التصنيفات
منوعات

المشتاقون للجنه

بسم الله الرحمن الرحيم )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه واقتفا أثره إلى يوم الدين أما بعد:

فقد قال النبي : { قال الله عز وجل: أعددت لعبادي ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فاقرءوا إن شئتم: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍن [السجدة:17] } [رواه البخاري ومسلم وغيرهما].

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير، وأودعها جميع الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص.

فإن سألت: عن أرضها وتربتها، فهي المسك والزعفران.

وإن سألت: عن سقفها، فهو عرش الرحمن.

وإن سألت: عن ملاطها، فهو المسك الأذفر.

وإن سألت: عن حصبائها، فهو اللؤلؤ والجوهر.

وإن سألت: عن بنائها، فلبنة من فضة ولبنة من ذهب، لا من الحطب والخشب.

وإن سألت: عن أشجارها، فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب.

وإن سألت: عن ثمرها، فأمثال القلال، ألين من الزبد وأحلى من العسل.

وإن سألت: عن ورقها، فأحسن ما يكون من رقائق الحلل.

وإن سألت: عن أنهارها، فأنهارها من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى.

وإن سألت: عن طعامهم، ففاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون.

وإن سألت: عن شرابهم، فالتسنيم والزنجبيل والكافور.

وإن سألت: عن آنيتهم، فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير.

وإن سألت: عن سعت أبوابها، فبين المصراعين مسيرة أربعين من الأعوام، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام.

وإن سألت: عن تصفيق الرياح لأشجارها، فإنها تستفز بالطرب من يسمعها.

وإن سألت: عن ظلها ففيها شجرة واحدة يسير الراكب المجد السريع في ظلها مئة عام لا يقطعها.

وإن سألت: عن خيامها وقبابها، فالخيمة من درة مجوفة طولها ستون ميلاً من تلك الخيام.

وإن سألت: عن علاليها وجواسقها فهي غرف من فوقها غرف مبنية، تجري من تحتها الأنهار.

وإن سألت: عن إرتفاعها، فانظر إلى الكوكب الطالع، أو الغارب في الأفق الذي لا تكاد تناله الأبصار.

وإن سألت: عن لباس أهلها، فهو الحرير والذهب.

وإن سألت: عن فرشها، فبطائنها من استبرق مفروشة في أعلى الرتب.

وإن سألت: عن أرائكها، فهي الأسرة عليها البشخانات، وهي الحجال مزررة بأزرار الذهب، فما لها من فروج ولا خلال.

وإن سألت: عن أسنانهم، فأبناء ثلاثة وثلاثين، على صورة آدم عليه السلام، أبي البشر.

وإن سألت: عن وجوه أهلها وحسنهم، فعلى صورة القمر.

وإن سألت: عن سماعهم، فغناء أزواجهم من الحور العين، وأعلى منه سماع أصوات الملائكة والنبيين، وأعلى منهما سماع خطاب رب العالمين.

وإن سألت: عن مطاياهم التي يتزاورون عليها، فنجائب أنشأها الله مما شاء، تسير بهم حيث شاؤوا من الجنان.

وإن سألت: عن حليهم وشارتهم، فأساور الذهب واللؤلؤ على الرؤوس ملابس التيجان.

وإن سألت: عن غلمانهم، فولدان مخلدون، كأنهم لؤلؤ مكنون.

وإن سألت: وإن سألت عن عرائسهم وأزواجهم، فهن الكواعب الأتراب، اللائي جرى في أعضائهن ماء الشباب، فللورد والتفاح ما لبسته الخدود، وللرمان ما تضمنته النهود، وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور، وللدقة واللطافة ما دارت عليه الخصور.

تجري الشمس في محاسن وجهها إذا برزت، ويضيئ البرق من بين ثناياها إذا تبسمت، وإذا قابلت حبها فقل ما شئت في تقابل النيرين، وإذا حادثته فما ظنك في محادثة الحبيبين، وإن ضمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين، يرى وجهه في صحن خدها، كما يرى في المرآة التي جلاها صيقلها [الصيقل: جلاء السيوف، والمقصود هنا تشبيه وجه الحوراء بالمرآة التي جلاها ولمعها منظفها ختى بدت أنظف وأجلى ما يكون]، ويرى مخ ساقها من وراء اللحم، ولا يستره جلدها ولا عظمها ولا حللها.

لو أطلت على الدنيا لملأت ما بين الأرض والسماء ريحاً، ولاستنطقت أفواه الخلائق تهليلا وتكبيراً و تسبيحاً، ولتزخرف لها ما بين الخافقين، ولأغمضت عن غيرها كل عين، ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم، ولآمن كل من رآها على وجه الأرض بالله الحي القيوم، ونصيفها (الخمار) على رأسها خير من الدنيا وما فيها.

ووصاله أشهى إليها من جميع أمانيها، لا تزداد على تطاول الأحقاب إلا حسناً وجمالاً، ولا يزداد على طول المدى إلا محبةً ووصالاً، مبرأة من الحبل (الحمل) والولادة والحيض والنفاس، مطهرة من المخاط والبصاق والبول والغائط وسائر الأدناس.

لا يفنى شبابها ولا تبلى ثيابها، ولا يخلق ثوب جمالها، ولا يمل طيب وصالها، قد قصرت طرفها على زوجها، فلا تطمح لأحد سواه، وقصرت طرفه عليها فهي غاية أمنيته وهواه، إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته فهو معها في غاية الأماني والأمان.

