التصنيفات
منوعات

كيف نحمي أبنائنا وبناتنا من الغزو الفكري والثقافي؟

خليجية

أن الأمة الأسلامية تواجه العديد من التحديات بشتى مجالات الحياة سواء السياسية أو العسكرية أو الإقتصادية أو الثقافية بقصد غزو البلدان الإسلامية والإستيلاء على خيراتها وثرواتها النفطية,ومن تلك التحديات الغزو الفكري والثقافي الذي يوجهه الأعداء نحو شباب وفتيات المسلمين بقصد محو هويتهم الإسلامية وجرهم نحو الإنحلال والإنحطاط والرذيلة وإفسادهم حتى يكونوا عاجزين عن حمايتهم أراضيهم لأن الأعداء يعلم أن الشباب هم عز وقوة المسلمين ودرع الأمة الأسلامية ولن يتمكنوا من الإستيلاء على خيرات الإمة الإسلامية إلا بعد غزو الشباب والفتيات فكرياً وثقافياً وإفسادهم ونزع الإسلام من قلوبهم وأفكارهم وثقافتهم ومعتقداتهم وأفعالهم ومن حياتهم الإجتماعية,لأن عز الأمة الأسلامية يكمن بالإسلام فلا عز لها إلا بتمسكها بإسلامها قولاً وفعلاً,ونصرة الإسلام تكمن في شبابه وفتياته الصالحين.

والحقيقة أن جميعنا مسئولون عن حماية أبناء وبنات المسلمين من الغزو الفكري والثقافي الذي يوجهه نحوهم الأعداءمن اليهود والنصارى والملحدين كل منا بما يقدر عليه من خلال موقعه الإجتماعي أو السياسي أو الثقافي,ولكن مع ذلك يعتبر الآباء والأمهات المسئول الأول عن حماية أبنائهم وبناتهم من الوقوع في شرك الغزو الفكري والثقافي الذي يوجهه نحوهم الأعداء وحمايتهم من تجرع السموم التي يبثها أعدائنا من اليهود والنصارى والملحدين عبر العديد من الوسائل الحديثة التي وجدت في عصرنا هذا نتيجة التقدم التكنولوجي والتطورالمعلوماتي الذي لم تشهد له البشرية مثيل من قبل,والتي لا ريب ولا شك تجرهم إلى الرذيلة والفساد ويمكن للأباء والأمهات حماية أبنائهم وبناتهم من الغزو الفكري والثقافي وذلك من خلال القيام بالأتي:-

1-تربية أبنائهم وبناتهم تربية صالحة مبنية على الاستقامة والعفاف والتقى والصلاح وعلى الخوف من الله عزوجل والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي والقيام بالأعمال الصالحة وأجتناب المعاصي والذنوب والمداومة على الصلاة في المساجد وحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية.

2-تربيتهم على التخلق بالأخلاق الإسلامية الحميدة المتمثلة بالصدق والتواضع في القول والعمل والحياء من الله ومن الناس في السر والعلانية واجتناب القول الفاحش والأفعال المشينة والابتعاد عن الكذب والكبر والغرور وغيرها من الصفات التي نهى عنها ديننا الإسلامي الحنيف.

3-مراقبة تصرفات الأبناء والبنات في كل وقت وحين,وعدم غض الطرف عنهم أو تجاهل أخطاءهم ومتابعة تحركاتهم وتصرفاتهم وأفعالهم اليومية,ومعرفة أين يذهبون عند خروجهم من المنزل ومع من يجلسون ومع من يمشون ويسرحون ومن يصادقون من أجل حمايتهم من التأثر بأصدقاء السوء من خلال منعهم عن مصاحبة ومجالسة أصدقاء السوء الفاسدين, وتوجيههم باختيار أصدقاء صالحين يكون تأثيرهم عليهم تأثيراً حسناً.

4-إعطاءهم النصائح الأبوية باستمرار,وتوجيههم بما يجب عليهم القيام به من أفعال وتصرفات, وبما يجب عليهم اجتنابه من أفعال وتصرفات سيئة ومنبوذة, وتأنيبهم إذا أخطأوا,وبيان عواقبه عليهم وعلى المجتمع وتحذيرهم من تكرار الخطأ مرة أخرى وإلا فسوف يتم معاقبتهم بالعقوبة المناسبة وحرمانهم من بعض المزايا وغير ذلك من طرق التربية الصحيحة.

5-عطاءهم النصائح الأبوية باستمرار,وتوجيههم بما يجب عليهم القيام به من أفعال وتصرفات, وبما يجب عليهم اجتنابه من أفعال وتصرفات سيئة ومنبوذة, وتأنيبهم إذا أخطأوا,وبيان عواقبه عليهم وعلى المجتمع وتحذيرهم من تكرار الخطأ مرة أخرى وإلا فسوف يتم معاقبتهم بالعقوبة المناسبة وحرمانهم من بعض المزايا وغير ذلك من طرق التربية الصحيحة.

6- تجنيبهم من وسائل الفساد التي يستخدمها الأعداء في غزو شباب المسلمين,وذلك من خلال منعهم من اقتناء المجلات والصحف الهابطة ومنعهم من اقتناء أشرطة الفيديو والديسكات التي تحتوي على أفلام إباحية أو هابطة,ومنعهم من مشاهدة القنوات المشفرة أو القنوات العربية التي تبث أغاني وبرامج هابطة, ومنعهم عن سماع أشرطة الأغاني الهابطة.

7-توفير المجلات والكتب الإسلامية للأبناء والبنات,وحثهم على قراءتها,وتوفير أشرطة الفيديو والدسكات وأشرطة الكاست المتضمنة للأناشيد الإسلامية وللمحاضرات والخطب الدينية وللعلوم والبرامج النافعة,وحثهم على سماعها ومشاهدتها,وحثهم أيضاً على مشاهدة قنوات التلفزيون الإسلامية الجيدة.

8-حثهم على حضور مجالس العلم,وسماع المحاضرات التي يلقيها علماء المسلمين في المساجد في العديد من الأوقات وحثهم على مجالسة ومصاحبة العلماء والصالحين.

9-حمايتهم من أخطار الموبايل وما يرافقه من طرق الدردشة والرسائل القصيرة وذلك من خلال منعهم من أقتناء الموبايل تحت سن الرشد أو في سن المراهقة كون الموبايل ومايصحبه من دردشة ورسائل قصيرة أصبح اليوم من أكثر الوسائل أفساداً لشباب وفتيات المسلمين وأكثر الوسائل ساعدة في إنجرار الشباب نحو المعاصي والذنوب والأثام بسرية مطلقة ودون علم أهلم بذلك, فللاسف الشديد أن الكثير من الأباء من شدة حبهم لأبنائهم أو لبناتهم يقومون بإعطائهم أجهزة الموبايل وهم لا يزالون تحت سن الرشد أو في سن المراهقة معتقدين أنهم بذلك ي مع أنهم لا يستخدمونها في شئ يعود لهم بالفائدة بقدر ما تكون وسيلة أساسية لجرهم نحو الرذيلة والإنحلال والفساد والإنحطاط ونحو أرتكاب الفاحشة والمعاصي والذنوب.

