الوسم: القلب
هل تصدقون ان الفؤاد غير القلب
هل تصدقون أن الفؤاد غير القلب ؟
عند تجوالي في أحد المنتديات المهتمة بالقرآن الكريم والإعجاز بشتى أنواعه وقع عيني على موضوع لأول مرة أقرأه.
الموضوع يتحدث عن الفؤاد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ،ويؤكّد أن الفؤاد غير القلب بأدلة قاطعة من آيات بينات وبنصوص السنة الشريفة واللغة العربية والأدلة العلمية.
وجزى الله الكاتبة هناك على بحثها أن الفؤاد موجود في المخ والقلب موجود في الصدر.
أترك لعقلكم النيّر إن شاء الله أن يقرأ هذا الموضوع متجولا بين الآيات والنصوص الشريفة بصفاء الذهن والتمعّن في القراءة.
لا يخفى على احد منا ،،أن الباحث في القرآن الكريم يجد الكثير من أوجه الاعجاز العلمي ،،فقد توصل العلم الحديث لكثير من الحقائق المتعلقة بالعلاقة بين العين والفؤاد والسمع ,,,وذلك رغم أن هذه العلاقة ذكرت تفصيليا في القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنا،ومن المعلوم كذلك أن أول خريطة تم رسمها للمخ البشري كانت بعد نزول القرآن الكريم بأكثر من 1200 عام ، وقبل ذلك كانت مراكز المخ مجهولة بالنسبة للانسان ، لدرجة ان العلماء كانوا يعتقدون أن مركز البصر موجود في العين ، ومركز السمع يوجد في الأذن ،، ولكن العلم الحديث فصل بين عضو البصر ومركز البصر …ومركز السمع وعضو السمع أي أنه فصل بين عضو الحس ومركزه ، كما كشف لنا العلم ايضا عن وجود منطقة بين مركزي السمع والبصر في المخ تسمى منطقة البيان ،، وتدميرها يؤدي الى أن يصبح الانسان أبكم ..ومن الاعجاز كذلك أن رسم القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرنا صورة مفصلة للمخ…..
ففي الآيات القرآنية التي تتحدث عن العين والأذن ، دائما تتقدم العين ( في كل آيات القرآن) الأذن اشارة الى موقعها في رأس الانسان ،وهناك آيات أخرى تتحدث عن الابصار والسمع في تعبيرات تشير الى الادراك والتدبر ،ودائما يتقدم السمع على الابصار..وقد اكتشف العلم الحديث أن مراكز السمع تتقدم على مراكز الابصار…..والشيء الملاحظ كذلك ان كلمة الفؤاد تذكر دائما بعد السمع والبصر وهذا يعني وجود علاقة عضوية بين السمع والبصر والفؤاد ..
لعل تساؤل يطرح نفسه !! هل الفؤاد هو القلب؟ فإذا كان ذلك صحيحا فإن محل الفؤاد هو الصدر..ولكن قال الله عزوجل : ( لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) ,,اذا الفؤاد ليس في الصدر!! لذا يجب الفصل بينهما …والتمييز كذلك…..
بالفعل هناك ظواهر في القرآن والسنة تؤكد اختلاف القلب عن الفؤاد وأبرزها ذكر الفؤاد دائما بعد السمع والبصر في آيات القرآن الكريم كله ..
.بينما ياتي ذكر القلب قبل السمع والبصر كما في قوله تعالى ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم ) ..وقد يأتي بين السمع والبصر كما في قوله تعالى ( وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ) ، وقد يأتي بعد السمع والبصر ( قل أرأيتم ان اخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم ) ……
بل وهناك ظاهرة أخرى تبين اختلاف القلب عن الفؤاد ..في سورة القصص حيث قال الله عزوجل : ( وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ان كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين)…فبعد أن ألقت ام موسى بابنها الرضيع في اليم اصيبت بصدمة ،فقدت على أثرها ذاكرتها ..واصبح فؤادها فارغا من الوعد الذي أخذته قبل أن تلقيه في اليم ، فالفؤاد هنا معطل …بينما كان القلب صاحب اليد العليا في هذه القضية ….
أما في السنة الشريفة فقد قال الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) : (( أهل اليمن ارق قلوبا وألين افئدة )) ، وهنا نسب رسولنا الكريم الرقة الى القلب ،، واللين الى الفؤاد ..
بل حتى في اللغة العربية نجد أن قلب الشيء معناه (( لبه )) ، أما الفؤاد فيأتي من التفؤد ..وهذا كله يؤكد اختلاف القلب عن الفؤاد …
ويشير السمع والبصر الى مناطق عقلية عليا في قشرة المخ ، وتتعامل هذه المناطق مع المسموعات والبصريات بكفاءة عالية ،،و البعض من ضعاف النفوس يقارنون بين هذه المناطق وبين اجهزة الذكاء الصناعي التي قد تفوق المخ البشري فيما تختزنه من مسموعات ومبصرات ،،ولكن الرد على هؤلاء يكون بأن هذه الأجهزة الصناعية ماهي الا أرشيف كبير مبرمج وفقا لتخطيط المخ البشري ، بل يكفي المخ البشري أنه من صنع الله عزوجل ,,والباقي من صنع عبد لاحول له ولا قوة …فالانسان يسمع وينفعل بما يسمع ..ويتفأد بما يسمع ..وهذا غير موجود في أرقى أجهزة الذكاء الصناعي…وقد وجد العلماء في عمق المخ مناطق تتعامل مع العواطف والغرائز والأحاسيس ،، ولذا لا بد لنا ان شاء الله من وقفة ثانية لنبحث الفؤاد في قلب المخ …
الأبحاث العلمية الحديثة استطاعت أن تحدد مناطق الفؤاد في المخ ، فهناك ما يسمى حصان البحر (( لأنه يشبه حصان البحر )) ، وهناك جزء يسمى اللوزة ،، وجزء آخر اسمه الزنار ،، وهناك المهاد …وقد استطاع العلماء تحديد وظائف هذه الأجزاء ..
