التصنيفات
منوعات

قصة ظريفة عن القضاء والقدر

قصة ظريفة عن القضاء والقدر

تقول القصة أن شيخاً كان يعيش فوق تل من التلال ويملك جواداً وحيداً محبباً إليه ففر جواده وجاء إليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر فأجابهم بلا حزن ومن أدراكم أنه حظٌ عاثر ؟

وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البرية فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد فأجابهم بلا تهلل ومن أدراكم أنه حظٌ سعيد ؟

ولم تمضي أيام حتى كان إبنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه وكسرت ساقه وجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيء فأجابهم بلا هلع ومن أدراكم أنه حظ سيء ؟

وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب وجندت الدولة شباب القرية والتلال وأعفت إبن الشيخ من القتال لكسر ساقه فمات في الحرب شبابٌ كثيرون

وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر الى ما لا نهاية في القصة وليست في القصة فقط بل وفي الحياة لحد بعيد ، فأهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم لأنهم لا يعرفون على وجهة اليقين إن كان فواته شراً خالص أم خير خفي أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر ، ولا يغالون أيضاً في الابتهاج لنفس السبب ويشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم ويفرحون بإعتدال ويحزنون على مافاتهم بصبر وتجمل

وهؤلاء هم السعداء فأن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم ( الرضى بالقضاء والقدر) ويتقبل الاقدار بمرونة وايمان

لايفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد فقد تكون السعاده طريقًا للشقاء والعكس بالعكس

والاسلام الحنيف يؤكد على ذلك (فإن مع العسر يسرا) وكذلك رب ضاره نافعه والتغيير يبدأ من الداخل

بدي اول الرد يكون فيه كلمة مكرر




جزاكى الله خيرا حبيبتى



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

علامات ليلة القدر ومتى حدوثها ؟

علامات ليلة القدر ومتى حدوثها ؟
قال تعالى في سورة القدر :{ إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر }
وقال تعالى في سورة الدخان :{ إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم }

– سبب تسميتها بليلة القدر :
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
أولا ً: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف .
ثانيا : أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه .
ثالثا : وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه

– علامات ليلة القدر :
ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة

العلامات المقارنة
1- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار
الطمأنينة ، أي طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر من المؤمن ، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي .
2- أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف ، بل بكون الجو مناسبا .
3- أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم .
4- أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي

العلامات اللاحقة
– أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام ، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها ) – رواه مسلم –

– فضائل ليلة القدر :
أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر }
أنها ليلة مباركة ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة }
يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم }
فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ، قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر}
تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر }
ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى { سلام هي حتى مطلع الفجر }
فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) – متفق عليه

خليجية




…………………………



بارك الله فيك و جزاك الجنة



خليجية



ربي يعطيك العاااافية وجزاكي الجنااان



التصنيفات
الجادة و النقاش

عندما يصفعك كف القدر ؟؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في زاوية ما…

في مكان مظلم مقفر

وعندما تشتد بك الرياح
فتشبت بالظلمة لخوفك بان خارج بقعتها شي كفيل باقتلاع كل شي…….من جذورك

عند تلك الزاوية وحين تنكمش وحيدا

تنتظر…. وتنتظر

بشراً.. احبتهم… افتقدتهم

سيعيدون لك البسمة……. رغم خوفك

وسيمسحون عنك….. الم الغربة

عندما تنتظرهم….. فلا يأتي احد

ترحل وليس هناك….. مودع

تأتي وليس هناك…. مستقبِل

تبقى فليس هناك…. جليس

عندما يسترق الفرح اليك فتشرق ابتسامه قد غابت عن ثغرك طويلا

ولا تجد من يشارك…. فرحك

عندما تنجز عملا باهرا وتفوق رغم كل الظروف فلا تسمع كلمة…. ثناء

عندما تشعر انك واقف على مفترق طرق تبحث عن الخيار الصحيح فلا تجد من….. يرشدك

عندما تضحي من أجل غيرك وتخسر الكثير تنهي عمرك من أجل غيرك فلا تجد رداً …. للجميل

عندما يخونك من منحته حياتك…. وروحك

عندما لا يكون لك قيمة عن اهلك….. وأحبائك

عندما تبحث طويلا عن الأمان والحنان والحب النظيف….فلا تجده

ماذا تفعل ……؟؟

عندما تجد نفسك…..عدم…؟؟؟

عندما تتجاهلك.بشري؟

ويصفعك كف القدر بالمفاجأه…..؟؟؟

عندما لا يفتقدك احد…..؟؟؟




لا تنسو تقيمونى



عندما تضحي من أجل غيرك وتخسر الكثير تنهي عمرك من أجل غيرك فلا تجد رداً …. للجميل

فعلا لحضات ومواقف صعبه
يصعب التعليق عليها




مشكوره على الموضوع الجميل تسلمي



التصنيفات
منوعات

ان فرقنا القدر .