هذا ولم يطمثها قبله أنس ولا جان، كلما نظر إليها ملأت قلبه سروراً، وكلما حدثته ملأت أذنه لؤلؤاً منظوماً ومنثوراً، وإذا برزت ملأت القصر والغرفة نوراً.

وإن سألت: عن السن، فأتراب في أعدل سن الشباب.

وإن سألت: عن الحسن، فهل رأيت الشمس والقمر.

وإن سألت: عن الحدق (سواد العيون) فأحسن سواد، في أصفى بياض، في أحسن حور (أي: شدة بياض العين مع قوة سوادها).

وإن سألت: عن القدود، فهل رأيت أحسن الأغصان.

وإن سألت: عن النهود، فهن الكواعب، نهودهن كألطف الرمان.

وإن سألت: عن اللون، فكأنه الياقوت والمرجان.

وإن سألت: عن حسن الخلق، فهن الخيرات الحسان، اللاتي جمع لهن بين الحسن والإحسان، فأعطين جمال الباطن والظاهر، فهن أفراح النفوس وقرة النواظر.

وإن سألت: عن حسن العشرة، ولذة ما هنالك: فهن العروب المتحببات إلى الأزواج، بلطافة التبعل، التي تمتزج بالزوج أي امتزاج.

فما ظنك بإمرأة إذا ضحكت بوجه زوجها أضاءة الجنة من ضحكها، وإذا انتقلت من قصر إلى قصر قلت هذه الشمس متنقل في بروج فلكها، وإذا حاضرت زوجها فياحسن تلك المحاضرة، وإن خاصرته فيالذت تلك المعانقة والمخاصرة:

وحديثها السحر الحلال لو أنه *** لم يجن قتل المسلم المتحرز

إن طال لم يملي وإن هي أوجزت *** ود المحدث أنها لم توجز

إن غنت فيا لذت الأبصار والأسماع، وإن آنست وأنفعت فياحبذا تلك المؤانسة والإمتاع، وإن قبلت فلا شيء أشها إليه من ذلك التقبيل، وإن نولت فلا ألذ وى ألذ ولا أطيب من ذلك التنويل.

هذا، وإن سألت: عن يوم المزيد، وزيارة العزيز الحميد، ورؤية وجهه المنزه عن التمثيل والتشبيه، كما ترى الشمس في الظهيرة والقمر ليلة البدر، كما تواتر النقل فيه عن الصادق المصدوق، وذلك موجود في الصحاح، والسنن المسانيد، ومن رواية جرير، وصهيب، وأنس، وأبي هريرة، وأبي موسى، وأبي سعيد، فاستمع يوم ينادي المنادي:

يا أهل الجنة

إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم فحيى على زيارته، فيقولون سمعاً وطاعة، وينهضون إلى الزيارة مبادرين، فإذا بالنجائب قد أعدت لهم، فيستوون على ظهورها مسرعين، حتى إذا انتهوا إلى الوادي الأفيح الذي جعل لهم موعداّ، وجمعوا هناك، فلم يغادر الداعي منهم أحداً، أمر الرب سبحانه وتعالى بكرسية فنصب هناك، ثم نصبت لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، وجلس أدناهم – وحاشاهم أن يكون بينهم دنئ – على كثبان المسك، ما يرون أصحاب الكراسي فوقهم العطايا، حتى إذا استقرت بهم مجالسهم، واطمأنت بهم أماكنهم، نادى المنادي:

يا أهل الجنة

سلام عليكم.

فلا ترد هذه التحية بأحسن من قولهم: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ياذا الجلال والإكرام. فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى يضحك إليهم ويقول:

يا أهل الجنة

فيكون أول ما يسمعون من تعالى: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني، فهذا يوم المزيد. فيجتمعون على كلمة واحدة:

أن قد رضينا، فارض عنا، فيقول:

يا أهل الجنة

إني لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي، هذا يوم المزيد، فسلوني فيجتمعون على كلمة واحدة:

أرنا وجهك ننظر إليه.

فيكشف الرب جل جلاله الحجب، ويتجلا لهم فيغشاهم من نوره ما لو لا أن الله سبحانه وتعالى قضى ألا يحترقوا لاحترقوا. ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه تعالى محاضرة، حتى إنه يقول:

يا فلان، أتذكر يوم فعلت كذا وكذا، يذكره ببعض غدراته في الدنيا، فيقول: يا رب ألم تغفر لي؟

فيقول: بلى بمغفرتي بلغت منزلتك هذه.

فيا لذت الأسماع بتلك المحاضرة.

ويا قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة. ويا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة.

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ [القيامة:22-25].

فحيى على جنات عدن فإنها *** منزلك الأولى وفيها المخيم

ولكننا سبي العدو فهل ترى *** نعود إلى أوطاننا ونسلم

انتهى كلام ابن القيم رحمه الله تعالى [حادي الأرواح إلى بلاد الأفراحص355-360)].

(أسأل الله الكريم المنان الواحد المتعال أن يجعلنا من المتلذذين بهذه النعم في جنته التي فيها حور العين تلك الحور التي مهرها ركعتين في جوف الليل اللهم آميــن




خليجية



خليجية



اشرقت صفحتي بمرورك



التصنيفات
منتدى اسلامي

المشتاقون لدخول الجنة

المشتاقون لدخول الجنة

بسم الله الرحمن الرحيم

الكاتب :ابن القيم الجوزية رحمه الله
الناشر: دار القاسم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه واقتفا أثره إلى يوم الدين أما بعد:

فقد قال النبي : { قال الله عز وجل: أعددت لعبادي ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فاقرءوا إن شئتم: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍن [السجدة:17] } [رواه البخاري ومسلم وغيرهما].

