التصنيفات
منتدى اسلامي

هل تذوقتي حلاوه منجاة رب العباد

خليجية

هـــــــــل تذوقت يوما حلاوة مناجاة رب العباد في ظلمات الليل والناس نيام وأنت تجلس وحيداً وتناجي رب العباد , أنيس المنفردين . ؟

• هــــــــــــل شعرت بلهفة قلبك وفرحته وأنت تناجي ربك وتدعوه وتقف بين يديه وتنسى العالم كله
ولا تتذكر إلا الله وتشعر بالراحه فى هذه اللحظات ؟

وفجأة دون شعور تجد لسانك يدعو ربك وعينيك تفيض من الدمع من خشية رب العباد وتجد نفسك تبوح إلى ربك بهمومك وأحزانك وكل كلمة تسبقها دمعة ,
وتشعر أن هذة الدموع تزيل هموم من على قلبك تشعر كأنها تزيل جبال من على صدرك ..
وفجاة يتحول شعورك من خوف وهم تحمله على كتفيك يتحول إلى شعور غريب انبعث فى قلبك ألا وهو

[ الثـقــة باللـه ]

انه سيفرج كربك ويخرجك مما انت فيه
أنه سيعينك على قضاء حاجتك
أنه سييسر لك أمرك
أنه سيجيب دعوتك
أنه سينصرك
أنه لن يخذلك
أنه سيقضي دينك

وتتذكر قوله تعالى :
( ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )
فتشعر براحة رهيبة لانك عرفت ان رزقك على مولاك وهو سيرزقك ولو فى جحر ورزقك يأتيك من حيث لا تعلم سبحان الله
لا ينسى عباده ..
.
وتجد نفسك تعودت على هذة المناجاة الجميلة وتتمنى لو لم تشرق الشمس وتستيقظ الناس لما وجدته من حلاوة ولذة فى هذة المناجاة وتجد نفسك تنتظر كل يوم ،

أن يأتى الليل بسرعة وأن تجلس وحيداً بل أنيسا برب العالمين ,

لتبوح له بما فى داخلك من هموم وتعب .

وتجد نفسك مع مرور الايام أنك أحببت الخلوة برب العباد تخلو به وتناجيه حبا له وتدعوه الدعاء دعاء نابع من القلب مباشراً لرب العباد.

أخواتي :

من تذوق منكم حلاوة مناجاة رب العباد , فليحافظ عليها ولا يفرط فيها ..

فانها كنز لا يقدر بالمال فلا تجعله يضيع منك ابداً , ومن لم يتذوقها يسعى بالطاعة والعبادة ليصل لها ويستشعرها قلبه ويطمئن بذكر الله.

اللهم أعنا على ذكرك وحسن عبادتك ..,

هذه قصة منقولة بلسان صاحبها ممن استشعر معنى المناجاة وذاق حلاوة مناجاة رب العباد في ظلمات الليل /

مررتُ بأزمة مالية، وليس من عادتي أن أسال الناس، فأصبت بهمّ وغمّ كبيرين .. ماذا أفعل ؟
فعليَّ التزامات كثيرة، كما أن كثيرا من الناس يظن أني ميسور الحال، والحمد لله على ذلك
وبدأ الأمر يزداد شيئا فشيئا، فلاحظ علي بعض المقربين مني ذلك، فأبحت ما في نفسي لهم بعد إلحاح شديد؛
فعرض علي بعضهم أن يعطيني بعض المال ولكني رفضت، ولم يكرر أحد منهم العرض مرة ثانية .. وربما أعلم أن حال الكثيرين من أصدقائي هو مثل حالي،
فالحياة أصبحت صعبة، والمتطلبات كثيرة، والحالة الاقتصادية الكل يعلمها جيدا، ومازال الهم والغم يلازمانني، وأريد أن أنفك عنهما

لم أكن أفكر في المال طول حياتي، لكن هناك ضغطا شديدا، ولما انسدت الأبواب كانت المفاجأة في نفسي أني أرفع يدي إلى الله أطلب منه،

دخلت حجرتي بعد أن توضأت وصليت لله ركعتين لله تعالى ثم بدأت ادعي الله، لم أكن أدعو باللغة العربية الفصحى،

وإنما أدعوه سبحانه بلغتي المعتادة، وجدت مشاعري وأحاسيسي تسبقني قبل كلماتي، وجدت قلبي ينطق لأول مرة مع ربي ..

