التصنيفات
منوعات

كيف تجعلي طفلك يحب القرآن؟

الأهداف :

1- جعل الطفل يحب القرآن.
2- تيسير و تسهيل حفظ القرآن لدى الطفل.
3- اثراء الطفل لغويا ومعرفيا.

هذه الطرق منبثقة من القرآن نفسه

كل الأفكار لا تحتاج لوقت طويل (5-10 دقائق)
ينبغي احسان تطبيق هذه الافكار بما يتناسب مع وضع الطفل اليومي
كما ينبغي المداومة عليها وتكرارها وينبغي للأبوين التعاون لتطبيقها.

ولعلنا نخاطب الام أكثر لارتباط الطفل بها خصوصا في مراحل الطفولة المبكرة :

1 – استمعي للقران وهو جنين :

الجنين يتأثر نفسيا وروحيا بحالة الام وما يحيط بها اثناء الحمل فاذا ما داومت الحامل على الاستماع للقران فانها ستحس براحة نفسية ولا شك وهذه الراحة ستنعكس ايجابا على حالة الجنين. لان للقران تأثيرا روحيا على سامعه وهذا التأثير يمتد حتى لمن لا يعرف العربية فضلا عن من يتقنها.
راحتك النفسية اثناء سماعك للقران = راحة الجنين نفسه
استماعك في فترة محددة وان تكن قصيرة نسبيا تؤثر عليك وعلى الجنين طول اليوم.

2 – استمعي للقران وهو رضيع :

من الثابت علميا ان الرضيع يتأثر بل ويستوعب ما يحيط به فحاسة السمع تكون قد بدأت بالعمل الا ان هذه الحاسة عند الكبار يمكن التحكم بها باستعادة ما خزن من مفردات. اما الرضيع فانه يخزن المعلومات و المفردات لكنه لا يستطيع استعادتها او استخدامها في فترة الرضاعة غير انه يستطيع القيام بذلك بعد سن الرضاعة. لذلك فان استماع الرضيع للقران يوميا لمدة 5-10 دقائق (وليكن 5 دقائق صباحا واخرى مساءا) يزيد من مفرداته المخزنه مما يسهل عليه استرجاعها بل وحفظ القرآن الكريم فيما بعد.

3 – أقرئي القرآن امامه (غريزة التقليد) :

هذه الفكرة تنمي عند الطفل حب التقليد التي هي فطر فطر الله الانسان عليها فــ
(كل مولود يولد على الفطرة فأبواه)
ان قرائتك للقران امامه او معه يحفز بل ويحبب القرآن للطفل بخلاف ما لو امرتيه بذلك وهو لا يراك تفعلين ذلك. ويكون الامر أكمل ما لو اجتمع الام والاب مع الابناء للقراءة ولو لفترة قصيرة.

4 – اهديه مصحفا خاص به :

ان اهدائك مصحفا خاصا لطفلك يلاقي تجاوبا مع حب التملك لديه. وان كانت هذه الغريزة تظهر جليا مع علاقة الطفل بألعابه فهي ايضا موجودة مع ما تهديه اياه. اجعليه اذا مرتبطا بالمصحف الخاص به يقرأه و يقلبه متى شاء.

5- اجعلي يوم ختمه للقران يوم حفل( الارتباط الشرطي ) :

هذه الفكرة تربط الطفل بالقرآن من خلال ربطه بشيء محبب لديه لا يتكرر الا بختمه لجزء معين من القرآن. فلتكن حفلة صغيرة يحتفل بها بالطفل تقدم له هدية بسيطة لانه وفى بالشرط . هذه الفكرة تحفز الطالب وتشجع غيره لانهاء ما اتفق على انجازه.

6 – قصي له قصص القرآن الكريم :

يحب الطفل القصص بشكل كبير فقصي عليه قصص القرآن بمفردات واسلوب يتناسب مع فهم ومدركات الطفل. وينبغي ان يقتصر القصص على ما ورد في النص القرآني ليرتبط الطفل بالقرآن ولتكن ختام القصة قراءة لنص القرآن ليتم الارتباط ولتنمي مفردات الطفل خصوصا المفردات القرآنية.

7 – أعدي له مسابقات مسلية من قصار السور 🙁 لمن هم في سن 5 او اكثر )
هذه المسابقة تكون بينه وبين اخوته او بينه وبين نفسه.
كأسئلة واجوبة متناسبة مع مستواه.

فمثلا يمكن للام ان تسأل ابنها عن :

كلمة تدل على السفر من سورة قريش؟ ج رحلة
فصلين من فصول السنة ذكرا في سورة قريش؟ ج الشتاء و الصيف
اذكر كلمة تدل على الرغبة في الاكل؟ ج الجوع

او اذكر الحيوانات المذكورة في جزء عم او في سور معينه ؟

وهكذا بما يتناسب مع سن و فهم الطفل.

8 – اربطي له عناصر البيئة بآيات القران :

من هذه المفردات: الماء/السماء/الارض /الشمس / القمر/ الليل/ النهار/ النخل/ العنب/ العنكبوت

الى ان هذه الفكرة تكسبه ثقة بنفسه فعليك بالانصات له وعدم اهماله او التغافل عنه.

17- حضيه على امامة المصلين ( خصوصا النوافل ) :

ويمكن للام ان تفعل ذلك كذلك مع طفلها فب بيتها فيأم الاطفال بعضهم بعضا وبالتناوب او حتى الكبار خصوصا في نوافل.

18- اشركيه في الحلقة المنزلية :

ان اجتماع الاسرة لقراءة القرآن الكريم يجعل الطفل يحس بطعم و تأثير اخر للقران الكريم لأن هذا الاجتماع والقراءة لاتكون لأي شيء سوى للقران فيحس الطفل ان القرآن مختلف عن كل ما يدور حوله. ويمكن للاسة ان تفعل ذلك ولو لـ 5 دقائق.

19- ادفعيه لحلقة المسجد :
هذه الفكرة مهمة وهي تمني لدى الطفل مهارات القراءة والتجويد اضافة الى المنافسة.
20- اهتمي بأسئلته حول القرآن.

احرصي على اجابة أسئلته بشكل مبسط وميسر بما يتناسب مع فهمه ولعلك ان تسردي له بعضا من القصص لتسهيل ذلك.

21- وفري له معاجم اللغة المبسطة (10 سنوات وما فوق)وهذا يثري ويجيب على مفردات الام والطفل. مثل معجم مختار الصحاح والمفدات للاصفهاني وغيرها.

22- وفري له مكتبة للتفسير الميسر( كتب ،اشرطة،اقراص )
ينبغي ان يكون التفسير ميسرا وسهلا مثل تفسير الجلالين او شريط جزء عم مع التفسير. كما ينبغي ان يراعى الترتيب التالي لمعرفة شرح الايات بدءا بالقرآن نفسه ثم مرورا بالمفردات اللغوية والمعاجم وانتهاءا بكتب التفسير. وهذا الترتيب هدفه عدم حرمان الطفل من التعامل مباشرة مع القرآن بدل من الاتكال الدائم الى اراء المفسرين واختلافاتهم.

23- اربطيه باهل العلم والمعرفة
ملازمة الطفل للعلماء يكسر عنده حاجز الخوف والخجل فيستطيع الطفل السؤال والمناقشة بنفسه وبذلك يستفيد الطفل ويتعلم وكم من عالم خرج الى الامة بهذه الطريقة.

24- ربط المنهج الدراسي بالقرآن الكريم
ينبغي للأم والمعلم ان يربطا المقررات الدراسية المختلفة بالقرآن الكريم كربط الرياضيات بآيات الميراث و الزكاة وربط علوم الاحياء بما يناسبها من ايات القرآن الكريم وبقية المقررات بنفس الطريقة.

25- ربط المفردات والاحداث اليومية بالقرآن الكريم
فان اسرف نذكره بالآيات الناهية عن الاسراف واذا فعل اي فعل يتنافى مع تعاليم القرآن نذكرهبما في القرآن من ارشادات وقصص تبين الحكم في كل ذلك.

كيف نستفيد من هذه الافكار:

1- اكتبي جميع الافكار في صفحة واحدة.
2- قسميها حسب تطبيقها ( سهولتها وامكانية تطبيقها ) واستمري عليها.
3- التزمي بثلاث افكار ثم قيمي الطفل وانقليها لغيرك لتعم الفائدة.
4- انتقلي بين الافكار مع تغير مستوى الطفل.
5- واخيرا الدعاء الدعاء للإخراج جيل قراني مرتبط بالقرآن تربية وسلوكا علما وعملا




يسلموو قلبووو



التصنيفات
منوعات

أفلا يتدبرون القرآن؟!

أفلا يتدبرون القرآن؟!
منقول للفائدة

بسم الله الرحمن الرحيم
عبد السلام بن إبراهيم بن محمد الحصين.

عناصرالبحث:
1- مقدمة.
2- هل هو من عند الله؟
3- في القرآن جميع العلوم النافعة.
4- كيفية التدبر ووسائله.
5- ثمرات التدبر
6- صوارف التدبر.
7- أيهما أفضل؟
8- الاقتصاد في قراءة القرآن.
9- من هم أهل القرآن؟
10- بأي شيء نبدأ؟
الحمد لله علم القرآن، وجعله في أعلا درجات البيان، وحفظه من الزيادة والنقصان، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعهد بحفظ حروف كتابه؛ فلا يزال محفوظًا في الصدور والأوراق، وبحفظ معانيه فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين، أما بعد:
مقدمة
فإن "القرآن في البيان والهداية كالروح في الجسد، والأثير في المادة، والكهرباء في الكون، تُعرف هذه الأشياء بمظاهرها وآثارها، ويعجز العارفون عن بيان كنهها وحقيقتها"(1)، فكذلك القرآن سر من الأسرار، أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض، وليس على العقول والأفئدة شيء ألذ من تكشف هذه الأسرار، وإزاحة الأستار، وهي لا تظهر إلا بتدبر وتفكر، وتأمل ونظر.
قرآن مركب من "ألفاظ؛ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا هي لانت فأنفاس الحياة الآخرة، تذكُرُ الدنيا فمنها عمادها ونظامها، وتصف الآخرة فمنها جنتها وناره(2)، ومتى وعدت مِنْ كَرَمِ الله جعلتِ الثُّغورَ تضحكُ في وجوه الغيوب، وإن أوعدت بعذاب الله جعلت الألسنة ترعُدُ من حَمَى(3) القلوب"(4).
فيه معاني أعذب وأطيب من الماء البارد الحلو للعطشان، وأرق من نسيم الجنان، هي نور يضيء للمؤمنين طريق الحياة ليصلوا إلى بر الأمان، أعظم من نور الشمس للأكوان.

ولقد صدق من قال:

وكتاب ربك إن في نفحاته *** مِنْ كُلِّ خيرٍ فوقَ ما يُتوقع

نورُ الوجودِ وأُنسُ كلِّ مُرَوَّعٍ *** بِكروبِه ضاق الفضاءُ الأوسع

والعاكفون عليه هم جلساء من *** لجلاله كُلُّ العوالم تخشع

فادْفِن همومك في ظِلال بيانه *** تَحْلُ الحياةُ وتطمئن الأضلع

فبكل حرف من عجائب وحيه *** نبأٌ يُبشِّر، أو نذيرٌ يقْرعُ قال جرير بن عبد الله البجلي: "أوصيكم بتقوى لله، وأوصيكم بالقرآن؛ فإنه نور بالليل المظلم، وهدى بالنهار، فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة، فإن عرض بلاء فقدِّمْ مالك دون دينك، فإن تجاوز البلاء -أي زاد، ولم يدفعه المال- فقدم مالك ونفسك دون دينك؛ فإن المخروب من خَرُب دينُه، والمسلوب من سُلِب دينُه، واعلم أنه لا فاقة بعد الجنة، ولا غنى بعد النار"(5).

يرفع الله بهذا القرآن أقوامًا ويضع به آخرين؛ فعن نافع بن عبد الحارث أنه استناب مولاه عبدَ الرحمن بنَ أبزى على مكة لما خرج للقاء عمر في عُسفان، فقال عمر لنافع: من استخلفت على أهل الوادي؟ -يعني مكة-، قال: ابنَ أبزى، فقال عمر: ومن ابنُ أبزى؟! فَقَالَ: مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا, فَقَالَ: اسْتَخْلَفْت عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟! فقال: إنه عالم بالفرائض، قارئ لكتاب الله؛ فقال عمر: إما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن يرفع الله به أقوامًا، ويضع به آخرين))(6).

إن أجمل حديث وأشرفه، وأحسن مجلس وأطيبه، ما كان في القرآن الكريم، كلام الله، وحديثنا اليوم عن تدبر القرآن، وهو أعظم مقصود نزل لأجله القرآن، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (29)} [سورة ص 38/29].

