عَلى صفحة ِ السمآءِ ..
هَكَذَا كَانَتْ صَفَحاتُ المَاضِي تُطْوَى بِيدِي
وكَمَا هُوَ لَوْنُ الغُرُوب كان عَبَثِي وَلَهْوِي

فَكُل الظُرُوف التِي أحَاطَتْ بِي كَانَتْ تُؤَهِلُنِي لأنْ أكُونَ فِي مُقَدِمَةِ الفَتَيَاتِ الضَائِعَاتِ

وَ لِي فِي الأسْوِاقِ مَرْتعُ هَوَى

كَأنِّي بِهَا تَرْوِي حِكَايَة مَظْهَرِي وتَبَخْتُرِي

وَلَكُمْ أنْ تَسْألُوا مِرْآتِي عَنِ الوَقْتِ الذَّي أقْضِيهِ مَعَهَا قَبْلَ أنْ أذْهَبَ إلى السُوق ..

كَانَتْ فِي ذِهْنِي تَصَوُرَاتٌ مُنْفَتِحَة عَن مَسْألَةِ الحِجَابِ

كَان لِي فِي حَدِيثِ [ سَعْفَاء الخَدَّيْنِ ] حُجّة وَاهِيَة تُوَاكِبُ بُحُورَ الهَوَى الَّتِي أغْرَقُ فِيهَا .

وجِئتُ عَلى قَدَرٍ إلى ذَلِكَ المَوْعِدِ الذِي ضَرَبْته مَعَ صَدِيقَاتِي

والذي شَهِدَ مِيلَادَ الحَقِيقَة وَإشْعَال أُولَى مَشَاعِلها

لأَتُوبَ إلى رُشْدِي ..

كَانَ الِّقَاء حَافِلاً بِكَثِيرٍ مِنْ المَوَاضِيعِ
نَتَقَلَبُ مِنْ مَوْقِفً الي آخر..

وفِي غَمْرَةِ الحَدِيثِ ..

تَفَجَّرَ النِّقَاشُ

عِنْدَمَا قَالَتْ إِحْدَاهُنَ : إِنَّهَا تَكْشِفُ وَجْهَهَا أمَامَ ابْنَاءِ عُمُومَتِهَا وَأبْنَاءَ أخْوَالِهَا

وهِيَ تَرُدُ عَلَى صَدِيقَتِهَا التِّي حَكَتْ لَهُمْ مَوْقِفاً حَصَلَ لَهَا مَعَ غِطَاءِ وَجْهِهَا

!!!!

انْدَهَشَ بَعْضهم

فَرَاحَتْ تُبَرِرُ ؛ فِعْلَهَا بِأَنَّهَا جَلْسَة عَائِلِيَة

وَالمَسْأِلِة خِلافِية وَالنَّاسُ قُلُوبها بَيْضَاءَ كَمَا أنَّ تَغْطِيَتِي لِوَجْهِي تُنَفِرُهُم مني

فَرَدَتْ هُدَى/ كَيْفَ ذَلِك ؟ لَكِن الحِجَابَ وَاجِب ويَثْبِتُ ذَلِك نُصُوصٌ مِن القُرْآنِ وَالسُنَّة

كَمَا أنَّهُ لَيْسَ صَحِيحَاً أنَّ الحِجَاب يُحْدِث فُرْقَة فِي الأُسْرَة ,

فَفِي مَنْزِلِنَا نَعِيشُ نَحْنُ وَأعْمَامِي جَمِيعَاً وأبناؤهم مَعَ جَدِّي والذي خَصَّصَ يَوْمَ الخَمِيس لاجْتِمَاع الأسْرَة كَامِلة

وَجَمِيعُنَا نَجْلِسُ فِي مَجْلِسٍ وَاحِد , نَكُونُ نَحْنُ فِي طَرَفِ المَجْلسِ بِحِجَابِنَا والحَمْدُ لله
لَمْ يُحْدِثْ أي فُرْقَة .

عَجْعَجَتِ الأَهْوَاءُ فِي ضَلَالِهَا مُدَعِيَّةً أنَّ الحِجَابَ لَيْسَ وَاجِبَاً وَخُصُوصَاً تَغْطِيَةُ الوَجْهِ لأنه لَمْ يَرِد مَا يُثْبِتْ هَذِه المَسْأَلَة
وَبَاَدَرْنَ بِالسُؤَال : مَا قَولُكِ في حَدِيث المَرْأةِ التِي سألَتِ النَّبِيَ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم – وُصِفَتْ بِأَنَّهَا [ سَعْفَاء الخّدَّيْن ] ؟!
كَمَّا أنَّ المَسْألة خِلَافِيَة و .!!

قَالَت : حَسَنَاً , أنَا سَأضْرِبُ لَكُّنّ مثالًا وَأنْتُن اختَرْنَ مَا طَابَ لَكُّنّ ..
الآن الأُسْتَاذَة سَنَاء رَئِيسَة قِسْم الرِّيَاضِيَاتِ فِي الجَّامِعَة وَشَهَادَتُهَا بُروفيسوراه فِي الجَّبْر
والأسْتَاذَة فَاطِمَة أسْتَاذَة الرِّيَاضِيَات بِشهَادَةْ أسْتَاذ مُشْرِف ..
إذا اختَلَفَ علَيْكِ أمْر فِي الرِّيَاضِيَات وَأرَدْتِ الخَبَر اليَقِين فَأنْتِ لا تَمْلِكِينَ وقتا ؛ لأن الاخْتِبَار قَرِيب وتَسْتَطِيعِين التَوَاصُل مَعَ كِلا الأسْتَاذَتَيْن لِمَن تَتَوَجَّهِين ؟ لل أ.سناء أم لل أ.فاطمة ؟!

قُلْنا بِالتَّأْكِيد أ. سناء ….

قَالَت : لِمَاذَا ؟ مَعَ أنَّنَا لَوْ ذَهَبْنَا للأسْتَاذة:.فطِم لَوَجَدْنَا عِنْدَهَا الإِجَابَة أيْضَاً ؟

قُلْنَا : الشَّهَادَة تَخْتَلِف ! وَلَيْسَ هُنَاك مُتَسَع مِنْ الوَقْت كَمَا أنَّ الأسْتَاذَة سَنَاء رَئِيسَة القِّسْم وَالخَبَر الأَكِيد عِنْدَهَا .