فالمهاد به مناطق الاحساس بالألم ….اما الزنار فيوجد به مناطق الاحساس بألم الحريق…ولحصان البحر واللوزة علاقة بالذاكرة وتدميرها يفقد الانسان القدرة على تكوين ذكريات جديدة ولكن تظل الذكريات القديمة مخزونة ، فمثلا اذا رزق انسان مصاب بمرض ما في هذه المناطق، بطفل لا يمكنه ان يتذكره الا لحظيا ثم ينسى بعد ذلك كل شيء حوله ….ويوجد باللوزة ايضا جزء خاص بالعاطفة …أما منطقة تحت المهاد فبها مناطق الغرائز ( الجوع والعطش ووو)
هذه الاجزاء كلها تمثل الفؤاد الذي أثبت القرآن أولا ثم العلم ثانيا وجوده في مخ الانسان ،لبيقى القلب أميرالجوارح في صدر الانسان .
بذلك يصبح السمع والبصر والفؤاد من ادوات القلب ، مع الوضع في الاعتبار أن الفؤاد مكون من عدة اجزاء ومناطق وليس منطقة واحدة فقط ..ويرتبط قلب المخ بمايسترو الجسم وهو الغدة النخامية ، وبالتالي تتولد الأحاسيس المختلفة في المناطق المختلفة للفؤاد قبل أن تذهب الى القشرة المخية لتتميز ، ولكن الاحساس بالألم يبدأ في منطقة المهاد ،ويتميز بأنواعه المختلفة في القشرة ، فلو أزلنا القشرة يبقى الاحساس بالألم نتيجة وجود منطقة المهاد …
القرآن أشار الى المناطق المختلفة للفؤاد ..
فقد قال الله عزوجل (( فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم )) فهذه الآية تشير الى منطقة العواطف في الفؤاد ،،فلا يمكن ان يقوم الناس بزيارة هذا الوادي الخالي من الزرع والماء الا أنه يمثل لهم عاطفة ما …
وقال تعالى ((وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا )) الى أن قال تعالى (( ولتصغي اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالأخرة )) ..فقد فسروا العلماء زخرف القول بالكلام الفاسد الذي يثير الغرائز المختلفة ،أي أن الآية تربط الغرائز بالفؤاد ..
أما في قوله تعالى ( وأصبح فؤاد ام موسى فارغا ) الآية تشير الى الذاكرة ..
وفي قوله ( مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء ) فسر العلماء كلمة هواء بانها تعني خلو أفئدتهم من العقل ، من شدة الخوف والرعب فقدوا اكرتهم كما في حالة أم موسى …
وكذلك قوله تعالى ( نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة ) قال المفسرون ان نار الله تصل الى الأفئدة لأنها أرق ما في الجسد حيث انها مكان الاحساس بالألم ، وهذه اشارة واضحة الى ان مكان الاحساس بالألم هو الفؤاد …
مما سبق يتضح أن القرآن أشار الى مناطق الفؤاد المختلفة ووظائفها في المخ البشري ..ومن الملاحظات كذلك ان السمع في القرآن يأتي على الافراد ..أما البصر والفؤاد فيأتيان على الجمع دائما ، مما يؤكد أن الفؤاد مكون من عدة مناطق وليس منطقة واحدة..كما أن الفؤاد يمثل قلب المخ ولذلك كان ياتي ذكره في القرآن بعد ذكر السمع والبصر دائما ..
بل ان منطقة الزنار لا تتأثر الا بألم الحريق ..في حين ان البعض اشار الى ان الجلد هو مركز الاحساس بالالم واستشهدوا بقوله ( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ) وهذا طبعا خطأ كبير لان الآية تشير الى ان الجلد هو مركز الاحساس بالألم ، فالجلد مجرد اداة لنقل الألم حيث تدرك الألم في الفؤاد والدليل على أن الله تعالى قال ( بدلناهم جلودا غيرها ) ولم يقل جلودا مثلها ..لان الجلد مجرد أداة فقط اما مركز الاحساس بالألم فمكانه الفؤاد .
ودي
تمر الأيام تلو الأيام
و الشهور تلو الشهور
و السنين تلو السنين
و القلب هو القلب
…||/ القلب هو القلب / و القبر صندوق العمل /||
أين الذين تحركت قلوبهم لما يحدث في هذه الدنيا ؟؟
نرى الأموات ، و ربما حملناهم على الأكتاف و أخذناهم إلى القبور الموحشة
و القلب هو القلب …
نرى البلاء و الهموم عند الناس
و نرى الحوادث و الفيضانات و الأعاصير و المشاكل الكبيرة
و القلب هو القلب …
نرى المصابين والمعاقين في المستشفيات
و نرى الذين أصابهم الجنون
و القلب هو القلب …
أين من يتّعظ من هذه الأمور ؟؟
أين من يسجد شكراً لله على هذه النعم التي نحن فيها ؟؟
قلوب كالحجارة أو أشد قسوة
إن لم نتّعظ الآن فمتى نتّعظ ؟؟
إن لم نتوب الآن فمتى نتوب ؟؟
إن لم نفتح صفحة جديدة مع الدين، متى يكون ذلك ؟؟
هل يكون ذلك عندما يأتي ملك الموت لقبض الروح ؟؟؟؟؟؟؟؟
هل يكون ذلك في المشيب ؟؟
ومن يضمن بأن نعيش إلى الغد ؟؟
فكم شاب وشابه كانوا معنا و اليوم هم تحت التراب …………..!
تركوا ما تركوا من الدنيا و لم يأخذوا إلا الكفن و العمل..!
