التصنيفات
منتدى اسلامي

اليك أختي المسلمة 2

خليجية

اختي الاسلام حريص جداً على جلب المصالح ودرء المفاسد وغلق الابواب المؤدية اليه.. اختلاط المرأة بالرجل في العمل اثر كبير في انحطاط الامة وفساد مجتمعها..وقد حرص الاسلام ان يبعد المرأة عن جميع مايخالف فطرتها وطبعها..فمنعها من تولي الولاية العامة كالرئاسة والقضاء وجميع مافيه من مسؤوليات عامة لقوله صلى الله عليه وسلم..لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة..ومع الاسف نجد الكثير من النساء قد حشرت نفسها مع الرجال وتقلدت من المناصب مالايليق بالمرأة المسلمة ثم يبدا بعد ذلك بالاشارة لها بالبنان والفخر بها

اختي الفاضله..شعارنا سمعنا واطعنا..لانعلم فجأة الموت متى تأتي ..لحظة لابد منها..لحظة الرحيل تحت التراب..لحظة ترك الاهل والاقارب والاحباب..لحظة الرحيل الى تلك الحفرة الموحشة المظلمة..ماذا سينفعك؟؟تبرجك؟؟وجمالك؟؟هل سينفعك الموظف الفلاني الذي كنت تجالسيه وتخالطيه ..هل ينفعك الراتب الفلاني؟؟لاينفعك ذلك في يوم الحساب ستشهد عليك الاماكن التي اختلطتي بها ..سيشهد عليك فمك الذي تحدثت وفتنتِ به الرجال ستشهد عليك يديك التي استعملتيها في تلوين وجهك بالاصباغ لتجعلي منه لوحة فنيه فاتنه..كل ذلك سيشهد عليك..اعود لاسأل ماذا سينفعك؟؟ ستندمين على كل هذا ..ستندمين على كل لحظة لم تذكر الله بها ..ستندمي على كل لحظة هجرتي بها القرآن ..اخيتي تذكري لحظة الوقوف بين يدي الله,ماذا ستكون اجابتك؟؟

اختي لم نخلق في الدنيا الا لطاعه الله..لقوله تعالى وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون.. لم يقل ليلعبون ويرفهوا عن انفسهم وغيرها من المصطلحات التي شاع ذكرها.. الدنيا دار ممر لامقر..لو دامت لاجدادنا وسلفنا لدامت لنا ..لاينفعك ولايشفع لك سوى القرآن..لاينفعك سوى حجابك..سوى صلاتك.. سوى التزامك..هذه هي الدنيا..تمضي وتسير وكل يوم يمضي نقترب به الى القبر..اخيتي لابد من وقفه مع النفس..لتحاسبي نفسك على كل مابدر ويبدر..اخيتي باب التوبة مفتوح والتوبه تجب ماقبلها..لاتجعلي من اهواءك مايسيطر على نفكيرك..يقول الامام الشاطبي رحمه الله..سمي الهوى هوى لانه يهوي بصاحبه الى النار..وماذكر الهوى في القرآن الا وذم..اخيتي هل فكرتِ بكرم ولطف ورحمة الله بنا..؟؟امرك بالحجاب وخلعتيه وتحايلتي في ارتداءه ..امرك بالصلاة وضيعتيها..ولايزال فاتحا باب التوبة لكِ..نعصيه ثم نستغفره فيغفر لنا..ثم نعود لنعصيه ونستغفره فيغفر لنا..كم هو رحيم بنا كم هو لطيف بنا..اخيتي اعطيني يدك الى الجنة..

ولاتكوني من الذين اذا نزل بهم الموت ندموا على مافرطوا في جنب الله وارادوا الرجعه الى هذه الدنيا حتى يعملوا صالحا فلايستطيعون..قال تعالى ..حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون..لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن وراءهم برزخ الى يوم يبعثون..

اسأل كثير من الفتيات اللاتي نسبن انفسهن الى المحجبات..ماهي اعمالك الصالحة.. تقول انا اصلي..وبعد الصلاة انا محجبة؟اي حجاب تقصد؟؟غطت رأسها بحجاب ملون مع ملابس ملونه ووجها متبرج بالزينه..رققت حاجبيها وهذا مايسمى بالتنمص..ونسيت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله النامصة والمتنمصة..واللعنه الخروج عن رحمة الله

بعد هذا اعود لأسأل هل هذا هو الحجاب المفروض على المرأة المسلمة؟؟ يقول تعالى (ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) اخيتي هل صلاتك نهتك عن شيء ؟؟عن ماذا نهتك؟؟ لابد من اجابة صريحة مع نفسك لتكتشفي اخطاءك بنفسك ولابد من تصحيح الخطا ستعودين لتسالينني كيف اصحح ما انا عليه اختي

الخطوة الاولى :صدق النيه اصدقي نيتك مع الله حتى يعينك على ترك ما انت عليه

الخطوة الثانية: التوبة توبي الى الله توبة نصوحة

الخطوة الثالثة:اتركي كل شيء يذكرك بالتبرج اولها رفيقات السوء .. التلفاز ..القناة الفلانية المتجر الفلاني الشارع الفلاني