قَالَت : حَسَناً , وَإذَا كَانَت إجَابَة السُؤَال مُعَقَدة وأنتِ تَعْلَمِينَ انَّهُ لَوْ أتَى هَذَا السُؤَال رُبَّمَا
نِصْف دَرَجَاتِ الامْتِحَان عَلَيْهِ , مَاذَا تَفْعَلِين ؟

اخْتَلَفَتْ الإِجَابَات بَيْنَ الحِفْظِ وَ الفَهْمِ وَ الغِشِ [ والذِي أصْبَحَ أمْراً هيناً هَذِه الأيَّام والعِيَاذُ بِالله ]
واجْتَمَعُوا فِي تَدْبِيرِ الأمْرِ لِلالتِزَام بِهَذِه الإِجَابة .

قَالَت : و إِذَا مَا كَانَت إِجَابَاتُنَا خَاطِئَة فَسَنَخْسَرُ نِصْفَ دَرَجاتِ الامْتِحَان وَرُبَّمَا نَرْسُب , صَحِيح ؟!
– نَعَم صَحِيح .

قَالت : الدِّينُ كَذَلك
– كَيْفَ ؟

– قَالَت : دَعُونَا نَقِيسُ الأَمْرَ عَلى مَسْألَةِ : الحِجَاب
وعِنْدَنَا اخْتِبَار : اخْتِبَار لِبْسه أوْ خَلْعِه
وعَلَيْه الدَّرَجَة : الثَّوَاب إذَا كَانَت الإِجَابَة صَحِيحَة , عِقَاب إذَا كَانَت الإِجَابَة خَاطِئَة .
والوَقْتُ لا يَسَعُكِ فَلا تَدْرِي نَفْسٌ متَىَ أو بِأَيِّ أرْضٍ تَمُوت
إذن : لِمَاذا تَتَلَقَّفِينَ الإِجَابَة مِن هَذا وذاك وأنتِ تَعْلَمِين أيْن تَجِدِينَ الخَبَر اليَقِين ؟
الآن نَحْنُ اختَلَفَ علَيْنَا امْرٌ فِي الدِّين لِمَاذا نَلْجأ لِطُلَّابِ العِلْم أوْ عَوَامِّ النَّاس وَغَيْرُهُم لِيُفْتُونَنَا وَنَحْنُ نَعْلَم يَقِيناً أنَّ الخَبَر اليَقِين عِنْدَ عُلَمائنا الأفَاضِل ؟!
عُلَمَاؤنا هم المتخَصِصُون فِي مَسَائِل الدِّين فَلا يُؤخَذ الخَبَر اليَقِين إلاَّ مِنْهُم
وعَلَيْه هَذِه الفَتْوى وَأنْتُم تَسْتَطِيعُون الحُكمَ بِقَبُولِه أم لا .. حَيْثُ وَرَدَ سُؤال عَلى سَمَاحَةِ الشَّيْخ عَبْدالله بن جبرين – رَحِمَهُ الّه – :

السُؤال: قَرَأتُ حَدِيثاً عَن الرَّسُول صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم وقَد رَوَاه جَابرُ بن عبْدِ الله رَضْيَ الله عَنْهُ وقَال فِيه: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِي يَوْم العِيد فَبَدَأ بِالصَّلاة قَبْل الخُطْبَة بِلَا آذان وَلَا إِقَامة، ثُم قَام مُتَوَكِئًا عَلَى بِلال فَأمَر بِتَقْوَى الله تَعَالى وَحَث عَلى طَاعَتِه وَوَعَظَ النَّاس وَذَكَّرَّهُم، ثُم مَضَى وأتَى النِّسَاء فَوَعَظَهُن وَذَكَّرَهُن، وَقَال: "يَا مَعْشَر النِّساء تَصَدَّقْنَ فَإِنَكُن أَكْثَر حَطَبِ جَهَنَم"، فقَامَت امْرَأةٌ مِنْ وَسَطِ النِّسَاء، سَعْفَاء الخَّدَيْنِ، فَقَالَت: لِمَ يَا رَسُول الله؟ فَقَال:… إلخ رواه البخاري ومسلم والفظ لمسلم والسؤال عن سَعْفاء الخَّدَيْن وَمَعْنَاهَا أنّ فِيها تَغَيُرًا وَسَوَادًا كَمَا وَرَد، فَإذا كَانَت الصَّحَابِّيَات تَلْبَسْن الغِّطاء كَامِلا وَسَاترًا فَمِن أيْن للرَّاوِي أنْ يَعْرِف أنَّهَا سَعْفَاء الخَّدَيْن؟ أمْ أنْ ذلك كَان قَبْل أن يُفْرَضَ الحِّجَاب ؟

الاجَّابَة

هَذَا الحَدِيث صَحِيح، وَمَعْنى كَوْنِها سَعْفَاء الخَدَّيْن أيْ جَرِيئَة عَلَى الكَلَام لَيْسَ عِنْدَها الاسْتِحْيَاء الذِّي يَتَصِف بِه كَثِير مِنْ النِّسَاء وَيمْتَنِعْن عَنْ مُخَاطَبَةِ الرِّجَال، وَلَيسَ مَعْنَاه أنَّها مَكْشُوفَة الوَجْه؛ فَإِن النِّساء فِي العَهْد النَّبَوِي يَخْرُجْن إلى الصَّلَاة مُتَلَفِعَاتٍ بِمُرُوطِهِن، وَقَد سَأَلَت إِحْدَاهُن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم قَالَت: إحْدَانا لَا يَكُونُ مَعَها جلباب؟ فَقَال: "لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتهِا مِن جُلْبَابِها" فَمَنَعَهَا أنْ تَخْرُجَ بِلا جُلْبَاب لِقَولِ الله تَعالى : (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ) أيْ يَسْتُرْنَ أنْفُسهُن بِمَا فِي ذلك الوَجْه والرَّأسْ والنَّحر وَسَائِر البَدَن، وإنَّمَا أُبِيحَ لِلقَوَاعِد مِنْ النِّسَاء إِلْقَاء الثَوْبِ، يَعْنِي عَدَم سَتْرِ الوَجْه، ومَعَ ذَلِكَ فَقَد قَالَ تَعَالى : (وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ )وذَلك أنَّ لِكُلِ سَاقِطَةٍ لاقِطة، وَأنَّ المَرْأة عَوْرَة وَلَو مَعَ كِبَارِالسِّنِ والله أعْلَم.

ومَعَ أنَ هُدَى نَسَفَت كُل تِلْك الحِجَجَ الوَاهِيَة
إلَّا أنَّ نَزْعَة الشَّيْطَان والهَوَى فَرَضَت عَلَيّ التَكَبُرَ وَرَفْضِ الأَمْرِ وَ الالْتِزَامِ .