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير، وأودعها جميع الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص.

فإن سألت: عن أرضها وتربتها، فهي المسك والزعفران.

وإن سألت: عن سقفها، فهو عرش الرحمن.

وإن سألت: عن ملاطها، فهو المسك الأذفر.

وإن سألت: عن حصبائها، فهو اللؤلؤ والجوهر.

وإن سألت: عن بنائها، فلبنة من فضة ولبنة من ذهب، لا من الحطب والخشب.

وإن سألت: عن أشجارها، فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب.

وإن سألت: عن ثمرها، فأمثال القلال، ألين من ال**د وأحلى من العسل.

وإن سألت: عن ورقها، فأحسن ما يكون من رقائق الحلل.

وإن سألت: عن أنهارها، فأنهارها من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى.

وإن سألت: عن طعامهم، ففاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون.

وإن سألت: عن شرابهم، فالتسنيم والزنجبيل والكافور.

وإن سألت: عن آنيتهم، فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير.

وإن سألت: عن سعت أبوابها، فبين المصراعين مسيرة أربعين من الأعوام، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام.




يعطيكِ العافيه يالغلا



بارك الله فيك



خليجية



جزانا الله واياك الجنه

اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد




التصنيفات
منتدى اسلامي

المشتاقون الى بيت الله

[SIZE="6"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لَكَمْ يشتاق المؤمن إلى بيت الله الحرام، تتعالى دقات قلبه كلما رأى فيضان الحجيج حول البيت، تهفو نفسه لمرافقتهم وسكب العبرات في زمرتهم، والتعلق بأستار الكعبة، واستشعار برودة أرض الحرم بباطن قدميه واستنشاق عبير مكة على مد البصر

يا لها من نعمة لا يشعر بها إلا من حُرِمها حقًّا، ويا ليت شعري كيف يتسنى لمن جاور البيت، وتردد صدى التلبية في أذنيه، أن لا يشارك وفد الله وفادتهم!! ولا الطائفين طوافهم!! ولا الراكعين الساجدين ركوعهم وسجودهم!!

كيف طاوعته نفسه أن يسمع عجيجًا أتاه الناس من كل فج عميق،رجالاً وعلى كل ضامر، ولا تهفو نفسه لمشاركتهم الأجر، والعودة من رحلة القُرْبِ كيوم ولدته أمه نقيًّا صافيًا ليس عليه خطيئة!!

يعلم الله كم من رجل ضيَّق على نفسه وعلى أسرته كي يدَّخر ماله الذي أنفقه في رحلة الحج، كم تقطَّر جبينه عرقًا حياءً من سوء ثيابه، أو نعله المتهرئ، أو قلة طعامه وشرابه، أو ضيق منزله، أو أثاثه المتواضع، ليجمع ماله بعضه على بعض ويؤدي فريضة الله التي كتبها عليه، لا بدافع إسقاط الفريضة حاشا، ولكن شوقًا إلى رؤية بيت الله الحرام، وحبًّا في التقرب إلى ربه تعالى بركن من أعظم أركان الإسلام.يفعل ذلك وهو ليس مكلفًا بأداء هذه الفريضة؛ حيث لا يملك ما يكفيه لأدائها، وهذا ينطبق بشكل أكبر على من يعيش خارج الجزيرة العربية

فبعض أهل البلدان البعيدة عن الجزيرة أو حتى المجاورة -التي لا يفصلها عنها إلا حدود سياسية وهمية- يُعَدُّ الحج بالنسبة إليهم أملاً بعيدًا، وأمنية بَعُدَ شأوها ويأسوا في تحقيقها، حيث يعيش أغلبهم تحت خط الفقر، وبالكاد يكفي أولاده طعامًا متواضعًا وشرابًا منخفض التكاليف، هذا إذا لم يقترض نهاية كل شهر ويتكفف الناس أعطوه أو منعوه، ولكن اشتعال جذوة المحبة في قلوب هؤلاء،واشتياقهم لمحاكاة نبيهم -صلى الله عليه وسلم- في عبادته تدفعهم دفعًا نحو التضييق على أنفسهم -من حيث لا يشعرون- لإدراك هذه الفضيلة العظيمة التي قد تكون أمنية مستحيلة لبعضهم.وعلى الرغم من وجود مثل هذا الصنف الذين تعلقت قلوبهم ببيت الله الحرام، وهفت إليه نفوسهم

إلا أن أناسًا على النقيض بَعُدَتْ عليهم الشقة، ونأى بهم مرض قلوبهم عن زيارة بيت الله تعالى، رغم قربهم، وامتلاكهم تكاليف الرحلة، التي لا تتعدى بالنسبة إليهم دريهمات قليلة؛ حيث شرَّفهم الله تعالى بمجاورة بيته، وأغناهم -عز وجل- من فضله، ولو كان عرضًا قريبًا وسفرًا قاصدًا لأتوه، ولكن قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة، فلا تحركهم تلبية الحجيج، ولا هيبة منظر كعبة الله، ولا مشهد تجمع البشر من كل بقعة من بقاع الأرض بثياب الموت، وإنما تحركهم أهواؤهم ورغباتهم، فينفقون يمينًا وشمالاً على شهواتهم، ويسافرون فيشرِّقون ويغرِّبون، ولا يبخلون على الإنفاق بمئات الآلاف والملايين على هواهم، وإنما يشحون ويسوِّفون في زيارة البيت، فقد يبلغ أحدهم ويتعدى عتبات الشباب بل وقد يبلغ من الكبر عتيًّا، وتدركه الشيخوخة، ويشتعل رأسه شيبًا، ولم يزل متقاعسًا عن أداء فريضة الله تعالى، وهو مكلف بأدائها متى ما بلغ وامتلك القدرة والاستطاعة، إلا أن الشيطان استولى على العقول والأفئدة، فساقها إلى حيث شاء، وزين في الأنفسالمال وحببه إليها، فلا إنفاق للمال إلا على الأهواء والشهوات، ولا يكون لله -عز وجل- منه نصيب، رغم أنه سبحانه واهب المال ومعطي النعم، وقد وعد المنفقين بالإخلاف، وتوعد الممسكين بالإتلاف، ولكن:حبك الشيء يعمي ويصمإن

