التصنيفات
منوعات

يوميات فتاة عراقية تقاوم العنوسة

اسمي سُرى، سُرى العانس، هكذا ينادوني أهل البلدة، من يبحث عني ويستفسر من سكان حي اليرموك الشهير في بغداد يحتاج أن يلصق العانس بإسمي لأني صرتُ اشتهر بالعنوسة أكثر من أي شيءٍ آخر.iraq-girl3.jpg

أنا لست عانسا، وتاريخ ميلادي في العاشر من حزيران عام 1980 يمحي عني العنوسية، ولا يشير إني عانس بالزمن فالعنوسة في مجتمعنا العربي تبدأ أحيانا بعد الأربعين من العمر، وأنا لم ابلغ هذا الرقم لكن إحساسي بالعنوسة المبكرة هو الذي قادني إلى العنوسة.

وأنا لست عانسا بسبب مظهري الخارجي، فأنا أجمل فتيات الحي وأكثر فتنة من فتيات الكرادة مريم و فلسطين، وراغبة خاتون وبغداد الجديدة …. هادئة، محبوبة، اجتماعية، أنيقة، طويلة القامة، رشيقة الجسم، شعري أسود، طويل، يتدلى على كتفي، عيناي زرقاوان بلون السماء والبحر.

ولست عانسا لعيب خلقي أو عاهة مستديمة، باختصار جمالي الطبيعي كفيل بأن يجذب نصف رجال الكرة الأرضية بما فيهم الملوك والكهنة والزعماء وأصحاب الشهادات والكفاءات العلمية النادرة وقادة الميدان من العسكر وحتى رعاة الغنم في البوادي.

ليس مهماً أن أذكر لماذا صرتُ عانسا، وكيف طمست قدماي في بحر العنوسة. وأنا لست أول عانس، ربما أكون العانس رقم عشرة أو المائة أو المائة والخمسين، وربما المائة بعد الألف، لكن لن أكون العانس الأخير في هذا العالم المتلئ بالتناقض والأعاجيب. وليس مهماً أن أبين أن كانت العنوسة لحقت بي من جراء نزوة شبابية أم إن مشيئة الرحمن هي التي أرادت أن أكون هذا الكائن البائس: نصفه ميت، ونصفه الآخر شبه حي، أم أن العنوسة حالة قيدت بي ولاصقت بأذيالي منذ أن درج اسمي في ذلك الوح المحفوظ. لقد أصبحت عانسا وهذا يكفي وكل شي عداه لن يقدم ولن يؤخر.

وإنا اليوم عانس وكل الذين حولي من البشر والكائنات الحية والأشباح والأطياف تتعامل معي على هذا الأساس. كائن نفد صلاحيته، وإذا كان الآخرون ينظرون لي نظرة أخرى لسبب ما في نفس يعقوب، فأنا أرى نفسي في مرآة البيت ومرآة روحي عانسا انتهت صلاحيتها لبعض الشي أن لم أقل لكله.

ومثل أي عانس، تعشعش فوقه الهموم والأحزان بسبب وبدونه، استفيق باكراً بعد أرق ليلٍ طويل، تخنقني العبرة وأشعر أن العالم حولي مظلم كظلام اليل الشتاء الدامس، الإحساس بأني عانس أحساس مرّ كفيل بأن يسلب مني نعمة النوم والراحة والسعادة.

دبابات أميركا، همراتها، مصفحاتها، راجمتها، أساطيلها، ناقلات جندها، عرباتها وهي تصول وتجول في شوارع بغداد للمرة الأولى كلابها المتوحشة وهي تلسع أجساد المعتقلين المقيدّة بالسلاسل، الرأس المعبأة داخل الكيس الأسود، جنودها المدجون بالأسلحة والرعب، صور انتهاكاتها في السجون، طائرتها التي ترمي الصواريخ على البيوت والعمارات، الجثث العفنة التي تلقى في الترع ومجاري المياه وساحات القمامة كانت الشرارة الأولى التي أيقظت إحساسي بالعنوسة ولدت لديّ أحساسا أزليا لم يفارقني أحساس بأني ولدتُ عانسا، وسأبقى عانسا، أموت عانسا، وأبعث عانسا.

كلما وقعت عينٌ من عينيَّ على همرٍ يركل بعجلاته بلاط قلبي وإسفلت ال في مدينتي الآيلة للعنوسة، يرسخّ الشعور وينميّ الإحساس في رأسي بأني عانس فعلاً وأن التخفي خلف أوهام الشبابية لم يعد يجدي نفعاً.

قبل الاحتلال، بعشرة أعوام، خمسة عشر عاماً، كان يفترض أن أصبح عانسا وأعامل معاملة العانس، لكني لسبب لازلت أجهله لم يحدث ذلك، لما لم أشعر بأني عانس، وبأني فاقدة الأهمية والجدوى والصلاحية في تلك السنوات التي كان الوطن محاصراً، معزولة عن أصدقائه وجيرانه، ربما أن الأوطان هي التي تمنح صبيانها وبناتها من الشباب الإحساس بالعنوسة والإحساس بالشبابية والأنوثة. الوطن حين يحتل وتدوس أرضه أساطيل جنود المحتل، هو فقط يولدّ الشعور بالعنوسة المبكرة.

بعد هذا السيل من الأعوام، أجزم أن ستيفان ذلك الجندي الأميركي الأسود الذي كان ضمن تلك الثلة من الجنود الذين داهموا بيتنا في منتصف ليل شتاء ماطر بحثاً عن إرهابي اسمه حسون، صار عنده قناعة تامة بأنه إذا وقع في يد أي رجل عراقي فلا مفر من أنه سيدفن حياً وسيحرق جسده بالتيزاب وبالبنزين الذي يجاهد سائقو العراق بالحصول عليه بعد أيام من المشقة والعناء في النوم على الكراسي الخلفية للسيارة أو مفترشين ال، وسيعلمُ ذلك ستيفان الشقي أن أسباب نقمة الرجل عليه لا تتوقف عند حدود احتلال وطن، وتدمير حياة ورغبات وأحلام.

