التصنيفات
منتدى اسلامي

الفتاة المسلمة والبحث عن السعادة

فتيات تبحثن عن السعادة.. سعادة متوفرة في صندوق واحد ووحيد لا يحتاج لا موضة ولا تجديد، إنه فرقان التوحيد، وهو كنز الإسلام فيه ما فيه من خير الدنيا والآخرة، لكنهن أغفلنه وهجرنه بعدما عرفنه وأيقنه، وذهبن إلى سراب مبهر من بعيد لكن بعد تمحيص وتجريب، سرعان ما يختفي الجميل ويبقى الرهيب.
فانخدعت أخواتي بشعارات براقة جذابة تنفث عليهن السموم الغربية التي تغشي أبصارهن التي في قلوبهن، وهن هن..
هن من؟
هن النقيات الطاهرات بتوحيدهن، هن الدرر المكنونات المصونات لو جعلن الإسلام قائدهن، لكن الهوى جرهن والتيارات الفاسدة جذبتهن وغرتهن، فنسين أصلهن وعاقبتهن في دار الخلود، وصار الانقياد للعدو من الإنس والجن الذي زين في أعينهن الحياة وحلاها لهن بما فيها من متاع ومال، فأصبح همّهن جمالهن الذي صار يقاس بمعيار لا أصل له، مقياس الطامعين الذين لا يبالون إلا بما يشبع رغباتهم وشهواتهم، فصرن يبدين زينهن لكل من هب ودب، وقد قال تعالى خالقهن: "وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينهن إلا لبعولتهن أو آبائهن.." الآية.
وتركن حياءهن، آه على الحياء..، والله قد اشتقنا إليه في الشوارع والطرقات، صدق الذي لا ينطق عن الهوى إذ قال: "أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء والأمانة فسلوهما الله عز وجل"، فقد خلع غطاء وبرقع الحياء بكلام ملبّس، وصارت الفتاة تواعد هذا وتتصل بذاك، عري وتفسخ..

نست أختي أمر دينها وعبادة ربّها الذي خلقها من أجله فقد قال تعالى:"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، وراحت تسعى من أجل كسب المال لاقتناء كل جديد في ما يتعلق بزينتها دون أن تبالي إن كان فيه تشبه بكافرات أو تشبه بالرجال..
تتنزه وتخرج مع صويحباتها بغير قيد شرعي، تبحث عن حب حرام لأنها فقدت حبا صادقا مع زوج صالح، ولو أحبت الله وأخلصت له العبادة لغمرتها مشاعر السعادة، ولامتلكت حجابا يقيها خداع الأفاكين، الذين يلهثون وراء المتعة وهتك الأعراض.
أختي هذا الذي يوهمك بحبك وصدقته وتبعته ماذا لو لم يجمعكما القفص الذهبي ولم تكوني حلاله؟!! كيف تعتقدين أنه ينظر إليك؟!! كيف سترين نفسك؟؟ كيف ستكونين خالصة لزوجك؟؟ والله ليس هناك أجمل من العفاف، ولو تملكت العفة ستكونين أغلى فتاة وستشعرين بقيمتك ومكانتك، ولن يحصل عليك إلا الذي يستحقك ويعرف قدرك فيجعلك سكنا وأنسا له على سنة الله ورسوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام، وإليك مثل ذلك أخيتي: لو كنت تملكين شيئا جديدا خاصا بك طبعا سيكون غير المستعمل أو الذي يشاركك فيه أحد… فكوني نقية صافية لشريك حياتك، ستقولين ليس موجودا بعد؟
أقول لك: إن أردت إهداء حبيب هدية هل من الممكن استعمالها وإن لم يحن موعد تسليمها بعد؟؟ طبعا سيكون الجواب: لا، فكوني كذلك أخيتي..

أخيتي.. كوني عزيزة كريمة، فالأحجار الكريمة ليس سهل على الجميع اقتناؤها، وتذكري دوما أن من يرزقك السعادة هو الله وحده لا شريك له بيده الأمر كله وهو على كل شيء قدير.

هذا في المقتضى الدنيوي فما بالك بمقياس الآخرة!!
هل الملك جل وعلا راض عنك؟؟
كيف سيكون حالك يوم الوقوف بين يديه سبحانه!! أي عذر ستقدمين؟؟
بالله عليك كوني صريحة..، ماذا ستقولين في يوم لا ريب فيه؟؟
أخيتي تخيلي لو أن المصطفى عليه الصلاة والسلام أمامك يراقبك، كيف ستكون أعمالك وتصرفاتك وأقوالك؟؟
هل هي نفسها أم ستتغير؟؟
لا تجيبي لكن كوني صادقة وأجيبي نفسك..، أنخذله بعدما عرفنا سيرته عليه الصلاة والسلام؟؟ بعدما سمعنا وصاياه، وعلمنا حرصه علينا وخوفه أن نكون من أصحاب النار.
إنه لكل منا رقيب عتيد يأخذ أخبارنا لخالقك ورازقك ومحاسبك يوم الميعاد.
أخيتي إن الله يراقبنا، فهل نحن نعظم أمر الله؟

تذكري أن هذه الدنيا لعب ولهو ودار فناء أما خلودنا ففي دار البقاء، أم أين الذين سبقونا؟؟ ماذا أخذوا معهم؟؟ هل ما أخذوه سينفعهم أم سيكون كإعطاء رغيف خبز لمن يموت عطشا؟؟ أذكري أحدا من الأهل أو الأصحاب غادر ولم يعد، يا ترى كيف حاله؟؟ حين نصير إلى ما صار إليه كيف ستكون حالنا؟؟ سنجد يا إما جنة يا إما جحيما، أي طريق علينا سلوكه للوصول للأحسن؟؟ هل ذاك الذي تسيرين فيه هو الصحيح؟!!….
اعتبري أختاه فإن الله رزقنا عقلا وبين لنا واقع الدنيا، أجل إنها الدُنيا، إسم على مسمى ليس هناك أدنى منها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء " وتأملي عزيزتي هذا الحديث دون أن أعلق عليه قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحبُّ إلي مما طلعت عليه الشمس" فمهما عشتي وتمتعتي فستتركينه وتذهبين، فإن كان في الحرام فسيكون نقمة عليك، وإن كان في الحلال فيلزم معه العمل الصالح وطاعة الله حتى نجتاز الإمتحان الصعب الذي سيقرر مصيرنا" لا موت بعده"، أم أن طاعة ربك الذي رباك بنعمه تتعبك؟؟ هو الذي خلقنا ورزقنا ومهما أذنبنا واستغفرنا غفر لنا وإذا دعوناه أستجاب، وإذا أسلمنا له أنعم علينا بالنعيم الأبدي وأعد لنا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وهو أرحم الراحمين الودود الغفور الرزاق الكريم، فكيف تطاوعنا أنفسنا على معصيته مع كل هذا؟؟ وأيضا كيف لنا أن نعصيه وهو القدوس وهو الجبار المنتقم، أن نأمن مكر الله وقد قال تعالى: "أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون"

والله إن سعادة الدنيا ونعيم الأخرى في طاعة الله ورسوله، فمن يملك أمرك غير الله خالقك ؟؟ من سيرزقك السعادة إن أمسكها عنك سبحانه، من سيعطيكها إن منعك ذو الجلال والإكرام؟؟

إذن أختي هناك سبيلين ومنهجين لا ثالث لهما اختاري واحدهما، ولو فكرت قبل الانتقاء ستوفقين بإذن الله في ذلك ففكري وكوني واقعية، قوية الشخصية لا يهزها ولا يزعزعها لا زيف ولا ترف، لا تكوني كحبة رمل يأخذها ويردها المد والجزر، لا ترضي بالحياة الهيفاء ولا تكوني بلهاء ولا تقنعي إلا بجنة عرضها السموات والأرض فأنت صاحبة ذوق رفيع فهل تفضلين الرديء على البديع؟؟ أكيد لا، إذن اعزمي وعلّي همتك وتوكلي على الله، كوني كنخلة شامخة راسخة عسى الله يجمعنا بالمصطفى وأحباب الله في الفردوس الأعلى وأن لا يحرمنا من رؤية وجهه الكريم.

"ألا إن سلعة الله غالية..ألا إن سلعة الله الجنة"




جزاك الله خير



التصنيفات
منوعات

نصائح من ذهب للمراة المسلمة

أختي المسلمة :

أسألك سؤالا بسيطاً وعليك الإجابة عليه بصراحة متناهية :
س: هل يقوى جسدك على النار ؟
ج: لقد أحسنت الإجابة يا أختاه ،بالطبع لا ، والله لا يقوى !!
إذا لماذا لا تتقين النار التي حرارتها أضعاف أضعاف نار الدنيا حرارة ولهيبا . وما بالك تتقين حرارة الدنيا التي سرعان ما تزول وتندمل وتشفين منها -حتى ولو كانت حرقا بسيطا – ولا تتقين حرارة الإخرة والعياذ بالله منها . كأني أراك اذا وضعت يدك على قدر النار ترجعينها وتقينها بقطعة قماش ، فلتعتبري يا أخية "الأعمال الصالحة " هي بمثابة قطعة القماش تلك التي لتقين بها حرارة نار يوم القيامة
نعوذ بالله من عذاب النار ونساله الجنة مع الأبرار .
وإليك يا أخية عشر نصائح ولنتفق على تسميتها (فرص ثمينة) :
الأولى :
احرصي على أداء الصلاة في وقتها -وفقك الله – وبإتقان وحرص على أدائها بخضوع وتدبر وعدم السهو عنها قال الله تعالى :
(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) (الماعون) فلم يقل الذين لا يصلون بل يصلون وهم ساهون عنها ، متى ما فرغوا من أشغالهم وأهوائهم أدوها ساهون عنها .. والويل : واد من أودية جهنم نعوذ بالله منه .
فأنت مسئولة عن صلاتك يوم القيامة ،فإن صلحت صلح عملك كله ،وإن فسدت فسد سائر العمل ، فلماذا تضيعين جهدك هباء منثورا ؟ واغتنمي أربعا قبل أربع : حياتك قبل مماتك ، شبابك قبل هرمك ، غناك قبل فقرك ،وفراغك قبل شغلك ،. قال الرسول صلى الله عليه وسلم :"لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسئل عن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن عمره فيما أفناه"
الثانية :
احرصي على صلاة الفجر وقتي المنبه (الساعة ) كما توقتينها عند حاجتك الدنيوية ، وأيقضي من حولك ، وخاصة زوجك وأبناءك وجميع محارمك لكي تأخذي أجرهم ، واصبري ولا تتهاوني وثابري واحتسبي الأجر والثواب من الله عز وجل .
الثالثة :
احرصي – وفقك الله – على أداء السن الرواتب فهي لا تأخذ منك وقتا كثيرا واحتسبي الأجر من الله عز وجل ، وقومي بركعتين قبل صلاة الفجر ، وركعتين ثم ركعتين قبل صلاة الظهر وبعدها كذلك ركعتين لقوله صلى الله عليه وسلم "من صلى قبل الظهر أربعا وبعدها أربعا حرم الله وجهه عن النار " (رواه أحمد والترمذي) وبعد صلاة المغرب ركعتين ، وبعد صلاة العشاء ركعتين لتصبح مجموع ركعات السن الرواتب "12" ركعة لقوله صلى الله عليه وسلم " ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة "أو بني له بيت في الجنة " (رواه مسلم)
ومن النوافل الكثير الكثير كصلاة الوتر ، وأقله ثلاث ركعات قبل منامك ركعتين ،ثم ركعة واحدة ، واطلبي من الله عز وجل فيها كل ما ترجينه من الدنيا والآخرة ، ولا تنسي صلاة الضحى فإنها فضيلة وفي وسعك أن تصلي من ركعتين الى ما شاء الله ، فهذه الصلوات تزيد درجاتك وتثقل ميزانك يوم القيامة ، وتكفر عنك سيئاتك يوم لا ينفع مال ولا بنون
قال تعالى :
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ *وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة)
السن الرواتب :
وقت صلاة السنة
عدد الركعات
قبل الفجر
ركعتين
قبل الظهر
أربع ركعات
بعد الظهر
ركعتين
بعد المغرب
ركعتين
بعد العشاء
ركعتين

الرابعة:
احرصي على الأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في كل وقت ، والدعاء واللجوء الى الله كلما ضاق بك أمر ، ولا تلجئي لأي مخلوق ولجئي لرب العباد فهو وحده القادر على إجابتك ، وعليك تحري أوقات الإجابة ، فمنها ثلث الليل الأخير فإن الله تعالى ينزل في الثلث الأخير ويقول: " هل من داع فأستجب له ، هل من سائل فأعطيه"، وكذلك ساعة الإجابة في يوم الجمعة وتحريها حتى وقت الغروب وبعد كل أذان وعند كل صلاة فلماذا تضيعين تلك الفرص من بين يديك -وفقك الله ورعاك ؟!
الخامسة:
احرصي -بارك الله فيك – على الصيام لتنالي الأجر والمثوبة من الله وطهري نفسك من الذنوب وابتعدي عن الصيام المحرم
الصيام المستحب
الصيام المحرم
1- صيام يوم الأثنين والخميس
1- صيام يوم الجمعة منفردا أو يوم السبت منفردا
2-صيام الأيام البيض من كل شهر 13-14-15
2-صيام يوم الشك " قبيل دخول رمضان"
3-صيام يوم عاشوراء 10 محرم
3-صيام يوم العيد "الفطر، الأضحى"
4-صيام يوم عرفة 9 ذو الحجة لغير الحاج
4- صيام أيام التشريق 11-12-13 من ذي الحجة.
5- صيام ستة أيام من شوال

السادسة :
احرصي على أداء واجباتك على أكمل وجه فإنك مسئولة عنها ، وأدي واجباتك نحو والديك وزوجك وأبنائك وبيتك ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " (رواه البخاري ومسلم).
السابعة :
احرصي على الستر وتستري -سترك الله بالايمان- عند خروجك من منزلك وقاطعي كل عباءة جديدة تخرج المرأة من عفتها وحجابها ومن اتقى الله أعانه.
ولا تلبسي القصير والضيق وابتعدي عن التشبه بالرجال ونساء الكفار ولا تفسخي الحياء فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها كما وأنك أيتها الأم مسؤولة عن بناتك عند خروجهن بالقصير وقد تجاوزن مرحلة الطفولة ولا تعوديهن ذلك في مرحلة الطفولة لأن من شب على شيء شاب عليه وصعب التخلص منه في حال الكبر.
الثامنة:
ابتعدي عن التعطر عند خروجك من المنزل فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" أيما امرأة خرجت من بيتها متعطرة ومرت بالرجال لعنتها الملائكة" فاتقي الله وفقك الله ورعاك فمن اتقى الله كفاه وقاه.
التاسعة:
ابتعدي -طهرك الله – عن سماع الأغاني ولا تغرسي ذلك في أبنائك فإن عذابه شديد ولا يجتمع غناء وقرآن فالغناء من الشيطان والقرآن من الله وقد روي أنه لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم " رأى أناسا يعذبون ويصب في آذانهم الرصاص الساخن " فسأل ما بالهم ؟ فقالوا : هؤلاء سامعي المزمار "أي أهل الغناء" فمن ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه نسأل الله من فضله .
العاشرة :
تذكري أختاه أننا في هذه الدنيا عابرون فهي دار ممر وليست بدار مقر وعندما تذكرين ذلك وتذكرين أننا كلنا اليه راجعون وميتون فذلك يجعلك أكثر حرصا على تقواه وطاعته فأين الأحباب والأقارب والأصحاب ؟! هم السابقون وحن اللاحقون جمعنا الله وإياكم في جناته .
هذا والله أعلم ،ونسأل الله القبول
(عشر فرص ثمينة للمرأة المسلمة )
يا أختي أحبك في الله
رزقني الله وإياكم الفردوس الأعلى




خليجية



بارك الله فيك ونفعنا واياك بالعلم الصالح



نصائح مفيدة لكل من يبحث عن الفائدة من الدنيا
الله يجزيكِ خير اختي..