الحج ركن عظيم من أركان هذا الدين، وفريضة كبرى من فرائضه، تجب على الفور متى ما بلغ الإنسان وامتلك ما يستطيع به أداءها، فإن فرَّط وسوَّف وتقاعس فأدركه المرض أو الفقر أو الموت فقد فوَّت على نفسه أجرًا عظيمًا، وعرضها للمساءلة والعقاب، وأما من بادر

فهنيئًا هنيئًا له الزيارة

وهنيئًا هنيئًا له التضلع من زمزم

وهنيئًا هنيئًا له السعي والطواف

وهنيئًا هنيئًا له القلب الجديد، والعقل الجديد، والنفس الجديدة، وصحيفة الأعمال البيضاء، والالتزام الصادق بأمر الله

وهنيئًا هنيئًا له الأجر العظيم،والثواب الجزيل، فقد عاد من خطاياه بالكفارة كيوم جاء إلى الدنيا، وجاهد في الله تعالى أفضل الجهاد، وأُعتق من النار في يوم عرفة][/SIZE]

خليجية[/IMG]




التصنيفات
منوعات

"أيها المشتاقون": إنها "غالية" !! فمن يشتري؟!!

الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المتقين نزلاً , زينها وجملها وأفاض على أهلها من النعم وكساهم من الحلل لتكون مستقراً ومقاما لهم , لا يبغون عنها حولا ويسر المكلفين للأعمال وهداهم النجدين , ليبلوهم أيهم أحسن عملا ..

نحمده سبحانه ونشكره ونتوب إليه ونستغفره , أرسل الرسل وأنزل الكتب , وأقام الحجة على خلقه فهم لم يخلقهم عبثا ولم يتركهم هملا , ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمداً عبده ورسوله , دعا إلى الحق وأوضح الحجة ومهد الطريق إلى دار السلام , صلى الله وبارك عليه وعلى أزواجه وذريته وصحبه والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين …

وبعد :

فإن القرآن الكريم رغب عباد الله المتقين في الجنة فخصها لهم وجلاها وفصل في بيان نعيم وفضل سكانها وأوضح أنواع المسرات ..
حتى إن القارئ لكتاب الله عز وجل المتأمل في آيات وصف الجنة , يرى ببصيرته أنواعاً من النعيم المقيم والبهجة والمسرة مالم يخطر على قلب بشر ولا سمعته إذن ..
فدار الفردوس دار مهيأة من قبل الخالق جل وعلا أيما تهيئة , غرف مبنية فاقت منازلها وصف كل واصف وتخطيط كل مخطط , كيف لا وهي صنعة رب العالمين , فجل من تقدس وسواها وبناها

تجلى لهم رب السماوات جهرة *** فيضحك فوق العرش ثم يكلم
سلام عليكم يسمعون جميع *** بآذانهم تسليمه إذ يسلم
يقول سلونى ما اشتهيتم فكل ما *** تريدون عندى أننى أنا أرحم

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته : أن يوفقنا لصالح الأعمال والأقوال والأخلاق , سبحانه لايهدي لأحسنها إلا هو ..
كما نسأله سبحانه أن يبلغنا دار المقامة ويسكننا أعالي جنانه …
الفصـل الأول :

نعيـــم أهـل الجنــــــــــــة
معـنــــــى نعيـــم الجنـــــة :

الجنة لغة :الحديقة ذات الشجر و النخل و جمعها جنات .
اصطلاحا:هي الاسم العلم أو الاسم الشخصي للمكان الذي وعد الله عز وجل عباده المتقين .
أما النعيم في الآخرة هو :ما أعده الله لعباده المؤمنين في الجنة من عيش رغيد طيب و طمأنينة وسعادة لا يشبهها شيء في الدنيا وفوق ذلك رضوان الله عليهم ورؤيتهم له سبحانه

أسمـــــاء الجنــــة:

ذكر الله سبحانه الجنة بعدة أسماء وهذا يدل على أهميتها ،فهي رحمة من رحماته ويدخل إليها من يشاء من عباده و منها :
الجنة :و هي الاسم المعروف ، دار السلام :لأنها دار الله فهو السلام وهي داره التي أعدها للمؤمنين ،دار الخلد :لأن نعيمها و أهلها خالدون فيها لا يخرجون منها ولا يصيبهم الموت ،وغيرها من الأسماء

أبـــــــواب الجنـــة:

ورد في كتاب الله أن للجنة أبوابا فقال سبحانه( و سيق الذين أتقوا ربهم الى الجنة زمرا حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ).
فأبواب الجنة ثابتة في الكتاب والسنة أن عددها ثمانية أبواب و جاء في الصحيحين ( في الجنة ثمانية أبوب ،باب منها يسمى الريان ، لا يدخله إلا الصائمون ).
ونقول في سعتها ما ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله قال (والذي نفس محمد بيده ،أن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أو كما مكة وبصرى ).

