يسلمو هالأيدين اتقبلي مروري
بانتظار ردودكم و تقييمكم حبيباتي [ .. ] و انتظروا جديدي القريب :0153: :0153: :0153:
**************************
من بريق الوجد في عينيك أشعلت حنيني و على دربك أني ُرحت..أَرسَلتُ عيوني
الرؤى حولي غامت.. بين شكي ويقيني و المنى ترقص في قلبي ..على لحن شجوني
**************************
أستشف الوجد في عينيك آهاتٍ دفينه يتوارى بين انفاسك كيلاً أستبينه لست
أدري..أهو الحب الذي ِخفتَ شُجونه أم تخوفت من اللوم .. فآثرت السكينه .
إن في صمتك معنى النطق في كل رغابي وأنا في الآهة الهيمى تلمست عذابي
و بعيني أمانٍ .. وئدت .. تفضح ما بي فإذا حطمتها .. حطمت كبري و شبابي
لا تكن كالبرعم الخائف من عصر الأيادي تحتمي بالشوك
الشاعر الصوفي العباسي ابن الفارض ابن الفارض الملقب بسلطان العاشقين رحمه الله
سيرة مختصرة له ومقتطفات له من أشعاره وشي من حياته
اسمه ونسبه
اسمه أبو حفص عمر بن أبي الحسن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، يقال إنه في الأصل ينتمي لقبيلة بني سعد بشبه الجزيرة العربية، لقبه شرف الدين بن الفارض، ولد في الرابع من ذي القعدة سنة 576من الهجرة الموافق 15 تشرين الأول/أكتوبر 1162، وتوفي سنة 632 للهجرة 1234 .
سمي بإبن الفارض واشتهر به لأن والده كان يثبت فروض النساء على الرجال بين يدي الحكام فلقب بالفارض، ويستدل من الاسم والمهنة أن الوالد كان رجل فضل وعلم يتصدر مجالس الحكم والعلم.
يقال إن منصب قاضي القضاة عرض على الاب فرفض واعتزل وانقطع للعبادة في قاعة بالمسجد الأزهر حتى توفاه الله.
نشأته
قال ابن عماد الحنبلي عن نشأة ابن الفارض بأنه "نشأ في كنف أبيه في عفاف وصيانة وعبادة، بل زهد وقناعة وورع، وأسدل عليه لباسه وقناعه" اشتغل بفقه الشافعية وأخذ الحديث عن ابن عساكر ، وأخذ عنه الحافظ المنذري وغيره، إلا أنه ما لبث أن زهد بكل ذلك وتجرد.
سلك طريق التصوف
قضى ابن الفارض أول حياتته سالكا طريق التصوف والتجريد ، سائحا في وادي المستضعفين في جبل
المقطم بمصر ، ثم رحل بعد ذلك إلى مكة ، وأقام بها خمسة عشر سنة بين السياحة في الأودية ، وبين الطواف
حول الحرم الشريف ، وبين التعبد والتهجد في البقاع المقدسة من أرض الحجاز ، آخذا نفسه فيما بين هذا
كله بألوان من الرياضات والمجاهدات. صاغت هذه الرياضات الروحية ابن الفارض صياغة خلقية خاصة
، ووجهت سلوكه في حياته الفردية والاجتماعية وجهة سامية.
فالنسك والعفة وصوم النهار واحياء الليل ، والتتورع والزهد كل ذلك جعله يخلص نفسه من حياتها المادية
، مطئمنا الى البهجة العظمى ، وهي الظفر بالقرب والوصول والأنس من محبوبه الاسمى. ولم يكن ابن الفارض
الصوفي الذي قضى عمره في تحقيق تلك البهجة ، واقفا في رياضته الروحية عند هذا الحد ن انما كان ذاهبا فيها الى أبعد الحدود.
صفاته
وكان حسن الصحبة والعشرة رقيق الطبع فصيح العبارة، يعشق مطلق الجمال وقد نقل المناوي عن القوصي أنه كانت له جوارٍ يذهب اليهن فيغنين له بالدف والشبابة وهو يرقص ويتواجد.