الخطوة الرابعة عيشي في جو ايماني ستقولين كيف؟؟ اختي انت باستطاعتك فعل ذلك بيديكِ ، حولي الاوقات التي كنت تتباعين بها المسلسل الفلاني والاغنية الفلانية الى اوقات تتابعين بها درس مؤثر .. قراءة مؤثرة وبذلك ستعيشين وتهيئين لنفسك جو يذكرك بالله

الخطوة الخامسة تقربي الى من تذكرك بالله بهيئتها بحجابها بكلامها لقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ( المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل)

الخطوة السادسة اتركي مواقع الاختلاط فمن ترك شيئا لله عوضه الله به خيرا واعلمي اختي ان الجنة عروس مهرها قهر النفوس

الخطوة السابعه اكثري من ذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب اجعلي لسانك رطبا بذكر الله

الخطوة الثامنه الدعاء وتذكري ان الدعاء عباده اكثري من الدعاء اسالي ان يثبتك على الطريق المستقيم قال تعالى ادعوني استجب لكم متى الله يستجيب لنا ؟ اذا قوينا العلاقة به كيف نقوي العلاقة؟؟ نطبق كل ما امرنا به اخيتي عفافك وحيائك يهمنا ولو تكلمنا بهذا الموضوع عشرات الصفحات لم ينتهِ لكثره النقاط المهمة والجوانب المتداخله فيه لكن بعد هذا الكلام الموجز يتطلب قرار شجاع منك… يتطلب خطوة تنقلك الى حياة جديدة .. تنقلك الى سعاده لم تشعر بها سابقا ولم يشعر بها الا من ذاق حياة الالتزام اخواتي الفاضلات احذرن كل الحذر دعاة الفتنه وتدمير المرأة الذين يودون افسادكن وصرفكن عن الفوز بنعيم الجنة ولاتغرركن عبارات وزخارف هؤلاء المتحررين والمتحررات من الكتاب والكاتبات ومثلهم اصحاب القنوات فانهم كما قال تعالى ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء

اسال الله ان يوفق نساء المسلمين للفوز بجنة النعيم ويجعلهن هاديات مهديات وان يصرف عنهن شياطين الانس من دعاة وداعيات تحرير المرأة وافسادها هذا والله اعلم واحكم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا ..ً




خليجية



جزاك الله خير
مشكورة حبيبتي



جزاك الله كل الخير اختي

انا قريت القصة وسامعة متلا كتير

اللهي يجيرنا يارب




جزاكى الله كل خير
وجعلة فى ميزان حسناتك

خليجية




التصنيفات
منوعات

دعاء المسلم لأخيه أو أخته المسلمة في ظهر الغيب

لا يخفى عليكم اثر الدعاء في رفع البلاء
وخاصة دعاء المسلم لاخيه في ظهر الغيب
اكثر من الدعاء بظهر الغيب لاخيك المسلم فلك من الدعاء نصيب ويؤمن على دعائك ملك
وايضا مستجاب وغير انك تساعد اخيك المسلم المحتاج لهذا الدعاء بتفريج همه وحزنه
فلنكثر الدعاء لكل محتاج وهذه ادله من السنه والقران الكريم لفضل الدعاء بظهر الغيب
نص السنة عَن أَبي الدَّردَاءِ رَضِي اللَّه عنْهُ أَنَّهُ سمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ : (ما مِن عبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعُو لأَخِيهِ بِظَهرِ الغَيْبِ إِلاَّ قَالَ المَلكُ ولَكَ بمِثْلٍ) رواه مسلم
وعَنْهُ أَنَّ رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ يقُولُ : (دَعْوةُ المرءِ المُسْلِمِ لأَخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابةٌ ، عِنْد رأْسِهِ ملَكٌ مُوكَّلٌ كلَّمَا دعا لأَخِيهِ بخيرٍ قَال المَلَكُ المُوكَّلُ بِهِ : آمِينَ ، ولَكَ بمِثْلٍ) رواه مسلم
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏والذين جاءوا من بعدهم يقولون‏:‏ ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان‏}‏ ‏(‏‏(‏الحشر‏:‏ 10‏)‏‏)‏‏.
‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏واستغفر لذنبك، وللمؤمنين والمؤمنات‏}‏ ‏(‏‏(‏محمد‏:‏ 19‏)‏‏)‏‏.‏
وقال تعالى‏:‏ إخبارًا عن إبراهيم عليه السلام ‏{‏ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب‏}‏ ‏(‏‏(‏إبراهيم‏:‏ 41‏)‏‏)
ومن سحر الدعاء لاخيك المسلم بظهر الغيب جعل بعض الدكاتره الغربين:
وبنفسي سمعت طبيب في احدى القنوات يتحدث عن هذا الطبيب الذي اراد ان يجرب حقيقة الدعاء بظهر الغيب
لاخيك المحتاج لدعاء وفعلا قام بتجربة والتجربة هي انه جاء بعض المرضى وطلب من بعض الاشخاص الدعاء لهم
وجاء بمرضى اخرين ولكن دون ان يطلب من احد ان يدعو لهم وانتظر النتيجه وفعلا تم شفاء المجموعه
التى تم الدعاء لها وخرجت من المشتفى سريعا وكانت كمية الادوية التى اعطيت لهم قليله
اما المجموعه الاخرى طالت مدة مكوثهم في المشتشفى وكانت كمية الادوية التى ياخدوهم كثيرة
طبعا نحن المسلمين لانحتاج لتجربة لتثبت صدقية قول الله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم



