يعطيك الف عافيه
:0108::0108::0108::0108::0108:
تتنوع أنشطة المراهقين ما بين المفيد منها والضار، والمصلح منها والمفسد، ولا يجد المراهق سوى رفاقه للاستدلال على وسائل السلامة ولا يعينه على اتخاذ القرارت سوى أقرانه ممن لا يزيدون عنه خبرة ولا دراية بشؤون الحياة. نحاول معا أن نضع أيدينا على السلوكيات والأنشطة الواجب الانخراط فيها ليس فقط للقضاء على الملل، وإنما لتفادي كل ما هو شائن ومضر من السلوكيات التي قد ينقاد إليها المراهق دون وعي.
يمثل الانخراط في أنشطة غير روتينية للقين على اختلاف أشكالهم وأحجامهم وسيلة رائعة للتعرف على أصدقاء جدد وممارسة أنشطة جديدة تساعدهم في اكتساب المزيد من الخبرات واستكشاف الذات والتعرف على مهارات شخصية لم يتعرف عليها المراهقون من قبل. بعيدا عن أسوار المدرسة وجدران المنازل، من المفضل أن يشترك المراهقون المتقاربون نفسيا وذهنيا في نشاطات تدعم تقاربهم وتسهم في التخفيف من أعبائهم النفسية الناتجة عن ضغوط الدراسة واضطرابات الحياة الأسرية.
عند تكوين شبكات متسعة من الأصدقاء في فترة الدراسة قبل الجامعية، تتضاعف فرص المراهق في الخروج من الأزمات الدراسية وتزداد مهاراته، خاصة عند التدارس مع الأصدقاء واستشارتهم عند التعرض لصعوبات في الفهم. أما أثناء الدراسة الجامعية، فيتدرب الشاب على كيفية مواجهة الحياة العملية وما قد يقابله من صنوف بشرية منها المحترم ومنها الخبيث.
أفضل الأنشطة الممكنة
نجتهد في الإشارة إلى أنسب الأنشطة المنصوح بممارستها للحد من حالة الملل عند المراهقين واستغلال أوقاتهم على خير وجه ممكن. هناك قائمة طويلة من الأنشطة المناسبة للقين من المرحلة الإعدادية حتى الجامعية، ومعظمها يشجع على التواصل الاجتماعي وتكوين علاقات قوية غير عابرة أو سطحية مع الأقران، ومنها إعداد المعسكرات وممارسة الأنشطة الرياضية والتدرب على العزف على الآلات الموسيقية والتدرب على الرقص. هناك أنشطة أخرى مثل تكوين فرق غنائية واستعراضية وفرق للرسم والنحت وتحرير صحيفة لنشر أخبار المدرسة، مما يدعم روح المشاورة وتبادل الخبرات وتناقل الثقافات.
كيفية المفاضلة بين مختلف الأنشطة
تعد الطريقة المثلى لاختيار الأنشطة لمن يود توسيع دائرة معارفه هي اختيار النشاط الأنسب مع مهاراته واهتماماته الشخصية. لا داعي للانخراط في نشاط لمجرد الإعجاب به ظاهريا أو لتقليد الآخرين. بدلا من الانهماك في ممارسة نشاط لمجرد التسلية، من الممكن الاستفادة من النشاط في تحويله لوسيلة لكسب العيش في فترات العطلات الدراسية. هناك أنشطة مثل التدرب على العزف أو التصوير أو إعداد المأكولات والحلوى أو تصفيف الشعر أو رسم الصور الزيتية تصلح أن تكون في المستقبل مهنا تعين صاحبها على تحسين دخله في حال تعسره.
تكوين صداقات قوية
أفضل ما تمنحه الأنشطة غير الروتينية للق إتاحة التشارك مع الأقران في أعمال تنتج عنها إبداعات خلاقة، وأول وسيلة للتفاهم مع الآخرين هو مشاركتهم نفس المشاعر.
الأم … أم وأب معا
تقول س. م :"أنا أم لسبعة من الأبناء شباباً وفتيات، وغالبا ما ينشغل زوجي بعمله ولا يهتم بابنه المراهق، ومن هنا تنفجر قنبلة تسمى"في بيتنا مراهق" حيث في هذه الفترة غالبا ما يلجأ الابن لوالده أكثر من أمه، وعندما يفتقد والده يكون بشخصية ثائرة وعصبية لدرجة كبيرة، ولا تستطيع الأم سد هذا الفراغ الذي تسببه غياب الأب، وتتوتر علاقة المراهق بوالدته وأخواته، ولذلك يجب علي الأب أن يصادق ابنه المراهق ويكون قريبا منه كصديق وليس كمراقب".
وتضيف أسماء : "بعد وفاة والدي أصبحت أختي المراهقة الصغيرة كثيرة الانطواء، تحاول البحث عمن يحتويها عاطفياً ويكون بديلاً لأبي، وكنت أخاف عليها كثيراً أن تتجه لأي علاقة غير شرعية مع أي شاب بسبب ذلك، فتحدثت مع أخي أن يتولى هو هذا الدور، وأن يكون أباها وصديقها وحبيبها، فانشغالنا عنها بحياتنا قد يتسبب يوماً في انحرافها".