مشكورات



التصنيفات
منوعات

المراة المسلمة وفن صناعة الرجال

يُرجِع كثيرٌ من العلماء السببَ في تماسُك المجتمع الإسلامي، وانتصاره على الغزاة في مراحل الضعف التاريخي التي مر بها العالم الإسلامي – إلى المرأة المسلمة، وتمسُّكها بدينها وعقيدتها الإسلامية.

بل إن كثيرًا من كبار رجال الإسلام والحاملين دعوتَه إنما هم من غرس أمهاتهم.

ولقد أدرك ذلك أعداءُ الإسلام؛ ومن ثَم فقد حرَصوا على تغيير توجُّهات المرأة المسلمة، وإفساد هُويتها الإسلامية.

يذكر العلماء أن الاستعمار الفرنسي لما دخل الجزائر، وجد مقاومةً شديدة من الشعب الجزائري، ووقفوا في حيرة ماذا يفعلون؟ فهداهم تفكيرُهم إلى الاستعانة بأحد أساتذة الاجتماع في فرنسا، ويدعى روجيه مونييه، وطلبوا منه أن يجد لهم حلاًّ وطريقةً يتمُّ من خلالها القضاءُ على المقاومة الجزائرية، فغاب الرجل فترة متنقلاً بين شرائح المجتمع الجزائري، ثم قال لهم: المرأة الجزائرية، فقالوا له: سألناك عن طريقة تجدها للقضاء على المقاومة، ولم نسألك عن النساء، فقال لهم روجيه مونييه: المرأة الجزائرية هي السبب الرئيس في المقاومة التي تجدونها؛ فهي ترضع طفلها مع لبن ثديها حبَّ الإسلام، والتضحية من أجله، والجهاد في سبيل الله، فإذا أردتم أن تقضوا على هؤلاء الناس، فعليكم إفساد هذه الأم، اجعلوها تفكر في أشياء أخرى، اخلقوا التناقض بينها وبين الرجل.

وهذا ما فعله أعداء الإسلام، ولعل ما نراه من ابتعاد أكثر شباب المسلمين عن التطلُّع إلى معالي الأمور، هو نتيجة انصراف الأم عن مهمتها الإسلامية في بيتها.

فأين المرأة المسلمة المعاصرة من أم سفيان الثوري التي تقول لابنها: يا بني، اطلب العلم، وأنا أعولك بمغزلي؟! أو أين هذه الأم المعاصرة التي ربما توجِّه أبناءها إلى اتخاذ طرق الشهرة الزائفة من غناء، وتمثيل، وغيره، من أم الإمام مالك التي يقول عنها الإمام مالك: "نشأتُ وأنا غلام فأعجبني الأخذ عن المغنين، فقالتْ أمي: يا بني، إن المغني إذا كان قبيح الوجه لم يلتفت إلى غنائه، فدَعِ الغناء واطلب الفقه، فتركتُ المغنين واتبعت الفقهاء، فبلغ الله بي ما ترى"؟!

يا لها من أم فاضلة صرفتِ ابنَها بأسلوب مهذب من التوجُّه إلى سفاسف الأمور، وجعلته يتوجَّه إلى معاليها! ثم لا تدعه عند هذا الحد؛ بل تختار له المعلم، فتقول له: "اذهب إلى ربيعة بن أبي عبدالرحمن فتعلم من أدبه قبل علمه"، فكم من الأمهات تجد ولدَها يتَّجه إلى هذا المجالِ الفاسد، فتدَعه ولا تبالي بنصحه؛ بل ربما شجعتْه على سلوك هذا الطريق!

إن كثيرًا من الأمهات المسلمات كنَّ بأخلاقهن الفاضلة بمثابة الموجِّه الأول لأبنائهن؛ كي يكون لهم بعد ذلك أعظم الدور في تاريخ الإسلام.

وانظر إلى هذه الكلمات للشيخ بديع الزمان النورسي، الذي يوصف بأنه مجدد الإسلام في بلاد الأناضول في العصر الحديث، يقول بعد أن يذكر عن والدته أنها لم تكن ترضع أولادها إلا على وضوء، يقول "أقسم بالله إن أرسخ درس أخذتُه وكأنه يتجدد عليَّ، إنما هو تلقينات أمي – رحمها الله – ودروسها المعنوية، حتى استقرتْ في أعماق فطرتي، وأصبحتْ كالبذور في جسدي في غضون عمري الذي يناهز الثمانين، رغم أني قد أخذت دروسًا من ثمانين ألف شخص؛ بل أرى يقينًا أن سائر الدروس إنما تبنى على تلك البذور".

وهذا أيضًا الشيخ سيد قطب – رحمه الله – يقول في رثاء والدته، وهو يصور أسلوبها في غرس التطلع إلى المعالي في نفسه منذ صغره، فيقول: "لقد كنتِ تصورينني لنفسي كأنما أنا نسيج فريد منذ ما كنت في المهد صبيًّا، وكنت تحدثينني عن آمالك التي شهد مولدها مولدي، فينسرب في خاطري أنني عظيم، وأنني مطالب بتكاليف هذه العظمة".

وبالفعل آتى غرسُها ثمرته، وأصبح ابنها أحدَ أبرز رجال الإسلام ومفكِّريه في العصر الحديث، وأدَّى بكل صدق ما تمليه عليه تكاليفُ العظمة والرجولة التي غرستْها في نفسه أمُّه – رحمها الله – حتى قال قبل موته: "إن أصبع السبابة الذي يشهد بالوحدانية لله في الصلاة، لا يكتب كلمة اعتذار لطاغية".

ومما لا شك فيه أن أمثال هذه الأمهات المعاصرات قد اقتدين بالخنساء، هذه الأم الفاضلة الشجاعة التي يروي المؤرخون عنها أنها: شهدت حرب القادسية بين المسلمين والفرس تحت راية سعد بن أبي وقاص، وكان معها بنوها الأربعة، فجلستْ إليهم في ليلة من الليالي الحاسمة تعظُهم وتحثُّهم على القتال والثبات، وكان من قولها لهم: أيْ بَنِيَّ، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والذي لا إله إلا هو، إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خنتُ أباكم، ولا فضحتُ خالكم، ولا هجنت حسبكم، ولا غيَّرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعدَّ الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، والله – تعالى – يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]، فإذا أصبحتم غدًا – إن شاء الله – سالمين، فاغدوا إلى قتال في سبيل الله مستبصرين، وبالله على أعدائكم مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، فتيمَّموا وطيسَها، وجالِدوا رئيسَها، تظفروا بالغنم في دار الخلد، فلما أصبحوا باشروا القتال بقلوب فتية، حتى استشهدوا واحدًا بعد واحد، وبلغ الأم نعي الأربعة في يوم واحد، فلم تلطم خدًّا، ولم تشق جيبًا، ولكنها استقبلت النبأ بإيمان الصابرين، وصبر المؤمنين، وقالت: "الحمد لله، الذي شرَّفني بقتْلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته".

فهذه هي المرأة المسلمة صانعة الأبطال، وهذه هي التي يرجى من ورائها الخيرُ للإسلام والمسلمين، وليس هؤلاء اللاتي يخرجن ليس لهن همٌّ إلا أن يكنَّ بضاعةً ينظر إليها في سوق الرجال.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.




صحيح الي قلتيه بارك الله فيك غاليتي الله يجازيكي الخير على كل كلمة كتبتيها



خليجية



الاخوات بنت عالم ومحبة المستقبل تسلمو



خليجيةمشكورة حبيبتى على الموضوع الرئع خليجية
خليجيةجزآآآك الله كل خيرآآخليجية
خليجيةواصلي معنا تقبلي مروري خليجية




التصنيفات
منتدى اسلامي

منهج المسلمة فى العشر من ذى الحجة

منهج المسلم والمسلمة

فى العشر الأوائل من ذى الحجة

الصيام …… الإكثار من العمل الصالح

الإستئذان من الزوج فى صيام النوافل

ثواب صيام العشر من ذى الحجة

الأضحية

كيف تقسم الأضحية ؟

كيف يضحى من لا يملك ثمن الأضحية ؟

[BBCODE TAG NAME YOUTUBE]LJGUhNjRh0w[/BBCODE TAG NAME YOUTUBE]

[YOUTUBE]LJGUhNjRh0w[/YOUTUBE]




كل الشكر لك على هيك طرح مفيد

بارك الله فيك وجزاك الجنه ،،،




التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

دعاء المسلمة التي تعاني من العنوسة

:0152::icon_razz::dancegirl2gv 7::0152:

بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضل فلا هادى له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. ((رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)) ((رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء)) (( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ( وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ()يَفْقَهُوا قَوْلِي)) اللهم أنى أسألك بأني أشهد أنك أنت الذي لا اله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، اللهم أقض حاجتي،اللهم آنس وحدتي،اللهم فرج كربتي، اللهم إجعل لي رفيقا صالحا كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا فأنت بنا بصيرا، يا مجيب المضطر إذا دعاك احلل عقدتي وآمن روعتي، يا الهي من لي ألجأ إليه إن لم ألجا اليك الذي إذا دعي أجاب هب لي من لدنك زوجا صالحا وتجعل بيننا المودة والرحمة والسكن فأنت على كل شيء قدير، يا من إذا قلت للشيء ((كُن فَيَكُونُ ))،((رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )).
:0152:
اللهم يا من أنت ((على جمعهم إذا يشاء قدير)) اجمع بيني وبين عبدك الصالح بالحلال الطيب المبارك ابتغاء وجهك وطاعتك وإتمام الدين لك يا أكرم الأكرمين ويا ارحم الراحمين يا من لا يسد بابه عن الطارقين وعن عباده السائلين وعباده له الموحدين. اللهم أكرمنا ولا تهنا. اللهم أعطنا ولا تحرمنا. اللهم فاستجب لنا كما وعدتنا وقلت وقولك الحق ((ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )) اللهم هذه حاجتي انزلها عندك وتذلي بين يديك
:0152:
وجعلت مع كل صبرا فرجا. اللهم إليك المشتكى واليك المفزع واليك المهرب. اللهم فانك قلت: (( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ الَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ )) لا اله إلا أنت وحدك لا شريك لك لك الملك ولك الحمد وأنت على كل شيء قدير. اللهم إني مضطرة فاجبني وإلا غيرك فلا تكلني وعن بابك فلا تطردني ولرحمتك فلا تحرمني اللهم أعطني سؤلي وحقق عندك رجائي واقض لي حاجتي وارضى عني واقبلني واجعلني من عبادك الموحدين واجعلني بقضائك وقدرك من الشاكرين لك والصابرين المحتسبين إذا نزل بلائك. اللهم يا مغيث أغثني. اللهم يا مغيث أغثني. اللهم يا مغيث أغثني. اللهم هذا الدعاء ومنك الاجابه وهذا الجهد وعليك التكلان فانه لا حول ولا قوة لي إلا بك، اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والحمد لله رب العالمين . بالله عليكم
:0152:
منقول لعنونكم الحلوة حبيباتي
اللهم استر نساء المسلمين وارزقهم ازواجاً صالحين وضل عليهم بجناح رحمتك يارب العالمين وابعدهم عن طريق الشيطان يارحمن يارحيم اللهم اكفهم بالحلال وابعدهم عن طريق الحرام .اللهم آمين




حقيقة دعاء جميل جدا ويشرح الصدر ..

بارك الله فيك وجعله في موازين حسناتك ..




مشكورة حبيبتي و الله يتقبل منكي صالح الاعمال باذن الله غلأأأأأأأأأأتي
اسعدني مرورك الكريم و طلتك الجميلة



خليجية



بآرك الله فيكي عالطلة الحلوؤوؤة و الجميلة حبيبتي منوؤوؤورة



التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

33سبب لفوز المرأة المسلمة بالجنة

(1)
التوحيد والإخلاص

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قال لااله الا الله مخلصا من قلبه دخل الجنه) صحيح مسلم

(2)
الانفاق في سبيل الله

قال الله تعالى (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ )* (ال عمران92)
عن انس رضي الله عنه قال :كان ابو طلحه رضي الله عنه اكثر الانصار بالمدينه مالا من نخل, وكان احب امواله اليه بير حاء ,وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب ,قال انس:فلما نزلت الايه (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ )قام ابو طلحه الى رسول الله صلى الله عليه سلم فقال: يارسول لله ان الله تعالى انزل عليك(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وانا احب مالي الي بير حاء,وانها صدقه لله تعالى ارجو برها وذخرها عند الله تعالى , فضعها يارسول الله حيث اراك الله ,فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بخ..ذلك مال رابح ,ذلك مال رابح ,وقد سمعت ماقلت,واني ارى ان تجعلها بين الاقربين) فقال ابو طلحه افعل يارسول الله فقسمها ابو طلحه في اقاربه وبني عمه.