تتلمذ على الشيخ أبي الحسن علي البقال صاحب الفتح الالهي والعلم اللدني ، كان مهيباً سخياً معتدل القامة، له وجه جميل يمتاز بحمرة ظاهرة، وله نور ظاهر في وجهه.
إذا حضر مجلساً ظهر على المجلس سكون وسكينة، يتردد عليه في مجلسه جماعة من المشايخ والعلماء وعدد من الفقراء وأكابر الدولة وسائر الناس، وهم في غاية الأدب والتواضع معه، وإذا مشى في المدينة تزاحم عليه الناس يلتمسون منه البركة والدعاء ويقصدون تقبيل يده فلا يمكن أحداً من ذلك بل يصافحه.
وكانت ثيابه حسنة ورائحته طيبة، وكان ينفق على من كان يرد عليه من الفقراء والمساكين،
خاتمة
ولقد بعث إليه الملك الكامل أن يجهز له ضريحاً عند قبة الامام الشافعي فلم يأذن له بذلك فطلب منه أن يجهز له مكاناً يكون مزاراً له بعد موته فرفض. يرتاد كثير من المحبين عربا وعجما ضريح ومسجد عمر بن الفارض الواقع تحت سفح جبل المقطم في منطقة "الأباجية" حيث دفن بعد موته عند مجرى السيل بجوار قبر معلمه أبي الحسن البقال كما أوصى قبل موته.
وقد توفي في القاهرة سنة 1237م/ 632ه، ودفن في حضيض جبل المقطم.
وفن ابن الفارض في الحب فن الشاعر الذي اضطرم فيه الحب اضطراما حتى أذهله أحيانا،
وقد أراد التعبير
عن ذلك الحب والإفصاح عما يجول في نفسه منه، فكان كلامه شعرا تضيق بحوره،
وقوافيه عن اندفاع الحب وثورته،
وتقصر الألفاظ عن تصوير حقيقته، لذا يحس القارئ أن الشاعر في ضيقة فيبطل القصائد،
ويعمد إلى التكرار اللفظي والمعنوي،
ويحاول أن يحمل اللفظ مثل ما يحمل المعنى، فيحشر فيه وجوه البديع من جناس وطباق،
ويغالي في ذلك
مغالاة قلما وصل إليها شاعر، ويعمد إلى التصغير فيكثر منه كما يعمد إلى أساليب الوجدان
من مناجاة ومناداة:
ابن الفارض لا يغفل عن الموسيقا الشعرية إلا نادرا، فهو يتغنى بشعره تغنيا،
وينظمه موقعا على أوتار نفسه،
فتتصاعد أنغام عذبة من الصور اللينة، وتآلف الألفاظ والحروف،
وتتكرر بعضها تكرارا موسيقيا، ومن القوافي
التي تردد صدى ألحان الحب الداخلية:
خفف السير واتئد يا حادي
إنما أنت سائق بفؤادي
قف بالديار وحي الأربع الدرسا
ونادها فعساها أن تجيب عسى
قصارى القول إذن ان ابن الفارض شاعرسامي الروح، صادق العاطفة،متدفق المعاني،
جمع من الموسيقا الشعرية،
وعذوبة الكلام الشيء الكثير، وإن لم يخل شعره من ثقل وغموض بسبب الصنعة
التي انتشرت في عصره انتشارا
شديدا فتسربت إلى الشعر بنزعة من التقليد.
وفي هذا الجو المضطرب سياسيا واجتماعيا،والذي دوت فيه أصوات الثائرين،
والخارجين وأصحاب النحل، وفي
هذه البيئة التي كان السلطان فيها للظاهرين من القواد والكبراء،
وكانت “الدنيا لمن غلب” والدين وسيلة إلى الغايات،
في هذا الجو الذي دعا كل ذي طموح إلى التشبه بالقادة، ودعاة البدع الجديدة،
وفي هذا العهد الذي شهد معايب وقبائح
لم تكن مألوفة في المجتمع العربي الصافي، وإنما هي صدى لجانب منحرف من الخلق الفارسي،
إذ انتشرت الزندقة
والشعوبية والإسراف في كراهية العرب.