غياب الأب … انحراف ومخدرات
أما ص.ف : "وجود الآباء والأمهات في حياة الأبناء أمر في غاية الأهمية والخطورة، فهو الصدر الحنون، والرادع القوي في التربية والتوجيه، وانشغال أحد الأبوين عن احتياجات الابن أو الابنة خاصة في مراحل العمر المبكرة قد يولد شخصية مشوهة، قد لا تتقبل المجتمع المحيط بالشكل الصحيح، فقد توفى أبي ونحن في سن مبكر، وانشغلت أمي بجمع المال دون الانتباه لتربيتنا ظناً منها أن مستوى المعيشة الجيد مالياً هو الأهم، وللأسف كان النتاج أخا يتعاطى المخدرات وبالتالي دخل السجن، وأختين منحرفتين، وأنا قد وضع الله في طريقي بعض الفتيات الصالحات اللاتي أخذن بيدي إلى التقوى، وأخيراً أختي الصغيرة التي تصارع الحياة بين الانحراف وبين الالتزام! وأحاول سد الفراغ الذي تعانيه لكن دون جدوى".
زوجان مختلفان بين التربية والمال
ويضيف الأستاذ هاني الشيال :"طبيعة الحياة أوجبت الانشغال الدائم للآباء، في حين تتفرغ الأم لتربية الأبناء في البيت ومتابعة أمورهم كلها، فإذا تفرغ الأب للأبناء لن يجدوا ما يأكلونه، ولن يجدوا أبسط متطلبات الحياة، فكيف إذن يتم التوفيق بين هذه وتلك!"
وتختلف معه زوجته أنهال قائلة: "الحياة ليست كلها ماديات، فالابن يحتاج إلى أبيه بنفس القدر الذي يحتاج للماء والغذاء بل والتنفس، لذلك فيجب أن يوفق الآباء بين هذه وتلك، خاصة أن الأبناء الذكور يصلون لمرحلة ولا تستطيع الأم التعامل معهم وتوجيههم وقتها أو حتى فرض كلمتها عليهم، لذلك قد يعيش الإنسان حياة بسيطة لكن يتربى تربية جيدة بتفرغ الأب، أفضل من حياة رغداء دون تربية".
ومن نفس الخيط يقول الدكتور م. د : "كنت معارا لإحدى دول الخليج في إحدى الجامعات المرموقة، وكانت زوجتي تعمل في إحدى المستشفيات بالقاهرة، وفجأة اتصلت بي زوجتي منهارة بأن ابننا قبض عليه في حادث سرقة، ووقتها أدركت أن المال لا يفيد عندما يخسر الفرد ابنه أو ابنته".
وسائل معينة
ولقد نقلنا هذه المشكلة إلي د.أمل الهواري أستاذ التربية بجامعة الأزهر حيث وجهتنا قائلة:"تؤكد القاعدة التربوية أن الطفولة السوية تؤدي إلى مراهقة سوية، والمراهقة السوية تمهد إلى رشد سوي ونظرًا لأهمية مرحلة المراهقة كمرحلة وسطى بين الطفولة والرشد فيجب أن يهتم الآباء بنبتهم خلال هذه الفترة، وباختصار هناك أربعة عشر وسيلة مقترحة للآباء المشغولين وذلك لمتابعة الأبناء:
استغلال فترة الغداء وتجمع الأسرة بالأحاديث والمواقف التي تواجه الأم والأب وشرح طريقة تصرفهم تجاه كل موقف.
الاستفادة من المسافات الطويلة التي يقطعها أفراد الأسرة معا في السيارة بسماع قصة من الأب، أو عمل مسابقات أو حديث في مواضيع متنوعة.
استغلال عطلة نهاية الأسبوع للخروج العائلي والأحاديث العائلية.
السفر وسيلة لبث القيم والحديث عن التقاليد والأخلاق الإسلامية الأصيلة.
الجد والجدة والعمات أو الخالات وبالأخص غير المتزوجات من الممكن الاستعانة بهم للمشاركة في العملية التربوية.
عندما يكون الآباء قدوة لأبنائهم يختصر ذلك الوقت الكبير الذي يقضى في زرع القيم.
تعويد الأبناء علي القراءة يسهل وصول المعاني التربوية للأبناء.
الأنس بقراءة القرآن الكريم عندما يكون خلقا متأصلا في الأبناء، يجعل القرآن النبع الأساسي لاستقاء الأخلاق.
إعطاء هدية لصاحب المواقف الأخلاقية العالية ومكافأته أمام الآخرين يدعو إلى تأصيل هذه الأخلاق وتحويلها إلى سبب راق للتنافس بين الأبناء.
قصص ما قبل النوم سبب أيضا لغرس القيم والأخلاق، وإشاعة جو الحنان والحب في الأسرة، بسبب هذا الاحتضان بين الآباء وأبنائهم أثناء سرد القصة.
تخصيص مكان من المنزل لعمل مكتبة تضم العديد من الكتب والمراجع.
تشجيع كل ابن على اقتناء مجموعة من الكتب وتكوين مكتبة خاصة به.
شراء أشرطة الكمبيوتر التي تزرع القيم وتعويد الأبناء علي استخدامها.
ترديد الأناشيد والأشعار التي تحث على العمل ومجاهدة النفس والصبر …وغيرها من المعاني الراقية.