إن فرقني القدر عنكَ يوماً، أو سرقني منكَ الموت،فلا أريدك أن تبقى أسيراً لأحلام حرمنا الزمن من تحقيقها…
لا تفكر بي فقد أصبحت مجرد ماضي لايستحق أن يكون غير ذلكَ،فلا تجعل ذكرياتنا تحجزك داخل جدرانها الضيقة…
لقد كنتَ أروع شئ في حياتي لأنكَ بالنسبة لي معنى هذة الحياة،فأنت ماضي إنتظرته طويلاً ،وأنت حاضر تمنيته كثيراً، وأنت مستقبل شاء القدر أن يحرمني منه…
أنت حب عمري والحب أروع إحساس فلا تحرم قلبك من إحساس يجعلك ترى الدنيا من خلاله بألوان الربيع الساحرة،كروعة سحر مستقبلنا الذي لم نعشه ولكننا نسجنا أيامه من وحي خيالنا وطبعناها علي صفحات ذاكرتنا بأحرف من نور…
لا تتألم لفراقي،لا أريد أن أشعر بدموعك، ودع نفسك للأيام فهي كفيله بأن تداوي جرحك،إعتبرني مجرد حلم وهاقد دقت ساعة القدر لتستيقظ منه،أتمنى لكَ حياة سعيدة يملاؤها الحب والأمان كما كنا نحلم دائما، ولكن ليس معي بل مع غيري،وإن كنت سأعيش حياة أخري فلن أتمنى فيها سواك…

لن أقول لكَ وداعاً ،لأن الوداع هو الفراق الذي لا لقاء بعده وأنت بقلبي للأبد…
وأينما أكون فستبقي حبيبي…




؟؟؟؟



دائما متميزه في الانتقاء
سلمتي على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

لكـ خالص احترامي




التصنيفات
منوعات

نورانية القدر ـ الجزئ الاول بقلم نجمة روح

نورانية القدر

تبحث عن الأمان و تبحث على ذكري لعلي تجد الإحساس الذي افتقدته ‘ ليس صعب على الإنسان أن يجرح لكن الصعب هو أن ينجرح, فقدت الرغبة بالمواصلة المشوار لأنها لم تعد تؤمن بالحب الحقيقي الذي يبعث بالفرحة و حب الصافي النابع من قلب صادق و محب, تغشي أن ترمي ما تبقي من محبتها للحياة للورائ يهمها أن تفهم و يهمها أكثر أن يصدقو ما تحمله من مبادئ , دلك القلب الذي ينبض حبا بالحياة أفضل”””””صحيح أن حياتها ما كانت أبدا سهلة ربما أقول جزءا منها كان جيدا لكن الجزء الأكبر تلاشي بسبب ضروف الحياة التي بنت بينها و بينه أسوار من حديد, و يا ريت لو كان حديدا عاديا هو مكون من أجزاء جبارة مختلفة عما نراه و نسمع عنه ””””’
قصتها ليست قصة عادية و إنما هي قصة عاشتها ”مها” و ما أن اكتشفت أنها أخيرا وجدت من تختبئ بأحضانه و تحس بالأمان إلا أن الضروف التي كانت حولها استطعت أن تسحب منها دلك الحب””’

بدأت قصة ‘مها’ في مرحلة مهمة جدا من حياتها كانت حينذاك تدرس بالثانوي و صادفت من ينبض قلبها له و هي على خشبة مسرح كانت تشارك بأحدي المسابقات الغنائية و بما أن كل أصدقائها اشادو بصوتها اخدت هده الخطوة بالمشاركة و في هدا اليوم كان بالنسبة لها خطوة جديدة بعالم الفن ,صادفت أن يكون الاحتفال احتفالين حيث التقت بشخص الذي دق قلبها له مند النضرة الأولي حينما كانت تغني على خشبة المسرح أغنية لرائعة كوكب الشرق أم كلثوم ‘‘أنت عمري’‘ بهده أغنية لفتت انتباهه , لم تلاحض الأمر في البداية إلا بعد انتهاء الجولة تصفيات الأخيرة قبل إعلان عن نتيجة المسابقة , بلاحضات من انتهاء المسابقة توجهت مها مع صديقاتها للخارج و صدفة انه أيضا كان من معارف صديقاتها اشادو جميعا بمشاركتها الجيدة و هو أيضا موسيقي و له ادن موسيقية دقيقة في أول لقاء جمعاهما حديث كانهما كانا يعرفان بعضهما من وقت طويل حكي لها عن حياته و هي أيضا بادلته نفس الشعور بارتياح الشديد له لم يحسا بالوقت حتى أوصلها إلي المكان الذي ستغادره لبيتها, شكرته حينذاك عن كلماته و تشجيعا ته لها و قالت له هده أول مرة أصادف شخص و مند لقاء الأول ارتاح له و افتح له قلبي للحديث عن حياتي, ووعدا بعضهما باللقاء في اليوم التالي حيث كانو قد نضمو رحلة صغيرة مع مجموعة من الأصدقاء فاكدو لبعضهما بالمجيء و تلك اللحضة غمرت مها الفرحة و أما ”’حسام”’ فقد غمرته الفرحة أكبر ;

و في اليوم التالي التقيا ”مها ” و ‘‘حسام’‘ حسب الموعد الرحلة و توجهوا جميعا مع أصدقائهم و لم يفارق احدهما الثاني و لو لدقيقة أو حتى ثانية التصقا ببعضهم كانهما أخيرا وجدا ما يحلمان به’‘‘‘‘ قالو لانفسهما أخيرا وجدت عما ابحث عنه و طبعا لم يكتفيا بهذا فقد حاولو من خلال هده الرحلة التعرف أكثر عن بعض و أجمل ما كان يجمعهما هو إحساس بصدق و الأمان مع بعض و هدا نادرا ما يحصل بوقتنا الحالي ‘‘‘ كانت الرحلة أشبه بالخيال و أروع ما يمكن أن يصفه احد ‘‘‘ سعادتهما ببعض كانت تشفي النضر للوراء و مضي فقط للامام دون توقف و لو للحضة ‘’’’
شعرا بمعني الصدق , بمعني الأمان , بمعني الإحساس براحة’’’ ”مها” لم تصدق نفسها حينذاك لأنها كانت تقول لربما هده لحضة حلم ربما تنتهي للحضة لكن ”حسام” جعلها تؤمن بكل ثانية تمر دون الرجوع للخلف لانهما اصرو علي مضي قدما حتى يكبر هدا الشعور ليصبح حقيقة لا مفر منه””’