هل هو من عند الله؟

سؤال غريب حقًا، غريب أن يصدر من مسلم، على أناس مسلمين، وهل فينا من يشك في أن القرآن من عند الله؟!

كلا، بحمد الله، ليس فينا من يشك في ذلك، ولكننا نريد أن نستخرج من القرآن ما يدل على هذه القضية دلالة قاطعة، لا يداخلها شك؛ لتكون حجة لنا أمام المنكرين، أو المتشككين، أو الطاعنين.

إن كل سورة في القرآن، بل كل كلمة، بل كل حرف يدل على أنه من عند الله، إن المسلم تصيبه الحيرة حين يريد أن يستدل على أن هذا القرآن من عند الله! أرأيت لو أن الشمس طالعة، والجو صحو، ليس به غيم، فقال لك رجل مبصر: ما الدليل على أن النهار موجود، وأن الشمس مشرقة؟ فهل تجد حجة أعظم من أن تقول: ألا تنظر بعيني رأسك؟!

وهكذا القرآن، وجوده دليل على من نزل من عنده، وتكلم به، قراءتك له، وتدبرك لمعانيه يكفيك لتعرف أنه من عند الله، كم قصةً قرأتها فأعجبتك، ثم لم تجد في نفسك ما يشدك لأن تقرأها مرة أخرى، ولو أنك قرأتها مرة ثانية، لم تجد ما يشدك لأن تقرأها ثالثة، أما القرآن، فلا يزداد إلا حلاوة كلما عدنا إليه، في كل قراءة تجد من اللذة والأنس ما لم تحس به قبل ذلك.

فمن سأل هل القرآن من عند الله؟ فيكفينا أن نقول له: ألا تفكر بعقلك؟! وتنظر ببصيرتك؟! كما قال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ؟! وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً (82)} [سورة النساء 4/82]، وقال تعالى: {أفلم يدبروا القول} أي: أفلم يتفكروا في القرآن، ويتأملوه ويتدبروه، فلو أنهم فعلوا لعلموا أنه من عند الله حقًا، وأنه لا يمكن لبشر أيًا كان أن يأتي بمثله.

ومع هذا فإن الأدلة على أنه من عند الله كثيرة بحمد الله، ومتنوعة، ومن أعظمها في هذا الزمان ما ظهر من الأبحاث العلمية المبنية على التجارب الحسية، والتي توافقت مع القرآن وتطابقت معه.

ولن أذكر شيئًا من هذه الأبحاث؛ فلها مجالها الخاص، ولأنها مبنية على معرفة هذه الأبحاث والاطلاع عليها، والتأكد من صحتها، ولكني سأذكر لكم شيئًا واحدًا، يستطيع أن يدركه كل عاقل، ويفهمه كل شخص يمتلك أدنى درجات التفكير، وهو: أن "تسأل التاريخ؛ كم مرةً تنكَّر الدهر لدول الإسلام، وتسلط الفجار على المسلمين، فأثخنوا فيهم القتل، وأكرهوا أممًا منهم على الكفر، وأحرقوا الكتب، وهدموا المساجد، وصنعوا ما يكفي القليلُ منه لضياع هذا القرآن كُلاً أو بعضًا، كما فُعِل بالكتب قبله"(7)، فهل ضاع شيء من القرآن؟ وهل فقد منه شيء؟ وهل فقد شيء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

بل سلوا صحف الأخبار اليومية، وطالعوا حوادث الساعة في زماننا هذا؛ كم من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة تنفق في كل عام لمحو القرآن، وصد الناس عن الإسلام بالتضليل والبهتان، والخِداع والإغراء، ثم لا يظفر أهلها من وراء ذلك إلا بما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)} [سورة الأنفال 8/36]، هل تعلمون أمةً أضعفُ من أمة الإسلام؟ هل تعلمون دمًا في هذا الزمان أرخصُ من دم المسلم، وأرضًا استبيحت كما استبيحت أرض المسلمين؟، وهل تعلمون قوة أرضية هي أقوى من قوة الكفار، واقتصادًا أقوى من اقتصادهم، وساسة أدهى من ساستهم؟ قد اجتمعت في أيديهم قوة السلاح، والاقتصاد، والسياسة، والكلمة والدعاية، ومع هذا كله فإنا نقول لهم بكل ثقة وثبات: حاولوا أمرين اثنين، أو أحدهما إن عجزتم عنهما معًا، ونحن نؤمِنُ لكم، ونترك ديننا لأجلكم، ونؤمن بقرآنكم الجديد:

أول هذين الأمرين: أن يحرفوا القرآن، ويمحوه عن وجه الأرض، ولن يستطيعوا أن يفعلوا، أتدرون لماذا؟ لأن الذي يمسك القرآن أن يزول ويحرَّف، هو الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا، هل يستطيعون أن يأتوا بالشمس من المغرب، وهي تخرج من المشرق؟ كلا، فكذلك لا يستطيعون أن يحرفوا القرآن، ويمحوه عن وجه الأرض، وصدق الله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} [سورة التوبة 9/33].

وثاني هذين الأمرين: أن يأتوا بمثل هذا القرآن، وباب التحدي مفتوح، منذ أن نَزلَ القرآن والناس يعيشون حياة بسيطة، لم ينفتح عليهم من زينة الدنيا وزخارفها وحلاوتها وقوتها، ما انفتح في هذا الزمان، إلى أن نَثَرتِ الدنيا من زينتها وبهائها وزخارفها وفتنتها ما لم يره من قبلنا، وباب التحدي مفتوح {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ؟! قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38)} [سورة يونس 10/38].

ولعلكم سمعتم بمحاولتهم البائسة، إنها مُضحكةٌ فعلاً، إن أصغر حافظ للقرآن يستطيع أن يرد عليهم، بل إن أقل مسلم عامي لا يقرأ ولا يكتب، لا يستطيعون أن يروجوا عليه قرآنهم.

ولكن! هل يعني هذا أن ننام، وأن نتكل على هذه العناية الإلهية، ونترك السعي لحفظ القرآن، والذود عن حياضه الشريفة؟ كلا، إنما يُحفظ القرآن ويُنصر بقوم يحبون الله ويحبهم، يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم.

في القرآن جميع العلوم النافعة.

قال مسروق: "من سره أن يعلم علم الأولين والآخرين، وعلم الدنيا والآخرة فليقرأ سورة الواقعة".

قال الذهبي معلقًا على هذا القول: "هذا قاله مسروق على المبالغة؛ لعِظَمِ ما في السورة من جُمَلِ أمور الدارين، ومعنى قوله "فليقرأ الواقعة": أي بتدبر وتفكر وحضور، ولا يكن كمثل الحمار يحمل أسفارًا"(8).

وقال يحيى بن عمار: "العلوم خمسة: عِلمٌ هو حياة الدين، وهو علمُ التوحيد، وعِلمٌ هو قوت الدين، وهو العِظَةُ والذكر، وعلمٌ هو دواءُ الدين، وهو الفقه، وعلمٌ هو داءُ الدين، وهو أخبار ما وقع بين السلف -يعنى من النزاع، والقتال والخصام- وعلم هو هلاك الدين، وهو الكلام"(9).

وهذه العلوم الثلاثة كلها في القرآن الكريم؛ ففيه علم التوحيد، وعلم الوعظ والذكر، وعلم الفقه.

قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)} [سورة النحل 16/89].

كيفية التدبر ووسائله.

لقد حثنا الله على تدبر كتابه، وتأمل ما فيه من الآيات والحجج، والحقائق والعلوم، فقال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ؟! وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً (82)} [سورة النساء 4/82]، وقال تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ؟ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا؟! (24)} [سورة محمد 47/24]، إن التدبر في القرآن يكون في التأمل بمعانيه، وتحديق الفكر فيه، وفي مبادئه وعواقبه، ولوازم ذلك.

وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)} [سورة يوسف 12/2]، فالمقصود من جعله عربيًا بينًا ليحصل لنا العقل والاهتداء بفهمه وتدبره، ومن لم يفهم لم يتدبر، قال الحسن البصري: "ما أنزل الله من آية إلا وهو يحب أن يعلم فيما أنزلت، وماذا عُني بها".

ومن أهم الوسائل التي تعين على التدبر:

1- تفريغ القلب من الانشغال بغير الله، والتفكر في غير كتابه، فاقرأ القرآن وقلبك فارغ من كل شيء إلا من الله، ومحبته، والرغبة في فهم كلامه، قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)} [سورة ق 50/37].

2- الترتيل عند قراءة القرآن، وتحسين الصوت به، وتحزينه، فإنه معين على التدبر والتأمل، ولهذا يجد الإنسان من نفسه حب سماع القرآن حين يقرأ به القارئ الماهر، ذو الصوت الحسن، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وقف مرة يستمع لقراءة أبي موسى، وقال إنك قد أعطيت مزمارًا من مزامير آل دواد.

ومعرفة التجويد وضبط قراءة القرآن على شيخ متقن، من أهم الأمور التي تعين على الترتيل؛ لأن التجويد هو إعطاء الحروف حقها ومستحقها، وإنما يكون ذلك بتعلم كيفية القراءة الصحيحة.

3- استشعار عظمة الله، وأنه يكلمك بهذا القرآن، حتى كأنك تسمعه منه الآن، قال سلْم الخواص: "قلت لنفسي: اقرئي القرآن كأنك سمعتيه من الله حين تكلم به؛ فجاءت الحلاوة"(10). أي أنه لما استشعر هذا المعنى، وحمل نفسه على التفكر بهذا الفكر أحس بحلاوة القرآن، ولهذا روي عن علي أنه قال: "إذا أردتُ أن يكلمني الله قرأت القرآن، وإذا أردت أن أكلم الله قمت إلى الصلاة".

4- محاولة فهم معاني القرآن، بالرجوع إلى التفاسير التي تهتم ببيان المعنى، دون دخول في دقائق اللغة والإعراب، أو المسائل الفقهية، ومن أحسن هذه التفاسير تفسير ابن كثير، وتفسير ابن سعدي، وتفسير سيد قطب، وإن كان فيه بعض الأمور التي ينبغي أن يتنبه لها المسلم، لكنه جيد من حيث بيان المعنى، فهو يذكر أمورًا جليلة جملية.

أما إن كان الإنسان لديه همة وحرص فإنه يستطيع أن يراجع كتب التفسير الأخرى التي تفيض في بيان المعاني، وتذكر كثيرًا من الفوائد الجمة.

5- ربط القرآن بواقعك الذي تعيش فيه، وذلك بالنظر في المواعظ التي يذكرها، والقصص التي يحكيها، وكيف أن الله أهلك أممًا كثيرة لما كذبوا وأعرضوا، وأن هذا المصير ينتظر كل من أعرض عن الله، وكفر برسله، مهما كانوا في قوة وعزة.

وأيضًا: بالعمل بالأحكام التي فيه، فمثلاً إذا قرأت قول الله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (36)} [سورة الإسراء 17/36]، فإنك تحمل نفسك على عدم الكلام إلا في شيء تعلمه، وتمتنع عن الكلام في أمر لا تعلمه.

وإذا قرأت قول الله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)} [سورة ق 50/18]، انتهيت عن الكلام الباطل، وما لا نفع فيه؛ لأن كل كلمة تقولها فهي مرصودة.

وهكذا كان الصحابة يفعلون، فعن عطاء بن السائب أن أبا عبد الرحمن السلمي قال: أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن، فكنا نتعلم القرآن والعمل به، وسيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء، لا يجاوز تراقيهم(11).

6- معرفة بعض الأبحاث العلمية، التي تعتمد على التجارب الحسية، والتي تسمى بالحقائق العلمية؛ ففيها فوائد جمة، وزيادة فهم لمعنى الآية، قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)} [سورة فصلت 41/53].

ثمرات التدبر.

1- حصول اليقين في القلب، كما قال تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ} [سورة الجاثية 20]، فمن قرأ القرآن بتدبر وتأمل حصل له اليقين التام؛ لأن القرآن كالماء العذب، والقلب كالشجرة التي لا تستطيع أن تعيش وتنمو إلا بهذا الماء، فالقلب كلما تفكر في معاني كلام الله حصل له الري والشبع، والنمو والاستقرار، والثبات والعلو، ولَمَّا علم الله حاجة القلب إلى مثل ذلك كرر هذه المعاني الشريفة في كتابه، ونوع في بيانها، وضرب لها الأمثال، وصرف فيها من أنواع القول ما يحصل به للقلوب المتدبرة حياة لا تموت معه أبدًا.

2- زيادة الإيمان، قال تعالى: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124)} [سورة التوبة 9/124]، وإنما ازداد المؤمنون إيمانًا بسبب فهمها، واعتقاد ما فيها، والعمل بها، والرغبة في فعل الخير، ثم مع ذلك مستبشرون، يبشر بعضهم بعضًا بهذه المنة العظيمة، من إنزال الآيات وفهمها، والعمل بها، مما يدل على أن صدورهم منشرحة، وقلوبهم مطمئنة، فيبادرون إلى العمل مع فرح واستبشار.

