التصنيفات
منتدى اسلامي

احلام للعبرة والعظة

السلام عليكم اخواتى فى الله جميعا…

زارتنى احدى قريباتى المتوفية فى المنام وهى ترتدى ملابس جميلة وهى محجبة وتبتسم وجاءت لزيارتنا واخذت مصحف من عندنا وقالت لى اخبرى امك اننى اخذته لانى اذهب للصلاة فى جماعة ثم اذهب قبرى مرة اخرى
وعندما ذهبت الى المقابر لزيارتها (فى الحلم طبعا) وزيارت قبور اخرى فاننى وجدت والعياذ بالله تعابين كثيرة على القبور ولكن كل قبر يوجد عليه ثعبان مختلف حجمه عن القبر الذى بجواره فهناك قبر عليه حيه صغيرة وآخر عليه حية ضخمة جدا وشكلها متوحش
اخذت مصحفنا لتصلى فى جماعة فالحمد لله كانت تصلى واسأل الله لها المغفرة والتغاضى عن سيئاتها
عزيزاتى انا لا افسر الاحلام ولكن …..؟؟؟؟
اسألكم الدعاء لموتانا وموتى المسلمين وان يسكنهم الله دارا خيرا من دارهم ومع اهلا افضل من اهلهم …ولنتعظ و ان نصلى قبل ان يصلى علينا…..الصلالالالالاة:0152:




اين التفاعل ..على الاقل دعوة لامواتنا واموات المسلمين…هيا تفاعلوا اخواتى



الله يرحم جميع المسلمين يا رب



اللهم ارحم جميع موتى المسلمين رحمة عامة واغفر لهم وتجاوز عن سيئاتهم ، اللهم ارحم والدي واجعله في جنات النعيم مع الانبياء والشهداء والصديقين والابرار واحسن خاتمة والدتي يا ربي وتقبل منها اعمالها الصالحة



بنت العقبة
_______ ام محمد الهندى
____________________احبكم فى الله مشكورين للمرور
______________________________ ______________يا رب ارحم امواتنا واموات المسلمين اللهم آمييين



التصنيفات
منوعات

للعبرة والعظة

قصة الشاب وسيم الغامدي قبل القصاص مع صوره ‏ .. اما آن لنا ان نعود لله ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

اليكم أحداث قصه هذا البطل الغامدي

بدأت قصه هذا الفتى من أيام الطفولة

حيث كان يسكن في مدينه خميس مشيط في حي (شباع)

وكان يسكن في هذا الحي احد ذئاب الارض ويدعى فهد بن عبيد بن برغش قام هذا الشاب بقتل

كل جميل في الفتى وسيم— لقد كانو ولاسف جيران وكان والد وسيم كثير الصدقات على عائلة بن برغش ثم توفي وعمر وسيم 11 سنه

لكن فهد بن برغش كان كان يتحرش بوسيم وهو عمره تسعه سنوات وسيم طفل يتيم الاب وحيد يعيش مع أمه وأخواته متزوجات

والقيام بتصويروسيم وخداعه وذلك الوطي عمره 34 سنه شارب خمر ولم يجد وسيم من يكون له عون وسند له لأنه يتيم

وقد قام بالشكوى عدة مرات لمركز شرطة خميس مشيط وهم يشهدون بذلك لكن للاسف لم يكن

لهم دور ايجابي في قضية وسيم وتركو هذا الطفل يتعذب لم يجد من ينصفه

وقام المدعو فهد بلحاق وسيم والقيام بمضايقته في كل مناسبه وكل وقت وكل مكان كان وسيم يشتكي

منه حتى حين يريد اداء الصلاه كان يجد هذا الذئب يلاحقه في كل مكان وقد توعد ان يفضح وسيم

بالصور او ان يسرق اخواته واستمر الوضع كما هو وسيم لاينام ولايهدأ له بال بسب هذا المجرم

الذي باع دينه ودنياه لأجل أمور تافههولكن المضايقات استمرت وفي المره الثالثه اجتمع عليه المقتول

مع آخرين وبفضل الله تمكن من الهرب منهم حتى أن والدته قالت لنا إن ابنها دخل البيت وهو حافي القدمين ويقسم على الإنتقام
وصبر وسيم على ذلك حتى اصبح عمره 16 سنه وكان فهد يطالب وسيم بمالغ ماليه حتى لا يقوم

بنشر صور وسيم وهو يفتعل به الفاحشه كان وسيم بالفعل وسيما جدا كما كان هو اسمه ..

ما كان لوسيم إلا الجوء لقتل هذا الذئب وذلك للدفاع عن أغلى ما على النفس وهو الشرف قام وسيم

بأخذ مسدس زوج أخته وذلك دون علم احد وذهب إلى احد حدائق الخميس و ملاقاة الذئب فهد وقد كان فهد في حالة سكر وقام وسيم بطلق رصاصه واحده ،

أدت بحياة الذئب فهد وكان هذا مايستحقه من عقاب سواء في الدنيا او الآخره .. وقد بالغ الناس في الحديث بأن وسيم قد اقتلع عينا القتيل وشوه جثته




لكن والله يشهد على

ماأقول ان وسيم لم يفعل ذلك ابدا ..وسيم طفل لايستطيع ذبح دجاجه حتى عندما قتل فهد ورجع وسيم إلى البيت وهو في كامل الراحة والسعادة وذلك على لسان والدته وذهب للشرطه مسرعا وقام بتسليم نفسه وقال بنفسه انه يشعر الآن بالراحه لأنه اراح نفسه واراح غيره من كانو ضحية ذلك الشاب .. كان وسيم وهو صغير يخاف جدا من فهد ويشكي لأمه لايستطيع الذهاب للصلاه بالمسجد خوفا من فهد لايستطيع الخروج لأي مكان خوفا من فهد ..لماذا كل هذا الأجرام؟؟؟ ثم قبضت الشرطه على وسيم وقام أهل وسيم وجماعه

بتدخل لمحاوله طلب العفو من ابن برغش وهو والد فهد وتقديم 10 ملاين ريال لمحاوله التنازل ولكن دون جدوى رغم محاولات كل الشيوخ والدعاه والامراء وايضا دون جدوى

ومكث وسيم في السجن بضع سنين تقريبا ست سنوات وقبل سنتين كان سيتم القصاص وعمر وسيم حينها20 سنه وذلك قبل شهر رمضان وأحزننا الخبر وتعبنا كثيرا ثم فجر ذلك اليوم ارسلت والدة وسيم للملك برقيه تطلب تأجيل الحكم عل وعسى القلوب القاسيه قد تلين وقد يبدل الله من حال الى حال والله لقد فرحنا جميعا لتأجيل الحكم ودخلت والدته واخواته واقاربه السجن فرحا بتأجيل الحكم والله ان بكائهم قد أحزن القلوب .لكن وسيم كان صابرا قويا وطلب منهم الصبر ..والحمدلله كل السنوات التي مكثها وسيم في السجن حفظ فيها القرآن وكان اماما في المسجد

بالسجن ويصوم دائما .وفي احد ليالي رمضان وبالتحديد في العشر الأواخر رأى وسيم رؤيا في المنام رأى ان المقتول فهدوهو على نار ويصرخ ويقول له سامحني انا من اجبرك على قتلي وكلما ارادت تلك النار أن تخمد نفختعليها امرأه عجوزه فأشتدت ويصرخ فهد ويطلب منها عدم نفخ النار فطلب وسيم من الشيوخ تفسير حلمه والكل قال ان المرأه التي تنفخ النار هي والدة المقتول تعذب ابنها وهي تمنع الورثه من التنازل ..وقد قامو الشيوخ بأستدعاء اهل القتيل واخبروهم بالرؤيا ولكنهم رفضو ايضا التنازل وقامو بالاستهزاء بأننا نستعطفهم حتى تحن قلوبهم ..

ومضت السنين وسيم داخل القبضان لايزوره ولاسف سواء والدته واخواته وابناء احد اعمامه اما عمه الثاني وابناؤه للأسف نسيوه ولم يكن لهم أي دور ايجابي مع ابن عمتهم ولم يحضرو حتى القصاص ..وفي يوم الثلاثاء الموافق 8-8-1428 21-8-2007 تم اعلان ان القصاص سيكون فجر يوم الخميسآآآآآآآآآآآآآآآه كانت صدمه كبيره لنا جميعا والله لقد ناشدنا كل الشيوخ والقبائل وقبيلة شهران وهم ماقصروا بالعفو ولكن دون جدوى والله عن نفسي لقد أرسلت رسائل جوال لكل الدعاه والشيوخ للمساه معنا في العفو عن وسيم ..