أجزمُ أن ستيفان ذلك المرتزق الأميركي سيكون واثقاً من أن رؤيتهم في شوارع بغداد أنعشت الإحساس بالعنوسة، وأفقدت امرأة مثلي كل رغباتها في الحياة والحب والشراكة والأنوثة.

سبع سنوات من الاحتلال ولدتّ سبعمائة عاماً من الإحساس بالعنوسة والشل وبالاجدوى وتلاشي الشعور بالحب والرغبة في الشراكة والارتباط.

لن أعود شابة يتراكض خلفي الشباب، لقد قادني الإحساس بالعنوسة إلى العنوسة فعلاً فلم أعد أجدي نفعاً، وكل الأزهار التي سيفرشها ستيفان ورفاقه المحتلون دمي ودماء الآلاف من أمثالي لن يمحي عني وعن الشاعرات بالعنوسة هذا الإحساس البشع، الميت.

هل أدرك ستيفان المحتل ماذا يعني أن تراود امرأة مثلي إحساساً بأنها عانس وبأنها لن تكون موضع اهتمام من قبل أي رجل كلما وقعت عيناها على رؤيته وهو مدج بالسلاح، ينهر ويصرخ ويزعق، محاطا بالعشرات من الآليات المزودة بأحدث الأسلحة، يقتل ويستبيح وينتهك ويدمر الأحلام والرغبات والبنيان.

مثل ورد يذبل في السنا دين المرصوصة في (طارمة) البيت وسياج الشرفات عطشاً. مثل أوراق أشجار النارنج والتين والعنب والبرتقال والتوت في حدائق بيوتنا وهي تصفر وتذبل جراء الإهمال ونقص العناية والماء والضوء، بعد أن ترك الناس بيوتها وهجرت أوطانها هرباً من الموت المحتوم المفروض على الرجال والصبيان، خوفاً من جحيم شعور بنات العائلة بنتاً إثر بنت بالعنوسة المحتومة.

منذ سبع سنين وباب منزلنا لم تطأه قدما رجل، أوصده جنود الاحتلال بالمفتاح حينما أوصدوا باب قلبي وجعلوني عانسا رغما عني. باب لا يقترب منه الرجال، أبواب موصدة، لا يفتحها أحد، لا يطرقهٌا أحد.

العنوسة ليست وراثة في عائلتي، جدتي منال توفيت بعد عمر ناهز المائة وخمس سنوات، وكانت تتمتع بصحة موفورة وظلت تشعر أنها شابة حتى اجتازت التسعين من عمرها. والبنات في عائلتي تزوجن وهنّ في السن السادس عشر، وصرنّ أمهات وبعضهنّ أصبحن جدات.

كانت الجدة سعدية، وهي صديقة حميمة لجدتي وتصغرها بسنوات، تردد دائماً أن الزوج الصالح هو الذي يحافظ على شبابية زوجته و لا تشعر بالكبر إلا حين تصادف رجلاً يريها نجوم الظهر في حياتها، وتقول إن لا تكبر لكنها لن تُعنس أو تشعر بالعنوسة. فمهما بلغت من العمر ستجد من يقطفها من العنوسة وتكون زهرة قلب أي رجل.

مات الجدة سعدية قبل الاحتلال بأيام وكانت لا تشكو من أي مرض عضال لحظة وفاتها، لكن الأطباء قالوا إن قلبها توقف فجأة بسبب صدمة عصبية قوية لم يمهلها. ولم يبحث الطبيب الذي عاينها عن سبب الوفاة، لقد كان مدركاّ أن الجدة سعدية أصيبت بصدمة عصبية، وهي تشاهد أرتال الدبابات تزحف باتجاه بغداد في مشهد لم تألفهٌ من قبل.

يقطع العم سعيد البقال الطريق أثناء مروري أمام محل البقالة، ويمازحني أن كان هناك خاطب ما في الطريق ويعرض أمامي مواصفات لشاب عازب يرغب بالزواج فأكون مرشحته، وعندما يلقى رفضاً من قبلي، يشاركني في العنة على أميركا وقواتها المدجة بالسلاح والتي مرغتّ مشاعرنا في العنوسة، فلم تعد الفتاة منّا تفكر في الزواج، وأصبحت أمنية الشاب قضاء ليلة في منزله دون الإحساس بالخوف من مداهمة ليلية قد تفضي به إلى الاعتقال فيقضي سنوات شبابه خلف الأسلاك الشائكة والقضبان التي تورث الغمّ والإحباط والشيخوخة.

يتساءل راسم كيف تفقد فتاة جميلة فاتنة كل رغباتها في الحياة وتشعر أنها عانس لمجرد أن تلمح رتلاً أميركياً يجتاز ال العام، لكن راسم يغير رأيه وقناعاته عندما تنفجر سيارة ملغومة بالقرب من سوقه التجاري فتقتل العشرات من النساء والأطفال الأبرياء، ويرى بركة الدم أمام عينيه، ويلمح أشلاء أجساد هنا وهناك، كف هنا، أصابع هناك، رأس هناك، جسد بلا رأس هناك.

يغلق راسم السوق التجاري الذي يعتاش عليه ويأخذ أسرته ويهاجر إلى السويد، يحثني على الهجرة ويكتب أنقذي شبابك من الضياع، ستصلين مرحلة العنوسة بالفعل، وستكونين عانسا غير مرغوب فيها بتاتاً، تعالي وسأجد لك هنا (شايب) يرضى أن يتزوج من عانس.

وجهي خالٍ من التجاعيد وبشرتي صافية صفاء سماء بغداد قبل أن تنفث فيه المروحيات الأميركية المقاتلة سمومها طيلة سبع سنوات من التحليق. نقية نقاء نهر دجلة قبل أن تعكرها أشلاء الذين تغدر بهم المليشيات وترميهم في قعر دجلة بعد أن تنال الهروات والكيبلات من أجسادهم وتشبعهم تعذيباً.

