جاس أعداء السلام ديارنا ***** كيف هذا الحرب شيطان الرهان
بعد هذا فانفجار براكن ****** تسلب التيجان في كل مكان
دولة المستضعفين ضياؤها **** قد يعم الخافقين بها الأمان
دولة الظلم تزول وتنتهي ***** دولة الحق تجدد بالقرآن
أعداء السلام هم اليهود لأنهم لا يحبون السلام في أي مكان في العالم والبراكن هي الثورات والثورات قد بدأت وستسلب التيجان في كل مكان وقد قام العرب بعمل مظاهرات تؤيد المصريين لثورتهم لأن الكل كان يعتقد أنه لن يزول النظام إلا بانقلاب عسكري وهؤلاء كانوا يعتقدون أن معهم الجيش والشرطة ولن يستطيع أحد أن يزيلهم فلمَّا رأى العرب ما فعله المصريون ومن قبلهم أهل تونس أصبح طريقهم سهلاً وتابعوهم دولة بعد أخرى وكلنا نتابع ما يحدث وما يظهر من الغيوب والأقدار وقد قال أحد الصالحين
رجفة زلزلت عروشاً بشرق ****** تُحى ما مات من ظلوم الريب
فيه ذكرى للشرق عود لبدء ****** من مياه الرومي لبحر الجذب
كل تاج يخفى بإشراق نور ******* وبشرق يُمحى ظلام الغرب
كل التيجان والممالك التي بنيت على باطل لابد أن تُمحى كل ما بني على الفردية والأنانية والديكتاتورية لابد أن يزول ويعود للإسلام الحق ملكه وهل الإسلام فيه مَلك إلا الله؟ فكل من يعتبر الدولة ملكه الخاص يوزعها كيفما شاء على من يشاء فقد ابتعد عن منهج الإسلام الحق في حكم الناس بما شرع الله وسنَّ رسوله ولذلك أذكر في هذا المقام أنى كنت أتحدث مع أحد الصالحين وكان أيامها لا حول لنا ولا طول في الدولة لأنها دولة بوليسية ومتجهة للتوريث فسألناه عن التوريث فقال: "لن يحدث ذلك في مصر أبداً"، ولذلك كنت أتعجب منذ فترة لهذا القول لأني أعلم أنه لا يقول إلا حقاً وكان التوريث وشيكاً حتى جاء فعل الله بقدرة الله وتغيرت الأمور بين عشية وضحاها الغريب في قول أحد الصالحين أنه ذكر شيئاً كنا فى حيرة منه كيف سيتحقق؟ والآن نراه يتحقق كيف ذلك؟ قال
في بلاد الأتراك يسرى ساطعٌ ***** يوقظ النوَّام ريح المكسب
وقال:
كوكب الترك قائدٌ وإمام ****** يجمع المسلمين باسترحام
فكنا نقول كيف ستكون تركيا قائد وإمام؟ رأينا الآن أن النموذج الاقتصادي في الكتلة الشرقية فشل والنموذج الرأسمالي في الغرب فشل والنظام الوحيد الآن الذي أصبح نظاماً ناجحاً والقائم به مسلمون هو النظام التركي فتركيا الآن تعتبر رابع قوة اقتصادية في العالم والقائم بذلك حزب إسلامي ليس لهم شأن بالشعارات ولا الشكليات مثل الذي يحدث عندنا لكن كل الموضوع تنمية والآن بعد ثورة تونس أعلن القائمون هناك أنهم سيأخذون النظام التركي السياسي والاقتصادي وفى مصر قالوا أنهم أيضاً على الأرجح سيأخذون النظام التركي فيكون رئيس الجمهورية رئيساً شرفياً والقائم بالحكم هو رئيس الوزراء تحت مسائلة البرلمان والنظام الاقتصادي هو النظام التركي وهو نظام إسلامي والموارد البشرية والعقلية اللازمة لهذه التنمية غنية جداً ومتوافرة عندنا جداً فمثلاً الذي قام بالمساهمة بقوة لعمل النظام الاقتصادي التركي هو وزير المالية المصري السابق د.سمير رضوان وهو أيضاً من قام بإرساء أسس عمل النظام الاقتصادي في جنوب أفريقيا وأيضاً الدكتور أحمد زويل ذهب إلى كندا وسأل عن منفذ النظام التعليمي عندهم فوجدهم الكثير من المصريين ناهيك عن العقول الهائلة المهاجرة والتي ساهمت مساهمات فعالة جداً وأساسية في نهضة أكبر بلدان العالم