(3)

الخلق الحسن

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم) (رواه الترمذي وقال :حديث حسن صحيح)

(4)
الصلاح والاحسان الى الزوج

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحه) صحيح مسلم

(5)
اماطة الأذى عن الطريق

قال صلى الله عليه وسلم : (لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنه في شجرة قطعها في ظهر الطريق كانت تؤذي الناس) (اخرجه مسلم)
فالاخت الفاضله اذا وجدت في الطريق شيئا يؤذي الناس اخذته بعيدا عن طريق الناس لانها تحتسب كل خير تعمله عند الله عز وجل فهو الذي يكافئ عباده ويكرمهم في جنته على كل عمل صالح يعملوه في الدنيا.

(6)
المحافظه على اثنتي عشرة ركعة

قال صلى الله عليه وسلم : (من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السنه بني الله له بيتا في الجنه : اربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر) ( رواه الترمذي والنسائي)
فياليتك ايتها الطاهرة تحافظين على تلك الركعات طمعا في هذا الاجر العظيم ورجاءا في الفوز برضوان الله الكريم الحليم (جل جلاله)

(7)

محبة المؤمنين في الله

ااختاه:ان المؤمن لابد ان يحرص على صحبة المؤمنين الصادقين ولابد ان يتعاهدوا من الان على ان يشفعوا لبعضهم البعض في هذا اليوم العصيب , وبذلك تكتمل معاني الاخوة في الدنيا والاخرة ,

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان) (رواه ابو داوود)
وليس هذا فحسب, بل ان المحبه من اجل الله توجب محبة الله للعبد.

.
قال صلى الله عليه وسلم (ان رجلا زار اخا له في الله فارصد الله له ملكا,فقال أي تريد؟قال اريد ان ازور اخي فلانا,فقال لحاجة لك عنده؟قال لا , قال لقرابة بينك وبينه؟ قال لا,قال فبنعمة لك عنده؟ قال: لا .قال فبم؟ قال احبه في الله. قال فان الله ارسلني اليك اخبرك بانه يحبك لحبك اياه, وقد اوجب لك الجنه) (رواه مسلم).

(8)

الحياء

عن ابن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الانصار وهو يعظ اخاه في الحياء , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعه فان الحياء من الايمان) متفق عليه
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(الحياء لا ياتي الا بالخير)(متفق عليه)

(9)
ذكر الله تعالى

قال صلى الله عليه وسلم (قال تعالى :لايذكرني عبد في نفسه الاذكرته في ملأ من ملائكتي ولايذكرني في ملأ الاذكرته في الرفيق الاعلى) (رواه الطبراني)
وقال صلى الله عليه وسلم(مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لايذكر الله فيه مثل الحي والميت) (متفق عليه)

(10)
الاحسان الى الجار

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الاخر,فلا يؤذ جاره, ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه, ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا أو ليسكت ) (متفق عليه)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليحسن الى جاره) (رواه مسلم).

(11)

الاستقامه

قال الله تعالى
( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. )

(12)
شكر الله على نعمته

قال صلى الله عليه وسلم (ان الله ليرضى عن العبد يأكل الأكله فيحمده عليها ويشرب الشربه فيحمده عليها) (اخرجه مسلم)

(13)

كثرة السجود

قال صلى الله عليه وسلم: ( اكثر من السجود فانه ليس من مسلم يسجد لله تعالى سجده الا رفعه الله بها درجة في الجنة وحط عنه بها خطيئة) رواة الامام أحمد بسند صحيح

(14)
التواضع لله

قال صلى الله عليه وسلم : (( من تواضع لله رفعه)) صحيح مسلم

(15)

صلة الرحم

قال تعالى (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (سورة محمد)

(16)

بر الوالدين

قال تعالى وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا } {الإسراء/23-25}

(17)
قراءة القرآن والعمل به

اختاه تعايشي مع كل آيه من آيات القرآن لتدخلي جنة الدنيا التي تجلب لك جنة الآخرة.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال(( يقال لصاحب القرآن :اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ,فان منزلتك عند آخر آية تقرؤها ))
رواة ابو داوود

(18)
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال تعالى كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ

(19)

الرحمة بالحيوان

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا ، فدخلت فيها النار ) . قال : فقال والله أعلم : ( لا أنت أطعمتها ولا سقيتها حين حبستها ، ولا أنت أرسلتها فأكلت من خشاش الأرض ) .

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 2365
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
اختاه ..هكذا يحثنا الحبيب صلى الله عليه وسلم على ان نملأ قلوبنا بالرحمه لكل من حولنا حتى للحيوان فما ظنك بالانسان؟)

(20)
الذكر عقب الصلوات

قال صلى الله عليه وسلم ((من سبح لله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين ,وكبر الله ثلاثا وثلاثين, فتلك تسع وتسعون ,وقال تمام المائة: لااله الا الله وحده لاشريك له ,له الملك وله الحمد, وهو على كل شيء قدير ,غفرت له خطاياه وان كانت مثل زبد البحر))رواة مسلم

(21)
طاعة الرسول

قال تعالى لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو
اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً
والخطاب هنا للرجال والنساء…فعلينا جميعا ان نتأسى بالحبيب صلى الله عليه وسلم وبان نمتثل امره وان نجتنب نهيه صلى الله عليه وسلم.

(22)

الصبر

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ
الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"

(23)

الصدق

قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين )

(24)

المحافظة على الصلوات الخمس

عن الحارث مولى عثمان قال كان عثمان رضي الله عنه جالسا ونحن معه إذ جاءه المؤذن فدعا بماء فذكر الحديث في فضل الوضوء والصلوات الخمس قال وهن الحسنات يذهبن السيئات قالوا يا عثمان هذه الحسنات فما الباقيات الصالحات ؟ قال لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله
الراوي: عثمان بن عفان المحدث: ابن حجر العسقلاني – المصدر: الأمالي المطلقة – الصفحة أو الرقم: 226
خلاصة حكم المحدث: حسن رجاله رجال الصحيح


(25)
عيادة المريض

من عاد مريضا ، أو زار أخا له في الله ناداه مناد : أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترمذي – الصفحة أو الرقم: 2022
خلاصة حكم المحدث: حسن

ما من مسلم يعود مسلما غدوة ؛ إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ، وإن عاد عشية ؛ إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح ، وكان له خريف في الجنة .

الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 3476
خلاصة حكم المحدث: صحيح

(26)

الايثار

قال تعالى (﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْهَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
اعلمي ايتها الاخت الفاضلة أن المؤمن يحب لاخيه ما يحب لنفسه , ولكن هناك صنف كريم بلغ ايمانه درجة سامية عالية حتى انه يؤثر اخوانه على نفسه ..وهذا الذي حدث بين المهاجرين والانصار رضي الله عنهم ,فحاولي ان تتصفي بتلك الصفة الكريمة لتكوني من اهل الفلاح في الدنيا والآخرة

(27)

الدعاء

الدعاء ينفع مما نزل و مما لم ينزل ، فعليكم عباد الله بالدعاء
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 3409
خلاصة حكم المحدث: حسن

(28)

افشاء السلام واطعام الطعام

اعبدوا الرحمن وأفشوا السلام وأطعموا الطعام تدخلوا الجنان
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 3/368
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]


(29)
تعلم القرآن وتعليمه

اختاه….ان من افضل الاعمال التي نتقرب بها الى الله تعالى : تعليم المسلمين كتاب الله تعالى .
وقال صلى الله عليه وسلم((خيركم من تعلم القرآن وعلمه صحيح البخارى

(30)

الصلاه على النبى عليه الصلاة والسلام

قال رسول الله صلى الله علية وسلم أتاني جبريل، فقال: يا محمد أما يرضيك أن ربك عز وجل يقول: انه لا يصلي عليك من
أمتك أحد صلاة، إلا صليت عليه بها عشراً، ولا يسلم عليك أحد من أمتك تسليمة إلا
سلمت عليه عشراً؟ فقلت: بلى أي ربّ) صحيح أحمد والنسائي وابن حبان.

(31)

التعاون على البر والتقوى

اختاه..احرصي على ان تتعاوني مع اخواتك المسلمات على اعمال البر والتقوى
قال تعالى وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى
الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ

(32)

الدعوى الى الله

.اختاه..ان المؤمن اذا احتاج الناس اليه في امور دنياهم لا يتأخر عن تقديم المعونة لهم, ولكن ان يستغل تلك الحاجة في دعوتهم الى الله.
ولقد ذكر الله ذلك في قصة يوسف عليه السلام عندما احتاج اليه فتيان في السجن فأخذ يعرض عليهم التوحيد ويدعوهما الى الله جل جلاله.

(33)

حسن الظن بالله

اختاه..ان المؤمن وهو يسير في طريقه الى الله كالطائر..فرأس الطائر (محبة الله) وجناحاه الخوف والرجاء فأذا قطعنا رأس الطائر فأنه يموت , وكذلك اذا لم يحب المسلم ربه جل وعلا فأنه يصبح ميتا ولكنه يلبس ثوب الاحياء.
اما الخوف والرجاء …فالمؤمن لابد ان يغلب جانب الخوف على الرجاء مادام حيا لكي يبتعد عن معصية الله ,فأذا نام على فراش الموت لابد ان يغلب جانب الرجاء لكي يموت وهو يحسن الظن بالله جل وعلا

خليجية[/IMG]




التصنيفات
منتدى اسلامي

احذرى الغيبه أختى المسلمة

:05:أخواتي المسلمات:05:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أجلسى أختى المسلمة جلسة استرخاء هادئة ، وتأملى معي هذه السطور البسيطة بعقلك الواعي ، وأخبريني عن النتائج .
:05::05::05:

_ لو أن صديقتك سرقت منك نقودك ألا تنهريها ؟
فما بالك فى حديث هاتفى ، على انسان آخر مهما كان هذا الانسان فبحديثك عنه بالغيبه قد سُـرق منك أكثر من آلاف الحسنات ، فإذا حاول محدثك أن ينال من فلان ،فامنعيه أو غيري مجرى الحديث حفاظا على الحسـنات …

_ لو أن المتعارف عليه لدى البنوك ، أن تسحب الأموال من أصحاب الغيبة ، ووضـعها فى حسـاب من تحدثوا عنهم .. ألا يصمتون بعد ذلك فى مجالسهم ،حفاظا على أموالهم من الضياع ؟

_

إن معرفتك بأن جهازا يسـجل عليكى كل كلـمة تصدر عنكى , تجعلك ممسـكه عن الكلام .. أفلا تجعل معرفتك أن ملكين يسجلان عليكى ومترصدين لكل كلمة تقوليها ، موجبا لأن تكونى أكثر إمسـاكا وصمتا ؟!!

_ لو أن إبنك يشتم أبناء جيرانك كلما خرج للـعب معهم وتكرر نصحكى له دون جدوى ، ألا تحبسيه وتحرميه من اللعب معهم وربما تعاقبيه حتى يعود عن ذلك الفعل ؟ اللسان هنا أسبه بالطفل فحافظى على كل كلمة بشـفتيك ، قبل أن تخرج فتندم ، فعقاب الله عز وجل شديد … ولكن رحمته سبحانه وتعالى وسعت كل شئ لو تاب العبد وندم على ما فعل .

_ لماذا لا تختصري الكلام كما تختصريه فى المكالمـات الدولية , وأنت تعلمي بأن كل كلمة تخرج منك تحاسبي عليها حسابا عسيرا كما تحاسبي على أموالك!!..
والحال أن ، المفاجأة بفـاتورة الهاتف يمكن تداركها بعدم العودة لمثل ذلك ،ولكن كيف حالكي عندما ترى الخسارة الكبرى يوم القيامة من دون قدرة على التعويض ؟

_ إذا سـافرتى إلى بلد بعيد , وتحملتى مشاق السفر ، وعند الوصول للحدود أعادوا لك الجواز وقالوا ليست لديك تأشيرة دخول ، ألا تشعر بالإحباط والحزن ؟
فما بالك بالحرمان من دخـول الجنة ، بكلمة تهتك بها مؤمنا ، تجعله لا يرفع رأسه أمام الناس الى الأبد ؟!.

_ أفلا تسـارعى فى ستر أختك المسلمةإذا حصل لها حادث فى الطريق , إذ لا حول لها ولا قوة فى إعانة نفسها .. فـما بالك لو أن أحدا أغتابها أمامك ؟ أى كشـف عن عيوبها , ألا تحاولى تغطيتها ؟!
…فالأولى أن تصد ى عن غيبتها…

_ أتقبلى أن تأكلى جيفة ؟!..
فما بالك بالذى أغتبتيها ، فهو أشد من أكلك لتلك الجيفة !!.. لأنك تأكلى جيفة حيوان محلل الأكل ، وبالغيبة تأكلى جيفة إنسان لا يجوز أكله فى أى حال من الأحوال ..

عفا الله عنا وعن المسلمين اجمعين




خليجية



خليجية



بارك الله فيكى
ربنا يجعله فى ميزان حسناتك



مشكوره على الموضوع المميز



التصنيفات
منوعات

نماذج احتسابية من حياة المرأة المسلمة

نماذج احتسابية من حياة المرأة المسلمة

عبده قايد الذريبي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسولِ الله، وعلى آله وصحْبه ومَن والاه.

أما بعد:

فإنَّ الدعوةَ إلى الله، والاحتساب على المنكرات؛ ليس حكرًا على الرِّجال فحسبُ، بل ذلك واجبٌ على الرِّجال والنِّساء على حدٍّ سواء، كل بحسب علمه وقُدرته واستطاعته؛ كما تدلُّ على ذلك نصوص الكتاب والسنَّة الصحيحة، ومِن ذلك قوله – تعالى -: ? كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ? [آل عمران: 110]، وقوله: ? وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? [آل عمران: 104]، وقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن رأى مِنكم منكرًا فليغيِّرْه بيده، فإنْ لم يستطعْ فبلسانه، فإنْ لم يستطعْ فبقلبه وذلك أضعف الإيمان))[1].

فهذه النصوص – وما في معناها – تدلُّ بعمومها على أنَّ الحِسْبة واجبةٌ على الرِّجال والنساء جميعًا على حدٍّ سواء، فـ((مَن رأى منكم منكرًا)) وجَب عليه أن يحتسب عليه، سواء كان المُنكَر في البيت، أو في الوظيفة، أو في السوق، أو ما أشْبه ذلك، وسواء كان الرائي رجلاً أو امرأة، فليحتسبْ عليه إذا كان قادرًا عالمًا.

