يحلم الصائم بأصناف متنوعة مما لذّ وطاب، لدرجة ترهق الكثير من الزوجات، مما يجعل بعض الأزواج يرتدون المريول ويقصدون المطبخ من اجل مساعدة زوجاتهم في شهر رمضان فقط.
هذا حال رجال كثيرون ، منهم زوج أم نور التي تفيد بأنه لا يقترب من المطبخ أو يدخله في الأيام العادية، إلا أنه يكسر هذه القاعدة خلال شهر رمضان. وتوضح قائلة بحسب صحيفة " الغد الأردنية" : "يدخل زوجي المطبخ في هذا الشهر فقط، ويساعدني في تحضير بعض المأكولات الخفيفة" .
مشيرة إلى أن هذا ليس حال زوجها فقط وإنما حال الكثير من الأزواج الذين يبدين استعدادهم لدخول المطبخ في رمضان، ويمدون يد المساعدة في تحضير بعض الأطباق أو غسل الصحون.
رمضان شهر التغيير
فشلت أم جمال (38 عاما)، في طلب المساعدة من زوجها مراراً وتكراراً ، مؤكدة أنه لا يساعدها مطلقا في أشغال البيت ، إذ يعيش مع أسرته وكأنه ضيفاً ، ويعلل دائماً بأنه غير معتاد على شؤون المنزل.
وتتابع " لكني لاحظت أن الوضع يختلف في رمضان، إذ يقترح المساعدة من دون أن أطلب منه ، ويدخل المطبخ مع اقتراب موعد الإفطار بهدف المساعدة ، وبما أنه لا يجيد الطبخ، يتولى مهمة تحضير المائدة فقط."
لا تعلم أم جمال سبب التغيير المفاجئ لسلوك زوجها، إلا أنها تعتقد "أنه يفعل ذلك لتمضية الوقت أو ربما تقديرا منه للجهد المضاعف الذي يلاحظ أني أقوم به في رمضان".
وتؤكد أم جمال سعادتها لهذا التغيير حتى لو كان لمجرد شهر في السنة، "فالمهم أنه يبادر بالمساعدة"، على حسب تعبيرها.
اعترافات رجل
يعترف علي مصطفى (35 عاما) أنه لا يدخل المطبخ إلا في رمضان، قائلاً : "علاقتي بالمطبخ غير جيدة، لأنني لا أتقن تحضير ولو طبق بسيط".
ويتابع : أجد الأمر مختلفاً في رمضان، حيث أرى أن مساعدة الزوجة واجبة ، خاصة وأن زوجتي موظفة وليس لديها متسع من الوقت للقيام بجميع أعمال المطبخ.
وهناك سبب آخر لدخوله المطبخ في رمضان فهو يستمتع بذلك، كما يقول، وبما أنه لا يجيد أعمال المطبخ توكل إليه زوجته مهام بسيطة مثل "فرم السلطة" أو "قلي السمبوسك".
يقول "أستمتع عندما أحضر "الفتوش" أو عندما أشرف على تسخين الأرز أو طبق الشوربة، وأحيانا أساعد زوجتي في حشو القطايف".
مؤكداً أن أعمال المطبخ لا تنتقص من رجولته فهو يحب إعداد الطعام في رمضان ويستمتع حين يرى بسمات الرضا ممن حوله
تحسين العلاقات الأسرية
يرجع الاستشاري الأسري زياد البلاونة هذا التحول إلى كون الأكل هو محور تفكير الجميع في رمضان، مشيراً إلى أن "الزوج يعي الدور الرئيسي الذي تلعبه الزوجة من أجل إسكات جوعه".
ويفيد البلاونة أن روح المشاركة ومساعدة الزوج لزوجته من مميزات هذا الشهر الكريم، مؤكداً أن ذلك "يحسن العلاقات الأسرية ويقرب العائلة معا".
سعادة المرأة
من جانب آخر أظهرت دراسة حديثة أجريت في جامعة ريفرسايد في كاليفورنيا ، أن دخول الزوج للمطبخ يشكل عاملاً مهما في تحسين جو الألفة والمودة
حيث أظهرت الدراسة التي نشر لها ملخص على موقع منظمة مجلس العائلات المعاصرة على الإنترنت ،أن مساهمة الرجل في أعمال المطبخ تعطي المرأة سعادة أكبر ، كما تناولت أهمية "المشاركة" في تقليل الخلافات الزوجية وزيادة الألفة والمودة بين الطرفين.
يوافق البلاونة الاستشاري الأسري على نتائج هذه الدراسة مؤكداً على ضرورة إحساس الرجل بزوجته طيلة أيام السنة من خلال مشاركته في أعمال المطبخ، مبينا أن ذلك "يزيد شعور النساء بالعدل والرضا".
ويذهب إلى أن الزوجة "تحس أن الطرف الآخر يقدر مجهودها ويرغب في معاونتها وتخفيف العبء عنها".
إمتلاء ذات الرجال
أما أحمد الدسوقي، خبير التغذية، فله وجهة نظر أخرى حول دخول الرجل إلى المطبخ بصفة عامة وليس في رمضان فقط ، إذ يرى بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" أن تعقيدات الحياة، وإيقاعها الضاغط بشكل مستمر، فرض على أجيال جديدة من الرجال والشباب إجادة فنون الطهي، كمقوم حياتي لا غنى عنه، وأصبح اكتساب مهارات خاصة في إعداد الطعام من علامات التميز ليس فقط لإثارة الإعجاب والتباهي أمام الأهل والأصدقاء، إنما أيضا كوسيلة جذب للمرأة التي ربما قد تكون شريكة في الحياة وبناء المستقبل. كما أن إجادة فن الطهي يرضي نزعة غريزية لدى الكثير من الرجال، وحب الامتلاء بالذات، فليس أمتع من أن تصنع الأشياء بنفسك، فما بالك بالطعام الذي تأكله.
كرامتك محفوظة
عزيزي الزوج .. إذا كنت تمتنع عن دخول المطبخ في أي وقت خوفاً على كرامتك وانتقاص قدرك ، فتأكد أن كرامتك محفوظة عند مساعدة زوجتك بل إنك ستحظى بحياة زوجية هادئة سعيدة ومليئة بالحب أيضاً.
هذه ليست مهاترات وإنما ما يؤكده العلماء ، فقد أفاد باحثون في دراسة اجتماعية بأن التعاون بين الزوجين في الأعمال المنزلية يعمل على تقوية الروابط الزوجية والمشاركة الوجدانية.
ويؤكد د. بوب كيني مستشار المؤسسة الأميركية للعلاقات الزوجية أن من واجب الزوج مساعدة زوجته في الأعمال المنزلية ما دامت تساعده في العمل بالخارج وتشاركه في مصروف المنزل.
إلا أن بعض علماء النفس ينصحون بعدم إجبار الزوج على هذه المساعدة لأن الزوج بطبعه عنيد فهو لن يفعل ما تريد الزوجة إذا شعر أنه مجبر على ذلك.
وأفضل طريقة للتعاون بين الزوجين هي تقسيم الأعمال المنزلية دون إجبار من الزوجة بل يجب على الزوجة أن تشجع زوجها باستمرار وتوضح له مدى امتنانها من مجهوده وإنجازاته المنزلية، كما يجب أن تتغاضى الزوجة عن الأخطاء التي قد يقع فيها الزوج بسبب عدم تأقلمه على الأعمال المنزلية حتى تتجنب توتر أعصابه وغضبه.
وأنتِ .. هل يساعدك زوجك في رمضان ؟ شاركينا الرأي والتجربة ..