حين أقف قبال المرايا المنتشرة في أرجاء الغرف، مرآة في كل غرفة، وصالة، والحمامات الداخلية والخارجية، هذه المرايا التي علقتها أمي على الجدران وجعلت أبواب البيت ونوافذها مرايا تنبهني أن العمر يمضي والعنوسة تنتظرني قاب قوسين وأدنى إن لم ألحق بالقافلة والتقط منها الظل والشريك والنصف الآخر، والشر الذي لا بد منه حسب رأي أمي في أبي بعد زواج دام ثلاثين عاماً أسفر عن إنجاب أربعة أولاد وخمس من البنات تزوجنّ وأنجبن صبية وصبيان.

كلشان البياتي كاتبة وصحفية عراقية- ميدل ايست اون لاين




ما اقول غير حسبي الله ونعم الوكيل



شكرلك



الله معك



الله معك



التصنيفات
منوعات

بين الأنوثة والعنوسة

الأنوثة والعنوسة
الكاتب: أ.د محمد المهدي

رأيتها حين كانت في بداية العشرينات من عمرها تتألق أنوثة ورقة وجمالا, ثم مرت السنون والتقيتها في أحد المؤتمرات تستعد لإلقاء بحثها العلمي (وكانت قد تجاوزت الثلاثين بقليل) فوجدت شيئا مختلفا يبتعد عن الأنوثة بقدر ما يقترب من الإسترجال ليس فقط على المستوى النفسي والاجتماعي بل أيضا على المستوى البيولوجي (نضارة الوجه ونعومة الجلد ونبرة الصوت), ورحت أتساءل: كيف؟ ومتى؟ ولماذا؟…… وعرفت أنها لم تتزوج, ولم أعرف لماذا, وانفض المؤتمر, وعدت إلى أرشيف عيادتي النفسية لأقرأ من جديد ملفات العنوسة, وأستكمل القراءة في عيون العوانس من حولي (وهم كثر في هذه الأيام) وفي الإحصاءات الرسمية على كثرتها وتضاربها أحيانا, وإليك عزيزي القارئ المهتم ما وصلني من كل هذا.

التعريف اللغوي والاصطلاحي وإشكالياتهما:
في البداية أود أن ألفت النظر إلى الخلط بين العنوسة لدى الفتيات والعزوبية لدى الفتيان, ففي التعريف اللغوي: عنست البنت – عنسا وعنوسا: أي بقيت طويلا بعد بلوغها دون زواج, فهي عانس, والجمع عوانس (المعجم الوجيز, مجمع اللغة العربية – القاهرة 2022), أما الشاب الذي لم يتزوج فيطلق عليه "أعزب" أو "عازب". وقد وجدت أن هذا الخلط بين العنوسة والعزوبية يؤدي إلى خلط في الإحصاءات والأرقام المعلنة.

ولا يوجد سن محدد نستطيع أن نصف فيه الفتاة بأنها أصبحت عانسا, فهذا يختلف من مجتمع لآخر ومن ثقافة لأخرى, ولكن هناك شبه اتفاق على أن بلوغ الفتاة إلى سن 35 سنة يعني دخولها المؤكد في مرحلة العنوسة, والبعض يسميها مرحلة العنوسة الدائمة, وهذا لا يعني أن الفتاة لن تتزوج مطلقا بعد هذا السن فالواقع لا يؤيد ذلك, ولكنه يعني أن احتمالات عدم زواجها هي الأغلب.

وكثير من الفتيات يرفضن لفظ عانس لما له من ظلال كئيبة ومعان ثقيلة ولما يحمله من وصمة اجتماعية ونفسية للفتاة, وبعضهن يرين أن في هذه التسمية جور على حرية الفتاة في أن تتزوج أو تعيش بلا قيود (على اعتبار أن الزواج في وعيهن قيد).

حجم الظاهرة:
هل العنوسة في مصر والعالم العربي أصبحت ظاهرة بالمعنى العلمي لكلمة ظاهرة؟….
تشير الإحصاءات المتاحة من بعض الدول العربية أنها فعلا ظاهرة من حيث العدد ومن حيث الانعكاسات النفسية والاجتماعية على السواء . ففي مصر كشف إحصاء رسمي عام 2022 عن أن عدد الشبان والشابات الذين لم يتزوجوا بعد رغم بلوغهم الخامسة والثلاثين عاما قد بلغ قرابة 9 ملايين نسمة (بالتحديد 8 ملايين و 962 ألف و 213 نسمة, من بينهم 5 ملايين و 233 ألف و 806 من الذكور, و3 ملايين و 728 ألف و407 من الإناث), أي أن في مصر حوالي 5مليون أعزب و 4 مليون عانس.

وفي الجزائر ومن خلال إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء تبين أن هناك 11 مليون عانس (لا ندري أيقصدون الذكور والإناث معا أم الإناث فقط) منهن 5 ملايين فوق سن 35 سنة, ولهذا يطلق على الجزائر أحيانا "بلد العوانس", وقد دفع هذا الشيخ شمس الدين صاحب الجمعية الخيرية الإسلامية إلى تأليف كتباب "تأنيس العوانس", وإلى بذل جهد كبير عن طريق جمعيته الخيرية لتزويج الشباب ولكن للأسف الشديد تم تطويق نشاط هذه الجمعية وإلغائها بعد أحداث 11 سبتمبر بناءا على مخاوف أو شكوك أمنية كانت تجتاح العالم الإسلامي بشكل مفرط في ذلك الوقت.

ويربط الكثيرون بين هذا العدد الكبير من العوانس وما يقابلهم من العزاب وبين حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي كأحد العوامل الداعمة لهذه الحالة من الاضطراب, على اعتبار أن العزوبية والعنوسة كلاهما يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار النفسي على الأقل في أغلب الحالات. وفي السعودية تشير الأرقام المتاحة إلى وجود ما يزيد على المليون عانس, وفي البحرين 50 ألف عانس. وتشير التقديرات إلى أن ثلث عدد الفتيات في الدول العربية بلغن سن الثلاثين بدون زواج.