بيد انَّنِي كُلَّمَا أرَدْتُ الذَّهَابَ لِلسُوقِ أتَذَكَرُ هَذَا المَوْقِفَ ومَا طُرِحَ فِيه حَرْفَاً حَرْفاً فَأحْيَاناً أتَجَاهَلُه
وأحْيَانَاً يَضِيقُ صَدْرِي فَأمْتَنِع عَنِ الخُرُوجِ فَأنَا لَا أسْتَطِيعُ مُقَابَلَة صَدِيقَاتِي وَأنَا مُرْتَدِيَة عَبَاءتِي عَلى رَأسِي
وإلى مَا لانِهَايَة لَهُ مِنْ وَسوَسَاتِ الشَّيْطَان التِّي لَا تَنْتَهِي .

ولَا زَالَت نَفْسِي بَيْنَ همة ولمّة , وَبَيْنَ قَبُولٍ وَرَفْضٍ حَتَى مَنّ الله عَليّ بَمَوْقفٍ اسْتَطَعْتُ فِيه
أنْ أُكَّسِرَ كُل حَوَاجِز الشَّيطَان التِّي كَانَت تَرْسم أمَامِي صُعُوبَة الأمْرِ وَ بُطْلان حُرْمَتِه ..

كُنْتُ وَصَدِيقَتِي فِي السُوقِ
لَفَتَتْ انْتِباهَنَا امْرَأةٌ كَانَتْ تَلْبَسُ حِجَابَاً كَامِلاً مِنْ رَأْسِهَا حَتَّى أخْمُصِ قَدَمَيْهَا
قِطْعَةٌ سَوْدَاء لا يُرى مِنْهَا أيُّ شَيء …
لَفَتَ انْتِبَاهَنَا فِيهَا خطواتها السَرِيعَة جِداً المُتَفَاوِتَة فَلَقَدْ كَانَتْ تَمْشِي بِطَريقَة لَمْ نَعْهَدْهَا

قَرَّرْنَا أنْ نَتْبَعْهَا >>> !

دَخَلَتْ مَتْجَراً لِلمَلَابِس وَدَخَلْنَا خَلْفَهَا ,, كَانَ المَتْجَر كَبيراً
فِي وَهْلَةٍ ظَنَنَا أنَّنَا أضَعْنَا أثَرَهَا

فَالمَتْجر كبِير وَالنِّسَاءُ كَثِيرَات فِيهِنَ المُحْتَشِم وَالمُتَبَرِج وَعَرَبِّيَاتٍ وَاجْنَبِيَّات
مَرَت بِجَانِبِنَا بِسُرْعَة
أشَرْتُ إلَى صَدِيقَتِي : هَذِه هِيَ , هَذِهِ هِيَ
وَرَكَضْنَا خَلْفَهَا بِسُرْعَة واذَا بِها تُكَلِم البَائِع
اقْترَبْنَا مِنْهَا وَنَحْنُ نَكْتُم ضَحَكَاتِنَا, نُرِيدُ انْ نَعْرِفَ كَيْفَ تَتَكَلَم أكِيد سَتَكُونُ لَهْجَتُهَا مُضْحِكَة كَمَا هِي خُطُوَاتُهَا .
واقْترَبْنَا سَمِعْنا صَوْتَها لَكِن لَم نَفْهَم مَاذَا تُرِيد
اقتَرَبْنَا أكْثَر فَإِذَا بِنَا نَسْمَعُ مَا تَقُول لَكِن وَبَدَلَ أنْ نَضْحَك
ارتَسَمَتْ عَلَامَاتُ الدَّهْشَةِ والحَيَاء عَلى وُجُوهِنَا
هَلْ يُعْقَلُ هَذا ؟؟
إنَّهَا تَتَحَدَّثُ الانْجليزِيَة
نَعَم , فَلَقَد كَانَت أجْنَبِيَة
التَفَتُ عَلى صَدِيقَتِي وَقُلْتُ : أجْنَبِيَة !
قَالَت : نَعَم , وَسَكَتْنَا
كَانَت تُكَلم البَائِع وتُرِيدُ قِطْعَةً ذَاتَ اكْمَامٍ طَويلَة !
لَكِن البَائِع لَمْ يَفْهَم مَاذَا تُرِيد
سألْتُهَاعَنْ مَاذَا تُرِيد؟ وَبَدَأتْ تَشْرَحُ لِي
أخْبَرْتُ البَائِع عَنْ حَاجَتِهَا وَشَكَرَتْنَا
نَبْرَةُ الصَّوْتِ لَيْسَت غَرِيبَةً , أَعْرِفُهَا وَاعْرِفُ هَذِه الطَّرِيقَة فِي تَحْرِيكِ اليَدَيْن
ذَهَبَ البَائِعَ لِيَرَى طَلَبَهَا
وَنَحْنُ طَأطَأنَا رُؤوسَنَا وَخَرَجْنَا مِن المَتْجَر
ظَلَلَنَا نَمْشِي وَنَحْنُ صَامِتَتَانِ
وَلا أعْلَمُ مَاذَا حَصَل لَنَا فَلَقَد شَعَرتُ بِضِيقٍ شَدِيدٍ وَمَلَل لا يُعَادِلُه مَلَلْ
فَقَرنا أنْ نَعُودَ إلى مَنَازِلِنَا .

عُدْتُ إلى المَنْزْلِ ونَفْسِي لا تَسَعُنِي مِنْ شِدَةِ الضِّيق
حَاوَلْتُ أنْ أنَامَ لَمْ أسْتَطِع حَتَّى أنِّي أُكَلِمُ نَفْسِي وأقُول : وَماذَا بِها وإنْ كَانَتْ أجْنَبِيَّة

لَكِن صُورَتَها لَم تَغِب عَنْ ذِهْنِي مُطْلقَاً , الفِكْرَة التِّي كَانَت تَدُورُ فِي ذِهْنِي
هِي أنَّهُ كَيْفَ استَطَاعَتْ أنْ تَلْبَسَ الحِجَاب كَامِلاً وهِيَ تَرَى أنَّ بَنَات المُسْلِمِينَ مُقَصِّرَات أيَّما تَقْصِير فِي هَذا
وكَذَلك كَيْفَ اسْتَطَاعت لِبْس الحِجَاب وهِي لَم تَكُن تَعْرِفُه وَفِي مُجْتَمَعٍ لَا يَعْترِفُ فِيه ولا يَعْرِفُه
, لَم يَكُن ذَلِك سَيرْدَعُهَا عَن لِبس الحِجَاب
فَهِي غَيَرَت نَمَطَ حَيَاتِهَا بِالكَامِل ولَم يَصْعُبْ عَلَيْها وأنَا التِّي أعِيشُ فِي مُجْتَمَعٍ يَعْرِفُ الحِجَاب مِنْ قَبْلِ أنْ أولَد
أخْشَى مِن كَلاَم الصَّدِيقَاتِ والقَرِيبَاتِ حَتَّى أُمِي وأبِي لَنْ يُمَانِعُوا فَأنَا حُرَةٌ أفْعَلُ مَا أشَّاء
وَظَلتُ أفَكِرُ بِهَا طُولَ اليلِ