انتضرو الجزئ التانى قريبا

بقلم نجمة روح




وين ردود يا جماعة

انا ناطرة ردودكم




مشكــــــــــوره غلاتي
تنقل للروايات الطويله



مشكوره على الروايه
نتظر الباقي بفارغ الصبر ياقلبي



شكرا



التصنيفات
منوعات

القدر سر الله في خلقه

القدر سر الله في خلقه

سعود الشريم

ملخص الخطبة

1- الكون يدل بتناسقه على حكمة الله الحكيم وقدرته. 2- استسلام المؤمن لقضاء الله وقدره مع عجزها عن الإحاطة به. 3- من الكفر اعتراض البعض على قضاء الله. 4- من عظيم قدر الله خفاء حكمته عن البشر حتى الخير سبباً للشر ، والشر سبباً للخير. 5- انتشار شركات التأمين مظهر من ضعف الإيمان بالقضاء والقدر. 6- الإيمان بالقدر لا يعني ترك الأسباب. 7- الإيمان بالقدر يبعد المؤمن عن أكل الحرام. 8- الإيمان بالقدر جعل سلفنا الكرام أشمع الناس. 9- سادس أركان الإيمان الإيمان بالقضاء والقدر.

الخطبة الأولى

أما بعد:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، فهي عماد المؤمن في الدنيا، وأنيسه في قبره، ودليله في الأخرى يوم يلقى الله، إلى جنات النعيم.

أيها الناس، لقد خلق الله السماوات والأرض، وبنى الأجسام والعوالم، بناء متقنا، دالا على حكمته وكمال علمه وقدرته، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، خلق كل شيء فأحسن خلقه، وقدر كل شيء تقديرا، خلق الثقلين الجن والإنس، فجعل منهم كافرا وجعل منهم مؤمنا، قدر مقادير الخلائق فلم يبق ولم يذر، وأجرى مقاديره حتى على غرز الإبر، أعجز العقول والأفهام عن إدراكه، أو الإحاطة به علما، تجلت عظمة الله في القضاء والقدر، وعجزت العقول المسلمة، عن تعليله؛ فبقيت مبهوتة، عالمة قصورها عن درك جميع الأمور، فأذعنت مقرة بالعجز، مؤمنة بأن الكل من عند الله، وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ءامَنَّا بِهِ كُلٌّ مّنْ عِندِ رَبّنَا [آل عمران:7]. سلموا لله في أفعاله، وعلموا أنه حكيم ومالك، وأنه لا يقدر عبثا، فإن خفيت عليهم حكمة فعله، نسبوا الجهل إلى نفوسهم وسلموا للحكيم المالك.

وإن أقواما نظروا إلى قضاء الله وقدره بمجرد عقولهم، فرأوها كما لو صدرت من مخلوق، نسبت إلى ضد الحكمة؛ فنسبوا الخالق إلى ذلك، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. وهذا هو الكفر المحض، والجنون البارد.

وأول من فعل ذلك، إبليس ـ عليه لعائن الله ـ، فإنه قد رأى ربه فضل جنس الطين على جنس النار، فأبى واستكبر وقال: أَنَاْ خَيْرٌ مّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ [الأعراف:12].

واعترض أبو جهل على الخالق وحكمته، حينما قال في نبوة محمد : تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا حتى إذا تجاثينا على الركب، وكنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبي، يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك مثل هذه؟ والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانُ عَلَىٰ رَجُلٍ مّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا [الزخرف:31-32].

واعترض ابن الراوندي، الذكي المشهور، في القرن الثالث الهجري، اعترض على قضاء الله وقدره، وعطل حكمته، واستنكف عن قسمته ورزقه، فقد جاع يوما واشتد جوعه، فجلس على الجسر، وقد أمضَّه الجوع، فمرت خيل مزينة بالحرير والديباج، فقال: لمن هذه؟ فقالوا لعلي بن بلتق، غلام الخليفة، فمر به رجل، فرآه وعليه أثر الضر فرمى إليه رغيفين، فأخذهما ورمى بهما وقال: هذه الأشياء لعلي بن بلتق وهذان لي؟ فنسي هذا الجاهل الأحمق، أنه بما يقول ويعترض ويفعل، أهل لهذه المجاعة. قال الذهبي ـ رحمه الله ـ: فلعن الله الذكاء بلا إيمان ورضي الله عن البلادة مع التقوى.

عباد الله، إن تطبيق مقاييس البشر ومفاهيمهم على قضاء الله وقدره، هو مكمن الخطر، واعتراض ضعاف النفوس على قسمة الله ورزقه؛ حيث جعل هذا مؤمنا وذاك كافرا، وذاك غنيا وهذا فقيرا، وأخذه للشاب في شبابه، وما بلغ بنيانه بعض المقصود، وأخذه الطفل من أكف أبويه يتململان، والله الغني عن أخذه، وأبواه أشد الخلق فقرا إلى بقائه، وإبقائه لهرم، لا يدري معنى البقاء، كل ذلك يجد الشيطان به طريقا للوسواس، ويبتدي بالقدح في حكمة الله وقدره. ولو ملئت قلوب أولاء بالإيمان واليقين، والرضا بالله ربا، لما كان للشيطان مسلك ولا مستقر في أفئدتهم، ولأيقنوا أن الله لم يقدر شيئا إلا لحكمة، وأن الحكمة قد يعلمها الإنسان وقد تختفي عنه وفق إرادة العزيز الحكيم.