خليجية
م/ن




خليجية




خليجية



التصنيفات
التربية والتعليم

{دور المدرسة والمعلمين في تعزيز الأمن الفكري لدى الطلاب} 2

خليجية

دور المدرسة والمعلمين
في تعزيز الأمن الفكري لدى الطلاب

وسائل حماية الأمن الفكري :
تتطلب حماية الأمن الفكري وجود وسائل وقائية ، وأخرى علاجية وهي على النحو التالي :
أولا ً ـ بعض الوسائل الوقائية:
1 ـ إظهار وسطية الإسلام واعتداله وتوازنه ، وترسيخ الانتماء لدى الشباب لهذا الدين الوسط وإشعارهم بالاعتزاز بهذه الوسطية .
2 ـ معرفة الأفكار المنحرفة وتحصين الشباب ضدها : فلا بد من تعريفهم بهذه الأفكار وأخطائها قبل وصولها إليهم منمقة مزخرفة فيتأثرون بها ؛ لأن الفكر الهدام ينتقل بسرعة كبيرة جداًّ ولا مجال لحجبه عن الناس .
3 ـ إتاحة الفرصة الكاملة للحوار الحر الرشيد داخل المجتمع الواحد : وتقويم الاعوجاج الفكري بالحجة والإقناع ؛ لأن البديل هو تداول هذه الأفكار بطريقة سرية غير موجهة ولا رشيدة مما يؤدي في النهاية إلى الإخلال بأمن المجتمع
4 ـ الاهتمام بالتربية : في المدارس والمساجد والبيوت ، وغيرها من مؤسسات المجتمع الأخرى .
5 ـ هناك نسبة لا بأس بها من المنحرفين هم من الطلاب ، لذا يجب أن يحصل تفاعل بين المؤسسات التعليمية ومحيطها ، بحيث يجعل منها مؤسسات مفتوحة رائدة في تعميم التربية والمعرفة ، مما يسهل لها متابعة رسالتها السامية في إيجاد المواطن الصالح ، بحيث يتهيأ ذهنياً ونفسياً للتوافق مع متطلبات الحياة الاجتماعية .
6 ـ إن من أهم ما ينبغي أن تقوم به المؤسسات التعليمية أن تضمن برامجها فصولاً عن الأمن الفكري تصب في قناة الوقاية من الانحراف الثقافي والغزو الفكري ، وذلك عن طريق نشر المبادئ الفكرية القويمة ومبادئ الفضيلة والأخلاق .

7 ـ من الأهمية بمكان أن يتعلم الطالب كيف يتحقق أمن المجتمع بصفة عامة ، وأمنه بصفة خاصة، من خلال تهيئة نفسية واجتماعية للتكيف مع القيم والآمال وتطلعات المجتمع .
8 ـ ينبغي ألا نغفل أهمية دور المدرسة في الكشف عن المظاهر ذات المؤشر الانحرافي الفكري أو الأخلاقي منذ بدايتها، ودراستها دراسة دقيقة ومعالجتها عبر الإرشاد الطلابي بالمدرسة ، والاتصال بولي أمر الطالب لتنظيم التعاون مع الإدارة المدرسية قبل استفحال المشكلة ، وعلاجها قبل أن تصبح سلوكاً اعتيادياً .
ثانياً ـ بعض الوسائل العلاجية
:
1 ـ دعوة المخطئ إلى الرجوع عن خطئه : وبيان الحق بالمناقشة العلمية الهادئة دون اتهام للنيات فقد تكون صادقة ، ولكن هذا لا يغني عن صاحبها شيئاً

2 ـ تجنب الأساليب غير المجدية : فالمصاب بهذا المرض لا يعالج بالتركيز على الوعظ والتخويف من عقاب الله ، لأن هذا الأسلوب في الغالب لا يجدي معهم نفعا ، فأمثال هؤلاء يرون أنهم على صواب ودين فكيف تعظ إنساناً يظن أنه على الدين الحق قبل أن تبين له خطأه الفكري فيما يراه حقاًّ . 3 ـ وجوب الأخذ على أيديهم : ومنعهم من الإخلال بالأمن الفكري للمجتمع ولو أدى ذلك إلى إجبارهم على عدم مخالطة الآخرين لاتقاء شرهم .
4 ـ النهي عن مجالسة أهل الانحراف الفكري : الذين يريدون خرق سفينة المجتمع وإغراق أهلها بخوضهم في آيات الله وتجرئهم على الفُتيا بغير علم .
5 ـ ضرورة التفريق بين الانحراف الفكري الذي لم يترتب عليه فعل ، وبين من أخل بفعله بالأمن في مجتمعه : فمن ظهر منه عمل تخريبي وثبت عليه شرعاً فيجب محاسبته على ما بدر منه كائناً من كان ، وعقابه بما يستحقه شرعاً حتى ولو كان ظاهره الصلاح والاستقامة .
أسباب الغزو الفكري :
1 ـ لقد تعددت الأسباب والعوامِل التي تسعَى إلى تقويض بناء الأمن الفكري وزعزَعة أركانِه ، ولعل أخطرَ تلك الأسبابِ القصورُ في جوانبِ العقيدة وتطبيقِ الشريعة .
2 ـ وثَمّةَ سببٌ مهِمّ في الخلَل الفكريّ، وهو القصورُ في جوانبِ التربية والتعليم، ووجودُ الخلَلِ في الأسرة ومناهج التعليم، وتضييق النطاقِ على العلومِ الشرعيّة .
3 ـ الزّخَم الهائل من وسائلِ الغزوِ الفكريّ والثقافيّ والذي يروج له ممن يحسبون على جماعة المسلمين ، ويسلكُون مسالكَ متعدِّدة في الخضوعِ للغزوِ الثقافيّ ، بل ويحاولون إخضاع المجتمَع المسلم المحافِظ لرغبتِهم وجنوحِهم المنحرِف بدعاوَى فجّة تحت سِتار حرّيّة الرأي وحرّيّة التفكير .

وسائل الغزو الفكري :
أولا ـ إن من أخطر وسائل الغزو الفكري أولئك الذين اتبعوا منهج التكفير واستباحوا دماء المسلمين وأعراضَهم وأموالهَم يقودهم إلى ذلك الجهلُ بالنصوص الشرعية الواردةُ في كتاب الله والسنة النبوية .
ثانيا ـ القنوات الفضائية وما تبثه من مواد إعلامية لأبناء المجتمع العربي السعودي ، وما تروجُ له من أكاذيبَ وادعاءات باطلة ، الهدفُ منها النيلُ من الثوابتِ الوطنية وزعزعةِ الأمن والاستقرار ، والرغبةً في الإضرار بالاقتصاد والقضاء على المؤسسات التنموية.
ثالثا ـ شبكات الإنترنت : وهذه قاصمة الظهر التي أخذت تشوش على أفكار الناشئة ، وتدعوهم إلى التطرف ، لأنه من السهل جداً أن يروج أيُّ حاقد لما يريده من خلال هذه الشبكات .

