ايضاً تكملة للموضوع..
في رؤية الحج و يوم عرفة وما يتصل بهم :ـ
ـ من رأى كأنه خارج إلى الحج في وقته فان كان صرورة رزق الحج وان كان مريضا عوفي وان كان مديونا قضي دينه وان كان خائفا أمن وان كان معسر يسر وان كان مسافرا سلم وان كان ضالاً هدى.
ـ والطواف بالكعبة فانه يأتي ذات محرم .
ـ فان رأى كأنه يلبي في الحرم ظفر بعدوه و يأمن من خوف الغالب.
ـ وان لبى خارج الحرم بعض الناس سيغلبه.
***
ـ ومن رأى كأنه في يوم عرفه وصل رحمه ويصالح من نازعه وان كان له غائب رجع إليه في أسر الأحوال فان الله تعالى جمع بين آدم وحواء في هذا اليوم وعرفها له
ـ فان رأى أنه يصلي في الكعبة فانه يتمكن من بعض الأشراف والرؤساء وينال أمنا وخيرا
ـ ومن رأى كأنه أخذ من الكعبة شيئاً فانه يصيب من الخليفة شيئا
ـ والكعبة في الرؤيا خليفة أو أمير أو وزير وسقوط حائط منها يدل على الموت ورؤية الكعبة في المنام بشارة بخير قدمه أو نذارة من شر قد هم به
***
ـ وأما الأضحية فهي بشارة بالفرج من جميع الهموم وظهور البركة لقوله تعالى (وبشرناه بإسحق نبيا من الصالحين* وباركنا عليه وعلى اسحق) الآية
ـ فان كانت امرأة صاحبة الرؤيـا حاملا فإنها تلد ابنا صالحا
ـ ومن رأى أنه ضحى ببدنه أو بقرة أو كبش فانه يعتق رقابا وان كان صاحب الرؤيا أسير تخلص
ـ وان رآه مديون قضي دينه أو فقير أثرى
ـ وقال بعضهم أن المريض اذا رأى أنه يضحي دلت رؤياه على موته وقال بعضهم أنه ينال الشفاء
ـ وأما رؤية عيد الأضحى فانه عود وسرور ونجاة من الهلكة لان فكاك اسماعيل كان فيه من الذبح
***
في رؤية جهنم و الناروالعياذ بالله :ـ
عن ثابت بن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن جده قال :ـ
ـ (من رأى أنه يحرق فهو في النار فان رأى مالك خازن النار طلقاً باسماً سر من شرطي أو جلاد أو صاحب عذاب)
ـ فان رأى النار من قريب يقع في شدة ومحنة لا ينجو منها لقوله تعالى ( ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجد عنها مصرفا) وأصابه خسران فاحش لقوله تعالى (إن عذابها كان غراما) وكانت رؤياه نذير له ليتوب من ذنب هو فيه
ـ فان رأى كأنه دخل جهنم فانه يرتكب الفواحش والكبائر الموجبة للحد
ـ فان رأى كأنه ادخل النار فان الذي أدخله النار يضله ويحمله على ارتكاب فاحشة
ـ فان رأى كأنه خرج منها من غير إصابة مكروه وقع في غموم الدنيا
ـ فان رأى كأنه يشرب من حميمها أو طعم من زقومها فانه يشتغل بطلب علم يصير ذلك العلم وبالا عليه
ـ ومن رأى كأن وجهه اسود فيها فانه يصاحب من هو عدو الله ويرضى بسوء فعله
ـ وان رأى كأنه لم يزل محبوسا فيها لا يدري متى دخل فيها فانه لا يزال في الدنيا فقيرا محزونا محروما تاركا للصلاة والصوم وجميع الطاعات
ـ فان رأى كأنه يجوز على الجمر فانه يتخطى رقاب الناس في المجالس متعمدا وكل رؤيا فيها نار فهي دالة على وقوع فتنة سريعة
***
في رؤية الموت و القبور و ما بتصل بهم :ـ
ـ من رأى كأنه ملفوف في كفن كما تلف الموتى دلت رؤياه على موته فان لم يغط رأسه ورجليه فهو فساد في دينه وكلما كان الكفن على الميت أقل فهو أقرب إلى التوبة وما كان أكثر فهو أبعد من التوبة .
ـ والثياب الجدد البيض تجديد أمره وأما الحنوط فدليل التوبة للمفسد والفرج للمغموم.
ـ النعش ومن رأى كأنه حمل على نعش ارتفع أمره وكثر ماله لأنه أصلا من الانتعاش ومن رأى كأنه على جنازة فانه يؤاخي إخوانا في الله لقوله تعالى (إخوانا على سرر متقابلين) .
