بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,
,,,
أختي الحبيبة ,, و عضوتنا الفاضلة ,, حياكِ الباري و بيّاك و جعل الجنان مثوايَ و مثواك ,
و هداني و إياك إلى طريق الحق و يسّر لي و لك انتهاج الصواب ,, إنه ولي ذلك و القادر عليه
:
أخيتي العضوة الكريمة , يا من أغدق عليك المولى نعمًا كثيرة , و قيّضتِها ( أي سخّرتِها ) في معصيته
هل لي بالحوار معكِ قليلاً ؟ إني لكِ لناصحة و لقلبكِ مُحبّة و لست أبتغي من وراء موضوعي إلا الخير لي و لكِ ,
بتنا في الآونـة الأخيرة نشهد تقصير واضح منــا [ نحن العباد ] في جنب الله الذي يتحبّب إلينا الله بالنعم و نتبغّض إليه بالمعاصي ,
نعمة اليدين أخيتي الغاليـة ,, من أعطاكِ إياها ؟ ^_^
نعمة السمع أيّتها القديرة الفاضلة ,, من حباكِ إياهـا ؟ ^_^
نعمة القدم يا حبيبة القلب و يا قريرة العين ,, من تفضّل عليكِ بها ؟ ^_^
:
إنّ نعم الله عليكِ كما ترين كثيرة لا تُعد و لا تُحصى ,,
و لقد اختاركِ أنتِ أيّتها الحبيبة من بين كثير من الناس الذين سُلِبوا هذهـ النعمة لكي يتفضّل بها عليكِ ,,
لأنه ( يٌُحبّك ) اختارك من بين الناس ليمنحكِ اليدين , و القوام المُتكامل و الجسد المُعافى و النظر السليم و الوجه الجميل
كذلك لأنه يُحب من سلبهم إياهـا نجدهـ قد تفضّل عليهم بالبلاء الذي هو زيادةً في الثواب و رفعة في الدنيا و الآخرة لمن صبر عليه و احتسب الأجر ,
قال صلى الله عليه و سلم :
( يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب ، لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض )
لكن المؤلم أخيتي الغالية هو تسخيرك لهذهـ النعمة في معصية الخالق ,,
في أمورٍ كان قد نهاكِ عنها الله تعالى إمّا في كتابه أو على لسان نبيّه أو الصحابة و التابعين إلى علماء الدين
كـ سماع الغناء ,, أعطانـا الله تعالى نعمة السمع ,, و الواجب علينا مُقابلة النعم بالشكر , و صيانتها عمّا يوجب سخط الله
لكنّ البعض منـا بكل أسف قد قابل هذهـ النعمة بالجحود و النكران إبان تسخيرهـ لهذهـ النعمة بالمعصية !!
و ما أشنع أن نقابل المعطي المنعم المنان بالإساءة !
قال تعالى :
{ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ }
و قولي مثل ذلك الكثير على بقية النعم , كـ نعمة اليدين !!
كثير من الأخوات هدانا الله و إياهن تساهلن في مسألة نشر صور النساء في الإنترنت أو البلاك بيري و غيرهـ
و قد غفلنَ عن عظم الذنب المترتب على نشر مثل هذهـ الصور , لأنها لن تكتفي بتحمّل إثمها و وزرها هي فقط !!
بل ستتكلّف بحمل وزر كل رجل شاهد الصورة و افتتن بها
ثم قام بحفظها في جهازهـ فتداولها عبر التقنيات لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس , ََ!!
حبيبة قلبي ,, جاوبيني بصراحة ,, فلتصدقي مع نفسك الآن طالما أنّ الفرص في التوبة مُتاحة أمامك
فيك حيل تتحمّلين آثام كل هالنّاس ؟
ما فيك حيل أدري يا الغاليــة ,, و من ذا الذي يطيق نيران الدنيا حتّى يُطيق نيران الآخرة ؟
سمعت محاضرة للشيخ الفاضل محمد العريفي كان يتحدّث فيها عن هول أمر المجاهرة بالمعصية ,
و تطرّق إلى هذهـ النقطة فقال : إنّ من الناس من يموت و لكن تبقى ذنوبه خلفه على قيد الحياة !!
تبقى لتتكاثر مئتي سنة !! ثلاث مئة سنة !! و حينما تقوم القيامة و يُبعث من في القبور
و يقف بين يدي رب العباد في يوم العرض و الحساب
في وقت يكون فيه كل شخص و كل إنسان بأمس الحاجة إلى حسنة واحدة
و إن انتهى الله من محاسبته على أعماله و ذنوبه ينتقل بعدها إلى محاسبته على ذنوب غيرهـ فيتفاجأ العبد !!
من أين لي بهذهـ الآثام ؟ لم أرتكبها فمن أين جاءت ؟
إنّه عملك الذي عملت في الدّنيا هذهـ أوزار الناس التي خلّفها عملك السيئ في الدنيــا ,,
قال تعالى و هو أصدق القائلين :
{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }
يكتب حتّى أثر عملك !! فلا تستهيني بالأمر أخيّة !!
و قال أيضًا :
{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ }
قال صلى الله عليه و سلم :
( من دعا إلى هدى ، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ,
ومن دعا إلى ضلالة ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا)
صحيح مسلم
و قال أيضًا :
( من سن سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا ,
ومن سن سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيئا )
صححه الألباني
أخيتي الحبيبة سيأتِ اليوم الذي تتمنّين فيه لو أنكِ تعودين للدنيا لكي تتوبي عن ذلك و إن غدًا لناظرهـ قريييييييب
سيأتِ اليوم أخيّة ,, الذي ستتمنّين فيه لو تعودي إلى الدنيا لتعلمي عملاً صالحًا يرضاهـ ربنا ,
فشمّري من الآن قبل أن تدّق ساعة منيّتك حينها توصد كل أبواب التوبة في وجهك ,
لا تركني إلى هوًا و شهوة و لا تستجيبي لنداءات الشيطان في خلسة إنه أوّل المتبرّئين منك في يوم القيامة ,
{ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ }
ألا هل بلّغت ؟ اللهم فاشهد ,
من أرادت نقل الموضوع فلتفعل و لا حاجة للرجوع إليّ ,, حقوق النقل محفوظة لكل مسلم و مسلمة
لا تنسوا كاتبة الموضوع من صالح دعواتكم
احترامي و تقديري