وقد جاءتْ نُصُوصٌ صريحة بحثِّ الرجال والنساء على الحِسبة جميعًا، فمن ذلك قوله تعالى: ? وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ? [التوبة: 71].

فهذه الآية الكريمة تدلُّ على أنَّ الحسبة واجبةٌ على الرِّجال والنساء، كل حسب قُدرته وعِلمه، وتدلُّ أيضًا على أنَّ الحسبة مِن أهم صفات المؤمنين والمؤمنات، وتدلُّ على أنَّ مَن اتصف بهذه الصفات كلها، فإنَّه أهلٌ لنيل رحمة الله، سواء كان ذلك رجلاً أو امرأة.

وهذه الآية تدلُّ على أنَّ المؤمنين والمؤمنات جميعًا معنيُّون بالحسبة، وأنهم إذا قاموا بذلك فازوا برحمةِ الله.

وقد حثَّ المولى – تبارك وتعالى – نِساء النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أمهات المؤمنين – على الحِسْبة؛ وأرشدهنَّ إلى آداب ذلك، فقال – تعالى -: ? يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ? [الأحزاب: 32]، قال ابن عبَّاس -رضي الله عنهما – في قوله: ? وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا ? "أمْرهنَّ بالأمر بالمعروف، ونَهْيهنَّ عن المنكر"[2]، وقال ابنُ زيد – رحمه الله تعالى -: "قولاً حسنًا جميلاً معروفًا في الخير"[3]، وقال البغويُّ – رحمه الله تعالى -: "لوجه الدِّين والإسلام بتصريح وبيان مِن غير خضوع"[4].

وقد بيَّن العلماءُ – رحمهم الله تعالى – أنَّ الحسبة واجبةٌ على النِّساء كوجوبها على الرِّجال، مع مراعاة الآداب الشرعيَّة المنوطة بها؛ قال الإمام ابنُ النحَّاس الدمشقي – رحمه الله تعالى -: "إنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبٌ على النساء كوجوبِه على الرِّجال، حيثُ وُجِدت الاستطاعة"[5].

وقال العلاَّمة ابن باز – رحمه الله تعالى – في ردِّه على سؤال: عن المرأة والدعوة إلى الله؛ ماذا تقولون؟

فأجاب – رحمه الله تعالى – بقوله: "هي كالرَّجُل، عليها الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنَّ النصوص مِن القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة تدلُّ على ذلك، وكلام أهلِ العِلم صريحٌ في ذلك، فعليها أن تدعوَ إلى الله، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكَر بالآداب الشرعيَّة، التي تُطلب من الرجل، وعليها مع ذلك ألاَّ يُثنيها عن الدعوة إلى الله الجزعُ، وقِلَّة الصبر، لاحتقار بعضِ الناس لها، أو سبِّهم لها، أو سخريتهم بها، بل عليها أن تتحمَّل وتصبر، ولو رأتْ مِن الناس ما يعتبر نوعًا من السخرية والاستهزاء، ثم عليها أنْ ترعى أمرًا آخر، وهو أن تكون مثالاً للعفَّة والحجاب عنِ الرِّجال الأجانب، وتبتعد عنِ الاختلاط، بل تكون دعوتها مع العناية بالتحفُّظِ من كلِّ ما يُنكر عليها، فإنْ دعت الرجال دعتْهم، وهي محتجِبة بدون خلوةٍ بأحد منهم، وإن دعتِ النساء دعتهنَّ بحكمة، وأن تكون نزيهةً في أخلاقها وسيرتها؛ حتى لا يعترضْنَ عليها، ويقلْنَ: لماذا ما بدأت بنفسها؟!

وعليها أن تبتعدَ عن اللباس الذي قد تَفتن الناس به، وأن تكون بعيدةً عن كل أسباب الفِتنة، من إظهار المحاسن، وخضوع في الكلام، ممَّا ينكر عليها، بل تكون عندَها العناية بالدعوةِ إلى الله على وجهٍ لا يضرُّ دِينها، ولا يضرُّ سُمعتَها"[6].

ولتعلم المرأة أنها نِصف المجتمع، فإذا قامتْ بدورها اكتملَ المجتمع، وإذا لم تقمْ بدورها تعطَّل نصف المجتمع، وعليها مسؤولية كما على أخيها الرجل؛ فعن عبدِالله بن عمر – رضي الله عنهما – أنَّه سمِع رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((كلُّكم راعٍ ومسؤول عن رعيته)) إلى أنْ قال: ((والمرأةُ في بيت زوجها راعية، وهي مسؤولةٌ عن رعيتها))[7].

ولتوقِن المحتسِبة بعظيم الأجْر والثواب عندَ الله؛ قال تعالى : ? مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ? [غافر: 40]، وقال: ? وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ? [النساء: 124]، وقال: ? إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ? [الأحزاب: 35]، فالمرأةُ والرَّجل متساوون في الثواب والعقاب، فإذا عملتِ المرأة عملاً صالحًا أُثيبت عليه كما يُثاب الرجل، ومِن أجلِّ الأعمال وأفضلها، وأكثرها ثوابًا وأجرًا: الحِسبة؛ كما دلَّتْ على ذلك نصوصُ الكتاب والسنَّة الصحيحة؛ كقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن دعا إلى هُدًى كان له مِن الأجْر مثلُ أجور مَن تبِعه لا ينقُص ذلك مِن أجورهم شيئًا))[8]، وكقوله – عليه الصلاة والسلام -: ((مَن دلَّ على خيرٍ فله مِثل أجْر فاعله))[9].

وإذا قلبْنا صفحاتِ تاريخنا الإسلامي المجيد؛ فسنجد أنَّ المرأة المسلمة أسهمتْ إسهامًا عظيمًا في هذا الجانب، فقد سطرتْ لنا كُتب السنَّة الصحيحة، وكتب التراجِم الموثّقة – نماذجَ احتسابيَّةً فريدةً مِن حياة المرأة المسلمة قديمًا وحديثًا، ومن هذه النماذج الفريدة ما يلي:

أولاً: أم المؤمنين عائشة الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق – رضي الله عنها -:

فقد سطرتْ لها كتُب السنة والتراجم عدَّةَ مواقف، ومنها ما يلي:

الموقف الأول: احتسابها على نِسوةٍ مِن أهل الشام "حمص" دخولهنَّ الحمام الجماعي[10]:

فعن أبي المليح الهذلي – رضي الله عنه – أنَّ نِساءً من أهل حمص، أو مِن أهل الشام دخلْنَ على عائشة – رضي الله عنها – فقالتْ: أنتُن اللاتي تدخُلْن نساءكنَّ الحمَّامات! سمعتُ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((ما مِن امرأة تضع ثيابَها في غير بيت زوجها إلا هتكتِ الستر بينها وبين ربِّها))[11].

وعن عطاءِ بن أبي رَباح، قال: أتيْنَ نسوةٌ مِن أهل حمص عائشة، فقالتْ لهنَّ عائشة: لعلكُنَّ مِن النساء اللاتي يدخلْنَ الحمامات؟ فقلن لها: إنَّا لنفعل، فقالت لهنَّ عائشة: أمَا إني سمعتُ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((أيُّما امرأة وضعَتْ ثيابها في غير بيت زوجها هتكتْ ما بينها وبيْن الله))[12].

وعن سُبيعةَ الأسلمية – رضي الله عنها – قالت: ‏دخَل على عائشة – رضي الله عنها – نسوةٌ مِن أهل الشام، فقالتْ عائشة – رضي الله عنها -: ممَّن أنتنَّ؟ فقلنَ: "مِن أهل حمص"،‏ فقالت: "صواحِب الحمَّامات؟!"، فقلن: "نعم"‏، فقالت عائشةُ – رضي الله عنها -: سمعتُ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((الحمَّامُ حرامٌ على ‏نساء أمتي))،‏ فقالت امرأةٌ منهن: "فلي بنات أمشطهنَّ بهذا الشراب"، قالت: بأيِّ الشراب؟ فقالت: الخمر، فقالت عائشة -رضي الله عنها -: "أفكنتِ طيِّبة النفس أن تمتشطي بدمِ خنزير؟!" قالت: لا، قالت: فإنَّه مثله"[13].

الموقف الثاني: احتسابها على امرأةٍ لبست بردًا فيه تصليب:

عن دِقْرة – بكسر الدال وسكون القاف – أمِّ عبدالرحمن بن أُذينة قالت: ‏"كنَّا نطوف بالبيت مع أمِّ المؤمنين – رضي الله عنها – فرأتْ على امرأة بردًا فيه تصليب، فقالت أم ‏المؤمنين – رضي الله عنها -: "اطْرَحِيه، اطرحيه، فإنَّ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – كان إذا رأى ‏نحوَ هذا قَضَبَه"[14]؛ أي: قطعه.

الموقف الثالث: احتسابها على بنتٍ رأتها لابسةً خمارًا رقيقًا:

عن علقمةَ بن أبي علقمةَ عن أمِّه، قالت: "رأيتُ حفصةَ بنت عبدالرحمن بن أبي بكر – رضي عنهما – وعليها خمارٌ رقيق يشفُّ عن جيبها‏، فشقَّتْه عائشة – رضي الله عنها – وقالت: "أمَا تعلمين ما أَنْزل الله في سورة النور، ثم دعتْ بخمار فكستْها"[15].

وما أكثر مخالفات نسائِنا وبناتنا وفتياتنا اليوم في اللباس والزينة (الأزياء والموضة)! إنها مخالفات جمَّة، مخالفات في الحِجاب، ومخالفات في …….

الموقف الرابع: احتسابها على ابنٍ لطحلة بن عُبَيدالله – ابن أختها – وعلى يزيد بن الأصمِّ أخذهما لشيءٍ ما مِن حائط مِن حيطان المدينة:

فعن يَزيد بن الأصم ابن أُخت ميمونة قال: تلقيتُ عائشة، وهي مقبلةٌ مِن مكة أنا وابنٌ لطلحة بن عُبيدِالله، وهو ابن أُختها، وقد كنَّا وقعْنا في حائط مِن حيطان المدينة، فأصبْنا منه، فبلغها ذلك، فأقبلتْ على ابن أختها تلومه وتعذله، وأقبلت عليَّ فوعظتْني موعظةً بليغة، ثم قالت: أمَا علمت أنَّ الله تعالى ساقَك حتى جعَلَك في أهل بيتِ نبيِّه، ذهبت والله ميمونة ورُمِي برَسَنِك على غارِبك[16]، أمَا إنَّها كانتْ من أتْقانا لله – عزَّ وجلَّ – وأوْصَلنا للرَّحِم"[17].

الموقف الخامس: احتسابها على النِّساء اللاتي يزاحمنَ الرِّجالَ عندَ الحجر الأسود:

فعن ابن جُرَيج قال: أخبَرني عطاءٌ: إذْ منَع ابن هشام النِّساء الطواف مع الرِّجال[18]، قال: كيف يمنعهنَّ، وقد طاف نِساء النبي[19] – صلَّى الله عليه وسلَّم – مع الرِّجال؟! قلت: أبعدَ الحجاب أو قبل؟ قال: إي لعَمْري لقد أدركتُه[20] بعدَ الحجاب، قلت: كيف يخالطْنَ الرجال؟ قال: لم يكن يخالطْنَ؛ كانتْ عائشة – رضي الله عنها – تطوف حجرة[21] مع الرِّجال لا تُخالطهم، فقالتِ امرأة[22]: انطلقي نستلِم[23] يا أمَّ المؤمنين، قالت: "عنكِ[24] وأبَتْ، وكنَّ يخرجْنَ متنكرات[25] باللَّيل فيطفن مع الرِّجال، ولكنهنَّ كُنَّ إذا دخلْنَ[26] البيت، قُمنَ حتى يدخلْنَ وأُخْرج الرِّجال"[27] الحديث.

ولما دخلتْ مولاتها عليها، وقالتْ لها: "يا أمَّ المؤمنين طُفتُ بالبيت سبعًا واستلمتُ الرُّكن مرَّتين أو ثلاثًا!"، فقالت لها عائشة – رضي الله عنها -: "لا آجَرَك الله، لا آجَرك الله، تدافعين الرِّجال، ألاَ كبَّرْتِ ومررتِ"[28].

فكيف لو رأتْ عائشة – رضي الله عنه – نساءَنا وبناتِنا اليوم وهنَّ يزاحمن الرِّجال في الأسواق، وفي الأماكن العامَّة، فما عساها أن تقول؟!

الموقف السادس: احتسابها على مرْوان بن الحكم في أن يرُدَّ امرأة طلقت إلى بيتها؛ لتعتدَّ فيه:

عن يحيى بن سعيدٍ عنِ القاسم بن محمَّد وسليمان بن يَسار: أنَّه سمعهما يذكران: أنَّ يحيى بن سعيدِ بن العاص طلَّق بنتَ عبدالرحمن بن الحَكم، فانتقلها[29] عبدُالرحمن، فأرسلتْ عائشة أمُّ المؤمنين إلى مرْوان بن الحَكم – وهو أمير المدينة -: "اتَّقِ الله، وارددْها إلى بيتها[30]"، قال مرْوان – في حديث سليمان -: إنَّ عبدالرحمن بن الحَكم غلبَني[31]، وقال القاسمُ بن محمد: أو ما بلغَك شأنُ فاطمة بنت قيس[32]؟ قالت: "لا يضرُّك[33] ألاَّ تَذكُر حديث فاطمة!"، فقال مرْوانُ بن الحَكم: "إنْ كان بك شَرٌّ[34] فحسبك ما بيْن هذين[35] من الشر"[36].

ولأمِّ المؤمنين مواقفُ كثيرةٌ في هذا الجانب؛ وما ذُكِر فيه غنية.

ثانيًا: ميمونة – رضي الله عنها -:

فقدِ احتسبتْ على قريبٍ لها وجدتْ منه رائحةَ الخمر: فعن يَزيد بن الأصم أنَّ ذا ‏قرابة لميمونة – رضي الله عنها – دخَل عليها، فوجدتْ منه ريحَ شراب: فقالت: "لئن لم تخرُج إلى المسلمين فيجلدوك، أو قالت: يُطهِّروك – لا تدخل عليَّ بيتي أبدًا"[37].