وفِي الثُلُثِ الأَخِير مِن اليلِ والسَّاعَةُ تَقْتَرِبُ مِن الثالثة والنِّصْف إذَا بِجَوَالِي يَرِن
إنَّهَا صَدِيقَتِي , غَرِيب لِمَاذَا لَم تَنَم حَتَّى الآن ؟
– لِمَاذَا لَمْ تَنَامِي حَتَّى الآن ؟
– لا أعْلَم لَمْ أسْتَطِع ان أنَام
– وأنتِ ؟
– دَعِيكِ مِنِّي , أرِيد أنْ أكَلِمَك فِي أمْر
– فِي هَذِه السَّاعة ؟
– نَعَم
– تَفَضَّلِي
– ما رَأيُكِ بِمَا شَاهَدْنَاهُ اليَوم ؟
– مَاذا ؟
– أنتِ تَعْرِفِين , لَم أسْتَطِع النَّوم فَمَنْظَرُ تِلك الأجْنَبِيَة لا يَزَالُ يُحَاكِي نَاظِريّ
– وأنا كَذلِك لَم تَغِب عَن بَالِي مُطْلقَاً
– ألَم تَعْرِفيهَا ؟
– مَن ؟
– الأجْنَبِية
– لا أعْلَم , طَرِيقَتُهَا ونَبْرَة صَوْتِهَا لَيْسَت غَرِيبَة عَليّ لَكِن لَم أتَعَرَّفْهَا
– هَذِه إلِيزَا
– إليزَا ؟ مُعَلِمَة السَّنَة التَحْضِيرِيَة فِي الجَامِعَة ؟
– نَعَم عَرفْتُهَا مِن طَرِيقَة تَوْضيِحهَا بِيَدَيْهَا فَلَقَد كَانَت مُعَلِمَتِي فِي السَّنة التَحْضِيرِيَة
– يا الله ! فِعْلاً حَتَّى صَوْتُها مِثل صَوْت أ.إليزا

وطَالَ الحَدِيث بيني وَبَينِ صَدِيقَتِي حَوْل إِعْجَابِنَا بِهَا وَكَيْف أنَّنَا مُقَصِرَات ومَا إلى ذلك
فَنَفْسُ الأفْكَار كَانَت عِنْدَ صَدِيقَتِي لَكِن الفَرْق بَيْنِي وَبَيْنَ صَدِيقتِي انَّهَا تُحَاول تَجاهُل الأمْرِ وانا لَم أسْتَطِع تَجَاهُلَهُ
فَكَلِمات هدى لَم تَزَل تَرِنُ فِي أذُنِي والمَوْقِفُ اليَوم يَزِيد فِي قَلْبِي القَنَاعَات التِي لَم أُبْدِهَا لأحدٍ ابداً
أغْلَقْتُ السَمَاعَة , وفِي قَلْبِي رَغْبَة شَدِيدَة فِي لبس الحِجَاب
لقَد كَانَت تِلك اليلة وقْفَة حَقِيقيَةً مَعَ نفْسِي , فالبَيَانُ وَاضِح والإصْرَارُ مِن نَفْسٍ لَمْ تُفْطَر عَلى الإِسْلاَم ودَخَلت فِيه يَزِيد المَوْقِفَ حِدّه والعِزّة بَدَأتْ تَتَفَجر فِي أعْمَاقِ مُؤمِنَة مُسْلِمَة فُطِرَت على الإسْلَام
حَتى وإنْ اخْتَلَفَت النَّظَرِيَات يبْقَى الحِجَاب أمْراً شَرْعِياً مَفْروضَاً , سَواءً أرَأوْهُ واجبًا أو مستحبَّا يَبْقَى الأمْر الرَّبَانِي الشَّرْعِي هُو الأصْلَح والأنْفَع لِكُل المُجْتَمَعَات , كَيف لا وَهُو مِمَن خَلَق السمَاوَات والأرْض
ويَعْلَمُ خَائِنَة الأعْيُنِ ومَا تُخْفِي الصُدُور ؟!كُلُ مَا يَحْدُث فِي العَالَم خَيرُ دَلِيلٍ عَلى أنَّ النِّظَام الإسْلَامِي نِظَام مُتَكَامل نَاجِح..
فَكَيْف أحِيدُ عن دَرْبٍ اخْتَارَه رَبِي لِي ؟!

ولَم يَقْطَع عَليّ حَبْل أفْكَاري
إلا صَوْتُ المُؤَذِن الذِّي حَرَّك فِي دَاخِلِي كُل مَعَانِي الانْقِيَاد واليَقِين
فَكان ذلِك الفَجْر " فَجْرُ السَّعَادَة فِي حيَاتِي "
و أنَا الآن مُلْتَزمة بِحِجَابِي , وكَم أشْعُر بِالفَخْرِ والاعْتِزَاز
لأنَنَّي استَطَعْتُ أنْ أحَطِمَ كُل حَواجِز الهَوَى التِي كَانَت بالنِّسبَةِ لِي حَواجِز
مُسْتَحِيلَة التحْطِيم …

أُخَيّة :
كَم هِيَ جَمِيلَةٌ تِلْك الحْظة التِّي تَنْتَصِرِينَ فِيهَا عَلَى هَوَاكِ.




التصنيفات
الاستشارات الخاصة و استشارات الصحة و الطب

الضجيج

يحيط الضجيج بالناس من كل جانب، إذ يصدر الضجيج من أجهزة التلفزيون ومن الراديو ومن السيارات ومن الغسالة الآلية. إن الأصوات المؤذية هي الأصوات المرتفعة جداً أو الأصوات المرتفعة التي تستمر فترةً طويلةً، إذ يمكن أن تدمر الأجزاء الحساسة في الأذن الداخلية وتسبب الصمم الناتج عن الضجيج.

يتعرض كثير من الناس إلى مستويات خطرة من الصوت. إن مستويات الصوت الخطرة هي تلك التي تكون أعلى من 80 ديسيبل، وهي ليست بارتفاع ضوضاء السير في شارع مزدحم مثلاً. إن الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة، خصوصاً بواسطة سماعة الرأس، سبب مألوف للإصابة بالصمم الناتج عن الضجيج. إن المحافظة على مستوى صوت منخفض عند الاستماع للموسيقى، ووضع سدادات الأذنين عند استعمال المعدات التي تصدر مستوى مرتفعاً من الضجيج يمكن أن يساعد على حماية حاسة السمع.