دور المناهج في تعزيز الأمن الفكري :
لقد تحدثنا عن دور المؤسسات التربوية بشكل عام في تعزيز الأمن الفكري ، وهنا يبرز دزر المناهج في تحقيق هذا الأمن ، لذا يجب على تلك المؤسسات وضع الخطط المدروسة التي تحقق الوعي الأمني من خلال بثه في مفردات المناهج ، ومما لاشك فيه أن الاهتمام بتلك المبادئ يعد من الأسس المهمة لحماية المجتمع من الانحراف والغزو الثقافي ، وتوفير الأمن الفكري .
إن مناهج التعليم الحافلة بما يربي الطالب على التوازن والوسطية واتباع الدليل ، وترك الافتراق والأهواء والبدع المحدثة ، لهي كفيلة أن تنمي في أعماق الشباب روح الوطنية الحقيقة ، وتساعدهم على تمييز الثقافة الفكرية المسمومة ، التي تبثها وسائل الإعلام المشبوهة سواء عن طريق البث الفضائي والشبكة العنكبوتية ، أو الصحف والمجلات المشبوهة الوافدة من الخارج .
ومن خلال ما سبق يتحمل الطالب جزءا ليس هينا من المسؤولية نحو تحقيق الأمن الفكري لذلك تكمن أهمية تعليمه كيف يتحقق أمن المجتمع بصفة عامة ، وأمنه بصفة خاصة ، من خلال تهيئة نفسيا واجتماعيا للتكيف مع القيم والآمال وتطلعات المجتمع الذي ينشد السلوكيات المثالية الجماعية التي تحقق الأمن والأمان .

دور المدرسة والمعلمين في تعزيز الآمن الفكري :
إن المؤسسات التربوية والتعليمية من أولى الجهات المعنية بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمعات ، وإن استثمار عقول الشباب واجب يشترك فيه جميع الأفراد والمؤسسات والهيئات في المجتمع .

ويخطئ مَن يعتقد أن مهمة المؤسسات التعليمية تقتصر على تعليم القراءة والكتابة وإعطاء مفاتيح العلوم للطلاب دون العمل على تعليم الناس ما يحتاجون إليه في حياتهم العلمية والعملية ، وترجمة هذه العلوم إلى سلوك وواقع ملموس . وأهم شيء يحتاجونه ولا حياة لهم بدونه هو الأمن في الأوطان ، وأستطيع القول بأن الأمن هو مسؤولية الجميع، ولكنه في حق المؤسسات التعليمية أهم ؛ لأن هذه المؤسسات تجمع كل فئات المجتمع على اختلاف أعمارهم بدايةً من السن المبكرة التي تتمثل في المرحلة الابتدائية والمتوسطة ، وفيها يستطيع المعلم والمربي أن يشكل الطالب بالكيفية التي يريدها ، فإذا لقي الطالب مَن يوجهه التوجيه السليم نشأ نشأة طيبة يجني ثمارها المجتمع الذي يعيش فيه ، وإن كان الحاصل غير ذلك فالعكس هو النتيجة الحتمية ، خاصة أن الذين يقومون على هذه المؤسسات هم خلاصة مفكِّري الأمة ومَعْقِد رأيها، وفيهم يجب أن تجتمع الصفات الحميدة المؤهلة لإدراك أهمية الأمر ، والشعور بالمسؤولية العظيمة الملقاة على عواتقهم ، وأن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم الطلاب في جميع تصرفاتهم وأعمالهم وأقوالهم.
ويجب أن تبدأ معالجة الانحرافات الفكرية بمعالجة الأسباب والعوامل المؤدية لها والوقاية منها . فللمدرسة دور بالغ الأهمية في تنشئة شخصية الطالب من خلال استكمال دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى بتطويع سلوكه وتوجيهه وإكسابه القيم والمفاهيم الصحيحة. وهذا سوف يحصن الفرد ضد المؤثرات الفكرية السلبية مهما كان مصدرها .
أما دور المعلم فهو عظيم ومهم ، وتحمل الجزء الأكبر في تعزيز الأمن الفكري ، فهو القدوة والمربي ، والموجه والمحرك لفئة الشباب داخل الحرم المدرسي وخارجه ، وكلمته مسموعة عندهم ، بل يقلدونه في كثير من مناحي حياتهم ، وسلوكهم ويعتبرونه المثل الأعلى لهم ، لذا فإن مسؤولياته كبيرة ، وتوجيهاته ضرورية وملحة ، لذا مراعاة التالي :
1 ـ يجب على المعلم أن يكون قدوة لعمل الخير والإصلاح والتوبة وتبني ما يسعد البشرية وخصوصاً ما يجب على هذا المعلم تجاه وطنه ومجتمعه فضلاً على أنه معلم الخير ويحمل مسؤولية جسيمة

2 ـ ولكي يقوم المعلمون بدورهم في التوعية والوقاية من الانحراف ، فلابدّ لهم أن يقوموا بتنشئة الطلبة تنشئة إسلامية صحيحة .
3 ـ ومن الواجب على المعلمين أن يؤكّدوا على تمثّل الطلبة القدوة الحسنة في سلوكياتهم وتصرفاتهم ، وفي الانسجام مع قيم المجتمع وقوانينه .
4 ـ ترسيخ مبدأ الحوار الهادف والاستماع للآخرين واحترام آرائهم بقصد الوصول إلى الحق ومساعدة الطلاب على استخدام التفكير بطريقة صحيحة ليكونوا قادرين على تمييز الحق من الباطل والنافع من الضار وتنمية الإحساس بالمسؤولية لدى الطلاب .
5 ـ الاهتمام بالتربية الاجتماعية .
6 ـ الاهتمام بتعليم القيم والمعايير السلوكية السليمة .
7 ـ تشجيع التعاون مع أفراد الأسرة والمؤسسات الاجتماعية المختلفة .
8 ـ توجيه الشباب لطرق البحث عن المعلومات الصحيحة وتشجيعهم على ذلك .
9 ـ تفهم طبيعة تفكيرهم ليسهل عليك الاتصال بهم .
10 ـ مساعدة الطلاب على استيعاب المفاهيم والأفكار التي تتعلق بالحياة والمستقبل ، والبعيدة عن الأفكار المنحرفة والمتطرفة .

المعلمون والفكر المنحرف :
ويذكر د . المطرود انه قد وجد بعض المعلمين في الساحة يحملون هذا الفكر المنحرف ويحثون الشباب على حمله ، والدولة بأجهزتها المعنية جادة في استئصال هذا المرض الفكري الخطير والدخيل على المجتمع وإيقاف أمثال هؤلاء مرهبي الفكر البشري .
وأردف قائلاً : إن المعلم باستطاعته توجيه جيل وطنه إلى البناء والخير والفضيلة وفي نفس الوقت باستطاعته توجيههم للخراب والدمار وتبني الأفكار الإجرامية والتكفيرية والإرهابية وشتان ما بين هذين الطريقين وهذين الفكرين .