ثالثًا: أم الدرداء – رضي الله عنها -:

فقد احتسبتْ على عبدِالملك بن مرْوان لعْنَه لخادمه: عن زيد بن أسلمَ: أنَّ عبدالملك بن مرْوان بعَث إلى أم الدرداء بأنجاد[38] مِن عنده، فلمَّا أن كان ذات ليلة قام عبدُالملك من اللَّيل، فدعا خادمه، فكأنَّه أبطأ عليه، فَلَعَنَه، فلمَّا أصبح، قالتْ له أمُّ الدرداء: سمعتُك الليلة لَعَنْتَ خادمك حين دعوتَه، سمعتُ أبا الدرداء – رضي الله عنه – يقول: قال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يكون اللعَّانون شفعاءَ، ولا شهداءَ يومَ القيامة))[39].

رابعًا: فتاة في عهْد الخليفة عمرَ بن الخطاب – رضي الله عنه -:

فقدِ احتسبت على أمِّها طلبَها منها خلطَ اللبن بالماء[40]: فعن عبدِالله بن زيد بن أسلمَ عن أبيه عن جدِّه أسلم، قال: بينا أنا مع عمرَ بن الخطاب وهو يعسُّ المدينة إذ أعيا واتَّكأ على جانبِ جدار في جوفِ الليل، وإذا امرأةٌ تقول لابنتها: يا ابنتاه، قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه – اخلطيه – بالماء، فقالت لها: يا أمَّتاه، وما علمت ما كان مِن عزمة أمير المؤمنين اليوم؟! قالت: وما كان مِن عزمته يا بُنية؟ قالت: إنَّه أمَر مناديًا فنادَى ألا يشاب اللبن بالماء، فقالتْ لها: يا بنية، قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء، فإنَّك بموضع لا يراك عمرُ ولا منادِي عمر، فقالت الصبية لأمها: يا أمَّتاه، ما كنت لأطيعه في الملأ، وأعصيه في الخلاء"، وعمر يسمع كلَّ ذلك، فقال: يا أسلم علِّم الباب، واعرفِ الموضع، ثم مضى في عسسه حتى أصبح، فلما أصبح، قال: يا أسلم امضِ إلى الموضع فانظر مَن القائلة ومَن المقول لها، وهل لهما مِن بعْل؟ فأتيت الموضع فنظرتُ فإذا الجارية أيم لا بعْل لها، وإذا تيك أمها، وإذ ليس لهما رجلٌ، فأتيت عمرَ بن الخطاب فأخبرتُه، فدَعا عمرُ ولده فجمعهم، فقال: هل فيكم مَن يحتاج إلى امرأةٍ أزوجه ولو كان بأبيكم حركةٌ إلى النِّساء ما سبَقه منكم أحدٌ إلى هذه المرأة، فقال عبدالله: لي زوجة، وقال عبدالرحمن: لي زوجة، وقال عاصم: يا أبتاه، لا زوجةَ لي، فزوِّجْني، فبعث إلى الجارية فزوَّجها من عاصم، فولدتْ لعاصم بنتًا، وولدت الابنة عمرَ بن عبدالعزيز"[41].

فهذه مجموعةٌ من النماذج الاحتسابيَّة مِن حياة المرأة المسلمة قديمًا، ولم تزل المرأةُ المسلمة تعمل في هذا المجال، وتحوز على قصبِ السبق في هذا الميدان، ففي عصرنا الحديثِ سطَّر ويسطر التاريخ نماذجَ احتسابيةً رائعة للمرأة المسلمة، ومِن ذلك ما يلي:

أولاً: امرأة مع زوجها:

يذكُر صاحب كتاب "شباب عادوا إلى الله" أنَّه كان ثمَّة رجلٌ يسافر إلى الخارج للمعصية، فيَعصي الله في الداخل والخارج، وفي اللَّيل والنهار، والسِّر والعَلن، ظنَّ أنَّ الحياة كأس وامرأة، فسقط في الملذَّات وهوى في الظلمات، وأوقع نفْسه في ورطات ونكبات.

آخر سفْرة له كانتْ إلى فرنسا – البلد المظلم المتهتِّك – سافَر إلى هناك، ومكَث بها مدةً حياةً بهيميَّة، يُؤنَف مِن بعض صورها، إنها حياة أعداءِ الله، أولئك: ? الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ? [الكهف: 104].

ثم عاد إلى أهله ودماغُه ممتلئٌ بأخبار تلك البلاد، وقصص تلك البلاد، فالعظماء عندَه عظماء الغرْب، وكان أن تزوَّج بامرأةٍ صالحة، امرأة عرَفَتِ الله – عزَّ وجلَّ – ولقد كانتْ هذه المرأة قُرَّة عين، خرجتْ مِن بيت يعيش الإسلام حقيقةً، وينعم بالإيمان، بيتٌ أهله مصلُّون، ذاكرون، متصدِّقون، بيتٌ يشرف بالحجاب والحِشْمة والعفاف، هذا البيت لم يعرفِ الأغنية.

كانتْ تدعو زوْجها إلى نجاته، وتدعو له بالنجاة، وبدأ يصلِّي، لكن في البيت لا في المسجد، وهذه خُطوة جيِّدة، وكانتْ تُذكِّره بفضل الجماعة، وتدعوه برِفْق، وبدأً يصلي في المسجد – أحيانًا – وحضر أوَّل يوم إلى المسجد في صلاة الفجر.

حَبَّبت إليه القرناء الصالحين، وبغَّضت إليه قرناءَ السوء، فهجَر أصحابه المعرضين عن الله، وأهدتْ إليه مصحفًا، وأخَذ يتلوه متأثرًا، هجَر الدخان وأطلق لحيتَه، وانتهى مِن إسبال ملابسه، أخَذ يحضر دروسَ العلم ومجالس الخير، حجَّ واعتمر.

وهو الآن يعيش حياةَ المسلم العامِر قلبُه بشكر ربه، لسانه رطْب بذِكْر الله، فسلامٌ على تلك الزوجة، ورفَع الله منزلتها[42].

ثانيًا: امرأة عجوز في مستشفى:

تقول إحدى الداعيات إلى الله: ذهبتُ يومًا إلى المستشفى في الصباح الباكر، فإذا بي أرى امرأةً كبيرةً في السن، تأتي مبكِّرة مثلي، ولعلَّ ابنها أتى بها، وذهب إلى عمله، لكن طال عَجبي وهي تحمل كيسًا كبيرًا يخطُّ منها على الأرض بيْن الحين والأخرى، حتى استوتْ على كرسي في غرفة المراجعة، فشمَّرتْ عن ساعدها، وفتحتِ الكيس، ثم بدأت توزِّع الكتب على المراجِعات، وكلَّما أتتْ مراجعة جديدة وجلستْ قامتْ إليها وأهدتْها كتابًا.

قالت الداعية: فجاءَ موعدي وقمتُ إلى الطبيبة، ثم إلى المراجعات في المستشفى انتهى بي إلى الصيدلية، ثم عدتُ إلى مكاني الأوَّل الذي أتيتُ إليه قبل أربع ساعات، فإذا المرأة في مكانها وتعمل عملها.

فعلمتُ أنَّها مِن أكبر الداعيات، وما أتتْ إلى هذا المكان إلا لهذا العمل العظيم، مع تأكُّدي من بُعد منزلها، وكِبر سنِّها وضعفها، ومع هذا تحمل كيسًا لا يحمله إلا الأشداءُ مِن الرجال، يا ترى كم مِن امرأة استقام أمرُها! وكم فتاة صلح حالها! كم مِن سافرة تحشَّمت! وكم مِن مفرطة أنابتْ! وكل ذلك في ميزان حسناتِ هذه المرأة العجوز لا ينقص مِن أجْر الفاعلة شيء[43].

فهذه نماذج احتسابيةٌ خالدةٌ سجَّلها لنا تاريخُنا الإسلامي للمرأة المسلِمة، وما أحسنَ قول بعض الشعراء:

وَلَوْ كَانَ النِّسَاءُ كَمَنْ ذُكِرْنَا
لَفُضِّلَتِ النِّسَاءُ عَلَى الرِّجَالِ
فَمَا التَّأْنِيثُ لِاسْمِ الشَّمْسِ عَيْبٌ
وَلاَ التَّذْكِيرُ فَخْرٌ لِلْهِلاَلِ [44]

فعلى المرأةِ المسلمة أن تقتدي بهؤلاء النِّسوة الخالدات المحتسبات، وأن تقومَ بواجبها المنوط بها، وأن تحتسبَ على أولادها، وعلى مَن هم تحت مسؤوليتها، وعلى بنات جِنسها عامَّة، وعلى أقاربها الرِّجال، بل لها أن تحتسب على الرِّجال عامَّة مع مراعاتها للآداب المنوطة بها كامرأة.

وفَّق الله نساءَنا ورِجالنا للقيام بهذه الوظيفة الربَّانيَّة الحميدة، وسدَّد على طريق الخير خُطاهم، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحْبه أجمعين.

——————————
[1] رواه مسلم (49) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.
[2] تفسير القرطبي (14/178).
[3] تفسير القرآن العظيم (3/483) لابن كثير.
[4] معالم التنزيل (3/528).
[5] تنبيه الغافلين، (ص: 196).
[6] مجموع فتاوى العلامة عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – (4/240) أشرف على جمْعه وطبعه: محمد بن سعد الشويعر.
[7] رواه البخاري (2409).
[8] رواه مسلم (2674) من حديث عن أبي هُرَيرةَ – رضي الله عنه.
[9] رواه مسلم (1893).
[10] فدُخول المرأة للحمام الجماعي لغير ضرورة لا يجوز؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: "قال العلماء: يُرخَّص للنساء في الحمام عندَ الحاجة كما يُرخَّص للرجال مع غضِّ البصر، وحِفظ الفَرْج، وذلك مثل أن تكون مريضة، أو نُفساء، أو عليها غسلٌ لا يمكنها إلا في الحمام"؛ "مجموع الفتاوى" (15/379)، ويقول في موضع آخرَ عن دخول الحمامات: "وأمَّا المرأة فتدخلها للضرورة مستورةَ العورة"؛ "مجموع الفتاوى" (21/342).
[11] رواه الترمذي (2803) وقال: "حديث حسن"، وصحَّحه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (170).
[12] رواه أحمد (25099) وقال محققو المسند: "حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الهاشمي".
[13] رواه الحاكم في المستدرك (7784 )، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وقال الذهبي: "صحيح" كما قي تعليقه على تلخيص الحبير.
[14] رواه أحمد (24567). وقال محققو المسند: "إسناده حسن".
[15] رواه ابنُ سعد الطبقات الكبرى (8/72)، وقال حسام الدين موسى عفانة: "وهذا صالح للاستشهاد به" كما في مختصر جلباب المرأة المسلم (1/32).
[16] قال القاسم بن سلاَّم – رحمه الله تعالى -: "أرادت: إنك مُخَلًّى رَسَن غرْب سبيلك، ليس لك أحدٌ يمنعك ممَّا تريد; وأصل هذا أنَّ الرجل كان إذا أراد أن يخلِّي ناقته لترعى ألْقَى حبلها على غاربها، ولا تدعه ملقًى في الأرض، فيمنعها مِن الرعي"؛ "غريب الحديث" (4/313).
[17] رواه الحاكم في المستدرَك (6799 )، وقال الذهبي: "على شرْط مسلم" كما في تعليقه على تلخيص الحبير.
[18] أي: في وقت واحد.
[19] أي: غير مختلِطات، وإنَّما مِن وراء الرجال.
[20] أي: رأيت طوافهنَّ مع الرجال.
[21] أي: معتزلة.
[22] قيل: اسمها دقرة.
[23] نمسُّ الحجر الأسود.
[24] أي: اتركي هذا عن نفسك.
[25] مستترات.
[26] وقفْنَ قائمات لا يدخُلْنَ إلا بعدَ خروج الرِّجال.
[27] رواه البخاري (1618).
[28] مسند الشافعي، (ص: 127)، والسنن الكبرى للبيهقي (5/81) رقم (9050).
[29] نقَلَها من مسكنها الذي طُلِّقت فيه.
[30] احْكُم عليها بالرجوع بحُكم ولايتك.
[31] لم أقْدِرْ على منعه مِن نقلها.
[32] أي: قصتها، وكيف أنها انتقلت، ولم تعتدَّ في بيت زوجها.
[33] أي: لا تحتج به؛ لأنَّ انتقالها كان لسبب.
[34] أي: إن كنت تقولين: إنَّها نقلت لعلَّة.
[35] كفاك في جواز انتقال بنت عبدالرحمن ما يكون بيْنها وبيْن زوجها من الشرِّ لو سكنتْ داره.
[36] رواه البخاري (5322).
[37] رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/139)، وابن أبي شَيبةَ في مصنفه (5/525) رقم (28630).
[38] الأنجاد: متاعُ البيت الذي يُزيِّنُه.
[39] رواه مسلم (2598).
[40] خلط اللبن بالماء لمَن يبيعه لا يجوز شرعًا، وأما خلْطُه لمن يشربه فجائز، فقدْ خلط للنبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم – لبنٌ بماء، فشرِب – عليه الصلاة والسلام – ولم ينهَ عن ذلك.
[41] انظر: صفة الصفوة (2/203 – 204).
[42] انظر: "شباب عادوا إلى الله" (ص: 20 – 22) للشيخ عائض القرني.
[43] انظر: كتاب: "من عمل صالحاً فلنفسه".
[44] الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/949) لابن حجر الهيثمي.