فعندنا موارد لا عدَّ ولا حدَّ لها فالموارد التي عندنا أضعاف ما عند تركيا بسبع أو ثماني مرات وخمسين مرة قدر ما عند كوريا الجنوبية فما الذي يمنعنا إذاً من النهضة المنشودة؟ وأحداث النهاية في أيامنا لها بداية والبداية بدأت منذ سنين عدة منذ استيلاء اليهود على فلسطين كيف ذلك؟ إن الله تعالى قدر أن هلاك اليهود يكون في النهاية فكيف يمكن ذلك وهم مشردون في جميع أنحاء الدنيا؟ فصار ما صار من الأحداث التي تعرفونها جميعاً وجعل الله هذه الفترة الماضية منذ وعد بلفور ثم استيلائهم على فلسطين ثم بعد ذلك الضفة وغزة لماذا؟ حتى يتجمعون في فلسطين من جميع أنحاء الدنيا لأن الله قرر الحكم {فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً} أي إذا جاء وعد الآخرة وأذن الله بالنهاية أحضرناكم من قبائل وجماعات شتى بألسنة شتى وثقافات متباعدة لا تعرفون بعضكم إلى حيث تلقون الوعد فهم قد نفذوا الخطة الموضوعة لهم بعد أن تشرذموا في الأرض وتفرقوا في ربوعها والمتبصر في عجائب أقدار الله يعلم أنهم لم يكن ليجتمعوا جميعاً في مكان واحد إلا بتشرذمهم أولاً في جميع البلاد لماذا؟ لأنهم بتقطعهم وتشردهم وتشرذمهم في البلاد شعروا بضعفهم فاختطوا لنفسهم خطة واحدة حيث ذهبوا أن يكونوا أقوياء بالمال والمادة وبالنساء وبالمؤامرات وبأي خطة تمكنهم من أن تقوى شوكتهم ويتحكموا في أهل السلطة والقرار
ولذا لم يذوبوا أبداً في الناس حيث حلوا وإنما انغلقوا على أنفسهم وصنعوا لهم مجتمعات مغلقة محدودة محرَّمة على غيرهم واشتغلوا بالمال وتجارة الجنس فصاروا معروفين في كل مكان أنهم أهل الربا والبخل وأهل المؤامرات والجنس مع استباحة جميع أنواع الشرور فكل ما عدا اليهودي مباحٌ له ومن هنا ضجت الناس منهم وذاقت على أيديهم الأمرين في كل بلاد الدنيا وتمنت جميع الشعوب أن يرحلوا عنهم ويتخلصوا منهم بأية وسيلة فلما كان وعد بلفور أيدت قوى العالم إنشاء دولتهم في فلسطين ليتخلصوا منهم ويبعدوا شرورهم عنهم وفى الحقيقة فهم ينفذوا خطة النهاية المرسومة وصبُّوا في مكان واحد فسكنوه وأطلقوا عليه اسما عجيباً أتعرفون لماذا؟ لأن اليهود أنفسهم أسموا هذا المكان بما أخبر به الله عنه هم أسموا فلسطين "أرض الموعد أو أرض الميعاد" {وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً}ينفذون الأقدار المكتوبة بالحرف بل ولكي أزيد لكم الأمر إيضاحاً كيف ينفذون الوعد الإلهي المرسوم لهم بأيديهم وبأنفسهم وكما أخبر القرآن