ألا ترون أيها المسلمون، أن الاعتداء على السفينة بخرقها يعد ظلما واعتداء؟ ومع ذلك فقد يظهر لكم أن ذلك الخرق، كان طريقا للنجاة من هلكة. وهذا ما وقع للخضر مع موسى ـ عليه السلام ـ: أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَـٰكِينَ يَعْمَلُونَ فِى ٱلْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً [الكهف:79].

وانظروا ـ حفظكم الله ـ، إلى يوسف عليه السلام، لما اتهم بالفاحشة، وسجن بها؛ ليكون ذلك السجن سبيلا إلى جعله على خزائن الأرض حفيظا عليما.

ويعيش محمد يتيم الأبوين، معذبا في أهله وماله ونفسه، تصد الأبواب دونه، ويرمى بالحجارة، ويلقى عليه سلا الجزور، ثم هو بعد ذلك، سيد ولد آدم، ومن لم يحبه كفر بالله وبما أنزل على محمد .

أيها المسلمون، مضت سنة الله في خلقه، بأن للأعمال القلبية، سلطانا على الأعمال البدنية، فما يكون في الأعمال من صلاح وفساد، فإنما مرجعه، فساد القلب وصلاحه، فطمأنينة فؤاد المسلم، وركونه إلى ربه بعد أن يؤدي ما عليه من واجب، إنما هو إيمان منه، بأن زمام الأمور كلها تحت مشيئة الله النافذة، فهو يتوكل على ربه، دون توتر ولا قلق؛ ومن ثم، فإنه يستقبل الدنيا بشجاعة ويقين، ولسان حاله، يقول ما قاله علي بن أبي طالب:

أي يوميّ من الموت أفر يـوم لا يقـدر أو يوم قـدر

يوم لا يقـدر لا أحـذره ومن المقدور لا ينجو الحـذر

إن قلق كثير من الناس، وخواء أفئدتهم من الإيمان بقضاء الله وقدره، وفزعهم من المستقبل، والشعور بالوهن عن حمل المصائب، هو سر قيام التدجيل والتكهن والعرافة والتنجيم، وهو سر تعلق عدد من المجتمعات ليس بالقليل، بما يسمى شركات التأمين، التي قرر حرمتها علماء الملة. والتي تؤمن على المال والأرواح والأعراض، الذي استولت من خلاله على قناطير مقنطرة من الذهب والفضة، استقطبتها من هلع المذعورين وخشية الخوافين على أعمارهم حينا، وعلى أموالهم حينا آخر.

ومن الفرق الذي استحوذ على الجبناء عندما يدفعهم الشك إلى ترقب الموت كامنا في كل أفق، فيفزعون من الهمس، ويألمون من اللمس.

ولن تقر نفوس هؤلاء، إلا إذا خالطها الإيمان بالله، والتسليم له، والرضا بقضائه وقدره. قال رسول الله : ((ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا)) رواه الترمذي[1].

وقال : ((لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه)) رواه الترمذي[2].

عباد الله، إن شأن الناس مع القدر عجيب، فذاك تاجر يؤرقه السهود، لأنه من خوفه على رزقه، يتوجس انهيار تجارته بين الحين والآخر، وآخر غط في نوم عميق، فهو لا يتجشم مؤنة سعي؛ لأن الأرزاق مقسومة. والحقيقة كلها، في التوسط بين الطرفين، فالمسلم يؤدي العمل المطلوب، فيعقل ويتوكل، وينفي الريب عن فؤاده، بعد أن يؤدي ما عليه، عملا بقول المصطفى : ((اعملوا فكل ميسر لما خلق له)) متفق عليه[3].

ولذا، فإن أحاديث القدر، علاج للقلق والتشاؤم، وليست ذريعة كسل أو خمول. إذ ما عساك ـ أيها المسلم ـ أن تفعل، إذا أصابك ما تكره؟ إن كان تغيير المكروه في مقدورك، فالصبر عليه بلادة، والرضا به حمق. وإن كان ما عراك، فوق ما تطيق، فهل هناك حيلة، أفضل من الاتزان ورباطة الجأش؟ وهل هناك مسلك أرشد من الرضا والتسليم للخالق، الذي يحول الداء دواء، والمحنة منحة؟ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَـٰذِبِينَ [العنكبوت:2-3].

أيها الناس، إن الله ـ عز وجل ـ قسم المعاش وقدر الأرزاق، والناس أجمع لا يملكون عطاء ولا منعا، وإنما الناس وسائط، فما أعطوك، فهو بقدر الله وما منعوك فهو بقدر الله، وما كان لك، فسوف يأتيك على ضعفك، وما كان لغيرك فلن تناله بقوتك، وما عليك إلا أن تجد وتعمل، وتضرب في آفاق الأرض، وتأخذ بأسباب الرزق، فمن جد وجد، ومن زرع حصد، فلا كسب بلا عمل، ولا حصاد بلا زرع، ومسألة الرزق أدق من أن تدرك، وأبعد من أن تنال. وانظروا إلى الناس، ترون منهم الغواصين، الذين جعل الله رزقهم في أعماق البحار، والطيارين، الذين جعل الله معاشهم في بحار الهواء بين السماء والأرض، وأصحاب المناجم يجدون خبزهم، مخبوءا في الصخر الأصم، فلا ينالونه إلا بتكسيره. ومُروِّضُ[4] الأسود والفيلة، الذي يترصده الموت كل حين، يجد مصدر رزقه، بين أنياب الأسود أو تحت أرجل الفيلة: أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَـٰتٍ لّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَةُ رَبّكَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ [الزخرف:32].