أما المنافقون، ومن في قلوبهم مرض؛ فبسبب إعراضهم عن الفهم والتدبر يسأل بعضهم بعضًا أيكم زادته هذه إيمانًا؟! فلا يرون في هذه الآية زيادة إيمان، بل ربما زادتهم شكًا إلى شكهم، ومرضًا إلى مرضهم، بسبب إعراضهم عن فهمها وتدبر معانيها.

3- حصول العلم الصحيح، ودفع الشبه عن القلب، قال تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (44)} [سورة فصلت 41/44]، أي هذا القرآن يهدي المؤمنين إلى العلم الصحيح، الذي يثمر لهم العلم النافع، ويدفع عنهم أمراض القلوب والأبدان، فلا يكون في قلوبهم شك ولا ريب؛ لأنهم فهموا مراد الله، وعرفوا مقصوده؛ فاندفعت عنهم الأخلاق السيئة، والأعمال القبيحة.

4- الإعراض عن الدنيا، والتعلق بالآخرة، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38)} [سورة التوبة 9/38]، وقال تعالى: {وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131)} [سورة طـه 20/131]، قال الحسن : "يا ابن آدم: والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حُزْنُك، وليشتدَّنَّ في الدنيا خوفُك، وليكثُرَنَّ في الدنيا بكاؤك".

5- معرفة حقيقة الدنيا، وأنها ظل زائل، ما جمعت إلا لتفرق، وما أضحكت إلا لتبكي، وما أعطت إلا لتسلُب، كثيرها قليل، قال تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)} [سورة يونس 10/24]

6- الاعتصام والاجتماع في مقابل الفرقة والتشرذم، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)} [سورة آل عمران 3/103].

7- الشعور بالأمن من المخاوف والعذاب والشقاء، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82)} [سورة الأنعام 6/82].
8- حصول الرهبة والخوف، ثم الرجاء والطمأنينة، قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)} [سورة الزمر 39/23]، فحين نسمع آيات الوعيد والتهديد، يحصل للقلوب قشعريرة وخوف، تخشى أن يقع بها هذا الوعيد؛ فإذا سَمِعتْ آيات الوعد والترغيب حصل لها اللين والاطمئنان، وهذا من هُدى الله الذي يهدي به من يشاء.

صوارف التدبر.

1- القلوب اللاهية، فالقلب اللاهي هو الغافل، المنشغل بدنياه، الغارق في مطالبه الدنيوية، وهمومه المعيشية، فهؤلاء يستمعون القرآن بآذانهم، ولكنه لا يصل إلى قلوبهم؛ لانشغالها بأمور أخرى، قال تعالى: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ (3)} [سورة الأنبياء 21/2-3].

2- الأقفال على القلوب، كما قال تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (25)} [سورة الأنعام 6/25]، وقال تعالى {إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً (57)} [سورة الكهف 18/57]، وقال تعالى {أفلا يتدبرون القرآن، أم على قلوب أقفالها}.

وإنما عاقبهم الله بوضع الأغلال على قلوبهم لأنهم لم يقصدوا باستماعه طلب الحق ومعرفته، والعمل به، ولأنهم كفروا به أول مرة، ولِمَا وقع في قلوبهم من حب المعاصي والتعلق بها، والركون إلى الدنيا والرضى بها، والاطمئنان إليها.

إن من أخطر الأمور أن يتعلم المسلم العلم ثم لا يعمل به، أو يداهن في الدعوة إليه، أو يُعرِض عنه بعد ذوقه لحلاوة الإيمان، قال أبو العباس محمد بن السَّمَّاك: "كم من شيء إذا لم ينفع لم يضر، لكن العلم إذا لم ينفع يضر"(12).

إن كل من قرأ القرآن، ولم يتذوق حلاوته، ولم يجد في قلبه إقبالاً على الطاعة، وحبًا لها، ولم يفهم مراد الله حق الفهم، فليعلم أن على قلبه أقفالاً، وأنه قد حيل بينه وبين الخير، فليتفقد نفسه، وليراجع واقعه.

3- التنطع في إقامة الحروف، والوسوسة في إخراجها من مخارجها. قال ابن تيمية(13): "ولا يجعل همته فيما حُجِبَ به أكثرُ الناس من العلوم عن حقائق القرآن؛ إما بالوسوسة في خروج حروفه وترقيقها وتفخيمها وإمالتها، والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك؛ فإن هذا حائل للقلوب، قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، وكذلك شُغْلُ النطق بـ {أأنذرتهم} وضم الميم من (عليهم) ووصلها بالواو، وكسر الهاء، أو ضمها، ونحو ذلك، وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت، وكذلك تتبع وجوه الإعراب واستخراج التأويلات المستكرهة التي هي بالألغاز والأحاجي أشبه منها بالبيان".

فكل هذه الأمور مَنْ تجاوز فيها الحد فقد خرج عن المقصود منها؛ لأن المقصود هو فهم المعنى، وهي وسيلة إليه؛ فإذا انشغلنا به فقد اشغلنا عن المقصود بالوسيلة.

لكن من الناس من إذا سمع هذا الكلام ترك تعلم التجويد بالمرة، ولم يلتفت إلى الحِلَقِ التي تُعلِّم القراءة الصحيحة، وانشغل بأمور أخرى، وإذا قرأ لا يحسن القراءة، ويلحن لحنًا جليًا يحيل المعنى، ويحتج بمثل هذا الكلام، وهذا خطأ، فالنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من الغلو والجفاء، فالغلو هو المبالغة في تعلم المخارج وضبطها، والجفاء هو الإعراض مطلقًا عن تعلم ذلك، والتوسط والاعتدال هو تعلمها بما يعين على إقامة اللسان، وعدم الوقوع في الخطأ، ثم يجعل همته في تفهم معانيه.

4- جعل القرآن للأحزان والمآتم، فيقرأ القارئ، والناس لاهون، وإذا أصغوا بآذانهم فإنما يدفعهم لذلك حسن الصوت، أما المعنى وتدبر ما يقرأ فلا يحصل منه شيء، ولهذا لما توفي ابن أحد العلماء سنة عشر وخمسمئة، وعمر هذا الابن سبعٌ وعشرون سنة، وكان قد تفقه وناظر في الأصول والفروع وظهر منه أشياء تدل على دينه وخيره حزِن عليه أبوه، وصبر صبرًا جميلًا، فلما دُفِن جعل يتشكر للناس، فقرأ قارئ: {يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين} فبكى هذا العالِم، وبكى الناس، وضج الموضع بالبكاء؛ فقال العالم للقارئ يا هذا: إن كان يهيج الحزن فهو نياحة, والقرآن لم ينزل للنوح بل لتسكين الأحزان(14).

أيهما أفضل: الترتيل بتدبر مع قلة القراءة، أو السرعة مع كثرة القراءة؟

إن المتأمل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه يرى حرصهم على التلاوة بتدبر وتأمل، وفهم وتذكر، أكثر من حرصهم على كثرة القراءة وسرعتها، والإكثار من الختمات، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4)} [سورة المزمل 73/1-4]. أي اقرأه بترسل وتمهل؛ لأنه يحصل بذلك التدبر والتفكر، وتحريك القلوب به.

وهكذا كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها، وكانت قراءته مدًا.

وقال ابن مسعود: "لا تهذوا القرآن هذَّ الشعر، ولا تنثروه نثر الدَّقَل(15)، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة".

وقرأ علقمة على ابن مسعود، وكان حسن الصوت، فقال: رتل فداك أبي وأمي؛ فإنه زين القرآن.

وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: دخلتْ عليَّ امرأة وأنا أقرأ سورة هود، فقالت: يا عبد الرحمن! هكذا تقرأ سورة هود؟! والله إني فيها منذ ستة أشهر وما فرغت من قراءتها.

لكن لا يعني هذا أن المسلم لا يقرأ بسرعة في بعض الأحيان؛ لكي يضبط حفظه، أو يُنهي ورده اليومي، بل إن القراءة في حد ذاتها ولو كانت سريعة فيها أجر وثواب، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولمن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف))(16).

ولهذا قال شعبة: حدثنا أبو جمرة، قال: قلت لابن عباس: إني رجل سريع القراءة، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابن عباس: لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل، فإن كنت لا بد فاعلاً فاقرأ قراءةً تُسمِعُ أُذنيك، ويعِيها قلبُك(17).

وعلى هذا يمكن أن نقول: إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرًا، وثواب كثرة القراءة أكثر عددًا؛ فالأول: كمن تصدق بجوهرة عظيمة، أو أوقف أرضًا في مكان مهم ترتفع قيمة العقار فيه، والثاني كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أوقف عددًا من الأراضي كثيرة، لكنها في مكان بعيد، وقيمتها زهيدة(18).

الاقتصاد في قراءة القرآن.

هل يمكن أن نطالَب بالاقتصاد في قراءة القرآن، مع هذا الأجر العظيم في قراءته، وأن لك بكل حرف عشرَ حسنات، إلى أضعاف كثيرة؟!

الجواب نجده عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أَنْكَحَنِي أَبِي امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ، فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ -أي زوجة ابنه- فَيَسْأَلُهَا عَنْ بَعْلِهَا، فَتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَطَأْ لَنَا فِرَاشًا، وَلَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا مُنْذُ أَتَيْنَاهُ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ((الْقَنِي بِهِ)) فَلَقِيتُهُ بَعْدُ فَقَالَ: ((كَيْفَ تَصُومُ؟)) قَالَ: كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: ((وَكَيْفَ تَخْتِمُ؟)) قَالَ: كُلَّ لَيْلَةٍ، قَالَ: ((صُمْ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةً، وَاقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ)) قَالَ قُلْتُ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: ((صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْجُمُعَةِ)) -أي في الأسبوع- قُلْتُ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: ((أَفْطِرْ يَوْمَيْنِ، وَصُمْ يَوْمًا)) قَالَ قُلْتُ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: ((صُمْ أَفْضَلَ الصَّوْمِ، صَوْمَ دَاوُدَ، صِيَامَ يَوْمٍ وَإِفْطَارَ يَوْمٍ، وَاقْرَأْ فِي كُلِّ سَبْعِ لَيَالٍ مَرَّةً)) رواه البخاري ومسلم.

وفي رواية عند مسلم، قَالَ: ((وَاقْرَأْ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ)) قَالَ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: ((فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عِشْرِينَ)) قَالَ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: ((فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عَشْرٍ)) قَالَ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: ((فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ، وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ؛ فَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا)).

وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه, وإكرام ذي السلطان المقسط))(19)، فقوله: ((غير الغالي فيه والجافي عنه)): أي الذي سلك السبيل الوسط في التعامل مع القرآن؛ فلم يعرض عنه بالكلية، ولم يغل في قراءته والتنطع في مخارج حروفه، والانشغال بذلك عن العمل به، ولم يغل في العمل بما فيه، ويتكلف ويشدد على نفسه.

وهكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزبون القرآن فيقرؤونه في كل أسبوع مرة، وكانوا يستحبون أن يُقرأ القرآن من أسبوع إلى شهر، أي لا يستعجل في قراءته فيقرأه في أقل من أسبوع، ولا يهمل فيتركه أكثر من شهر(20).

ولهذا لما ذكر الذهبي في السير أن أبا بكر بن عياش قد مكث نحوًا من أربعين سنة يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة، قال: وهذه عبادة يخضع لها، ولكن متابعة السنة أولى، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عبد الله بن عمرو أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، وقال: ((لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث))(21).

وهكذا ما يروى عن عثمان بن عفان أن قرأ القرآن في ركعة؛ وكذا عدد من التابعين كانوا يختمون في كل يوم، وبعضهم ربما ختم أكثر من مرة، فهؤلاء لهم أحوال خاصة بهم، ثم إن سنة النبي صلى الله عليه وسلم أولى من سنة غيره، ولا يجوز أن نعارض سنة النبي صلى الله عليه وسلم بسنة غيره من الناس.

والمقصود من الاقتصاد في القراءة ليحصل للقارئ تدبر وتفكر فيما يقرأ.

من هم أهل القرآن؟

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ)) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: ((هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ))(22).

فهل أهل القرآن هم من يحفظه فقط، أو من تعلمه وعمل به، ولو لم يحفظه؟

يقول ابن القيم: "أهل القرآن هم العالمون به، العاملون بما فيه، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب، وأما من حفظه ولم يفهمه، ولم يعمل بما فيه، فليس من أهله، وإن أقام حروفه إقامة السهم"(23).

ويدل على ذلك حديث أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالْأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَالْمُؤْمِنُ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالتَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ أَوْ خَبِيثٌ وَرِيحُهَا مُرٌّ))(24).