فيا ترى ما هو عملك ؟؟
هل هو صالح أم طالح ؟؟
هل أستعدّيت و جمعت الحسنات قبل الرحيل ؟؟
أم لم تستعدّ و العياذ بالله
ثم يوم القيامة تـعض أناملك ندماً على الأوقات التي ضيعتها
فلا إله إلا الله ..
قف!!!!!!!!
و تأمل قليلاً يا من تسمع ندائي
الدنيا أخذت الكثير إلى الهاوية
فعجّل بالتوبه قبل الرحيل من الدنيا
فالكثير من غرق في بحر الشهوات و المحرّمات..
نسأل الله تعالى أن يوفّق الجميع لما فيه الخير
و تذكّر دائماً…!
بأنّ:
الموت يأتي بغتةً و القبر صندوق العمل!!!
م.ن
اختكم بقايا شمعة
اللهم اتنا فالدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه وقنا فتنة المحيا وفتنة المما وقنا عذاب نار جهنم
اللهم لا تحرمنا نور وجهك وشفاعة نبيك يوم الدين ومرافقته في جناتك النعيم
ما أروع جمال القلب حين يكون بنظافة مشاعره
والأجمل منه هو ذاك الشعور الذي يغمرنا
بالراحة التي نحس بها بكل الرضا التي
تنتابناوتولد مشاعر الإيجاب في حياتنا …
لتكون لحظاتنا كلها فرح وفرح .. !
كثير منا يتعرض للكثير من المواقف التي
تؤلب قلبه على الآخرين نتيجة عمل فعلوه أو
كلام تفوهوا به .. ومن منا لم يتعرض لموقف
أساء فيه الغير معاملته، أو تقول عليه بما ليس
فيه أو عابه بشيء هو منه بريء أو انتقده
أمام الآخرين بشكل سلبي أو جرح مشاعره
أو.. أو.. أو.. …
ونتيجة لهذا كله نجد بأننا في تلك الأثناء
والتي تليها نعيش في حاله من الحنق والكره
والبغض لهذا الشخص أو غيره وتظل هذه
المشاعرتعتمل في صدورنا وتتوغل وتتغلغل
مسببه ما تسببه من كره وحنق فنعيش
على أثرها في حاله من الحزن وتظل الأفكار
السوداء تحوم حولنا وتختمر في نفوسنا وتتفتق
بالنيرانها وقد تصبح من شدة الغضب
أفكار شيطانيه تدفعنا للانتقام من المغضوب عليه … !
والله إن هذه الأفكار والمشاعر هي التي تسبب
لنا الضيق وهي التي تنكد وتكدر علينا صفو
معيشنا فكيف نستطيع التخلص منها
وعدم تأجيجها حتى لا نكتوي بنيرانها .. ؟
تعالوا ننظف قلوبنا ونطرح هذه المشاعر
البغيظه جانباً.. دعونا معاً
نخرجها من أفكارنا وعقولنا وسنعيش في سعادة..
وعندما نسمع كلاماً
سيئا من احد أو فعلا مشينا من البعض
وتضيق به صدورنا فلا نفكر كثيرا
في الموضوع ونبعد إستعادة هذه الذكرى السيئة
والمؤلمة كل حين لأننا نحن من سنسبب لأنفسنا
الأذى ونجد بان الحنق والبغض والكره للآخر
يعتمل في صدرنا ونشعر بالضيق.
والهم والحزن والكدر . ولنتحاور بيننا
وبين أنفسنا عن ايجابيات التفكير في الموضوع
وسلبياته وسنجد بان الايجابيات هي التي
سترجح في النهاية.. حيث لاتوجد فائدة
في استرجاع الذكريات السيئة والاليمه
من الماضي البعيد لأنها قد مضت واندثرت
باندثار الأيام .ولنعلم بإننا في التسامح والتقاضي
والصبر على الأذى مأجورين من رب
العزة جل جلاله.. إذا ليطهر كلن منا قلبه
من الهموم والخصوم والأردان وسوف نضمن
لأرواحنا العيش بسعادة ورضا
( لا كره ولا حسد ولا حقد ولاحنق )
ومرحبا بالسعادة الاتيه بقلوب متسامحه وكريمه
ويطبق الموضوع
مشكوره غلااااااتي
ذلك القلب الذي ما إن طرقت بابه وجدت الطيبة مسكنه والإخلاص زاده والوفاء جوده ..
وجدته مثل النهر في عطاءه يعطي ولا ينتظر أن يأخذ إلا إذا وجد من حقه أن يعطى في
بعض الأشياء التي تكون من حقوقه …
وجدت أن الدنيا لاتهمه بشي لأن قلبه متعلق برب العباد ..
وجدته متسامحا راضيا يسعى للأخلاق الفاضلة التي تكسبه بمن حوله ..
وجدته لاينام وفي قلبه ذرة من الحقد أو الحسد والضغينة والكره الذي يفسده..
وجدته قلبا لايحمل إلا الحب بكل مايحتويه ..
وجدته قلبا نبضاته التسبيح وزفراته التهليل وشهيقه الدعاء في كل حين ..
وجدته قلبا يصاحبك في حلك وترحالك ويخاف عليك من غدر الزمن ..
وجدته قلبا يرشدك إلى الخير ويعينك على الكروب ..
وجدته قلب يحزن إذا أصابك مكروه ولا يتخلى عنك عند المحن ..
وجدته صادقا في عبارته ، مثل نسمة عطر إذا هبت كستك حلة من المعاني
الجليلة وتركت لك بصمة من قلب محب ، لايعرف الغدر ولا الخيانة لأن حجمه
أكبر من أن يصل إلى ذلك المستوى، مبتسما إذا رآك سعيدا في حياتك ، يخفق
بالحنان مثل الينبوع الدافق في جريانه ،يتحمل أذى الغير ويتقبل منهم مايضره
ربما لايرضى بذلك ولكنه ذو صدر رحب ..
وجدته قلبا مفتوحا منصت في الأفراح ويشاطرنا الأحزان وعندما يستمع إليك يستمع
بعقله وقلبه ..
