[frame="7 98"]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هادينا وقائدنا الى جنات النعيم وقدوتنا في كل ما ننتفع به ونستفيد
حثنا على كل خير وحذرنا من كل شر وبين لنا كيف نتوصل الى فضائل الاعمال علمنا ان الهدف السامي يحتاج الى عمل راق والعمل الراقي يحتاج الى همة عالية فكيف تكون الهمة لمن يسعى الى الجنة؟؟؟؟؟؟؟؟
واولا ما هي الهمة
الهمة لغة: ‘ما هُمَّ به من أمر ليفعل’. فالهمة هي الباعث على الفعل، وتوصف بعلو أو سفول
وما وصل انسان الى رفعة ومجد الا بهمته العالية وقبلها التوفيق من الله تعالى
وقد قال الشاعر
: ومن يتهيب صعود الجبال==== يعش أبد الدهر بين الحفر
فلا بد لكل طالب للعلا من همة علياء
ولكن تتفاوت المراتب مع تفاوت المقاصد
فمن الناس من تكون همته في الوصول الى خير الدنيا متجاهلا الاخرة من مناصب وجاه دنيوي وغيره ويتحقق له مايريد باذن الله ولكنه خسر الاخرة وهذا هو الخسران المبين
(من كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ{15} أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{16})
ومن الناس من تصل همته الى اعالي السماء ويسموالى جنات عرضها السموات والارض ويعلم انه اذا اتعب نفسه في سبيل مراده كان راحما لها وساعيا نحو الراحة الابدية والنعيم الدائم فينال خيري الدنيا والاخرة
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}البقرة 201 -202
تهون علينا في المعالي نفوسنا==== ومن يخطب الحسناء لم يغْلِه المهر
و
فعندما يكون هذا هو الهدف تكون الهمم على قدر ه فهذا هو ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه وقد قال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[سَلْ] فَقَالَ:’ أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ’
لم يسال درهم ولا دينار ولا بيت ولا زوجة ولا اي شئ من امور الدنيا بل سال الجنة وهذا اجل المطالب واقوى الامنيات.
وهذا عكاشة وقد سمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
– يدخلُ الجنةَ من أُمَّتي سبعون ألفًا بغيرِ حسابٍ . قالوا : ومن هم يا رسولَ الله ؟ قال : هم الذين لا يكتَوون ولا يسترْقُونَ . . وعلى ربِّهم يتوكَّلون . فقام عُكَّاشةُ فقال : ادعُ اللهَ أن يجعلَني منهم . قال : أنتَ منهم . قال : فقام رجُلٌ فقال : يا نبيَّ اللهِ ! ادعُ اللهَ أن يجعلَني منهم . قال : سبقكَ بها عُكَاشةَ
الراوي: عمران بن الحصين المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 218
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فكانت همته قد اسرعت به الى الجنة
ولا عجب في ذلك فهؤلا ء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم استقوا من نبعه الصافي فحري بمن كان هذا رسولهم ان يكونوا على هذا المستوى الراقي
فهاهو حبينا وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ويقول فلا اكون عبد شكورا
وهاهو احد الصحابة يروي ما حدث له
صلَّيتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ليلةً ، فلم يزلْ قائمًا حتى هممتُ بأَمْرِ سوءٍ . قلنا : وما هممتَ ؟ قال : هممتُ أن أقْعُدَ وأَذَرَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 1135
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
اللهم ارزقنا علو الهمة لنصل الى القمة جنات الفردوس باذن الله ونتمتع بالنظر الى وجه ربنا الكريم نحن واباؤنا وذرياتنا ومن احبنا في الله ومن احببناه فيه
من منّا لا يبحث عن علو الهمة ؟؟
من منا لاتهفو نفسه للارتقاء والسمو ؟؟
من منّا لايتمنى أن يبقى محلقا بين السحب الإيمانية البيضاء
فيرتقي ويعلو .. ويعلو .. حتى يصل إلى القمة !
قالوا عن الهمــــــة :
1- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
" لاتصغرن ّ همتكم ، فإني لم أر أقعد عن المكرمات من صغر الهمم "
2- وقال ممشاد الدينوري :
" همتك فاحفظها ، فإن الهمة مقدمة الأشياء ، فمن صلحت له همته وصدق فيها صلح له ماوراء ذلك من الأعمال "
3 – وقال ابن حبّان البستي :
" من لم يكن له همة إلا بطنه وفرجه عدّ من البهائم ، والهمة النبيلة تبلغ صاحبها الرتبة العالية "
4- وقال الإمام مالك رحمه الله :
" عليك بمعالي الأمور وكرائمها ، واتق رذائلها وما سفّ منها ، فإن الله تعالى يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها " .
5- وقال أحمد الدرعي :
" كن رجلا رجله في الثرى وهمه في الثريّا ، وما افترقت الناس إلا في الهمم ، من علت همته علت رتبته ، ولا يكون أحد إلا فيما رضيت له همته " .
6- وقال عبد القادر الجيلاني لغلامه :
" يا غلام ، لا يكن همك ما تأكل وما تشرب ، وما تلبس وما تنكح ، وما تسكن وما تجمع ، كل هذا هم النفس والطبع فأين همّ القلب ؟؟
همك ما أهمك ، فليكن همك ربك عز وجل وما عنده " .
7- وقال ابن القيم رحمه الله :
" النفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة ،
والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات ، وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار "
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتعظم في عين الصغير صغارها
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ۞ وتـأتـي على قدر الكريم الكرائم
وتكبر في عين الصغير صغارها ۞ وتصغر في عين العظيم العظائم
ماذا سيخسر العالم بموتك؟؟
في هذا المكان لن القي درساً ولن أتحدث كثيرا
ساترك هذه القصة هي التي تتحدث وتأخذوا
الدرس من المعاني التي سوف تسقيكم إياها
هذه القصة وهذه القصة مأخوذة من كتاب
(( ماذا سيخسر العالم بموتك ))
مدخل
الحياة فن وصناعة فضع بصمتك عليها
البداية
وقف عماد يتأمل المناظر الطبيعية الخلابة التي تظهر له من على ظهر
السفينة الضخمة التي يستقلها مدعوّاً لرحلة ترفيهية مع صديقة المقرب كريم
وبينما هو مستند على حاجز السفينة وقد بهرته روعة تلك المشاهد الخلابة
التي تنطق بعظمة الخالق المبدع سبحانه وتعالى ، أغراه جمال المنظر أن
يميل بجسده أكثر إلى الأمام ليتمكن من رؤية السفينة وهي تمخر عباب
البحر .
وفجأة جاءت موجة عنيفة اهتزت معها السفينة اهتزازا شديدا فأختل توازن
عماد وحدثت المصيبة .. سقط عماد في قلب المحيط وتعاظمت المصيبة فعماد
لا يحسن السباحة صرخ عماد طالبا النجدة حتى بح صوته وظل يصارع الموج
دون جدوى ، فرآه رجل كبير في الخمسين من عمره كان مسافرا معه على
ظهر تلك السفينة ، وعلى الفور أشعل الرجل جهاز الإنذار ثم رمى بنفسه في
الماء لإنقاذ عماد .
وبسرعة دبت الحركة في جميع أركان السفينة ، هرول المسئولون وتجمع
المسافرون على ظهر السفينة يرتقبون المشهد ويبادرون بالمعونة
والمساعدة ، القوا بقوارب نجاة إلى المياه وتعاونت فرقة الإنقاذ مع الرجل
الشهم على الصعود بعماد إلى ظهر السفينة ، وتمت عملية الإنقاذ بعون الله
تعالى ، ونجا عماد من موت محقق وتلقفه صديقه كريم معتنقا إياه ثم انطلق
يبحث حوله عن ذلك الرجل الشجاع الذي جعله الله تعالى سببا في إنقاذ حياته
، فوجده واقفا في ركن من أركان السفينة يجفف نفسه ، فأسرع إليه عماد
واعتنقه وقال : لا ادري كيف يمكنني أن أشكرك على جميلك معي ، لقد أنقذت
حياتي فابتسم الرجل إليه ابتسامة هادئة ونظر إلى الأفق متأملا قائلا :
" يا بني حمدا لله على سلامتك ، ولكن أرجو أن تساوي حياتك ثمن بقائها "
كانت هذه الكلمات بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل الإرادة والتحدي في نفس
عماد استقرت الكلمة في عقله ووجدانه بعمق ، وأصبح همه في الحياة أن
يجعل لها قيمة عالية عاليه حتى تساوي ثمن إنقاذها ، ومضى عماد يحقق
الآمال تلو الآمال والنجاح يعقبه النجاح ، وكلما مرت به الصعوبات وقابلته
التحديات تذكر كلمة الرجل " أرجو أن تساوي حياتك ثمن بقائها " فتشحذه
الكلمة بالإرادة والعزيمة فيتغلب عليها بإذن الله تعالى وعونه ، حتى قارب
عماد على الستين من عمره وقد حقق لنفسه وأهله ودينه وأمته إنجازات
عظيمة .
ترى ما الذي يرفع قيمة حياتك ؟ وما الذي يرخص من قيمتها ؟
ماذا لو كنت مكان ذلك الشاب وسألناك ذات السؤال
هل حقا حياتك تساوي ثمن بقائها ؟
مخرج
تذكر ……
في لفظة ( القمة ) شيء يقول لك ( قم )
[/frame]