بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
أخواتي الحبيبات لن أطيل عليكم إن شاء الله .. ولكن حبي لكم دفعني لكتابة هذا الموضوع لما له من الأهمية في حياة كل منا ..
كثير من الناس يغفلون دعاء المصيبة في المال أو النفس أو الاهل أو .. أو ..
وقد ورد في سورة عظيمة مباركة سورة البقرة :
" الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون " ما هو الجزاء يارب ؟
" أولئــــــك عليهم :
1-صلوات من ربهم
2-ورحمة
3-وأولئك هم المهتدون "..
تدبري هذه الكلمات الثلاث العظيمة السابقة ..
أحد السلف مات ابنه ، فلما جاءوا يعزونه .. قال أخذ مني واحد واعطاني ثلاثة ( صلاة علي ، رحمة ، هداية ) .. ! انظري لفقههم رحمهم الله ..
هل تعرفين متى جاءت هذه الاية ؟
بعد قوله تعالى : " ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين " ثم قال تعالى : " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون " ..
هذه المصائب تخيلي نفسك فيها: جوع – خوف – نقص في الاموال والانفس والثمرات .. كلها اجتمعت في امرأة مؤمنة صالحة اتدرين من هي ؟
انها هــــــــــاجر أم اسماعيل عليهما السلام .. عندما أتى بها وولدها إلى مكة وكان وادٍ ( غير ذي زرع ) أخوف مكان .. ولا ماء فيه سوى ما أتت به في سقائها ..فتولى إبراهيم عليه السلام وتركهم .. يعني صار هناك كما في الآية ( نقص في الأنفس ) وفوق هذا نقص في ( الأموال والثمرات )
فالتفتت إليه هاجر ، وقالت : لمن تتركنا يا إبراهيم ؟
فلم يجبها بشيء.
فقالت : آلله أمرك بهذا ؟
قال : نعم .
فماذا قالت المؤمنة الصابرة التقية ؟
قالت بيقين المؤمنة : إذا لا يضيعنا ربنا !!
الله اكبر وهي التي اجتمعت فيها كل المصائب لم تقل خذنا معك أو وفر لنا متع الحياة !! بل ! لن يضيعنا ربنا !
وبصبرها ويقينها واستجـــــــــــــابتها لأمر الله عز وجل …
وهذا ما نريده من أنفسنا :
( استــــــــــــــــجابة لأوامر الله + صــــــــــبر واحتساب + يقـــــــــــــــين )
فماذا كانت النتيجة مع هاجــــــــــــــر ؟
أصبح هذا المكان ( مكة ) بعد ان كان اخوف مكان اصبح آمن مكان في العالم قال تعالى : ( أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ) وقال : ( وآمنهم من خوف ) حتى الطيور تأمن فيه ألم تريها في الحرم تسير بجوارك بينما في اي مكان اخر مجرد ان تشعر بقدوم احد تطير !!!
وأصبح بعد الجوع تأتيه كما قال تعالى ( ثمرات كل شيء ) ثمرات الصيف والشتاء في كل وقت !! بل حتى من عليه فديه فعليه ان يطعم مساكين اهل مكة ولا يجوز له ان يذبحها في اي مكان اخر !! لماذا ؟ لئلا يجوع اهل مكة ببركة هذه المرأة التي استجابت لأمر الله … هذا غير مــاء زمزم الذي هو " طعام طعم وشفاء سقم " ..
وماذا عن الفقر ( الاموال ) … اغلى ارض في العالم حول الحرم وكلما قربتِ من الصفا والمروة التي مشت فيها هاجر كلما كانت الغرفة اغلى !! اليس كذلك ؟؟
يعني قلب الله لها الدنيا 180 درجة !!!!!
ايضا كان المكان خاليا من البشر لم يكن هناك الا هي وابنها !! ماذا اصبح بعد ذلك ؟
قال تعالى : ( افئدة من الناس تهوي اليهم ) صار أكثر موقع لا نجدي لنفسك فيه مكان من شدة الزحام !!…
لا اله الا الله .. والله أكبر ..
فهيا اختي الحبيبة .. اصبري على المصيبة وارضي بقضاء الله .. واذا ضعفتِ تذكري قصة هاجر عليها السلام فهي أمامك كل يوم في القرآن الكريم .. والقرآن كلام حق وقصصه " أحسن القصص " كما قال ربنا جلّ وعلا ..
وفي واقعنا مئات بل ألوف القصص وكل واحد ينال بحسب صبره ورضاه عن الله بما قضاه عليه .. وبحسب استجابته لأوامر الله ..
والان نعود لبداية الموضوع ما معنى " إنا لله وإنا اليه راجعون " حتى تردديه وانتِ فاهمة لمعناه فتشعري بالسكينة والطمأنينة ويزيدك ذلك الدعاء صبرا ..
قال السعدي رحمه الله في تفسيره : ( ( انا لله ) : اي نحن ملك لله مدبَّرون تحت أمره وتصريفه فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء فإذا ابتلانا بشيء منها ، فقد تصرف ارحم الراحمين بمماليكه وأموالهم ، فلا اعتراض عليه ، بل من كمال عبودية العبد علمه بأن وقوع البلية من المالك الحكيم الذي ارحم بعبده من نفسه ، فيوجب له ذلك الرضا عن الله والشكر له على تدبيره لما هو خير لعبده ، وان لم يشعر بذلك ومع اننا مملوكون لله ( فـــانا اليه راجعون ) يوم المعاد فمجازٍ كل عامل بعمله ، فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفورا عنده ، وإن جزعنا وسخطنا لم يكن حظنا الا السخط وفوات الاجر ، فكون العبد لله وراجع اليه من اقوى اسباب الصبر ) أ.هـ رحمه الله .
:
وكما نعلم أن السنة النبوية لها ثلاث حالات مع القرآن ..
ومن تلك الحالات أنها تبين مبهمه وتفصل مجمله ..
وقد جاء دعاء المصيبة في القرآن " إنا لله وإنا اليه راجعون "
وجاء مفصلا في السنة كما قال صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول : ما أمره الله : إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم ! أجرني مصيبتي وأخلف لي خيرا منها – إلا أخلف الله له خيرا منها . قالت : فلما مات أبو سلمة قلت : أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم إني قلتها . فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت : أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له . فقلت : إن لي بنتا وأنا غيور . فقال : أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها . وأدعو الله أن يذهب بالغيرة " رواه مسلم .
فيا من تأخر بك الزواج قولي بيقين المؤمنة " إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم أجرني مصيبتي وأخلف لي خيرا منها
هذا إن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والله وروسوله بريئان منه ..
منقوووووووووووووووول