لماذا يقتل وهو كان يدافع عن شرفه؟ لماذا يقتل وهو كان صغير السن؟ لماذا وسيم بالسجن كان عنده الضغط والسكر وكان يتمنى القصاص او العفو ولا ان يبقى هكذا في
السجن سنين طويله دون ان يعرف مصيره ..ومرت تلك الايام الثلاث منذ ان تم اعلان القصاص ونحن ندعو الله ان يفرج همنا ..والله اننا لم نأكل ولم نشرب ولم يهدأ لنا بال في انتظار تلك الحظه هل سيتم العفو ام ان وسيم سيموت هل تلك القلوب القاسيه التي انكرت الجيره والصداقه ستبقى كما هي ام ستلين؟

كنا نقول يارب يارب كن مع اهله في هذا المصاب ..يارب اسالك ان تربط على فؤاد والدته كما ربطت على فؤاد ام موسى..يارب هون عليها ماتعانيه اليوم..يارب اسكن دمعتها وهدئ روعها فلا احد يشعربعذاب الام حين يمرض ابنها فكيف بها وقد تعذبت كل هذه السنين ..وفي يوم الاربعاء ليلة الخميس كان الجميع ينتظر فجر الخميس وماسيكون فيه في تلك اليله الكل كلم وسيم على جواله اوقات يفتح الجوال واوقات يقفله واقات يكلم أخواته وأصدقاءه ثم يعود يغلق جواله كان يقول لبعض اصدقاءه (وينكم عني من زمان؟ ست سنوات فيالسجن مازرتوني؟) حسبي الله ونعم الوكيل نحن لاندم الا في الحظات الأخيره في تلك اليله الأخيره دعى وسيم بدعاء وذكر فيه كل اسماء الله الحسنى وكان ذلك في التلفون وهويتحدث مع أخته وسألها عن والدته فقالت( أمي تصلي وتدعيلك)..وسأقوم بوضع هذا التسجيل هنا ليسمعه الأعضاء ..في تلك اليله الأخيره صلى وسيم كثيرا ودعا الله كثيرا وطلب من صديقه باسم ان يذهب للحرم وان يدعو له ..عيوننا قاومت النوم ونحن نتظر ماذا سيحدث الكل يطلب العفو سواء بالانترنت او بالتلفزيونوأشرقت شمس يوم الخميس ماأصعبها من لحظات كانت تمر علينا الساعات واليالي طويله فكيف بوسيم؟ يشهد الله ياوسيم اني كنت ادعو لك في كل لحظه وفي انصاص اليالي بأن يعتق الله رقبتك ويجعلك تعود لأمك ..أأأأأأأأأأهأشرق فجر يوم الخميس والكل ينتظر وذهب الجميع لساحة القصاص وقد قادو وسيم الى هناك بعد الفجر وقد نوى وسيم الصيام ماأصعبها من لحظه تعذبنا كثيرا لأجله هناك تسجيل آخر لوسيم وهو يدعو الله وحوله ضجه من الناس حتى ان احد الضباط يقول ( هذا هو الغامدي؟؟ يالله خلوه يتجهز)ونزل وسيم تلك الساحه المشؤمه والكل مازال عنده أمل في العفو آآآآهياوسيم نزلت وانت ترجف شعرنا نحن بها وكأني انا من أقادوني الى الموت اجتمع الناس والشيوخ وقالو ربما يكون هناك تنازل ثم صرخ والد القتيل بن برغش وقال أريد ان اقول لوسيم كلمه صرخ الناس واعتقدو انه العفو وقامو يكبرون ويهلون وفرح وسيم وسجد شكرا لله

ولكن بن برغش ذهب الى وسيم وهمس له بكلام لاأحد يعرف حتى هذه الحظه ماذا قال له؟؟؟ ولكن وسيم انفعل وبدأ يصرخ ويقول
( أنا لارجو منك الرحمه أنا اريد الرحمه والعفو من الله )
( أنا لارجو منك الرحمه أنا اريد الرحمه والعفو من الله)ثم طلب وسيم من الذي سيقوم

بقتله ان يقتله وهو ساجد فأتى الطبيب الشرعي وقام بوضع علامه على ظهره المعذرة لكل من يمر هنافدموعي تسبق كلماتي ..احاول الهروب من التفكير فأجد الصورة تت<noSymbl%DF1> امي وتطاردنيوفجأه وقبل تنفيذ الحكم وسيم ساجد ينتظر القصاص فجأه سقط على جنبه اليمين—- حاول الضابط تعديله ثم يسقط على جنبه اليسار – وحاول تعديله للمره الثالثه ثم سقط فأتى الطبيب الشرعي وأخبر بأنه متوفي من دقائقاللهم لك الحمد اللهم لك الحمد الذي قبض روحك ياوسيم قبل تنفيذ الحكم ولكن ولأسف قام الضابط بتنفيذ الحكم حتى لو انه قد توفي ليرضي أهل الدم ويشهد الله وكل من حضر القصاص ان هذا هو ماحدث بالفعل ولم يخرج من وسيم ولاقطرة دم واحده ..

لقد قال رسولنا الكريم ( من مات دون عرضه فهو شهيد) عزائنا الوحيد ياوسيم اننا كلنا ذاهبون

وليت خاتمتنا تكون كخاتمتك ساجدا صائما حافظا كتاب الله مدافعا عن عرضك ..




انتهت قصة البطل الشهيد((وسيم))الذي رحل وترك هذه الدنيا الفانيه بحلوها ومرها ..

كان طاهرا كالزهرة التي يفوح شذاها هنا وهناك وكالاسد عندما دافع من اجل ان يحمي عرينه من

اجل شرفه وعرضه ومن باب الدفاع عن النفس
والله لقد قال لوالدته قبل القصاص ادعي لي واصبري وهذا ياأمي تطير لي من الذنب

أنتهت قصة وسيم لتبدأ قصة توبة جديده مات وسيم لكن الله احيا بموته قلب كان اشبه بميت

بالمعاصي والمنكرات فاسال الله الذي احيا قلبي بموت وسيم ان يحيه في الفردوس الاعلى من الجنه

مع الصديقين والشهداء وان يثبتني على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة وان يجمعني به في
جنة الخلد في مقعدصدق عند مليك مقتدر
وبعد القصاص أخذه الشيخ عبدالله بن سحمي وهو يغسل الأموات خرج وهو مبتسم يقول الحمدلله مات
وسيم وهو مبتسم وأصبعه السبابه مرفوع للأعلى ولم يخرج منه نقطة دم واحده

أأأأهوالله لقد احزننا فراقك ياوسيم

والله ان القلب ليحزن والعين لتدمع وانا على فراقك يا وسيم لمحزونون

نسأل الله ان يجعل ما اصابه كفاره له وان يقبل توبته ويغسل حوبته

اللهم نور له في قبره وجعله روضه من رياض الجنه ولا تجعله حفره من حفر النار

اللهم ثبته بالقول الثابت عند السؤال وآنس وحده في القبر يارب العالمين

ويمن كتابه ويسر حسابه




يارب الناس تتعظ وحسبى الله ونعم الوكيل ومشكورة اختى على نشرك موضوع مهم ذى دة



التصنيفات
منوعات

العبرة والعظة من هذه القصة المسنودة رائعة

اَللّهُمَّ مَنْ اَرادَني بِسُوء فَاَرِدْهُ وَمَنْ كادَني فَكِدْهُ، وَاجْعَلْني مِنْ أَحْسَنِ عَبيدِكَ نَصيباً عِنْدَكَ، وَاَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ، وَاَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ، فَاِنَّهُ لا يُنالُ ذلِكَ إلاّ بِفَضْلِكَ، وَجُدْ لي بِجُودِكَ وَاعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ وَاحْفَظْني بِرَحْمَتِكَ، وَاجْعَلْ لِساني بِذِكْرِكَ لَهِجَاً وَقَلْبي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً..

قصة للعظة والعبرة مسنودة على أحاديث صحيحة والكاتب
صاغها على شكل قصة وجزاه الله عن المسملين خير الجزاء

في إحدى سفراتي لمدينة الرياض حرصت على التوجه للمطار قبل موعد الرحلة بساعة ولكن زحمة الطريق ووجود تفتيش جعلني أتأخر عن الرحلة بعض الوقت فكنت أسير مسرعاً حتى وصلت بوابة مواقف السيارات وأخذت الكرت سريعا وركنتُ السيارة بموقف لا أدري أهو موقف الموظفين أم المسافرين!!

المهم نزلت من السيارة مسرعاً ومعي حقيبتي بيدي ولا عجب من الإسراع في هذا المكان لأن هذا المنظر مألوف للجميع وبعد دخولي صالة المغادرة وصلت لنقطة التفتيش مسرعاً أنزلت ما في جيبي وتعديت الحاجز فظهرت إشارة صوتية تبين أن معي شئ لا يُسمح بمروره فضجرت وتذكرت ساعتي فأنزلتها وعديت النقطة بسلام وصلت لموظف الخطوط الجوية سريعاً وقلت له: أنا مسافر للرياض في رحلة رقم 1411

قال الموظف: الرحلة قفلت.

قلت له: يا رجل أرجوك لدي موعد لابد أن أحضره هذه الليلة.

قال: لا تطيل بالكلام الرحلة قفلت ولا يستطيع أحد السماح لك ..

قلت له: حسبي الله عليك ..

قال بتعجب: وش دخلني أنا !!

المهم خرجت من عنده ووقفت أنظر للطائرة ولا أملك حولاً ولا قوة إلا بالله !!

دارت الأفكار برأسي سريعاً، هل ألغي سفري؟!!

أم هل أسافر بسيارتي؟؟

أم هل أسافر بسيارة خاصة؟!!

ولكن تمكنت من بالي هذه الفكرة وهي السفر بسيارة خاصة فقررت سريعاً التوجه لموقف السيارات ووجدت رجلاً معه سيارة فارهة (كابريس جديدة) فقلت بكم توصلني للرياض؟!!

فقال: بخمسمائة ريال!!

حاولت معه كثيراً ولم استطيع أن يخفض لي إلا خمسين ريال!!

المهم ركبت معه لوحدي وقلت له أهم شيء تسرع، لابد أن أصل الرياض هذه الليلة ولم أعلم أن نهايتي بعد ساعات !!

قال لي: أبشر سأطير بك طيران..

وبالفعل كان يسير بسرعة جنونية لأني وعدته إن وصلنا قبل العشاء فله مني زيادة مائة ريال!!

كنت نتجاذب أطراف الحديث مع بعض وسألني عن عملي وعن حالتي الاجتماعية وكذلك سألته بعض الأسئلة لنقطع بها الطريق ..

وفجأة أتى على بالي والدتي لأتصل عليها وبالفعل أخرجت جوالي واتصلت عليها وردت علي قالت: وينك يا أبا سارة؟!!

قلت له قصة الطائرة وكيف فاتتني الرحلة والآن استأجرت سيارة للسفر.. سكتت قليلاً سكوتاً لفت انتباهي قالت أمي: أنتبه يا ولدي، الله يكفيك شر ما في الغيب ..