إنه قلب لا يرضى الذل ولا المهانة ويأبى الظلم وعنده كرامة ومع ذلك فهو طاهر ونقي
السريرة يعفو ويصفح ..
لأن الدين ماءه الذي يروي به ظمأه والرسول عليه السلام قدوته ..
قلب عندما يحزن يصبر على ما أصابه ويحمد الله دائما ..
قلب حينما يبذل ويجتهد في سبيل أشياء لا تقدر بثمن لا يرجو إلا القبول من رب العباد
لأن نيته خالصة لوجهه ..
قلب يحترق أذا رأى ما يغضب الله وغيرته على دينه غيرة عظيمة ..
قلب بعيد كل البعد عن الأنانية التي تخلفها الندامة ..
قلب يدعو للجميع بالخير وإذا لاقى منهم الأذى لا يدعو عليهم ..
قلب عندما يصدم بمن حوله يتصرف بعقل وحكمه..
قلب عندما يجرح ولايبرئ جرحه تجده يحاول النسيان أو بالأحرى قد نسى ..
ذلك القلب الذي حينما تسبح فيه تكتشف الشيء الكثير فيه تجد الياقوت ما يحمله
والمرجان ما يحيط به ..
قلب كلما غصت في أعماقه سرت عينك وابتهج قلبك وكلما اكتشفت وغصت فيه أكثر
حاولت عدم الخروج منه وعدم مفارقته..
فكم وكم تمنيت أن يكون هذا القلب قلبي ,,
مما راق لي ,,
مواضيعك في قمة الروعة
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحانه وصف أهل السعادة بالإحسان مع الخوف، ووصف الأشقياء بالإساءة مع الأمن، فهذا الصديق ,رضي الله عنه, كان يمسك لسانه ويقول, هذا الذي أوردني الموارد ثم يبكي طويلاّ,وأما عمر فقد قرأ سورة الطور إلى أن بلغ قوله تعالى(إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع)فبكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه, وقال لإبنه وهو في سياق الموت, ويحك ضع خدي على الأرض عساه أن يرحمني, ثم مات, رضي الله عنه وأرضاه,أن الذنوب والمعاصي ,تضر وأن ضرها في القلوب كضر السموم في الأبدان
,ومن الآثار, والذنوب المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة, حرمان العلم, فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور,وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله، لا يوازنها ولا يقابلها لذة، ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة،ومنها الوحشة التي بينه وبين أهل الخير منهم،وكلما قويت تلك الوحشة بعد عنهم ومن مجالستهم، وَحَرِمَ بركةَ الإنتفاع بهم، وقَرُبَ من حزب الشيطان بقدر ما بَعُدَ من حزب الرحمان، وتقوى هذه الوحشة حتى تستحكم، فتقع بينه وبين امراته ولده وأقاربه، وبينه وبين نفسه، فتراه مستوحشاّ من نفسه، قال بعض السلف, إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي,ومن آثار الذنوب والمعاصي, تعسير أموره, فلا يتوجه لأمر إلا ويجده مغلقاّ ومتعسراّ عليه،
وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من كل أمر فرجا ومن كل ضيق مخرجا، وجعل له من أمره يسرا, فإن الطاعة نور، والمعصية ظلمة، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته، حتى يقع في البدع، والضلالات، والتَفَرُطِ في الدين ,قال بن عباس رضي الله عنهما, إن للحسنة ضياء في الوجه، ونوراّ في القلب، وسَعَةً في الرزق، وقوة في البدن، ومحبةً في قلوب الخلق؛ وإن للسيئة سوادا في الوجه، وظلمةً في القبروالقلب، وهنا في البدن، ونقص في الرزق، وبغضةً في قلوب الخلق,فمن آثار وعقوبة الذنوب, أنه يسترق من القلب استقباحُ المعصية, فتصير له عادة، فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له,حتى يَفْتَخِرَ أحدهم بالمعصية، ويحدث بها,فيقول يا فلان عملت كذا وكذا، فتسد عليهم طريق التوبة، وتغلق عنهم أبوابها، كما في الحديث عن رسول الله ,رضي الله عنه, أنه قال( كل أمتى معافىً إلا المجاهرون)أن المعصية تورث الذل ، فإن العِزَّ كُلَّ العِزِّ, في طاعة رب العالمين قال الله جل وعلا( من كان يريد العزة فالله العزة جميعا,أي, فليطلبها في طاعة الله,وقوله تعالى(ليذيقهم بعض الذي عملوا)فهذا حالنا وإنما أذاقنا الشيء اليسير من أعمالنا فلو أذاقنا كل أعمالنا لما ترك على ظهرها من دابة,أن المعاصيَ تزرع أمثالها، ويُوَلِدُ بعضُها بعضًا، حتى يصعب على العبد مفارقتُها والخروجُ منها،قال بعض السلف, إنَّ من عقوبة السيئةِ السيئةَ بعدها، وإنَّ من ثواب الحسنةِ الحسنةَ بعدها, وأن الذنوب تُضعف القلب عن إرادته، فتقوى فيه إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة شيئاّ فشيئاّ، إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة,وقد يأتي بالإستغفار والندم وتوبة الكذابين باللسان، لكن قلبه متعلق بالمعصية، مصر عليها، وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك,وإن عظمة الله جل وعلا وإجلالَهُ في قلب العبد، يقتضي تعظيم حرماته، والمتجرؤون على معاصيه ماقدروه حق قدره، ومن عقوبة, أن يرفع الله مهابته من قلوب الخلق، فيهون عليهم ويستخفون به, كما هان عليه أمر الله واستخف به, فعلى قدر محبة العبدِ لله يحبه الناس، وعلى قدر خوفه من الجبار يخافه الناس، وعلى قدر تعظيمه لربه وحرماته يعظم الناس حرماته, كما قال علي, رضي الله عنه ,ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رُفع إلا بتوبة,ألا فاعلموا أنَّا في نعمة عظيمة، نعمة التوحيد والسنة, فلا تبدلوا نعمة الله كفرا, فإنكم على دين قيم وصراط مستقيم, واحذروا المعاصي فإنها تُجَرِئُ أهل البدع علينا،اللهم ياحي ياقيوم ياذا الجلال والإكرام اللهم إنا نسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
-
اللهم إنا نتوب إليك ونستغفرك ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكون من الخاسرين.