منقول




وفقك الله



خليجية



التصنيفات
منوعات

شبهات حول حجاب المرا’ة المسلمة

الشبهة الأولى: الحجاب تزمّت والدين يسر:
يدّعي بعض دعاة التبرج والسفور بأنّ الحجاب تزمّت في الدين، والدين يسر لا تزمّتَ فيه ولا تشدّد، وإباحة السفور مصلحةٌ تقتضيها مشقّة التزام الحجاب في عصرنا[1].
الجواب:
1- إن تعاليم الدين الإسلامي وتكاليفَه الشرعية جميعها يسر لا عسرَ فيها، قال تعالى: {يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ} [البقرة:185]، وقال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِى ٱلدّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج:78]، وقال: {لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة:232]. فهذه الآيات صريحة في التزام مبدأ التخفيف والتيسير على الناس في أحكام الشرع.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسدّدوا وقاربوا وأبشروا))[2]، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال: ((بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا))[3].
فالشارع لا يقصد أبدًا إعنات المكلَّفين أو تكليفهم بما لا تطيقه أنفسهم، فكلّ ما ثبت أنه تكليف من الله للعباد فهو داخلٌ في مقدورهم وطاقتهم[4].
2- ثم لا بد من معرفة أن للمصلحة الشرعية ضوابط يجب مراعاتها وهي:
أ- أن تكون هذه المصلحة مندرجة في مقاصد الشرع، وهي حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، فكلّ ما يحفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكلّ ما يفوّت هذه الأصول أو بعضها فهو مفسدة، ولا شك أن الحجاب مما يحفظ هذه الكليات وأن التبرج والسفور يؤدي بها إلى الفساد.
ب- أن لا تعارض هذه المصلحة النقل الصحيح، فلا تعارض القرآن الكريم؛ لأن معرفة المقاصد الشرعية إنما تمّ استنادًا إلى الأحكام الشرعية المنبثقة من أدلتها التفصيلية، والأدلة كلّها راجعة إلى الكتاب، فلو عارضت المصلحة كتابَ الله لاستلزم ذلك أن يعارض المدلولُ دليله، وهو باطل. وكذلك بالنسبة للسنة، فإن المصلحة المزعومة إذا عارضتها اعتُبرت رأيًا مذمومًا. ولا يخفى مناقضة هذه المصلحة المزعومة لنصوص الكتاب والسنة.
ج- أن لا تعارض هذه المصلحة القياس الصحيح.
د- أن لا تفوِّت هذه المصلحة مصلحة أهمّ منها أو مساوية لها.
3- قاعدة: "المشقّة تجلب التيسير" معناها: أنّ المشقة التي قد يجدها المكلف في تنفيذ الحكم الشرعي سبب شرعي صحيح للتخفيف فيه بوجه ما.
لكن ينبغي أن لا تفهم هذه القاعدة على وجهٍ يتناقض مع الضوابط السابقة للمصلحة، فلا بد للتخفيف أن لا يكون مخالفًا لكتابٍ ولا سنّة ولا قياس صحيح ولا مصلحة راجحة.
ومن المصالح ما نصّ على حُكمة الكتاب والسنة كالعبادات والعقود والمعاملات، وهذا القسم لم يقتصر نصّ الشارع فيه على العزائم فقط، بل ما من حكم من أحكام العبادات والمعاملات إلا وقد شرع إلى جانبه سبل التيسير فيه. فالصلاة مثلا شرِعت أركانها وأحكامها الأساسية، وشرع إلى جانبها أحكام ميسّرة لأدائها عند لحوق المشقة كالجمع والقصر والصلاة من جلوس. والصوم أيضا شرع إلى جانب أحكامه الأساسية رخصةُ الفطر بالسفر والمرض. والطهارة من النجاسات في الصلاة شرع معها رخصة العفو عما يشقّ الاحتراز منه. وأوجب الله سبحانه وتعالى الحجابَ على المرأة، ثم نهى عن النظر إلى الأجنبية، ورخّص في كشف الوجه والنظر إليه عند الخِطبة والعلاج، والتقاضي والإشهاد.
إذًا فليس في التيسير الذي شرعه الله سبحانه وتعالى في مقابلة عزائم أحكامه ما يخلّ بالوفاق مع ضوابط المصلحة، ومعلومٌ أنه لا يجوز الاستزادة في التخفيف على ما ورد به النص، كأن يقال: إنّ مشقة الحرب بالنسبة للجنود تقتضي وضعَ الصلاة عنهم، أو يقال: إن مشقة التحرّز عن الربا في هذا العصر تقتضي جوازَ التعامل به، أو يقال: إنّ مشقة التزام الحجاب في بعض المجتمعات تقتضي أن يباحَ للمرأة التبرّج بدعوى عموم البلوى به[5].

الشبهة الثانية: الحجاب من عادات الجاهلية فهو تخلف ورجعية:
قالوا: إن الحجاب كان من عادات العرب في الجاهلية، لأنّ العرب طبِعوا على حماية الشّرف، ووأدوا البنات خوفًا من العار، فألزموا النساء بالحجاب تعصبًا لعاداتهم القبلية التي جاء الإسلام بذمّها وإبطالها، حتى إنّه أبطل الحجاب[6]، فالالتزام بالحجاب رجعية وتخلّف عن ركب الحضارة والتقدم.
الجواب:
1- إن الحجاب الذي فرضه الإسلام على المرأة لم يعرفه العرب قبل الإسلام، بل لقد ذمّ الله تعالى تبرّج نساء الجاهلية، فوجه نساء المسلمين إلى عدم التبرج حتى لا يتشبهن بنساء الجاهلية، فقال جلّ شأنه: {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ٱلأولَىٰ} [الأحزاب:33].
كما أن الأحاديث الحافلة بذمّ تغيير خلق الله أوضحت أنّ وصلَ الشعر والتنمّص كان شائعًا في نساء اليهود قبل الإسلام، ومن المعروف أنه مما تستخدمه المتبرّجات.
صحيح أن الإسلام أتى فأبطل عادات ذميمة للعرب، ولكن بالإضافة إلى ذلك كانت لهم عادات جميلة أقرّها الإسلام فلم يبطلها، كإكرام الضيف والجود والشجاعة وغير ذلك.
وكان من ضمن عاداتهم الذميمة خروج النساء متبرّجات كاشفات الوجوه والأعناق، باديات الزينة، ففرض الله الحجاب على المرأة بعد الإسلام ليرتقي بها ويصونَ كرامتها، ويمنع عنها أذى الفسّاق والمغرضين[7].
2- إذا كانت النساء المسلمات راضياتٍ بلباسهن الذي لا يجعلهن في زمرة الرجيعات والمتخلفات فما الذي يضير التقدميين في ذلك؟! وإذا كنّ يلبسن الحجاب ولا يتأفّفن منه فما الذي حشر التقدميين في قضية فردية شخصية كهذه؟! ومن العجب أن تسمع منهم الدعوةَ إلى الحرية الشخصية وتقديسها، فلا يجوز أن يمسّها أحد، ثم هم يتدخّلون في حرية غيرهم في ارتداء ما شاؤوا من الثياب[8].
3- إنّ التخلف له أسبابه، والتقدم له أسبابه، وإقحام شريعة الستر والأخلاق في هذا الأمر خدعة مكشوفة، لا تنطلي إلا على متخلّف عن مستوى الفكر والنظر، ومنذ متى كان التقدّم والحضارة متعلّقَين بلباس الإنسان؟! إنّ الحضارة والتقدم والتطور كان نتيجةَ أبحاث توصَّل إليها الإنسان بعقله وإعمال فكره، ولم تكن بثوبه ومظهره[9].

الشبهة الثالثة: الحجاب وسيلة لإخفاء الشخصية:
يقول بعضهم: إنّ الحجابَ يسهّل عملية إخفاء الشخصية، فقد يتستّر وراءه بعض النساء اللواتي يقترفن الفواحش[10].
الجواب:
1- يشرع للمرأة في الإسلام أن تستر وجهها لأن ذلك أزكى وأطهر لقلوب المؤمنين والمؤمنات. وكل عاقل يفهم من سلوك المرأة التي تبالغ في ستر نفسها حتى أنها لا تبدي وجهًا ولا كفا ـ فضلاً عن سائر بدنها ـ أن هذا دليل الاستعفاف والصيانة، وكل عاقل يعلم أيضًا أن تبرج المرأة وإظهارها زينتها يشعر بوقاحتها وقلة حيائها وهوانها على نفسها، ومن ثم فهي الأَولى أن يُساء بها الظن بقرينة مسلكها الوخيم حيث تعرِض زينتها كالسلعة، فتجرّ على نفسها وصمة خُبث النية وفساد الطوية وطمع الذئاب البشرية[11].
2- إنّ من المتواتر لدى الكافة أن المسلمة التي تتحجب في هذا الزمان تذوق الويلات من الأجهزة الحكومية والإدارات الجامعية والحملات الإعلامية والسفاهات من المنافقين في كل مكان، ثم هي تصبر على هذا كله ابتغاء وجه الله تعالى، ولا يفعل هذا إلا مؤمنة صادقة رباها القرآن والسنة، فإذا حاولت فاسقة مستهترة ساقطة أن تتجلبب بجلباب الحياء وتواري عن الأعين بارتداء شعار العفاف ورمز الصيانة وتستر عن الناس آفاتها وفجورها بمظهر الحصان الرزان فما ذنب الحجاب إذًا؟!
إن الاستثناء يؤيد القاعدة ولا ينقضها كما هو معلوم لكلّ ذي عقل، مع أنّ نفس هذه المجتمعات التي يروَّج فيها هذه الأراجيف قد بلغت من الانحدار والتردّي في مهاوي التبرّج والفسوق والعصيان ما يغني الفاسقات عن التستّر، ولا يحوِجهنّ إلى التواري عن الأعين.
وإذا كان بعض المنافقين يتشدّقون بأنّ في هذا خطرًا على ما يسمّونه الأمن فليبينوا كيف يهتزّ الأمن ويختلّ بسبب المتحجبات المتسترات، مع أنه لم يتزلزل مرة واحدة بسبب السافرات والمتبرجات!![12].
3- لو أن رجلاً انتحل شخصية قائد عسكري كبير، وارتدى بزته، وتحايل بذلك واستغل هذا الثوب فيما لا يباح له كيف تكون عقوبته؟! وهل يصلح سلوكه مبررًا للمطالبة بإلغاء الزي المميّز للعسكريين مثلاً خشية أن يسيء أحد استعماله؟!
وما يقال عن البزة العسكرية يقال عن لباس الفتوّ، وزيّ الرياضة، فإذا وجد في المجتمع الجندي الذي يخون والفتى الذي يسيء والرياضي الذي يذنب هل يقول عاقل: إنّ على الأمة أن تحارب شعارَ العسكر ولباس الفتوّة وزيّ الرياضة لخيانات ظهرت وإساءات تكررت؟! فإذا كان الجواب: "لا" فلماذا يقف أعداء الإسلام من الحجاب هذا الموقف المعادي؟! ولماذا يثيرون حوله الشائعات الباطلة المغرضة؟![13].
4- إن الإسلام كما يأمر المرأة بالحجاب يأمرها أن تكون ذات خلق ودين، إنه يربي من تحت الحجاب قبل أن يسدل عليها الجلباب، ويقول لها: {وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف:26]، حتى تصل إلى قمة الطهر والكمال قبل أن تصل إلى قمة الستر والاحتجاب، فإذا اقتصرت امرأة على أحدهما دون الآخر تكون كمن يمشي على رجل واحدة أو يطير بجناح واحد.
إن التصدي لهؤلاء المستهترات ـ إذا وجدن ـ أن تصدر قوانين صارمة بتشديد العقوبة على كل من تسوّل له نفسه استغلال الحجاب لتسهيل الجرائم وإشباع الأهواء، فمثل هذا التشديد جائز شرعًا في شريعة الله الغراء التي حرصت على صيانة النفس ووقاية العرض، وجعلتهما فوق كل اعتبار، وإذا كان التخوف من سوء استغلال الحجاب مخطرة محتملة إلا أن المخطرة في التبرج والسفور بنشر الفاحشة وفتح ذرائعها مقطوع بها لدى كل عاقل[14].

الشبهة الرابعة: عفة المرأة في ذاتها لا في حجابها:
يقول البعض: إن عفة الفتاة حقيقة كامنة في ذاتها، وليست غطاء يلقى ويسدل على جسمها، وكم من فتاة محتجبة عن الرجال في ظاهرها وهي فاجرة في سلوكها، وكم من فتاة حاسرة الرأس كاشفة المفاتن لا يعرف السوء سبيلاً إلى نفسها ولا إلى سلوكها[15].
الجواب:
إن هذا صحيح، فما كان للثياب أن تنسج لصاحبها عفّة مفقودة، ولا أن تمنحه استقامة معدومة، وربَّ فاجرة سترت فجورها بمظهر سترها.
ولكن من هذا الذي زعم أن الله إنما شرع الحجاب لجسم المرأة ليخلق الطهارة في نفسها أو العفة في أخلاقها؟! ومن هذا الذي زعم أن الحجاب إنما شرعه الله ليكون إعلانًا بأن كل من لم تلتزمه فهي فاجرة تنحط في وادي الغواية مع الرجال؟!
إن الله عز وجل فرض الحجاب على المرأة محافظة على عفة الرجال الذين قد تقع أبصارهم عليها، وليس حفاظًا على عفتها من الأعين التي تراها فقط، ولئن كانت تشترك معهم هي الأخرى في هذه الفائدة في كثير من الأحيان إلا أن فائدتهم من ذلك أعظم وأخطر، وإلا فهل يقول عاقل تحت سلطان هذه الحجة المقلوبة: إن للفتاة أن تبرز عارية أمام الرجال كلهم ما دامت ليست في شك من قوة أخلاقها وصدق استقامتها؟!
إن بلاء الرجال بما تقع عليه أبصارهم من مغرياتِ النساء وفتنتهن هو المشكلة التي أحوجت المجتمعَ إلى حلّ، فكان في شرع الله ما تكفّل به على أفضل وجه، وبلاء الرجال إذا لم يجد في سبيله هذا الحلّ الإلهي ما من ريب سيتجاوز بالسوء إلى النساء أيضًا، ولا يغني عن الأمر شيئًا أن تعتصم المرأة المتبرجة عندئذ باستقامةٍ في سلوكها أو عفة في نفسها، فإن في ضرام ذلك البلاء الهائج في نفوس الرجال ما قد يتغلّب على كل استقامة أو عفة تتمتّع بها المرأة إذ تعرض من فنون إثارتها وفتنتها أمامهم[16].