بارك الله فيك



يسلمو عسولة



جزاكى الله خيرا



خليجية



التصنيفات
منوعات

نماذج احتسابية من حياة المرأة المسلمة

نماذج احتسابية من حياة المرأة المسلمة

عبده قايد الذريبي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسولِ الله، وعلى آله وصحْبه ومَن والاه.

أما بعد:

فإنَّ الدعوةَ إلى الله، والاحتساب على المنكرات؛ ليس حكرًا على الرِّجال فحسبُ، بل ذلك واجبٌ على الرِّجال والنِّساء على حدٍّ سواء، كل بحسب علمه وقُدرته واستطاعته؛ كما تدلُّ على ذلك نصوص الكتاب والسنَّة الصحيحة، ومِن ذلك قوله – تعالى -: ? كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ? [آل عمران: 110]، وقوله: ? وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? [آل عمران: 104]، وقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن رأى مِنكم منكرًا فليغيِّرْه بيده، فإنْ لم يستطعْ فبلسانه، فإنْ لم يستطعْ فبقلبه وذلك أضعف الإيمان))[1].

فهذه النصوص – وما في معناها – تدلُّ بعمومها على أنَّ الحِسْبة واجبةٌ على الرِّجال والنساء جميعًا على حدٍّ سواء، ف((مَن رأى منكم منكرًا)) وجَب عليه أن يحتسب عليه، سواء كان المُنكَر في البيت، أو في الوظيفة، أو في السوق، أو ما أشْبه ذلك، وسواء كان الرائي رجلاً أو امرأة، فليحتسبْ عليه إذا كان قادرًا عالمًا.

وقد جاءتْ نُصُوصٌ صريحة بحثِّ الرجال والنساء على الحِسبة جميعًا، فمن ذلك قوله تعالى: ? وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ? [التوبة: 71].

فهذه الآية الكريمة تدلُّ على أنَّ الحسبة واجبةٌ على الرِّجال والنساء، كل حسب قُدرته وعِلمه، وتدلُّ أيضًا على أنَّ الحسبة مِن أهم صفات المؤمنين والمؤمنات، وتدلُّ على أنَّ مَن اتصف بهذه الصفات كلها، فإنَّه أهلٌ لنيل رحمة الله، سواء كان ذلك رجلاً أو امرأة.

وهذه الآية تدلُّ على أنَّ المؤمنين والمؤمنات جميعًا معنيُّون بالحسبة، وأنهم إذا قاموا بذلك فازوا برحمةِ الله.

وقد حثَّ المولى – تبارك وتعالى – نِساء النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أمهات المؤمنين – على الحِسْبة؛ وأرشدهنَّ إلى آداب ذلك، فقال – تعالى -: ? يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ? [الأحزاب: 32]، قال ابن عبَّاس -رضي الله عنهما – في قوله: ? وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا ? "أمْرهنَّ بالأمر بالمعروف، ونَهْيهنَّ عن المنكر"[2]، وقال ابنُ زيد – رحمه الله تعالى -: "قولاً حسنًا جميلاً معروفًا في الخير"[3]، وقال البغويُّ – رحمه الله تعالى -: "لوجه الدِّين والإسلام بتصريح وبيان مِن غير خضوع"[4].

وقد بيَّن العلماءُ – رحمهم الله تعالى – أنَّ الحسبة واجبةٌ على النِّساء كوجوبها على الرِّجال، مع مراعاة الآداب الشرعيَّة المنوطة بها؛ قال الإمام ابنُ النحَّاس الدمشقي – رحمه الله تعالى -: "إنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبٌ على النساء كوجوبِه على الرِّجال، حيثُ وُجِدت الاستطاعة"[5].

وقال العلاَّمة ابن باز – رحمه الله تعالى – في ردِّه على سؤال: عن المرأة والدعوة إلى الله؛ ماذا تقولون؟

فأجاب – رحمه الله تعالى – بقوله: "هي كالرَّجُل، عليها الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنَّ النصوص مِن القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة تدلُّ على ذلك، وكلام أهلِ العِلم صريحٌ في ذلك، فعليها أن تدعوَ إلى الله، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكَر بالآداب الشرعيَّة، التي تُطلب من الرجل، وعليها مع ذلك ألاَّ يُثنيها عن الدعوة إلى الله الجزعُ، وقِلَّة الصبر، لاحتقار بعضِ الناس لها، أو سبِّهم لها، أو سخريتهم بها، بل عليها أن تتحمَّل وتصبر، ولو رأتْ مِن الناس ما يعتبر نوعًا من السخرية والاستهزاء، ثم عليها أنْ ترعى أمرًا آخر، وهو أن تكون مثالاً للعفَّة والحجاب عنِ الرِّجال الأجانب، وتبتعد عنِ الاختلاط، بل تكون دعوتها مع العناية بالتحفُّظِ من كلِّ ما يُنكر عليها، فإنْ دعت الرجال دعتْهم، وهي محتجِبة بدون خلوةٍ بأحد منهم، وإن دعتِ النساء دعتهنَّ بحكمة، وأن تكون نزيهةً في أخلاقها وسيرتها؛ حتى لا يعترضْنَ عليها، ويقلْنَ: لماذا ما بدأت بنفسها؟!