ـ وقال بعضهم أن الجنازة لرجل موافق يهلك على يديه قوم أردياء
ـ فمن رأى كأنه وضع في لحد فانه ينال دارا فان سوى عليه التراب نال بقدر التراب مالا وأما القبر المحفور في الأصل فقيل السجن في التأويل كما أن السجن القبر.
ـ فمن رأى أنه يريد زيارة القبور فانه يزور أهل السجن والقبور الكثيرة في موضع مجهول تدل على رجال منافقين.
ـ ومن رأى انه دخل القبور من غير جنازة اشترى دارا مفروغا منها .
ـ ومن رأى أنه قائم على قبر فانه يتعاط ذنبا لقوله تعالى (ولا تقم على قبره).
ـ وان رأى في مقبرة قيام أهلها فان ذلك الموضع تنالهم شدة ويظهر فيهم منافقين
ـ ومن رأى كأنه نبش عن قبر ميت فانه يبحث عن سيرة ذلك الميت في حال حياته ديناً ودنيا ليسير بمثل سيرته .
ـ فان رأى الميت حياً في قبره نال براً و حكمة ومالاً حلالاً و أن وجد ميتاً في قبره فلا يصفو ذلك المال .
ـ وقال بعضهم من رأى كأنه أتى المقابر فنبش عنها فوجدهم أحياء أو امواتاً فانه يدل على موت ذريع في تلك الناحية أو البلدة و الله اعلم .
***
في رؤية البكاء و النواح:ـ
ـ الموت في الرؤيـا ندامة من أمر عظيم فمن رأى أنه مات ثم عاش فانه يذنب ذنبا ثم يتوب منه لقوله تعالى (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين).
ـ ومن مات من غير مرض ولا هيئة من موت فان عمره يطول.
ـ ومن رأى كأنه لا يموت فقد دنا أجله.
ـ ومن رأى أنه مات ورأى لموته مأتما وغسلا وكفنا سلمت دنياه وفسد دينه.
ـ ومن رأى ميتا مات موتا جديدا فهو موت انسان من عقب ذلك الميت وأهل بيته.
ـ ومن رأى كأنه مات وهو عريان على الارض فانه يفتقر فان رأى كأنه على بساط بسطت له الدنيا أو على سرير نال رفعة .
ـ ومن رأى كأنه وجد ميتا فانه يجد مالا فان جاءه نعي غائب يأتيه خبر بفساد دينه وصلاح دنياه .
ـ فان رأى كأن ابنه مات تخلص من عدوه .
ـ وان رأى كأن ابنته ماتت أيس من الفرج .
ـ فان رأت حامل أنها ماتت وحملت والناس يبكون عليها من غير رنة ولا نوح فانها تلد ابناً وتسر به .
ـ وقال بعضهم رؤيا العزب الموت دليل على التزويج وموت المتزوج دليل على الطلاق.
ـ وقيل أن تأويل النواح الزمر .
ـ وأما البكاء فهو قرة عين واذا اقترن بالبكاء والرقص لم يحمد .
ـ فان رأى كأنه بين قوم أموات فهو بين قوم منافقين يأمرهم بالمعروف فلا يأتمرون.
***
في رؤية الجن و الشياطين حفظكم الله :ـ
ـ من رأى أنه تحول جنيا قوى كيده .
ـ ورؤيا سحرة الجن في المنام تدل على الغيلان .
ـ فإذا رأى الإنسان في منامه الجن واقفة قرب بيته فان رؤياه تدل على إحدى ثلاث خصال إما الخسران أو على هوان أو على أن عليه نذرا لم يف به.
ـ فان رأى كأنه يعلم الجن القرآن رزق الرياسة والولاية لقوله تعالى ( قل أوحي إلى أنه استمع نفر من الجن)
ـ فان رأى أن الجن دخلوا داره و عملوا عملا فان اللصوص يدخلون داره ويضرون به
ـ والأصل في رؤيا الجن أنهم أصحاب الاحتيال لأمور الدنيا
ـ وأما الشيطان فهو عدو الدين والدنيا مكار مخادع
ـ و إنما يكون تأويله السلطان
ـ ومن رأى كأنه طائف من الشيطان مسه وهو مشتغل بذكر الله تعالى دلت رؤياه على أن له أعداء كثيرة يريدون إهلاكه فلا ينالون منه مرادهم لقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (إن الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا) صدق الله العظيم
ـ ومن رأى كأن الشيطان خوفه ذلت رؤياه على إخلاصه في الدين ولقوله تعالى (فلا تخافوهم و خافون إن كنتم مؤمنين)
ـ ومن رأى الشيطان فرحا مسرورا اشتغل بالشهوات
ـ فان رأى أن الشيطان مسه فان له عدوا يغوي امرأته
وهي تدل على فرج صاحبها من غم أو شفاء
***
في رؤية السماء و الرياح و الامطار و الرعد و البرق و السحاب:ـ
ـ السماء تدل على نفسها فما نزل منها أو جاء من ناحيتها جاء نظيره من عند الله ليس للخلق فيه تسبب مثل الأمراض والنار وموت.