لكن اصطلح المتأخرون على تسمية الحفاظ بأهل القرآن، أما من فهمه ولم يحفظه فلا يسمونه من أهل القرآن، ولهذا لو وقف شخص وقفًا على أهل القرآن، قالوا: لا يدخل فيه إلا الحافظ(25).

لكن الصواب هو أن أهل القرآن هم العالمون به، القارئون له، العاملون بأحكامه، ولو لم يكونوا من حفاظه، كما كان الصحابة يُسمون الفقهاء بالقراء.

ولهذا كان قوله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) يدخل فيه تعلم ألفاظه ومعانيه، وتعليم ذلك، بل المعنى هو المقصود الأول، وإنما نتعلم حروفه وألفاظه لكي نفهم معانيه، ونقيم حدوده وأحكامه.

بأي شيء نبدأ؟

هل يبدأ المسلم بتعلم العلم، أو يبدأ بقراءة القرآن وحفظه؟

سأل رجلٌ عبد الله بن المبارك، فقال: يا أبا عبد الرحمن في أي شيء أجعل فضل يومي؟ في تعلم القرآن، أو في تعلم العلم؟ فقال: هل تحسن من القرآن ما تقومُ بهِ صلاتُك؟ قال: نعم، قال: عليك بالعلم.

وقال الميموني: سألت أبا عبد الله أيهما أحب إليك أبدأ ابني بالقرآن أو بالحديث؟ قال: لا بالقرآن، قلت: أعلمه كلَّه، قال: إلا أن يعسُر، فتعلِّمُه منه. ثم قال لي: إذا قرأ أولًا تعود القراءة، ثم لزمها.

ولا تعارض بين هذين الجوابين؛ فإننا نفرق بين الكبير والصغير؛ فالصغير يقدم حفظ القرآن له، لما ذكره أحمد من العلة، وأما الكبير؛ فإنه يتعلم ما يصحح به صلاته؛ لأنه هو الواجب، ثم ينتقل إلى تعلم العلم المفترض عليه، وهو أحكام الصلاة وما يتعلق بها، والصوم، والزكاة، والحج(26).

وقال الإمام أحمد: والذي يجب على الإنسان من تعليم القرآن والعلم ما لا بد له منه في صلاته وإقامة عينه، وأقل ما يجب على الرجل من تعلم القرآن فاتحة الكتاب وسورتان.

وقال ابن حزم في الإجماع: اتفقوا أن حفظ شيء من القرآن واجب، ولم يتفقوا على ماهية ذلك الشيء ولا كميته بما يمكن ضبط إجماع فيه، إلا أنهم اتفقوا على أنه من حفِظَ أمَّ القرآنِ ببسم الله الرحمن الرحيم وسورة أخرى معها فقد أدى فرض الحفظ, وأنه لا يلزمه أكثر من ذلك، واتفقوا على استحباب حفظ جميعه، وأن ضبط جميعه واجب على الكفاية لا متعين(27).

وقال أحمد أيضًا: يجب على المسلم أن يطلب من العلم ما يقوم به دينه ولا يفرط في ذلك، فقيل له: فكل العلم يقوم به دينه؟! قال: الفرض الذي يجب عليه في نفسه لا بد له من طلبه. قيل: مثل أي شيء؟ قال: الذي لا يسعه جهله صلاته وصيامه(28).

وسئل ابن تيمية أيما طلب القرآن أو العلم أفضل؟

فأجاب(29): "أما العلم الذي يجب على الإنسان عينًا كعلم ما أمر الله به وما نهى الله عنه فهو مقدم على حفظ ما لا يجب من القرآن؛ فإن طلب العلم الأول واجب وطلب الثاني مستحب والواجب مقدم على المستحب، وأما طلب حفظ القرآن؛ فهو مقدم على كثير مما تسميه الناس علمًا، وهو إما باطل أو قليل النفع، وهو أيضًا مقدَّمٌ في التعلم في حق من يريد أن يتعلم علم الدين من الأصول والفروع؛ فإن المشروع في حق مثل هذا في هذه الأوقات أن يبدأ بحفظ القرآن؛ فإنه أصل علوم الدين بخلاف ما يفعله كثير من أهل البدع من الأعاجم وغيرهم، حيث يشتغل أحدهم بشيء من فضول العلم من الكلام أو الجدال والخلاف، أو الفروع النادرة، أو التقليد الذي لا يحتاج إليه أو غرائب الحديث التي لا تثبت ولا ينتفع بها، وكثير من الرياضيات التي لا تقوم عليها حجة، ويترك حفظ القرآن الذي هو أهم من ذلك كله، فلا بد في مثل هذه المسألة من التفصيل، والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به، فإن لم تكن هذه همة حافظه لم يكن من أهل العلم والدين والله سبحانه أعلم".

وعلى هذا فالواجب على المسلم أن يتعلم من القرآن ما يقيم به صلاته، ويتعلم من العلم ما يجب عليه، ثم بعد ذلك ينظر في نفسه وقدراته، ويستشير من يثق برأيه؛ هل ينصرف إلى العلم فيتعلم قراءة القرآن، ويضبط تلاوته، ويحرص على حفظه إن تيسر له ذلك، ويتعلم التفسير والحديث والفقه، أو أنه يشتغل بالحفظ وإقامة الحروف، ومعرفة أحكام التجويد، مع معرفة معانيه في الجملة.

وقدرات الناس ومواهبهم في ذلك مختلفة.

وإذا أردتم مثالاً على الفرق بين العالم، وبين حافظ القرآن فقط؛ فانظروا إلى أثر كل منهما فيمن حوله، ستجدون أن أثر العالم أعظم من أثر الحافظ فقط، ولهذا ظهر علم مالك وأبي حنيفة، والشافعي وأحمد وصاروا أئمة أعظم من ظهور أصحاب القراءات؛ كعاصم، وخلف بن هشام، وورش وقالون، والكسائي وغيرهم.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

وكتبه: عبد السلام بن إبراهيم الحصين.

———————————————

(1) مقدمة رشيد رضا لإعجاز القرآن لمصطفى صادق الرافعي (19).

(2) في الأصل صرامها.

(3) أي شدة الحرارة فيها.

(4) إعجاز القرآن للرافعي (30).

(5) انظر: سير أعلام النبلاء (3/174- 175 في ترجمته رضى الله عنه)

(6) روى القصة مسلم في صحيحه كتاب صلا المسافرين، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه.

(7) النبأ العظيم لدراز (43- 44).

(8) سير أعلام النبلاء (4/66).

(9) سير أعلام النبلاء (17/482).

(10) سير أعلام النبلاء (8/179).

(11) سير أعلام النبلاء (4/286).

(12) السير.

(13) مجموع الفتاوى (16/50).

(14) الآداب الشرعية (2/294).

(15) الدقل هو التمر اليابس، ومعناه: أن تقرأونه بسرعة كما تناثر الرطب الرديء اليابس من العذق إذا هُز.

(16) رواه الترمذي في كتاب ثواب القرآن، وحسنه، وذكر ابن القيم في الزاد أن الترمذي صححه، ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

(17) انظر: زاد المعاد (1/328).

(18) انظر: زاد المعاد (1/328).

(19) رواه أبو داود، قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: بإسناد جيد.

(20) انظر: مجموع الفتاوى (13/405- 407).

(21) سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي بكر بن عياش.

(22) رواه ابن ماجه، وأحمد والدارمي، قال في الزوائد: إسناده صحيح.

(23) زاد المعاد (1/327). وانظر: كلام أهل العلم على هذا الحديث، وعلى قوله صلى الله عليه وسلم ((أوتروا يا أهل القرآن)).

(24) رواه البخاري ومسلم.

(25) انظر: الموسوعة الفقهية (17/324).

(26) انظر: الآداب الشرعية لابن مفلح (2/33).

(27) الآداب الشرعية (2/34).

(28) الآداب الشرعية (2/35).

(29) مجموع الفتاوى (23/55).

منقول للفائدة




خليجية



خليجية



خليجية



التصنيفات
منوعات

تبين تآخذين اجر حفظة القرآن؟ أدخلي هنا

تبين تحفظين القرآن ومآقدرتي !!؟

طيب فيه طريقه تخليك بأذن الله تآخذين آجور مئآت من حفظة القرآن .
بدون أي جهد ولا حتى خسآره ..

تبين تعرفين كيف إنزلي تحت ..

::

::

::

جوال تاج

جوال تاج من أهل القرآن
لأهل القرآن.

من منا تمنى أنها تحفظ كتاب الله بس ما حفظت

من منا تتمنى أنها تاخذ أجر حفظ القرآن حتى وإن لم تحفظ جزء واحد

الحلم هذا بيكون اليوم حقيقة وما يحتاج جهد ولا تعب ولا طلعه من البيت

تاخذين أجر ناس تسهر مع كلام رب العالمين

تاخذين أجر ناس تقرأ كتاب الله أناء اليل وأطراف النهار

تاخذين أجر أهل الله وخاصته وتشاركين معهم

عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القران أهل الله وخاصته).

تاخذين أجر ناس يوم القيامة يلبسون تاج الوقار

‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم "إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب يقول: هل تعرفني؟ فيقول له: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن، الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل [تجارة]، قال: فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين، لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: يأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في [درج] الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام (يقرأ) هذا كان أو ترتيلا".

تاخذين أجر خير الناس ( خيركم من تعلم القران وعلمه ).

تاخذين أجر الماهر بالقران الي مع السفرة الكرام البره

حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام ، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده ، وهو عليه شديد فله أجران) .

تاخذين الحسنات المضاعفه المضاعفة بس ب40 هله بس

حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن : ألف حرف ولام حرف ، وميم حرف).

تبين تعرفين شلون؟!!!

·جوال تاج نبع من القرآن
·جوال تاج اشتراك في الخيرية
((خيركم من تعلم القران وعلمه )).

التعريف /

عبارة عن اشتراك شهري بمقدار 12 ريالاً فقط ((كل يوم ياخذون 40 هله))
تصلك رسائل يومية
عائد الاشتراك لصالح الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم

عد طلاب حلقات التحفيظ أكثر من 120.000 طالب وطالبة
عد الحفاظ في هذا العام فقط ( 890 طالب وطالبة )

الطريقة /

فقط برسالة نصية فيها رقم 1 إلى الرقم 81122 لمشتركي الاتصالات السعودية.
يعني 144 في السنه فقط .. سنه كآمله وانتي تتصدقين بشكل يومي .؟
شوفي اجر الصدقه :
من إزله البلاء ..
شفاء للمرضى ..
وغيره كثير .. زياده في مالك لاتنسي ذلك ولا تنسي كلام الرسول عليه الصلاة والسلام
مانقص مال من صدقه ..

وآذكرك واذكر نفسي .. ان نكون مدآومين على فعل الخير
وهذا ما يضمنه لنا الاشتراك في هذا الجوال ..
( خير دآئم افضل من كثير منقطع )

لمزيد من الاستفسارات الاتصال على هاتف الجمعية/ 2255352 2255342

لا تفكرين ولا تأخرين من لقى مثل هذ الفرصه الي تهون كنوز الدنيا عشانها ….