بدأت أتذكر بعض آيات من القرآن الكريم، وكأنها تمر بخاطري لأول مرة :

{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}..
ثم نظرت إلى قوله تعالى{ أجيب دعوة الداع إذا دعان }
بعدها تذكرت حال الصالحين حين الضيق
وتذكرت عطاء الله تعالى لخلقه، وتبادر إلى ذهني رحلة موسى عليه السلام إلى مدين حين هاجر إليها ثم سقى
للفتاتين الصالحتين وجلس تحت ظل شجرة

سائلا الله

{ رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير }

وكأني وقعت على كنز؛ فظللت أردد :

{ رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير }

وظللت أكرر الآية وأستشعر فقري وحاجتي إلى الله تعالى

وتذكرت دعاء النبي صلى الله عليه وسلم(

اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال )

وبعدها.. شعرت براحة نفسية. كما جاءني حسن ظن كبير بالله تعالى وأنه سيفرج كربي ..

وبالفعل لم يمض وقت طويل حتى فرج الله تعالى كربي، وقضى عني ديني بعيداً عن الديون ,

لم تكن قضية الدين هي التي شغلتني بقدر ما شغلني أني خرجت بتجربة ناجحة، وهي الدعاء,وا لالتجاء إلى الله وقت الشدائد قبل الالتجاء إلى الناس.

نعم، من الإسلام أن يتعاون بعضنا مع بعض، وأن المسلم لأخيه كالبنيان، لكن أول ما يلجأ المسلم يلجأ إلى مولاه، العالم بأسراره، المطلع على حاله،

وقد طرأ على ذهني هذا السؤال:
لماذا لا نلجأ إلى الله؟
ولماذا لا نناجي ربنا ؟!!
نشكو إليه همومنا وأحزاننا؟

إنه سبحانه يتنزل إلى السماء الدنيا كل يوم هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له، … حتى يطلع الفجر

قال صلى الله عليه وسلم(ينزل الله في كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول : هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ حتى يطلع الفجر )

الراوي: جبير بن مطعم المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 8167

خلاصة الدرجة: صحيح

وقد كان الالتجاء إلى الله والشكوى له سبحانه

حال كل الأنبياء، فهذا يعقوب عليه السلام حين فعل أبناؤه ما فعلوه مع يوسف عليه السلام والكيد له، وحين أخذ ابنه الآخر وتذكر يوسف وبكى عليه، فعاب عليه القوم أنه مازال يذكر يوسف، فقال لهم

{ إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} ..

نعم، نحن في حاجة لأن نشكو بثنا وحزننا وهمنا إلى الله تعالى، فلنجرب ولنطرق باب الله تعالى، شاكين له همنا، وشاكين له غلبة نفوسنا علينا،

وغلبة أعدائنا، فإن الله تعالى سيجعل لنا من أمرنا يسرا، ويرزقنا الأسباب التي تكون مفتاح فرج لهمنا وكربنا

فما أحوجنا إلى الله، وما أقرب الله منا، وما أبعدنا عن الله، فهلا اقتربنا منه، وناجيناه سبحانه وتعالى




خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

هل تذوقت يوماً حلاوة مناجاة رب العباد

خليجية

• هل تذوقت يوماًحلاوة مناجاة رب العباد في ظلمات الليل والناس نيام وأنت تجلس وحيداً وتناجي رب العباد , أنيس المنفردين ؟

• هل شعرت بلهفة قلبك وفرحته وأنت تناجي ربك وتدعوه وتقف بين يديه وتنسى العالم كله ولا تتذكر إلا الله وتشعر بالراحة فى هذه اللحظات ؟

وفجأة دون شعور تجد لسانك يدعو ربك وعينيك تفيض من الدمع من خشية رب العباد وتجد نفسك تبوح إلى ربك بهمومك وأحزانك وكل كلمة تسبقها دمعة ,
وتشعر أن هذه الدموع تزيل هموماً من على قلبك تشعر كأنها تزيل جبالاً من على صدرك ..
وفجأة يتحول شعورك من خوف وهم تحمله على كتفيك إلى شعور غريب انبعث في قلبك ألا وهو

[ الثقة بالله ]

انه سيفرج كربك ويخرجك مما أنت فيه
أنه سيعينك على قضاء حاجتك
أنه سيسر لك أمرك
أنه سيجيب دعوتك
أنه سينصرك
أنه لن يخذلك
أنه سيقضي دينك

وتذكر قوله تعالى :
( ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )
فتشعر براحة رهيبة لأنك عرفت أن رزقك على مولاك وهو سيرزقك ولو في جحر , ورزقك يأتيك من حيث لا تعلم , سبحان الله لا ينسى عباده ..