بعض المقتطفات له والأشعار
ابن الفارض شاعر القصيدة الصوفية والحب الإلهي
ليلى الدردوري
لا تزال أشعار الشاعر العباسي عمر بن الفارض وضع اختلاف في تفسير ماهية الحب الذي قصده، فمن
قراء ديوان شعره من فهموا معانيه على ظاهر لفظه، وادعوا أن حب ابن الفارض أرضي مادي، وأن غزله
كغزل أبي نواس وغيره، ومنهم من تفهموا معاني غزله الحقيقية، ووقفوا على أسرار نفس صاحبه المتجردة،
ففسروه، تفسيراً صوفياً. حتى دعي ابن الفارض “سلطان العاشقين”، إلا أن حبه هو ذلك الحب الرفيع الذي
يسمو على المادة وينفلت من قيودها للحاق بمبدع الجمال، وينبوع كل بهاء، ولابن الفارض مذهب خاص في
الحب كما له فيه انصراف شديد الوطأة على نفسه، وهو أن يستسلم الإنسان للحب الإلهي استسلاماً كاملاً،
وأن يتلاشى فيه، فإن الموت فيه حياة، والتلاشي نعيم وسعادة:
فإن شئت أن تحيا سعيدا فمت به شهيدا وإلا فالغرام له أهل وابن الفارض يريد أيضا أن يخلع المرء الحياة
في اتباع ذلك الحب السامي، فهو لا يخفي أنه قتال وأن “أوله سقم وآخره قتل”. هذا القتل هو أن تحلل إرادة
المحب في إرادة المحبوب، وأن ينوب المحب في حقيقة المحبوب. وأما تصرف الشاعر فكان انطلاقا شديدا
في طريق حب أسقمه وقتله
وقد علموا أني قتيل لحاظها
فإن لها في كل جارحة نصل
وحبه ليس له مثل، كما أنه ليس لمحبوب مثل،
وليس له بعد، ولا قبل، وهو حب سخي،
مندفع يجود حتى بالروح:
ما لي سوى روحي وباذل نفسه
في حب من يهواه ليس بمسرف
وقد استولى على كل جوارح روح صاحبه،
فأسعده من حيث أشقاه وعذبه:
وتعذيبكم عذب لدي وجوركم
علي بما يقضي الهوى لكم عدل
وفي ديوان ابن الفارض مقطوعات كثيرة تصلح للغناء،
قد يكون الشاعر نظمها للتغني بها وأشهر شعره الصوفي قصيدتان:
الخمرية ومطلعها:
شربنا على ذكر الحبيب مدامة
سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم
وقد تغنى فيها الشاعر بخمرة الوحدة الإلهية،
وبالسكر الروحي، وبين صفات تلك الخمرة:
صفاء ولا ماء، ولطف ولا هوا
ونور لا نار، وروح لا جسم
التائية الكبرى:
وهي قصيدة تقع في 760 بيتاً وتسمى “نظم السلوك” لأنها تشبه طريقا روحيا للارتقاء إلى الله.
وقد سميت ب”التائية الكبرى” تمييزا لها من قصيدة تائية أخرى، أما مطلعها فهو:
سقتني حميا الحب راحة مقلتي
وكأسي محيا من عن الحسن جلت
وقد ضمنها الشاعر تجاربه الصوفية فكانت نشيدا من أناشيد الوجد الصوفي، وتمثيلا للعراك المستمر بين الثنائية
الضدية الصلاح والشر، والفوز النهائي بمشاهدة الجمال المطلق، جمال الخالق الذي يتجلى في كل ما هو جميل في
الطبيعة وكذا في الإنسان. وقد اهتم المتصوفون والعلماء لهذه التائية اهتماما كبيرا فأكثروا من تفسيرها والتعليق عليها.