الشبهة الخامسة: دعوى أن الحجاب من وضع الإسلام:
زعم آخرون أن حجاب النساء نظام وضعه الإسلام فلم يكن له وجود في الجزيرة العربية ولا في غيرها قبل الدعوة المحمدية[17].
الجواب:
1- إن من يقرأ كتب العهد القديم وكتب الأناجيل يعلم بغير عناء كبير في البحث أن حجاب المرأة كان معروفًا بين العبرانيين من عهد إبراهيم عليه السلام، وظل معروفًا بينهم في أيام أنبيائهم جميعًا، إلى ما بعد ظهور المسيحية، وتكررت الإشارة إلى البرقع في غير كتاب من كتب العهد القديم وكتب العهد الجديد.
ففي الإصحاح الرابع والعشرين من سفر التكوين عن (رفقة) أنها رفعت عينيها فرأت إسحاق، فنزلت عن الجمل وقالت للعبد: من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائي، فقال العبد: هو سيدي، فأخذت البرقع وتغطت.
وفي النشيد الخامس من أناشيد سليمان تقول المرأة: أخبرني يا من تحبه نفسي، أين ترعى عند الظهيرة؟ ولماذا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك؟
وفي الإصحاح الثالث من سفر أشعيا: إن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن والمباهاة برنين خلاخيلهن بأن ينزع عنهن زينة الخلاخيل والضفائر والأهلة والحلق والأساور والبراقع والعصائب.
وفي الإصحاح الثامن والثلاثين من سفر التكوين أيضًا أن تامار مضت وقعدت في بيت أبيها، ولما طال الزمان خلعت عنها ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتلففت.
ويقول بولس الرسول في رسالته كورنثوس الأولى: "إن النقاب شرف للمرأة، وكانت المرأة عندهم تضع البرقع على وجهها حين تلتقي بالغرباء وتخلعه حين تنزوي في الدار بلباس الحداد[18].
فالكتب الدينية التي يقرؤها غير المسلمين قد ذكرت عن البراقع والعصائب مالم يذكره القرآن الكريم.
2- وكان الرومان يسنون القوانين التي تحرم على المرأة الظهور بالزينة في الطرقات قبل الميلاد بمائتي سنة، ومنها قانون عرف باسم "قانون أوبيا" يحرم عليها المغالاة بالزينة حتى في البيوت[19].
3- وأما في الجاهلية فنجد أن الأخبار الواردة في تستّر المرأة العربية موفورة كوفرة أخبار سفورها، وانتهاكُ سترها كان سببًا في اليوم الثاني من أيام حروب الفجار الأول؛ إذ إن شبابًا من قريش وبني كنانة رأوا امرأة جميلة وسيمة من بني عامر في سوق عكاظ، وسألوها أن تسفر عن وجهها فأبت، فامتهنها أحدهم فاستغاثت بقومها.
وفي الشعر الجاهلي أشعار كثيرة تشير إلى حجاب المرأة العربية، يقول الربيع بن زياد العبسي بعد مقتل مالك بن زهير:
من كان مسرورًا بمقتل مالك *** فليـأت نسوتنا بوجه نهـار
يجد النسـاء حواسرًا يندبنه *** يلطمن أوجههن بالأسحـار
قد كن يخبأن الوجـوه تسترًا *** فاليوم حيـن برزن للنظـار
فالحالة العامّة لديهم أن النساء كن محجبات إلا في مثل هذه الحالة حيث فقدن صوابهن فكشفن الوجوه يلطمنها، لأن الفجيعة قد تنحرف بالمرأة عما اعتادت من تستر وقناع.
وقد ذكر الأصمعي أن المرأة كانت تلقي خمارها لحسنها وهي على عفة[20].
وكانت أغطية رؤوس النساء في الجاهلية متنوعة ولها أسماء شتى، منها:
الخمار: وهو ما تغطي به المرأة رأسها، يوضع على الرأس، ويلفّ على جزء من الوجه.
وقد ورد في شعر صخر يتحدث عن أخته الخنساء:
والله لا أمنحها شرارها *** ولو هلكت مزقت خمارها
وجعلت من شعر صدارها
ولم يكن الخمار مقصورًا على العرب، وإنما كان شائعًا لدى الأمم القديمة في بابل وأشور وفارس والروم والهند[21].
النقاب: قال أبو عبيد: "النقاب عند العرب هو الذي يبدو منه محجر العين، ومعناه أن إبداءهن المحاجر محدث، إنما كان النقاب لاصقًا بالعين، وكانت تبدو إحدى العينين والأخرى مستوره"[22].
الوصواص: وهو النقاب على مارِن الأنف لا تظهر منه إلا العينان، وهو البرقع الصغير، ويسمّى الخنق، قال الشاعر:
يا ليتها قد لبست وصواصًا
البرقع: فيه خرقان للعين، وهو لنساء العرب، قال الشاعر:
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت فقد رابني منها الغداة سفورها[23]

الشبهة السادسة: الاحتجاج بقاعدة: "تبدل الأحكام بتبدّل الزمان":
فهم أعداء الحجاب من قاعدة: "تبدل الأحكام بتبدل الزمان" وقاعدة: "العادة محكّمة" أنه ما دامت أعرافهم متطوّرة بتطوّر الأزمان فلا بدّ أن تكون الأحكام الشرعية كذلك[24].
الجواب:
لا ريب أن هذا الكلام لو كان مقبولاً على ظاهره لاقتضى أن يكون مصير شرعية الأحكام كلها رهنًا بيد عادات الناس وأعرافهم، وهذا لا يمكن أن يقول به مسلم، لكن تحقيق المراد من هذه القاعدة أن ما تعارف عليه الناس وأصبح عرفًا لهم لا يخلو من حالات:
1- إما أن يكون هو بعينه حكمًا شرعيًا أيضًا بأن أوجده الشرع، أو كان موجودًا فيهم فدعا إليه وأكّده، مثال ذلك: الطهارة من النجس والحدث عند القيام إلى الصلاة، وستر العورة فيها، وحجب المرأة زينتها عن الأجانب، والقصاص والحدود وما شابه ذلك، فهذه كلها أمور تعدّ من أعراف المسلمين وعاداتهم، وهي في نفس الوقت أحكام شرعية يستوجب فعلها الثواب وتركها العقاب، سواء منها ما كان متعارفًا عليه قبل الإسلام ثم جاء الحكم الشرعي مؤيّدًا ومحسّنًا له كحكم القسامة والديه والطواف بالبيت، وما كان غير معروف قبل ذلك، وإنما أوجده الإسلام نفسه كأحكام الطهارة والصلاة والزكاة وغيرها.
فهذه الصورة من الأعراف لا يجوز أن يدخلها التبديل والتغيير مهما تبدلت الأزمنة وتطورت العادات والأحوال؛ لأنها بحدّ ذاتها أحكام شرعية ثبتت بأدلة باقية ما بقيت الدنيا، وليست هذه الصورة هي المعنية بقول الفقهاء: "العادة محكَّمة".
2- وإما أن لا يكون حكمًا شرعيًا، ولكن تعلّق به الحكم الشرعي بأن كان مناطًا له، مثال ذلك: ما يتعارفه الناس من وسائل التعبير وأساليب الخطاب والكلام، وما يتواضعون عليه من الأعمال المخلّة بالمروءة والآداب، وما تفرضه سنة الخلق والحياة في الإنسان مما لا دخل للإرادة والكليف فيه كاختلاف عادات الأقطار في سن البلوغ وفترة الحيض والنفاس إلى غير ذلك.
فهذه الأمثلة أمور ليست بحد ذاتها أحكامًا شرعية ولكنها متعلَّق ومناط لها، وهذه الصورة من العرف هي المقصودة من قول الفقهاء: "العادة محكمة"، فالأحكام المبنيّة على العرف والعادة هي التي تتغيّر بتغيّر العادة، وهنا فقط يصحّ أن يقال: "لا ينكر تبدّل الأحكام بتبدل الزمان"، وهذا لا يعدّ نسخًا للشريعة، لأن الحكم باق، وإنما لم تتوافر له شروط التطبيق فطبِّق غيره. يوضّحه أنّ العادة إذا تغيرت فمعنى ذلك أن حالة جديدة قد طرأت تستلزم تطبيق حكم آخر، أو أن الحكم الأصلي باق، ولكن تغير العادة استلزم توافر شروط معينة لطبيقه[25].

الشبهة السابعة: نساء خيِّرات كنّ سافرات:
احتجّ أعداء الحجاب بأن في شهيرات النساء المسلمات على اختلاف طبقاتهن كثيرًا ممن لم يرتدين الحجاب ولم يتجنّبن الاختلاط بالرجال.
وعمد المروجون لهذه الشبهة إلى التاريخ وكتب التراجم، يفتشون في طولها وعرضها وينقبون فيها بحثًا عن مثل هؤلاء النساء حتى ظفروا بضالتهم المنشودة ودرتهم المفقودة، فالتقطوا أسماء عدد من النساء لم يكن يبالين ـ فيما نقلته الأخبار عنهن ـ أن يظهرن سافرات أمام الرجال، وأن يلتقين معهم في ندوات أدبية وعلمية دونما تحرز أو تحرج[26].
الجواب:
1- من المعلوم والمتقرر شرعا أن الأدلة الشرعية التي عليها تبنى الأحكام هي الكتاب والسنة والإجماع والقياس، فضمن أيّ مصدر من مصادر التشريع تندرج مثل هذه الأخبار، خاصة وأنّ أغلبها وقع بعد من التشريع وانقطاع الوحي؟![27].
2- وإذا علِم أن أحكام الإسلام إنما تؤخذ من نص ثابت في كتاب الله تعالى أو حديث صحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قياس صحيح عليهما أو إجماع التقى عليه أئمة المسلمين وعلماؤهم لم يصحّ حينئذ الاستدلال بالتصرّفات الفردية من آحاد الناس أو ما يسمّيه الأصوليون بـ"وقائع الأحوال"، فإذا كانت هذه الوقائع الفردية من آحاد الناس لا تعتبر دليلاً شرعيًا لأيّ حكم شرعيّ حتى لو كان أصحابها من الصحابة رضوان الله عليهم أو التابعين من بعدهم فكيف بمن دونهم؟!
بل المقطوع به عند المسلمين جميعًا أن تصرفاتهم هي التي توزن ـ صحة وبطلانًا ـ بميزان الحكم الإسلامي، وليس الحكم الإسلامي هو الذي يوزن بتصرفاتهم ووقائع أحوالهم، وصدق القائل: لا تعرف الحقّ بالرجال، اعرف الحقّ تعرف أهله[28].
3- ولو كان لتصرفات آحاد الصحابة أو التابعين مثلاً قوة الدليل الشرعي دون حاجة إلى الاعتماد على دليل آخر لبطل أن يكونوا معرّضين للخطأ والعصيان، ولوجب أن يكونوا معصومين مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس هذا لأحد إلا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أما من عداهم فحقَّ عليهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل بني آدم خطاء))، وإلاّ فما بالنا لا نقول مثلاً: يحل شرب الخمر فقد وجِد فيمن سلف في القرون الخيِّرة من شربها؟![29].
4- وما بال هؤلاء الدعاة إلى السفور قد عمدوا إلى كتب التاريخ والتراجم فجمعوا أسماء مثل هؤلاء النسوة من شتى الطبقات والعصور، وقد علموا أنه كان إلى جانب كل واحدة منهن سواد عظيم وجمع غفير من النساء المتحجّبات الساترات لزينتهن عن الأجانب من الرجال؟! فلماذا لم يعتبر بهذه الجمهرة العظيمة ولم يجعلها حجة بدلاً من حال أولئك القلة الشاذة المستثناة؟!
يقول الغزالي: "لم تزل الرجال على مر الأزمان تكشف الوجوه، والنساء يخرجن منتقبات أو يمنعن من الخروج"[30]، ويقول ابن رسلان: "اتفق المسلمون على منع النساء من الخروج سافرات"[31].
ولماذا لم يحتج بمواقف نساء السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان في تمسكهم بالحجاب الكامل واعتباره أصلاً راسخًا من أصول البنية الاجتماعية؟![32].

الشبهة الثامنة: الحجاب كبت للطاقة الجنسية:
قالوا: إنّ الطاقة الجنسية في الإنسان طاقة كبيرة وخطيرة، وخطورتها تكمن في كبتها، وزيادة الضغط يولّد الانفجار، وحجاب المرأة يغطّي جمالها، وبالتالي فإنّ الشباب يظلون في كتب جنسيّ يكاد أن ينفجر أو ينفجر أحيانًا على شكل حوادث الاغتصاب وغيرها، والعلاج لهذه المشكلة إنما يكمن في تحرير المرأة من هذا الحجاب لكي ينفس الشباب الكبت الذي فيهم، وبالتالي يحدث التشبع لهذه الحاجة، فيقلّ طبقًا لذلك خطورة الانفجار بسبب الكبت والاختناق[33].
الجواب:
1- لو كان هذا الكلام صحيحًا لكانت أمريكا والدول الأوربية وما شاكلها هي أقلّ الدول في العالم في حوادث الاغتصاب والتحرّش في النساء وما شاكلها من الجرائم الأخلاقية، ذلك لأن أمريكا والدول الأوربية قد أعطت هذا الجانب عناية كبيرة جدًا بحجة الحرية الشخصية، فماذا كانت النتائج التي ترتبت على الانفلات والإباحية؟ هل قلّت حوادث الاغتصاب؟ هل حدث التشبّع الذي يتحدّثون عنه؟ وهل حُميت المرأة من هذه الخطورة؟
جاء في كتاب "الجريمة في أمريكا": إنه تتم جريمة اغتصاب بالقوة كل ستة دقائق في أمريكا[34]. ويعني بالقوة: أي تحت تأثير السلاح.
وقد بلغ عدد حالات الاغتصاب في أمريكا عام 1978م إلى مائة وسبعة وأربعين ألف وثلاثمائة وتسع وثمانين حالة، لتصل في عام 1987م إلى مائتين وواحد وعشرين ألف وسبعمائة وأربع وستين حالة. فهذه الإحصائيات تكذّب هذه الدعوى[35].
2- إن الغريزة الجنسية موجودة في الرجال والنساء، وهي سرّ أودعه الله تعالى في الرجل والمرأة لحِكَم كثيرة، منها استمرار النسل. ولا يمكن لأحد أن ينكر وجود هذه الغريزة، ثم يطلب من الرجال أن يتصرفوا طبيعيًا أمام مناظر التكشف والتعرّي دونما اعتبار لوجود تلك الغريزة[36].
3- إن الذي يدّعي أنه يمكن معالجة الكبت الجنسي بإشاعة مناظر التبرّج والتعري ليحدث التشبع فإنه بذلك يصل إلى نتيجتين:
الأولى: أن هؤلاء الرجال الذين لا تثيرهم الشهوات والعورات البادية من فئة المخصيّين، فانقطعت شهوتهم، فما عادوا يشعرون بشيء من ذلك الأمر.
الثانية: أن هؤلاء الرجال الذين لا تثيرهم العورات الظاهرة من الذين أصابهم مرض البرود الجنسي.
فهل الذين يدعون صدقَ تلك الشبهة يريدون من رجال أمتنا أن يكونوا ضمن إحدى هاتين الطائفتين من الرجال؟![37].