التصنيفات
منتدى اسلامي

ما بين الهدوء والضجيج xx قصة واقعية

بسم الله الرحمن الرحيم

اقرائي واحتسبي

شُرُوقٌ وَ غُرُوبٌ
وفَجْرٌ بَاسِمٌ بَعْدَ لَيْلٍ طَوِيل
وَ نَسيمٌ عَلِيلٌ يَتْلُو عَاصِفَةً عَارِمَة .

أحْدَاثٌ كَثِيرَةٌ تَتَأجَجُ مَا بَيْنَ الهُدُوِءِ وَالضَجِيج
تُخْبِرُ الَّبِيبَ أنَّ الفَجْرَ يَبْقَى بَاسِماً
وَأنَّ اليْلَ لَمْ يَعهد السَّرْمَد أبداً ,

………………………… ……………….. …………………..

بَدتِ الشمسُ إلى مَغِيبٍ حَيْثُ مُسْتَقرها خَلْفَ الأُفُقِ البَعِيدِ رَاسِمة ً خُيوط الشَفَق عَلى صفحة ِ السمآءِ ..
هَكَذَا كَانَتْ صَفَحاتُ المَاضِي تُطْوَى بِيدِي
وكَمَا هُوَ لَوْنُ الغُرُوب كان عَبَثِي وَلَهْوِي

فَكُل الظُرُوف التِي أحَاطَتْ بِي كَانَتْ تُؤَهِلُنِي لأنْ أكُونَ فِي مُقَدِمَةِ الفَتَيَاتِ الضَائِعَاتِ

وَ لِي فِي الأسْوِاقِ مَرْتعُ هَوَى

كَأنِّي بِهَا تَرْوِي حِكَايَة مَظْهَرِي وتَبَخْتُرِي

وَلَكُمْ أنْ تَسْألُوا مِرْآتِي عَنِ الوَقْتِ الذَّي أقْضِيهِ مَعَهَا قَبْلَ أنْ أذْهَبَ إلى السُوق ..

كَانَتْ فِي ذِهْنِي تَصَوُرَاتٌ مُنْفَتِحَة عَن مَسْألَةِ الحِجَابِ

كَان لِي فِي حَدِيثِ [ سَعْفَاء الخَدَّيْنِ ] حُجّة وَاهِيَة تُوَاكِبُ بُحُورَ الهَوَى الَّتِي أغْرَقُ فِيهَا .

وجِئتُ عَلى قَدَرٍ إلى ذَلِكَ المَوْعِدِ الذِي ضَرَبْته مَعَ صَدِيقَاتِي

والذي شَهِدَ مِيلَادَ الحَقِيقَة وَإشْعَال أُولَى مَشَاعِلها

لأَتُوبَ إلى رُشْدِي ..

كَانَ الِّقَاء حَافِلاً بِكَثِيرٍ مِنْ المَوَاضِيعِ
نَتَقَلَبُ مِنْ مَوْقِفً الي آخر..

وفِي غَمْرَةِ الحَدِيثِ ..

تَفَجَّرَ النِّقَاشُ

عِنْدَمَا قَالَتْ إِحْدَاهُنَ : إِنَّهَا تَكْشِفُ وَجْهَهَا أمَامَ ابْنَاءِ عُمُومَتِهَا وَأبْنَاءَ أخْوَالِهَا

وهِيَ تَرُدُ عَلَى صَدِيقَتِهَا التِّي حَكَتْ لَهُمْ مَوْقِفاً حَصَلَ لَهَا مَعَ غِطَاءِ وَجْهِهَا

!!!!

انْدَهَشَ بَعْضهم

فَرَاحَتْ تُبَرِرُ ؛ فِعْلَهَا بِأَنَّهَا جَلْسَة عَائِلِيَة

وَالمَسْأِلِة خِلافِية وَالنَّاسُ قُلُوبها بَيْضَاءَ كَمَا أنَّ تَغْطِيَتِي لِوَجْهِي تُنَفِرُهُم مني

فَرَدَتْ هُدَى/ كَيْفَ ذَلِك ؟ لَكِن الحِجَابَ وَاجِب ويَثْبِتُ ذَلِك نُصُوصٌ مِن القُرْآنِ وَالسُنَّة
………………………… ……………….. ………………

كَمَا أنَّهُ لَيْسَ صَحِيحَاً أنَّ الحِجَاب يُحْدِث فُرْقَة فِي الأُسْرَة ,

فَفِي مَنْزِلِنَا نَعِيشُ نَحْنُ وَأعْمَامِي جَمِيعَاً وأبناؤهم مَعَ جَدِّي والذي خَصَّصَ يَوْمَ الخَمِيس لاجْتِمَاع الأسْرَة كَامِلة

وَجَمِيعُنَا نَجْلِسُ فِي مَجْلِسٍ وَاحِد , نَكُونُ نَحْنُ فِي طَرَفِ المَجْلسِ بِحِجَابِنَا والحَمْدُ لله
لَمْ يُحْدِثْ أي فُرْقَة .

عَجْعَجَتِ الأَهْوَاءُ فِي ضَلَالِهَا مُدَعِيَّةً أنَّ الحِجَابَ لَيْسَ وَاجِبَاً وَخُصُوصَاً تَغْطِيَةُ الوَجْهِ لأنه لَمْ يَرِد مَا يُثْبِتْ هَذِه المَسْأَلَة
وَبَاَدَرْنَ بِالسُؤَال : مَا قَولُكِ في حَدِيث المَرْأةِ التِي سألَتِ النَّبِيَ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم – وُصِفَتْ بِأَنَّهَا [ سَعْفَاء الخّدَّيْن ] ؟!
كَمَّا أنَّ المَسْألة خِلَافِيَة و .!!

قَالَت : حَسَنَاً , أنَا سَأضْرِبُ لَكُّنّ مثالًا وَأنْتُن اختَرْنَ مَا طَابَ لَكُّنّ ..
الآن الأُسْتَاذَة سَنَاء رَئِيسَة قِسْم الرِّيَاضِيَاتِ فِي الجَّامِعَة وَشَهَادَتُهَا بُروفيسوراه فِي الجَّبْر
والأسْتَاذَة فَاطِمَة أسْتَاذَة الرِّيَاضِيَات بِشهَادَةْ أسْتَاذ مُشْرِف ..
إذا اختَلَفَ علَيْكِ أمْر فِي الرِّيَاضِيَات وَأرَدْتِ الخَبَر اليَقِين فَأنْتِ لا تَمْلِكِينَ وقتا ؛ لأن الاخْتِبَار قَرِيب وتَسْتَطِيعِين التَوَاصُل مَعَ كِلا الأسْتَاذَتَيْن لِمَن تَتَوَجَّهِين ؟ لل أ.سناء أم لل أ.فاطمة ؟!

