سورة العلق وتسمى سورة اقرأ مكية وهي تعالج القضايا التالية:
أولا: موضوع بدأ نزول الوحي على خاتم الأنبياء محمد r.
ثانياً: موضوع طغيان الإنسان بالمال وتمرده على أوامر الله.
ثالثاً: قصة الشقي أبي جهل ونهيه الرسول r عن الصلاة.
ابتدأت السورة ببيان فضل الله على رسوله الكريم بإنزاله هذا القرآن المعجزة الخالدة وتذكيره بأول النعماء وهو يتعبد ربه بغار حراء، حيث تنزل عليه الوحي بآيات الذكر الحكيم ( اقرأ بسم ربك الذي خلق… إلى. .. علم الإنسان مالم يعلم).
ثم تحدثت عن طغيان الإنسان في هذا الحياة بالقوة والثراء، وتمرده على أوامر الله بسبب نعمة الغنى، وكان الواجب عليه أن يشكر ربه.
ثم تناولت قصة أبي جهل الذي كان يتوعد الرسول ويتهدده، وينهاه عن الصلاة، انتصاراً للأوثان والأصنام.
وختمت السورة بوعيد ذلك الشقي الكافر و بأشد العقاب إن استمر على ضلاله وطغيانه، كما أمرت الرسول بعدم الإصغاء إلى وعيد ذلك المجرم
وقد بدأت السورة الدعوة إلى القراءة والتعلم، وختمت بالصلاة والعبادة ليقترن العلم بالعمل، ويتناسق.
آيات السورة: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى إن إلى ربك الرجعى أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أرأيت إن كذب وتولى ألم يعلم بأن الله يرى كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية ناصية كاذبة خاطئة فليدع ناديه سندعو الزبانية كلا لا تطعه واسجد واقترب ).
تفسيرها:
هذه السورة أول السور القرآنية نزولا على رسول الله r فإنها نزلت في مبادىء النبوة إذ كان لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان فجاءه جبريل عليه السلام بالرسالة وأمره أن يقرأ فاعتذر وقال ( ما أنا بقارىء ) فلم يزل به حتى قرأ فأنزل الله ( اقرأ باسم ربك الذي خلق) عموم الخلق ثم خص الإنسان وذكر ابتداء خلقه ( من علق ) العلق جمعه علقة وهي الدم الجامد، سميت علقة لأنها تعلق بالرحم فالذي خلق الإنسان واعتنى بتدبيره لا بد أن يدبر بالأمر والنهي وذلك بإرسال الرسل وإنزال الكتب ولهذا أتى بعد الأمر بالقراءة بخلقه للإنسان.
( اقرأ وربك الأكرم ) أي كثير الصفات، واسعها كثير الكرم والإحسان، واسع الجود الذي من كرمه أن علم أنواع العلوم و ( علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) فإنه تعالى أخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئا وجعل له السمع والبصر والفؤاد ويسر له أسباب العلم فعلمه القرآن وعلمه الحكمة وعلمه بالقلم الذي به تحفظ العلوم وتضبط الحقوق وتكون رسلا للناس تنوب مناب خطابهم فلله الحمد والمنة الذي أنعم على عباده بهذه النعم التي لا يقدرون لها على جزاء ولا شكور ثم من عليهم بالغنى وسعة الرزق ولكن الإنسان لجهله وظلمه إذا رأى نفسه غنيا طغى وبغى وتجبر عن الهدى ونسي أن لربه الرجعى ولم يخف الجزاء بل ربما وصلت به الحال إلى أنه يترك الهدى بنفسه ويدعو غيره إلى تركه فينهى عن الصلاة التي هي أفضل أعمال الإيمان يقول الله لهذا المتمرد العاتي.
( أرأيت ) أيها الناهي للعبد إذا صلى ( إن كان ) العبد المصلي ( على الهدى ) العلم بالحق والعمل به ( أو أمر ) غيره ( بالتقوى ) فهل يحسن أن ينهى من هذا وصفه أليس نهيه من أعظم المحادة لله والمحاربة للحق فإن النهي لا يتوجه إلا ممن هو في نفسه على غير الهدى أو كان يأمر غيره بخلاف التقوى.
( أرأيت إن كذب ) الناهي بالحق ( وتولى ) عن الأمر أما يخاف الله ويخشى عقابه.
( ألم يعلم بأن الله يرى ) ما يعمل ويفعل.
ثم توعده إن استمر على حاله فقال ( كلا لئن لم ينته ) عما يقول ويفعل.
( لنسفعن بالناصية ) أي لنأخذن بناصيته أخذا عنيفا وهي حقيقة بذلك فإنها ( ناصية كاذبة خاطئة ) أي كاذبة في قولها خاطئة في فعلها.
( فليدع ) هذا الذي حق عليه العذاب ( ناديه ) أي أهل مجلسه وأصحابه ومن حوله ليعينوه على ما نزل به.