العوامل المؤدية للعنوسة:
* ضعف شبكة العلاقات الأسرية والاجتماعية: وهذا العامل يبدو فاعلا في المدن الكبيرة حيث تسود حالة من العزلة والانكماش وتقل أو تضعف العلاقات الأسرية والاجتماعية, وهذا يجعل مسألة التعارف صعبة, ويجعل الكثير من الفتيات يعشن في الظل ويصبحن منسيات.

* انعدام الثقة: بمعنى أنه حين ابتعد الناس عن بعضهم وازدادت غربتهم بالذات في المدن الكبيرة والمزدحمة, وشيوع العلاقات العاطفية والجنسية خارج إطار الزواج أدى إلى انعدام الثقة لدى كثير من الشباب والفتيات في الحصول على شريك حياه مناسب, خاصة لدى هؤلاء الذين تورطوا في مثل تلك العلاقات وأصبح لديهم قناعة بأنه لا توجد فتاة عفيفة ولا يوجد فتى مستقيما.

* البطالة لدى الشباب: مما يضعف من صلاحية الكثيرين للزواج من الناحية المادية والنفسية والاجتماعية, فالبطالة تجعل القدرة المادية منعدمة وتؤدي أيضا إلى تدهور واضح في التركيبة النفسية والكفاءة الاجتماعية.

* الحالة الاقتصادية: وما يعتريها من تدهور يؤدي إلى عزوف الكثيرين من الشباب عن الزواج خوفا من المسئوليات والمتطلبات التي تفوق قدراتهم الوقعية.

* المغالاة في المهور وطقوس وترتيبات الزواج بما يفوق قدرة غالبية الشباب.

* الجنس إتاحة العلاقات العاطفية واية خارج إطار الزواج: وذلك مما يجعل نسبة غير قليلة من الشباب يستسهل الحصول على الإشباع العاطفي وربما الجنسي دون مسئوليات أو أعباء. وهذا هو العامل الأهم في المجتمعات الغربية, ولكنه بدأ يزحف على مجتمعاتنا العربية نظرا للتغيرات الاجتماعية والثقافية التي سهلت وتساهلت مع العلاقات بين الجنسين بدون ضوابط كافية.

* اهتزاز صفات الرجولة والأنوثة: فقد تميعت صفات الرجولة لدى الذكور مما جعل كثير من الفتيات ينظرن حولهن فلا يجدن رجلا بمعنى الكلمة يوفر لهن الحب والرعاية والاحتواء فيفضلن العيش وحدهن عن التورط مع زوج يعيش عالة عليها أو يطمع في مالها أو يقهرها, كما اكتسبت الكثير من الفتيات بعض صفات الخشونة والإسترجال مما جعل الشباب من الذكور ينظرن إليهن بتوجس وحذر ويخشى أن تستقوي عليه أو تنازعه القيادة في الحياة الأسرية, فلم تعد الأنوثة مرادفة للرقة والحنان في كل الفتيات خاصة من تجاوزن سن الزواج.

* عوامل شخصية: حيث توجد بعض الشخصيات التي تفضل حياة العنوسة بوعي أو بغير وعي على الرغم مما تتمتع به من الجمال والجاذبية, وعلى الرغم من توافر فرص الزواج أكثر من مرة, فالفتاة في هذه الحالة ترفض لأسباب ظاهرية كل من يتقدمون لخطبتها وتدّعي بأنه لم يأت النصيب بعد أو لم يأت العريس المناسب, وفي الحقيقة هي لديها أسبابها النفسية التي ربما تعلمها أو لا تعلمها, وهذه الأسباب تكون هي الدافع الرئيس لرفض الزواج أو تأجيله, وهذه الشخصيات إذا تم زواجها بضغط من الأسرة أو من المجتمع فإنها سرعان ما تسعى نحو الانفصال والعودة إلى حياة الوحدة مرة أخرى متعللة بأي مشكلات ظاهرية.

وفيما يلي نستعرض بعض النماذج من هذه الشخصيات القابلة للعنوسة:

1 – الفتاة المسترجلة: وهي قد تأخذ المظهر الذكوري في بعض صفاتها أو طريقة لبسها وتعاملها, ولكن في أحيان أخرى قد تكون صارخة الأنوثة من حيث الشكل والبنيان الجسدي, ولكنها في كل الحالات ترفض الدور الأنثوي وتكرهه, ودائما تتحدث بحسد وغيظ عن تفرقة المجتمع بين الرجل والمرأة, وتبذل جهدا كبيرا في الجدال والنقاش حول هذه الأمور, وربما تنضم إلى أحد الجمعيات النسائية أو تصبح زعيمة لحركة نسائية كل هدفها الهجوم على الرجال وعلى المجتمع الذي تعتبره ذكوريا (أو هو ذكوري بالفعل), وبناءا على هذا نجدها في صراع دائم مع أي رجل ويبدأ ذلك الصراع مع إخوانها الذكور وأقاربها وزملائها في الدراسة ثم العمل وأي رجل تقابله في حياتها, وهي شديدة الحساسية لأي بادرة تفوق ذكوري, وشديدة الرفض لمظاهر الأنوثة في جسدها أو في نفسها. وإذا حدث وتزوجت فإنها ترفض وتكره دور الأمومة, وتعيش في صراع مرير مع زوجها حتى تصل إلى الطلاق أو إلى التحكم فيه لترضي ميولها الاسترجالية الكامنة أو الظاهرة.

2 – الفتاة الهستيرية: وهي في الغالب فتاة جميلة وجذابة واستعراضية ومغوية, توقع في حبها الكثيرين وتبدي في الظاهر مشاعر حارة ولكنها لا تستطيع أن تحب أحدا بل هي دائما تحب حالة الحب ذاتها, وهي سريعة الملل لذلك تنتقل من علاقة إلى أخرى بحثا عن الإثارة والتجديد, وعلى الرغم من إغوائها الظاهر إلا أنها تعاني برودا جنسيا, ولذلك لا ترغب في الزواج لأنها تكره العلاقة الجنسية وتخشاها, وإذا حدث وتمت خطبتها فإنها تسارع إلى محاولة إفشال الخطبة, وتتعدد خطوباتها وانفصالاتها بلا سبب منطقي واضح. باختصار شديد هي فتاة للعرض فقط, ولذلك يكثر وجودها في الأنشطة الاستعراضية كأعمال السكرتارية والرقص والتمثيل.

