ويعتمد التشخيص على التاريخ الطبي والفحص السريري وتحليل السائل المنوي مرتين على الأقل وقياس مستوى الهرمونات النخامية وهرمون الذكورة وهرمونات الغدة الدرقية في الدم وغيرها من التحاليل والأشعة فوق الصوتية على الخصية والقنوات الدافقة اذا ما استدعى الأمر.
واما بالنسبة الى المعالجة في حالات النقص الشديد في عدد أو حركة او الشكل الطبيعي للنطاف أو حال غيابها التام في السائل المنوي فإنها ترتكز على سبب العقم وقد تكون دوائية أو جراحية أو بواسطة التلقيح كما سنشرحه لاحقاً في هذه المقالة. وللتذكير علينا التركيز على نقطة مهمة وهي أن الدورية النطفية في الخصية تستغرق حوالي 50يوماً كما أن مدة مرور الحيوانات المنوية من الخصية الى السائل المنوي هي في حدود 14الى 20يوماً مما يتطلب اعادة تحليل السائل المنوي بعد العلاج بحوالي 3أشهر على الاقل لتحديد نجاحه. وفي حال تشخيص نقص شديد في حجم السائل المنوي او عدد الحيوانات المنوية وحركتها وشكلها الطبيعي حسب معايير جمعية الصحة العالمية أي أقل من 1.5ملل للجم وأقل من 20مليون نطفة لكل ملليلتر من السائل المنوي وأقل من نسبة 50% للحركة وأقل من نسبة 30% لمعدل الشكل الطبيعي (قد يختلف حسب المختبر من 15% الى 30%) يصوب العلاج نحو السبب المشخص. فإذا ما كان السبب وجود دوالي حول الخصية فيتم اقفالها بالقسطرة تحت المراقبة الاشعاعية تحت تخدير موضعي او اقفالها جراحياً بدون الحاجة الى الاستشفاء مع تحسين عدد وحركة وشكل الحيوانات المنوية بنسبة حوالي 65% وحصول الحمل في غضون سنة بمعدل 35% الى 55%.
واما اذا ما عاد السبب الى انسداد القنوات الدافقة التي تعبر البروستاتا نتيجة وجود كيس أو حصيات داخل تلك الغدة تعصر تلك القنوات وتغلقها اما كاملاً أو جزئيا فيمكن بواسطة التنظير واستعمال منظار القطع استئصال او شق الكيس لفتح القنوات مع نجاح في ظهور الحيوانات المنوية مجدداً في السائل المنوي في حال غيابها التام بنسبة حوالي 65% وحصول الحمل لاحقاً بمعدل حوالي 30% من تلك الحالات. وفي حال فشل العلاج الدوائي وان كان عدد النطاف أكثر من 5ملايين فيمكن حقنها في عنق الرحم مباشرة مع نسبة النجاح الإجمالي حوالي 35%.
الأسباب هرمونية
واما اذا ما كانت الأسباب هرمونية أي نقص في مستوى الهرممونات النخامية خصوصاً الهرمون الملوتن lh والهرمون المنبه للجريب fsh وهرمون الذكورة تستوستيرون نتيجة تواجد غدوم في الغدة النخامية ففي تلك الحالات حيث قد لا يوجد أي نطاف في السائل المنوي تقوم المعالجة على استعمال حقن الهرمون الملوتن hcg والهرمون المنبه للجريب hmg عضلياً 3مرات في الاسبوع لمدة سنة الى سنتين مع نتائج جيدة في معظم الحالات. واما اذا ما كان مستوى الهرمون النخامي برولكتين (أي هرمون الحليب) مرتفعاً في الدم فيمكن معالجته بنجاح بعقارين "الكربوغولين" أو "بروموكربتين". وفي حال وجود نقص شديد في عدد وحركة الحيوانات المنوية مع انخفاض معدل الهرمونات النخامية وهرمون الذكورة في الدم فيمكن أيضاً استعمال عقار "كلوميفين" الذي يخفض مستوى الهرمون الانثوي ويحث الغدة النخامية على افراز الهرمونات الحافزة للإنطاف مع بعض النتائج الجيدة. واما في حال ارتفاع معدل الهرمون الانثوي مع تدني معدل الهرمون الذكري فإن تلك الحالات تعالج بعقاقير "أراميدكس" أو "تستولكتون" لزيادة مستوى هرمون الذكورة وتخفيض معدل الهرمون الانثوي. وفي حوالي 20% من الحالات قد يكون أسباب نقص عدد وحركة الحيوانات المنوية مجهولة وربما نتيجة فرط التأكسد في السائل المنوي حيث تستعمل عقاقير "غلوتانايون" و"الفيتامين هـ". والمغذيات "الزنك" والفولات التي قد تساعد على تنشيط النطاف وزيادة عددها وحركتها. ومن المواد التي استعملت بنجاح "الكرنيتين" فئة ل مرتين يومياً الموجودة في عقارين "بروكسيد" و"فريتل وان" الأمريكيين التي تنشط وظيفة البربخ وقد تزيد عدد وحركة النطاف. ورغم وفرة الاعشاب المستعملة لمعالجة العقم الذكري إلا أننا نجهل محتوياتها ولا يوجد أي اختبارات علمية حول فعاليتها وسلامتها ونحذر المرضى من استعمالها عشوائياً. والجدير بالذكر أن بعض العقاقير المستعملة لمعالجة ارتفاع الضغط الدموي وقرحة الاثني عشر وفرط مستوى حمض اليوريك في الدم والالتهابات البولية والاكتئاب وبعض الحالات النفسية وأعراض تضخم البروستاتا الحميد البولية قد تؤثر سلباً على الحيوانات المنوية فقد يتطلب ذلك بعد استشارة الطبيب التوقف عن استعمالها أو استبدالها بعقاقير اخرى سليمة.
المنشطات الجنسية
واما اذا عادت الاسباب الى سرعة القذف او العجز الجنسي فيمكن معالجتها بالمنشطات الجنسية وبعض مضادات الكآبة ورهيم أملا أو "اس اس كريم". وفي حال وجود تخاذل في عملية القذف نتيجة رجوع السائل المنوي الى المثانة اثناءه فيمكن معالجته ببعض العقاقير "كالسودافيد" و"الايميبرامين" مع نتائج جيدة بنسبة حوالي 40%. وتشمل المعالجات الطبية الأخرى المضادات الحيوية لالتهاب البروستاتا والحويصلات المنوية والامتناع عن التدخين وعن الكحول والمخدرات او استعمال الستيرويدات الانتبائية ومعالجة داء السكري وسرطان الخصية وبعض الأمراض العصبية ونقص او فرط نشاط الغدة الدرقية والفشل الكلوي او الكبدي.
واما بالنسبة الى معالجة حالات غياب الحيوانات المنوية التام في السائل المنوي فإن كانت اسبابها انسدادية حسب نتائج اختزاع الخصية وتحاليل الهرمونات النخامية أي في حال وجود انسداد في البربخ او الاسهر فيمكن تصحيحه بالجراحة المجهرية مع أمل ظهور النطاف مجدداً في السائل المنوي بنسبة 30% الى 80% وحصول الحمل بمعدل 40% الى 70%، واما اذا ما كان غياب الحيوانات المنوية نتيجة ضمور كامل أو جزئي في الخصية فيمكن في تلك الحالات رشف او استئصال النطاف بالابرة او بواسطة الجراحة المجهرية من الخصية وتلقيحها في البويضات مع أمل حدوث الحمل والانجاب بنسبة 30% الى 50% ان شاء الله