قلت لها: سأتصل بك يا أمي أول ما أصل إن شاء الله.. توصين شيء؟!!

قالت: سلامتك يا بعد عمري ..

انتهت المكالمة وحسيت بشيء غريب مثل الهم نزل على قلبي وشعرت أن أمراً عجيباً ينتظرني ..

اتصلت بعدها على زوجتي ..

زوجتي: بشرني عنك يا عمري كم كيلو مشيتوا؟!!

قلت: الآن قطعنا مائة وخمسين كيلو؟!

قالت: والله نبي نفقدك البيت بدونك ولا شيء ..

قلت: الله يبارك فيك إن شاء الله، بكرى وأنا راجع في رحلة الظهر.. أهم شيء انتبهي للأولاد وقبّلي لي سوسو الله يصلحها ..

قالت: أبشر والله من يوم طلعت وهي تقول وين بابا وين بابا ..

قلت: اعطني إياها ..

سوسو: بابا وينك؟

قلت: سوسو بعد شوي أجي لكم إن شاء الله .. تبين شيء؟

قالت كالعادة: أبي كاكاو ..

ضحكت وقلت: طيب سوسو هاتي ماما ..

أخذت الأم الهاتف قلت لها :

توصين شيء؟

قالت: سلامة عمرك ..

لا أدري لماذا بدأ الهم يشتد علي ويزداد، والأفكار تجول بسرعة في مخيلتي لم يقطعها إلا سؤال السائق: كم عندك من الأولاد؟!!

قلت: أربعة، ولدين وبنتين ..

قال: الله يصلحهم لك؟؟

قلت: آمين وإياك..

نظرت للطريق ثم رفعت رأسي للسماء أنظر لها ونظرت للشمس ولم يبق على غروبها إلا ساعة !!

قلت وأنا أتنهد: يالله رحمتك يا رحمن يا رحيم ..

تفاجأت بطلب من السائق غريب قال: تسمح لي أشعل السيجارة؟!!

قلت: يا أخي أنت رجل فاضل وأشعر أن بك خير عظيم، كيف ترضى لنفسك أن تحرق نفسك ومالك وقبل ذلك تنقص دينك لأجل سيجارة لا تنفعك وإنما تضرك؟!!

قال: يا ابن الحلال ادع لي والله حاولت في رمضان الماضي واللي قبله وما قدرت؟!

قلت له: أنت رجل أعطاك الله قوة ما قدرت على سيجارة؟

استمر التوجيه والنقاش وهو ينصت ومعترف بخطاه وبعدها قال: إن شاء الله ما أشربها بعد اليوم ..

قلت له متهللاً: الله يثبتنا وإياك على الدين ..

أذكر أني بعدها أسندت رأسي على باب السيارة أفكر وأفكر لا أدري ما الذي جعلني أرتعب قليلاً .. لا أدري من ماذا ولكن شعرت بقلق شديد في هذه الأثناء وفجأة أسمع ضربة شديدة في السيارة وحصل ارتباك كبير بيننا أنا والسائق وعلمت أن الإطار انفجر ..

قلت: خفف السرعة وإنتبه للسيارت ..

وهو لا يتكلم وممسك بزمام السيارة وقد ظهر على وجهه القلق .. بعدها انحرفت السيارة لليمين بشدة وبدأت بالتقلب..

أنا ألهمني الله أن أقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله كنت اشعر أني أرفع صوتي بها بأشد قوة ..

بعدها شعرت بضربة شديدة أسفل رأسي وشعرت كأنها لذعة نار من شدة حرارتها ..

انقلبت السيارة عدة مرات إلى أن استقريت خارجها حاولت القيام لم أستطع ولم أستطع تحريك أي جزء من جسمي ..

ألمٌ لم أذق مثلهُ في حياتي أريد أن أتكلم بشيء.. لم أستطع..

حتى عيناي كانت مفتوحة ولم أستطع النظر بها..

سواد في سواد حتى سمعت أقدام كثيرة تقترب منا وأسمع أصواتهم يقولون لا تحركونه رأسه ينزف ورجليه مكسورة ..

أنا شعرت بتنفسي يضيق ويضيق وشعرت بحرارة بجسمي رهيبة كأنها تبدأ من قدمي وتتحرك نحو رأسي ..

وسمعتهم يقولون: وش صار على السائق؟!!

قال شخص – اسمع صوته من بعيد – : يطلبكم الحل ميت لا يتحرك !!

الحلقة الثانية
اللقاء بالشيطان قبل نزع الروح وكيفية خروج الروح..

شعرت بالألم يشتد علي وشعرت أيضاً برهبة الموقف ورهبة ما سيحصل لي كنت أفكر وأقول هل هذه نهايتي؟!!

سبحان الله بعدها بدأ ندم شديد يخالجني على كل لحظة ضاعت من عمري وعلى كل تقصير مر علي !!

الآن أنا أمام الأمر الواقع لا مفر منه ..

بدأت أصوات الناس حولي تختفي وبدأ السواد أمام عيني يشتد والآلام كأنها تقطع جسمي بسكاكين..

شعرت كأن شيئاً يخنقني ويمنع الهواء عن الوصول لرئتي، وألم برأسي وبالتحديد مكان الضربة كأنه جمرة تلتهب ..

وظهر لي في السواد رجل له لحية بيضاء وقال لي: يا بني هذه آخر لحظاتك، وأنا جئتك ناصحاً قبل أن تلاقي ربك، فأنا أعرفك رجلاً ذكياً تحب الخير، وسأوصيك وصية لأن الله أرسلني لك ..

قلت له: ما الذي تريد؟

قال: قل ليحيا الصليب فهو والله نجاتك وإن أنت آمنت به سأعيدك لأهلك وأولادك وأعيد لك روحك.. قل ذلك بسرعة فلا مجال للتردد والتأخير ..

علمت أن هذا هو الشيطان، فأنا مهما يخالجني الآن من ألم إلا أني واثق بربي ونبيي عليه الصلاة والسلام..

قلت له: اخسأ عدو الله فقد عشتُ مسلماً وسأموت بإذن الله على ذلك ..

تغير وجهه قال: اسمع لن تنجو الآن إلا أن تموت نصرانياً أو يهودياً وإلا سأجعل الألم يزداد عليك وأقبض روحك ..

قلت: الحياة والموت بيد الله وليست بيدك فلن أموت إلا مسلما ..

تمعّر وجهه وقال الشيطان: إن فتني فلم يفتني المئات قبلك ويكفيني أني استطعت أن أجعلك تعصي الله كثيراً وتتجرأ عليه ..

ونظر لأعلى كأنه رأى شيئاً يخاف منه ثم هرب سريعاً، تعجبت من سرعة انصرافه واستغربت ما الذي أخافه فما هي إلا لحظة حتى رأيت وجوهاً غريبة وأجساماً عظيمة نزلوا وقالوا السلام عليكم ..

قلت: عليكم السلام، وسكتوا ولم يتكلموا بكلمة واحدة ومعهم أكفان .. علمت أن هذه النهاية لا محالة فنزل ملك عظيم جداً وقال: يا أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ..

والله شعرت بسعادة لم توصف عندما سمعت هذه الكلمة منه وقلت أبشر يا ملك الله ..

فسحب روحي وشعرت الآن كأني بين النوم والحقيقة وشعرت كأني أقوم من جسدي وأرتفع لأعلى التفت للأسفل ورأيت جسدي فإذا الناس مجتمعين عليه وقد وضعوا غطاء على جسمي كاملاً بل سمعت بعضهم يقول إنا لله وإنا إليه راجعون..

رأيت الملكين كأنهما يستلماني ويضعاني في ذلك الكفن بسرعة ويرتفعون بي للسماء كنت ألتفت يميناً وشمالاً وأرى الأفق البعيد ويزداد ارتفاعي وأخترق السحاب وكأني في طائرة حتى رأيت الناس صغاراً تحتي ثم أرتفع وأرتفع بسرعة عظيمة حتى رأيت الأرض كأنها كرة صغيرة ثم قلت للملكين: هل سيدخلني الله الجنة؟

قالا: هذا علمه عند الله وحده نحن فقط أرسلنا الله لأخذ روحك معنا ونحن موكلين بالمسلمين فقط ..

قطع كلامي ملائكة مروا سريعاً معهم روح عجيبة شممت من نسيمها رائحة مسك لم أشم مثلها

تعجبت وقلت للملائكة: من هذا، لولا أني أعلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء لقلت هذه روح نبي؟

قالا: بل هذه روح شهيد مجاهد من فلسطين قتله قبل قليل اليهود وهو مدافعاً عن دينه وبلده ويقال له أبو العبد وجمع الله له بين العبادة والجهاد ..

قلت: يا ليتني مت شهيداً ..

ثم هي لحظات وأرى ملائكة معهم نفس كريهة يخرج منها رائحة كريهة، فسألت من هذا؟!!

قالوا: هذا رجل هندوسي من عبدة البقر توفي قبل قليل بإعصار أرسله الله عليهم ..

فحمدت الله على نعمة الإسلام..

قلت لهم: والله مهما قرأت عن ما يحصل الآن فأنا لم أتخيله بهذه الصورة ..

قال الملكين: أبشر بخير ولكن اعلم أن الأمر أمامك طويلاً ..

قلت متعجباً: كيف؟

قال الملكين: سترى كل ذلك ولكن أحسن الظن بربك ..

مررنا بجماعة كبيرة من الملائكة وسلمنا عليهم ..

قالوا: من هذا؟!

قال الملكين: رجل مسلم.. حصل له حادث قبل قليل وأمرنا الله أن ننزل لأخذ روحه من ملك الموت ..

قالوا: أنعم وأكرم بالمسلمين فهم خير وإلى خير ..

قلت للملكين: من هؤلاء ؟

قالا: هؤلاء ملائكة يحرسون السماء ويرسلون الشهب على الشياطين ..