3 – الفتاة الوسواسية: وهي تميل إلى الإفراط في النظام والتدقيق في كل شيء, ومترددة في أخذ القرارات, ولا تحتمل أخطاء الطرف الآخر, وبخيلة في مشاعرها لذلك يصعب عليها قبول أي شخص يتقدم لها حيث ترى في كل إنسان عيوب لا تحتملها, وهي مفتقدة للمشاعر الطبيعية التي تدفع الناس للزواج غالبا. إضافة إلى أن بعض الوسواسييات لديهن اشمئزاز من العلاقة الجنسية على اعتبار أنها تمثل لديهن شيئا قذرا ومدنسا.

4 – الفتاة النرجسية: وهي الفتاة المتمركزة حول ذاتها والعاشقة لنفسها, والتي ترى أنها متفردة, وتتوقع من الآخرين عمل كل شيء في سبيلها في حين لا تفعل هي أي شيء, وهي تستغل كل من حولها لصالحها دون أن تعطيهم شيئا, إضافة إلى أنها غير قادرة على حب أحد فهي لا تحب إلا نفسها.

5 – الفتاة البارانوية: ويغلب عليها الشك في كل من حولها فهي لا تثق بأحد أبدا سواء رجل أو امرأة, وتميل للسيطرة والتحكم, وتخلو من رقة الأنوثة وعذوبتها (حتى ولو كانت صارخة الجمال), وتسعى نحو الاستعلاء على من حولها, ولهذا يهرب منها الرجال, ولا تستطيع هي أن تثق فيهم أو تحترمهم, فهي دائمة الانتقاص منهم والتشويه لصورتهم.

6 – الفتاة السيكوباتية: وهذه الفتاة لا تتزوج نظرا لسوء سمعتها وكثرة انحرافاتها الأخلاقية والاجتماعية فهي لا تستطيع احترام قوانين المجتمع أو عاداته وتقاليده, ولا تلتزم بالمبادئ الأخلاقية المتعارف عليها, وتعيش باحثة عن اللذة الشخصية دون اعتبار لأي شيء آخر, فنجدها متورطة في علاقات جنسية متعددة, وتعاطي مخدرات, وربما تتعرض لمشكلات قانونية بسب جموحها وانفلاتها.

الآثار النفسية للعنوسة:
قليلا ما تجد عانسا تتمتع بحياة طبيعية (مقارنة بغيرها من المتزوجات) على الرغم من نجاح بعض العوانس في تعويض عنوستهن من خلال عمليات التسامي (الإعلاء Sublimation ) وذلك بالنجاح في العمل أو النجاح في القيام بأعمال ذات قيمة اجتماعية عالية أو الإبداع الأدبي أو الفني أو اللجوء إلى الزهد والحياة الروحية أو لجوء بعضهن إلى الاسترجال والاستعلاء (ربما عقابا للرجال وللمجتمع ككل على إهمالهن).

فالعانس ربما تعاني الوحدة (رغم كثرة الناس حولها في بعض الأحيان), وتعاني الغربة وتعاني الإحساس بالدونية (رغم محاولاتها إنكار ذلك أو إخفائه أو تكوين رد فعل عكسي له), وتعاني الفراغ النفسي (رغم الانشغال الخارجي في بعض الأحيان), وتعاني الحرمان العاطفي أو الجنسي أو كليهما, وتعاني الحرمان من الأمومة (ربما تستعيض عنه بالاندماج مع أطفال الأسرة ولكن ذلك غير مشبع لهذه الغريزة الهامة للمرأة السوية), وتعاني الحرمان من الدفء الأسري (ربما تستعيض عنه مؤقتا بدفء الأسرة الكبيرة ولكنه زائل أو مهدد بالزوال لا محالة).

وإذا لم تجد العانس وسائل كافية للتعويض, وإذا لم تجد معنى لحياتها في أنشطة مفيدة ومشبعة فإنها ربما تكون عرضة للقلق أو الاكتئاب أو لهما معا, أو تعاني من اضطرابات جسدية كثيرة سببها حالتها النفسية التي لا ترغب في التعبير عنها بشكل مباشر, فكأن جسمها يصرخ بالشكوى بالنيابة عنها, وفي هذه الحالة نجدها كثيرة التردد على الأطباء في كل التخصصات بلا جدوى, وإذا صرح لها أحد بأن ما تعانيه من مشكلات جسدية سببه حالتها النفسية فإنها سرعان ما تنفي ذلك بشدة لأنها تخشى أن تواجه نفسها بهذه الحقيقة حيث تزيد من ألمها ومن إحساسها بالضعف والدونية. والعانس تحمل في داخلها خوف دفين من المستقبل وإحساس بعدم الأمان حيث أن رصيدها الإنساني والعلاقاتي لا يطمئنها على نفسها خاصة حين تكبر في السن وتجد نفسها تعيش وحدها بعد وفاة الوالدين وانصراف الإخوة والأخوات إلى حياتهم وانشغالاتهم.

وبعض العوانس قد يخرجن من هذه الأزمة بطرق إيجابية – كما ذكرنا – وبعضهن قد يخرجن منها بطرق سلبية كأن تميل للعنف وربما تتورط في بعض الجرائم نظرا لتراكم الغضب بداخلها من نظرة المجتمع وظلمه لها, وبعضهن ربما يلجأن للغواية العاطفية أو الجنسية كنوع من رد الإعتبار أو إثبات الذات أو الانتقام من الرجال, وقد تنزلق بعضهن إلى احتراف البغاء في ظروف معينة خاصة حين ييئسن من الزواج نهائيا, وبعضهن ربما يلجأن للسرقة المرضية كنوع من التعويض عن الحب المفقود. والعانس قد تكون أكثر عرضة للغواية وأكثر قبولا للزواج العرفي أو للعلاقات غير الشرعية. وهذا لا يعني أن كل عانس متهمة بالانحراف أو معرضة له بالضرورة, ولكن الانحراف الخلقي أو الاجتماعي هو أحد المخارج المحتملة لنسبة من العوانس بدوافع نفسية واجتماعية ضاغطة , ولا ينكر أحد نجاح كثير من العوانس في نشاطات علمية واجتماعية وخيرية وغيرها.
ولا تقتصر مشكلات العانس على النواحي النفسية بل قد يمتد ذلك إلى النواحي البيولوجية فنجد تغيرا واضحا يظهر مع السنين في الشكل ونضارة الجلد وحيوية الجسد.