وعليها أن تبتعدَ عن اللباس الذي قد تَفتن الناس به، وأن تكون بعيدةً عن كل أسباب الفِتنة، من إظهار المحاسن، وخضوع في الكلام، ممَّا ينكر عليها، بل تكون عندَها العناية بالدعوةِ إلى الله على وجهٍ لا يضرُّ دِينها، ولا يضرُّ سُمعتَها"[6].

ولتعلم المرأة أنها نِصف المجتمع، فإذا قامتْ بدورها اكتملَ المجتمع، وإذا لم تقمْ بدورها تعطَّل نصف المجتمع، وعليها مسؤولية كما على أخيها الرجل؛ فعن عبدِالله بن عمر – رضي الله عنهما – أنَّه سمِع رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((كلُّكم راعٍ ومسؤول عن رعيته)) إلى أنْ قال: ((والمرأةُ في بيت زوجها راعية، وهي مسؤولةٌ عن رعيتها))[7].

ولتوقِن المحتسِبة بعظيم الأجْر والثواب عندَ الله؛ قال تعالى : ? مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ? [غافر: 40]، وقال: ? وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ? [النساء: 124]، وقال: ? إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ? [الأحزاب: 35]، فالمرأةُ والرَّجل متساون في الثواب والعقاب، فإذا عملتِ المرأة عملاً صالحًا أُثيبت عليه كما يُثاب الرجل، ومِن أجلِّ الأعمال وأفضلها، وأكثرها ثوابًا وأجرًا: الحِسبة؛ كما دلَّتْ على ذلك نصوصُ الكتاب والسنَّة الصحيحة؛ كقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن دعا إلى هُدًى كان له مِن الأجْر مثلُ أجور مَن تبِعه لا ينقُص ذلك مِن أجورهم شيئًا))[8]، وكقوله – عليه الصلاة والسلام -: ((مَن دلَّ على خيرٍ فله مِثل أجْر فاعله))[9].

وإذا قلبْنا صفحاتِ تاريخنا الإسلامي المجيد؛ فسنجد أنَّ المرأة المسلمة أسهمتْ إسهامًا عظيمًا في هذا الجانب، فقد سطرتْ لنا كُتب السنَّة الصحيحة، وكتب التراجِم الموثّقة – نماذجَ احتسابيَّةً فريدةً مِن حياة المرأة المسلمة قديمًا وحديثًا، ومن هذه النماذج الفريدة ما يلي:

أولاً: أم المؤمنين عائشة الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق – رضي الله عنها -:

فقد سطرتْ لها كتُب السنة والتراجم عدَّةَ مواقف، ومنها ما يلي:

الموقف الأول: احتسابها على نِسوةٍ مِن أهل الشام "حمص" دخولهنَّ الحمام الجماعي[10]:

فعن أبي المليح الهذلي – رضي الله عنه – أنَّ نِساءً من أهل حمص، أو مِن أهل الشام دخلْنَ على عائشة – رضي الله عنها – فقالتْ: أنتُن اللاتي تدخُلْن نساءكنَّ الحمَّامات! سمعتُ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((ما مِن امرأة تضع ثيابَها في غير بيت زوجها إلا هتكتِ الستر بينها وبين ربِّها))[11].

وعن عطاءِ بن أبي رَباح، قال: أتيْنَ نسوةٌ مِن أهل حمص عائشة، فقالتْ لهنَّ عائشة: لعلكُنَّ مِن النساء اللاتي يدخلْنَ الحمامات؟ فقلن لها: إنَّا لنفعل، فقالت لهنَّ عائشة: أمَا إني سمعتُ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((أيُّما امرأة وضعَتْ ثيابها في غير بيت زوجها هتكتْ ما بينها وبيْن الله))[12].

وعن سُبيعةَ الأسلمية – رضي الله عنها – قالت: ‏دخَل على عائشة – رضي الله عنها – نسوةٌ مِن أهل الشام، فقالتْ عائشة – رضي الله عنها -: ممَّن أنتنَّ؟ فقلنَ: "مِن أهل حمص"،‏ فقالت: "صواحِب الحمَّامات؟!"، فقلن: "نعم"‏، فقالت عائشةُ – رضي الله عنها -: سمعتُ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((الحمَّامُ حرامٌ على ‏نساء أمتي))،‏ فقالت امرأةٌ منهن: "فلي بنات أمشطهنَّ بهذا الشراب"، قالت: بأيِّ الشراب؟ فقالت: الخمر، فقالت عائشة -رضي الله عنها -: "أفكنتِ طيِّبة النفس أن تمتشطي بدمِ خنزير؟!" قالت: لا، قالت: فإنَّه مثله"[13].

