هذا وقد وصف تقرير صادر عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال هذه الظاهرة الجديدة باسم "كآبة فيسبوك"، حيث يقضي الأطفال والمراهقين ساعات منتظمة وطويلة من الوقت على مواقع وشبكات التعارف الإجتماعية، ثم يطورون أعراض الكآبة.
يقول سكوت كامبيل، أستاذ مساعد في دراسات التواصل من جامعة مشيغان، "الظاهرة ليست شائعة جدا، ومعظم الأطفال يستفيدون من هذه المواقع في الحفاظ على روابط الصداقة الاجتماعية مع الأصدقاء والاقارب حول العالم."
لكن الإستعمال المفرط لموقع فيسبوك مثلا، بالإضافة إلى مخاطر الإنترنت الأخرى مثل cyberbullying وsexting ، يمكن أن تسبب عواقب خطيرة، لذا فمن الضروري أن يشارك الاهل في مراقبة وتوعية اطفالهم حول مخاطر المحادثة والتعارف الإلكترونية.
يضيف، كامبيل، " مع زيادة عدد الأطفال الذين ينضمون الى هذه الشبكات والمواقع للتعارف على أطفال في مثل سنهم، يجب أن أن يبقى الآباء خطوط الإتصال مع أطفالهم مفتوحة دائما لمعرفة ما يجري في حياتهم الإجتماعية. . . سواء على الإنترنت أو في الحياة العادية".
الجانب المظلم للفيسبوك:
يقول الدكتور مايكل برودي، طبيب نفساني للأطفال، "تصبح العلاقات مع الأصدقاء حرجة في سنوات مراهقة. بينما يسمح موقع فيسبوك للمراهقين بالتعرف والتحدث مع الأصدقاء بدون قيود، ولكن حتى هذا السلوك يمكن أن يتحول الى حسد".
ويضيف، "يصبح الأطفال تنافسيين جدا، فهم يرغبون في أن يكونوا محبوبين ومشهورين بين اقرانهم."
يسمح فيسبوك للمراهقين برؤية نجاحات أصدقائهم، بالإضافة إلى عدد صداقات أولئك الأصدقاء. يقول برودي، "يبدأ الشعور التنافسي بالظهور عند الأطفال عندما يشعروا بأنهم اقل شعبية مما يثير فيهم الحسد والغيرة."
على أية حال، لا يبدو واضحا من السبب في الكآبة الفيسبوك أما الاصدقاء الين يقضون اوقاتا طويلة في المشاركة في هذه المواقع.
"مثل أي شئ آخر في الحياة، قضاء وقت أكثر من اللازم على الفيسبوك – أو الإنترنت عموما يمكن أن يؤدي الى شيء سيء. فالكآبة والوحدة غالبا ما يرتبطان بالمستخدمين المدمنيين جدا للإنترنت الذين يقضون ساعات طويلة على الإنترنت بعيدا عن حياتهم الواقعية.
الحياة المتوازنة:
يقول برودي، من الطرق الفعالة في منع دخول الأطفال في هذا النوع من الكآبة التأكد بأنهم يهتمون بنشاطات أخرى غير الانترنت.
انخراط الاطفال في نشاطات مدرسية أو لا منهجية يمكن أن يساعدهم في التخلص من عادة قضاء ساعات طويلة من الوقت على الانترنت. وأخير ينصح برودي بأن يشعر كل أم واب بالقلق إذا كان طفلهما يمضي ساعات طويلة لوحده في غرفته أمام شاشة الحاسوب.