قلت: إن خلقهم عظيم ..

قالا: بل هناك من هو أعظم منا من الملائكة ..

قلت: من؟

قالا: جبريل وحملة العرش، وهم خلق من خلق الله لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ..

قلت: سبحانك يا رب ما عبدناك حق عبادتك ..

ثم ارتفعنا حتى وصلنا للسماء الدنيا .. لا أخفيكم كنت بين الشوق والتعجب لما أرى وبين الخوف والقلق لما سيأتي ..

وجدت السماء الدنيا كبيرة ولها أبواب مغلقة وعلى كل باب واقف ملائكة عظام الأجسام ..

قال الملكين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وقلت معهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

قال الملائكة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وقالوا أهلا بملائكة الرحمة ونظروا إليهم وقالوا: لابد أن هذا مسلم؟

قالا: نعم ..

قال الملائكة: تفضلوا فلا تفتح أبواب السماء إلا للمسلمين لأن الله قال عن الكفار (لا تفتح لهم أبواب السماء)

فدخلنا فرأيت عجباً من العجائب مثل الكعبة عظيمة يطوف عليها ملائكة كثر قلت بسرعة: لابد أن هذا البيت المعمور …

تبسم الملكين وقالا: نعم والحمد لله أكثر من أحضرنا من المسلمين يعرفون ذلك ..

وهذا بفضل الله ثم بفضل الرجل الصالح نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يترك شيئاً إلا وأخبركم به ..

قلت لهم: كم يدخله يومياً؟

قالا: سبعون ألف وإذا خرجوا لا يعودون إليه ..

ثم ارتفعنا بسرعة كبيرة حتى وصلنا للسماء الثانية وهكذا حتى وصلنا إلى السماء السابعة ..

فإذا هي أعظم سماء ورأيت مثل البحر العظيم فخفض الملائكة رؤوسهم وقالا: اللهم إنك أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ..

أنا شعرت برهبة عظيمة وأخفضت رأسي ودمعت عيني فقال العزيز الجبار: اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى..

من شدة الرهبة والخوف والفرح والسرور لم أستطع الكلام بل قلت سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ..

نزل بي الملكين مباشرة ومررنا على الملائكة ونسلم على كل من مررنا به ..

قلت للملكين: هل بالإمكان أن أعرف ما حصل لجسدي وأهلي؟

قالا: أما جسدك فستراه وأما أهلك فستصلك أعمالهم التي يهدونها لك لكنك لن تستطيع أن تراهم ..

أعادوني للأرض ..

قالا: ابق عند جسدك فنحن انتهى عملنا وسيأتيك ملائكة آخرين في قبرك..

قلت لهم: بارك الله بكما وجزاكما خير الجزاء ولكن هل أستطيع أن أراكما مرة أخرى؟..

قالا: في يوم القيامة سنقف سوياً وذلك يوم مشهود ورأيتهم عندما ذكروا القيامة تغيرت نبرة أصواتهم رهبة..

ثم قالا: وإن كنت من أهل الجنة فسنكون سوياً وترانا..

قلت لهم: وهل بعدما رأيت وسمعت في دخولي للجنة شك؟

قالا: أمر دخولك الجنة لا يملكه إلا الله سبحانه وتعالى وأنت حصل لك الإكرام لأنك مت مسلماً.. وبقي عرض أعمالك والميزان ..

تغير وجهي وكدت أبكي لأني أتذكر ذنوباً كالجبال ..

قالا لي: أحسن الظن بربك وثق أن ربك لا يظلم أحدا .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وارتفعا سريعا ..

نظرت إلى جسدي ممداً ورأيت وجهي شاخصة عيناي ثم انتبهت لصوت بكاء.. صوت أعرفه .. إنه والدي الحنون ومعه أخي ..

سبحان الله أين أنا الآن .. نظرت لجسدي فإذ الماء يصب عليه فعلمت أني الآن أُغسّل ..

كان صوت البكاء يضايقني كثيراً وأشعر معه بضيق شديد ولكن عندما أسمع أبي يقول: الله يحلك الله يرحمك فكأن كلماته ماء بارداً يصب علي .. ثم لفوا جسدي بكفن أبيض ..

قلت في نفسي: ياالله ليتني قدمت جسدي في سبيل الله ثم أموت شهيداً يا ليتني لم أترك ساعة إلا بذكر الله أو بصلاة أو بعبادة يا ليتني كنت أتصدق ليل نهار يا ليتني يا ليتني ..

كان همي الشديد هو القبر وما سوف يكون به ..

سمعت المغسل يقول: هل ستصلون عليه بعد العصر؟

أبي كان يقول وهو يبكي إن شاء الله ..

حملوا جسدي وأنا أرى جسدي ولكن لا أستطيع الابتعاد ولا الدخول به .. شيءٌٌ عجيب محير ..

أدخلوني مكاناً وتركوني لم أشعر به ولكني أجزم أنها ثلاجة الأموات ..

كنت أفكر ما الذي سيحصل لي ..

قطع تفكيري أصوات كثيرة يقولون هيا احملوه للمسجد ..

رفعوني وكنت أسمع أصواتهم وكان أكثر شيء يؤثر بي صوت بكاء أبي كنت أتمنى أن أقول له: يا أبي لا تحزن ما عند الله خير يا أبي أعلم أنك تحبني فلا تبكِ علي فوالله بكاءك يضيق به صدري ادع لي هذا الذي أريده ..

وكنت أسمع أصواتاً كثيرة وكنت أميز أصوات إخواني وبكاءهم وكذلك أبناء عمي وأعمامي وسمعت صوت أحد أصحابي وهو يقول كأنه ينبه الناس ليقتدوا به: الله يغفر له الله يرحمه كانت كلماته كالماء البارد للظامئ ..

وصلوا المسجد وأنزلوني وسمعتهم يصلّون وتمنيت بشدة أن أصلي معهم وقلت: ما أسعدكم في دار تستزيدون من الحسنات وأنا قد أُوقفت كل أعمالي ..

انتهت الصلاة ثم سمعت المؤذن يقول: الصلاة على الرجل يرحمكم الله ..

واقترب الإمام وبدأت الصلاة علي في أثناء الصلاة تفاجأت بجمع من الملائكة واحدهم يسأل ملكاً آخر عن عدد المصلين وكم منهم موحد لا يشرك بالله شيئاً؟!!

عند التكبيرة الثالثة وهي التي بها الدعاء علي رأيت الملائكة يسجلون أشياء كثيرة فعلمت أنهم يحصون أدعية الناس ..

ياالله كنت أتمنى أن يطيل الإمام بهذه التكبيرة لأني شعرت براحة عجيبة وسعادة وسرور ..

ثم كبر الرابعة وسلم ..

حملوني لقبري وكان في القبر عجائبٌ وأهوال ..

الحلقة الثالثة
اللقاء بالملكين وعرض الأعمال:

حملوني لقبري وكانوا يسيرون بي سريعاً وأسمع دعاء البعض واسترجاعهم وبكاءاً كثيراً .. وأنا في حالة ارتباك وخوف مما سيحصل لي لأني تذكرت في هذه اللحظات مظالم وذنوباً اقترفتها وساعات غفلات قضيتها، وصبوات تجرأت عليها ..

الوضع مربك ومرعب وشعرت بانتقاضة من الوجل والخوف، وحينما وصلت لقبري سمعت أصواتاً وكلماتٍ كثيرة لمن يريد دفني وأذكر من كلماتهم: من هنا، قربوه للقبر، تعالوا من هنا، لو سمحتوا أفسحوا الطريق للجنازة ..

ياالله ما كنت أراه وأسمعه في حياتي أسمعه الآن بعد مماتي !!

أدخلوني لقبري بجسدي وروحي وهم لا يشعرون ولا يرون إلا جسدي ويقول من يحملني: بسم الله وعلى ملة رسول الله ..

وبدأ صف الحجر والطين كنت أريد أن أصرخ وأقول أرجوكم لا تتركوني فلا أدري ما الله صانع بي، وأحياناً يأتيني شعور بالثقة وأن الله لن يضيعني ..

بعدها هلّوا عليّ التراب وبدأ ظلام شديد وأصوات الناس تختفي وتبتعد ولكن أسمع بوضوح أصوات مشيهم وقرع نعالهم وسمعت أناساً يدعون الله لي وكان دعاؤهم أنساً لي وانشراحاً لصدري خاصة أن أحدهم قال بصوت مسموع: اسألوا له الثبات فإنه الآن يُسأل ..

وفجأة بدا القبر يضيق علي ويضيق حتى شعرت أنه يضغط على كل جسمي وارتعبت وكدت أصرخ بأعلى صوتي ثم اتسع كما كان ..

بعد ذلك التفت يميناً وشمالاً ترقباً وخوفاً مما سيأتي وفجأة لاح لي ملكان بصورة مهيبة جداً أجسادهم عظيمة سُود الأجسام زُرق العيون طرفهم يلوح كالبرق، وأنيابهم تكاد تصل للأرض وبيد أحدهم مطرقة كبيرة لو ضربت بها مدينة لهدمتها !!

قال لي أحدهما مباشرة: اجلس، فجلست مباشرة، فقال: من ربك؟– والذي بيده المطرقة يرقبني بنظرة قوية..

فقلت مباشرة: ربي الله، كنت أرتجف وأنا أجيب ليس عدم ثقة بالإجابة ولكن أرعبتني صورهم وطريقة سؤالهم ..

من نبيك؟ قلت: محمد صلى الله عليه وسلم ..

ما دينك؟ قلت: الإسلام ..

قالا: الآن نجوت من فتنة القبر

قلت لهم: هل أنتما منكر ونكير؟

قالا: نعم ولو لم تجب لضربناك بهذه المطرقة ضربة ستصرخ منها صرخة تسمعك كل الخلائق إلا الثقلان، ولو سمعوك لصعقوا من شدة صراخك.. ولهويتَ في الأرض سبعين ذراعاً .