اللهم اني استغفرك واتوب اليك اني كنت من الضالمين
لا اله الا الله
الرائع..
الله لايحرمني تواجدكم
لأرواحكم..
كل الحب والموده
——————————————————————————–
ل تريد راحة البال وانشراح الصدر وسكينة النفس وطمأنينة القلب والمتاع الحسن ؟؟
عليك بالاستغفار : (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً إلى أجل مسمى).
هل تريد قوة الجسم وصحة البدن والسلامة من العاهات والآفات والامراض والاوصاب ؟؟
عليك بالاستغفار : ( استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلي قوتكم ).
هل تريد دفع الكوارث والسلامة من الحوادث والأمن من الفتن والمحن ؟؟
عليك بالاستغفار : (وماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون ).
هل تريد الغيث المدرار والذرية الطيبة والولد الصالح والمال الحلال والرزق الواسع ؟؟
عليك بالاسغفار : ( استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً).
هل تريد تكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفع الدرجات ؟
عليك بالاستغفار : ( وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين ).
الاستغفار هو دواؤك الناجع وعلاجك الناجح من الذنوب والخطايا
لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإستغفار دائماً وأبداً بقوله
: "يا أيها الناس استغفروا الله وتوبوا اليه فإني استغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة".
والله يرضى عن المستغفر الصادق لأنه يعترف بذنبه ويستقبل ربه
فكأنه يقول : يارب اخطأت واسأت وأذنبت وقصرت في حقك،
وتعديت حقوقك، وظلمت نفسي، وغلبني الشيطان، وقهرني
هواي، وغرتني نفسي الأمارة بالسوء، واعتمدت على سعة
حلمك وكريم عفوك وعظيم جودك وكبير رحمتك .
فالآن جئت تائباً نادماً مستغفراً فاصفح عني واعف عني وسامحني
وأقل عثرتي وامح خطيئتي فليس لي رب غيرك ولا إله سواك.
يــارب إن عـــظــمـــــــــت ذنـــوبـــي كثرة فـــلـــقـــد عــلــمـت بأن عــفــــوك اعــظـــم
إن كـــــان لا يـــرجـــــوك إلا مــحــســــــن فـــبــمــن يــلـــوذ ويــســتـجـيـر الــمـجـرم؟
مـــالــي الـــيـك وســيــلـة إلا الــــرضــــــا وجــمــيــل عــفــوك ثــــم أني مــســـلــــــم
في حديث صحيح قال صلى الله عليه وسلم: "من لزم الاستغفار جعل
الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب".
ومن اللطائف كان بعض المعاصرين عقيماً لا يولد له وقد عجز الأطباء
عن علاجه وبارت الأدوية فيه ، فسأل أحد العلماء فقال : عليك بكثرة
الاستغفار في الصباح والمساء فإن الله قال عن المستغفرين : (يمددكم بأموال وبنين ).
فأكثر الرجل من الاستغفار وداوم عليه فرزقة الله الذرية الصالحة.
فيا من مزقه القلق وأضناه الهم وعذبه الحزن عليك بالاستغفار فإنه
يقشع سحب الهموم، ويزيل غيوم الغموم، وهو البلسم الشافي والدواء الكافي .
استغفر الله استغفر الله
استغفر الله استغفر الله
استغفر الله استغفر الله
استغفر الله استغفر الله
استغفر الله العظيم
استغفر الله العظيم و اتوب اليه
مداخل الشيطان الى القلب
فمن أبوابه العظيمة: الغضب والشهوة: فإن الغضب هو غول العقل، وإذا ضعف جند العقل هجم جند الشيطان، ومهما غضب الإنسان لعب الشيطان به كما يلعب الصبي بالكرة.
ومن أبوابه العظيمة الحسد والحرص: فمهما كان العبد حريصـًا أعماه حرصه وأصمَّهُ، ونور البصيرة هو الذي يعرف مداخل الشيطان، فإذا غطاه الحسد والحرص لم يبصر، فحينئذ يجد الشيطان فرصة فيحسن عند الحريص كل ما يوصله إلى شهوته، وإن كان منكرًا فاحشـًا، وأما الحرص فقد قال ـ صلى الله عليه وسلم : «ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه». (رواه الترمذي وقال حسن صحيح، ورواه أحمد، والنسائي وصححه الألباني).
ومن أبوابه العظيمة الشبع من الطعام: وإن كان حلالاً صافيـًا فإن الشبع يقوي الشهوات، والشهوات أسلحة الشيطان.
ومن أبوابه العظيمة العجلة: وترك التثبت في الأمور ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : العجلة من الشيطان والتأني من الله تعالى».(رواه الترمذي بلفظ الأناة وقال حسن وحسنه الزرقاني والألباني).
ومن أبوابه العظيمة البخل وخوف الفقر: فإن ذلك هو الذي يمنع من الإنفاق والتصدق ويدعو إلى الادخار والكنز والعذاب الأليم.
ومن أبوابه العظيمة التعصب للمذاهب: والأهواء والحقد على الخصوم والنظر إليهم بعين الازدراء والاحتقار، وذلك مما يهلك العباد والفساق جميعـًا، فإن الطعن في الناس والاشتغال بذكر نقصهم صفة مجبولة في الطبع من الصفات السبعية.
ومن أبوابه العظيمه سوء الظن بالمسلمين: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12] والمؤمن يطلب المعاذير والمنافق يطلب العيوب.