الموقف الثاني: احتسابها على امرأةٍ لبست بردًا فيه تصليب:

عن دِقْرة – بكسر الدال وسكون القاف – أمِّ عبدالرحمن بن أُذينة قالت: ‏"كنَّا نطوف بالبيت مع أمِّ المؤمنين – رضي الله عنها – فرأتْ على امرأة بردًا فيه تصليب، فقالت أم ‏المؤمنين – رضي الله عنها -: "اطْرَحِيه، اطرحيه، فإنَّ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – كان إذا رأى ‏نحوَ هذا قَضَبَه"[14]؛ أي: قطعه.

الموقف الثالث: احتسابها على بنتٍ رأتها لابسةً خمارًا رقيقًا:

عن علقمةَ بن أبي علقمةَ عن أمِّه، قالت: "رأيتُ حفصةَ بنت عبدالرحمن بن أبي بكر – رضي عنهما – وعليها خمارٌ رقيق يشفُّ عن جيبها‏، فشقَّتْه عائشة – رضي الله عنها – وقالت: "أمَا تعلمين ما أَنْزل الله في سورة النور، ثم دعتْ بخمار فكستْها"[15].

وما أكثر مخالفات نسائِنا وبناتنا وفتياتنا اليوم في اللباس والزينة (الأزياء والموضة)! إنها مخالفات جمَّة، مخالفات في الحِجاب، ومخالفات في …….

الموقف الرابع: احتسابها على ابنٍ لطحلة بن عُبَيدالله – ابن أختها – وعلى يزيد بن الأصمِّ أخذهما لشيءٍ ما مِن حائط مِن حيطان المدينة:

فعن يَزيد بن الأصم ابن أُخت ميمونة قال: تلقيتُ عائشة، وهي مقبلةٌ مِن مكة أنا وابنٌ لطلحة بن عُبيدِالله، وهو ابن أُختها، وقد كنَّا وقعْنا في حائط مِن حيطان المدينة، فأصبْنا منه، فبلغها ذلك، فأقبلتْ على ابن أختها تلومه وتعذله، وأقبلت عليَّ فوعظتْني موعظةً بليغة، ثم قالت: أمَا علمت أنَّ الله تعالى ساقَك حتى جعَلَك في أهل بيتِ نبيِّه، ذهبت والله ميمونة ورُمِي برَسَنِك على غارِبك[16]، أمَا إنَّها كانتْ من أتْقانا لله – عزَّ وجلَّ – وأوْصَلنا للرَّحِم"[17].

الموقف الخامس: احتسابها على النِّساء اللاتي يزاحمنَ الرِّجالَ عندَ الحجر الأسود:

فعن ابن جُرَيج قال: أخبَرني عطاءٌ: إذْ منَع ابن هشام النِّساء الطواف مع الرِّجال[18]، قال: كيف يمنعهنَّ، وقد طاف نِساء النبي[19] – صلَّى الله عليه وسلَّم – مع الرِّجال؟! قلت: أبعدَ الحجاب أو قبل؟ قال: إي لعَمْري لقد أدركتُه[20] بعدَ الحجاب، قلت: كيف يخالطْنَ الرجال؟ قال: لم يكن يخالطْنَ؛ كانتْ عائشة – رضي الله عنها – تطوف حجرة[21] مع الرِّجال لا تُخالطهم، فقالتِ امرأة[22]: انطلقي نستلِم[23] يا أمَّ المؤمنين، قالت: "عنكِ[24] وأبَتْ، وكنَّ يخرجْنَ متنكرات[25] باللَّيل فيطفن مع الرِّجال، ولكنهنَّ كُنَّ إذا دخلْنَ[26] البيت، قُمنَ حتى يدخلْنَ وأُخْرج الرِّجال"[27] الحديث.

ولما دخلتْ مولاتها عليها، وقالتْ لها: "يا أمَّ المؤمنين طُفتُ بالبيت سبعًا واستلمتُ الرُّكن مرَّتين أو ثلاثًا!"، فقالت لها عائشة – رضي الله عنها -: "لا آجَرَك الله، لا آجَرك الله، تدافعين الرِّجال، ألاَ كبَّرْتِ ومررتِ"[28].

فكيف لو رأتْ عائشة – رضي الله عنه – نساءَنا وبناتِنا اليوم وهنَّ يزاحمن الرِّجال في الأسواق، وفي الأماكن العامَّة، فما عساها أن تقول؟!