فلا تجزعوا من الفقر عباد الله، فإن الفقر قد يسمو، كما سما فقر المصطفى ولا تغتروا بالغنى؛ فإن الغنى قد يدنو، كما دنى غنى قارون وأبي جهل.

واجعلوا الفقر والغنى مطيتين، لا تبالون أيهما ركبتم، إن كان الفقر، فإن فيه الصبر، وإن كان الغنى فإن فيه البذل. وأبشروا بقول المصطفى : ((إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت، حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملن أحدكم، استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله ـ تعالى ـ، لا ينال ما عنده إلا بطاعته)) أخرجه ابن حبان وأبو نعيم في الحلية[5].

أيها المسلمون، إن الإيمان بالقضاء والقدر، يثمر الإقدام، وخلق الشجاعة والتسليم بأقدار اليوم والغد، وهذا ما ذكره الله في قوله: قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَـٰنَا [التوبة:51]. وقوله: قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلا إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ [التوبة :52]. يعنون بذلك كسب المعركة بالنصر، أو الموت دون الظفر بها، وهو حسن كذلك؛ لأن ما عند الله خير وأبقى .أما الذين لا إيمان لهم، فهم إن انتصروا أو انهزموا، بين عذابين، آجل وعاجل. وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبّصُونَ [التوبة :52]. فهم يحيون بفؤاد هواء، تلعب به الأحداث والظنون، وأشباح الموت والمصائب.

إن الذي يعتقد أن الأجل محدود، والرزق مكفول، والأشياء بيد الله يصرفها كيف يشاء، كيف يرهب الموت والبلى؟ وكيف يخشى الفقر والفاقة مما ينفق من ماله؟ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَـٰناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوء وَٱتَّبَعُواْ رِضْوٰنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ [آل عمران:173-174].

ومن هنا اندفع السلف الصالح، إلى الممالك والأقطار يفتحونها، فأدهشوا العقول، وحيروا الألباب، وقهروا الأمم، فكسروا كسرى، وقصروا قيصر، ودمروا بلادا، ودكدكوا أطوادا، وسحقوا رؤوس الجبال تحت حوافر جيادهم. أرجفوا كل قلب، وأرعدوا كل فريسة، وقائدهم في ذلك كله، الإيمان بالله وبقضائه وقدره.

بهذا الاعتقاد، لمعت سيوفهم بالمشرق، وانقضت شهبها على الحيارى من أهل المغرب، فالله أكبر ما أعظم الإيمان بالقدر! والله أكبر، ما أعظمه من مطهر للنفوس، من رذيلة الخور والدعة، العائقين عن بلوغ الرشد والدرجات العلى!

اللهم إنا نسألك إيمانا بك، وبملائكتك، وكتبك ورسلك، واليوم الآخر، وبقدرك خيره وشره، إنك قريب مجيب الدعوات.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

[1] سنن الترمذي ح (2623) وقال : حديث حسن صحيح. وأخرجه أيضاً مسلم ح (34).

[2] سنن الترمذي ح (2144) ، وقال عنه: حديث غريب. وصححه الألباني. السلسلة الصحيحة (2439).

[3] أخرجه البخاري ح (4949) ، ومسلم ح (2647).

[4] المروض: المذلِّل.

[5] لم أجده في صحيح ابن حبان بعد طول البحث ، وأخرجه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (10/26- 27) وهو صحيح بشواهده.

الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً كثيرا طيبا مباركا، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن الإيمان بالقضاء والقدر، دعامة من دعامات هذا الدين، فهو الركن السادس من أركان الإيمان، ضل فيه من ضل، ممن حرم هداية الله، ولم يوفق للتوحيد، الذي هو حق الله على العبيد، والمخالفون في القدر، بين الغالي فيه، والجافي عنه، والقول الحق هو الوسط؛ قول أهل السنة والجماعة، بين الغالي فيه والجافي عنه كما قال بعض أهل العلم، من بين فرث ودم، لبنا خالصا سائغا للشاربين.

وأهل السنة والجماعة يقولون: إن على العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه، فقدر ذلك تقديرا محكما مبرما، ليس فيه ناقض ولا معقب، ولا مزيل، ولا مغير، ولا زائد ولا ناقص من خلقه، في سماواته وأرضه، وأن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأن للعبد مشيئة وإرادة تحت مشيئة الله وإرادته وَمَا تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ [التكوير:29].

وقال تعالى: وَكُلَّ شىْء أَحْصَيْنَـٰهُ فِى إِمَامٍ مُّبِينٍ [يس:12]. وقال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَىْء خَلَقْنَـٰهُ بِقَدَرٍ [القمر:49]. وقال : ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة)) رواه مسلم[1].

والفرقة الناجية أهل السنة والجماعة، تؤمن بالقدر خيره وشره، ويقولون: إن أصل القدر سر الله في خلقه، لم يطلع على ذلك ملك مقرب، ولا نبي مرسل. والتعمق والنظر في ذلك، ذريعة الخذلان، وسلم الحرمان، فالحذر كل الحذر من ذلك، نظرا وفكرا ووسوسة، فإن الله تعالى طوى علم القدر على أنامه ونهاهم عن مرامه كما قال تعالى في كتابه: لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْـئَلُونَ [الأنبياء:23]، فمن سأل: لم فعل؟ فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين.

هذا، وصلوا ـ رحمكم الله ـ على خير البرية وأفضل البشرية…

[1] صحيح مسلم ح (2653).