فإن قلت: فما العلاج في دفع الشيطان؟ وهل يكفي في ذلك ذكر الله تعالى، وقول الإنسان لا حول ولا قوة إلا بالله؟ فاعلم أن علاج القلب في ذلك سد هذه المداخل بتطهير القلب من هذه الصفات المذمومة، وذلك مما يطول ذكره، فإذا قطعت من القلب أصول هذه الصفات المذمومة، كان للشيطان بالقلب اجتيازات وخطرات ولم يكن له استقرار ويمنعه من الاجتياز ذكر الله تعالى، لأن حقيقة الذكر لا تتمكن من القلب إلا بعد عمارة القلب بالتقوى وتطهيره من الصفات المذمومة، وإلا فيكون الذكر حديثـًا للنفس لا سلطان له على القلب فلا يدفع سلطان الشيطان، ولذلك قال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف:201]، خصص بذلك المتقي.
فمثل الشيطان كمثل كلب جائع يقترب منك فإن لم يكن بين يديك خبز ولحم ، فإنه ينزجر بأن تقول له: اخسأ، فمجرد الصوت يدفعه، فإن كان بين يديك لحم وهو جائع فإنه يهجم على اللحم ولا ينزجر بمجرد الكلام، فالقلب الخالي عن قوت الشيطان ينزجر عنه بمجرد الذكر.
فأما الشهوة فإذا غلبت على القلب دفعت حقيقة الذكر إلى حواشي القلب، فلم يتمكن من سويدائه فيستقر الشيطان في سويداء القلب.
قال ـ صلى الله عليه وسلم : «في القلب لمتان لمة من الملك، إيعاذ بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله سبحانه وليحمد الله، ولمة من العدو إيعاذ بالشر وتكذيب بالحق ونهي عن الخير، فمن وجد ذلك فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم» (رواه الترمذي وحسنه ورواه النسائي)،
ثم تلا قوله تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاء} [البقرة: 268] الآية
وقال الحسن: "إنما هما همان يجولان في القلب: هم من الله تعالى، وهم من العدو، فرحم الله عبدًا وقف عند همه فما كان من الله تعالى أمضاه، وما كان من عدوه جاهده"
والقلب بأصل فطرته صالح لقبول آثار الملك ولقبول آثار الشيطان صلاحـًا متساويـًا ليس يترجح أحدهما على الآخر، وإنما يترجح أحد الجانبيين باتباع الهوى والإكباب على الشهوات أو الإعراض عنها ومخالفتها، فإن اتبع الإنسان مقتضى الغضب والشهوة ظهر تسلط الشيطان بواسطة الهوى وصار القلب عش الشيطان ومرتعه، لأن الهوى هو مرعى الشيطان ومرتعه، وإن جاهد الشهوات ولم يسلطها على نفسه وتشبه بأخلاق الملائكة عليهم السلام صار قلبه مستقر الملائكة ومهبطهم.
والتطارد بين جندي الملائكة والشياطين في معركة القلب دائم إلى أن يفتح القلب لأحدهما فيستوطن ويستمكن، ويكون اجتياز الثاني اختلاسـًا، وأكثر القلوب قد فتحتها جنود الشياطين وتملكتها فامتلأت بالوساوس الداعية إلى إيثار العاجلة وإطراح الآخرة، ومبدأ استيلائها اتباع الشهوات والهوى، ولا يمكن فتحها بعد ذلك إلا بتخلية القلب عن قوت الشيطان وهو الهوى والشهوات، وعمارته بذكر الله تعالى الذي هو مطرح أثر الملائكة.
عن حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: «تُعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تعود القلوب على قلبين: قلب أسود مربادًا كالكوز مُجَخياً لا يعرف معروفـًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه، وقلب أبيض لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض».(رواه مسلم).
فالقلب عندما يتعرض للفتن من الشهوات والشبهات ينقسم إلى قسمين:
قلب إذا عرضت عليه الفتنة أشربها كما يشرب الإسفنج الماء فتنكت فيه نكتة سوداء، فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسود وينتكس، فإذا اسود وانتكس تعرض لآفتين خطيرتين:
الاولي: اشتباه المعروف عليه بالمنكر، فلا يعرف معروفـًا ولا ينكر منكرًا، وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكرًا والمنكر معروفـًا، والسنة بدعة والبدعة سنة، والحق باطلاً والباطل حقـًا.
والثانية: تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وانقياده للهوى واتباعه له.
وقلب أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان وأزهر فيه مصباحه، فإذا عرضت عليه الفتنة أنكرها وردها فازداد نوره وإشراقه.
والفتن التي تعرض على القلب فتن الشهوات وفتن الشبهات، فالأولى توجب فساد القصد والإرادة، والثانية توجب فساد العلم والاعتقاد.
وتنقسم أمراض القلوب بحسب ذلك إلى أمراض الشهوات وأمراض الشبهات
كما فسر مرض الشهوات بقوله تعالى:
{فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب: 32]، فإن المريض يؤذيه ما لا يؤذي الصحيح من يسير الحر والبرد والحركة، فكذلك القلب إذا كان فيه مرض آذاه أدنى شيء من الشهوة أو الشبهة، حيث لا يقوى على دفعهما إذا وردا عليه، والقلب الصحيح القوي يطرقه أضعاف ذلك وهو يدفعه بقوته وصحته.
أما أمراض الشبهات فكما قال الله عز وجل: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً} [البقرة: 10] . قال قتادة ومجاهد: أي شك.
فأمراض القلوب تجمعها أمراض الشهوات وأمراض الشبهات، والقرآن الكريم شفاء للنوعين، ففيه من البينات والبراهين القطعية ما يبين الحق من الباطل، فتزول أمراض الشبهة المفسدة للعلم والتصور والإدراك بحيث يرى الأشياء على ما هي عليه، فهو الشفاء على الحقيقة من أدواء الشبه والشكوك، ولكن ذلك موقوف على فهمه ومعرفة المراد منه، فمن رزقه الله تعالى ذلك أبصر الحق والباطل عيانـًا بقلبه كما يرى الليل والنهار.