الموقف السادس: احتسابها على مرْوان بن الحكم في أن يرُدَّ امرأة طلقت إلى بيتها؛ لتعتدَّ فيه:

عن يحيى بن سعيدٍ عنِ القاسم بن محمَّد وسليمان بن يَسار: أنَّه سمعهما يذكران: أنَّ يحيى بن سعيدِ بن العاص طلَّق بنتَ عبدالرحمن بن الحَكم، فانتقلها[29] عبدُالرحمن، فأرسلتْ عائشة أمُّ المؤمنين إلى مرْوان بن الحَكم – وهو أمير المدينة -: "اتَّقِ الله، وارددْها إلى بيتها[30]"، قال مرْوان – في حديث سليمان -: إنَّ عبدالرحمن بن الحَكم غلبَني[31]، وقال القاسمُ بن محمد: أو ما بلغَك شأنُ فاطمة بنت قيس[32]؟ قالت: "لا يضرُّك[33] ألاَّ تَذكُر حديث فاطمة!"، فقال مرْوانُ بن الحَكم: "إنْ كان بك شَرٌّ[34] فحسبك ما بيْن هذين[35] من الشر"[36].

ولأمِّ المؤمنين مواقفُ كثيرةٌ في هذا الجانب؛ وما ذُكِر فيه غنية.

ثانيًا: ميمونة – رضي الله عنها -:

فقدِ احتسبتْ على قريبٍ لها وجدتْ منه رائحةَ الخمر: فعن يَزيد بن الأصم أنَّ ذا ‏قرابة لميمونة – رضي الله عنها – دخَل عليها، فوجدتْ منه ريحَ شراب: فقالت: "لئن لم تخرُج إلى المسلمين فيجلدوك، أو قالت: يُطهِّروك – لا تدخل عليَّ بيتي أبدًا"[37].

ثالثًا: أم الدرداء – رضي الله عنها -:

فقد احتسبتْ على عبدِالملك بن مرْوان لعْنَه لخادمه: عن زيد بن أسلمَ: أنَّ عبدالملك بن مرْوان بعَث إلى أم الدرداء بأنجاد[38] مِن عنده، فلمَّا أن كان ذات ليلة قام عبدُالملك من اللَّيل، فدعا خادمه، فكأنَّه أبطأ عليه، فَلَعَنَه، فلمَّا أصبح، قالتْ له أمُّ الدرداء: سمعتُك الليلة لَعَنْتَ خادمك حين دعوتَه، سمعتُ أبا الدرداء – رضي الله عنه – يقول: قال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يكون اللعَّانون شفعاءَ، ولا شهداءَ يومَ القيامة))[39].

رابعًا: فتاة في عهْد الخليفة عمرَ بن الخطاب – رضي الله عنه -:

فقدِ احتسبت على أمِّها طلبَها منها خلطَ اللبن بالماء[40]: فعن عبدِالله بن زيد بن أسلمَ عن أبيه عن جدِّه أسلم، قال: بينا أنا مع عمرَ بن الخطاب وهو يعسُّ المدينة إذ أعيا واتَّكأ على جانبِ جدار في جوفِ الليل، وإذا امرأةٌ تقول لابنتها: يا ابنتاه، قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه – اخلطيه – بالماء، فقالت لها: يا أمَّتاه، وما علمت ما كان مِن عزمة أمير المؤمنين اليوم؟! قالت: وما كان مِن عزمته يا بُنية؟ قالت: إنَّه أمَر مناديًا فنادَى ألا يشاب اللبن بالماء، فقالتْ لها: يا بنية، قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء، فإنَّك بموضع لا يراك عمرُ ولا منادِي عمر، فقالت الصبية لأمها: يا أمَّتاه، ما كنت لأطيعه في الملأ، وأعصيه في الخلاء"، وعمر يسمع كلَّ ذلك، فقال: يا أسلم علِّم الباب، واعرفِ الموضع، ثم مضى في عسه حتى أصبح، فلما أصبح، قال: يا أسلم امضِ إلى الموضع فانظر مَن القائلة ومَن المقول لها، وهل لهما مِن بعْل؟ فأتيت الموضع فنظرتُ فإذا الجارية أيم لا بعْل لها، وإذا تيك أمها، وإذ ليس لهما رجلٌ، فأتيت عمرَ بن الخطاب فأخبرتُه، فدَعا عمرُ ولده فجمعهم، فقال: هل فيكم مَن يحتاج إلى امرأةٍ أزوجه ولو كان بأبيكم حركةٌ إلى النِّساء ما سبَقه منكم أحدٌ إلى هذه المرأة، فقال عبدالله: لي زوجة، وقال عبدالرحمن: لي زوجة، وقال عاصم: يا أبتاه، لا زوجةَ لي، فزوِّجْني، فبعث إلى الجارية فزوَّجها من عاصم، فولدتْ لعاصم بنتًا، ولدت الابنة عمرَ بن عبدالعزيز"[41].

فهذه مجموعةٌ من النماذج الاحتسابيَّة مِن حياة المرأة المسلمة قديمًا، ولم تزل المرأةُ المسلمة تعمل في هذا المجال، وتحوز على قصبِ السبق في هذا الميدان، في عصرنا الحديثِ سطَّر ويسطر التاريخ نماذجَ احتسابيةً رائعة للمرأة المسلمة، ومِن ذلك ما يلي:

أولاً: امرأة مع زوجها:

يذكُر صاحب كتاب "شباب عادوا إلى الله" أنَّه كان ثمَّة رجلٌ يسافر إلى الخارج للمعصية، فيَعصي الله في الداخل والخارج، وفي اللَّيل والنهار، والسِّر والعَلن، ظنَّ أنَّ الحياة كأس وامرأة، فسقط في الملذَّات وهوى في الظلمات، وأوقع نفْسه في ورطات ونكبات.

