** فضيلة آ‘لصدق في القرآن الكرٍيم …
جاء الصدق فى القرآن الكريم وصفا للأقوال وغير الأقوال كقوله تعالي : " فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ " القمر : 55 .
وقوله تعالي : " وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ " يونس : 2
فالصدق فى هذه الآيات يدور حول معني الحق الثابت المتصل بالله الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا وجاء وصفاً للقول في
قوله تعالي : " وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ " الشعراء : 84 أي ثناء ثابتاً بصدق صاحبه ولا يكذب فيه .
ولعلو هذه الفضيلة وصف الله بها نفسه في مواطن كثيرة في القرآن الكريم منها ما جاء في قوله تعالي :
" قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " .. آل عمران : 95
وقوله تعالي : " ومن أصدق من الله حديثاً " .. النساء .. كما امتدح بها أنبياءه فقال :" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا " .. مريم : 41
وقوله تعالي :" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا " .. مريم : 54.. ويجعلها صفة لرسله جميعاً في قوله تعالي :" هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ " ..يس:52
وكما أن الصدق فضيلة فالتصديق أيضاً فضيلة ولذلك يمتدح الله تعالي الصادق والمصدق في قوله :-
" لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ 34 لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ 35 " .. الزمر 35:34
ومما اشتهر به صلي الله عليه وسلم قبل بعثته أنه كان يدعي بالصادق الأمين وجاء في حديث خديجة له :" إنك لتصدق الحديث " وقال له قومه :" ماجربنا عليك كذباً "وقال النضر بن الحارث
لقومه عندما أرادوا أن يتهموا رسول الله بالسحر : قد كان محمد فيكم غلاماً حدثا فكان أرضاكم فيكم وكان أصدقكم حديثاً وأعمكم أمانة حتي إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم
به قلتم ساحر والله ماهو بساحر ".
فالصدق صفة الأخيار من الناس قال تعالي : " أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون " ..البقرة ولا يزال الرجل يصدق ويتحري الصدق حتي يصير ويكتب عند الله صديقاً وقد جعل الله تعالي
الصديقية وصفاً لأنبيائه كما جعلها وصفاً لمريم في قوله :"وأمه صديقة" .. المائدة .. ووصف بها جماعة من الأخيار في قوله :-
" وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا "…النساء:69
وجاء في الحديث :" تحروا الصدق وإن رأيتم فيه الهلكة فإن فيه النجاة وتجنبوا الكذب وإن رأيتم فيه النجاة فإن فيه الهلكة "
وحينما سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم : أيكون المؤمن كذاباً .؟ قال : " لا " كما أخبر أن الصدق سبب الخير ومفتاح البركة فقال : ما أملق تاجر صدوق ، وقال : البيعان بالخيار ما لم يفترقا
فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما وقال عمر رضي الله عنه :" لأن يضعني الصدق وقلما يضع أحب إلي من أن يرفعني وقلما يرفع " .
وعلي الإنسان أن يتحري الصدق فيما يقول ويفعل وإن احتاج إلي جهاد ومعاناه مع النفس وأن يتجنب الكذب ولو في يسير الأمور لأن ذلك سيجره ويؤدي به إلي تعوده وفقد ثقة الناس فيه بتكذيبهم له
حتي فيما يصدق فيه وقد قال أحد الحكماء :- من استحلي رضاع الكذب عسر فطامه .
وحسب الكذب ضلالة ومهانة أنه يهدي إلي النار وصاحبه يكتب عند الله كذاباً وحسب الصدق عزة ومثوبة أنه يهدي إلي الجنة وصاحبه يكتب عند الله صديقاً