بارك الله فيكي ياا الغاالية



جزاكى الله خيرا غاليتى



خليجية



بارك الله فيكم وكثر من امثالكم



التصنيفات
منتدى اسلامي

قالوا عن الرضا بالقضاء والقدر

لا شكّ أن سلفنا الصالح رحمهم الله هم أهدى الناس قلوباً، يشهد بذلك كل من نظر في أحوالهم وتأمّل عباراتهم؛ وهذه الهداية جاءت عندما استقرّ الإيمان في قلوبهم وعرفوا الله حق معرفته وقدروه حقّ قدره، فجعل الله لهم فرقاناً يميّزون به بين الحق والباطل، وبصيرةً يُدركون بها بواطن الأمور، مصداقاً لقوله تعالى: { ومن يؤمن بالله يهد قلبه} (التغابن:11).

وأولئك الأخيار أدمنوا النظر والتأمّل في نصوص الوحين، فتجلّت لهم حقائق المعاني، وتكشّفت لهم معالمُ خفيّة ودقائق لطيفة من العلوم الشرعيّة والحِكَم الربّانية.

لِنظر سويّاً إلى إيمانهم بالقضاء والقدر كيف كان أثره على كلماتهم؟ وكيف عبّروا عنه بإشراقةِ لفظٍ وجمال عبارةٍ وعميق معنى، حتى صارت حِكَماً تدور على ألسنة الخلق، ويُهتدى بها إلى الحق.

يروي لنا زياد بن زاذان أن الإمام عمر بن عبد العزيز قال: "ما كنتُ على حال من حالات الدنيا فيسرنى أني على غيرها"، ومما حُفظ عنه قوله: "أصبحت وما لي سرورٌ إلا في مواضع القضاء والقدر".

واشتُهرت عنه دعواتٍ كان يُكثر من تردادها: "اللهم رضّني بقضائك، وبارك لي في قدرك، حتى لا أُحب تعجيل شئ أخّرته، ولا تأخير شئ عجّلته".

ويقول خلف بن إسماعيل : "سمعتُ رجلاً مبتلى من هؤلاء الزمنى –أي من كان مرضهم مزمناً- يقول: وعزتك لو أمرت الهوام فقسمتني مُضَغاً ما ازدت لك بتوفيقك إلا صبراً، وعنك بمنّك ونعمتك إلا رضاً" وكان الجُذام قد قطّع يديه ورجليه وعامّة بدنه.

ويروي محمد بن أبى القاسم أن واعظاً أوذي في الله فقُطعت يداه ورجلاه، فكان يقول: " إلهي، أصبحت في منزلة الرغائب، أنظرُ إلى العجائب، إلهي، أنت تودّدُ بنعمتك إلى من يؤذيك، فكيف تودُّدك إلى من يؤذى فيك؟".

وفي قوله تعالى: { ومن يؤمن بالله يهد قلبه} (التغابن:11) يقول علقمة : "هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله، فيسلّم لها ويرضى".

وروى السري بن حسّان عن عبد الواحد بن زيد قوله: " الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين".

ورأى علي بن أبى طالب رضي الله عنه أحد المبتلين فقال له: " يا عدي ، إنه من رضي بقضاء الله جرى عليه فكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جرى عليه فحبط عمله".

وعن أبى مجلز أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "ما أبالي على أي حال أصبحت على ما أحب أو على ما أكره؛ لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره".

وروى أبو هارون المديني عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إن الله تبارك وتعالى بقسطه وعلمه جعل الرَوح والفرج في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط" .

وروى مكحول أن ابن عمر رضي الله عنه كان يقول: "إن الرجل ليستخير الله فيختار له، فيتسخّط على ربه، ولا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خِير له".

وذكر يزيد بن مرثد الهمداني أن أبا الدرداء رضي الله عنه قال: "ذروة الإيمان أربع: الصبر للحُكم، والرضا بالقدر، والإخلاص للتوكل، والاستسلام للرب عز و جل".

واجتمع مالك بن دينار و محمد بن واسع فتذاكرا العيش، فقال مالك : "ما شيء أفضل من أن يكون للرجل غلّة –أي أرضٌ أو زراعة – يعيش فيها"، فقال محمد : "طوبى لمن وجد غداءً ولم يجد عشاءً، وجد عشاءً ولم يجد غداءً، وهو عن الله عز و جل راض".

وفي تفسير قوله تعالى: {وبشر المخبتين} (الحج:35)، جاء عن سفيان قوله: "المطمئنين الراضين بقضائه، المستسلمين له".

وروى أحمد بن أبي الحواري أن أبا سليمان كان يقول: "إذا سلا العبد عن الشهوات فهو راضٍ".

وروى حكيم بن جعفر أن أبا عبد الله البراثي قال: "لن يَرِدَ يوم القيامة أرفع درجاتٍ من الراضين عن الله عز و جل على كل حال" وقال أيضاً: "من وهب له الرضا فقد بلغ أفضل الدرجات ".

وقال أحد العبّاد: "إن أنت رضيت بما أُعطيت، خفّ الحساب عليك فيما أوتيت"، وقريباً من هذا قول الحسن : "من رضى من الله بالرزق اليسير، رضى الله منه بالعمل القليل".

وروي عن ابن أبى الحواري أن أبا عبد الله النباجي كان يقول: "إن أعطاك أغناك، وإن منعك أرضاك".

وأُثر عن الإمام ابن عون قوله: "ارض بقضاء الله على ما كان من عسر ويسر؛ فإن ذلك أقل لهمّك وأبلغ فيما تطلب من آخرتك، واعلم أن العبد لن يصيب حقيقة الرضا حتى يكون رضاه عند الفقر والبؤس كرضاه عند الغناء والرخاء، كيف تستقضي الله في أمرك ثم تسخط إن رأيت قضاءه مخالفاً لهواك؟ ولعل ما هويت من ذلك لو وُفّق لك لكان فيه هلكتك، وترضى قضاءه إذا وافق هواك؟ وذلك لقلة علمك بالغيب، وكيف تستقضيه إن كنت كذلك ما أنصفت من نفسك ولا أصبت باب الرضا".