ومن شارحيها الفرغاني(1876م/ 1293ه) والكاشاني (1892م/ 1310هـ).
أما الذي شرح ديوان ابن الفارض على ظاهر معناه فهو الشيخ حسن البوريني سنة (1615/1024هـ)، واشهر
شروح الصوفية شرح الشيخ عبد الغني النابلسي سنة (1730م/ 1143هـ).
أبَرْقٌ، بـدا مـنْ جانِـبِ الغَـوْرِ، لامـعُ،
أمِ ارْتَفَعـتْ، عـنْ وجهِ ليلي، البراقِـعُ
نعـمْ أسفـرتْ ليـلاً، فـصـارَ بوجهـهـا
نهـاراً، بــهِ نــورُ المحـاسـنِ سـاطـعُ
و لـمَّـا تجـلَّـتْ للقـلـوبِ، تزاحـمـتْ
عـلـى حُسنـهـا، للعاشقـيـنَ، iiمـطـامـعُ
لِطلعتهـا تَعْـنُـو الـبـدورُ، ووجْهُـهـا
لـهُ تسـجـدُ الأقـمـارُ، وهــيَ طـوالـعُ
تجمَّعـتِ الأهــواءُ فيـهـا، وحُسنـهـا
بـديـعٌ، لأنــواعِ المـحـاسـنِ جـامــعُ
سكرتُ بخمـرِ الحـبِّ فـي حـانِ حَيِّهـا،
و فــي خـمـرهِ، للعاشقـيـنَ، مـنـافـعُ
تواضَـعْـتُ ذلاًّ، وانخِفـاضـاً لِعـزِّهـا،
فَشَـرَّفَ قَـدْري، فـي هواهـا، التَّـواضـعُ
فإنْ صـرتُ مَخفـوضَ الجنـابِ، فحبُّهـا
لِقَـدْرِ مَقـامـي ،فــي المحـبَّـةِ، رافِــعُ
وإنْ قَسَمَـتْ لــي أنْ أعـيـشَ متيَّـمـاً،
فشوقـي لهـا ، بيـنَ المحبِّـيـنَ، شـائعُ
يقـولُ نسـاءُ الحـيِّ: أيــنَ دِيــارهُ؟
فقـلـتُ: دِيـــارُ العاشـقـيـنَ بـلاقِــعُ
فإنْ لمْ يكـنْ لـي فـي حِماهـنَّ مَوْضِـعٌ،
فلـي فـي حِمـى ليلـى بليـلـي مـواضِـعُ
هوَى أُمِّ عمرٍو جَدَّدَ العُمـرَ فـي الهـوَى،
فهـا أنا فيـهِ، بَعـدَ أنْ شِـبـتُ iiيافِـعُ
ولـمَّـا تراضَعْـنـا بِمَـهْـدِ وَلائِـهـا،
سَقَتْـنـا حُمَـيَّـا الـحُـبِّ فـيـهِ مـراضـعُ
وألقـى علينـا القـربُ منـهـا iiمَحَـبَّـةً،
فهـلْ أنتَ، يا عَصْـرَ التَّراضـعِ، iiراجـعُ
وما زِلتُ، مـذْ نيطَـتْ علـيَّ تَمائمـي،
أبـايِـعُ سُلـطـانَ الـهَــوَى، iiوأتـابــعُ
لـقـدْ عرَفَتـنـي بـالـوَلا وعرَفتُـهـا،
ولـي ولهـا، فـي النَّشأتـيـنِ، مَطـالِـعُ
وإنِّـي، مُـذْ شاهَـدْتُ فـي iiجَمالـهـا،
بِـلَـوْعَـةِ أشْـــواقِ المَـحَـبَّـةِ وَالِـــعُ
وفي حضرةِ المحبـوبِ سـرِّي وسرُّهـا
مـعـاً، ومَعانـيـهـا علـيـنـا لـوامِــعُ