وتجد نفسك تعودت على هذه المناجاة الجميلة وتمنى لو لم تشرق الشمس وتستيقظ الناس لِما وجدته من حلاوة ولذة في هذه المناجاة وتجد نفسك تنتظر كل يوم أن يأتي الليل بسرعة وأن تجلس وحيداً بل أنيسا برب العالمين , لتبوح له بما في داخلك من هموم وتعب .

وتجد نفسك مع مرور الأيام أنك أحبت الخلوة برب العباد تخلو به وتناجيه حباً له وتدعوه دعاءً نابعاً من القلب مباشراً لرب العباد.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أخواتي :

من تذوقت منكنّ حلاوة مناجاة رب العباد , فلتحافظ عليها ولا تفرط فيها ..

فإنها كنز لا تقدر بمال فلا تجعليها تضيع منكِ أبدا , ومن لم تتذوقها فلتسعى بالطاعة والعبادة لتصل لها ويستشعرها قلبها ويطمئن بذكر الله.

اللهم أعنا على ذكرك وحسن عبادتك ..,




خليجية

خليجية

خليجية




اسعدنى مرورك



خليجية
يعطيك العافيه حبيبتي عالطرح المميز..

مانحرم من جديدك يالغلا..

تقبلي مروري^^

خليجية




جزاكي الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك



التصنيفات
منتدى اسلامي

افضل العباد يوم القيامه هم ؟؟؟؟

[font="microsoft sans serif"]بسم الله الرحمن الرحيم

عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

"إِنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْحَمَّادُونَ".
أخرجه الطبراني (18/124 ، رقم 254) وصحه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (4 / 112).

قال المناوي في "فيض القدير بشرح الجامع الصغير": (الحمادون) للّه أي الذين يكثرون حمد اللّه أي وصفه بالجميل المستحق له من جميع الخلق على السراء والضراء فهو المستحق للحمد من كافة الأنام حتى في حال الانتقام.

اللهم اجعلنا منهم ………….يارب[/font]




خليجية



التصنيفات
منوعات

حق الله على العباد

الصحيحَيْن عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال: كنتُ رديف النبي – صلى الله عليه وسلم – على حمار فقال لي: ((يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟))، قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإنَّ حقَّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله ألا يعذب مَن لا يشرك به شيئًا))، قلت: يا رسول الله، أفلا أبَشِّر الناس؟ قال: ((لا تُبَشرهم فيتَّكلوا))[1].

في هذا الحديث بشارة عظيمة لأهلها المستحقّين لها، وهم الذين حقَّقوا التوحيد، وقاموا بواجب الألوهية، فلم يبخسوا من حق الله شيئًا ولم ينقصوه، وهو كتفسير لقوله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام: 82].

فالظُّلم هو انتقاص الحق وعدم إتيانه كاملاً، قال تعالى: كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا [الكهف: 33].

ولا ينقص الإنسان الحق إلا ممن ينتقصه ويَهون عليه شأنُه، ولا يقصر في الواجب إلا حين يستخف بالآمر، أو يغفل عنه، أو يفضل عليه سواه، فضْلاً عن الإعراض والجحود، وجميعُ ذلك مِن أنواع الشِّرك على اختلاف مراتِبه.

فالذين صدَّقوا أقوالهم بالأعمال، ولَم يبْخسوا مِن حقِّ الله شيئًا، ولم يخلطوا إيمانهم بشيء من الشرك – قليلاً أو كثيرًا – لهم الأمن الصحيح مِن عذاب الله وسخطه في الدُّنيا والآخرة.

والآية أعمُّ بالبُشرى مِن هذا الحديث من جهة، والحديث أعم في الإثبات والنفي من جهة، فيه بيان حق الله على عباده، أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا على الإطلاق، كما في آية أخرى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء: 36].

فإن لفظ "شيء" من العام الذي لا أعم منه، يتناول جميع الأشياء؛ قديمها وحديثها، وجوهرها وعرضها، وسائر الموجودات، وما سيوجد إلى الأبد من صامتٍ أو ناطق، حي أو ميت، سواء كان من الأجسام أو من الأرواح، أو منَ النظريات الفلسفيَّة أو المادية والأغراض النفعيَّة من كل ما يتألهه الإنسان أو يقصده وينشغل به أو ينشغف بحبه من دون الله، فإن جميع ذلك شِرْك مخالف لتوحيد العبادة الواجب على جميع الجن والإنس إخلاصُه لله، ولما كان الإشراك يدخل في الجميع لَم يقل الله ورسوله: ولا تشركوا به صنمًا أو فلانًا، وإنما قالا: ((لا تُشركوا به شيئًا)).

