الوسم: الفاضلة

الحمدلله الذي بنعمته تتم الصحت والذي جعل من المسلمات منتقبات رغم كل هذا الضلال فى الفضائيات وغيرها وصليب اللهم وسلم وبارك علي سيدنا محمد أما بعد :

أختي المنتقبة : فى البداية أحب أن أوضح أصل الحجاب وهو أن تقر المرأة في بيتها ويمكنك مراجعة هذا في تفسير الآيتين الكريمتين :

– " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ " الأحزاب:53

– " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ " الأحزاب : 33 .

وعلي ذلك فالأصل فى الحجاب ليس هو النقاب أو غيره وإنما هو البيت حجاب المرأة المسلمة المؤمنة الصالحة وأما خروجها فهو للضروة ويكون بشروط وقيود نذكرها من خلال عدة أخطاء لكثير من المنتقبات الفاضلات بارك الله فيهن :

** عشرٍة أخطاء شائعة يجب آ‘لتخلص منها :-

1- الكعب العالى فهو اختراع الكفار لنشر الفتنه وهو من التبرج الواضح فاحذري أختاه من الكعب العالي والصوت العالي والضحك العالي ..

2- نقاب وجلباب واسع فضفاض ولكن بكم واسع كلما رفعت المنتقبة يدها ظهر ذراعها أو جزء منه وهذا من التبرج والفتنة ..

3- جلباب واسع فضفاض أسود لكن براق يلمع في الضوء ويجذب الإنتباه وهذا حجاب يحتاج إلي حجاب ..

4- منتقبة ولكنها لا تهتم بلبس القفاز " الجونتي " ولا الجورب " الشراب " فتظهر كفيها أو قدميها وهما من العورة وهذا العمل فتنة كبيرة ونوع من أنواع التبرج فاحذريه ..

5- نقاب وجلباب ساتر ولكن الحذاء ملون بفضي أو أحمر أو غير ذلك من الألوان الملفتة أو به قطعة معدن براقة فهل هذا الحذاء يتفق مع جلبابك .؟! ..

6- أختاه هل تعلمين أن الزينة للزوج فقط فالدبوس الملون علي كتف الأخت الفاضلة والقيطان علي طرف الجلباب والدانتيل والزركشة فى جزء من ملبسك و التطريز والزخارف والكتابات كل هذا من التبرج الذي حرمه الله تبارك وتعالي ، لما سئل فضيلة الشيخ بن العثيمين رحمه الله عن حكم لبس العباءة التي في أطراف أكمامها قيطان وماشابهه فأجاب فضيلته : " محرم حيث يؤدي إلي الفتنه فيا أختي حكمي عقلك فهل يعقل أن تستري الزينة بزينة أخري وهل شرع الحجاب إلا لإخفاء تلك الزينة .؟! .. وإعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه خيراً منه وأن الآخرة هي مسعانا فماذا تريدين من هذه العباءة المزركشة التي تشتريها بالمئات وانت توضعين فى القبر فى كفن من أرخص الأقمشة .!! فهل تنفعك هذه العباءة فى ظلمة القبر " إنتهي كلامه رحمه الله ..

7- لبس ألوان مختلفة كأن يكون الجزء العلوي بلون والسفلي بلون والأوسط بلون آخر والحرص الشديد علي تناسق الألوان فكل هذا لا يجوز شرعاً وكل هذا من الزينة المحرمة والتبرج ..

8- اعلمي أختي أن أحب الألوان وأسترها وأبعدها عن الفتنة والزينة هو اللون الأسود ومع هذا فلبس الألوان مباح فلا حرج علي من خرجت بألوان مثل البني والكحلي والزيتي وغيرها طالما أنها ألوان قاتمة غير لامعة ولا ملفتة ، لا هذا الذي نراه اليوم من كثير من النساء التي ترتدي ألوان جذابة كالأحمر والبمبي والأصفر وكذلك أختاه أحذرك من اللون الأبيض فقد كرهه بعض أهل العلم لأنه قد يكون ثوب شهرة وكذلك لتشبهك فيه بالرجال فالأبيض هو لبسة الرجال إذ كان أحب الألوان لرسول الله صلي الله عليه وسلم .. ولكن هل هناك دليل علي استحباب اللون الأسود وتفضيله علي سائر الألوان بالطبع نعم ومن ذلك :-

أ- أن اللون الأسود كان لباس أمهات المؤمنين والصحابيات الفضليات والمؤمنات فى كل العصور والأزمان ..