قُلْنا بِالتَّأْكِيد أ. سناء ….

قَالَت : لِمَاذَا ؟ مَعَ أنَّنَا لَوْ ذَهَبْنَا للأسْتَاذة:.فطِم لَوَجَدْنَا عِنْدَهَا الإِجَابَة أيْضَاً ؟

قُلْنَا : الشَّهَادَة تَخْتَلِف ! وَلَيْسَ هُنَاك مُتَسَع مِنْ الوَقْت كَمَا أنَّ الأسْتَاذَة سَنَاء رَئِيسَة القِّسْم وَالخَبَر الأَكِيد عِنْدَهَا .

قَالَت : حَسَناً , وَإذَا كَانَت إجَابَة السُؤَال مُعَقَدة وأنتِ تَعْلَمِينَ انَّهُ لَوْ أتَى هَذَا السُؤَال رُبَّمَا
نِصْف دَرَجَاتِ الامْتِحَان عَلَيْهِ , مَاذَا تَفْعَلِين ؟

اخْتَلَفَتْ الإِجَابَات بَيْنَ الحِفْظِ وَ الفَهْمِ وَ الغِشِ [ والذِي أصْبَحَ أمْراً هيناً هَذِه الأيَّام والعِيَاذُ بِالله ]
واجْتَمَعُوا فِي تَدْبِيرِ الأمْرِ لِلالتِزَام بِهَذِه الإِجَابة .

قَالَت : و إِذَا مَا كَانَت إِجَابَاتُنَا خَاطِئَة فَسَنَخْسَرُ نِصْفَ دَرَجاتِ الامْتِحَان وَرُبَّمَا نَرْسُب , صَحِيح ؟!
– نَعَم صَحِيح .

قَالت : الدِّينُ كَذَلك
– كَيْفَ ؟

– قَالَت : دَعُونَا نَقِيسُ الأَمْرَ عَلى مَسْألَةِ : الحِجَاب
وعِنْدَنَا اخْتِبَار : اخْتِبَار لِبْسه أوْ خَلْعِه
وعَلَيْه الدَّرَجَة : الثَّوَاب إذَا كَانَت الإِجَابَة صَحِيحَة , عِقَاب إذَا كَانَت الإِجَابَة خَاطِئَة .
والوَقْتُ لا يَسَعُكِ فَلا تَدْرِي نَفْسٌ متَىَ أو بِأَيِّ أرْضٍ تَمُوت
إذن : لِمَاذا تَتَلَقَّفِينَ الإِجَابَة مِن هَذا وذاك وأنتِ تَعْلَمِين أيْن تَجِدِينَ الخَبَر اليَقِين ؟
الآن نَحْنُ اختَلَفَ علَيْنَا امْرٌ فِي الدِّين لِمَاذا نَلْجأ لِطُلَّابِ العِلْم أوْ عَوَامِّ النَّاس وَغَيْرُهُم لِيُفْتُونَنَا وَنَحْنُ نَعْلَم يَقِيناً أنَّ الخَبَر اليَقِين عِنْدَ عُلَمائنا الأفَاضِل ؟!
عُلَمَاؤنا هم المتخَصِصُون فِي مَسَائِل الدِّين فَلا يُؤخَذ الخَبَر اليَقِين إلاَّ مِنْهُم
وعَلَيْه هَذِه الفَتْوى وَأنْتُم تَسْتَطِيعُون الحُكمَ بِقَبُولِه أم لا .. حَيْثُ وَرَدَ سُؤال عَلى سَمَاحَةِ الشَّيْخ عَبْدالله بن جبرين – رَحِمَهُ الّه – :
………………………… ……………….. ………………..ز

السُؤال: قَرَأتُ حَدِيثاً عَن الرَّسُول صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم وقَد رَوَاه جَابرُ بن عبْدِ الله رَضْيَ الله عَنْهُ وقَال فِيه: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِي يَوْم العِيد فَبَدَأ بِالصَّلاة قَبْل الخُطْبَة بِلَا آذان وَلَا إِقَامة، ثُم قَام مُتَوَكِئًا عَلَى بِلال فَأمَر بِتَقْوَى الله تَعَالى وَحَث عَلى طَاعَتِه وَوَعَظَ النَّاس وَذَكَّرَّهُم، ثُم مَضَى وأتَى النِّسَاء فَوَعَظَهُن وَذَكَّرَهُن، وَقَال: "يَا مَعْشَر النِّساء تَصَدَّقْنَ فَإِنَكُن أَكْثَر حَطَبِ جَهَنَم"، فقَامَت امْرَأةٌ مِنْ وَسَطِ النِّسَاء، سَعْفَاء الخَّدَيْنِ، فَقَالَت: لِمَ يَا رَسُول الله؟ فَقَال:… إلخ رواه البخاري ومسلم والفظ لمسلم والسؤال عن سَعْفاء الخَّدَيْن وَمَعْنَاهَا أنّ فِيها تَغَيُرًا وَسَوَادًا كَمَا وَرَد، فَإذا كَانَت الصَّحَابِّيَات تَلْبَسْن الغِّطاء كَامِلا وَسَاترًا فَمِن أيْن للرَّاوِي أنْ يَعْرِف أنَّهَا سَعْفَاء الخَّدَيْن؟ أمْ أنْ ذلك كَان قَبْل أن يُفْرَضَ الحِّجَاب ؟

الاجَّابَة

هَذَا الحَدِيث صَحِيح، وَمَعْنى كَوْنِها سَعْفَاء الخَدَّيْن أيْ جَرِيئَة عَلَى الكَلَام لَيْسَ عِنْدَها الاسْتِحْيَاء الذِّي يَتَصِف بِه كَثِير مِنْ النِّسَاء وَيمْتَنِعْن عَنْ مُخَاطَبَةِ الرِّجَال، وَلَيسَ مَعْنَاه أنَّها مَكْشُوفَة الوَجْه؛ فَإِن النِّساء فِي العَهْد النَّبَوِي يَخْرُجْن إلى الصَّلَاة مُتَلَفِعَاتٍ بِمُرُوطِهِن، وَقَد سَأَلَت إِحْدَاهُن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم قَالَت: إحْدَانا لَا يَكُونُ مَعَها جلباب؟ فَقَال: "لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتهِا مِن جُلْبَابِها" فَمَنَعَهَا أنْ تَخْرُجَ بِلا جُلْبَاب لِقَولِ الله تَعالى : (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ) أيْ يَسْتُرْنَ أنْفُسهُن بِمَا فِي ذلك الوَجْه والرَّأسْ والنَّحر وَسَائِر البَدَن، وإنَّمَا أُبِيحَ لِلقَوَاعِد مِنْ النِّسَاء إِلْقَاء الثَوْبِ، يَعْنِي عَدَم سَتْرِ الوَجْه، ومَعَ ذَلِكَ فَقَد قَالَ تَعَالى : (وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ )وذَلك أنَّ لِكُلِ سَاقِطَةٍ لاقِطة، وَأنَّ المَرْأة عَوْرَة وَلَو مَعَ كِبَارِالسِّنِ والله أعْلَم.