وأما شفاؤه لأمراض الشهوات فذلك بما فيه من الحكمة والموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب، والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة، والأمثال والقصص التي فيها أنواع العبر والاستبصار، فيرغب القلب السليم إذا أبصر ذلك بما ينفعه في معاشه ومعاده، ويرغب عما يضره، فيصير القلب محبـًا للرشد مبغضـًا للغي، فالقرآن الكريم مزيلٌ للأمراض الموجبة للإرادات الفاسدة فيصلح القلب فتصلح إرادته، ويعود إلى فطرته التي فُطر عليها.
قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82]
وقال تعالى أيضًا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57]
فيتغذى القلب من الإيمان والقرآن الكريم بما يزكيه ويقويه، وكل من القلب والبدن محتاج إلى أن يتربى فينمو ويزيد حتى يكمل ويصلح، فكما أن البدن محتاج إلى أن يزكو بالأغذية المصلحة له والحمية عما يضره، فلا ينمو إلا بإعطائه ما ينفعه ومنعه ما يضره
فكذلك القلب لا ينمو ولا يتم صلاحه إلا بذلك، ولا سبيل له إلى الوصول إلى ذلك إلا من خلال القرآن الكريم، وإذا وصل إلى شيء من غيره فهو نزر لا يحصل به تمام المقصود، وكذلك الزرع لا يتم إلا بهذين الأمرين، فحينئذ يقال: زكا الزرع وكمل.
فينبغي إذن للعبد أن يدرس علامات مرض القلب وعلامات صحة القلب حتى يتأكد من حالة قلبه، فإن كان قلبه مريضـًا سعى في علاجه قبل أن يلقى الله تعالى بقلبٍ مريض فلا يؤذن له في دخول الجنة، وإن كان سليمـًا حافظ على سلامته حتى يموت على ذلك، وإن كان ميتـًا والعياذ بالله تعالى علم أن الله عز وجل يحيي الموتى، يقول سبحانه:
{اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الحديد: 17
عندما يتوقف القلب النابض عن النبض!!!
الدعـوة إلـى الله مـن أهـم الـمـهـمـات، وأوجـب الـواجـبـات، وأعـظـم القـربـات، بـهـا يـسـتقـيـم أمـر الـفـرد وحـال الـمـجـتـمـع….
قـال الله عـز وجـل مـثـنـيـاً عـلى مـن قـام بـهـذا الـعـمـل:
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:٣٣]
كـم نـسعـد كـثـيراً برؤية الـشاب الـداعـيـة في بـيـته وفـي مـدرسـته، وعـمـله وفي حيّـه، ومـديـنـتـه يـعـمـل بلا مـلـل وبلا كـلـل… يـحـتـسـب الأجـر والــمـثـوبة مـن عـنـد الله تعالى…
فـترى الـجـمـيع يـحـبه ويقـدر لـه جـهوده وما يـقـدمـه مـن نـفع كبـيـر لنفسه فـي المـقـام الأول
ولمن هـم حـولـه….
فـهـنـيـئـاً لـنـا بمـثل هذا النـمـوذج الـرائـع مـن الـشـبـاب الذي لا تـكـاد تـرى نـشـاطـاً إلاّ ولـه سـهـم فـيـه…
والأمـر ذاتـه لا يـقـتـصـر عـلى الـرجال فقـط…. بـل حـتى للـمـرأة نـصـيـبهـا في ذلك مـن الدعـوة إلـى الله فـي مجـالات كـثـيرة….
فـمـثـل الـواحـد مـن هـؤلاء كـمـثل الـقـلب الـنـابـض!!
(فمـتـى مـاكـان الـقـلـب يـنـبـض بـشـكـل سـلـيـم فـحيـاة ذلـك الـمـرء عـلى مــا يـرام)…
لــــكــــــن!!!
مـاذا لـو تـوقــف ذلك الـقـلـب النـابض بـالخـير عـن الـنّـبـض!!؟؟؟
وأقـصـد بـذلك أن مـاذا لــو تـوقـف ذلـك الـشـاب أو تـوقفت تـلك الفـتـاة عن الدعـوة إلـى الله وعـن نـشـر الخـيـر وتـفـقـيـه الـنـاس بـأمـور الـديـن… وتـوجيـه ونصح ونحـوه؟!!
يــاتـرى مـاذا سـيـكـون حـال الـنـاس؟؟، ومـاذا سـيـكـون حـال الداعــي؟؟
بـلا شـك أنـه سـيُـفـّوت عـلى نـفـسـه وعـلى الـجـمـيـع الخـير والـنـفـع الكـثـيـريـن…
وكـم يُـحـزنـنـا والله تـوقـف ذلـك الـقـلـب النـابـض عـن الـنـبـض،،،،
(وعـنـدمـا يـتـوقـف ذلك الـقـلـب فـلا تـرجـوا حـيـاةً بـعـد ذلـك!!!!)
ألا فـلـنـدعـوا إلى الله عـلى بـصيـرة ولـنـستـمـر فـي ذلك، وكـل على حـسـب حاله ومـقـدرتـه وإبـداعـه فـي أي مـجـال مـن مجـالات الحـيـاة… وكـل امرءٍ مـنّـا يـعرف قـدراتـه وإمكـانـاتـه….
فـلا تـبـخـل أخـي عـلى نـفـسك وأنـتِ كـذلـك أخـيــه وقـدّم مـا لديـك وثـق تـمـامــاً أن ذلك لـن يـضـيـع عـنـد الله مـتى مـا أُخـلـصت النـيـة لله تـعـالـى وأُتُـبع هـدي الحـبـيـب صـلوات ربـي وسلامـه عـلـيـه…
وفـقـنـا الله وإيــاكـم للدعـوة إلـيـه ولـتـقـديـم ونـشـر كــل خـــــــــير…
ولـنـكــن جـمـيـعـاً قـلـوبـاً نـابـضـة بــالخــــــــير.