ب- حديث أن المؤمنين " لما نزلت هذه الآية "يدنين عليهن من جلبيبهن " خرج نساء الأنصار كأن علي رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها "…

ج- ومما يدل علي شيوع اللون الأسود وجعله أصلاً للون الحجاب الشرعي حديث استغفار النبي صلي الله عليه وسلم لأهل البقيع فى صحيح مسلم وفيه قال صلي الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها :" أأنتي السواد الذي كان أمامي " .. فوصف فيه صلي الله عليه وسلم لون جلبابها وغير ذلك الكثير مما لا يتيسر بسطه في هذه الرسالة القصيرة ..

9- الكلام والخضوع للرجال وهذا مما نهي الله عنه فقال :" فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا " الأحزاب : 32 … فلا يجب أختي أن تتحدثي مع الرجال إلا لضرورة قصوي ويكون الحديث بلا ترقيق ولا خضوع كحديثك لأخوك أو أبوك أو أحد محارمك وإنما هذا رجل أجنبي …

** وإعلمي أن الصوت العالي يتنافي مع الحياء والأدب الذي هو خلق الإسلام واحذري أختاه من الكلام الكثير والمساومة " الفصال " الكثيرة مع البائع فهذا لا يرضي الله ولا يليق بمنتقبة ملتزمة ..

10- منتقبة تسير فى الطريق وبجانبها متبرجة تبرج فاضح وكذلك منتقبة وبجانبها ابنتها فى العاشرة من عمرها وهي لا ترتدي الحجاب بل وبعضهن شبه عاريات بحجة أنها صغيرة وهي ليست كذلك فرضي الله عن عائشة أم المؤمنين إذ قالت " إن بلغت البنت التاسعة من عمرها فهي امرأة "

*** نقاب الموضة " النقاب العصري " مبدأ فتنة هذا النقاب العصري الفاتن ذي الفتحتين الواسعتين فتبدو منها جمال العينين وربما الوجنتين وهو ما يعرف فى مجتمعنا باسم النقاب السعودي ولبسه لا يجوز شرعاً ويزداد الإثم إذا كان العينان بهما كحل أو زينة فقد سئل الشيخ ابن العثيمين رحمه الله عن هذا النقاب العصري الذي تبدو منه عيني المرأة فأجاب :" إن الله تعالي قال فى كتابه العزيز : " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى " … الأحزاب : 33 ..

ومن المعلوم أن المرأة محط أنظار الرجال فإذا خرجت إلي الرجال فى حال تؤدي إلي الفتنة فإن الناس سوف ينظرون إليها وتكون قد عرضت هؤلاء الرجال للفتنة لذا قال الله تعالي :" وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ " … الأحزاب : 53 …

فاحتجاب المرأة عن الرجال طهارة لقلبها ولقلوبهم وإظهارها لمفاتنها لا سيما محاسن وجهها سبب لمرض قلوب الرجال و افتتانهم بها .. وهذا النقاب لا يجوز لأن النقاب إنما هو بقدر ما تري المرأة ما وراء الستار ونصيحتنا لمن يتاجر بها أن لا يتاجر بها لأنه حرام .. انتهي كلامه رحمه الله ، سُئل الشيخ صالح بن فوزان : ما نصيحتكم للفتيا اللاتي تركن غطاء الوجه الكامل الذي عرفت وتميزت به نساء هذه البلاد و لبسن هذا النقاب العصري ذو الفتحتين .؟ فأجاب : " نصيحتي لنساء المؤمنين عموما ونساء هذا البلد خصوصاً أن يتقين الله ويحافظن علي الحجاب الساتر للوجه وسائر الجسم عملاً بقوله تعالي :" وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى " .. الأحزاب : 33 ..