قلت: الحمد لله الذي نجاني من هذا وهذا بفضل الله وحده ..

ثم انصرفا ولم أشأ أن أكثر الكلام معهما فلم أطمئن إلا بانصرافهما ..

بعد انصرافهما مباشرة شعرت بحرارة عجيبة وبدأ جلدي يحتمي خشيت أن تكون فُتحت نافذة من جهنم على جسدي من شدة الحرارة، ولكني لا أرى أي شئ سوى حرارة أشعر أنها تخرج من جسدي !!

حضر لي بعد ذلك ملكان آخران وقالا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

قلت: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

قالا: نحن ملائكة أتينا لعرض أعمالك في قبرك وإحصاء الحسنات التي تُهدى لك إلى يوم القيامة.

قلت لهما: والله رأيت منذ مت شيئاً مهيباً ولم أتوقع أنه بهذه الشدة وهذه الكربة.. ولكن هل تأذنان لي بسؤال؟

قالا: نعم..

قلت: هل أنا من أهل الجنة؟ وبعد كل هذه الأحداث هل هناك خطورة أن يدخلني الله النار؟

قالا الملكين: أنت مسلم والذي حصل لك لأنك مسلم آمنت بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن دخول الجنة والنار لا يعلمه إلا الله، ولكن ثق أنك لو شاء الله وأدخلك النار فلن تخلد فيها لأنك موحد !!

بكت عيني وقلت وماذا لو أدخلني الله النار فكم سأمكث فيها !!

قالا: ثق بربك وأعلم أنه كريم.. وسنبدأ الآن بعرض أعمالك عليك منذ بلغت وإلى آخر نفس لك في حادثك ..

وبدؤا بقول استغربته وهو :

سنبدأ بصلاتك لأنها العهد الذي بين المسلم والكافر ولكن لن ترفع لك حسنة واحدة ولن تجازى على أي عمل صالح لأن أعمالك الحسنة الماضية كلها معلقة .

قلت باستغراب: لماذا؟!! وما هو السبب الذي من أجله تم إيقاف كل أعمال الخير التي عملتها بحياتي وهل هناك علاقة بين ذلك وبين حرارة جسمي التي أشعر بها كأن حمى الأرض جمعت لي؟!!

قالا: نعم لذلك علاقة وأنت السبب في ذلك بتساهلك في دين عليك لم تقضيه قبل موتك والآن أنت في خطر شديد؟!!

قلت وأنا أبكي: وكيف؟ وهل الدين هو الذي جعل جسدي يحتمي بهذه الشدة قبل عرض الأعمال؟!!

وقُطع سؤال بشئ لاح لي بالأفق نوراً مشرقاً آنس ظلمة قبري وله صوت ومنه تنبعث رائحة زكية لم أشم مثلها في حياتي ولا منذ مماتي ..

وقال الضوء: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

قلت: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. من أنت؟

قالت: أنا سورة الملك (تبارك) أتيت لأنافح وأحاج لك عند الله فأنت قد حفظتني وقد أخبركم رسولكم محمد عليه الصلاة والسلام أنني أطلب من الله أن ينجي كل من يحفظني ..

قلت: مرحبا بك سورة حفظتك منذ صغري وكنت أتلوكِ في صلاتي وفي بيتي وأنا الان في أشد الحاجة لك ..

قالت: نعم ولذا أنا هنا وسأطلب من الله أن يفك كربتك لأنك الآن تساهلت بدَينٍ كان سبباً بتعليق أعمالك وحرارة جسدك !!

قلت: وكيف السبيل للنجاة؟!!

قالت: بأحد ثلاثة أمور ..

قلت بسرعة: وما هي؟!!

فقالت سورة الملك لي: قبل أن أقول لك سُبل النجاة هل كتبت ورقة بها الدين الذين عليك حتى يسددها الورثة عنك؟

عندما سمعت كلمة (الورثة) كانت هذه الكلمة شديدة علي ودمعت عيناي فقد تذكرت أهلي جميعاً أمي وأبي وزوجتي وإخوتي وأبنائي يا ترى ما الذي حصل لهم من بعدي وكيف هم؟!!

ابنتي سارة وإخوانها تذكرت انكسارهم وكيف أصبحوا أيتاماً من بعدي من الذي سيرعاهم ومن الذي سيقوم على مصالحهم؟!!

تذكرت بنيتي الصغيرة عندما قالت: أريد كاكاو ماذا سيقولون لها – عندما تسأل عني – وكيف سيقولون وكيف ستكون نفسيتها من بعدي !!

زوجتي ماذا عملت من بعدي الآن!! سيقال لها أرملة!! كيف ستتحمل عبء أولادي من بعدي !!

تذكرت وتذكرت وتذكرت ودموعي تنهمر ونشيجي يعلو ..

قالت سورة الملك: كأنك تذكرت شيئاً؟!!

قلت: نعم تذكرت أهلي وأبنائي ماذا سيعملون من بعدي..

قالت سورة الملك: لهم الله هو الذي خلقهم ورزقهم وهو الذي يتولى أمرهم..

كانت هذه الكلمات بمثابة الماء البارد على الظاميء فقلت في نفسي: بالفعل لهم الله ولماذا القلق!!

استطردت بالفكر قليلاً ولم يقطع تفكيري إلا زيادة حرارة جسمي فقلت مباشرة لسورة الملك: باالله عليك هل لي أن أعلم كم الدين الذي علي؟!!

قالت سورة الملك: نعم لقد سألت الملك فأخبرني أنها ألفاً وسبعمائة ريال، الألف لصاحب لك يقال له "أبا حسن" أما السبعمائة فهي متفرقة ..

قلت متعجباً: كيف متفرقة؟!!

قالت سورة الملك: أنت تساهلت بديون صغيرة منذ بلوغك فتراكمت عليك..

فقلت: لمن؟!!

فقالت سورة الملك: خمس ريالات لبائع أغذية قد اشتريت منه طعاماً لك ولم يكن معك نقود وعندما طلبها منك قلتَ له: سأردها لك غداً هذا عندما كان عمرك خمس عشرة سنة..

والآخر يعمل في مغسلة الملابس غسل ثوبك وقلت له نفس كلامك السابق وتساهلت حتى نسيته والآخر محل كذا ومحل كذا فعددت محلات أتذكرها واحداً تلو الآخر ، ثم قالت : تساهلكم بالديون واستصغاركم لها سبب شقاء الكثير منكم في قبورهم ..

ألم يحذركم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من الدين وأخبركم أن الشهيد على جلالة قدره توقف أعماله بسبب الدين ألم تعلم أن أحد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم على فضله أوقفه الدين ولم نستطع أن نعمل له شيئاً حتى سدد صاحبه الدين !!

قلت برعب : إنا لله و إنا إليه راجعون وكيف الخلاص أرجوك فجسمي سيتقطع ألماً وحرارة .

قالت سورة الملك : بأمور ثلاثة .

قلت بعجل : ما هي ؟!!

قالت : إما أن يسامحك من عليه الدين .

قلت : الكثير منهم نسي كما نسيت ولا يعلمون بموتي بل ربما الكثير منهم لا يعرفني ونسيني ، لكن ما الحل الآخر .

قالت : وإما أن يسدد عنك ورثتك .

قلت : كيف سيعلمون بديني ومشكلتي أني لم أكتب ورقة لحقوق الناس لأن الموت أتاني بغتة ولم أكن أتوقعه أو أحسب له أي حساب !!

قالت سورة الملك : بقي أمر سأحاول لك به ولعله يكون نجاتك وسأخبرك به بعد وقت إن شاء الله والآن سأنصرف ..

قلت : لا أرجوك لا تذهبي فانا أشعر بوحشة شديدة وظلمة ورهبة إضافة لحرارة جسمي التي تزداد ..

قالت سورة الملك : لن أبتعد كثيراً فأنا سأذهب لأجل المُحاجة عنك والبحث عن حل وبإذن الله ستكون نجاتك .. فانصرفت ..

بقيت وحيداً مستوحشاً في ظلمةٍ وهمٍ وغم فأُلهمت دعاء فقلت : ( يا من لا يأنس بشئ أبقاه ، ولا يستوحش من شئ أفناه ، ويا أنيس كل غريب ، ارحم في القبر غربتي ، ويا ثاني كل وحيد ، آنس في القبر وحدتي ) لكني تذكرت أني في دار حساب لا عمل ..

ما هي إلا لحظات حتى سمعت صوتاً أعرفه إنه أبي الحنون وأسمعه يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قلت مباشرة بشغف : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً بك يا أبي فعلمت أنه لن يسمعني ..

ثم سمعته يقول : اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم وسع مدخله اللهم آنس وحشته ثم سمعته ينشج ويبكي ويقول اللهم أحله اللهم إني راضٍ عنه فارض عنه وانصرف

لاح لي بالظلام – أثناء دعاء والدي – نورٌ عظيمٌ فإذا هو ملكٌ من ملائكة الرحمة يكتب دعاء والدي ولم يكلمني الملك بكلمة واحدة حتى انصرف والدي فبقي قبري منيراً والتفت لي الملك وقال : إن دعاء والدك سيُرفع للسموات العلى وبإذن العلي القدير سيجيبه الله لأن دعاء الوالد لولده مستجاب ..

ياالله تمنيت أن يطيل أبي الوقوف على قبري ويستمر بالدعاء لي لأن أثر دعائه وجدته في قبري بل وعلى نفسي ..

قلت للملك : هل لي أن أسألك سؤالاً ؟!!

قال : وما هو ؟

قلت : منذ متى وأنا ميت وما هو الوقت الآن ؟!!

قال : أنت ميت من ثلاثة أيام والآن وقت صلاة الظهر ..