آخر سفْرة له كانتْ إلى فرنسا – البلد المظلم المتهتِّك – سافَر إلى هناك، ومكَث بها مدةً حياةً بهيميَّة، يُؤنَف مِن بعض صورها، إنها حياة أعداءِ الله، أولئك: ? الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ? [الكهف: 104].

ثم عاد إلى أهله ودماغُه ممتلئٌ بأخبار تلك البلاد، وقصص تلك البلاد، فالعظماء عندَه عظماء الغرْب، وكان أن تزوَّج بامرأةٍ صالحة، امرأة عرَفَتِ الله – عزَّ وجلَّ – ولقد كانتْ هذه المرأة قُرَّة عين، خرجتْ مِن بيت يعيش الإسلام حقيقةً، وينعم بالإيمان، بيتٌ أهله مصلُّون، ذاكرون، متصدِّقون، بيتٌ يشرف بالحجاب والحِشْمة والعفاف، هذا البيت لم يعرفِ الأغنية.

كانتْ تدعو زوْجها إلى نجاته، وتدعو له بالنجاة، وبدأ يصلِّي، لكن في البيت لا في المسجد، وهذه خُطوة جيِّدة، وكانتْ تُذكِّره بفضل الجماعة، وتدعوه برِفْق، وبدأً يصلي في المسجد – أحيانًا – وحضر أوَّل يوم إلى المسجد في صلاة الفجر.

حَبَّبت إليه القرناء الصالحين، وبغَّضت إليه قرناءَ السوء، فهجَر أصحابه المعرضين عن الله، وأهدتْ إليه مصحفًا، وأخَذ يتلوه متأثرًا، هجَر الدخان وأطلق لحيتَه، وانتهى مِن إسبال ملابسه، أخَذ يحضر دروسَ العلم ومجالس الخير، حجَّ واعتمر.

وهو الآن يعيش حياةَ المسلم العامِر قلبُه بشكر ربه، لسانه رطْب بذِكْر الله، فسلامٌ على تلك الزوجة، ورفَع الله منزلتها[42].

ثانيًا: امرأة عجوز في مستشفى:

تقول إحدى الداعيات إلى الله: ذهبتُ يومًا إلى المستشفى في الصباح الباكر، فإذا بي أرى امرأةً كبيرةً في السن، تأتي مبكِّرة مثلي، ولعلَّ ابنها أتى بها، وذهب إلى عمله، لكن طال عَجبي وهي تحمل كيسًا كبيرًا يخطُّ منها على الأرض بيْن الحين والأخرى، حتى استوتْ على كرسي في غرفة المراجعة، فشمَّرتْ عن ساعدها، وفتحتِ الكيس، ثم بدأت توزِّع الكتب على المراجِعات، وكلَّما أتْ مراجعة جديدة وجلستْ قامتْ إليها وأهدتْها كتابًا.

قالت الداعية: فجاءَ موعدي وقمتُ إلى الطبيبة، ثم إلى المراجعات في المستشفى انتهى بي إلى الصيدلية، ثم عدتُ إلى مكاني الأوَّل الذي أتيتُ إليه قبل أربع ساعات، فإذا المرأة في مكانها وتعمل عملها.

فعلمتُ أنَّها مِن أكبر الداعيات، وما أتْ إلى هذا المكان إلا لهذا العمل العظيم، مع تأكُّدي من بُعد منزلها، وكِبر سنِّها وضعفها، ومع هذا تحمل كيسًا لا يحمله إلا الأشداءُ مِن الرجال، يا ترى كم مِن امرأة استقام أمرُها! وكم فتاة صلح حالها! كم مِن سافرة تحشَّمت! وكم مِن مفرطة أنابتْ! وكل ذلك في ميزان حسناتِ هذه المرأة العجوز لا ينقص مِن أجْر الفاعلة شيء[43].

فهذه نماذج احتسابيةٌ خالدةٌ سجَّلها لنا تاريخُنا الإسلامي للمرأة المسلِمة، وما أحسنَ قول بعض الشعراء:

وَلَوْ كَانَ النِّسَاءُ كَمَنْ ذُكِرْنَا
لَفُضِّلَتِ النِّسَاءُ عَلَى الرِّجَالِ
فَمَا التَّأْنِيثُ لِاسْمِ الشَّمْسِ عَيْبٌ
وَلاَ التَّذْكِيرُ فَخْرٌ لِلْهِلاَلِ [44]

فعلى المرأةِ المسلمة أن تقتدي بهؤلاء النِّسوة الخالدات المحتسبات، وأن تقومَ بواجبها المنوط بها، وأن تحتسبَ على أولادها، وعلى مَن هم تحت مسؤوليتها، وعلى بنات جِنسها عامَّة، وعلى أقاربها الرِّجال، بل لها أن تحتسب على الرِّجال عامَّة مع مراعاتها للآداب المنوطة بها كامرأة.