اسال الله التوفيق لكن واله ينفع في هذا الموضوع

منقول

سبحآن الله وبحمده عد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومدآد كلمآته

(((( أذا اشتركتي وطمعآنه في وزيآدة الاجر انشري الموضوع ..
هذه فرصه لا تفوتينهآ عليك .. واذا ماشتركتي نفس الشي انشريهآ بتآخذين اجور
كثير من الناس وانتي ما دفعتي هله وحده .. " تذكرو الدال على الخير كفآعله" )))

حآولو تنسخون الموضوع وترسلون للمضافين عندكم في الايميل

الهم اسعد وفق وارزق قارئة وكاتبه وناشره الموضوع .. واجعلها
من اهل الفردوس الاعلى من الجنه مع الانبياء والشهداء والصالحين ..
انك ولي ذلك والقادر عليه




بارك الله فيك



بنات ياله ماتبغون الاجر وينكم



التصنيفات
منتدى اسلامي

كيف تَتَلَقَّى رِسَالاتِ القرآن؟

كيف تَتَلَقَّى رِسَالاتِ القرآن؟
وتَكُونُ مِنْ أهلِ اللهِ وخَاصَّتِهِ!
خليجية

أنت! أيها الفتى الذي تشق الحياة في هذا الزمن العصيب! أنت! يا من تقبض على دينِكَ جمراً لاَهِباً في زمن الفتن والمحن! أنت! يا من تسأل عن مسلك الوصول إلى الله في حيرة النماذج والأشكال!
كيف تُحْيِي قلبَك؟ وتجدد دينَك؟ ثم تنصر أُمَّتَكَ؟
وتحقق عَبْدِيَّتَكَ لله كاملة!
هل سألت نفسك يوما:ماذا يريد الله منك؟
هل سألت نفسك يوما:هل تَلَقَّيْتَ عن الله رسالته إليك؟

ألاَ وإنَّ القرآن هو رسالة الله إلى العالمين، وإلى كل نفس في نفسها!
فهل فعلا تم لك التَّلَقِّي لرسالاتِه؟ أم أنك قرأت القرآن كما يقرأ الناس وكفى؟ وهل كل من قرأ القرآن أو تَلاَهُ قد تَلَقَّاهُ؟
قال جَلَّ جلالُه:(وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ!) (النمل:6)
تلك هي القضية!
إن النور نوران: نور مستعار ليس لك، تأخذه بفمك، فترسله إلى غيرك، لا يؤثر ولا ينفع؛ لأنه لم ينطلق من ذاتك! بل يخبو قبل الوصول إلى غيرك! وفاقد الشيء لا يعطيه!
ونور توقده بقلبك! وبِحَرِّ إيمانك، وبنار مكابدتك للقرآن! فهو كالسراج المشتعل بوجدانك! أنت أول من يحترق به! وأنت أول من يكابده ويعانيه! حتى إذا اشتعل حَقّاً أنار كل روحك وملأ كل كيانك! فإذا بك ترسل منه الشعاعات إلى الناس بلسانك، وبنظراتك، وبيدك، وبرجلك، وبكل جوارحك! نورا لا تطفئه الأضواء المخادعة أبداً! هكذا أنت بصورة تلقائية حيثما حللت وارتحلت! لا تملك إلا أن تفيض بالنور؛ لأن السراج المشتعل بأعماقك لا طاقة له على حجب أنواره الوهاجة! فهذا نور لا ينطفئ أبدا، ولا يخبو سرمدا!
فكيف تتلقى هذا النور؟
إنه لا نور لمن لمن يكابد جمر القرآن!
إن الداعية الحق هو أول من يخضع للعمليات الجراحية التي يجريها القرآن على القلوب؛ لأن وهج الوحي لا يصل إلى الناس إلا بعد أن تشتعل قلوبُ الدعاة بحرارته، وتلتهب هي ذاتها بحقائقه، وتتوهج بخطابه! فلا نور ولا اشتعال إلا باحتراق! ولك أن تتدبر معاناة محمد بن عبد الله، عليه الصلاة والسلام، ومكابدته للقرآن العظيم كيف كانت! وليس عَبَثاً أن يُرْسِلَ – صلى الله عليه وسلم – هذا الشعورَ العميقَ نفَساً لاهباً بين يدي أصحابه الكرام، قائلا لهم: (شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا!) ( )
فأنْ تَتَلَقَّى حقائقَ القرآن يعني أن جِذْوَتَهُ المشتعلة، تتنـزل عليكَ بكلماتِ الله فَتَسْكُنُ قَلْبَكَ! ثم تحرق منك أدْرَانَ الأهواءِ والخطايا والآثام! ودون ذلك ما دونه من الْمُجَاهَدَاتِ والآلام! حتى إذا صَفَتْ مرآتُك على شعاع الإخلاص، أرسلت النورَ على أصْفَى وأصْدَقِ ما يكون الإرسال! كَوْكَباً دُرِّياًّ يجري بِفَلَكِ التأسي خَلْفَ سِرَاجِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً! وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً! وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ! وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً!) (الأحزاب: 45-48).
إن تَلَقِّي رسالاتِ القرآن هو المنهاج الأساس لتلقي نور الله – جلَّ جلالُه – معاناةً حقيقيةً، لا استعارةً ولا تمثيلاً!
بل هي مدرسة قرآنية حية!
برنامجها الدراسي كتابُ الله! وشيخها المعلم سيدنا رسول الله! ومَعَاهِدُهَا بيوتُ الله!
ولها خطوات عملية، نجملها في الكلمات التالية، ولنا فيها تفصيل نحيلك عليه بعدُ إن شاء الله:
– أولا: لابد من استجابة الروح لإحياء القلب! فالقلب الميت أو المريض لا يمكن أن يتلقى شيئا!
قال جَلَّ جلالُه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ! وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ! وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ!)(الأنفال: 24-26).
– ثانيا:القرآن الكريم هو المادة الوحيدة لإحياء الروح؛ لأنه هو روح الروح! ولا حياةَ للقلوب – أفرادا وجماعات – إلا به! وقد سمى الله القرآن بنص كتابه: "روحاً"! فالروح اسم من أسماء القرآن الكريم. فاقرأ الآيةَ التالية وتَدَبَّرْ!
قال جَلَّ جلالُه: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ!) (الشورى: 52-53).
– ثالثا:أن التلقي لرسالات القرآن لا يكون إلا بالمنهاج التربوي الذي رسمه القرآنُ نفسُه! حيث يتم التعامل معه بالصورة التي تَنَـزَّلَ بها على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تلاوةً وتزكيةً وتعلماً وتعليماً، والتي عليها تربى أصحابه بين يديه زمنَ الرسالة؛ فكانوا بذلك جيلَ القرآن الأول، مقاماً وزماناً! وبذلك حَوَّلُوا مجرى التاريخ؛ فصنع الله بهم أمة الإسلام العظمى!
ذلك مشروع دعوي شامل، نتعامل فيه مع كتاب الله، رسالةً رسالةً، وكلمةً كلمةً! وإنه بمجرد التلقي للكلمات الأولى من رسالات الله، ينبعث الروح في الوجدان! وتتجدد في القلب الحياة!
فتَدَبَّرْ ما يلي! وانظر إلى نفسك من خلاله؛ واسألها: هل تجد مثلَه؟
قال جَلَّ جلالُه: (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً. وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنـزِيلاً. قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً! وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً! وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً!)(الإسراء: 105-109)
تلك صورةٌ من صورِ أهلِ التَّلَقِّي لكلمات الله! وأولئك هم أهل القرآن، الذين هم أَهْلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ حَقّاً! كما في الحديث الصحيح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إنَّ للهِ تَعَالَى أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ: أَهْلَ القُرْآنِ، هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ!) ( )
هنا بمدرسة التَّلَقِّي لِكَلِمَاتِ الله، نتعلم – أنا وأنت – مراتبَ الإخلاص! ونَصْحَبُ التَّوَّابِينَ والمتطهرين، ونَسْلُكُ بمدارِجِ الصِّدِّيقِينَ! سيراً إلى الله رب العالمين!
بقي الآن بيان المنهاج العملي التفصيلي للدخول في مدرسة التَّلَقِّي لرسالاتِ القرآن!
ذلك هو ما تجيب عنه – بحول الله وقوته – وَرَقَاتُ الفِطْرِيَّةِ، التي تشرح منهاج التلقي لرسالات الله خطوةً خطوةً!
قال جلَّ جلالُه: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ! وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً!) (الأحزاب: 39).
فَتَجَرَّدْ لله يا صاح، وادْخُلْ مدرسةَ القرآن!
ذلك، وإنما الموفَّق من وفقه الله!




جزاك الله الف خير
بارك الله فيك
والله يعطيك العافيه




خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

الوصال بين القلب والقرآن؟!

كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن؟!

إنَّ الإيمانَ بقيمةِ الشيء –أي شيء– هو الذي يولِّدُ الانبهارَ به، والاستسلامَ له، وفتحَ منافذِ الاستماعِ والتلقي منه، والعكسُ صحيحٌ فعدمُ الإيمانِ بالشيء يدفعُ لإغلاقِ منافذِ الاستماعِ له، وعدمِ الاكتراثِ به.

من هنا نقولُ بأنَّ نقطةَ البدايةِ الصحيحةِ للانتفاعِ بالقرآن هي العملُ على زيادةِ الإيمانِ به في القلوبِ كما يقول الإمامُ البخاري: "لا يجدُ طعمَه إلا من آمن به".

فكلما ازدادَ الإيمانُ: ازدادَ التلهّفُ للإقبالِ عليه، والاستسلامِ له، والانجذابِ نحوه، والانشغالِ به.

فكيف لنا أن نُترجمَ هذا الكلامَ النظريَ إلى واقعٍ عمليٍ، ليحدثَ الوصالُ بين القلبِ والقرآن؟!

هناك ثلاثةُ محاورَ ينبغي أن نسيرَ فيها مجتمعةً حتى يتحقّقَ لنا –بمشيئة الله– الهدفُ الذي نصبو إليه.

هذه المحاورُ هي:

أولاً: تقويةُ الرغبةِ والدافعِ للانتفاعِ الحقيقي بالقرآن .

ثانيًا: صدقُ اللجوءِ إلى الله والإلحاحِ عليه لتيسيرِ انتفاعنِا بالقرآن.

ثالثًا: الإقبالُ على القرآنِ، والإكثارُ من تلاوتِه، واتخاذُ الأسبابِ والوسائلِ المعينةِ على تدبُّرِه والتأثُّرِ به.

المحور الأول: تقويةُ الرغبةِ والدافعِ للانتفاعِ الحقيقي بالقرآن.

الخطوةُ الأولى في طريقِ العودةِ إلى القرآنِ، وتوجيهِ القلبِ نحو أنوارِه -كما أسلفنا- هي زيادةُ الثقةِ فيه، والتعرفُ على قيمتِه الحقيقيةِ، وكيف أنّه قادرٌ -بإذن الله- على إحياءِ قلوبِنا وتغييرِ ما بأنفسنا، والتعرف كذلك على العقباتِ التي تواجهُنا في طريقِ العودةِ إليه وكيفية اجتيازها، مع تصحيحِ المفاهيمِ الخاطئةِ التي رسختْ في الأذهانِ عن كيفيةِ التعاملِ معه.. وكلما ازدادت الثقةُ في القرآنِ قويت الرغبةُ، واشتدت الحاجةُ، وتولّد الدافعُ القويُ للإقبالِ الصحيحِ عليه.

وإليك أخي القارئ كلماتٌ لأبي الحسن الندوي -رحمه الله- تؤكّدُ هذا المعنى يقولُ فيها:

"إنّ من الشروطِ الأوليةِ الأساسيةِ للاستفادةِ من القرآنِ الكريمِ والانتفاعِ به، هو وجودُ الرغبةِ إليه، وطلبُ الاستفادةِ منه، فمن لم تتحقّق عنده الرغبةُ والطلبُ ماذا يكونُ تأثيرُ القرآن فيه؟

إنّ من سنةِ الله تعالى ونواميسِه أنه لا يعطي إلا بالرغبةِ والسؤالِ، وللرغبةِ والسؤالِ عنده قيمةٌ كبيرةٌ، فالقلقُ على الوضعِ الراهنِ وعدمِ الاقتناعِ به، والجهد للإصلاحِ والتغييرِ، والبحث عن الطريقِ هو أول خطوةٍ عنده في سبيلِ السعادة"[المدخل إلى الدراسات القرآنية الندوي ص93].

لذلك فإنَّ الخطوةَ الأولى والأساسيةَ في طريقِ العودةِ إلى القرآنِ هي ترسيخُ وتعميقُ الشعورِ بالرغبةِ الأكيدةِ والاحتياجِ الحقيقي إليه.

المحور الثاني: الإلحاح على الله عز وجل.

لابد أن نوقنَ بأنَّ الذي سيفتحُ لنا قلوبَنا ليحدثَ الوصالُ بينها وبين القرآنِ هو الله وحده لا شريك له.

يقول ابن رجب: "عونُ الله للعبدِ على قدرِ قوةِ عزيمتِه وضعفِها، فمن صمّمَ على إرادةِ الخيرِ أعانه الله وثبّته".

فالخيرُ كله منوطٌ بالعزيمةِ الصادقةِ على الرشدِ، وهي الحملةُ الأولى التي تهزمُ جيوشَ الباطل، وتوجبُ الغلبةَ لجنودِ الحقِّ، قال أبو حازم: "إذا عزمَ العبدُ على تركِ الآثامِ، أتته الفتوحُ".

ترجمة الرغبة:

فإن كانت الخطوةُ الأولى للانتفاعِ الحقيقي بالقرآنِ هي اشتدادُ الرغبةِ، فإنَّ الخطوةَ التي تليها.. بل تصحبُها.. هي ترجمةُ هذه الرغبةِ بالدعاءِ والتضرّعِ إلى اللهِ -عز وجل- بأنْ يفتحَ قلوبَنا لنورِ القرآنِ، ويُعرَضها لحُسنِ التأثُّرِ به.

علينا أن ندعوه -سبحانه- دعاءَ المضّطرِ الذي يخرجُ دعاؤه من أعماقِ أعماقِ قلبه، كالذي تتقاذفُه الأمواجُ في البحرِ، فأخذ يصارعُ الغرقَ، وليس لديه شيء يتعلّقُ به إلا أمّله في الله بأن يستجيبَ تضرّعَه، وينقذَه من الموتِ.