الشبهة التاسعة: الحجاب يعطل نصف المجتمع:
قالوا: إن حجاب المرأة يعطل نصف المجتمع، إذ إن الإسلام يأمرها أن تبقى في بيتها[38].
الجواب:
1- إن الأصل في المرأة أن تبقى في بيتها، قال الله تعالى: {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ٱلأولَىٰ} [الأحزاب:33]. ولا يعني هذا الأمر إهانة المرأة وتعطيل طاقاتها، بل هو التوظيف الأمثل لطاقاتها[39].
2- وليس في حجاب المرأة ما يمنعها من القيام بما يتعلق بها من الواجبات، وما يُسمح لها به من الأعمال، ولا يحول بينها وبين اكتساب المعارف والعلوم، بل إنها تستطيع أن تقوم بكل ذلك مع المحافظة على حجابها وتجنبها الاختلاط المشين.
وكثير من طالبات الجامعات اللاتي ارتدين الثوب الساتر وابتعدن عن مخالطة الطلاب قد أحرزن قصب السبق في مضمار الامتحان، وكن في موضع تقدير واحترام من جميع المدرسين والطلاب[40].
3- بل إن خروج المرأة ومزاحمتها الرجل في أعماله وتركها الأعمال التي لا يمكن أن يقوم بها غيرها هو الذي يعطل نصف المجتمع، بل هو السبب في انهيار المجتمعات وفشو الفساد وانتشار الجرائم وانفكاك الأسَر، لأن مهمة رعاية النشء وتربيتهم والعناية بهم ـ وهي من أشرف المهام وأعظمها وأخطرها ـ أضحت بلا عائل ولا رقيب.

الشبهة العاشرة: التبرج أمر عادي لا يلفت النظر:
يدّعي أعداء الحجاب أن التبرج الذي تبدو به المرأة كاسية عارية لا يثير انتباه الرجال، بينما ينتبه الرجال عندما يرون امرأة متحجبة حجابًا كاملاً يستر جسدها كله، فيريدون التعرّف على شخصيتها ومتابعتها؛ لأنّ كلَّ ممنوع مرغوب[41].
الجواب:
1- ما دام التبرج أمر عادي لا يلفت الأنظار ولا يستهوي القلوب فلماذا تبرّجت؟! ولمن تبرجت؟! ولماذا تحمّلت أدوات التجميل وأجرة الكوافير ومتابعة الموضات؟![42].
2- وكيف يكون التبرج أمرًا عاديًا ونرى أن الأزواج ـ مثلاً ـ تزداد رغبتهم في زوجاتهم كلما تزينّ وتجمّلن، كما تزداد الشهوة إلى الطعام كلما كان منسقًا متنوعًا جميلاً في ترتيبه ولو لم يكن لذيذ الطعم؟![43].
3- إن الجاذبية بين الرجل والمرأة هي الجاذبية الفطرية، لا تتغير مدى الدهر، وهي شيء يجري في عروقهما، وينبه في كل من الجنسين ميوله وغرائزه الطبيعية، فإن الدم يحمل الإفرازات الهرمونية من الغدد الصماء المختلفة، فتؤثر على المخ والأعصاب وعلى غيرها، بل إن كل جزء من كل جسم يتميز عما يشبهه في الجنس الآخر؛ ولذلك تظهر صفات الأنوثة في المرأة في تركيب جسمها كله وفي شكلها وفي أخلاقها وأفكارها وميولها، كما تظهر مميزات الذكورة في الرجل في بدنه وهيئته وصوته وأعماله وميوله. وهذه قاعدة فطرية طبيعية لم تتغير من يوم خلق الله الإنسان، ولن تتغير حتى تقوم الساعة[44].
4- أودع الله الشبق الجنسي في النفس البشرية سرًّا من أسراره، وحكمة من روائع حكمه جلّ شأنه، وجعل الممارسة الجنسية من أعظم ما ينزع إليه العقل والنفس والروح، وهي مطلب روحي وحسي وبدني، ولو أن رجلاً مرت عليه امرأة حاسرة سافرة على جمال باهر وحسن ظاهر واستهواء بالغ ولم يلتفت إليها وينزع إلى جمالها يحكم عليه الطب بأنه غير سوي وتنقصه الرغبة الجنسية، ونقصان الرغبة الجنسية ـ في عرف الطب ـ مرض يستوجب العلاج والتداوي[45].
5- إن أعلى نسبة من الفجور والإباحية والشذوذ الجنسي وضياع الأعراض واختلاط الأنساب قد صاحبت خروج النساء مترجات كاسيات عاريات، وتتناسب هذه النسبة تناسبًا طرديًا مع خروج النساء على تلك الصورة المتحللة من كل شرف وفضيلة، بل إن أعلى نسبة من الأمراض الجنسية ـ كالأيدز وغيره ـ في الدول الإباحية التي تزداد فيها حرية المرأة تفلّتًا، وتتجاوز ذلك إلى أن تصبح همجية وفوضى، بالإضافة إلى الأمراض والعقد النفسية التي تلجئ الشباب والفتيات للانتحار بأعلى النسب في أكثر بلاد العالم تحللاً من الأخلاق[46].
6- أما أن العيون تتابع المتحجبة الساترة لوجهها ولا تتابع المتبرجة فإن المتحجبة تشبه كتابًا مغلقًا، لا تعلم محتوياته وعدد صفحات وما يحمله من أفكار، فطالما كان الأمر كذلك، فإنه مهما نظرنا إلى غلاف الكتاب ودققنا النظر فإننا لن نفهم محتوياته، ولن نعرفها، بل ولن نتأثر بها، وبما تحمله من أفكار، وهكذا المتحجبة غلافها حجابها، ومحتوياتها مجهولة بداخله، وإن الأنظار التي ترتفع إلى نورها لترتد حسيرة خاسئة، لم تظفر بِشَروَى[47] نقير ولا بأقلّ القليل.
أما تلك المتبرجة فتشبه كتابًا مفتوحًا تتصفّحه الأيدي، وتتداوله الأعين سطرًا سطرًا، وصفحة صفحة، وتتأثّر بمحتوياته العقول، فلا يترك حتى يكون قد فقد رونق أوراقه، فتثنت بل تمزق بعضها، إنه يصبح كتابًا قديمًا لا يستحق أن يوضع في واجهة مكتبة بيت متواضعة، فما بالنا بواجهة مكتبة عظيمة؟![48].

الشبهة الحادية عشرة: السفور حقّ للمرأة والحجاب ظلم:
زعموا أن السفور حقّ للمرأة، سلبها إياه المجتمع، أو سلبها إياه الرجل الأناني المتحجر المتزمت، ويرون أن الحجاب ظلم لها وسلب لحقها[49].
الجواب:
1- لم يكن الرجل هو الذي فرض الحجاب على المرأة فترفع قضيتها ضدّه لتتخلّص من الظلم الذي أوقعه عليها، كما كان وَضعُ القضية في أوربا بين المرأة والرجل، إنما الذي فرض الحجاب على المرأة هو ربها وخالقها الذي لا تملك ـ إن كانت مؤمنة ـ أن تجادله سبحانه فيما أمر به أو يكون لها الخيرة في الأمر، {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلاً مُّبِينًا} [الأحزاب:36][50].
2- إن الحجابَ في ذاته لا يشكل قضية، فقد فرض الحجاب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونفذ في عهد، واستمر بعد ذلك ثلاثة عشر قرنًا متوالية وما من مسلم يؤمن بالله ورسوله يقول: إن المرأة كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مظلومة.
فإذا وقع عليها الظلم بعد ذلك حين تخلّف المسلمون عن عقيدتهم الصحيحة ومقتضياتها فلم يكن الحجاب ـ بداهة ـ هو منبع الظلم ولا سببه ولا قرينه، لأنه كان قائمًا في خير القرون على الإطلاق، وكان قرين النظافة الخلقية والروحية، وقرين الرفعة الإنسانية التي لا مثيل لها في تاريخ البشرية كله[51].

الشبهة الثانية عشرة: الحجاب رمز للغلو والتعصب الطائفي والتطرف الديني:
زعم أعداء الحجاب أن حجاب المرأة رمز من رموز التطرف والغلو، وعلامة من علامات التنطع والتشدد، مما يسبب تنافرا في المجتمع وتصادما بين الفئتين، وهذا قد يؤول إلى الإخلال بالأمن والاستقرار.
الجواب:
1- هذه الدعوى مرفوضة من أساسها، فالحجاب ليس رمزا لتلك الأمور، بل ولا رمزا من الرموز بحال، لأن الرمز ما ليس له وظيفة إلا التعبير عن الانتماء الديني لصاحبه، مثل الصليب على صدر المسيحي أو المسيحية، والقلنسوة الصغيرة على رأس اليهودي، فلا وظيفة لهما إلا الإعلان عن الهوية. أما الحجاب فإن له وظيفة معروفة وحِكَما نبيلة، هي الستر والحشمة والطهر والعفاف، ولا يخطر ببال من تلبسه من المسلمات أنها تعلن عن نفسها وعن دينها، لكنها تطيع أمر ربها، فهو شعيرة دينية، وليس رمزا للتطرف والتنطع.
ثم إن هذه الفرية التي أطلقوها على حجاب المرأة المسلمة لماذا لم يطلقوها على حجاب الراهبات؟! لماذا لم يقولوا: إن حجابَ اليهوديات والنصرانيات رمز للتعصب الديني والتميز الطائفي؟! لماذا لم يقولوا: إن تعليق الصليب رمز من رموز التطرف الديني وهو الذي جرّ ويلات الحروب الصليبية؟! لماذا لم يقولوا: إن وضع اليهودي القلنسوة الصغيرة على رأسه رمز من رموز التطرف الديني وبسببه يحصل ما يحصل من المجازر والإرهاب في فلسطين المحتلة؟!
2- إن هذه الفرية يكذّبها التاريخ والواقع، فأين هذه المفاسد المزعومة والحجاب ترتديه المرأة المسلمة منذ أكثر من أربعة عشر قرنا؟!
3- إن ارتداء المرأة للحجاب تم من منطلق عقدي وقناعة روحية، فهي لم تلزَم بالحجاب بقوة الحديد والنار، ولم تدعُ غيرها إلى الحجاب إلا بالحكمة والحجج الشرعية والعقلية، بل عكس القضية هو الصحيح، وبيان ذلك أن إلزام المرأة بخلع حجابها وجعل ذلك قانونا وشريعة لازمة هو رمز التعصب والتطرف اللاديني، وهذا هو الذي يسبب التصادم وردود الأفعال السيئة، لأنه اعتداء على الحرية الدينية والحرية الشخصية.
:2kqfby1:




جزاكى الله كل خير

خليجية[/IMG]




خليجية



مجهود تشكرين عليه بصراحه

تسلمين حبيبتي والله يعطيك العافيه ..,,




التصنيفات
منتدى اسلامي

أهلنا في أركان المسلمة المحتلة من بورما ماينمار عذرا سامحونا

اللهم لك الحمد على كل حال… اللهم لك الحمد على كل حال… اللهم لك الحمد على كل حال…

يارب إن قلوبنا تدمي وأفئدتنا كسيرة وعيوننا خطت مجرى لدموعنا وصدورنا تحترق على ما يحصل في أخواننا المسلمين في أركان المحتلة وسوريا…
فأهل أركان يذبحون ويقتلون ويحرقون بالنار وهم أحياء بمختلف أعمارهم أطفالهم من مات محروقاً ومن لم يتم حرقه بالنار يتم ربط الاطفال ورميهم بالبرك والوديان وماهي إلا فترة وتطفو جثث الاطفال فوق الماء نساء مسلمين أركان يعتدى عليهن شيوخهم ضربوا حتى الموت شبابهم يقطعون وهم أحياء الأمهات يتم قتلهن أمام اطفالهم يهينونهم ويجردونهم من ملابسهم يمثلون بالجثث ابشع تمثيل بعض نساء المسلمين بأركان قمن برمي أنفسهن بعرض البحر حتى تحمي نفسها من أعتداء أحد البوذيين عليها ماتت بعفافها فضلت أن تموت وهي طاهرة عفيفة على أن تبقى على قيد الحياء ويعتدي عليها
أحد عشرة من رجال الدين المسلمين تم ربطهم من قبل أربعمائة وخمسين بوذي بعدها أنهالوا على المشايخ ضرباً بالعصي وغيرها كثير جداً هذا غير الذي يحدث ولا يعلم أحد ماذا جرى بهم والأدهى والأمر من ذلك أن قضيتهم لم تنتشر وتشتهر كثيراً لو إنها اشتهرت لخرجت مدينة دماج السنية اليمنية للأعلام وما حصل لها لكانوا عرضوا صورهم ونقلوها ليشاهدها الكل.
آخر الصور التي شاهدتها لخواننا في بورما مجموعة من الأركانيين المسلمين في حالة هلع وخوف وبكاء ويحيط بهم الجمود لأخذهم وحرقهم أحياء لكن بعض منهم كان يرفع يدي ويدعو الله تعالى ذكرني بشيء شاهدته وسمهته في الشام الحبيبة لقد قالها سابقاً اخواننا في الشام ((( ما لنا غيرك يا الله )))
والآن أصبح الأركانيين يدعون الله تعالى ويطلبون منه وحده النصرة والنجاة…
لقد( قال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم (مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم ، مَثلُ الجسدِ . إذا اشتكَى منه عضوٌ ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى)
فيا أهلنا في أركان المسلمة المحتلة من بورما عذراً سامحونا فلقد خذلناكم
اللهم أحمي الأسلام والمسلمين في كل مكان اللهم تولهم برحمتك اللهم أنصرهم على كل من أرد بهم السوء اللهم إنك تعلم بكل من يريد إن يؤذي الام والمسلمين اللهم خذ بحق المستضعفين من قتلتهم اللهم عليم بأحوالهم فسخر لهم الظروف وحسبكم الله يا أهل أركان ونعم الوكيل فهو نعم المولى ونعم النصير…
اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين

منقووووووووووووووول بتصرف




مشكوووره يالغلا على مشاعرك الصادقه اتجاه اخواننا المسلمين اللهم انصرهم يارب فان الكفار لا يعجزونك