وكـلُّ مَقـامٍ، فـي هواهـا، iiسلَكـتُـهُ،
ومـا قطَعَتنـي فيـه، عنـهـا، القَـواطِـعُ
بِـوادي بَـوادي الحُـبِّ أرْعـى iiجَمالَهـا،
ألا فـي سبيـلِ الحـبِّ مــا أنا صـانـعُ
صبـرتُ علـى أهوالِـهِ صَبـرَ شـاكِـرٍ،
وما أنا فـي شـئٍ، سـوَى البُعـدِ، جـازعُ
عزيـزةَ مِصْـرِ الحُسـنِ! إنَّـا iiتجـارهُ،
و لـيـسَ لـنــا إلاَّ الـنُّـفـوسَ بـضـائـعُ
لأرضــكَ فـوَّزنـا بـهـا، فتصـدَّقـي
عليـنـا، فـقـدْ نَـمَّـتْ عليـنـا المـدامـعُ
عسى تَجعَلـي التَّعويـضَ عنهـا قَبولَهـا،
لِيَـرْبَـحَـهُ مِـنَّــا مَـبـيــعٌ وبـائِــعُ
خليلـيَّ! إنِّـي قـدْ عَصَيـتُ عَواذِلـي،
مُطـيـعٌ لأمْـــرِ العـامِـريَّـةِ، سـامــعُ
فقولا لهـا: إنِّـي مُقيـمٌ علـى الهَـوَى،
وإنِّــي، لِسُلـطـانِ المحـبَّـةِ، طـائــعُ
وقولا لها: يا قُـرَّةَ العيـنِ! هـلْ iiإلـى
لِـقـاكَ سبـيـلٌ، ليـسَ فـيـهِ iiمـوانـعُ؟
ولـي عندهـا ذَنْـبٌ برؤيـةِ غيـرهـا،
فهـلْ لـي، إلـى ليلى المليحـةِ، شـافـعُ
سَلا: هلْ سَلا قلبي هَواهـا، وهـلْ لـهُ
سِـواهـا، إذا اشـتدَّتْ علـيـهِ iiالوقـائـعُ؟
فيـا آل ليـلـى! ضيفـكـمْ ونزيلـكـمْ
بحيِّكـمُ، يـا أكــرمَ الـعُـرْبِ، ضــارعُ
قِــرَاهُ جَـمـالٌ لاجِـمـالٌ، وإنَّــهُ،
بـرؤيـةِ ليـلـى مُنْـيَـةِ القـلـبِ، iiقـانـعُ
إذا مـا بَـدَتْ ليلـى، فكـلِّـي iiأعْـيُـنٌ،
وإنْ هــيَ ناجتـنـي، فكـلِّـي مَـسـامِـعُ
و مِسْـكُ حديثـي فـي هَواهـا ،لأهلِـهِ،
يَضـوعُ، وفـي سَمـعِ الخليِّـيـنَ ضـائـعُ
تجافتْ جُنوبي، في الهوى، عنْ مضاجعي،
ألا أنْ جفتنـي، في هَـواهـا، المضـاجـعُ
وسِـرْتُ بركـبِ الحُسـنِ بيـنَ iiمحامـلِ،
وهَـوْدَجُ ليلـى، نـورُهـا مـنـهُ iiسـاطـعُ
ونـادَيْـتُ لـمَّـا أنْ تـبـدَّى جَمالُـهـا:
لعَمْـرُكَ، يــا جَـمَّـالُ، قلـبـيَ قـاطـعُ
فسيروا علـى سَيـري، فإنِّـي ضعيفُكـمْ،
وراحِلَـتـي، بـيـنَ الـرَّواحـلِ، ضـالِـعُ
ومِـلْ بـي إليهـا، يـا دليـلُ، فإنَّنـي
ذليـلٌ لهـا، فـي تِـيهِ عِشـقـيَ واقِــعُ
لَعَلّـيَ، مِـنْ ليلـى، أفــوزُ بنـظـرةٍ،
لهـا، فــي فــؤادِ المُسْتهامِ، مـواقـعُ