قصة الجدار الفاصل كلكم يعرف موضوع الجدار الفاصل أو السور الحاجز الذي يبنونه حول المناطق الفلسطينية ليعزلوها ليحموا أنفسهم وهو موضوع كانوا يتناقشون فيه بعد احتلال فلسطين بمدة قصيرة ولكن كانوا يؤجلونه ولا يشرعون في تنفيذه حتى ضاق عليهم الخناق ولم يجدوا بداً من تنفيذه الآن مرغمين لماذا؟ لأنهم وعلى رأسهم علماء الدين عندهم يعلمون أنهم ببناء هذا السور أو الجدار يؤكدون ما حكاه الله عنهم في القرآن أنهم سيجعلون أنفسهم في قرى محصنة ومن وراء الجدر وبذلك يتموا إظهار الآية واضحة جلية وإثبات أنهم قومٌ لا يعقلون لأنهم ينفذون كلام الله عنهم ولن يفيدهم أو يحميهم فالوعد آت آت في أرض الوعد يقول الله {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ} والآن نحن في المراحل قبل الأخيرة كيف؟ ما يحدث في العالم العربي الآن فكله مبشرات بأن كل الأنظمة البالية والفاسدة والتي كانت تحمى اليهود ستنتهي وتتحد الأُمة العربية كشعوب وستحيا هذه الشعوب وتنهض فعندها كل المقومات اللازمة وأكثر بكثير جداً مما عند أوروبا مثلاً وإنما المانع هم الحكام أنفسهم فعندما يزولون فما الذي يمنعنا من ذلك؟
فتبدأ الدول العربية في النهوض ثم بعد نهوض الدول العربية تحدث حرب النهاية وهى الحرب التي لابد منها وهى التي تنبأ بها رسول الله وأوضحها وهى الحرب العالمية الأخيرة وهى التي ذكرها الله {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ} والآن هم جاهزون فروسيا جهزت صواريخها والصندوق الصغير الذي سيطلق كل هذه الصواريخ موجود مع رئيسهم وأمريكا كذلك فتحدث حرب بين الاثنين وفى هذه الفترة من سيدافع عن إسرائيل؟ لا يوجد أحد والعرب لم يعد فيهم خيانة لأن ملوكهم ورؤسائهم ذهبوا فينزل العرب على اليهود فتأخذهم الوهلة ومن شدة الوهلة لا يستطيعون استخدام أسلحتهم حتى الذرية فيحصل فيهم قول رسول الله {لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّـى يُقَاتِلَ الـمُسْلِـمُونَ الْـيَهُودَ فَـيَقْتُلُهُمُ الـمُسْلِـمُونَ حَتَّـى يَخْتَبِىءَ الْـيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الـحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَـيَقُولُ الـحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ يَا مُسْلِـمُ يَا عَبْدَ الله هذا يَهُودِيٌّ خَـلْفِـي فَتَعَالَ فَـاقْتُلْهُ إِلاَّ الْغَرْقَد[1] فَـإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْـيَهُودِ }[2]
[1] شجيرة رعي منتشرة منخفضة عرضها 60 سم ذات أوراق وبرية مزرقّة الأزهار صفراء مخضرة عرضها 6 ملم رائحتها زكية ثماره اسطوانية عصيرية حمراء يوجد النبات في مناطق متناثر في المنطقة الشرقية وعلى سواحل البحر شمال ينبع وفي وادي سرحان وشرمة قرب خليج العقبة كما ينتشر في كل من اسرائيل وسيناء ومصر والعراق واليمن ونبات العوسج إذا عظم يقال له الغرقد وفي الحديث (إنه من شجر اليهود فإذا نزل عيسى وقتل اليهود الذين مع الدجال فلا يختفي أحد منهم خلف شجرة إلا نطقت وقالت: يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود فلا ينطق) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه توجد نباتاته البرية في فلسطين ويهتم اليهود الذين احتلوا أرضها بزراعة هذا النبات كسياج حماية حول بساتينهم وحدائقهم لأشواكه الحادة ونموه الكثيف وكأحد النباتات صادة الرياح
[2] صحيح مسلم عن أبـي هريرة الفتح الكبير
منقول من كتاب [بنو إسرائيل ووعد الآخرة]
لسماحة الشيخ فوزى محمد أبو زيد