مســـــــــاكن أهل الجنـــة:

يقول سبحانه ( وعد الله المؤمنين و المؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و مساكن طيبة في جنات عدن و رضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم ) .
فالمساكن التي ذكرت في القران و الأحاديث النبوية ثلاثة أنواع القصور ،و الغرف ،والخيام .
أما القصور فأن في الجنة قصور أعدها الله لعباده المؤمنين،فعن جابر بن عبدالله قال :قال رسول صلى الله عليه وسلم :
( دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت:لمن هذا ؟ فقال: لرجل من قريش ،فما منعني أن أدخله يا أبن الخطاب إلا ما أعلم من غيرتك ،قال :وعليك أغار يا رسول الله ؟!! ) .
وبناء هذه القصور في الجنة من الذهب و الفضة وليست من الحجارة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لبنة من ذهب ولبنة من فضة ).
ومما أعده الله للمؤمنين في الجنة من النعم : الغرف المبنية فهذه الغرف ثواب الأيمان الصادق والأعمال الصالحة في الحياة الدنيا . ومن صفات تلك الغرف أن الأنهار تجري من تحتها ، ويستمتع أهلها بالنظر إلى الأنهار من شرفات الغرف العالية الرفيعة البناء . و في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم ، قالوا :يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ،قال : بلى و الذي نفسي بيده رجال أمنوا بالله و صدقوا المرسلين ).
والملائكة يدخلون على أهل الجنة في بيوتهم من أبواب تلك الغرف قال تعالى : { و الملائكة يدخلون عليهم من كل باب }.
ومن المساكن التي أعدها الله وذكرها في القران الخيام فقال سبحانه { حور مقصورات في الخيام } وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( أن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤه واحدة مجوفة طولها ستون ميلاًًًًًًً،للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا ).
أن هذه الخيام غير الغرف و القصور وأنها تضرب لهم خارج مساكنهم في البساتين و على شواطئ الأنهار

أنواع النعيم المادي في الجنة :

وهنا نعرض ألوان النعيم المادي المحسوس في الجنة كالطعام و الشراب و الآنية واللباس والحلي و الأثاث وغير ذلك .

طعــــام أهـل الجنــــــة :

أن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولكن هذا الأكل ليس للجوع أو لحاجة الجسم إلى الغذاء ،بل هو للتفكه والالتذاذ ،لأن أجسام أهل الجنة و تركيبها مختلف عن أجسامهم في الحياة الدنيا .وأهل الجنة ليس لطعامهم وقت مخصوص بل يأكلون ما يريدون متى شاؤوا قال تعالى { وفاكهة كثيرة لا مقطوعة و لا ممنوعة } والله ذكر أنواع من المطعمات في الجنة وذكرها لا يدل على اقتصار طعام أهل الجنة عليها والتي ذكرت هي الفاكهة واللحم قال تعالى { و فاكهة مما يتخيرون و لحم طير مما يشتهون }.

شراب أهل الجنة :

ذكر الله سبحانه أن أهل الجنة يشربون الشراب الهنيء الطهور قال تعالى { إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا } فشراب أهل الجنة من الأنهار والعيون التي تتصف بصفات أحسن من أنهار وعيون الدنيا .أما ماء الجنة فقد قال سبحانه عنه { فيها أنهار من ماء غير آسن }، فهو لا يتغير طعمه و لا ريحه وإن طال مكثه .أما اللبن يبقى كما هو لا يتغير طعمه للحموضة القارصة قال تعالى { وأنهار من لبن لم يتغير طعمه } .أما العسل فهو مصفى من كل الشوائب قال تعالى : { وأنهار من عسل مصفى }. وأكثر الله من ذكر خمر أهل الجنة و صفاتها في القران وذلك لتعلق العرب بها في الجاهلية فقال عز وجل { وأنهار من خمر لذة للشاربين } . والله نزه الخمر عن صفاتها السيئة في الدنيا روي عن ابن عباس انه قال "في الخمر أربع خصال السكر،والصداع،والقيء،والبول،.و قد ذكر الله خمر الجنة فنزهها عن هذه الخصال".إما السكر فنهاه الله عن خمر الجنة،فقال : { لافيها غول ولاهم عنها ينزفون } وفسر الراغب النزف بأنه ذهاب العقل.فشراب أهل الجنة من الماء واللبن والخمر والعسل وغيرها مما أعده الله لآهل طاعته،مما لا يخطر على قلب بشر.

آنية أهل الجنة:

ذكر الله سبحانه في كتابة العزيز آنية أهل الجنة التي يقدم لهم عليها طعامهم وشرابهم،فقال : { ادخلوا الجنة انتم وأزواجكم تحبرون*يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وانتم فيها خالدون } .
ومن خلال تتبع الآيات الكريمة التي تتحدث عن آنية أهل الجنة نجد إن الآنية المذكورة أربعة أنواع :
الصحاف ،والأكواب ،والأباريق ،والكؤوس
.وسنتحدث الآن عن هذه الأنواع كلاً على حده

الصحاف :

قال عز وجل عنها : { يطاف عليهم بصحاف من ذهب }والصحاف تستعمل للطعام ، وهي أصغر من القصعة.وذكر سبحانه من إن صحاف الآخرة من الذهب الخالص،ولذلك جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم "لا تشربوا في آنية الذهب والفضة،ولا تأكلوا في صحافهما فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة ".

الأكواب:

ذكر سبحانه أن أكواب الجنة من الذهب و الفضة وأنها موضوعة قال تعالى { وأكواب موضوعة } أي موجودة بكثرة لشربهم لأنها موجودة بين أيديهم للاستمتاع بها .

