أنقل لكم أخواتي الأفاضل:
سُنًا من السن القَبلية، وهي التي تُؤدَّى قبل أداء بعض الفرائض، لكن بعد دخول وقتها -أي: بعد الأذان-.
وهي ثلاث:
1- سُنَّة الفجر القَبليَّة:
ركعتان تصلَّيان قبل صلاة الفجر، وقد ورد في فضلها أحاديث منها:
عن عائشة: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها [لهُما أحب إليَّ من الدنيا جميعًا] " أخرجه مسلم.
والحديث يدل على استحباب ركعتي الفجر، والترغيب فيهما.
وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- أن يخفهما؛ فلا يطيل القراءة فيهما.
ومما كان يقرؤه -صلى الله عليه وسلم- فيهما: {قل يا أيها الكافرون}، و{قل هو اللهُ أحد}.
2- سُنَّة العصرِ القَبْليَّة
ثبت الترغيب فيها من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كما ثبت فعله لها؛ فالمحافظة عليها من الأمور المستحسنة.
ورد في فضلها:
عن ابن عمر: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " رحم اللهُ امرءًا صلى قبل العصر أربعًا " [أخرجه أحمد والترمذي وأبو داود، حديث حسن].
والحديث يدل على استحباب فعل هذه الركعات؛ بل والمحافظة عليها؛ رجاء الدخول في دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
3- سُنَّة المغرب القَبْليَّة:
أورد الإمام الألباني -رحمه الله- في " سلسلته الصحيحة " الأثر التالي:
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: ( كان المؤذن يؤذِّن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لصلاة المغرب؛ فيبتَدِرُ لُباب أصحابِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السَّواري، يُصلون الركعتين قبل المغرب، حتى يخرج رسول الله وهم يُصلون، [فيجيءُ الغريب فيحسب أن الصلاة قد صُلِّيتْ من كثرة من يُصليها]، [وكان بين الأذان والإقامة يسيرًا] ). [صحيح]
ثم علق -رحمه الله- وقال:
وفي هذا الحديث نص صريح على مشروعية الركعتين قبل صلاة المغرب؛ لتسابق كبار الصحابة عليهما، وإقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم على ذلك، ويؤيده عموم الحديثين قبله، وإلى استحبابهما ذهب الإمام أحمد وإسحاق وأصحاب الحديث.