حلول مقترحة:
* على الرغم من قلقنا من العنوسة وآثارها, علينا أن نحترم اختيار البشر في زواجهم أو عدمه فلا ترغم فتاة على زواج لا ترغبه لمجرد التخلص من شبح البعنوسة.

* نشر ثقافة الزواج وأهميته لتوفير الكثير من الاحتياجات الفطرية للنفس السوية بشكل سوي يتوافق مع القيم الدينية والأخلاقية والأعراف السليمة, فالزواج (رغم انتقاد البعض له أو الشكوى من مشاكله) هو أفضل مؤسسة اجتماعية عرفها البشر حتى الآن ويؤدي وظيفة بنائية ضرورية لاستمرار الجنس البشري وارتقائه خاصة في حالة قيامه على أسس سليمة.

* الاهتمام بدعم شبكة العلاقات الأسرية والاجتماعية التي تيسر التعارف والتزاوج وتعزز الثقة المشجعة على الاقتران.

* تبسيط وتسهيل إجراءات الزواج ونفقاته بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية الحالية

* إتاحة فرص العمل للشباب العاطل, فالشاب العاطل غير المتزوج يعيش حالة من عدم الاستقرار (يقابله فتاة عانس غير مستقرة غالبا) وهذا يؤدي إلى شيوع حالة من عدم الاستقرار في المجتمع ككل ينتج عنها الكثير من مظاهر التطرف أو الانحراف.

* إنشاء جمعيات أهلية تهتم بتسهيل التعارف وتسهيل إجراءات الزواج لمن يريدون.

* إنشاء صندوق للزواج على غرار ما فعلت الإمارات العربية المتحدة والكويت والسعودية, وهذا الصندوق يساهم فيه رجال الأعمال والراغبين في فعل الخير وحماية السلام الاجتماعي, وهو مخصص لمنح سلف معقولة لراغبي الزواج تقسط على سنوات طويلة وبشكل يتحمله الشاب والفتاة.

* قبول تعدد الزوجات بشروطه الشرعية كجزء من الحل خاصة إذا عرفنا أن الشباب غير المتزوج غالبا ما يعزف عن الاقتران بعانس خاصة حين يكبر سنها, وبالتالي لا تكون أمامها غير فرصة الزواج بمتزوج . وقد قامت في القاهرة جمعية تدعو لهذا الأمر حين أيقنت بالحاجة الماسة لتغيير اتجاهات المجتمع نحو موضوع التعدد لحل بعض المشكلات الشخصية والاجتماعية في ظروف معينة وبشروط محددة لا تخل بحقوق أي طرف. وقد يزعج هذا الأمر الكثير من النساء المتزوجات, وقد تقف ضده الكثير من الجمعيات النسائية, ولكن من ينظر إلى مصالح سائر أفراد المجتمع بنظرة واسعة فإنه يرى أن بعض الحلول ربما تبدو في نظر بعض الناس صعبة, ولكن مردودها الأوسع أكثر إفادة للمجتمع بسائر أفراده.

* تقديم الرعاية النفسية والاجتماعية للعانس خاصة إذا تعرضت لمشكلات مادية أو نفسية أو اجتماعية, مع مراعاة مشاعرها وعدم تجريحها بالتصريح أو التلميح.

* وعلى العانس التي لم توفق في اختيار الشريك المناسب أو اختارت حياة الوحدة أن تجد معنى لحياتها, وأن توجه طاقاتها في نواح إيجابية ومثمرة ومشبعة تعطيها تعويضا عن الزوج والأطفال والجو الأسري, وعلى المجتمع أن يساعدها في ذلك وأن يحترم ظروفها وخياراتها.




اإاإاخ يارب. زوجني يارب يارب يارب يارب يارب يارب



ياااااااااااااا رب تتزوجي و يجيك الزوج الصالح و تتهني يا حبيبتي



مووضووع مهم جداا
مشكووره سوسو
اللهم استر على جمييع بناات المسلميين
وارزق كل من تتمنى الزوااج بالزووج الصاالح ياارب

غموضه




تسلمي غموضة الله يخليكي يا رب عيونك الحلوة حياتي



التصنيفات
الجادة و النقاش

ايهما احب اليك زواج المسيار أم العنوسة ؟

لماذا انتشرت ظاهرة الزواج المسيار في دول الخليج عموما وفي السعودية بالتحديد ؟؟

هل هو حل لمشكلة العنوسة ؟؟ ام لمنع انحراف الشباب بالعلاقات المحرمة؟؟؟

ام هو فكر دخيل على مجتمعاتنا ؟؟؟

وهل تقبل الفتاة الخليجية والسعودية بالتحديد بمثل هذا الزواج ؟؟؟

ابي كل وحدة تجاوب بصراحة ونحاول نحل ظاهره زواج المسيار ونقلل من العنوسة

انا ضد زواج المسيار ومع العنوسة
لية لانة مالك أي حقوق تعرفين حقوقك ولا شي

1- اشهار الزواج مافية يعني تبين تفرحين مافية
2- مبيت مافية يعني المبيت للحبيبة مهب انتي الاستبنة
3- امان مافية يعني وقت حاجتة يجي ويتميلح واطفال مافية
4- تبين أي شي عندك اهلك ولا تكثرين الاتصالات مفهوم
5- يعني انتي مثل العبدة عندة وياويلك لو احد عرف زواجنا انتي طالق
الخ
وش حادكم اصبرو ان الله مع الصاربرين