وذلك أنَّ عبادة الله هي غاية حبه وتعظيمه وإجلاله والخوف منه ورجاء مثوبته، فالحبُّ بدون خوف وتعظيم لا يُسمَّى عبادة تامَّة، والإنسان يُحب ولده والده، وزوجته وصديقه، وماله وطنه وعصبته، ولا يسمى عابدًا لشيء من ذلك حتى يعظمه ويقَدِّسه، ويجعله غايته ومنتهى قصْده.

أما إذا آثر شيئًا من ذلك وفضَّله على حُبِّ الله ورسوله والعمل في سبيله، كان فيه شيء من الشِّرك بحسب ما حصل من آثار ذلك ونتائجه، وإذا فضل العمل من أجل ذلك وقدَّمه على العمل لله، ازداد شركُه بحسب ما أخَّره من حق الله ولو لم ينقله عن الملَّة، ويخشى عليه إذا تمادى أو خالطه اعتقاد تفضيل العمل مِن أجل المادة والتصنيع، أو مِن أجل الوطن والعشيرة، أو من أجل المذهب أو المبدأ الذي ينتحله ويتبناه، فإنه حينئذٍ يكون مُشركًا مع الله غيره؛ لأن المتبني لهذه الأشياء، والعامل من أجلها، والمتوجه إليها – تلزمه طرائقه أن يسلك مسلكًا في الشؤون الاجتماعية مخالفًا لوحي الله وحكمه، فيكون قد اتخذ مع الله إلهًا آخر في أحواله الاجتماعية، أو يسلك في الشؤون الاقتصادية مسلكًا مخالفًا لحكم الله، فيكون قد جعل مع الله إلهًا آخر في الأمور الاقتصادية، أو يسلك في شؤونه السياسيَّة مسْلكًا مُخالفًا لملَّة إبراهيم التي أوجب الله اتِّباعها، فيكون قد جعل مع الله إلهًا آخر في الشؤون السياسية، ويجعل لنفسه الخيَرة في ميدان القضاء والتشريع، فيسن الأنظمة والقوانين المخالفة لما أنزل الله ويحكم بها، فيكون قد جعل مع الله إلهًا آخر في هذا الميدان؛ إذ جريمته أعظم من جريمة مَن حكَم بغير ما أنزل الله أو تحاكَم إلى الطاغوت، أو يسلك في أحوال السلم والحرب مسْلكًا مُخالفًا لشريعة سيد المرسلين؛ فيكون قد اتَّخذ مع الله إلهًا آخر في هذا الميدان، أو يتخذ بطانة من دون المؤمنين وَلِيجَة من دون الله ورسوله، زاعمًا أنهم أهدى سبيلاً؛ فيكون مُشركًا في هذا الميدان بذلك الاعتقاد، ونحو ذلك مما عمَّت به المصائب، وتشعبت طرق المفرطين والمتنطعين ممن يزعمون الإسلام، وهم قد عطلوا حكم الله، وعدلوا بالله غيره من أهوائهم وأئمتهم وزعمائهم في المذاهب والمبادئ والنظريات المبتعدة عن صراط الله المستقيم، فإن سلوك أي نوع منها، وانتهاج أي خطة، هو مخالف لتوحيد العبادة، ومُوقِع في حبائل الإشراك وأنواعه المختلفة، ومهما اختلفتِ الأسماء والشعارات والألقاب، فإنَّ العبرةَ بالحقيقة واقع الأمر؛ من مجانبة وحي الله، وتعطيل حكمه، وتفضيل غيره عليه في الحبِّ والانقياد والاندفاع من أجله كما هو مُشاهَد.

فمَن تدبَّر أحوال الناس في سائر الأزمنة والأمكنة من جميع الأمم والشُّعوب والجماعات والأفراد، عرَف قيمة هذا الحديث الشريف الذي هو من جوامع كلمه – صلى الله عليه وسلم – وعرف السبب الذي مِن أجْله كتب الله على نفْسه ذلك الحق، تكرُّمًا منه وفضلاً لِمن لَم يشركْ به شيئًا، وأن هذا الأمن العظيم منَ العذاب لا يناله إلا من لَم يسلك مسالك الظلم بانتقاص أي حق من حقوق الله، وأنه لا يقوم بحقِّ الله من إخلاص توحيد العبادة إلا من أخلص له المحبة والقصْد؛ ذلك أنَّ المحبَّة الصَّحيحة تستلزم مُوافقة المحبوب في جميع ما يُحبه ويبغضه، وما يرضيه ويسخطه، بأن يعمل ما يحبه محبوبه، ويهجر ما يبغضه أبدًا، ويرضى بما يرضاه محبوبه، ويسخط على كل ما يسخطه ويعاديه، وأن يسارع في مرْضاته وامتثال أوامره، وتنفيذ وصاياه ورغباته، متَشرفًا بما يسُره ويرضيه، متَنَعِّمًا بذلك صابرًا على ما يُلاقي فيه، وأن يحب أحبابه ويُواليهم ويُساندهم، ويُعادي أعداءه ويحاربهم ويقصيهم، وكذلك تستلزم المحبة من المحب إكرامَ رسول محبوبه وحسن التلقِّي عنه، فمَن لَم يكنْ في مُعاملته على هذه الحال، فإنه ليس صادقًا في محبته، كما هو معلوم بالعقل والوجدان.