م/ن



يسلمو حبيبتي



خليجية



التصنيفات
منوعات

{دور المدرسة والمعلمين في تعزيز الأمن الفكري لدى الطلاب }

خليجية

دور المدرسة والمعلمين
في تعزيز الأمن الفكري لدى الطلاب

مفهوم الأمن بشكل عام :
الأمن يعني السكينة والاستقرار النفسي والاطمئنان القلبي ، واختفاء مشاعر الخوف من النفس البشرية .
وللتعرف أكثر على مفهوم الأمن بشكل عام من خلال الموسوعات الفكرية المتخصصة نشير إلى ما ورد في الموسوعة البريطانية للمعارف «حماية الأمة من خطر القهر على يد قوة أجنبية». وعرفه بعضهم بأنه " التطور والتنمية، سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية او السياسية في ظل حماية مضمونة»، وأضاف «إن الأمن الحقيقي للدولة ينبع من معرفتها العميقة للمصادر التي تهدد مختلف قدراتها ومواجهتها، لإعطاء الفرصة لتنمية تلك القدرات تنمية حقيقية في كافة المجالات سواء في الحاضر او المستقبل».
أنواع الأمن :
هناك أنواع عديدة للأمن منها : الأمن النفسي والأمن الثقافي والفكري والأمن الاقتصادي والأمن المائي والأمن الوطني والأمن الوقائي ، والأمن الغذائي وغيرها من أنواع الأمن الأخرى


أهمية الأمن :
الأمن : مطلب حيوي لا يستغني عنه إنسان ولا ذي روح من الكائنات ، ولأهميته دعا به إبراهيم عليه السلام لمكة أفضل البقاع :
قال تعالى 🙁 وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ إبراهيم:35.
ولما للأمن من أثر في الحياة تعيّن على الأمة برمتها أن تتضامن في حراسته .
وهو مطلب الشعوب كافة بلا استثناء، ويشتد الأمر خاصة في المجتمعات المسلمة، التي إذا آمنت أمنت، وإذا أمنت نمت؛ فانبثق عنها أمن وإيمان، إذ لا أمن بلا إيمان، ولا نماء بلا ضمانات واقعية ضد ما يعكر الصفو في أجواء الحياة اليومية .

للأمن معوقات كثيرة ، تقف قي أغلب الأحيان حائلا دون تحقيق الحياة الهانئة والمستقرة للشعوب ، ومن ابرز تلك المعوقات التي تحد من الدور الأمني الشامل لمؤسسات المجتمع المختلفة عدم الاهتمام الكافي بحماية الأمن الفكري .

مفهوم الأمن من منظور إسلامي :
لعل أكبر دلالة على مفهوم الأمن في الإسلام ما ورد في كتاب الله سبحانه وتعالى :
( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) 3 قريش .
ونتيجة لذلك فإن الأمن هو مواجهة الخوف ، والمقصود به هنا ما يهدد المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وفكريا .. وبشكل عام فإن مفهوم الأمن هو الوصول إلى أعلى درجات الاطمئنان والشعور بالسلام .
وقوله تعالى : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً ) 125 البقرة وقوله تعالى : ( وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ) 3 التين . أي أن الأمِين يعني مكة وهو من الأمن .
وقد بين الرسول أن الأمن أعظم مطلب للمسلم في هذه الحياة ، وأنه بحصوله كأن المسلم ظفر بما في الدنيا من ملذات ومشتهيات ، وكل ما يريده في دائرة الحلال ؛ فعن سلمه بن عبد الله بن مِحْصن الخَطْمي عن أبيه قال : قال : رسول الله صلى الله غليه وسلم : " من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا " .
وحرم الله مكة والبيت الحرام إلى يوم القيامة فإليها تشد الرحال وتضاعف فيها الصلاة وأهلها في أمن وأمان لدعوة إبراهيم عليه السلام لهذه البقعة المباركة قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ) 35 إبراهيم .
ولقد اهتم الإسلام بتنمية الوعي الأمني بأمره بأخذ الحيطة والحذر وهو أكبر مفهوم للسلامة ومن ذلك الأخذ على يد الظالم، قال صلى الله عليه وسلم : « إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه » ، ويعد تفادي الخطر والبعد عن المهالك من الواجبات الأساسية التي يحض عليها ديننا الإسلامي ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : «لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار » .

وجاء الإسلام ليحفظ على الناس مقاصد الشريعة الخمس وهي حرمة الدين والنفس والعقل والعرض والمال ، وأول هذه المقاصد وأهمها الدين فكل اعتداء على الدين قولاً أو فعلاً فإن الشريعة الإسلامية تحرمه وتمنع ذلك الاعتداء على عقائد الناس ومحاولة تغييرها والإخلال بأمنهم الفكري ، والسعي في انحرافهم ، لذلك جُعل مصدر التلقي في العقائد والعبادات والقضايا الكبرى في حياة المسلمين موحداً .

مفهوم الأمن الفكري :
لقد تعددت مفاهيم الأمن الفكري ، ولكنها في النهاية تصب في معين واحد : فهو عند المسلمين أن يعيشَ أهل الإسلام في مجتمَعِهم آمنين مطمئنِّين على مكوِّنات شخصيّتِهم وتميُّز ثقافتِهم ومنظومَتِهم الفكريّة المنبثقةِ من الكتاب والسنة .
ويعني الحفاظ على المكونات الثقافية الأصيلة في مواجهة التيارات الثقافية الوافدة ، او الاجنبية المشبوهة ، فهو يصب في صالح الدعوة لتقوية هذا البعد من أبعاد الأمن الوطني . وهو بهذا يعني حماية وصيانة الهوية الثقافية من الاختراق او الاحتواء من الخارج ، ويعني أيضا الحفاظ على العقل من الاحتواء الخارجي وصيانة المؤسسات الثقافية في الداخل من الانحراف .
وهو اطمئنان الناس على مكونات أصالتهم وثقافتهم النوعية ومنظومتهم الفكرية ،
ويعني السكينة والاستقرار والاطمئنان القلبي واختفاء مشاعر الخوف على مستوى الفرد والجماعة في جميع المجالات النفسية والاجتماعية والاقتصادية .

ويعني صيانة عقول أفراد المجتمع ضد أية انحرافات فكرية أو عقدية مخالفة لما تنص عليه تعاليم الإسلام الحنيف أو أنظمة المجتمع وتقاليده.
أهمية الأمن الفكري :
يعتبر الفكر البشرى ركيزة هامة وأساسية في حياة الشعوب على مر العصور ومقياساً لتقدم الأمم وحضارتها ، وتحتل قضية الأمن الفكري مكانه مهمة وعظيمة في أولويات المجتمع الذي تتكاتف وتتآزر جهود أجهزته الحكومية والمجتمعية لتحقيق مفهوم الأمن الفكري تجنباً لتشتت الشعور الوطني أو تغلغل التيارات الفكرية المنحرفة ، وبذلك تكون الحاجة إلى تحقيق الأمن الفكري هي حاجة ماسة لتحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي .
يقول د . عبد الرحمن السديس في إحدى خطبه " ومع أنَّ الأمنَ بمفهومِه الشامل مطلَبٌ رئيس لكلِّ أمّة إذ هو ركيزَة استقرارِها وأساسُ أمانها واطمئنانها إلاَّ أنَّ هناك نوعًا يُعدَ أهمَّ أنواعِه وأخطرَها ، فهو بمثابةِ الرأس من الجسَد لِما له من الصِّلة الوثيقةِ بهويّة الأمّة وشخصيّتِها الحضارية ، حيث لا غِنى لها عنه، ولا قيمةَ للحياة بدونه، فهو لُبّ الأمنِ ورَكيزتُه الكبرى ، ذلكم هو الأمنُ الفكريّ. فإذا اطمأنَّ الناس على ما عندهم من أصولٍ وثوابِت وأمِنوا على ما لدَيهم من قِيَم ومثُلٍ ومبادئ فقد تحقَّق لهم الأمنُ في أَسمى صوَرِه وأجلَى معانيه وأَنبلِ مَراميه " .
فالأمن الفكري يأتي في الدرجة الأولى من حيث الأهمية والخطورة ، وتصرفات الناس تنطلق من قناعاتهم التي تستند إلى أرصدتهم الفكرية والاعتقادية ، وبهذا يكون منطلق كل عمل يمارسه الإنسان ويظهر في سلوكه من خير أو شر مركوزاً في كيانه الفكري والاعتقادي ومستكناً في داخل النفس وأعماقها .