العنوسة كيف نقلل منها

انا اتكلم عن نفسي افضل اتزوج معدد ولا العنوسة بتقولون متزوج بعد مشاكل
عادي ولا العنوسة اتني حكمتك وذكائك تقدرين تعيشين مع معدد يعني متزوج
انا مابي اطول الموضوع عشان محد يزعل علي فديتكم
< لا للمسيار نعم للعنوسة >




يعطيك الف عافيه حبيبتي

العنوسه افضل هههههههههههههه




فديتك ياعسل شعارنا واحد
لا للمسيار نعم للعنوسة
ههههههههههههه



معك حق لا للمسيار نعم للعنوسة
اقل حاجه معززه ومكرمه



العنووووووووووووووسه افضل مش حرام ومش عيب ..
افضل من المرمطه..
يسلمووووووو



التصنيفات
منوعات

يا معشر النساء العنوسة من صنعكنّ ولا عزاء؟!!

اليوم جبتلكم موضوع انا عارفه انه بأه حديث المدينه اليوم الكل بيتكلم فيه بس يارب يكون فى تفاعل ومشاركة ويعجبكم …..
"سموا بقى كده وخليكم معايا، إنتم عارفين طبعاً إن موضوع الجواز والعرسان والتأخر في الجواز موضوع[]خليجية.. حساس حبتين، وما بتلاقوش حد يتكلّم فيه بصراحة، خصوصاً البنات، ما هي البنت الي تتكلّم في المواضيع دي بصراحة هيتقال عليها يا إما إنها بنت قليلة الأدب وما اتربتش، يا إما إنها واحدة مسروعة على الجواز، يا إما إنها واحدة بايرة ومش لاقية حد يتجوّزها.. صح؟".

ده كلام هند صبري –أو غادة عبد العال مؤلفة كتاب "عايزة أتجوز"- في مسلسلها الي بيحمل نفس الاسم.. عايزة أتجوز، والي منكم -لا قدّر الله- مش بيتابع التليفزيون، فأحب أدي له فكرة بسيطة عن المسلسل.

مسلسل "عايزة أتجوز" بدأ أساساً بمجموعة مقالات على مدونة الكاتبة غادة عبد العال، مقالات اجتماعية ساخرة، بتضحك وتضحّكنا فيها على المجتمع الي بيرفض إن البنت تتكلم عن الجواز أو في الجواز، لكن بيوافق إنه يحاسبها على قعدتها في البيت من غير جواز، غادة بتناول أيضاً في مقالاتها الصراع الي بتدخله البنت كل يوم؛ بحثا عن عريس مع إن النتيجة دائما.. مافيش.

الكلام ده تحوّل من مجرد مقالات على مدونة "غادة"، إلى كتاب في أيدي القراء، ثم مسلسل بنفس الاسم (عايزة أتجوز) والي بتقوم بطولته الرقيقة هند صبري، الي نجحت في إنها تنقل سيناريو غادة عبد العال بنفس خفة الدم، وهنا لازم نعمل ستوب ونسأل سؤال صغير..

هل العنوسة سهلة وعادي.. بالظبط زي أكل الزبادي؟
عزيزتي مروة أو هناء أو منة أو رنا أو نجلاء أو أيا كان اسمك أنتِ يا من تسل عمرك حدوده الثلاثينية، وتجاوز الخط الأحمر -لأسف المجتمع هو الي لوّن الخط ده مش إحنا- لقد منحك المجتمع لقب "عانس"، وأصبحتِ نموذجاً للبنت الي بتكلم عنها هند صبري، واحدة من 15 مليون بنت غادة عبد العال نفسها قالت إنها بتمثّلهم وبتكلم عن معاناتهم، بتفرجي على المسلسل؟ جميل، يا ترى بتقدري تتعاملي مع الواقع بنفس السخرية دي؟ يا ترى بتقدري تحوّلي واقع -البنات بيقولوا عليه مأساوي- لواقع ساخر زي ما غادة عبد العال ومن بعدها هند صبري قدروا يعملوا؟ ولا الوضع مختلف والي إيده في المية مش زي الي إيده في العنوسة؟

اكتئاب عام.. الون الأسود هو الون الرسمي لهن.. كل شيء في الحياة بات مثل الأكل الدِّلِع مالوش طعم.. ده كان رأي أغلب البنات الي سألناهم والي قالوا كمان إن حياتهم بتتحوّل لجحيم في كل لحظة بيتسألوا فيها السؤال التقليدي: متجوزة يا حبيبتي؟ لا يا طنط.. يبقى أكيد مخطوبة؟ ادعي لي، يا ضنايا يا بنتي… إلى آخره.. نظرة الأم الحزينة لها.. إحساس الكسرة لدى الأب.. كل دي فُرَش بتساعد في تلوين حياة البنت بلون العنوسة الرسمي (الأسود).
ونسيبكم مع رأي "أ.ف." –شابة في منتصف عقدها العشريني- في نظرية "العنوسة سهلة وعادي.. زي بالظبط أكل الزبادي": "صدقني فيه ناس كتير بيتعاملوا وكأن القصة –أي الجواز- مش فارقة معاهم.. بس هي فارقة معاهم جدا، وبيموتوا من جوه كل يوم بسبب الموضوع ده، لا.. أنا آسفة.. كان بودّي أقول لك إن الموضوع عادي.. بس هو مش عادي خالص".

الأسود هو الون الرسمي للبنت "العانس"بتسألني عن نفسيتي.. اتدمّرت مع ثقتي في شخصيتي!
"البنت بتقعد تسأل نفسها: اشمعنى صحابي اتجوزوا؟ هما أحسن مني في إيه؟ طب أنا أوحش منهم في إيه؟؟"، وده كان كلام "ر.ن." شابة مقبلة على الحياة، ولكن صدمها مجتمعها المحيط، صدمها أصدقاء وأقارب فرقوا عنها في العمر بسنين، وما زالوا بعد "مش متجوزين" وعن حالتهم النفسية حكت "ر.ن."؛ فالرغبة الحادة للبنات -خاصة في أواخر العشرينات وبداية الثلاثينات- في الزواج ليست رغبة في الزواج في حد ذاته، لكن رغبة في تحقيق الذات، وإعطائها ثقة بنفسها بأنها "كاملة ومش ناقصها حاجة"، ولكن إن لم يحدث ذلك؟؟!!