واعلم –أخي– أن مفتاحَ الإجابةِ هو التضرعُ والحرقةُ واستشعارُ الاحتياجِ الماس لله -عز وجل-.

يقول ابن رجب: "وعلى قدرِ الحرقةِ والفاقةِ تكون إجابةُ الدعاء"[الذل والانكسار لابن رجب].

ولنعلم جميعًا بأننا لو وصلنا لحالةِ الاضّطرارِ والحرقةِ عند الدعاءِ مرات ومرات ، فإنَّ البابَ –يقينًا– سيُفتح، والشيطانَ سيخنسُ، وشمسَ القرآنِ ستشرقُ في قلوبِنا بنورِ ربها.

ومن أهمِّ أوقاتِ الإلحاحِ على اللهِ ودعائِه دعاء المضطرِ هو ذلك الوقتُ الذي يسبقُ قراءةَ القرآنِ، فالإلحاحُ الحارُ في هذا الوقتِ من شأنِه أن يهيئ القلبَ لاستقبالِ القرآنِ استقبالاً صحيحًا.

أخي: أتظنُّ أنك إن مرَّغت وجهَك في الترابِ، فاختلط به دمعُك، واشتد نحيبُك وتضرُّعُك إلى الله في طلبِك للوصالِ بين قلبِك والقرآن… أتظن أنَّ ربَّك يعرض عنك، ولا يستجيبُ لطلبِك؟!

المحور الثالث: وسائل عملية معينة على الانتفاع بالقرآن:

أولاً: الإلحاحُ على الله -عز وجل-بأن يفتحَ قلوبَنا لأنوارِ كتابِه، وأن يكرمَنا ويعينَنا على التدبُّرِ والتأثُّرِ، ولقد تقدّم الحديثُ عن أهميةِ الإلحاحِ على الله في المحور الثاني، ونعيد ذكرَه هنا باعتبارِ أنَّ القيامَ به أمرٌ ضروريٌ قبل الشروعِ في تلاوةِ القرآنِ وذلك لأهميتِه وفائدتِه العظيمةِ في استثارةِ مشاعرِ الرغبةِ في الانتفاعِ بالقرآنِ، وتهيئةِ القلبِ لاستقباله.

ثانيًا: الإكثارُ من تلاوةِ القرآنِ، وإطالةُ فترةِ المكثِ معه، وعدمُ قطعِ القراءةِ بأي أمرٍ من الأمور -ما أمكن ذلك- حتى لا نخرجَ من جوِّ القرآن، وسلطانِ الاستعاذةِ، خاصة في البدايةِ، ويُفضّل أن يكونَ اللقاءُ بالقرآنِ في مكانٍ هادئ -قدر المستطاع- وبعيدًا عن الضوضاءِ ليساعدَ المرءَ على التركيزِ وعدمِ شرودِ الذهنِ، ولا ننسى الوضوءَ والسواكَ قبل القراءةِ فهي أيضًا من المعينات.

ثالثًا: القراءةُ من المصحفِ وبصوتٍ مسموعٍ وبترتيل: فالترتيلُ له وظيفةٌ كبيرةٌ في الطَّرْق على المشاعرِ ومن ثمَّ استثارتُها وتجاوبُها مع الفهمِ الذي سيولِّده التدبُّرُ، لينشأَ بذلك الإيمانُ حينما يتعانقُ الفهمُ مع التأثُّرِ.

وهنا تبرزُ أهميةُ تعلّمِ أحكامِ التلاوةِ حتى تتحقّقَ الفائدةُ من الترتيلِ.

فلابد وأن يجتهدَ كلٌّ منا في تعلُّمِ أحكامِ التلاوةِ والنطقِ الصحيحِ للآيات في أسرعِ وقتٍ حتى يتسنى له الانتفاعُ بالقرآن.

رابعًا: القراءةُ الهادئةُ الحزينةُ: علينا ونحن نرتِّلُ القرآنَ، أن نُعطي الحروفَ والغُنَّاتِ والمدودَ حقّها حتى يتيسّرَ لنا معايشةُ الآياتِ وتدبُّرُها والتأثُّرُ بها، وعلينا كذلك أن نقرأَ القرآنَ بصوتٍ حزينٍ لاستجلابِ التأثُّرِ.

خامسًا: الفهمُ الإجمالي للآياتِ من خلالِ إعمالِ العقلِ في تفهُّمِ الخطابِ، وهذا يستلزمُ منا التركيزَ التامَ مع القراءةِ.

وليس معنى إعمال العقل في تفهّمِ الخطابِ أن نقفَ عند كلِّ كلمةٍ ونتكلّف في معرفةِ معناها وما وراءها، بل يكفي المعنى الإجماليُ الذي تدلّ عليه الآيةُ حتى يتسنى لنا الاسترسالُ في القراءةِ ومن ثمَّ التصاعدُ التدريجي لحركةِ المشاعرِ فتصل إلى التأثُّرِ والانفعالِ في أسرعِ وقتٍ.

سادسًا: الاجتهادُ في التعاملِ مع القرآنِ كأنه أُنزل عليك، وكأنك المخاطبُ به، والاجتهادُ كذلك في التفاعلِ مع هذا الخطابِ من خلالِ الردِّ على الأسئلةِ التي تتضمنها الآياتُ، والتأمينُ عند مواضعِ الدعاء.. وهكذا.

سابعًا: تكرارُ وترديدُ الآيةِ أو الآياتِ التي حدث معها تجاوبٌ وتأثُرٌ قلبي حتى يتسنى للقلبِ الاستزادةُ من النورِ الذي يدخل، والإيمانِ الذي ينشأُ في هذه اللحظاتِ، ويستمر ترديدُ وتكرارُ تلك الآيةِ أو الآيات حتى يتوقّفَ التأثُّرُ والانفعالُ، فكما قيل: "الآيةُ مثلُ التمرةِ كلما مضغتَها، استخرجتَ حلاوتَها".

فإن داومَنا على هذه الوسائل –أخي القارئ– وثابرنا عليها وسرنا بها جنباً إلى جنبٍ مع المحورين السابقين (تقوية الرغبة، والإلحاح على الله)، فلنبشر جميعًا بقربِ شروقِ شمسِ القرآنِ على قلوبِنا لتبدأَ معها حياةٌ جديدةٌ تكسوها السكينةُ والطمأنينةُ، وروحٌ جديدةٌ وثّابةٌ توّاقةٌ لفعل الخيرِ، وأهمّ من هذا كلّه التجلببُ بجلبابِ العبودية، والرضا بالله رباً، والاكتفاء به، والاستغناء عن الناس.

..كل هذا، أخي الحبيب، وغيره من الثمارِ العظيمةِ ينتظرنا جميعًا إن نحن أحسَنَّا الإقبالَ على القرآنِ وداومنا على ذلك.

فكلما أعطينا للقرآنِ حقّه أعطانا من خيرِه وكنوزِه التي لا نهاية لها، فلو كان البحرُ مدادًا والأشجارُ أقلامًا، تكتبُ ما يحمله كلامُ الله من معانٍ هاديةٍ، لنفد البحرُ قبل أن تنفدَ أسرارُ ومعاني هذا الكلام.

واعلم -أخي- بأننا إذا أحسنَّا الإقبالَ على القرآنِ، وأكثرنا من تلاوتِه بالليلِ والنهارِ، فسنجد –بعون الله– لذةَ المناجاةِ، وسنأنسُ بكلامِ الله أكثرَ من أُنسنا بأي شيءٍ آخر، وستأتينا الفتوحاتُ من حيث لا نحتسب.




شكرلك



خليجية



مشكوورره



التصنيفات
منتدى اسلامي

لماذا نحفظ القرآن؟

لماذا نحفظ القرآن؟

1 – التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم : فقد كان عليه الصلاة والسلام يحفظه، ويراجعه مع جبريل عليه السلام ومع بعض أصحابه.

2 – التأسي بالسلف: قال ابن عبد البر: (طلب العلم درجات ورتب لا ينبغي تعديها، ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله، فأول العلم حفظ كتاب الله عز وجل وتفهمه… ا ه )

3 – حفظه ميسر للناس كلهم، ولا علاقة له بالذكاء أو العمر، فقد حفظه الكثيرون على كبر سنهم. بل حفظه الأعاجم الذين لا يتكلمون العربية، فضلاً عن الأطفال.

4 – حفظ القرآن مشروع لا يعرف الفشل … كيف؟!حين يبدأ المسلم بحفظ القرآن الكريم بعزيمة قوية ثم يدب إليه الكسل والخمول فينقطع عن مواصلة الحفظ، فإن القدر الذي حفظه منه لا يضيع سدى، بل إنه لو لم يحفظ شيئاً فإنه لن يحرم أجر التلاوة، فكل حرف بعشر حسنات.

5 – حملة القرآن هم أهل الله وخاصته كما في الحديث، وكفى بهذا شرفاً.

6 – حامل القرآن يستحق التكريم، في الحديث (إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه … الحديث) فأين المشمرون؟

7 – الغبطة الحقيقية تكون في القرآن وحفظه، في الحديث (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل … الحديث).

8 – حفظ القرآن وتعلمه خير من متاع الدنيا، في الحديث (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل) وتذكر أن الإبل في ذلك الزمان أنفس المال وأغلاه.

9 – حافظ القرآن هو أولى الناس بالإمامة، في الحديث (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) وتذكر أن الصلاة عمود الدين وثاني أركان الإسلام.

10 – حفظ القرآن الكريم رفعة في الدنيا والآخرة، في الحديث (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين).

11 – حافظ القرآن يقدم في قبره، فبعد معركة أحد وعند دفن الشهداء كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع الرجلين في قبر واحد ويقدم أكثرهم حفظاً.

12 – وفي يوم القيامة يشفع القرآن لأهله وحملته، وشفاعته مقبولة عند الله تعالى، في الحديث (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). فهنيئاً لمن يشفع له هذا الكتاب العظيم في ذلك اليوم العصيب.

13 – حفظ القرآن سبب للنجاة من النار، في الحديث (لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق) رواه أحمد وغيره. ويقول أبو أمامة: إن الله لا يعذب بالنار قلباً وعى القرآن.

14 – إن حفظه رفعة في درجات الجنة، في الحديث (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقى ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها). قال ابن حجر الهيتمي: الخبر خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب، لأن مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها.

15 – حافظ القرآن مع السفرة الكرام البررة، في الحديث – واللفظ للبخاري – : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة) فيا له من شرف أن تكون مع من قال الله فيهم { فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ } (عبس من الآية 13 :16) .

16 – حافظ القرآن أكثر الناس تلاوة له، فحفظه يستلزم القراءة المكررة، وتثبيته يحتاج إلى مراجعة دائمة، وفي الحديث (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها).

17 – حافظ القرآن يقرأ في كل أحواله، فبإمكانه أن يقرأ وهو يعمل أو يقود سيارته أو في الظلام، ويقرأ ما شياً ومستلقياً، فهل يستطيع غير الحافظ أن يفعل ذلك؟

18 – حافظ القرآن لا يعوزه الاستشهاد بآيات القرآن الكريم في حديثه وخطبه ومواعظه وتدريسه، أما غير الحافظ فكم يعاني عند الحاجة إلى الاستشهاد بآية، أو معرفة موضعها.
فهل بعد هذا نزهد في حفظ ما نستطيع من كتاب الله ؟! ..

كتب الشيخ محمد صالح المنجد

تحياتي

عاشقة الماضي




بارك الله فيك



مشكوره اختي علي الموضوع و تستحقي التقيم قيمت اختك هومه



التصنيفات
منتدى اسلامي

كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن؟!