ـ وربما دل على السلطان والحاكم وان كان الواصل إلى السماء مريضا في اليقظة ثم لم يعد إلى الأرض هلك من علته.
ـ وأما دنو السماء فيدل على القرب من الله للحديث القدسي (من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا) .
ـ وان سقطت على الأرض يدل على الجدبة.
ـ ومن صعد السماء ودخلها نال الشهادة وفاز بكرامة الله.
ـ ومن رأى أنه في السماء فانه يأمر بالمعروف وينهى عن المنك.ر
ـ والسماء الدنيا وزارة والسماء الثانية أدب وعلم والثالثة فينال نعمة وسرور
ـ والرابعة نال ملكا عظيما والخامسة فينال ولاية الشرط أو حربا والسادسة ينال خير من البيع والشراء والسابعة فينال أرضا و زراعة وعقار
***
ـ الرياح فان مات في سقطته كان أدل على بلوغ غاية ما يدل عليه من يموت أو بدعة أو قتل أو نحوه والطيران دال على السفر.
ـ وقد يكون جناحه مالا ينهض به وكذلك السباحة في الهواء وتدل على السلطان وقد كانت خادما لسليمان عليه السلام.
ـ وربما دلت على العذاب و الجوائح لكثرة ضررها عند هيجانها و لأنها الريح التي هلكت عاد بها.
ـ وربما دلت على الخصب والرزق والنصر لان الله عز وجل يرسلها نشرا بين يدي رحمته وينجي بها السفن بأمره وهي الصبا وقد قال صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا .
ـ فان رأى الريح تقلع الشجر وتهدم الجدر فانه بلاء عام في الناس إما طاعون (مرض) أو فتنة.
***
ـ والمطر يدل على رحمة الله تعالى ودينه وفرجه وعونه وعلى العلم والقرآن والحكمة ويدل على الخصب وربما دل على الحوائج النازلة من السماء كالجراد والبرد والريح سيما إن كان فيه نار لقوله تعالى (وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين)
ـ وربما دل على الفتن والدماء تسفك .
ـ وربما على العلل و الأمراض .
ـ فمن رأى مطرا عاما في البلاد فان كان الناس في شدة خصبوا ورخص سعرهم وان كانوا في جور و أسقام فرج ذلك عنهم.
ـ وان كان فيه حجرا تضاعف ما هم فيه.
ـ ومن رأى نفسه في المطر او محصورا منه تحت سقف فأمر ضرر يدخل عليه بالكلام والاذى.
ـ واما ان يضرب على قدر ما اصابه من المطر.
ـ و ان تطهر به أو غسل نفسه من جنابة .
ـ وان كان كافرا أسلم.
ـ وان كان مذنبا تاب.
ـ وان كان فقيراً اغناه الله .
ـ وكل مطر يستحب نوعه فهو محمود وكل مطر يكره نوعه فهو مكروه.
***
ـ والرعد ربما دل على وعيد السلطان وتهدده ومنه يقال يرعد ويبرق
ـ وربما دل على المواعيد الحسنة
ـ وتدل أيضا على طبول الزحف والبعث
ـ فمن رأى رعدا في السماء فإنها أوامر تشيع من السلطان
ـ ومن رأى البرق رعودا تأكدت دلالة الرعد فيما يدل عليه
ـ واذا كانت الشمس بارزة ولم يكن هنالك مطر فطبول تخرج من عند السلطان لفوج أتى اليه ببشارة
ـ وان كان مع ذلك مطر وظلمة وصواعق فاما حوائج من السماء كالبرد والريح ـ والجراد و الدبا و اما وباء وموت وفتنة أو حرب في البلاد
ـ وأما الرعد والبرق والمطر فخوف للمسافر وطمع للمقيم
ـ وقال بعضهم الرعد بغير برق يدل على اغتيال ومكر
ـ وقيل صوت الرعد يدل على الخصومة والجدال
ـ والبرق يدل على الخوف من السلطان لقوله تعالى (يريكم البرق خوفا وطمعا) فمن رأى برقا أو رأى أنواره تضربه فان كان مسافرا اصابه عطلة وان كان زارعا قد اجدبت أرضه
ـ وان كان معه مطر دل على قبيح
ـ ومن راى انه تناول البرق فان انسانا يحثه على امر بر وخير
ـ والبرق يدل على خوف مع منفعة
ـ ومن احرق ثيابه ماتت زوجته ان كانت مريضة
***
ـ والسحاب يدل على الإسلام الذي به حياة الناس ونجاتهم سبب رحمة الله تعالى لحملها الماء الذي به حياة الخلق.