………………………… ……………….. ………….

ومَعَ أنَ هُدَى نَسَفَت كُل تِلْك الحِجَجَ الوَاهِيَة
إلَّا أنَّ نَزْعَة الشَّيْطَان والهَوَى فَرَضَت عَلَيّ التَكَبُرَ وَرَفْضِ الأَمْرِ وَ الالْتِزَامِ .

بيد انَّنِي كُلَّمَا أرَدْتُ الذَّهَابَ لِلسُوقِ أتَذَكَرُ هَذَا المَوْقِفَ ومَا طُرِحَ فِيه حَرْفَاً حَرْفاً فَأحْيَاناً أتَجَاهَلُه
وأحْيَانَاً يَضِيقُ صَدْرِي فَأمْتَنِع عَنِ الخُرُوجِ فَأنَا لَا أسْتَطِيعُ مُقَابَلَة صَدِيقَاتِي وَأنَا مُرْتَدِيَة عَبَاءتِي عَلى رَأسِي
وإلى مَا لانِهَايَة لَهُ مِنْ وَسوَسَاتِ الشَّيْطَان التِّي لَا تَنْتَهِي .

ولَا زَالَت نَفْسِي بَيْنَ همة ولمّة , وَبَيْنَ قَبُولٍ وَرَفْضٍ حَتَى مَنّ الله عَليّ بَمَوْقفٍ اسْتَطَعْتُ فِيه
أنْ أُكَّسِرَ كُل حَوَاجِز الشَّيطَان التِّي كَانَت تَرْسم أمَامِي صُعُوبَة الأمْرِ وَ بُطْلان حُرْمَتِه ..

………………………… ……………….. ……..

كُنْتُ وَصَدِيقَتِي فِي السُوقِ
لَفَتَتْ انْتِباهَنَا امْرَأةٌ كَانَتْ تَلْبَسُ حِجَابَاً كَامِلاً مِنْ رَأْسِهَا حَتَّى أخْمُصِ قَدَمَيْهَا
قِطْعَةٌ سَوْدَاء لا يُرى مِنْهَا أيُّ شَيء …
لَفَتَ انْتِبَاهَنَا فِيهَا خطواتها السَرِيعَة جِداً المُتَفَاوِتَة فَلَقَدْ كَانَتْ تَمْشِي بِطَريقَة لَمْ نَعْهَدْهَا

قَرَّرْنَا أنْ نَتْبَعْهَا >>> !

دَخَلَتْ مَتْجَراً لِلمَلَابِس وَدَخَلْنَا خَلْفَهَا ,, كَانَ المَتْجَر كَبيراً
فِي وَهْلَةٍ ظَنَنَا أنَّنَا أضَعْنَا أثَرَهَا

فَالمَتْجر كبِير وَالنِّسَاءُ كَثِيرَات فِيهِنَ المُحْتَشِم وَالمُتَبَرِج وَعَرَبِّيَاتٍ وَاجْنَبِيَّات
مَرَت بِجَانِبِنَا بِسُرْعَة
أشَرْتُ إلَى صَدِيقَتِي : هَذِه هِيَ , هَذِهِ هِيَ
وَرَكَضْنَا خَلْفَهَا بِسُرْعَة واذَا بِها تُكَلِم البَائِع
اقْترَبْنَا مِنْهَا وَنَحْنُ نَكْتُم ضَحَكَاتِنَا, نُرِيدُ انْ نَعْرِفَ كَيْفَ تَتَكَلَم أكِيد سَتَكُونُ لَهْجَتُهَا مُضْحِكَة كَمَا هِي خُطُوَاتُهَا .
واقْترَبْنَا سَمِعْنا صَوْتَها لَكِن لَم نَفْهَم مَاذَا تُرِيد
اقتَرَبْنَا أكْثَر فَإِذَا بِنَا نَسْمَعُ مَا تَقُول لَكِن وَبَدَلَ أنْ نَضْحَك
ارتَسَمَتْ عَلَامَاتُ الدَّهْشَةِ والحَيَاء عَلى وُجُوهِنَا
هَلْ يُعْقَلُ هَذا ؟؟
إنَّهَا تَتَحَدَّثُ الانْجليزِيَة
نَعَم , فَلَقَد كَانَت أجْنَبِيَة
التَفَتُ عَلى صَدِيقَتِي وَقُلْتُ : أجْنَبِيَة !
قَالَت : نَعَم , وَسَكَتْنَا
كَانَت تُكَلم البَائِع وتُرِيدُ قِطْعَةً ذَاتَ اكْمَامٍ طَويلَة !
لَكِن البَائِع لَمْ يَفْهَم مَاذَا تُرِيد
سألْتُهَاعَنْ مَاذَا تُرِيد؟ وَبَدَأتْ تَشْرَحُ لِي
أخْبَرْتُ البَائِع عَنْ حَاجَتِهَا وَشَكَرَتْنَا
نَبْرَةُ الصَّوْتِ لَيْسَت غَرِيبَةً , أَعْرِفُهَا وَاعْرِفُ هَذِه الطَّرِيقَة فِي تَحْرِيكِ اليَدَيْن
ذَهَبَ البَائِعَ لِيَرَى طَلَبَهَا
وَنَحْنُ طَأطَأنَا رُؤوسَنَا وَخَرَجْنَا مِن المَتْجَر
ظَلَلَنَا نَمْشِي وَنَحْنُ صَامِتَتَانِ
وَلا أعْلَمُ مَاذَا حَصَل لَنَا فَلَقَد شَعَرتُ بِضِيقٍ شَدِيدٍ وَمَلَل لا يُعَادِلُه مَلَلْ
فَقَرنا أنْ نَعُودَ إلى مَنَازِلِنَا .

………………………… ……………….. ……..