الأباريق :

قال تعالى : { يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين } . وروى البخاري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن حوضه : { وأن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء } فالأباريق هي أنية لها عروة و خرطوم وعنق طويل .
الكؤوس :

الكأس الإناء بما فيه من الشراب وعلى هذا فأن الكأس يطلق على كل أناء لا عروة له و لا خرطوم وهو أصغر من الكوب قال تعالى { و يطاف عليهم بكأس من معين }

لباس أهل الجنة :

ذكر الله سبحانه أن أهل الجنة يلبسون فيها ما يستر عوراتهم وليس من أجل دفع البرد أو الحر .وقد ثبت في الكتاب والسنة أن لأهل الجنة ملابس يلبسونها فقال تعالى { و يلبسون ثيبا خضرا من سندس و إستبرق } و قال صلى الله عليه وسلم في وصف من يدخل الجنة ( ينعم ولا ييأس لا تبلى ثيابه و لا يفنى شبابه ) .
ولنساء أهل الجنة ثياب كثيرة ولكنها لا تمنع رؤية جمال جسمها لزوجها قال صلى الله عليه وسلم ( أن المرأة من نساء أهل الجنة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة ) فثياب أهل الجنة متعددة و متنوعة وهي أصناف على حسب الأعمال وقد وصف عليه السلام سوق الجنة وملاقات المؤمنين لبعضهم البعض وما يشاهدونه على بعضهم من الملابس . فيقول صلى الله عليه وسلم : يلقى أهل الجنة بعضهم البعض فيقبل الرجل ذو المنزلة المرتفعة فيلقى من هو دونه ( وما في الجنة دنيء )، فيروعه ما يرى عليه من اللباس فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل له عليه أحسن منه وذلك أنه لا ينبغ لأحد أن يحزن فيها ). وذكر سبحانه في كتانه العزيز أن لباس أهل الجنة على ثلاثة أنواع ، الحرير ،و السندس ،و الإستبرق فقال سبحانه وتعالى { و لباسهم فيها حرير } و قال عز وجل { يلبسون من سندس و إستبرق متقابلين }

الحرير :

فهو مارق من الثياب و قوله تعالى في ألآية السابقة دليل على أن كافة ملابس أهل الجنة من الحرير وذلك الحرير لا يشبه حرير الدنيا أنما تشابه في الأسماء فقط .

السندس :

فهو رقيق الديباج وقد جمع الله بين رقيق الديباج و الأستبرق وهو غليظ الديباج للجمع بين النوعين .

الإستبرق :

فهو ثخين الديباج و قيل هو الديباج المنسوج من الذهب .
وذكر سبحانه أن بعض ثياب أهل الجنة خضراء فقال { و يلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق } و اللون الأخضر دال على الخير و السعة وهو محبب الى النفوس و القلوب و خص بالذكر لأنه الموافق للبصر لأن البياض يبدد البصر ويؤلم و السواد يذم و الخضرة بين البياض و السواد .

حلي أهل الجنة :

من أنواع النعيم المادي لأهل الجنة الحلي فقال عز وجل { يحلون فيها من أساور من ذهب و لؤلؤا } وجاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ من الوضوء ) أما أنواع الحلي التي ذكرت في القران فهي الأساور فقط ونحن نعلم أن الحلي لا تقتصر على الأساور بل هناك التيجان و غيرها أما التيجان فهي ما يزين به الرأس من الذهب و الفضة و الأحجار الكريمة ، وقد ورد في الأحاديث الشريفة أن أهل الجنة يلبسون التيجان و هي أنواع فمنها تاج الكرامة و تاج الوقار وهي مرصعة باللؤلؤ و الياقوت ،وروى الترمذي و الأمام أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ذكر أهل الجنة فقال ( و أن عليهم التيجان إن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق و المغرب ) وتبين أن التاج الذي يلبسه صاحب القران ووالداه يسمى تاج الكرامة .

أثاث أهل الجنة :

في جنة الخلد التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، نجد هنالك أثاث لأهلها ذكره الله في كتابه العزيز قال تعالى { و نزعنا ما في قلوبهم من غل إخوانا على سرر متقابلين } ولو استعرضنا الآية الكريمة التي تذكر أثاث أهل الجنة لوجدنا أنه أنواع عدة كالسرر،و الأرائك ،و الفرش و غير ذلك

الســـرر:

قال تعالى { على سرر متقابلين } فهذه الأسرة المخصصة لأهل الجنة لها صفات عدة فهي مصفوفة ،و موضونة ،ومرفوعة وإذا كانت السرر في الدنيا تدل على التنعم و العيش الرغيد ويشترك فيها المؤمن و الكافر فهي في الآخرة خالصة للمؤمن قال تعالى { متكئين على سرر مصفوفة و زوجناهم بحور عين } فالأسرة منسوجة و مصنوعة بعناية ودقة لأنها مصنوعة من الذهب و الياقوت و اللآلئ كما أنها تزين بالذهب و الياقوت و الجواهر مع الإتقان في الصناعة و النسيج .

الفـــرش :

قال تعالى : { متكئين على فرش بطائنها من إستبرق } فقد وصف سبحانه الفرش بأنها مرفوعة وأن بطائنها من إستبرق إذا كانت هذه البطائن فما ظنك بالظاهر التي تشاهده العيون . هذه السرر و الفرش أنما هي لاستراحتهم وسمرهم ،ومضاجعة نسائهم و ملاقاة الحور العين وليست للنوم فلا نوم في الجنة .