ـ وربما دلت على العلم والفقه والحكمة لما فيها من لطيف الحكمة يجريانها حاملة وقرا في الهواء ولما ينعصر منها الماء .
ـ وربما دلت على العساكر والرفاق لحملها الماء الدال على الخلق الذين خلقوا من الماء.
ـ وربما دلت على الإبل القادمة وربما دلت على السفن الجارية في الماء .
ـ وقد تدل الحامل من النساء.
ـ وربما دلت على المطر نفسه.
ـ فمن رأى سحابا في بيته أو نزلت عليه فاسلم إن كان كافرا ونال علما وحكما أو حملت زوجته إن كان في ذلك راغبا.
ـ وركوب السحاب أو رآها جارية تزوج امرأة صالحة إن كان عزبا أو سافر أو حج و إلا شهر بالعلم.
ـ وان رأى سحبا متوالية والناس ينظرون وكانت من سحب الماء ليس فيها شيء من العذاب .
ـ ومن أكل السحاب فانه ينتفع من رجل بمال حلال .
ـ ومن رأى كأنه بنى قصرا على السحاب أو بيتا فانه يتجنب من الذنوب .
ـ ومن رأى سحابا ارتفع من الأرض إلى السماء يدل على السفر.
ـ والسحاب الأحمر فهو كرب و الأبيض فانه خير والسحاب الأسود يدل على البرد الشديد أو حزن.
***
الوحل في الحمئة والطين لا خير فيه في جميع ذلك:ـ
ـ فان رآه مريض دام مرضه إلا أن يرى أنه خرج منه فانه خروجه من مرضه وغير المريض .
ـ اذا مشى في الوحل دخل في فتنة وبلاء وغم وسجن ويد سلطان فان خلص منه في منامه أو سلم ثوبه وجسمه من تلك الوحلة سلم مما حل فيه من الإثم في الدين والعطب في الدنيا و إلا ناله على قدر ما أصابه
ـ وكلما فسدت رائحته و اسود لونه كان ذلك أدل على حرامه وكثرة آثامه وسوء نياته
ـ وكذلك عجن الطين وضربه لبنا لا خير فيه لأنه دال على الغمة والخصومة حتى يجف لبنه فيعود مالا.
***
في رؤية " الجوع ، الطهارة ، السفر ، الامراض ، التقبيل و المعانقة ، الجروح ، الاشياء الخارجة من الانسان ، اعضاء جسم الانسان " :ـ
رؤية الجوع و العطش
ـ أما العطش في التأويل فخلل في الدين .
ـ فمن رأى أنه عطشان وأراد أن يشرب من نهر فلم يشرب فانه يخرج من حزن وقال بعضهم فمن أراد أن يشرب ولم يشرب منه لم يظفر بحاجته .
ـ ومن شرب الماء البارد أصاب مالا حلالا .
ـ ومن رأى أنه ريان من الماء دل على صحة دينه.
ـ وأما الجوع فانه ذهاب مال .
ـ والشبع تحصيل المعاش وعود المال.
ـ وقال بعضهم الجوع خير من الشبع والري خير من العطش .
ـ ومن رأى أنه جائع أصاب خيرا .
ـ ومن رأى أن أحد دعاه إلى الطعام دل على سفر غير بعيد لقوله تعالى ( لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) فان دعاه في النهار يستريح من تعب وأما دعوة الليل يخدع رجلا ويمكر به قبل أن يخدعه هو .
ـ وهضم الطعام حرص على السعي في حرفته.
ـ وأكل لحم الآخرين في المنام نيئا يغتابه أحد لأقربائه.
ـ وان أكله مطبوخا فانه يأكل رأس مال غيره .
ـ وأكل لحم المرأة مساحقة.
ـ وأكلها لحم نفسها دليل أنها تزني وتأكل كد فرجها .
ـ وأكل لحم الرجل كذلك.
ـ وأكل لحم الشاب أقوى في التأويل .
ـ وأما مضغ العلك في المنام فينال مالا في منازعة.
ـ وقيل إتيان فاحشة لأنه من عمل قوم لوط واللبان بمنزلة بعض الأدوية.
***
يتبع ؛؛