أهداف الأمن الفكري :
يمكن القول أن الأمن الفكري لكل مجتمع يهدف إلى الحفاظ على هويته إذ إن في حياة كل مجتمع ثوابت تمثل القاعدة التي تبنى عليها وتعد الرابط الذي يربط بين أفراده وتحدد سلوك أفراده وتكيف ردود أفعالهم تجاه الأحداث وتجعل للمجتمع استقلاله وتميزه وتضمن بقاؤه في الأمم الأخرى .
وهو يهدف فيما يهدف أيضا إلى حماية العقول من الغزو الفكري ، والانحراف الثقافي ، والتطرف الديني ، بل الأمن الفكري يتعدى ذلك كله ليكون من الضروريات الأمنية لحماية المكتسبات والوقوف بحزم ضد كل ما يؤدي إلى الإخلال بالأمن الوطني .

دوافع الأمن الفكري :
لقد أشار د . عبد الرحمن السديس إلى إنّ الحاجة ماسّة إلى التذكير بقضيّة الأمنِ الفكريّ، لاسيما في هذا العصرِ الذي هبَّت فيه رياحُ الجنوحِ عن منهجِ الوسطيّة والاعتدال وتعدَّدت فيه أسبابُ الانحراف ووسائلُ الانحلال ، خاصّةً في تلك الحقبةِ العصيبة والمنعَطف الخطير الذي تمرّ به مجتمعاتُنا وأمّتُنا ويُكادُ فيه لأجيالِنا ناشئتِنا وشبابنا، مما يحتِّم المسؤوليةَ العظمى على جميع شرائحِ المجتمع وأطيافِ الأمّة في الحفاظِ على أمنِ الأمة الفكرِي .
ومن دوافع الأمن الفكري ذلك الزّخَم الهائل من وسائلِ الغزوِ الفكريّ والثقافيّ ممن يبثون سمومهم القاتلة في عقول الناشئة ولا سيما من ذوي الاستِلابِ الثّقافيّ وضحايا الغزوِ الفكريّ من بني جِلدةِ المسلمين ومَن يتكلَّمون بألسنتهم .
لقد أوجَدَ الغزوُ الثقافيّ مناخًا يتَّسِم بالصراع الفكريّ الذي يجرّ إلى نتائجَ خطيرةٍ وعواقبَ وخيمة على مقوِّمات الأمّة وحضارتها، وكان من نتيجةِ ذلك أن تُسمَع أصوات تتَعالى عبرَ منابرَ إعلاميّةٍ متعدّدة تدعو وبكلِّ بجاحةٍ إلى التخلّي عن كثيرٍ من الأمور الشرعية والثوابِتِ المرعيّة والمعلومَةِ من دين الإسلامِ بالضّرورة ، خاصّةً في قضايا المرأة .
أسباب ضعف الأمن الفكري :
إنَّ المتأمّلَ في واقعِ الأمن الفكريِّ في الأمّة يُصاب بالذّهول وهو يرَى كثرةَ الأسباب والعوامِل التي تسعَى إلى تقويض بنيانِه وزعزَعة أركانِه ولعل أخطرَ تلك الأسبابِ :
1 ـ التقصير في جوانبِ العقيدة وتطبيقِ الشريعة .
2 ـ ترك المرجعية الدينية في مجال الفتوى : فأصبحت نسبة لا يستهان بها من الشباب عازفة عن مشائخ البلاد الكبار زاهدة فيما عندهم ووجدت أو أوجدت فجوة بينهم وبين علمائهم في مخالفة مؤذنة بالخطر .
3 ـ البث الفضائي المرئي والمسموع وظهور شبكة الإنترنت : بما فيها من السلبيات والإيجابيات مما جعل مصادر التلقي في مجال الفكر والتربية متعددة ومتنوعة ولم تعد محصورة في المدرسة والمسجد والأسرة ، إضافة إلى تسويق الانحرافات السلوكية والأخلاقية التي جعلت تيار الوسط يفقد كثيراً من سالكيه لصالح تيار الجفاء والتفريط في ثوابت الفكر والخلق في أكثر الأحيان .
4 ـ محاولة البعض تغيير الخطاب الديني : فبعد أن كان التوازن هو سمته الظاهرة سعى البعض إلى تغليب جانب الشحن العاطفي على حساب الجانب العلمي العقلي من الخطاب الديني وتم التركيز على أفضل ما في الماضي وأسوأ ما في الحاضر مما أشاع جواًّ من اليأس والإحباط والرغبة في إحداث التغيير بطرق بائسة يائسة .

مصادر تهديد الأمن الفكري :
لقد تعددت مصادر تهديد الأمن الفكري واختلفت باختلاف مروجيها
فتأتي أحيانا كثيرة من جماعات التطرف والتشدد الفكري ، ومثيري الفتن ودعاة الفرقة. ولما كانت الرقابة الأمنية او الضوابط والقيود على ما تقوم بعرضه وبثه تلك الجماعات من خلال البث الإعلامي والانترنت وغيرهما من الوسائل من الصعوبة بمكان نظرا لما يسمى بالعولمة وعصر تدفق المعلومات بكثافة ، فقد أصبح اللجوء إلى استراتيجية اجتماعية متكاملة أمرا ملحا للمساهمة في الحفاظ على عقول الشباب وغيرهم من الغزو الفكري وتحصينهم ثقافيا من خلال المعلومات الصحيحة التي تزيد الوعي الأمني والثقافي .

الربط بين الأمن الوطني والأمن الفكري :
ولما كان الأمن الوطني في مفهومه الشامل يعني تأمين الدولة والحفاظ على مصادر قوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وإيجاد الاستراتيجيات والخطط الشاملة التي تكفل تحقيق ذلك ، يبرز هنا البعد الفكري والمعنوي للأمن الوطني الذي يهدف الى حفظ الفكر السليم والمعتقدات والقيم والتقاليد الكريمة . هذا البعد من وجهة نظرنا يمثل بعدا استراتيجيا للأمن الوطني لأنه مرتبط بهوية الأمة واستقرار قيمها التي تدعو إلى أمن الأفراد وأمن الوطن والترابط والتواصل الاجتماعي، ومواجهة كل ما يهدد تلك الهوية وتبني أفكار هدامة تنعكس سلبا على جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لان الهوية تمثل ثوابت الأمة من قيم ومعتقدات وعادات ، وهذا ما يحرص الأعداء على مهاجمته لتحقيق أهدافهم العدوانية والترويج لأفكارهم الهدامة وخاصة بين شريحة الشباب، والتشويش على أفكارهم ودعوتهم للتطرف، كما يشير إلى ذلك الدكتور صالح المالك في دراسة حول دور الأمن الفكري في الحماية من الغزو الفكري .