و الخـــلاصة :

فإن أثاث أهل الجنة المذكور في الكتاب العزيز أنواع عدة كالسرر و ألارئك و الفرش و النمارق و الزرابي وهي أنواع جميعا في غاية الجمال و دقة الصنع ليس لها شبيه ولا مثيل وقد تكون أنواع أخرى من الأثاث لا نعلمها بل هي مما أخفاه الله لأهل جنته .

الحور العين :

خلق الله لعباده في الجنة أزواجا من الحور العين و كما تميزت الجنة عن الدنيا تميزت الحور العين فيها عن نساء الأرض قاطبة سواء في الصفات الجسمية أم الصفات النفسية قال تعالى { وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهم بيض مكنون }و الحور في اللغة :جمع أحور و حواء و الحور ظهور قليل من البياض في العين من بين السواد وذلك نهاية الحسن من العين .
وقال صلى الله عليه وسلم عن نساء أهل الجنة ( لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا و لنصيفها خير من الدنيا و ما فيها ) .
فالحور العين وجوههن كأنها الياقوت ذلك اللون الوردي الذي يحب الرجال أن تكون وجه النساء عليه ، فهو أبيض مشرب بحمرة و أما أجسامهن فهي بيضاء صافية كصفاء المرجان وجاء في الحديث الصحيح إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر و التي تليها على أضواء كوكب دري في السماء لكل أمريء منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم ز ما في الجنة أعزب ).
تلك هي بعض الصفات الجسدية للحور العين ، فهي عذارى لم يمسهن انس و لا جان و أجسامهن فبيضاء شفافة مشربة بصفرة كالمرجان و اللؤلؤ المستخرج من الأصداف ، لونها كلون البيض أما وجوههن فهي في غاية الجمال و البهاء فهي بيضاء مشربة بحمرة الياقوت و صفاء المرجان أما العيون فجميلة النظرات واسعة الأحداق شديدات سواد المقل شديدات البياض فاترات الجفون رقيقات الحواجب مما يجعلها تأخذ العقول والألباب وهن في سن الشباب فلسن بالعجائز المترهلات الأجسام ولا بصغيرات السن وهن كواعب ناهدات الأثداء . ويتصفن أيضا بأنهن عواشق و محببات وغنجتا وغلمان وحسنات الكلام فلقد جمع سبحانه بين"حسن صورتها،وحسن عشرتها،وهذا غاية ما يطلب من النساء،.
ومن صفات الحور العين النفسية،أنهن لا ينظرن إلى غير أزواجهن،قال تعالى { وعندهم قاصرات الطرف عين } فالحور العين لا ينظرن الى غير أزواجهن فهن طاهرات منزهات عن كل العيوب الجسدية والنفسية ف.وكم تكون فرحة الحور العين كبيرة عندما يدخل المؤمن الجنة،روى الإمام مسلم حديث أدنى أهل الجنة منزلة وفيه"ثم يدخل بيته فتدخل علية زوجتاه من الحور العين فتقولان:الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك.قال فيقول:ما أعطي احد مثل ما أعطيت". بل إن الترمذي روى عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا ،إلا قالت زوجته من الحور العين:لتؤذيه،قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل،يوشك إن يفارقك الينا ".أما عن عدد زوجات المؤمن من الحور العين في الجنة،فلم يذكره القران الكريم إنما ورد في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للمؤمن زوجتين من الحور العين.ولكن كما إن أهل الجنة متفضلون من حيث ملكهم في الجنة،ومن حيث درجاتهم على حسب أعمالهم،فلربنا فاضل الله سبحانه وتعالى بينهم في عدد زوجاتهم من الحور العين،وعلى ما يبدو إن اقل أهل الجنة لدية زوجتان من الحور العين فهل يتماثل الأنبياء في الدرجات والملك في الجنة.مع أدنى أهل الجنة منزلة ودرجة؟
وخلاصة القول إن الحور العين يجمعن صفات الكمال الجسدية والمعنوية،لم يعصين الله قط،خلقهن الله لأهل الجنة،مهرهن الإيمان والعمل الصالح.

ملك أهل الجنة:

لهم الملك الواسع العظيم في الجنة إن صبروا وأطاعوا،وقد بشرهم الله سبحانه،فقال: { وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا } وقد جاء في الحديث الذي يرويه مسلم عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سأل موسى عليه السلام ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة؟قال: قال هو رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة فيقال له ادخل الجنة فيقول أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا آخذاتهم فيقال له : أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا ؟فيقول رضيت رب فيقول:لك ذلك و مثله ومثله و مثله ومثله فقال في الخامسة رضيت رب فيقول هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول رضيت رب قال قال رب فأعلاهم منزلة ؟قال أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين و لم تسمع أذن و لم يخطر على قلب بشر ).

غلمان أهل الجنة :

ذكر سبحانه أن لأهل الجنة غلمانا يخدمونهم فيطوفون بصحائف الطعام وآنية الشراب فقال سبحانه { و يطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون } قال أبن القيم "والأشبه أن هؤلاء الولدان مخلوقون من الجنة كالحور العين خدما لهم وغلمان " فالغلمان في الجنة خالدون لا يموتون و باقون على أشكالهم الجميلة لا يغيرهم مرور السنوات و مهمتهم خدمة عباد الله الصالحين وقد خلقوا في الجنة الذين سخرهم لخدمة ورعاية أهل الجنة . و التفاف الخدم و كثرتهم مع شدة جمالهم و احتفالهم بسيدهم يدل على الاحترام وهو غاية الإكرام و غلمان الجنة أعمارهم أقل من سن البلوغ بخلاف الحور العين .