هنا تكون المشكلة، وهنا يكون الأثر النفسي بالغ الشدة؛ لأن البنت لا تعتبر تأخر زواجها حتى هذه الحظة نتاج ظروف اجتماعية صعبة يعاني منها الشباب مثلا، أو نتاج عدم توافر العريس المناسب لها حتى الآن، لكنها تقوم بعمل ربط مباشر بين عدم زواجها من ناحية وجود عيب أو نقصان بذاتها من ناحية ثانية، هذا النقصان يطاردها أينما ذهبت، وبالتالي تنعدم ثقتها في نفسها، وأحيانا تنزوي على روحها، وتأخذ كلام أي شخص على محمل السخرية منها ومن وضعها الاجتماعي الذي لم تكن مسئولة عنه بالمرة، ويظل هذا السؤال المؤلم يطاردها: أنا ناقصني إيه؟؟؟

طيب نرجع نقول تاني.. عزيزتي مروة أو هناء أو منة أو رنا أو نجلاء أو أيا كان اسمك أنتِ يا من تسل عمرك حدوده الثلاثينية وتجاوز الخط الأحمر، ممكن نفتح مع بعض دفتر الصراحة ونسجّل فيه أسامينا ونقول الحقيقة.. إحنا.. -لاحظ الخط أسفل "إحنا"- يعني أنا مش باتكلم على أهلنا ولا أهل العرسان الي جم ومشيوا، ولا باتكلم كمان على المجتمع، إحنا كبنات، مش أحيانا بنكون مسئولين عن الوضع الي إحنا وصلنا له دلوقتي، سامع المودموازيل الي هناك بتقول لي إزاي؟.. أقول لك.. كده مثلا..

مش مهم يكون حبّيب أو حساس.. المهم يكون مستوى وابن ناس
"أنا ما اتجوزش واحد مستواه الاجتماعي أقل مني أبداً ولو بفرق صغير حتى، أنا ممكن أتنازل عن عيوب في شخصيته، ممكن أتنازل عن المستوى المادي لكن عن أصله مش ممكن".. ده كان رأي "د. ك." الي رفضت بأي شكل إنها تقدّم تنازلا ولو 1 في المليون فيما يتعلق بأصل العريس وفصله.. وإحنا كمان لازم نسأل: إذا كان العريس إنسانا محترما ومتعلما وراقيا -هو في حد ذاته- لكن أسرته بسيطة، وإن كانت عملت إنجاز بإنها علّمته وقدّمته للمجتع بهذا الشكل، فهل نحاسبه على أهله الي ما اختارهمش؟

مش يمكن الرفض المتكرر من قبل البنات للعرسان في بداية العشرينات هو الي بيوصلنا للوضع ده في بداية الثلاثينات، يعني في البداية: "أنا لازم أكمّل تعليمي عشان ما يعطّلنيش" ويمكن التعليم يمدّ بماجستير، وبعدين: "أحقق نفسي في الشغل الأول"، وبعدين "أنا ما اتجوزش جواز صالونات"، وبعدين: "مش لاقية الراجل الي يليق بمستواي الي وصلت له"، ويسرقنا قطار العمر وإحنا مش حاسّين.

رفضنا المتكرر للعرسان هو الي بيوصلنا للوضع دهمعقولة ممكن البنت تتخلى عن عريس هي مقتنعة بيه لمجرد إنه مش قادر يسدّ في كل المجاملات الاجتماعية -الي هي كتير جدا بالمناسبة- وما جابش فانوس رمضان أو عروسة المولد أو هدية عيد الأم أو كحك عيد الفطر أو لحمة العيد الكبير أو ما عيّدش على خطيبته بمبلغ محترم فبقى مش محترم!!.

مش معقول كمان إننا نرفض زوج مناسب وعلى خُلق ودين لمجرد إن "سنه أكبر مننا ب8 سنين أو 9 سنين"، وممكن ما يكونش فيه تفاهم.. لاحظي كلمة "ممكن"، أي أننا أخذنا قرارا على أساس احتمال هو نفسه يحتمل الصواب أو الخطأ، أو مثلا عشان مرتبه أقل من 2000 جنيه رغم أننا فيما بعد بنرضى بأقل من ال2000 جنيه هذه.

ربما يكون فيما سبق مغالطة من وجهة نظركن، عشان كده عايزين نسمعكم عشان تردّوا.. قصدي عشان تدافعوا، هل العنوسة حبل إحنا الي صنعناه وإحنا الي لفّيناه حول رقابنا بصرف النظر عن الأهل والظروف والرجالة "الخائنين والي مالهمش أمان"؟، أنا باتكلم هنا عن حواء ولا أحد غير حواء، أنتي وبس.

احكي لنا عن تجربتك في لحظة صدق، عن عريس طفّشتيه لسبب كان ممكن يعدي "بس لو رجع بيكي الزمن".. عن إحساسك دلوقتي بعد ال30.. عن تعامل المجتمع ونظرته ليكي.. وكمان نظرة القريبين منك والي حواليكي..

س سؤال: هل حواء هي من تسبّبت في عنوستها؟
ج جواب: ……………………..

وبالنسبة لآدم..

ممكن تتقدم لبنت عدّت ال30؟
ج جواب: ……………..

ما تسيبوش مكان النقط فاضي.
منقول




س سؤال: هل حواء هي من تسبّبت في عنوستها؟
ج جواب:لا بس النصيب
وبالنسبة لآدم..

ممكن تتقدم لبنت عدّت ال30؟
ج جواب:امكن




خليجية



مرسيه على مروركم الله يجمعنا بالخير دائما