حوار القلب والعين
من روائع ابن قيم الجوزي
****
لما كانت العين رائدا والقلب باعثا وطالبا ،
وهذه لها لذة الرؤية وهذا له لذة الظفر ، كانا في الهوى شريكي عنان.
ولما وقعا في العناء واشتركا في البلاء أقبل كل منهما يلوم صاحبه ويعاتبه.
فقال القلب للعين:
أنت التي سقتني إلى موارد المهلكات ، وأوقعتني في الحسرات بمتابعتك اللحظات
ونزهت طرفك في تلك الرياض وطلبت الشفاء من الحدق والأمراض.
وخالفت قول أحكم الحاكمين: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}،
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( النظر إلى المرأة سهم مسموم من سهام إبليس ،
فمن تركه خوف الله عز وجل أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه ) رواه الإمام أحمد.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
( نظر الرجل في محاسن المرأة سهم من سهام إبليس مسموم ،
فمن أعرض عن ذلك السهم أعقبه الله عبادة تسره).
فمن الملوم سوى من رمى صاحبه بالسهم المسموم ؟
أو ما علمت أن ليس شيء أضر على الإنسان من العين واللسان؟
فما عطب أكثر من عطب إلا بهما ،
وما هلك أكثر من هلك إلا بسببهما.
فلله كم من مورد هلكة أورداه ، ومصدر رديء عنه أصدراه
فمن أحب أن يحيا سعيدا أو يعش حميدا فليغض من عنان طرفه ولسانه ليسلم من الضرر
فإنه كامن في فضول الكلام وفضول النظر
وقد صرح الصادق المصدوق بأن العينين تزنيان
وهما أصل زنى الفرج ، فإنهما له رائدان ، وإليه داعيان
وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة
فأمر السائل أن يصرف بصره، فأرشده إلى ما ينفعه ويدفع عنه ضرره .
أوما سمعت قول العقلاء : من سرح ناظره،
أتعب خاطره، ومن كثرت لحظاته، دامت حسراته،
وضاعت عليه أوقاته، وفاضت عبراته
وقال الناظم:
تمتعتما يا مقلتي بنظرة
وأوردتما قلبي أمر الموارد
أعيني كفا عن فؤادي فإنه
من الظلم سعي اثنين في قتل واحد ..
قالت العين:
ظلمتني أولا وآخرا،
وبؤت بإثمي باطنا وظاهرا،
وما أنا إلا رسولك الداعي إليك ورائدك الدال عليك،
فأنت الملك المطاع ونحن الجنود والأتباع
أركبتني في حاجتك خيل البريد ثم أقبلت علي بالتهديد والوعيد
فلو أمرتني أن أغلق علي بابي وأرخي علي حجابي،
لسمعت وأطعت ولما رعيت في الحمى ورتعت، أرسلتني في صيد قد نصبت لك حبائله وشراكه،
واستدارت حولك فخاخه وشباكه . فغدوت أسيرا، بعد أن كنت أميرا،
وأصبحت مملوكا بعد أن كنت ملكا .
هذا وقد حكم لي عليك سيد الأنام وأعدل الحكام عليه الصلاة والسلام حيث يقول:
( إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر
الجسد ألا وهو القلب )،
وقال أبو هريرة رضي الله عنه : القلب ملك والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده
وإذا خبث خبثت جنوده .
ولو أنعمت النظر لعلمت أنّ فساد رعيتك بفسادك وصلاحها ورشدها برشادك،
ولكنك هلكت و أهلكت رعيتك، وحملت على العين الضعيفة خطيئتك،
وأصل بليتك أنه خلا منك حب الله وحب ذكره وكلامه وأسمائه وصفاته
و أقبلت على غيره وأعرضت عنه، وتعوضت بحب من سواه والرغبة فيه عنه .
هذا وقد سمعت ما قص عليك من إنكاره سبحانه على بني إسرائيل
استبدالهم طعاما بطعام أدنى منه، فذمهم على ذلك ونعاه عليهم،
وقال: { أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير }،
فكيف بمن استبدل بمحبة خالقه وفاطره ووليه ومالك أمره،
الذي لا صلاح له ولا فلاح، ولا نعيم ولا سرور ،
وفرحة ونجاة إلا بأن يوحده في الحب ويكون أحب إليه ممن سواه فانظر بالله بمن استبدلت،
وبمحبة من تعوضت .
رضيت لنفسك بالحبس في الحش وقلوب محبيه تجول حول العرش.
فلو أقبلت عليه وأعرضت عمن سواه لرأيت العجائب ولأمنت من المتآلف والمعاطف،
أو ما علمت أنه خص بالفوز والنعيم من أتاه بقلب سليم. أي سليم ممن سواه،
ليس فيه غير حبه واتباع رضاه .
قالت : وبين ذنبي وذنبك عند الناس كما بين عماي وعماك في القياس .
وقد قال من بيده أزمة الأمور : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }
الحج : 46 .
… فلما سمعت الكبد تحاورهما الكلام وتناولهما الخصام قالت:
أنتما على هلاكي تساعد تما وعلى قتلي تعاونتما.
ثم قالت : أنا أتولى الحكم بينكما، أنتما في البلية شريكا عنان
كما أنكما في اللذة والمسرة فرسا رهان،
فالعين تتلذذ والقلب يتمنى ويشتهي وإن لم تدرككما عناية مقلب القلوب والأبصار
وإلا فما لك من قرة ولا للقلب من قرار .
وترين انها هي السبب في الوقوع في المعاصي ؟
بأنتظار مرئياتك