النعيم الروحي في الجنة :

بعد أن استعرضنا ألوان النعيم المادي في الجنة نتحدث عن ألوان النعيم الروحي لأهل الجنة من حيث رؤيتهم لله عز وجل و رضوانه عليهم و إذا كان البعض ينظر للسعادة على أنها التملك و تمتع الجسم فهذه لا تكتمل إلا بسعادة الروح و طمأنينتها برضوان الله و الخلود الذي لا يعتريه موت في الجنة

أولا : رؤية أهل الجنة لله سبحانه و تعالى :

ذكر القران الكريم تحقيق رؤية المؤمنين لله في الجنة فقال تعالى { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناضرة } وروى مسلم عن الني صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا دخل أهل الجنة الجنة قال: يقول الله تبارك و تعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة ، وتنجنا من النار ؟ قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب وجل إليهم من النظر إلى ربهم عز ) وقد سأل الصحابة رضوان الله عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم ( هل نرى ربنا يوم القيامة ؟فقال: هل تضارون في رؤية الشمس أو القمر إذا كنت صحوا ؟ قلنا : لا ، قال فأنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما ).

ثانيا :رضوان الله على أهل الجنة :

و الرضوان : الرضا الكثير و لما كان أعظم الرضا رضا الله سبحانه خص لفظ الرضوان في القران بما كان من الله تعالى .
و إذا كان رضا الله على العبد في الدنيا في أن يراه "مؤتمر لأمره و منتهيا عن نهيه " فأن رضا الله عن أهل الجنة في الآخرة أن لا يسخط عليهم أبدا .
وروى الإمام مسلم عن أبي سعيد ألخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله يقول لأهل جنته يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا و سعديك و الخير في بيديك فيقول : هل رضيتم ؟فيقولون: لا نرضى يا رب و قد أعطيتنا ما لم تعط أحد من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون :يا رب و أي شيء أفضل من ذلك فيقول :أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا ) . وهذا الرضوان من الله على أهل جنته هو من أعظم النعم وهو يؤدي إلى طمأنينة أهل الجنة وراحتهم و انشراح صدورهم مما يزيد من تنعمهم و سرورهم .

ثالثا : طمأنينة أهل الجنة و رضاهم :

و الطمأنينة و الاطمئنان :"السكون بعد الانزعاج . و معنا رضوان المؤمنين عن الله كما قال المفسرون : أي رضاهم بهذا الجزاء الذي أثابهم الله به .
و من مظاهر طمأنينتهم نضارة وجوههم و نعومتها وسرورها و استبشارها قال تعالى { إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون تعرف و وجوههم نظرت النعيم }، ومن أسباب رضاهم و طمأنينتهم خلودهم في الجنة و الأمن من الموت ، و من الأسباب ما يجدونه في الجنة من عدم اللغو و الكذب بل الكل يسبحون و يستمتعون بنعمة قال تعالى { لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة و عشيا }.

رابعا:عدم الخوف و الحزن و الذلة:

لما كان رضوان الله أكبر من كل شيء ورضي المؤمنين بما أثابهم الله و أطمئنت قلوبهم و زكت نفوسهم فقد وعدهم الله زيادة في أمنهم أن لا يخافوا و لا يحزنوا و لا ترهق وجوههم القترة و قد بشر الله أهل الجنة بعدم الخوف في جنته فقال تعالى { يا عباد لا خوف عليكم اليوم و لا أنتم تحزنون } . و هذا نداء من الله عز وجل يوم القيامة لعباده المسلمين أن لا يخافوا بل عليهم الاطمئنان و الهدوء و السكينة لأنهم خافوا من الله في الدنيا فجعل الأمن لهم في الآخرة قال سبحانه { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر و تتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون } فأهل الجنة لا يخافون من أي هول بل هم آمنون في جنة عاليه أما الحزن فقال سبحانه على لسان أهل الجنة { قالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور } ولماذا يغتم أهل الجنة و يحزنون ألم يدخلهم الله جنته ألم يبيض وجوههم ألم يعطيهم كل ما يشهون ألم ينعم عليهم فيغفر لهم ؟إذن لماذا يحزنون وقد آمنهم الله أن عليهم أن يفرحوا فرحة لم يفرحوا من قبل بمثلها و قد حمى الله أهل الجنة من الذل فقال { الذين أحسنوا الحسنى وزيادة و لا يرهق وجوهم قتر ولا ذلة }

خامسا : دعاء أهل الجنة :

طلب الله من عباده في الدنيا أن يدعوه فقال سبحانه { ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين }و الدعاء يكون في الدنيا لطلب حاجة أو لدفع ضر .
أما في الجنة فأن الدعاء تسبيح الله و تحميده على ما أفاض من النعم عليهم و ما أعطاهم من الكرامة و المثوبة فقال تعالى { دعواهم فيها سبحانك اللهم و تحيتهم فيها سلام و لآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين } .
فكما كانت لتهج ألسنتهم بدعاء الله و استغفاره و طلب الجنة و رضوانه فأنها في الآخرة تسبيحه و تنزيهه و تديم الحمد لله سبحانه و تعالى.
…اااا




اللهم اجعلنا ممن يشتاق للجنة وتشتاق له الجنة.جزاكي الخير.



اللهم ادخلنا الجنة وارضي عنا

وابعدنا عن المعاصي اللهم اميييييييييين

بارك الله فيكي اختي السلفية ..




الاخوات سري وزهرتي تسلموووووووووو



بارك الله فيكي