وفَّق الله نساءَنا ورِجالنا للقيام بهذه الوظيفة الربَّانيَّة الحميدة، وسدَّد على طريق الخير خُطاهم، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحْبه أجمعين.

——————————
[1] رواه مسلم (49) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.
[2] تفسير القرطبي (14/178).
[3] تفسير القرآن العظيم (3/483) لابن كثير.
[4] معالم التنزيل (3/528).
[5] تنبيه الغافلين، (ص: 196).
[6] مجموع فتاوى العلامة عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – (4/240) أشرف على جمْعه وطبعه: محمد بن سعد الشويعر.
[7] رواه البخاري (2409).
[8] رواه مسلم (2674) من حديث عن أبي هُرَيرةَ – رضي الله عنه.
[9] رواه مسلم (1893).
[10] فدُخول المرأة للحما الجماعي لغير ضرورة لا يجوز؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: "قال العلماء: يُرخَّص للنساء في الحمام عندَ الحاجة كما يُرخَّص للرجال مع غضِّ البصر، وحِفظ الفَرْج، وذلك مثل أن تكون مريضة، أو نُفساء، أو عليها غسلٌ لا يمكنها إلا في الحمام"؛ "مجموع الفتاوى" (15/379)، ويقول في موضع آخرَ عن دخول الحمامات: "وأمَّا المرأة فتدخلها للضروة مستورةَ العورة"؛ "مجموع الفتاوى" (21/342).
[11] رواه الترمذي (2803) وقال: "حديث حسن"، وصحَّحه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (170).
[12] رواه أحمد (25099) وقال محققو المسند: "حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الهاشمي".
[13] رواه الحاكم في المستدرك (7784 )، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وقال الذهبي: "صحيح" كما قي تعليقه على تلخيص الحبير.
[14] رواه أحمد (24567). وقال محققو المسند: "إسناده حسن".
[15] رواه ابنُ سعد الطبقات الكبرى (8/72)، وقال حسام الدين موسى عفانة: "وهذا صالح للاستشهاد به" كما في مختصر جلباب المرأة المسلم (1/32).
[16] قال القاسم بن سلاَّم – رحمه الله تعالى -: "أرادت: إنك مُخَلًّى رَسَن غرْب سبيلك، ليس لك أحدٌ يمنعك ممَّا تريد; وأصل هذا أنَّ الرجل كان إذا أراد أن يخلِّي ناقته لترعى ألْقَى حبلها على غاربها، ولا تدعه ملقًى في الأرض، فيمنعها مِن الرعي"؛ "غريب الحديث" (4/313).
[17] رواه الحاكم في المستدرَك (6799 )، وقال الذهبي: "على شرْط مسلم" كما في تعليقه على تلخيص الحبير.
[18] أي: في وقت واحد.
[19] أي: غير مختلِطات، وإنَّما مِن وراء الرجال.
[20] أي: رأيت طوافهنَّ مع الرجال.
[21] أي: معتزلة.
[22] قيل: اسمها دقرة.
[23] نمسُّ الحجر الأسود.
[24] أي: اتركي هذا عن نفسك.
[25] مسترات.
[26] وقفْنَ قائمات لا يدخُلْنَ إلا بعدَ خروج الرِّجال.
[27] رواه البخاري (1618).
[28] مسند الشافعي، (ص: 127)، والسن الكبرى للبيهق (5/81) رقم (9050).
[29] نقَلَها من مسكنها الذي طُلِّقت فيه.
[30] احْكُم عليها بالرجوع بحُكم ولايتك.
[31] لم أقْدِرْ على منعه مِن نقلها.
[32] أي: قصتها، وكيف أنها انتقلت، ولم تعتدَّ في بيت زوجها.
[33] أي: لا تحتج به؛ لأنَّ انتقالها كان لسبب.
[34] أي: إن كنت تقولين: إنَّها نقلت لعلَّة.
[35] كفاك في جواز انتقال بنت عبدالرحمن ما يكون بيْنها وبيْن زوجها من الشرِّ لو سكنتْ داره.
[36] رواه البخاري (5322).
[37] رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/139)، وابن أبي شَيبةَ في مصنفه (5/525) رقم (28630).
[38] الأنجاد: متاعُ البيت الذي يُزيِّنُه.
[39] رواه مسلم (2598).
[40] خلط اللبن بالماء لمَن يبيعه لا يجوز شرعًا، وأما خلْطُه لمن يشربه فجائز، فقدْ خلط للنبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم – لبنٌ بماء، فشرِب – عليه الصلاة والسلام – ولم ينهَ عن ذلك.
[41] انظر: صفة الصفوة (2/203 – 204).
[42] انظر: "شباب عادوا إلى الله" (ص: 20 – 22) للشيخ عائض القرني.
[43] انظر: كتاب: "من عمل صالحاً فلنفسه".
[44] الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/949) لابن حجر الهيثمي.