واستنصح بشر بن بشّار المجاشعي ثلاثةً من الصالحين، فقال الأوّل: "ألق نفسك مع القدر حيث ألقاك؛ فهو أحرى أن تُفرغ قلبك ويقل همّك، وإياك أن تسخط ذلك فيحل بك السخط وأنت عنه في غفلة لا تشعر به"، وقال الثاني: " التمس رضوانه في ترك مناهيه فهو أوصل لك إلى الزلفى لديه"، وقال الثالث: " لا تبتغِ في أمرك تدبيراً غير تدبيره؛ فتهلك فيمن هلك، وتضلّ فيمن ضلّ".

وعن عامر بن عبد قيس قال: "ما أبالي ما فاتني من الدنيا بعد آيات في كتاب الله" يعني قوله تعالى: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين} ( هود:6)، وقوله تعالى: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده} ( فاطر:2)، وقوله تعالى: {وإن يمسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسك بخير فهو على كل شئ قدير} (الأنعام:17).

وحدّث الربيع بن صبيح أن الحسن كان يقول: "ارض عن الله يرضى الله عنك، وأعط الله الحق من نفسك، أما سمعت ما قال تبارك وتعالى: {رضي الله عنهم ورضوا عنه} (التوبة:100)، وجاء عنه قوله: "من رضي بما قسم الله له وسّعه وبارك الله له فيه، ومن لم يرض لم يوسّعه ولم يُبارك له فيه".

وروى شداد بن سعيد الراسبي أن غيلان بن جرير قال: "من أُعطي الرضا والتوكل والتفويض فقد كُفي".

وجاء عن محمد بن اسحاق أن أحد العلماء سئل: بم يبلغ أهل الرضا؟، فقال: "بالمعرفة؛ وإنما الرضا غصنٌ من أغصان المعرفة".

ونُسب إلى الإمام الشافعي قوله:
ما شئتَ كان وإن لم أشأ وما شئتُ إن لم تشأ لم يكن
خلقتَ العباد على ما علمتَ في العلم يجري الفتى والمسن
على ذا منتَ وهذا خذلتَ وهذا أعنتَ وذا لم تُعن
فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن

ونختم نظام هذا العقد من أقوال السلف بما قاله الإمام ابن القيّم رحمه الله: "الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين، وقرة عيون المشتاقين، ومن ملأ قلبه من الرضا بالقدر، ملأ الله صدره غنىً وأمناً، وفرَّغ قلبه لمحبته والإنابة إليه والتوكل عليه، ومن فاته حظُّه من الرضا ، امتلأ قلبه بضدِ ذلك واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه"




خليجية



شكرلك



خليجية



ابدعت و الله
جزاك الله خيرا



التصنيفات
فلسطين

ليلة القدر في القدس تحي المدينة اقتصاديا واجتماعيا

أهليــــــــن بنات ,,, الله يوققكم كلكم

خليجية

شكل الاحتفالات التي تواكب ليلة القدر التي احياها المسلمون ليل الثلاثاء الاربعاء، مصدر رزق لتجار القدس الشرقية المحتلة وتنعش اقتصاديا واجتماعيا المدينة المقدسة التي يدخلها في هذه المدينة وحدها مئات الالاف من المصلين والمتسوقين.
وقال احد تجار المدينة اكرم القاسم (55 عاما) لوكالة فرانس برس ان "ليلة القدر تحيي القدس وتجلب لنا الرزق".
واضاف ان ليلة القدر التي يحييها المسلمون ليلة السادس والعشرين الى السابع والعشرين من رمضان "لم تعد تحمل معنى دينيا فقط بل اصبح لها معنى اجتماعي. فهي تفك عزلة المدينة لان الفلسطينيين يحضرون ليس للصلاة بالمسجد الاقصى والتعبد فحسب بل للتجول والتسوق فيها".
وقدر مدير اوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب عدد الذين دخلوا المدينة في ليلة القدر "باكثر من 400 الف شخص" بين متسوق ومصل، مؤكدا لفرانس برس "نحن مسرورون لان الامور سارت كما ما يرام (…) لم يحدث هذا من قبل".
وكان اقتصاد المدينة يعتمد اساسا على القرى المحيطة بها. وتم عزلها بالجدار الفاصل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية الى جانب عدم السماح للفلسطينين بالدخول الى القدس الا بتصاريح خاصة.
لذلك، يجد التجار المقدسيون الذين يعانون طوال العام من الكساد الاقتصادي، في ليلة القدر فرصة لانعاش المدينة اقتصاديا.
وقال جهاد عابدين (24 عاما) احد الباعة في محل لبيع الملابس الرجالي "حضرت لمساعدة خالي في البيع لان العشرة الاواخر في رمضان وليلة القدر بالذات تحرك المدينة باكملها".
واضاف ان "الحركة التجارية تصبح نشيطة جدا بدءا من البسطات وانتهاء بالمحلات التجارية التي لاتغلق ابوابها لا في الليل ولا في النهار".
وتابع انها مناسبة لاحياء الحياة الاجتماعية، موضحا ان "القادمين من الضفة الغربية يزورون اصدقاءهم واقرباءهم في القدس ويحضر المسلمون من عرب اسرائيل".
واشار الى ان الدولة العبرية "لا تسمح للفلسطينيين بدخول القدس والبقاء فيها كل الليل بدون تصريح خاص الا في ليلة القدر".
ولم تسمح اسرائيل سوى للفلسطينيين الذين تجاوزوا 40 عاما من العمر باحياء ليلة القدر في المسجد الاقصى.
وقالت ناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية انه "سمح للاطفال حتى سن 12 عاما ايضا (بالمشاركة) بدون حاجة للحصول على اي تصريح خاص ولم تفرض اي اجراءات او قيود خاصة على دخول المسلمين مواطني دولة اسرائيل للصلاه واحياء ليلة القدر".
وازدحمت مداخل المدينة القديمة بالوافدين ما ادى الى بعض الفوضى وسط بسطات الفاكهة والطعام والملابس على كل بوابات القدس.
وقالت بسمة حمد التي قدمت من مخيم قلنديا، لفرانس برس "هذه اول مرة ادخل انا واولادي الصغار وقريباتي من المخيم" الى القدس.
واضافت هذه السيدة بنبرة حزينة ان "ولدي اللذين يبلغان من العمر عشرة اعوام وتسعة اعوام يشاهدون للمرة الاولى في حياتهم مدينة القدس والمسجد الاقصى (…) تناولنا الافطار والسحور في المسجد الاقصى".
واشارت الى ان "اسرائيل لا تسمح لنا بالدخول الا بتصاريح خاصة لكن هذا اليوم سمحوا بدون اي مشكلة".
والامر لا يقتصر على الفلسطينيين المسلمين، بل قدم آخرون من الخارج لاحياء ليلة القدر في المدينة القدسة.
ففي فندق الهاشمي في البلدة القديمة، قال موسى بادات (42 عاما) انه يعمل مرشدا لحوالى مئتي مسلم قدموا من جوهانسبورغ "للصلاة في المسجد الاقصى في العشرة الاواخر من رمضان وخصوصا ليلة القدر".
واضاف "احيينا ليلة القدر في المسجد الاقصى. هذه ليلة جميلة ومقدسة وهذا اليوم من افضل ايام السنة لقضائه في رحاب المسجد الاقصى وسنرجع الى جوهانسبورغ في اول ايام العيد".