تعجبت بشدة وقلت سبحان الله كل هذه الأحداث في هذه المدة القصيرة ؟!

وكل هذه الظلمة التي أجدها في قبري ونحن وقت الظهيرة !!

قال الملك : لازال الطريق أمامك طويلاً أعانك الله عليه ..

لم أتمالك نفسي فبكيت وبكيت بكاء لا أذكر بحياتي أني بكيت مثله ، وقلت في نفسي : سبحان الله كم كنت غافلاً عن مثل هذا ..

انصرف الملك وهو يقول سيستمر النور في قبرك إلى أن يشاء الله بفضل الله ثم دعاء والدك ..

كانت زيارة أبي مؤنسة لي وتمنيت أن يزورني كل أقاربي وتمنيت أن يقف على قبري أصحابي ..

تمنيت أن يسمع والدي صوتي فأقول : يا أبي أرجوك سدد الدين الذي في ذمتي أرجوك تصدق عني أرجوك ادع الله لي .. لكن ما السبيل بأن يسمع صوتي وتذكرت قوله تعالى ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون )

شعرت بحرارة جسمي كأنها تهدأ ولكنها تزداد أحياناً فظننت أن هذا له علاقة بزيارة والدي ولكن الأمر لم يكن كذلك بل لأمر آخر ..

ما هي إلا لحظات حتى لاح لي نور أعرفه إنها سورة الملك قالت : عندي لك بشارتان .

قلت بسرعة : ما هي ؟

قالت الأولى : صاحبك الذي يطلبك الألف ريال تذكر دينك ثم قال : اللهم إني عفوت عنه محتسباً الأجر من الله ولم يطلبها من أهلك

فتهلل وجهي فرحاً ثم قلت : الحمد لله ربما هذا سبب أن الحرارة خفت قليلاً علي ..

وما البشارة الأخرى ؟

قالت : لقد سألت الله لك كثيراً لكن حقوق الآدميين مشكلة ، وقد أُرسل لك ملك موكل بالرؤى والأحلام وهو سيأتي أحد أقاربك في المنام برموز لعلهم يفهمون دينك ..

تفاجأت بهذا الخبر فسكتت متعجبا ..

قالت سورة الملك : من برأيك يأتيه الملك في المنام ؟

فكرتُ بأمي وعلمت أنها لو رأتني بالمنام فستبكي علي ولن تفسرها ففكرت بأقاربي فتذكرت أقرب الناس لي بعد والدي وهي أيضاً مهتمة بالرؤى والأحلام .. إنها زوجتي الوفية المحبة لي ..

قلت : زوجتي زوجتي هي التي أتمنى أن ترى هذه الرؤيا ..

قالت سورة الملك : سأخبر الملك أسأل الله أن يعجل فرجك ويحل كربتك ..

انصرفت وبقي قبري به النور الذي أتاني من دعاء والدي فانتظرت كأني بسجن تمر علي الأوقات لا أعلم شيئاً سوى أني أسمع أصواتاً وأحياناً قرع نعال فأعلم أن جنائز تدفن قريباً من قبري أسمع أحياناً ضحكات فأتعجب من أناس يضحكون ونحن تحتهم مأسورون !!

ثم مر وقت طويل وفجأة ازدادت حرارة جسمي حتى كدت أصرخ وكأني في تنور فازداد خوفي ثم بلحظة واحدة الحرارة خفت ثم اختفت وانتهت وشعرت كأني خرجت للهواء لم أصدق ما أنا فيه ما الذي حصل ؟!!

ظهر نور سورة الملك بعد ذلك وتقول : أبشر بما يسرك ..

قلت : والله أنتِ من يأتي بالخير فما الذي حصل ؟!!

قالت : أتى ملك الرؤى والأحلام لزوجتك في منامها فأراها أنك واقف على سلم مهموماً وبقي عليك سبع درجات لا تستطيع أن تصعدها ..

فقامت زوجتك مباشرة قبل صلاة الفجر وتذكرتك وبكت ثم فتحت كتب تفسير الأحلام فوجدت كلاماً كثيراً لكنها شعرت أنك في كربة وفي الصباح اتصلت على امرأة كبيرة بالسن مشهورة بتفسير الأحلام وعندما سألتها زوجتك قالت المرأة : يا بنتي زوجك عليه دين ومحبوس في قبره والدين سبعمائة أو سبعة آلاف ريال الله أعلم ..

قالت زوجتك : لكن كيف نسددها ولمن ؟

قالت المرأة : الله أعلم لكن اسألوا المشائخ ..

وبعدها اتصلت زوجتك على زوجة أحد المشائخ وقالت لها : اسألي الشيخ عما لو كان على زوجي دين لا نعلم لمن هو كيف نسدده ؟!!

فسألت زوجة الشيخ زوجها وقال : تصدقوا عنه بقيمة الدين لعل الله أن يبرئ ذمته ..

وكان لدى زوجتك ذهب بقيمة أربعة آلاف فذهبت سريعاً لوالدك وقصت عليه الخبر فرفض أن يأخذ منها الذهب وتكفل بأن يسدد الدين كاملاً ، فأقسمت زوجتك أن يأخذ والدك الذهب وقالت له : وهل هذا الذهب إلا من زوجي وأنا أتمنى أن أعمل له شيئاً بعد موته وأسأل الله أن لا يحرمني منه في الجنة ..

عندما رأى والدك إصرارها طيّب خاطرها وأخذ الذهب وزاد عليه من المال حتى أوصله عشرة آلاف ونوى الزيادة صدقة عنك وأعطى المبلغ لعائلة مسكينة ففرج الله كربك وجئت لأطمئن عليك ..

قلت : ولله الحمد لا أشعر الآن بأي حرارة بجسمي وكأني كنت مربوطاً فحُلت عقدي .. وهذا بفضل الله ثم فضلك ومحاجتك لي بقضاء ديني ..

قالت سورة الملك: الحمد لله الذي أذهب عنك الحزن والآن ستأتيك الملائكة لعرض جميع أعمالك ..

قلت لها: وهل بعد هذا علي خطورة؟

قالت: الطريق طويل وربما يستمر سنين فاستعد لذلك ..

قلت: سنين !!!!!

قالت سورة الملك: كثير ممن يدخل قبره يعذب لأمور تستصغرونها وهي عند الله عظيمة ..

قلت: مثل ماذا ؟

قالت: كثير من الناس يعذب بسبب عدم التنزه من بوله فيقوم للصلاة ويقف بين يدي الله والنجاسة عليه أو على ملابسه !!

قلت: وهل هذا كثير؟

قالت: أكثر من يعذب بسبب ذلك!! وهناك أيضاً أمور يعذب بها الكثير: مثل النميمة وأكل مال الأيتام والسرقة والربا وغيرها كثير ..

ثم قالت: هناك من يعذب ليصفى قبل يوم القيامة لأن عذاب جهنم أشد وأنكى وهناك من يعذب وموعده يوم القيامة نار جهنم ..

قلت: كيف أنجو من عقوبة الله وكيف السبيل للخلاص من ذلك؟

قالت: عملك الآن منقطع وليس أمامك إلا ثلاثة أمور وهي: إما الدعاء من أبناءك وأهلك لك فهي طلب من الله أن يرحمك، والأمر الآخر: هل لك صدقة جارية تستمر لك بعد موتك!!

قلت: أذكر أحد أصحابي كان يجمع المال لإنشاء مسجد في أحد بلدان المسلمين ..

قالت: لعل الله أن يضاعف لك بها الأجر فأكثر الحسنات التي تكون من بناء بيوت الله

قلت: وما الثالث!!

قالت: هل عملت على نشر العلم أو تعليم جاهل لأحكام الإسلام

قلت: لا أعلم وتذكرت مشروع طباعة مصاحف وكتب للغات مختلفة وقلت في نفسي: يا سبحان الله كم أنا مسرف ومضيع لفرص كثيرة كانت في حياتي!!
كنت أتمنى أن أصرخ بأعلى صوتي وأقول يا معشر الأحياء أنقذوا أنفسكم واستعدوا لما تجدونه بعد موتكم فوالله لو رأيتم ما رأيت لما خرجتم من المساجد ولأنفقتم الأموال في سبيل الله ..

قلت لسورة الملك: هل حسناتي الآن تضاعف وهل تأتيني الحسنات في قبري !!

قالت: كل الأموات تأتيهم الحسنات كثيرة في الأيام الأولى لموتهم ثم تقل جداً بعد ذلك ..

قلت: هل يعقل أن ينساني أهلي وأبنائي وأصحابي!! لاأصدق أنهم سينسوني بهذه السهولة ..

قالت: بل سترى كيف أنه حتى زيارتهم لك في قبرك ستقل وسيمر الشهر والسنة والعشر سنوات ولا يكاد يقف على قبرك أحد !!

بكيت وتأثرت لأني تذكرت كيف أن جدي حينما مات كنا نذهب لقبره كل أسبوع ثم بعد شهر ثم نسيناه !!
تذكرت حينما كنت حياً كيف كنا ننسى الأموات والآن أنا بمكانهم !!

قالت: العاقل من عمل لما بعد موته وجهز داره ..
ولكن أقول لك شيئاً!!

قلت بحزن: وما هو؟

قالت: هناك من يدعو لك من غير أهلك ويستغفر لك وهو لايعرفك..

قلت: كيف هذا؟

قالت: قبل ساعات دعا لك رجل صالح بالهند فقال: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات فكتب الله له بكل حي وميت حسنة وأتاك بفضل الله حسنات من دعاءه، وهناك رجل في تركيا تصدق ببناء مسجد وقال اللهم اجعل أجره لأمة محمد صلى الله عليه وسلم الأحياء والأموات، وهناك امرأة عجوز من مصر ذبحت شاة ونوت أجره الأموات المسلمين، وهناك رجل صالح من المغرب اعتمر ودعا لكل المسلمين وهو يطوف – وكان مستجاب الدعوة – وكل هؤلاء وأمثالهم يأتيك من حسناتهم ودعاءهم بل أن الملائكة يدعون ويستغفرون لك..