( سندعوا الزبانية ) أي خزنة جهنم لأخذه وعقوبته فلينظر أي الفريقين أقوى وأقدر، فهذه حالة الناهي وما توعد به من العقوبة.
وأما حالة المنهي فأمره الله أن لا يصغي إلى هذا الناهي ولا ينقاد لنهيه فقال (كلا لا تطعه) أي فإنه لا يأمر إلا بما فيه خسارة الدارين.
( واسجد ) لربك وواظب على صلاتك ( واقترب ) منه في السجود وغيره من أنواع الطاعات والقربات فإنها كلها تدني من رضاه وتقرب منه وهذا عام لكل ناه عن الخير ولكل منهي عنه وإن كانت نازلة في شأن أبي جهل حين نهى رسول الله r عن الصلاة وعذبه وآذاه.
الوسم: العلق
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 5
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ *اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ *الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ )
أول ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتعبد فى غار حراء
وهى أول رحمة من الله للعباد إذ يأمرهم بالتعلم ليعيشوا حياة كريمة ويتعلموا أمور دينهم ودنياهم فتسلم دنياهم وأخراهم
وكرم الله بنى آدم بالعقل والعلم
العلق : جمع علقة وهى أول قطعة لحم تتعلق بجدار رحم الأم لتبدأ فى الإنقسام
خلق الله الناس من علقات تتعلق بجدر الأرحام
وهذا يوضح ضعف الإنسان
فالإنسان خلق لا يعلم شيئا ثم علمه الله كل شئ وخلق القلم وعلم الإنسان أن يخط به
الآيات 6 ـ 19
(كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى *أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى *إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى *أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى *عَبْدًا إِذَا صَلَّى *أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى *أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى *أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى *أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى *كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ *نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ *فَلْيَدْعُ نَادِيَه *سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ *كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ )
يخبر الله بأن الإنسان ذو بطش شديد وطغيان وعدوان عندما يرى نفسه أنه كثر ماله واستغنى عن إحتياجه لله
ثم يعظه الله بأن إلى الله المصير والرجوع والمحاسبة على ماله وأفعاله
ثم تنزل الآيه ( أرءيت الذى ينهى * عبدا إذا صلى ) فى أبى جهل إذ توعد النبى صلى الله عليه وسلم ينهاه عن الصلاة عند البيت
فيعظه الله أولا بالحسنى ويقول له كيف تنهاه عن الفعل المستقيم وتنهاه عن الصلاة والأمر بتقوى الله
ويقول ألم تعلم أن الله يراك ويسمعك وسيحاسبك على فعلك
ثم يتوعده لئن لم يتراجع عن ذلك ليريه عذابا شديدا يوم القيامة
وإن أبى جهل هذا خاطئ فى فعله وقوله
فلينادى عشيرته لينصروه من ملائكة العذاب إن استطاعوا
فلا تطعه يا محمد
وصلى واسجد لله واقترب من الله
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى .
(فليدع ناديه() سندع الزبانيه ()كلا لا تطعه واسجد واقترب())
نادية : قوم قريش
زبانية: ملائكة العذاب
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الصلاة عند الكعبة
فقال له ابو جهل : يا محمد اذا سجدت عند الكعبة فسوف
ادوس على رأسك
فلم يطعه رسول الله عليه الصلاة والسلام
فتوجه الرسول الى الكعبة ليصلّي
فقال ابا جهل مرّة اخرى: يا محمد اذا سجدت عند الكعبة
فسوف ادعوا جميع اهل قريش ليروا كيف سأدوس على راسك
ولم يطعه الرسول وبدء بالصلاة
فدعا ابا جهل اهل قريش فعندما سجد رسول الله ذهب اليه ابا جهل
فعندما اقترب ابا جهل من الرسول وقف صامتا ساكنا لا يتحرك
ثم بدأ بالرجوع فقالوا اهل قريش يا ابا جهل ها هو الرسول لم
لم تدس على راسه وتراجعت؟؟
قال ابا جهل: لو رأيتم ما رأيته انا لبكيتم دماً
قالوا: وما رأيت يا ابا جهل؟؟
قال:
إن بيني وبينه خندقاً من نار وهولاً وأجنحة،
قال رسول الله صلى عليه وسلم : " لو فعل لأخذته الملائكة عياناً "
تفسير الايات :
امر ابا جهل بدعوة قريش بقوله تعالى" فليدع نادية"
فرد عليه رب العالمين اذا جمعت اهل قريش فسوف اجمع ملائكة العذاب ليمنعوك
بقوله تعالى "سندع الزبانيه"
فقال الله لرسوله اسجد ولا تطعه وسوف احميك بقوله تعالى "كلا لا تطعه واسجد واقترب"