وأن لا يتحولن من الحجاب الكامل إلي الحجاب الناقص أو ما يسمي بالحجاب الخادع ولا يكن من الكاسيات العاريات المميلات المائلات اللاتي أخبر النبي صلي الله عليه وسلم أنهن من أهل النار وأنهن لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وما يسمي بالنقاب العصري لاشك أنه مبدأ فتنة وشر وهو نوع من السفور بل هو تدرج إلي ترك الحجاب ، فالواجب علي المرأة المسلمة أن تبقي علي حجابها الشرعي الساتر وترك هذا العبث .. كما سُئل الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله ماهو موقف الشرع من النقاب الذي يظهر العينين وربما الوجنتين أو الحاجبين فأجاب فضيلته :" لا شك أن إبداء الوجنتين أو الحاجبين من العورة فلا يجوز للمرأة لبسه بهذه الكيفية وعلي المرأة أن تغطي وجهها بخمار ساتر فوق هذا البرقع .. ونصيحتنا للذين سمحوا لنسائهم بلبس هذا النقاب أو أمروهن بلبسه أن يتفكروا فى أثره عليهن فإنه مجلبة للشر وجاذب لهن إلي المعاكسة وسبب فى ميل الرجال إليهن فعاقبته سيئة والرجل الغيور لا يرضي لنسائه المعاكسة أو مخاطبة الرجال فكيف يقر مثل هذا اللباس الذي هو أقوي سبب لهذه الفتنة .؟ .. ويقول العلامة أبي بكر جابر الجزائري رحمه الله فى تفسيره الشهير " أيسر التفاسير " ص581 .. وجوب تغطية المؤمنة وجهها إذا خرجت لحاجتها إلا ما كان من عين واحدة تري بها الطريق واليوم بوجود الأقمشة الرقيقة لا حاجة إلي ابداء العين إذ تسبل قماشاً علي وجهها فوق النقاب وتري معه الطريق واضحاً …

*** ومن المؤسف المبكي أن تدخل امرأة فاضلة حديثة عهد بهداية إلي متجر القائمون عليه لحاهم تملأ صدروهم وعليهم سمت السنة والاستقامة فتجدهم يبيعون لها نقاب الموضة وعباءات مزركشة مطرزة أو بها قيطان والدانتيل فأي تلبيس أعظم من هذا .؟!

هذا قليل من كثير وإذا أردتي أختي الفاضلة الإستزادة من أقوال أهل العلم الأفاضل فأنصحك بالإستماع إلي : أشرطة " الحجاب الشرعي " وحيد عبدالسلام بالي …" الحجاب المتبرج " مسعد أنور … " حجاب المرأة المسلمة " محمد حسان …

وكذلك من أفضل الكتب من حيث الأدلة والشرح : كتب " حراسة الفضيلة " بكر أبو زيد .. " عودة الحجاب " محمد إسماعيل المقدم .. " صفات الأخت الملتزمة " محمد حسين يعقوب ، " الحجاب بين الموضة والشرع " تقديم ومراجعة الشيخ وحيد بالى ……

هل توقف أثر المعلمة الناجحة عند هذا الحد ؟؟
أيتها المعلمة الناجحة
هنيئا لك يا رائعة …
إذا أخلصت العمل لله ،
مسحة إيمانية قلبية يومية جددي فيها النية لتستبشري بهذا الحديث :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِى جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ »
وهنيئا لك رصيد من الحسنات في دفتر يومك …
فأنت تحرصين على الدقة والنظام ..
وكم من أخت تلقين عليها تحية الإسلام !..
كم من زميلة تلاقينها فتصافحيها !
وكم من طالبة تقصر فتسامحيها !
وكم من غيظ كظمتيه !
وكم من مسكين بمالك أعنتيه !
كل هذا والابتسامة تعلو محياك ،،
والصبر والتعاون عنوانك ..
لأن احتساب الأجر يخف معاناتك ..
أنت حريصة كل الحرص على استثمار الوقت
لأنك تدركين أن أثمن كلمة في قاموس العمل التربوي الصالح
الآن
وأفلسها في هذا القاموس كلمة
سوف …
حتى أثمرت جهودك وأينعت بأطايب الثمار …

ماذا تتوقعين أثر هذا السلوك المثالي الرائع على الطالبة وأهلها ؟ّ!
حينما تتحلى المعلمة بهذه الصفات ، تكون قدوة لكثير من الطالبات ..
إنه شعور بالسعادة والرضا لا يوصف وخاصة حينما تقف المعلمة هذه المواقف النبيلة وتعينهم بعد الله على تربية ابنتهم دينياً وتربوياً ، وهي بالتأكيد تجد قبولاً عند الطالبة ربما يفوق أثر أهلها . ،