إنَّ الإيمانَ بقيمةِ الشيء–أي شيء– هو الذي يولِّدُ الانبهارَ به، والاستسلامَ له، وفتحَ منافذِ الاستماعِ والتلقي منه، والعكسُ صحيحٌ فعدمُ الإيمانِ بالشيء يدفعُ لإغلاقِ منافذِ الاستماعِ له، وعدمِ الاكتراثِ به.
من هنا نقولُ بأنَّ نقطةَ البدايةِ الصحيحةِ للانتفاعِ بالقرآن هي العملُ على زيادةِ الإيمانِ به في القلوبِ كما يقول الإمامُ البخاري: "لا يجدُ طعمَه إلا من آمن به".
فكلما ازدادَ الإيمانُ: ازدادَ التلهّفُ للإقبالِ عليه، والاستسلامِ له، والانجذابِ نحوه، والانشغالِ به.
فكيف لنا أن نُترجمَ هذا الكلامَ النظريَ إلى واقعٍ عمليٍ، ليحدثَ الوصالُ بين القلبِ والقرآن؟!
هناك ثلاثةُ محاورَ ينبغي أن نسيرَ فيها مجتمعةً حتى يتحقّقَ لنا –بمشيئة الله– الهدفُ الذي نصبو إليه.
هذه المحاورُ هي:
أولاً: تقويةُ الرغبةِ والدافعِ للانتفاعِ الحقيقي بالقرآن .
ثانيًا: صدقُ اللجوءِ إلى الله والإلحاحِ عليه لتيسيرِ انتفاعنِا بالقرآن.
ثالثًا: الإقبالُ على القرآنِ، والإكثارُ من تلاوتِه، واتخاذُ الأسبابِ والوسائلِ المعينةِ على تدبُّرِه والتأثُّرِ به.
المحور الأول: تقويةُ الرغبةِ والدافعِ للانتفاعِ الحقيقي بالقرآن.
الخطوةُ الأولى في طريقِ العودةِ إلى القرآنِ، وتوجيهِ القلبِ نحو أنوارِه -كما أسلفنا- هي زيادةُ الثقةِ فيه، والتعرفُ على قيمتِه الحقيقيةِ، وكيف أنّه قادرٌ -بإذن الله- على إحياءِ قلوبِنا وتغييرِ ما بأنفسنا، والتعرف كذلك على العقباتِ التي تواجهُنا في طريقِ العودةِ إليه وكيفية اجتيازها، مع تصحيحِ المفاهيمِ الخاطئةِ التي رسختْ في الأذهانِ عن كيفيةِ التعاملِ معه.. وكلما ازدادت الثقةُ في القرآنِ قويت الرغبةُ، واشتدت الحاجةُ، وتولّد الدافعُ القويُ للإقبالِ الصحيحِ عليه.
وإليك أخي القارئ كلماتٌ لأبي الحسن الندوي -رحمه الله- تؤكّدُ هذا المعنى يقولُ فيها:
"إنّ من الشروطِ الأوليةِ الأساسيةِ للاستفادةِ من القرآنِ الكريمِ والانتفاعِ به، هو وجودُ الرغبةِ إليه، وطلبُ الاستفادةِ منه، فمن لم تتحقّق عنده الرغبةُ والطلبُ ماذا يكونُ تأثيرُ القرآن فيه؟
إنّ من سنةِ الله تعالى ونواميسِه أنه لا يعطي إلا بالرغبةِ والسؤالِ، وللرغبةِ والسؤالِ عنده قيمةٌ كبيرةٌ، فالقلقُ على الوضعِ الراهنِ وعدمِ الاقتناعِ به، والجهد للإصلاحِ والتغييرِ، والبحث عن الطريقِ هو أول خطوةٍ عنده في سبيلِ السعادة"[المدخل إلى الدراسات القرآنية الندوي ص93].
لذلك فإنَّ الخطوةَ الأولى والأساسيةَ في طريقِ العودةِ إلى القرآنِ هي ترسيخُ وتعميقُ الشعورِ بالرغبةِ الأكيدةِ والاحتياجِ الحقيقي إليه.
المحور الثاني: الإلحاح على الله عز وجل.
لابد أن نوقنَ بأنَّ الذي سيفتحُ لنا قلوبَنا ليحدثَ الوصالُ بينها وبين القرآنِ هو الله وحده لا شريك له.
يقول ابن رجب: "عونُ الله للعبدِ على قدرِ قوةِ عزيمتِه وضعفِها، فمن صمّمَ على إرادةِ الخيرِ أعانه الله وثبّته".
فالخيرُ كله منوطٌ بالعزيمةِ الصادقةِ على الرشدِ، وهي الحملةُ الأولى التي تهزمُ جيوشَ الباطل، وتوجبُ الغلبةَ لجنودِ الحقِّ، قال أبو حازم: "إذا عزمَ العبدُ على تركِ الآثامِ، أتته الفتوحُ".
ترجمة الرغبة:
فإن كانت الخطوةُ الأولى للانتفاعِ الحقيقي بالقرآنِ هي اشتدادُ الرغبةِ، فإنَّ الخطوةَ التي تليها.. بل تصحبُها.. هي ترجمةُ هذه الرغبةِ بالدعاءِ والتضرّعِ إلى اللهِ -عز وجل- بأنْ يفتحَ قلوبَنا لنورِ القرآنِ، ويُعرَضها لحُسنِ التأثُّرِ به.
علينا أن ندعوه -سبحانه- دعاءَ المضّطرِ الذي يخرجُ دعاؤه من أعماقِ أعماقِ قلبه، كالذي تتقاذفُه الأمواجُ في البحرِ، فأخذ يصارعُ الغرقَ، وليس لديه شيء يتعلّقُ به إلا أمّله في الله بأن يستجيبَ تضرّعَه، وينقذَه من الموتِ.
واعلم –أخي– أن مفتاحَ الإجابةِ هو التضرعُ والحرقةُ واستشعارُ الاحتياجِ الماس لله -عز وجل-.
يقول ابن رجب: "وعلى قدرِ الحرقةِ والفاقةِ تكون إجابةُ الدعاء"[الذل والانكسار لابن رجب].
ولنعلم جميعًا بأننا لو وصلنالحالةِ الاضّطرارِ والحرقةِ عند الدعاءِ مرات ومرات ، فإنَّ البابَ –يقينًا– سيُفتح، والشيطانَ سيخنسُ، وشمسَ القرآنِ ستشرقُ في قلوبِنا بنورِ ربها.
ومن أهمِّ أوقاتِ الإلحاحِ على اللهِ ودعائِه دعاء المضطرِ هو ذلك الوقتُ الذي يسبقُ قراءةَ القرآنِ، فالإلحاحُ الحارُ في هذا الوقتِ من شأنِه أن يهيئ القلبَ لاستقبالِ القرآنِ استقبالاً صحيحًا.
أخي: أتظنُّ أنك إن مرَّغت وجهَك في الترابِ، فاختلط به دمعُك، واشتد نحيبُك وتضرُّعُك إلى الله في طلبِك للوصالِ بين قلبِك والقرآن… أتظن أنَّ ربَّك يعرض عنك، ولا يستجيبُ لطلبِك؟!



المحور الثالث:وسائل عملية معينة على الانتفاع بالقرآن:
أولاً:الإلحاحُ على الله -عز وجل-بأن يفتحَ قلوبَنالأنوارِ كتابِه،وأن يكرمَنا ويعينَنا على التدبُّرِوالتأثُّرِ، ولقد تقدّم الحديثُ عن أهميةِ الإلحاحِ على الله في المحور الثاني،ونعيد ذكرَه هنا باعتبارِ أنَّ القيامَ به أمرٌ ضروريٌ قبل الشروعِ في تلاوةِالقرآنِ وذلك لأهميتِه وفائدتِه العظيمةِ في استثارةِ مشاعرِ الرغبةِ في الانتفاعِبالقرآنِ، وتهيئةِ القلبِ لاستقباله.
ثانيًا: الإكثارُ من تلاوةِ القرآنِ، وإطالةُ فترةِ المكثِ معه،وعدمُقطعِ القراءةِ بأي أمرٍ من الأمور -ما أمكن ذلك- حتى لا نخرجَ من جوِّ القرآن،وسلطانِ الاستعاذةِ، خاصة في البدايةِ، ويُفضّل أن يكونَ اللقاءُ بالقرآنِ في مكانٍهادئ -قدر المستطاع- وبعيدًا عن الضوضاءِ ليساعدَ المرءَ على التركيزِ وعدمِ شرودِالذهنِ، ولا ننسى الوضوءَ والسواكَ قبل القراءةِ فهي أيضًا منالمعينات.
ثالثًا: القراءةُ من المصحفِ وبصوتٍمسموعٍ وبترتيل:فالترتيلُ له وظيفةٌ كبيرةٌ في الطَّرْق علىالمشاعرِ ومن ثمَّ استثارتُها وتجاوبُها مع الفهمِ الذي سيولِّده التدبُّرُ، لينشأَبذلك الإيمانُ حينما يتعانقُ الفهمُ مع التأثُّرِ.
وهنا تبرزُ أهميةُ تعلّمِ أحكامِ التلاوةِ حتى تتحقّقَ الفائدةُ منالترتيلِ.
فلابد وأن يجتهدَ كلٌّ منافي تعلُّمِ أحكامِ التلاوةِ والنطقِ الصحيحِ للآيات في أسرعِ وقتٍ حتى يتسنى لهالانتفاعُ بالقرآن.
رابعًا: القراءةُ الهادئةُالحزينةُ: علينا ونحن نرتِّلُ القرآنَ، أن نُعطي الحروفَوالغُنَّاتِ والمدودَ حقّها حتى يتيسّرَ لنا معايشةُ الآياتِ وتدبُّرُها والتأثُّرُبها، وعلينا كذلك أن نقرأَ القرآنَ بصوتٍ حزينٍ لاستجلابِالتأثُّرِ.
خامسًا: الفهمُ الإجمالي للآياتِمن خلالِ إعمالِ العقلِ في تفهُّمِ الخطابِ، وهذا يستلزمُ مناالتركيزَ التامَ مع القراءةِ.
وليس معنى إعمالالعقل في تفهّمِ الخطابِأن نقفَ عند كلِّ كلمةٍ ونتكلّف فيمعرفةِ معناها وما وراءها، بل يكفي المعنى الإجماليُ الذي تدلّ عليه الآيةُ حتىيتسنى لنا الاسترسالُ في القراءةِ ومن ثمَّ التصاعدُ التدريجي لحركةِ المشاعرِ فتصلإلى التأثُّرِ والانفعالِ في أسرعِ وقتٍ.
سادسًا: الاجتهادُ في التعاملِ مع القرآنِ كأنه أُنزل عليك،وكأنكالمخاطبُ به، والاجتهادُ كذلك في التفاعلِ مع هذا الخطابِ من خلالِ الردِّ علىالأسئلةِ التي تتضمنها الآياتُ، والتأمينُ عند مواضعِ الدعاء.. وهكذا.
سابعًا: تكرارُ وترديدُ الآيةِ أوالآياتِالتي حدث معها تجاوبٌ وتأثُرٌ قلبي حتى يتسنى للقلبِالاستزادةُ من النورِ الذي يدخل، والإيمانِ الذي ينشأُ في هذه اللحظاتِ، ويستمرترديدُ وتكرارُ تلك الآيةِ أو الآيات حتى يتوقّفَ التأثُّرُ والانفعالُ،فكما قيل: "الآيةُ مثلُالتمرةِ كلما مضغتَها، استخرجتَ حلاوتَها".
فإنداومَنا على هذه الوسائل –أخي القارئ–وثابرنا عليها وسرنا بهاجنباً إلى جنبٍ مع المحورين السابقين(تقوية الرغبة،والإلحاح على الله)، فلنبشر جميعًا بقربِ شروقِ شمسِالقرآنِ على قلوبِنا لتبدأَ معها حياةٌ جديدةٌ تكسوها السكينةُ والطمأنينةُ، وروحٌجديدةٌ وثّابةٌ توّاقةٌ لفعل الخيرِ، وأهمّ من هذا كلّه التجلببُ بجلبابِ العبودية،والرضا بالله رباً، والاكتفاء به، والاستغناء عن الناس.
..كل هذا، أخي الحبيب،وغيره من الثمارِ العظيمةِينتظرنا جميعًا إن نحن أحسَنَّا الإقبالَ على القرآنِ وداومنا علىذلك.
فكلما أعطينا للقرآنِ حقّهأعطانا من خيرِه وكنوزِه التي لا نهاية لها، فلو كان البحرُ مدادًا والأشجارُأقلامًا، تكتبُ ما يحمله كلامُ الله من معانٍ هاديةٍ، لنفد البحرُ قبل أن تنفدَأسرارُ ومعاني هذا الكلام.
واعلم -أخي- بأننا إذاأحسنَّا الإقبالَ على القرآنِ،وأكثرنا من تلاوتِه بالليلِوالنهارِ، فسنجد–بعونالله– لذةَ المناجاةِ، وسنأنسُ بكلامِ الله أكثرَ من أُنسنا بأي شيءٍ آخر، وستأتيناالفتوحاتُ من حيث لا نحتسب.
[المصدر: تحقيقالوصال بين القلب والقرآن – د. مجدي الهلالي / ص136-147]



جـــزااااااااكـ اللـــه خيـــر
لا حـــرمتي الاجـــر



خليجية



وسن القرني رقيقة المشاعر الف شكر



التصنيفات
منوعات

لماذا نقرأ القرآن؟

ان القرآن يحيى القلوب كما يحيى الماء الأرض .. قال الله تعالى {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الحديد: 17]، وقد جاءت هذه الآية بعد قول الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 16]

وفي هذا إشارة إلى أن حياة القلوب تكون بذكر الله تعالى وما نزل من الحق، وهو القرآن .. مثل ما أن حياة الأرض الميتة يكون بالماء، قال مالك بن دينار: " ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن ؟ إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض" [إحياء علوم الدين (1:285)] ..