فهذه شُرُوط المحبَّة ولوازمها التي لا تتحقَّق بدونها، بل تنقلب نفرة وعداوة إذا اختلتْ أو عكستْ حتى في شأن الإنسان المخلوق، فكيف بالخلاَّق العليم، مالك المُلك، ذي الجلال والإكرام، وصاحب الجود والفضل، ودائم المعروف والإحسان؟! وهو الذي يجب أن تكون محبته أعلى من كل شيء، وأغلى من كل شيء؛ بحيث لا يقدم المسلم ولا يُؤْثِر ولا يفضِّل شيئًا أبدًا على حبِّ الله ورسوله وطاعته وطاعة رسوله، والجهاد في سبيله بجميع ما أمكن من الطرق والوسائل، دون أن يعوقه عائقٌ عن ذلك، وأن يكون حبه لأي شيء من الأشياء لله وفي الله، لا أن يكون مع الله ومن دون الله، وإذا كان الحبُّ مع الله شِرْكًا، فكيف بمن يؤْثر وغير الله عليه في الحب والطاعة؟

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة: 23 – 24].

فمن فضَّل محبة شيء مِن هذه الأصناف الثمانية على حب الله ورسوله والجهاد في سبيله، فقد أشرك في توحيد العبادة، وحرَم نفسه من الأمن الصحيح الذي نصَّ عليه الرسول في هذا الحديث.

ولَمَّا كانتْ عواقبُ الإخلال بعبودية الله وخيمة، وطرُق الإشْراك كثيرة مُتَشَعِّبة مُفسدة للقلوب والجوارح، ومُخلَّة بدعائم المجتمع الإنساني، حرَّم الله الجنَّة على مَنْ أشْرك به، وأوْجب عليه النار، وكَتَب على نفسه الأمن الصحيح لِمَن قام بعبوديته ولَم يشركْ به شيئًا مع الفوْز بجنات النَّعيم.

وفي هذا الحديث تنصيص على أنَّ العبادة هي التوحيد، الذي هو تحقيق "لا إله إلا الله"، المرَكَّبة من النفي والإثبات، والتي وقعت الخصومة في تحقيق مدْلولها بين النبي – صلى الله عليه وسلم – وبين المشركين؛ لأنَّ مدْلولها يقتضي أن يكفر بكل ما سوى الله من آلهة مُخترعة؛ لتخلص العبادة له، وهو الذي خلق الخلق من أجلها.

وفي هذا الحديث – إضافة إلى ما تقدَّم منَ الفوائد – كتْمانه البُشرى عن الصحابة؛ خشية أن يتكل ضعفاء الفقه منهم فيتكاسلوا عن الجهاد؛ اعتمادًا على ما فيه، وجواز الكتمان للمصلحة، واستحباب بشارة المسلم بما يسرُّه، وتأكيد حق الله علينا، ومعرفة حقنا عليه الذي تكرم به إذا وفينا بعهده وأدَّينا حقه، وجواز تخصيص بعض الناس بالعلم دون بعض، والخوف مِن الاتكال على سعة رحمة الله، والتنويه بعِظَم هذه المسألة.

ومِنْ فوائدِه أيضًا بيان تواضُعه – عليه الصلاة والسلام – بركوبه الحمار مع رديف له علَيْه، وحسن صحبته بإيناسه الرفيق… إلى غير ذلك، فما على المسلمين إلا أن يعتبروا وينفِّذوا أوامر الله؛ ليخلصوا دينهم لله.

——————————————————————————–

[1] أخرجه البخاري (13/ 300) في التوحيد، باب: ما جاء في دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم – أمته إلى توحيد الله – تبارك وتعالى – ومسلم برقم: (30) في الإيمان، باب: الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا، وأحمد في "المسند"، (5/ 238)، والتِّرمذي برقم: (2645) في الإيمان، باب: ما جاء في افتِراق هذه الأمة.

——————————————————————————–




خليجية



بارك الله فيك ونفع بك



مشكوره