عُدْتُ إلى المَنْزْلِ ونَفْسِي لا تَسَعُنِي مِنْ شِدَةِ الضِّيق
حَاوَلْتُ أنْ أنَامَ لَمْ أسْتَطِع حَتَّى أنِّي أُكَلِمُ نَفْسِي وأقُول : وَماذَا بِها وإنْ كَانَتْ أجْنَبِيَّة

لَكِن صُورَتَها لَم تَغِب عَنْ ذِهْنِي مُطْلقَاً , الفِكْرَة التِّي كَانَت تَدُورُ فِي ذِهْنِي
هِي أنَّهُ كَيْفَ استَطَاعَتْ أنْ تَلْبَسَ الحِجَاب كَامِلاً وهِيَ تَرَى أنَّ بَنَات المُسْلِمِينَ مُقَصِّرَات أيَّما تَقْصِير فِي هَذا
وكَذَلك كَيْفَ اسْتَطَاعت لِبْس الحِجَاب وهِي لَم تَكُن تَعْرِفُه وَفِي مُجْتَمَعٍ لَا يَعْترِفُ فِيه ولا يَعْرِفُه
, لَم يَكُن ذَلِك سَيرْدَعُهَا عَن لِبس الحِجَاب
فَهِي غَيَرَت نَمَطَ حَيَاتِهَا بِالكَامِل ولَم يَصْعُبْ عَلَيْها وأنَا التِّي أعِيشُ فِي مُجْتَمَعٍ يَعْرِفُ الحِجَاب مِنْ قَبْلِ أنْ أولَد
أخْشَى مِن كَلاَم الصَّدِيقَاتِ والقَرِيبَاتِ حَتَّى أُمِي وأبِي لَنْ يُمَانِعُوا فَأنَا حُرَةٌ أفْعَلُ مَا أشَّاء
وَظَلتُ أفَكِرُ بِهَا طُولَ اليلِ

وفِي الثُلُثِ الأَخِير مِن اليلِ والسَّاعَةُ تَقْتَرِبُ مِن الثالثة والنِّصْف إذَا بِجَوَالِي يَرِن
إنَّهَا صَدِيقَتِي , غَرِيب لِمَاذَا لَم تَنَم حَتَّى الآن ؟
– لِمَاذَا لَمْ تَنَامِي حَتَّى الآن ؟
– لا أعْلَم لَمْ أسْتَطِع ان أنَام
– وأنتِ ؟
– دَعِيكِ مِنِّي , أرِيد أنْ أكَلِمَك فِي أمْر
– فِي هَذِه السَّاعة ؟
– نَعَم
– تَفَضَّلِي
– ما رَأيُكِ بِمَا شَاهَدْنَاهُ اليَوم ؟
– مَاذا ؟
– أنتِ تَعْرِفِين , لَم أسْتَطِع النَّوم فَمَنْظَرُ تِلك الأجْنَبِيَة لا يَزَالُ يُحَاكِي نَاظِريّ
– وأنا كَذلِك لَم تَغِب عَن بَالِي مُطْلقَاً
– ألَم تَعْرِفيهَا ؟
– مَن ؟
– الأجْنَبِية
– لا أعْلَم , طَرِيقَتُهَا ونَبْرَة صَوْتِهَا لَيْسَت غَرِيبَة عَليّ لَكِن لَم أتَعَرَّفْهَا
– هَذِه إلِيزَا
– إليزَا ؟ مُعَلِمَة السَّنَة التَحْضِيرِيَة فِي الجَامِعَة ؟
– نَعَم عَرفْتُهَا مِن طَرِيقَة تَوْضيِحهَا بِيَدَيْهَا فَلَقَد كَانَت مُعَلِمَتِي فِي السَّنة التَحْضِيرِيَة
– يا الله ! فِعْلاً حَتَّى صَوْتُها مِثل صَوْت أ.إليزا

وطَالَ الحَدِيث بيني وَبَينِ صَدِيقَتِي حَوْل إِعْجَابِنَا بِهَا وَكَيْف أنَّنَا مُقَصِرَات ومَا إلى ذلك
فَنَفْسُ الأفْكَار كَانَت عِنْدَ صَدِيقَتِي لَكِن الفَرْق بَيْنِي وَبَيْنَ صَدِيقتِي انَّهَا تُحَاول تَجاهُل الأمْرِ وانا لَم أسْتَطِع تَجَاهُلَهُ
فَكَلِمات هدى لَم تَزَل تَرِنُ فِي أذُنِي والمَوْقِفُ اليَوم يَزِيد فِي قَلْبِي القَنَاعَات التِي لَم أُبْدِهَا لأحدٍ ابداً
أغْلَقْتُ السَمَاعَة , وفِي قَلْبِي رَغْبَة شَدِيدَة فِي لبس الحِجَاب
لقَد كَانَت تِلك اليلة وقْفَة حَقِيقيَةً مَعَ نفْسِي , فالبَيَانُ وَاضِح والإصْرَارُ مِن نَفْسٍ لَمْ تُفْطَر عَلى الإِسْلاَم ودَخَلت فِيه يَزِيد المَوْقِفَ حِدّه والعِزّة بَدَأتْ تَتَفَجر فِي أعْمَاقِ مُؤمِنَة مُسْلِمَة فُطِرَت على الإسْلَام
حَتى وإنْ اخْتَلَفَت النَّظَرِيَات يبْقَى الحِجَاب أمْراً شَرْعِياً مَفْروضَاً , سَواءً أرَأوْهُ واجبًا أو مستحبَّا يَبْقَى الأمْر الرَّبَانِي الشَّرْعِي هُو الأصْلَح والأنْفَع لِكُل المُجْتَمَعَات , كَيف لا وَهُو مِمَن خَلَق السمَاوَات والأرْض
ويَعْلَمُ خَائِنَة الأعْيُنِ ومَا تُخْفِي الصُدُور ؟!كُلُ مَا يَحْدُث فِي العَالَم خَيرُ دَلِيلٍ عَلى أنَّ النِّظَام الإسْلَامِي نِظَام مُتَكَامل نَاجِح..
فَكَيْف أحِيدُ عن دَرْبٍ اخْتَارَه رَبِي لِي ؟!

………………………… ……………….. ………..

ولَم يَقْطَع عَليّ حَبْل أفْكَاري
إلا صَوْتُ المُؤَذِن الذِّي حَرَّك فِي دَاخِلِي كُل مَعَانِي الانْقِيَاد واليَقِين
فَكان ذلِك الفَجْر " فَجْرُ السَّعَادَة فِي حيَاتِي "
و أنَا الآن مُلْتَزمة بِحِجَابِي , وكَم أشْعُر بِالفَخْرِ والاعْتِزَاز
لأنَنَّي استَطَعْتُ أنْ أحَطِمَ كُل حَواجِز الهَوَى التِي كَانَت بالنِّسبَةِ لِي حَواجِز
مُسْتَحِيلَة التحْطِيم …

………………………… ……………….. ……………

أُخَيّة :
كَم هِيَ جَمِيلَةٌ تِلْك الحْظة التِّي تَنْتَصِرِينَ فِيهَا عَلَى هَوَاكِ.

منقول