ومن المشاهدات في هذا الأمر ما نشاهده من زكاة القلوب ورقتها في رمضان حين يتوالى عليها سماع القرآن وقراءته، ويكثر القيام به في لياليه .. ثم إنك ترى هذه الحياة التي حصلت للقلوب في رمضان تبدأ بالتلاشي بالتدريج بعد رمضان حين تنقطع عن القيام بالقرآن الكريم.

فمن أراد حياة قلبه، عليه بسقيه بربيع القلوب القرآن وبكميات وكيفيات مناسبة لإحداث الحياة ..

بنــــا نتابع بقية الأهداف التي نقرأ القرآن من أجلها؛ لتكون في قرائتنا له حياة قلوبنا ..

خليجية

الهدف الثاني: قراءة القرآن بقصد العمل به

نبغي لقاريء القرآن أن يقرأه وهو يستحضر نية العمل به، فيقف عند آياته وينظر ماذا تطلب منه: هل أمر يُؤمر به؟ أو شيءٍ يُنهى عنه؟، أو فضيلة يُدعى للتحلي بها؟، أو خطر يحيط به يُحذر منه؟ …

وهكذا فإن القرآن هو الدليل العملي لتشغيل النفس وصيانتها. ينبغي أن يكون قريبًا من كل مسلم، يربي به نفسه و يهذبها.

عن الحسن البصري قال "أُمِرَ الناس أن يعملوا بالقرآن، فاتخَذوا تلاوته عملا" [مدارج السالكين (1:451)].

وعن أبي عبد الرحمن السلمي: عن عثمان وابن مسعود وأبي بن كعب رضي الله عنهم: أن رسول الله كان يقرؤهم العشر، فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل، "فتعلمنا القرآن والعمل جميعًا" [تفسيرالقرطبي (1:39)، تفسير الطبري (1:6)]

ويقول الآجُرِّي "يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه همته: متى أكون من المتقين؟، متى أكون من الخاشعين؟، متى أكون من الصابرين؟، متى أزهد في الدنيا؟، متى أنهى نفسي عن الهوى؟" [أخلاق حملة القرآن : 40]

كيفية تطبيق هدف العمل

ان تقرأ القرآن بنية وقصد من يبحث عن حل لمشكــلة أو إصلاح خـــلل .. يبحث عن تفسير لظاهرة أو علاج لمرض، أو تحليل لحالة من الحالات.

أما إذا كنا نبحث عن علاج مشكلاتنا التربوية في الكتب أو في المجلات والصحف، أو القنوات الفضائية، فإننا بهذا قد عطلنا هذا المقصد المهم من مقاصد القرآن.

إن كل تربية لا تبنى مباشرة على القرآن فهي تربية قاصرة، ولو أثمرت بعض الثمار مؤقتًا استدارجًا وابتلاءً .. إن تربية الناشئة وتربية الشباب لا بد أن تُبنى مباشرة على القرآن بأساليب ووسائل مناسبة.

خليجية

الهدف الثالث: قراءة القرآن بقصد مناجاة الله

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و سلم يَقُولُ "مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ" [متفق عليه]، ومعنى أَذِنَ: أي استمع.

وعن عبد الله بن المبارك قال: سألت سفيان الثوري قلت: الرجل إذا قام إلى الصلاة أي شيء ينوي بقراءته وصلاته؟، قال: "ينوي أنه يناجي ربَّه " [تعظيم قدر الصلاة (1:92)].

قال ابن القيم: "إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعـــــه، وألق سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله " [الفوائد: 1]

كيفية تطبيق مقصد المناجاة

تذكَّر أنه يجتمع لك في المناجاة بالقرآن خمس معان مجموعة في قولك:(حرس مع):

الحاء: أن الله يحبك حين تقرأ القرآن .. الراء: يراك .. السين: يسمعك .. الميم: يمدحك .. العين: يعطيك

فالمسلم عند قراءته للقرآن عليه أن يستحضر هذه المعاني جميعًا؛ لكي يشعر بلذة القراءة حينما يستحضر أن الله يراه ويستمع لقراءته وهو يقرأ ويمدحه ويثني عليه ويباهي به ملائكته المقربين.

إن أحدنا لو ظن أن رئيسه، أو والده أو أميرًا ينظر إلى قراءته ويمدحه لاجتهد في ذلك ..

فكيف والذي يستمع إليه ويثني عليه ملك الملوك الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ؟!

فيستشعر أن الله يخاطبه مباشرة، وأن الله تعالى يسمع قراءته .. فإذا مَرَّ بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مر بآية فيها وعيد استعاذ، وإذا مر بسؤال سأل.

إن تربية النفس على هذة المقاصد حين تلاوة القرآن الكريم، يقوي فيها مراقبة الله تعالى فيكون حافظًا لها عند الفتن.

خليجية

الهدف الرابع: قراءة القرآن بقصد الثواب

ورد في ترتيب الثواب على قراءة القرآن نصوص كثيرة نذكر طرفاً منها للتذكير بهذا الأمر المهم:

عن ابن مسعود قال: قال رسول الله : "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول (آلم) حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" [رواه الترمذي وصححه الألباني]

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله "كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. وقال "من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف" [رواه البيهقي وحسنه الألباني، صحيح الجامع (6289)]

عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله يقول "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة" [رواه مسلم]

وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر" [متفق عليه] .. ولا يتصور أبدًا أن مؤمن يقدر على قراءة القرآن ويهجر قراءته، ولكن المقصود في الحديث أنه أمي لا يقدر على القراءة، وهو حريص على قراءة القرآن بدليل وصفه بالإيمان.

وقال أبو هريرة : "البيت الذي يتلى فيه كتاب الله كثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين، والبيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله ضاق بأهله وقل خيره وحضرته الشياطين وخرجت منه الملائكة" [الزهد لابن المبارك (1:273)].

وقد ذخرت كتب السنة بما لذ وطاب من الكلام المستطاب عن ثواب قراءة القرآن والعمل به؛ مما يدل على أهمية هذا الهدف في حياة كل مسلم،،

خليجية
الهدف الخامس: قراءة القرآن بقصد الاستشفاء به

قرآن شفاء للقلوب من أمراض الشهوات والشبهات والوساوس كلها التي تُحدِث القلق والاكتئاب، وشفاء للأبدان من الأسقام .. فمتى استحضر العبد هذا المقصد فإنه يحصل له الشفاءان: الشفاء العلمي المعنوي، والشفاء المادي البدني بإذن الله تعالى.

إن الناس بأمس الحاجة للاستشفاء بالقرآن الكريم .. قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57] .. وقال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} [الإسراء: 82].

وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل عليها وامرأة تعالجها، أو ترقيها، فقال : "عالجيها بكتاب الله " [صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1931)] .. وعن عبد الله بن مسعود قال "عليكم بالشفاءين العسل والقرآن"

خليجية

أنواع الشفــــاء بالقرآن

الشفاء بالقرآن أربعة أنواع:

1) شفاء النفس من الشهوات.

2) شفاء القلب من الشبهات.

3) شفاء الصدر من الهم والحزن والقلق.

4) شفاء البدن.

خليجية

كيف يحصل الشفاء بالقرآن؟

الاستشفاء بالقرآن يكون بأمرين:

الأول : الرقية به .. ولا أظن مسلمًا ينكر أثر النفث بالآيات في الشفاء والعلاج، ولكن ليس من أي أحد، وأيضًا هو ممكن لكل أحد، ممن يأخذ بالأسباب.

الثاني : القيام به آناء الليل وآناء النهار .. وخاصة في جوف الليل الآخر، وهذا يحقق شفاء القلب بسبب ما يحصل من عمق في فهم القرآن وفقه لآياته، وفهم للنفس والحياة، حيث يمتلئ القلب بنور الله تعالى وآياته فيتسع وينشرح فلا يبقى فيه مكان للشهوات أو الشبهات أو الوساوس المزعجة المقلقة.

وينبغي علينا أن نتعامل مع القرآن مباشرة .. فهو ميسر لكل من صدق في التعامل معه وجدَّ في القيام به، أما أن نجعل بيننا وبين القرآن وسطاء ونهمل التعامل المباشر معه فهذا غاية الحرمان.

تجد البعض حينما يصاب بمصيبة أو ينزل به مرض يجوب الآفاق ويطوف البلاد بين القراء والمعالجين، وما علم أن الأمر أقرب من ذلك وأيسر .. فالله سبحانه وتعالى حينما يبتلينا بالشدائد والمصائب يريد منا أن نتضرع وأن نستكين ونتذلل بين يديه سبحانه وتعالى كما قال عزَّ وجلَّ {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} [الأنعام:42] .. والقيام الطويل بالقرآن هو من أهم صور التذلل لله تعالى والتضرع بين يديه ..

فالقيام بالقرآن من أقوى أسباب العافية والشفاء،،

و شكرا لكم …………….




شكرا لكم



شكرا الموضوع راااااااااااااااااااااااائع



مشكوررررررررررررررره وسؤالى اننى اقرأالقران لكن دون ان اصدر صوت فهل استمر هكذا ام من الاحسن القراءةبصوت؟؟؟؟؟ افيدونى ؟؟؟



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ورود صغيرة خليجية
مشكوررررررررررررررره وسؤالى اننى اقرأالقران لكن دون ان اصدر صوت فهل استمر هكذا ام من الاحسن القراءةبصوت؟؟؟؟؟ افيدونى ؟؟؟

بالنسبه للسؤال: اقرأ القران لكن دون ان اصدر صوت فهل استمر هكذا ام من الاحسن القراءة بصوت؟

الاجابه:
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم اما بعد:
لا مانع من النظر في القرآن من دون قراءة للتدبر والتعقل وفهم المعنى ، لكن لا يعتبر قارئاً ولا يحصل له فضل القراءة إلا إذا تلفظ بالقرآن ولو لم يسمع من حوله ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ) رواه مسلم .
ومراده صلى الله عليه وسلم بأصحابه : الذين يعملون به ، كما في الأحاديث الأخرى ، وقال صلى الله عليه وسلم : (من قرأ حرفاً من القرآن فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ) خرجه الترمذي ، والدارمي بإسناد صحيح ، ولا يعتبر قارئاً إلا إذا تلفظ بذلك .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل يجب تحريك اللسان بالقرآن في الصلاة ؟ أو يكفي بالقلب ؟
فأجاب :
" القراءة لابد أن تكون باللسان ، فإذا قرأ الإنسان بقلبه في الصلاة فإن ذلك لا يجزئه ، وكذلك أيضاً سائر الأذكار ، لا تجزئ بالقلب ، بل لابد أن يحرك الإنسان بها لسانه وشفتيه ؛ لأنها أقوال ، ولا تتحقق إلا بتحريك اللسان والشفتين " والله أعلم

من موضوع فتواك عندنا




التصنيفات
منتدى اسلامي

هل يجوز المشي أثناء قراءة القرآن؟

خليجية

هل يمكن أن نمشي ونحن نتلو القرآن الكريم؟ وهل هناك خطأ شرعي أثناء سيرنا بالطريق للاستفادة بالوقت؟ سؤال يبحث عنه الكثير، لاسيما مع دخول شهر رمضان حيث يقبل الجميع على تلاوة القرآن اثناء الليل وأطراف النهار، وعن هذا الحكم أبان الشيخ أ.د. أحمد الحجي الكردي بشبكة الفتاوي الشرعية أنه لا مانع من تلاوة القرآن أثناء السير.

وأتفق معه الشيخ د . محمد بن عبدالعزيز المسند بشبكة نور الإسلام، حيث قال لا حرج باستغلال الوقت أثناء المشي في قراءة القرآن من المصحف أو عن ظهر قلب.

ونسأل الله أن يجعلنا دوماً من الحاملين لكتابه والعاملين به والقائمين على حدوده.




خليجية



اللهم امين
يسلمو حبيبتي



جزيتى الفردوس الآعلى

خليجية




التصنيفات
منتدى اسلامي

هل تعلم كم مره ذكر اسم محمد صلى الله عليه وسلم فى القرآن؟

هل تعلم كم مره ذكر اسم محمد (صلى الله عليه وسلم ) فى القرآن؟…. الكثير من المسلمون لا يعرفون هذه الاجابة و ها نحن نقدمها لكم اليوم و ارجو ان لا تنسونا من صالح دعائكم

… الاجابه : ذكر اسم محمد (صلى الله عليه وسلم ) فى اربع سور وهم

1) سورة ال عمران

(وَمَا مُحَمَّد إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران : 144 )

2) سورة الاحزاب

(مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (الأحزاب : 40 )

3) سورة محمد

(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) (محمد : 2 )

4) سورة الفتح

(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح : 29 )




جزاك الله الخير



موضوع في قمه الرووعه

ثاانكس حبيبتي
ننتظر ابداعتك وجديدك
ومن افضل ان شاء الله الى الافضل والافضل
تقبلي مروي




بارك الله فيك



خليجية