طرح رآآئـــع ||

ششكرآآ




مشكووووووووووووووووووووووووووو وووووورة



الشكر لك انتي لمرورك



الله يكتب لنا الصلاة فيه يارب

لوسمحتيلي ملاحظه صغير

عندما نكتب ( على دخول المسلمين مواطني دولة اسرائيل للصلاه واحياء ليلة القدر")

نكون قد اعترفنا باسرائيل كمالكه لارض فلسطين بينما هي عدو محتل

ياريت تتقبلي ملاحظتي بكل صدر رحب

لكي ودي




التصنيفات
ادب و خواطر

جنون القدر !!

هاهي الشمس تشرق من جديـد بين تراكـم السحاب لتعلـن
عن رحيل ليلـة ماطرة كانـت من أجمـل الليالي ..

و هاهـي ترسل أشعتها لتداعـب أجفاننا و نستيقظ لإستقبـال يوم جديـد ..

و هذه أوراقي تحمـل تفاصيل أمسي .. منـذو أن ألتقينا حتى تفارقنـا ..

و أخيرا ثاني مفاجآت القـدر بعد أن قضيـت الليآلي بأشواقي وحنيني .. بعد التفكير المتواصل بك .. أتيت لأستقبلك بأحضاني و أمسح عنك عناء السفر ..

رجعت بحب أكبر .. وغرام أكثر .. عدت بمشاعر زاخرة بالهيام .. و متكدسة بعشق متضاعف ..

أرى الشوق يشع من عينيك .. و الحنين واضح من رعشة يديك .. تسابق الريح بعدو لا مثيل له ..

و كيف تكون غير ذلك و أنت من تعنى مشقة السفر و تحمل قسوته ..

حين شعرت بك و أنت تحضنني أحسست بروحي المسلوبة مني عادت .. و أن شموعي لم تنطفأ بعد .. هي ضمتك نفسها لم تختلف سوى أن الحنان زاد فيها .. و الحب العظيم أمسى أساس مبني عليهاا ..

أحبك حبا لو نقشته على الصخر لذااب من حرارة حبي ..
أحبك حبا و من ذا يلومني بحبي إن أمسيت به بمغرمي ..

لامستني




ما أروع إحساسك رغم مابه يا فاتنة
بحق أمتعني الحرف كثيراً
شكراً عظيمه لسموك يا نقيه

</b></i>




من أروع ما قرأت
كلمات من ذهب
عانقت سماء الابداع
لجمال حروفها و روعة سطورها



التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

روح و انسآني خلآص و قول فرقنآ القدر .!

السلآم عليكم و رحمه الله و بركاته

يآرب تعبكم ازيآئي الجديده ….!

مدخل ..:

آه منگ منقه ق عندَي ص
ي خطگ م أي أسمع عذ
نسني خص ق فقن قدَ

گم شگ في عين ين مشي جفن
م هقي نگ خن ي جزيني غدَ

خليجية

MG]خليجية[/IMG]

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

مخر ج ..:

گيف يهن گ منم أن ظم في غم
ع ي ي م من عدَ عشة عم

يم دَگ دَ ع نگ مث
گن إهم خي في معيدَ شع

ي عس عمگ مدَيدَ ي أيمگ سعيدَ
أن عنگ عيدَ من فقگ منقه

[ إذا استحق التقييم ==> اتمنى تقيموني …]

بحبكم كتير …..!

=)

الموضوع برعاية

خليجية

خليجية




جنان

يسلم ايديكي




واآأآأآأآو روؤوؤوؤعه حياتي

تسلم ايدك يا عسل

تقبلي مروري




خليجية



روعه تسلمي ياعسل