قال صاحب اللؤلؤ : قتات (من قت الحديث يقته قتاً والرجل قتات أى نمام وقال ابن الأعرابى : هو الذى يسمع الحديث وينقله) .قال النوى فى رياض الصالحين : (باب تحريم النميمة : وهى نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد) أ . ه ثم إن من معانى النميمة : (العَضْه) وهى (القالة بين الناس) قال:(ألا انبئكم ما العضه؟ هى النميمة ، القالة بين الناس ) .رواه مسلم .
ألا أنبئكم : وهو أسلوب جيد للتعليم واستثارة المتعلمين وجذب انتباههم . والعضه : من القطع والتمزيق يقول تعالى : )الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ( يقول ابن عثيمين : يعنى قطعاً وأجزاء يؤمنون بعضه ويكفرون بعضه. أ . ه ويستفاد من ذلك أن الذى يمزق الأمة ويفرقها هى النميمة (كما عرفنا معناها) .
فجعل النبى صلى الله عليه وسلم : النميمة سبب كل شر وفساد فى الدنيا والدين لذلك هى من كبائر الذنوب كما فى حديثه أنه مر بقبرين فقال : (إنهما يعذبان ، وما يُعذبان فى كبير ، بلى إنه كبير : أما أحدهما فكان يمشى بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستر من بوله) متفق عليه ، قال العلماء : معنى وما يعذبان فى كبير أى كبير فى زعمهما . وقيل كبير تركه عليهما .أ . ه
قال بعض أهل العلم : (من نم إليك الحديث نمه منك) والمعنى أن من نقل إليك كلام الناس فإنه ينقل كلامك أنت أيضاً فاحذره ولا تطعه وابعد عنه إلا إن كان نصيحة كأن يقول لك شخص إن فلاناً ينقل كلامك ويخدعك وأنت مغرور فيه فى هذه الحالة يجوز له ذلك ويجوز لك أن تسمعه وأن تنتصح لأمره إذا ثبت ذلك بالفعل .
وأخيراً : كلمة (لا يدخل الجنة) فى الحديث : فيراد بها أن لا يدخل الجنة مع أول الداخلين أو معناها يعذب أولاً ثم يدخل الجنة بإسلامه فلا يخلد فى النار إلا الكافر ، ومن منا يقوى على العذاب أ.ه
يستحق التقييم الله يبعد عنا النميمه