تحقيق الأمن الفكري :
يتحقق الأمن الفكري عندما يتم التوافق بين ما تؤمن به الجماعة ، وما تطالـب بتأديته .
ويتحقق عندما لا تكون شرعية وجود أي مجموعة ، من خلال المنظومة الفكرية والقيمية التي تؤمن بها مهددة بممارسات مفروضة لا تستطيـع مدافعتها .
ويتحقق الأمن الفكري عندما تنسجم السياسات التنموية مع الثوابت ، وعندما لا تكون تلك السياسات التنموية ، بحكم كونها طريقة تفكير ، وأسلوب حياة ، موضع قلق للشرعية التي يستمد منها الكيان الاجتماعي أو السياسي .

كما يتحقق الأمن الفكري عندما يطمئن المجتمع على مبادِئِه وقِيَمه وفِكرِه المستنير وثقافتِه الأصيلة ويأمن على ذلك من لوثاتِ المبادئ الوافدَة وغوائلِ الانحرافات الفكريّة المستورَدَة .




م/ن



خليجية



التصنيفات
قصص و روايات

الانقطاع الفكري

ربما لا تتناسب حكايتي الصغيرة مع هذا العنوان، لكني استفدت منها كثيراً :
في أحد الأيام كنتُ راجعاً من السوق مشياً على الأقدام، وكنت أحمل ولدي، وقد أجهدني حمله، حيث أحسست بألم في عضلات يدي، فمشيت مسرعاً راغباً في الوصول سريعاً لكي أرتاح.
وقبل مسافة من البيت جاء ني اتصال عن طريق النقال من أحد الأصدقاء، فتكلمنا بموضوع معين، وأصغيت لصديقي جيداً. وبعد الانتهاء من الاتصال، رأيت نفسي أني قد نسيت الألم الذي سببه لي حمل ولدي، وكان هذا نتيجة الإنشداد
الفكري للموضوع الذي تكلمت فيه مع صديقي.
فتذكرت الرواية التي تقول إن بعضهم كان ينزع السهام من جسد الإمام علي (عليه السلام) وهو يصلي. وقد كنت دائماً لا أتخيل حالة الإمام وهو بهذه الحالة، لكن بعد قصتي القصيرة أيقنت بذلك، حيث كان عليه السلام مشدودا فكرياً لربه.
فهل هناك أدنى شد فكري، وهل يوجد نوع من أنواع السفر الملكوتي (أدنى سفر) في صلواتنا اليومية تأسياً بإمامنا؟!.




خليجية



التصنيفات
منوعات

كيف يمكن أن نجعل الإطار الفكري مناسب لتربية الطفل

خليجية

كيف يمكن لنا أن نجعل الإطار الفكري مناسب لتربية الطفل؟

خليجية

يخلق الطفل وهو خالي من أي تربية أو أفكار وشيئا فشيئا التربية التي يتلقاها الطفل هي من يساعده في تكوين شخصيته وأفكارة، وطبعا الإطار الفكري والاجتماعي المحيط بالطفل له تأثير مباشر في أفكار وشخصية الطفل، وتأثيره له عدة أوجه هناك طفل يتقمص لأفكار الآخرين وشخصيتهم، وهناك طفل ترتد عليه أفكار الآخرين عكسيا وتمحو أفكاره أو تجمدها وغيرها الكثير.

لذلك يجب التفكير جيدا وأكثر من مرة بالإطار الفكري والاجتماعي الذي سينشأ الطفل وسطه لأنه يساهم في تربية الطفل من عدة جهات ويزرع ركائز في شخصيته قد تبقى ثابتة طوال العمر.

والسؤال هو كيف يمكن لنا أن نجعل الإطار الفكري مناسب لتربية الطفل؟

طبعا يمكن للمربي أن يحد من مخاطر الإطار الفكري الذي يحيط بالطفل وأن يجعله أفضل إن أحسن التصرف وان أرفق تصرفاته بخطوات مساعدة منها:
خليجية
1- العمل على تواجد عناصر متمتعة بأفكار سليمة ضمن الإطار المحيط بالطفل، مثلا إن كان هناك أقرباء متصفين بفكر سليم يمكن لنا أن ندخلهم ضمن الإطار الفكري المحيط بالطفل وأن نجعل تواجدهم واختلاط الطفل معهم بشكل مستمر.
خليجية
2- عدم إفساح المجال للطفل بالاختلاط مع أطفال آخرين أو أناس آخرين من ذوي التفكير السيئ والمستوى الاجتماعي التربوي المنخفض لأن هذه العناصر ستؤثر في أفكار وتربية الطفل من كافة النواحي، والأفضل انتقاء عناصر متمتعة بدرجة عالية من الفكر والتربية، ودفع الطفل للاندماج معها، وهنا سيستفيد كثيرا من احتكاكه بها.
خليجية
3- التعامل والتواصل الفكري والاجتماعي بين العناصر المنتمية للإطار الفكري المحيط للطفل يجب أن تكون مدروسة وغير همجية، عمادها احترام الأفكار وإفساح الفرصة أمام الجميع للتعبير عن شخصية الفرد وأفكاره وعدم الاستهزاء بها فالطفل عندما يرى أسلوب التعامل الفكري هذا ضمن الإطار المحيط به ينتقل إليه هذا الأسلوب بشكل مباشر ويتأصل في شخصيته، بل ويعمل على تطويره لاحقا.
خليجية
4- جعل إحدى صفات الإطار الفكري المحيط بالطفل هي الليونة الفكرية. هذا الأمر مهم جدا للتربية الفكرة للطفل، أما الفكر المتشدد في الأفكار والطباع فهذا أمر سيؤثر سلبا على الطفل من جهة ستعوده، ومن جهة ثانية سيدفعه لكبت أفكارة لأنه يعلم أن الإطار الفكري المحيط به لا يتقبل طرح أفكار وآراء خارجية.
خليجية
5- اتصاف الإطار الفكري المحيط بالطفل بحسن الاستماع للآراء وخاصة للأطفال فالطفل دوما بحاجة إلى من يسمعه وإلى من يطرح أفكاره أمامه، وإن كان الإطار الفكري المحيط به إطار صاد ومانع ورافض للاستماع لأفكار الطفل هنا سنزعزع أفكار الطفل وسندفن تألقها الذي من المحتمل أن تصل إليه إذا منحناها فرصة صحيح. إن أفكار الصغار صغيرة ولكن إن استمعنا إليها وإن ساعدنا الطفل لتطوير أفكاره ستكبر وقد تكون أفكاره أفضل بكثير من أفكار الكبار.

أحيانا نلاحظ أن الطفل لا يمتلك أفكارا خاصة بل مستوردة فهو إما يتأثر بتلك الأفكار ويتبناها، وإما تفرض عليه بقوة إلى درجة أن ينسى أن يفكر بعقله لا بعقولهم.

ومن الضروري أن نعطي الأمر حقه من العمل والجهد فأفضل شيء يمكن تنميته لدى الأطفال هو الفكر لأن الأفكار تولد الإبداع والإبداع يولد النجاح والتفوق.