بعد سماعي لهذه الكلمات استبشرت وما فرحت منذ مت بمثل هذا الحديث الذي بشرتني به سورة تبارك ..
وبعدها استأذنت للذهاب ..

شعرت بوحشة بعد ذلك وأحياناً ينشرح صدري وأشعر بأنس وأحياناً يضيق صدري وكأن جبال الأرض عليه ..

لم يخبرني أحد ولكني جزمت أن انشراح صدري عبارة عن حسنات تصلني من المسلمين من كل مكان وضيق صدري إنما هي وحشة القبر التي لا توصف ..

مرت أيام وأسابيع وشهور ولا أنيس لي إلا بعض الأعمال الصالحة التي تصلني أو زيارة والدي وإخواني وأقاربي وأصحابي التي بدأت تقل تدريجياً !!!
حتى أن أحد أصحابي لم يزرني إلا مرتين فحسب ولم يصلني منه إلا دعوات وصدقة أيام موتي الأولى وبعدها انقطعت ..
أكثر ما يصلني باستمرار هو دعاء أمي خاصة في الثلث الأخير من الله فهو والله خير أنيس لي ..
بدأت تقل الأعمال التي تصلني وشعرت أني بمرحلة خطر لأني مهتم بشدة لميزان يوم القيامة وكيف سأحاسب على كل صغيرة وكبيرة ..

يا رب عفوك يا رب رحمتك كنت أدعو بذلك وأكررها لكن هيهات اليوم لا عمل لي ..

بدأت الأيام تمر وتمر وكانت ثقيلة كنت أحياناً أبكي ولكن أتذكر رحمة الله فيهون علي الأمر ..

سورة الملك انقطعت ولاأدري ما السبب في قبري ظلام دامس لا أعلم ليلي من نهاري ..

تذكرت بعض المعاصي والذنوب واستعرضتها بحياتي بدأت أمامي بلا خفاء ساعة ساعة ويوماً يوماً
علمت أن ذنوبي أمثال الجبال ولكن هل سيغفرها الله لي ..

كثيراً ما كنت ألوم نفسي وأندب أيامي الخالية .. ألم يمهلني الله ألم يسترني الله ألم يعطني ولم يحرمني،
كم من ذنب عملته بجرأة وكم من صلاة أخرتها وكم من صلاة فجر نمت عنها وكم من طاعة سوفت فيها ..

عندما تذكرت كل هذه بكيت واستمر بكائي ولم ينقطع أياما ًبل إني لم أعرف الوقت ولم أشعر به ولو قلت إني بكيت شهوراً لما بالغت ..
وفي ساعة من الساعات شع نور عظيم حتى كأن الشمس وضعت فيه وسمعت الملائكة يهنئون بعضهم ويقولون أبشروا بالرحمات ..

كنت بين الدهشة والفرح والاستعجال بمعرفة ما حصل حتى أتاني الملك وأخبرني الخبر وقال ..

وبعد ذلك شع نور عظيم شمل القبور وانتظرت حتى أرى الخبر فقدم لي ملك وقال لي أبشر أيها المسلم بتنـزل الرحمات ..

قلت: جزاك الله خيرا, لكن ما سبب ذلك !!

قال الملك: لقد دخل من ساعة شهر رمضان وهذا الشهر فيه المغفرة والرحمات والعتق من النيران وفيه يلتقي ملائكة الأرض بملائكة السماء وفيه ينجو كثير منكم بدعاء المسلمين ويثقل ميزان حسناتكم ..

قلت: ما أجل الله وأعلى شأنه وما أعظم كرمه كم من الفرص التي يهبها لمن هو فوق الأرض ومن هو تحت الأرض ..

قال الملك: الله عز وجل لا يحب أن يدخل النار أحد ولا يحب أن يعذبكم ولكن تقصيركم وإصراركم على المعاصي ومقابلة نعمه بذنوبكم هي التي تهلككم ..

ثم قال: الآن المسلمون يصلون والملائكة تحصيهم وترفع دعواتهم لله لعل الله أن يشملكم بلطفه ..

ثم انصرف واستمرت الأنوار في القبور وبدأت أسمع أصوات المساجد لأول مرة وتذكرت حياتي الدنيا وتذكرت صلاة التراويح فبكيت من المفاجأة وسمعت الناس يصلون ثم بدأت أسمع واضحاً صوت دعاءهم وسمعت قول الإمام ( اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا ميتاً إلا رحمته )
فانتفض جسمي فرحاً بهذا الدعاء وتمنيت منه أن يطيل وبالفعل كأنه تذكرالأموات وقال مرة أخرى ( اللهم ارحم موتانا وأنزل على قبورهم الفسحة والسرور اللهم من كان منهم مسروراً فزده سرورا ومن كان منهم معذباً ملهوفا فأبدل حزنه فرحا ًوسروراً)
كنت أردد وأقول معه آمين آمين وأنا أبكي بشدة .

وانشرح بعدها صدري وهدأت نفسي واستمر النورفي قبري وبدأت ساعات رمضان تمر علي وفي كل ساعة يتجدد لي نور في قبري ،
ثم شممت رائحة طيبة كرائحة المسك التي كنت أشمها في الدنيا بل أقوى وظهر لي من بعيد رجل كأنه يمشي متجهاً لي تعجبت لأول مرة أرى مخلوقاً على شكل آدميً في قبري كنت محدق نحوه وهو متجه لي وأنا في أشد الحيرة ثم أقبل ورأيت وجهاً حسناً وعليه ثوب شديدالبياض
وعلمت أن رائحة المسك هي منه ثم أقبل يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

فرددت عليه مباشرة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

نظرت له متعجباً كأني أسأله من أنت !!!

رأى ذلك التعجب في وجهي وتبسم وقال: جئت لك مبشراً برحمة الله لك ومغفرته لذنوبك ..

قلت: بشرك الله بما يسرك من أنت وكيف عرفت ذلك لأني أول مرة أرى رجلاً من بني آدم داخلاً للقبور !!

قال: أنا لست من بني آدم ..

قلت: إذن هل أنت ملك بصورة رجل !!

قال: لا ولست ملكاً أيضاً..

قلت متعجباً: إذن من أنت فوالله قد اختلطت مشاعري بين الفرح برؤيتك والحيرة منك ..

قال: ربما لا تتذكرني لكن الله أوجدني من أعمالك الحسنة في الدنيا فأنا عملك الصالح..

صلاتك صيامك حجك صدقتك دعاءك برك بوالديك جعلني الله أتمثل بهذه الصورة لأبشرك بمغفرته ..

ياالله يالله ياالله لك الحمد حتى ترضى قلتها بلا شعور من الفرح والسرور ..

ثم قلت مباشرة: لماذا تأخرت ولم تأتني مباشرة بعد موتي، لماذا تأخرت علي كثيراً إلى هذه الساعة !!

قال: حبسني عنك دينك وذنوبك التي كانت تعوق وصولي إليك وعندما نزلت عليك الرحمات وشملك الله بمغفرته أنت وكثير من الأموات أُذن لي أن آتيك هذه الساعة ..

قلت: هل معنى ذلك أني سأكون من أهل الجنة ولن يعذبني الله!!!

قال: هذه أمرها لله ولا يعلمها أحد سواه..

وسيكون هناك ميزان في يوم القيامة سيتحدد مصيرك ففيه توزن عليك حقوق الناس وبعض الأمور التي لا تظهر عليك إلا يوم القيامة ..

قلت: مثل ماذا؟

قال: كثير من الناس يظلم بعضهم بعضاً ثم يقول المظلوم للظالم والله لن أسامحك يوم القيامة فهناك يقفون بين يدي الله ويحكم بينهم..

تأثرت من مقولته ثم قال: لقد نفعك عمل صالح عملته في آخر حياتك..

قلت: ما هو؟

قال: لو تذكرت آخر لحظة في حياتك قد وفقك الله أثناء الحادث بأن تقول أشهد إلا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله..

كم فرحت الملائكة لنطقك الشهادة لأنك ختمت حياتك بالتوحيد وثباتك أيضاً على الإسلام عندما كان يلقنك الشيطان اليهودية والنصرانية..

وقد كانت عن يمينك وشمالك ملائكة لقبض أرواح المسلمين وآخرين لقبض أرواح الكفار وحينما ثبت على الإسلام ارتفعت الملائكة التي تقبض أرواح الكفار وبقيت عندك الملائكة التي تقبض أرواح المسلمين وقد أخذت روحك معها ..

قلت له: وهل هناك عمل آخر نفعني؟

قال: نعم نصيحتك لسائق السيارة بأن يترك الدخان فبسبب ذلك أثابك الله بأن أصبح يأتيك الآن رائحة المسك ..

وأيضاً اتصالك على والدتك فكل كلمة كنت تقولها لها كانت تكتب لك بها الحسنات ..

تذكرت اتصالي على والدتي وتذكرت أني لم أطل الاتصال وقلت يا ليتني أطلت معها ..

ثم قال: وأيضاً كتب الله لك الحسنات باتصالك على زوجتك وسؤالك عن أبناءك وإدخالك السرور على بنتك الصغيرة
ولكنك بسبب ذنبك الكبير مع ابنتك كتبت عليك سيئة كبيرة !!

قلت بتعجب شديد: وكيف سيئتي مع بنتي !!!!!

قال: قلت لها: أنك ستأتيها بعد قليل وقد كُتبت عليك كذبة وليتك تبت قبل حادثك ..

بكيت وقلت: والله لم أنو الكذب عليها ولكني أردت أن أصبرها عن فراقي .

قال مهما يكن فكان الأولى أن تقول إلا الصدق لأن الله يحب الصادقين ويكره الكذب وأهله ، ولكنكم تتساهلون كثيراً بذلك .