وألتـذُّ فيـهـا بالحـديـثِ، ويَشتـفـي
غليـلُ علـيـلٍ، فــي هـواهـا، يُـنـازعُ
فيـا أيُّهـا النَّفـسُ، الَّتـي قـدْ تحجَّبـتْ
بـذاتـي، وفيـهـا بَدرُهـا لي iiطـالـعُ
لئـنْ كنـتِ ليلـى، إنَّ قلـبـي عـامـرٌ
بحـبِّـكِ، مجـنـونٌ بوَصْـلِـكِ، طـامــعُ
رأى نسخـةَ الحـسـنِ البـديـعِ بـذاتِـهِ
تَـلـوحُ، فــلا شــئٌ سـواهـا يُطـالـعُ
فيـا قلـبُ شاهـدْ حُسنـهـا وجَمالـهـا،
ففيـهـا، لأســرارِ الجَـمالِ، وَدائـــعُ
تنقـلْ إلــى حــقِّ اليقـيـنِ، iiتنـزُّهـاً
عـن النَّقـلِ، والعقلِ، الذي هـو قاطـعُ
فإحيـاءُ أهـلِ الحـبِّ مـوتُ نفوسِـهـمْ،
وقــوتُ القـلـوبِ العاشقـيـنَ مـصـارعُ
وكـمْ، بيـنَ حُـذَّاقِ الجـدالِ، تَنـازُعٌ،
ومــا بَـيـنَ عُـشَّـاقِ الجَـمـالِ تـنـازعُ
وصاحِبْ بموسَى العَزْمِ خِضْـرَ ولائهـا،
ففـيـهِ، إلــى مــاءِ الحـيـاةِ، منـافـعُ
فأنـتَ بهـا قَـبـلَ الـفِـراق مُنَـبّـىءٌ،
بتـأويلِ عِـلمٍ، فـيـكَ مـنـهُ بـدائــعُ
لقدْ بسطـتْ فـي بحـرِ جسمـكَ iiبَسطـةًَ،
أشــارتْ إليـهـا، بالـوفـاءِ، أصـابــعُ
فيـا مُشتَهاهـا! أنـتَ مقيـاسُ قُدْسِهـا،
وأنتَ بهـا، فـي روضـةِ الحسـنِ، يانـعُ
فقَـرِّي بـهِ يـا نَـفْـسُ عيـنـاً، فـإنَّـهُ
يحـدِّثـنـي، والمُـؤنِـسـونَ هــواجــعُ
فمـا أنـتِ نفـسٌ، بالعُـلا، مُطمئـنَّـةٌ،
وسِـرُّكِ، فـي أهــلِ الشـهـادةِ، ذائــعُ
لقـدْ قُلْـتَ فـي مَبـدإِِ ألَسْـتُ بِرَبِّـكـمْ:
بَـلى قـدْ شَهِـدْنـا، والــوَلا مُتتـابـعُ
فيـا حـبَّـذا تـلـكَ الشـهـادةُ، إنَّـهـا
تُـجـادِلَ عَـنِّـي سـائِـلـي، وتُـدافــعُ
وأنجـو بهـا يـومَ الــوُرودِ، فإنَّـهـا
لقائِلِـها حِـرْزٌ، مـنَ الـنَّـارِ مـانــعُ
هـيَ العُـرْوَةُ الوُثْقَـى بهـا فتَمَسَّـكـي،
و حَسْبـي بهـا أنِّــي إلــى اللهِ راجــعُ
فيـا رَبُّ! بالخِـلِّ الحبـيـبِ، iiنبيِّـنـا،
رَسـولِـكَ، وهــوَ السـيِّـدُ المـتـواضـعُ
أنِلْنـا مـعَ الأحبابِ رؤيـتـكَ، الَّـتـي
إليـهـا ٌقلوبُ الأولـيــاءِ، تـســارعُ
فبَابُـكَ مَقـصُـودٌ، وفَضْـلُـكَ زَائِــدٌ،
وجُـودُكَ، مَوْجـودٌ، وعَـفـوُكَ وَاسِــعُ
يتبع