ومن منا لا يريد أن يرى أبناؤه متفوقين ومبدعين، بل نرغب أن نراهم في أعلي مراتب الإبداع، وهذه الرغبة يتطلب تحقيقها العمل الصحيح والتفكير السليم بالإطار الذي يحيط بالطفل

دمتم فى حفظ الله
خليجية




خليجية



خليجية



خليجية



التصنيفات
منوعات

الغزو الفكري

الغزو الفكري هو غزو غير مسلح غزو للأفكار والعقول، بعد أن أدرك الأعداء أن الغزو المسلح لا يكفي لإضعاف الثقافة الإسلامية، فعمدوا إلى غزو العقول والأفكار لتحقيق هدف عام وهو إضعاف الإسلام والمسلمين.

أهم وسائل الغزو الفكري:

– الإعلام: استغل الغربيون والمستغربون وسائل الإعلام المختلفة لحرب الإسلام, حيث أصبح المدافع عن أرضه وبلده إرهابيًّا والمحتل مدافع عن نفسه، ونظرة سريعة إلى بعض وسائل الإعلام ترينا مدى البلاء الذي تصبه ليل نهار لتشويه صورة الإسلام والمسلمين والإساءة إلى معتقداتنا وشعائرنا وسلفنا وعلمائنا, سيل من الشبهات التي تشكك في الدين وأحكامه, وسيل آخر من الأفلام والتمثيليات والمسرحيات التي تتهكم بالإسلام, وتقوم بعرض نماذج من أنماط الحياة تضاد الإسلام في كل شيء, تمجد الجريمة, وتدعو إلى الفسق والفجور, وتنفر من الحياة المستقيمة الفاضلة, وتتهكم بالمسلمين والمسلمات, وتتخذ الدين هزوًا, وتعرض ما حرَّم الله: الرقص الفاضح, وشرب الخمر, والكذب والدجل, وقد أقامت للتافهين أسواق ضخمة في كل مكان باسم الفن.
وقد ازداد خطر هذه الوسيلة مع انتشار الفضائيات، وتنامي الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) حيث نجد المواقع التي تثير الشبهات، وتشكك في العقائد، وتنشر المذاهب الباطلة.

– الاستشراق: وهو دراسة الغربيين للشرق وعلومه وأديانه خاصة الإسلام لأهداف مختلفة ومن أهمها تشويه الإسلام وإضعاف المسلمين.
ومن أهم نتاج المستشرقين في القرن العشرين دائرة المعارف الإسلامية التي صدرت بثلاث لغات: الإنجليزية والفرنسية والألمانية وصدرت في عدة طبعات وترجمت إلى عدة لغات وقد اشترك في تأليفها أكثر من 400 مستشرق وبلغت أكثر من 3000 مادة في أكثر من 10.000 صفحة احتوت على معلومات مهمة عن الشرق والإسلام بالذات، كما أنها اشتملت على شبه ومطاعن متفرقة حول القرآن والعقيدة والشريعة الإسلامية وأعلام المسلمين بلغت أكثر من (300) مطعن وانتقاص للعقيدة الإسلامية
وقد مُلِئَت كتابات المستشرقين بالتعصب الصليبي باعتراف كثير من المستشرقين، يقول برنارد لويس: "لا تزال آثار التعصب الديني الغربي ظاهرة في مؤلفات العديد من العلماء المعاصرين ومستترة في الغالب وراء الحواشي المرصوصة في الأبحاث العلمية.

– التنصير: وعلى الرغم من أن الأمم النصرانية تبتعد عن النصرانية, وعلى الرغم من بيعهم للكنائس في ديارهم, إلا أنهم حريصون على تنصير المسلمين، وبناء الكنائس في ديارنا.

وقد رصدوا لذلك مئات الملايين من الدولارات, وأرسلوا البعثات التنصيرية مجهزة بكل ما يمكن أن يحقق الهدف الذي قامت من أجله، وعلى الرغم من الصعاب التي تقف في طريقهم، إلا أنهم ماضون في هذا الطريق، وهم يصطادون المسلمين الجهلة, وينشبون أنيابهم في فقراء المسلمين؛ حيث يقدمون لهم بعض ما يحتاجون إليه مقابل تركهم لدينهم وعقيدتهم ، بينما نجد العكس فيمن يسلم من الغربيين، حيث يسلم المتعلمون والمفكرون.
وأهم وسائل التنصير: التعليم والصحة والإعلام واستغلال الكوارث والحروب والفقر.

– تشجيع العلمانية في البلاد الإسلامية وذلك بإقصاء الإسلام من شتى شؤون الحياة السياسية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية.

– محاربة الدعوة الإسلامية: حيث استغل الأعداء أحداث الاعتداء على نيويورك وغيرها لمحاربة الدعوة الإسلامية لا سيما الجمعيات الخيرية الإسلامية والزج بها في تلك الأحداث واتهامها بدعم الإرهاب ومصادرة ممتلكاتها.

– التغريب والعولمة الثقافية: وهي باختصار فرض الثقافة الغربية عن طريق المنظمات والمؤتمرات الدولية ووسائل الإعلام المختلفة.
وإن كان للعولمة – بشكل عام – وجوه مفيدة في التقنية والاتصال، والتعارف والمعلومات؛ فإن لها جوانب خطيرة في الهيمنة السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية.
ويهمنا هنا ما يؤثر على الثقافة الإسلامية بدرجة كبيرة وهو الهيمنة الثقافية وفرض القيم الغربية وتغريب المجتمعات المسلمة عن طريق استغلال التفوق التقني والسياسي والاقتصادي والعسكري لاختراق الثقافات الأخرى ومصادرة ثقافات الشعوب وفرض الأنماط الغربية.
ونجد أن الغرب لا يسعى لنشر قيمه الاجتماعية فحسب على الرغم من عدم الاقتناع الواسع بها قيماً، بل إنه يفرضها عبر المؤتمرات الدولية والضغط على الدول التي لا تستجيب، حيث توالت مؤتمرات المنظمات الدولية بهذا الخصوص، مثل مؤتمر نيروبي عام 1985م، مؤتمر القاهرة عام 1994م، ومؤتمر بكين عام 1995م، ومؤتمر اسطنبول عام 1996م، ثم مؤتمر نيويورك عام 1999م، ثم مؤتمر بكين، ثم نيويورك أيضاً عام 2000م وغيرها .

ومحور هذه المؤتمرات يدور حول الأسرة والمرأة والطفل، مركزاً على الحقوق الجنسية، والحق في الإنجاب والإجهاض، والشذوذ، وقضية المساواة بين الرجال والنساء، والمساواة في الميراث .. إلخ، وكل هذا من منظور الثقافة الغربية العلمانية المادية الإباحية التي تبيح الزنى واللواط وتمنع تعدد الزوجات.
وفي الفصل السابع من وثيقة مؤتمر السكان جاء الحديث عن هذه الإباحية الجنسية، فيقول: إنها حالة الرفاهية البدنية والعقلية والاجتماعية الكاملة، المنطوية على أن يكون الأفراد (لاحظ تعبير الأفراد) من جميع الأعمار أزواجاً وأفراداً (كذا) فتياناً وفتيات، مراهقين ومراهقات، قادرين على التمتع بحياة جنسية مرضية ومأمونة (لاحظ عدم اشتراط الحلال والشرعية) هي كالغذاء، حق للجميع، ينبغي أن تسعى جميع البلدان لتوفيره في أسرع وقت ممكن، في موعد لا يتجاوز عام 2022م.