ثم قال : حتى دعاءك على موظف المطار كتبه الله عليك ذنب لأنك أسأت لمسلم لا يد له فيما حصل لك !!

ياالله كل كبيرة وصغيرة كتبت علي !!

أردف قائلاً – كأنه يريد تصبيري – ما أجمل متابعتك للحج فهي من أكبر الأعمال التي ترفع رصيدك عند الله وكذا متابعتك للعمرة ،
قلت له – وأريد منه تسليتي – لأني أشعر برهبة من ميزان يوم القيامة : وما أفضل عمل كتب لي عند الله !!

قال : من فضل الله عليكم أنكم لو عملتم حسنة واحدة تكتب لكم عند الله عشراً ثم تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة
وأفضل أعمالك هي الأعمال التي يحبها الله أكثر وهي الفرائض ..

قلت: الصلوات الخمس؟

قال: هذه من أفضلها ولكن أيضاً صيام رمضان وزكاتك وحجك هذه أحب الأعمال إلى الله وهي أحب شئ يتقرب بها العبد إلى الله ، والواجبات أحب إلى الله من النوافل .

وسأذكر لك موقفاً أيضاً غير الفرائض كتب الله لك به أجراً عظيماً .

قلت بشغف: ما هو؟

قال: أتذكر يوماً كنت معتمراً في رمضان عندما كان عمرك عشرين سنة وقد خرجت من المسجد الحرام ورأيت رجلاً يبيع إفطار صائم فاشتريت بقيمة مائة ريال ووزعتها!!

قلت: نعم أذكر ذلك كأنه بالأمس ، لكن هل ذلك أعظم من عمرتي

قال: سأذكرك بامرأة كبيرة بالسن رأيتها لا تستطيع مزاحمة الناس الذين يأخذون منك فاقتربت أنت منها وأعطيتها وجبتين إفطار صائم ..

قلت: نعم فقد رحمتها عندما رأيت ضعفها وكبر سنها .

قال: هذه المرأة من اليمن وهي مستجابة الدعوة وهي من الصالحات في الأرض وصاحبة قيام ليل ولو أقسمت على الله لأبرها وكانت تدعو لك عندما أعطيتها
ودعت لك كذلك عند فطرها واستمرت تدعو لك كل ذلك اليوم حتى أمست لأنها فقيرة لا أحد يأبه بها،
وكان معها ملائكة يرفعون أي دعوة منها لله ورفعوا دعوتها لك مباشرة فكُتب لك أجر عظيم .

فإضافة لأجر عمرتك في رمضان وتوزيعك لإفطارالصائمين إلا أن أجر إعطاءك هذه المرأة العابدة رُفع مباشرة للسموات العلى .

وهو يقول لي هذه الكلمات بدأت دموعي تنهمر ونشيجي يعلو وقلت: والله لم أكن اعلم بدعواتها ولا بصلاحها .

وقال ولك موقف آخر رفعت لك به الدرجات ..

وأنا أسمع منه هذه البشارات ووجهي متهللاً فرحاً قلت: ما هو؟

قال: أتذكر عندما كنت مسافراً ذات مرة إلى المدينة ووجدت رجلاً بجانب الطريق قد تعطلت سيارته في شدة الحر ووقفت لمساعدته !!

قلت: نعم أذكر ذلك الرجل وقد وقفت عندما رحمته واقفاً بشدة الحر

ولكن قبل أن تكمل فقد كنت أرى في يده سيجارة يشربها ولا يظهر عليه سيما الصالحين

قال : نعم ولكنه مسلم وأنت تعلم كما علمك رسولك محمد صلى الله عليه وسلم بأن (من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنها بها كربة من كرب الآخرة)
فمساعدتك له وتفريجك لكربته بالرغم من أنك لا تعرفه وليس بينك وبينه قرابة كانت محل تقدير لك من الملائكة الذين يحصون الحسنات وقد تسابقوا لكتابة ذلك لك عند الله ..

ومن ثم أتسع القبر وأنار نوراً عظيماً وبدأت أمامي وفود من الملائكة يأتون نحونا وكأنهم يزورون الأموات وهم لا يفترون عن التسبيح والتهليل
ومن ثم قال لي عملي الصالح بدأت الان ليلة القدر وكم من رجل سيكتب من أهل الجنة بعد أن كانت أعماله سترديه في دركات جهنم ..

فالنهاية أتمنى من الجميع الدعاء لجميع أموات المسلمين وأخذ العضة
والعبرة والدعاء لأصحاب الموقع و ناشرين هذه الصف
وهذا رابط القصة ..
http://omangulf.net/bb/story.htm

اسفة لاني طولت عليكم بس هذي للعبرة والعظة




مشكوره ياعسل و تسلم يدينكِ
على الطرح الجميل



واللله تأثرت كتييير بهالقصة واتعلمت كتييير شكرا لالك واللله يجازيكي الخير يارب



ابداع ورقي وجماآآل كل هذا صاغته انامل ‏
الابداع ابداع في الطرح ورقي بالاسلوب وجمال
بالكلمات اتمنى لك دوآم التوفيق والعافيه ‏



قصتك جدا جدا جميلة ومؤثرة.
جزاك الله الجنة من غير حساب ولا سابق عذاب.



التصنيفات
منوعات

قصة مؤثرة فيها الكثير من العظة والعبرة

هذه قصة جائتنى على الإميل خاصتى و لما رأيت فيها من عبرة وموعظة
أحببت أن أطرحها عليكم هنا كى تبدو رأيكم
القصة جميلة جدا و مؤثرة أقراها بتمعن

أقرأوها وتمعنوا فيها… أثابكم الله وقد ذكرها الشيخ خالد الراشد كثيرا…
ويُقال انها قصته الشخصية:
لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك الليلة
بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة مليئة بالكلام
الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة… كنت أنا الذي أتولى في الغالب
إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون.
أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد.. بإمكاني
تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه.. أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق… والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق..عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في حالة يرثى
لها.. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ ؟
قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع ..
كان الإعياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها: راشد… أنا تعبة جداً ..
الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا ..
سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي.. كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي.. خاصة أنّها في شهرها التاسع .
حملتها إلى المستشفى بسرعة.. دخلت غرفة الولادة.. جعلت تقاسي الآلام ساعات
طوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها.. فانتظرت طويلاً حتى
تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني.
بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً.. أول
ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة
زوجتي.
صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم.
قالوا، أولاً راجع الطبيبة ..
دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب .. والرضى بالأقدار .. ثم قالت: ولدك به
تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!
خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي.. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في
السوق وأضحكت عليه الناس.
سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول.. ثم تذكرت
زوجتي وولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي ..
لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكف عن
الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس ..
خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً.
اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها. كانت
زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه،

لكني لم أستطع أن أحبّه !
كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي..
فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً.
مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت. دائماً مع
أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ..
لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب من تصرّفاتي
الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته.
كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس
الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء .. عمل ونوم وطعام

وسهر.في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة
لي. كنت مدعواً إلى وليمة. لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت بصالة المنزل
فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة!
إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر سنوات
مضت، لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا
في الغرفة. التفت … ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟!
حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه
الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!! وكأنه يقول: الآن
أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته … كان قد دخل غرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه. حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه، وأنا
أستمع إليه وأنتفض.
أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد. ولأنها
صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر.. ونادى والدته..
ولكن لا مجيب.. فبكى.
أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية
كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم !!..
قال: نعم ..
نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟
قال: أكيد عمر .. لكنه يتأخر دائماً ..
قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك ..
دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيدي
وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد قريب… أريد أن أخطو
إلى المسجد – إي والله قال لي ذلك.
لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة الأولى التي أشعر
فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاً
بالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة الجمعة
معاً وصلى بجانبي… بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ..
بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته المصحف … طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة حتى وجدتها.
أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة … وعيناه مغمضتان … يا
الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة!!
خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً … أحسست برعشة في أوصالي… قرأت وقرأت.. دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال … فبدأت أبكي كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة … خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق …
لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم !! ضممته إلى صدري… نظرت إليه. قلت في نفسي… لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار.
عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع
حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم ..
من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي
رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفت منهم أشياء ألهتني
عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر.
رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس. أحسست أنّي
أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيونزوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنياوما فيها.
حمدت الله كثيراً على نعمه
.
ذات يوم … قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة
.
تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها سترفض… لكن حدث

العكس ! فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتهافسقاًوفجوراً.
توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيهالصغيرين مودعاً

تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترةأتصل كلّما سنحت لي

الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراًآآآه كم اشتقت إلى سالم
تمنّيت سماع صوته… هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّا أن يكون في
المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.
كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ آخرمرّة

هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها ..
قلتلها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله … وسكتت

أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب. تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن فوجئت بابني

خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا .. بابا
لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت.
استعذت بالله من الشيطان الرجيم
..
أقبلت إليّ زوجتي … كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح
.
تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟

قالت: لا شيء .
فجأة تذكّرت سالماً فقلت .. أين سالم ؟

خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها
صرخت بها … سالم! أين سالم ..؟

لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا … ثالم لاح الجنّةعند
الله
لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط علىالأرض، فخرجت من

الغرفة.
عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعدمجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى

المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقهحين فارقت روحه جسده ..

إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف … يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال،وتقطعت الحبال، نادي … يا الله

لا اله الا الله رب السموات ورب العرش العظيم




رووعهـ

لكنها مكررهـ

مشكوورهـ رحووبهـ

ننتظر جديدك




خليجية