التغذية الصحية تعزز دور جهاز المناعة
سألتني أخت فاضلة عن كيفية زيادة قوة مناعة الجسم، ولأهمية سؤالها الذي تشير من ورائه إلى أن الوقاية خير من العلاج قمت بالبحث عن دور التغذية في تقوية المناعة فوجدت مقالاً بعنوان "أهمية التغذية في المناعة" The importance of nutrition in immunity. نشرته مجلة Agrofood المتخصصة بالتغذية المتعلقة بالتقنية في عدد مارس – أبريل 2022.يقول المقال ان جهاز المناعة لدى الإنسان يعتبر أداة شديدة الفاعلية، وفاعليته تبدو عندما يضطرب الجسم بشدة بسبب فشل جهاز المناعة في الدفاع عن الجسم في حالة نقص المناعة او عندما يتعرض جهاز المناعة للإثارة الشديدة بسبب أحد انواع الحساسية.
وتؤثر عدة عوامل خارجية ووراثية على وضع مناعة الجسم أو توازنها وأهم عامل خارجي هوالتغذية حيث يحتاج جهاز المناعة الذي يعتبر أكبر أجهزة الجسم إلى الجلوكوز والجلوتامين للطاقة، وإلى الأحماض الأمينية أو البروتينات لتصنيع خلايا الدم البيضاء ومضادات الأجسام وللنمو وانقسام الخلايا. ويحتاج إلى الأحماض الدهنية للطاقة ولمرونة ونفاذية جدران الخلايا لتسهيل عمل المستقبلات العصبية. كما يحتاج إلى الفيتامينات كمساعدات للإنظيمات ولمحاربة تاكسد الخلايا. ويحتاج إلى المعادن والعناصر المعدنية الضئيلة كمساعدات للإنظيمات. ويؤكد المقال على أن تعزيز عمل جهاز المناعة يقوم على توفر عدد من العناصر الغذائية المحددة التي ثبت أنها تنشط عمل جهاز المناعة وتزيد من فاعليته في الوقاية من الأمراض أو التقليل من حدة أعراضها وهي:
فيتامين هـ
وهو أهم مضاد أكسدة يتواجد في أنسجة الجسم، وبسبب قابليته للذوبان في الدهون يعتبر أفضل حام للدهون التي توجد في الخلايا الحيّة مما يحافظ على صحة التبادل العصبي بين الخلايا. كما من المعروف ان غنى الجسم بفيتامين ه يساعد فيتامينات أ وَ ج على تأدية وظائفها بكفاءة اكبر في الحد من الإصابة بنوبات البرد او على الأقل التخفيف من اعراضها. ويوجد فيتامين ه في الورقيات الخضراء (سبانخ، بقدونس، سلق، كسبرة الخ.) وفي الزيوت النباتية ولكن عمليات التصنيع والتكرير التي تخضع لها تلك الزيوت تقضي على فيتامين ه وغيره من الفيتامينات في الزيوت، ولذلك من المستحسن تناول المكسرات النيئة وغير المملحة خاصة عين الجمل وحب القرع للحصول على الكفاية من هذا الفيتامين المهم. كما يعتبر الزيت الموجود في جنين القمح أغنى مصدر لفيتامين ه ولكن عمليات تبييض وتكرير القمح تقضي عليه.
البيتاكاروتينات
تعتبر الألوان النباتية الطبيعية الحمراء والصفراء والخضراء هي مصدر البيتاكاروتينات، وهي تعمل في الجسم كمضادات للأكسدة وكمادة اساس يتشكل منها فيتامين أ، كما ثبت مؤخراً أن البيتاكاروتينات ذاتها تعمل كمادة ملطفة لجهاز المناعة immune-modulating agent . والأطعمة الغنيّة بالبيتاكاروتينات هي الجزر والفلفل البارد والبطاطا الحلوة والورقيات الخضراء والقرع الأحمر، وللاستفادة من خصائصها الغذائية يجب تناولها طازجة غير مطبوخة أو مسلوقة بالبخار سلقاً خفيفاً.
حمض اللينوليك متحد الاشتقاق conjugated linoleic acid (CLA)
وهو من الأحماض الدهنية الأساسية النافعة التي يعمل توفرها في الجسم على التخفيف من الكحة وآلام الحلق عند الإصابة بالبرد. كما يعتبر حمض اللينوليك متحد الاشتقاق من المواد النشطة التي تحارب نشوء الأورام السرطانية. وهناك مكمل غذائي مصنّع من هذا الحمض على شكل حبوب، ولكن أظهرت الأبحاث الحديثة أن له (كما لكل شيء مصنع تقريباً) بعض العوارض الجانبية الضارة مثل تعزيز مقاومة الأنسولين وزيادة معدلات الجلوكوز في الدم وخفض معدلات الكوليسترول النافع. وهناك مصادر طبيعية لهذا الحمض مثل اللحوم ومنتجات الألبان على شرط ان تكون تلك اللحوم والألبان من حيوانات ترعى في مراعي مفتوحة (أي ترعى الأعشاب والنباتات حيث تزيد نسبة هذا الحمض في لحومها وألبانها ثلاث إلى خمس مرات أكثر من وجوده في لحوم وألبان الحيوانات التي تقدّم لها الحبوب أو المكملات الغذائية الخاصة بتسمين الحيوانات او زيادة ألبانها!!)
منقووول
يسلمو هالايديات
مجهود رائع يعطيك العافيه