آثار التحديات التي تواجه الثقافة الإسلامية:

– تشويه الإسلام وإثارة الشبهات حول القرآن الكريم والسنة النبوية وعقيدة الإسلام وشريعته، وما يحدث الآن من محاولة لربط الإسلام بالإرهاب هو جزء من هذه الحملة.

– تفريق المسلمين وإزالة الوحدة الإسلامية والدعوة إلى القوميات المتنوعة، وقد كانت الرابطة التي تجمع الشعوب الإسلامية هي الرابطة الإسلامية, فشجع الغرب الصليبي الشعوب المختلفة على المناداة بالقوميات التي تنتسب إليها الأمم المختلفة, فنادى العرب بالقومية العربية, والأتراك بالتركية الطورانية, ونادى الأكراد بالكردية, وبذلك تفسخت عرا الرابطة الواحدة التي كانت تجمع هذه الأمة وتوحدها, وقد كان ظهور هذه الدعوات سببًا في إضعاف الخلافة التركية العثمانية وتحطمها.
وقد أغرق دعاة الضلال في دعوتهم عندما أحيوا الحضارات القديمة لإيجاد مزيد من الانقسام والفرقة, فرأينا الدعوة إلى الفرعونية, والدعوة إلى البابلية, والآشورية.. وغيرها
إن الإسلام يشجع الوطنية الحقة والقومية الهادفة القائمة على التعاون على البر والتقوى كما قال سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} ويحارب العصبيات والنعرات الجاهلية المنافية للوحدة الإسلامية، وقد قال –صلى الله عليه وسلم -: (من قتل تحت راية عمية، يدعو عصبية، أو ينصر عصبية، فقتلة جاهلية)[مسلم]

إن أي وطنية وقومية يجب ألا تتعارض مع الوحدة الإسلامية أو تكون بديلاً عنها، بل يجب أن تسخر لجمع كلمة المسلمين ووحدتهم، والعرب لم يجتمعوا إلا بالإسلام، وقد أعزهم الله بإنزال القرآن الكريم بلغتهم وقد قال عمر رضي الله عنه: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله)
إن الرابطة الحقيقية بين المسلمين هي رابطة العقيدة وجميع الروابط الأخرى هي فرع منها مثل رابط الجوار والقرابة والقبيلة والوطن.

– الجهل بالإسلام وعقائده وأحكامه في كثير من بلاد الإسلام وانتشار البدع والخرافات والمذاهب الباطلة كالقاديانية والبهائية وانتشار الأفكار العلمانية المتطرفة والتكفيرية الغالية.

– الهزيمة النفسية لدى بعض المسلمين واهتزاز الثوابت لديهم ونشوء طبقة من المثقفين المستغربين المنبهرين بالغرب وثقافاته.

– إضعاف اللغة العربية وانتشار اللهجات المحلية التي اختارها الله لكتابه كما قال تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً}

– إقصاء شريعة الإسلام من الحكم وتشجيع العلمانية في البلاد الإسلامية وهذا الأثر بذل الكفار في سبيل تحقيقه الكثير من الجهد والمال والفكر, وقد أقنعوا به كثيرًا من الحكام في الديار الإسلامية.

– إفساد التعليم وإضعاف التعليم الإسلامي ومدارس القرآن الكريم والمناداة بعلمنة التعليم والدعوة إلى التعليم المختلط.

– إفساد المرأة: لقد حرص الغربيون على هذا, لأن فسادها يفسد الأبناء والأزواج, وهتكوا حجابها, وزينوا لها التمرد على دينها بمختلف الأساليب, وزعموا أن تحضرها وتقدمها لا يكون إلا إذا سارت مسيرة المرأة في أوروبا .
وختاماً نذكر بقول ربنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} : {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}
_____________
د. خالد بن عبد الله القاسم بـ"تصرف"




جزاك الله خير



بارك الله فيكي وجمعنا الله وياكي بالجنان



صح كلامج لازم يكون فينا وعي لما يحصل الآن في وقتنا الحالي



شكرلك



التصنيفات
منتدى اسلامي

لا تكوني احدى ضحايا الغزو الفكري قصة

تقول هذه التائبة:
(كنت لا أصلي إلا نادراً، منهمكة في قراءة ما لا ينفعني، ومطالعة ما لا يفيدني، منشغلة بسماع ما يغضب الله عز وجل.. غارقة في عالم المعاصي.
كانت بداية الهداية عندما دخلتُ المطبخ ذات مرة واخترقت يدي، فأخذت أبكي، واستغفرتُ الله، وأحسست بأنه عقاب لي وتذكير بنار جهنم التي هي أشد حراً، فأخذت أصلي تلك الليلة، وأستغفر الله، وداومت على الصلاة، ولكني لم أكن أخشع في صلاتي، لأني مازلت مصرة على ذنوبي السابقة، فكنت أصلي صلاة جافة بلا روح، أركعُ وأسجد دون استشعار لما أقرأه من آيات أو أقوله من أدعية، لأن قلبي ممتلئ بالمعاصي، وليس فيه محل لذكر الله أو الخشوع في الصلاة.
كانت إحدى صديقاتي تلح عليّ دائماً في حضور مجالس الذكر، ولكني كنت أرفض وأتهرب منها.
وذات مرة ألحت عليّ صديقتي فذهبت معها مرغمةً، وكانت المحاضرة عن الصلاة، فأحسستُ أني بحاجة لهذا الموضوع، خاصة حين أخذتِ المحاضرة تشرح قوله تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) فقالت: إن الصلاة تجعل الإنسان أو المصلي يبتعد عن كل فاحشة وكل منكر، فهي تنهاه عنه، وهذه حقيقة أثبتها الله تعالى، ولكنا نجد أن أغلب المصلين لا تنهاهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر، بل إن أحدهم ليفكر في صلاته ماذا سيفعل بعد قليل، فصلاته لم تنهه عن المنكر، وهذا دليل على أن الصلاة ناقصة، فعليه أن يراجع نفسه، هل نقص من خشوعها،؟ هل نقص من اطمئنانها؟ هل استشعر وتدبر كل ما يقرأ ويقول؟ إلى آخر ما قالت:
فوقعتْ كلماتها عليّ كالماء البارد على الظمأ، فهذا ما أحسه وأفتقده، ومن تلك اللحظة، أخذت أستشعر كل ما أقرأه، حتى سورة الفاتحة اكتشفتُ فيها معانٍ لم أكن أستشعرها من قبل، فحمدت الله على أن هداني إلى الصراط المستقيم، ودعوتُ لهذه المحاضرة في ظهر الغيب… واقتديتُ بها فأصبحت من الدعاة إلى الله، لعل الله أن ينفع بكلماتي ويفتح بها قلوباً غلفاً، وآذاناً صماً، والحمد لله رب العالمين.



خليجية



اللهم اهدنا



جـــزآآآك الله خيــرآآـ



خليجية