التصنيفات
منتدى اسلامي

حكم استخدام التاريخ الميلادي؟

اعتدنا استخدام التاريخ الميلادي كونه دقيق بتحديد عدد الايام في اشهره وليس بغضا في تاريخنا الهجري فكل معاملاتنا بالميلادي وان غيرنا فمن طرف ولا نستطيع ان نلزم من نتعامل معهم بتغيير التاريخ الى الهجري ..هل ناثم بالاستمرار على التعامل بالتاريخ الميلادي؟

خليجية

الجواب/

التاريخ الهجري انتماء وتميّز لهذه الأمة .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على مُخالفة اليهود والنصارى .
روى مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن اليهود كانوا إذا حاضت فيهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت ، فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ) إلى آخر الآية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اصنعوا كل شيء إلا النكاح ، فبلغ ذلك اليهود فقالوا : ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه .

والاعتداد بالتاريخ الهجري إحياء لسنته عليه الصلاة والسلام وسُنة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم .
فأصْحَابه – رضي الله عنهم – الذين صَدَقُوا في مَحَبَّتِه قَدَّمُوا النَّفْس والنَّفِيس .. وفَدَوه بأرواحهم .. حتى قال قائلهم : نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ . كَما في الصحيحين .
أولئك الذين لم يَرْتَضُوا بِسُنَّتِه بَدلاً ، ولا عَن هَدْيِه حِوَلا ..
واقتداء بِمن أُمِرْنا أن نَقْتَدِي بهم من الخلفاء الراشدين ، الذيقَضَوا بالحق وبِه كانوا يَعْدِلُون
وقد كان مِن هَدْيِهم التَّوْرِيخ بِتَارِيخهِجْرَتِه صلى الله عليه وسلم .
قال البخاري : بَاب التَّارِيخِ . مِنْ أَيْنَأَرَّخُوا التَّارِيخَ ؟
قال ابن حجر عن التَّوْرِيخ : ذَلِكَ كَانَ فِي خِلافَة عُمَر . وَأَفَادَ السُّهَيْلِيّ أَنَّ الصَّحَابَة أَخَذُوا التَّارِيخبِالْهِجْرَةِ مِنْ قَوْله تَعَالَى : ( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْأَوَّل يَوْم ) ؛ لأَنَّهُ مِنْ الْمَعْلُوم أَنَّهُ لَيْسَ أَوَّل الأَيَّاممُطْلَقًا ، فَتَعَيَّنَ أَنَّهُ أُضِيف إِلَى شَيْء مُضْمَر وَهُوَ أَوَّلالزَّمَن الَّذِي عَزَّ فِيهِ الإِسْلام ، وَعَبَدَ فِيهِ النَّبِيّ صَلَّى الَّهعَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبّه آمِنًا ، وَابْتَدَأَ بِنَاء الْمَسْجِد ، فَوَافَقَرَأْي الصَّحَابَة اِبْتِدَاء التَّارِيخ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْم . اه.

فَما أشْرَقَتْ شَمْس الْهَدَى ، ولا أضاء نُور الْحَقّ إلاَّ بِمَبْعَثه صلى الله عليه وسلم .. ولا شَعّ شُعاع الإيمان ، ولا ارتَفَعَتْ رَاية الْحَقّ عَالِيَة خَفَّاقَة ، ولا انْزَوى الْكُفر إلاَّ بَعد هجرته صلى الله عليه وسلم إلى طَيبة الطَّيِّبَة ..
فمن هُنا أرَّخ الصحابة رضي الله عنهم مِن تاريِخ هِجرته لا مِن يوم مولِده ، ولا مِن يوم مَبْعَثِه صلى الله عليه وسلم ..

لذا كان على أمَّة الإسلام أن لا تَبْغِي بِتاريخ هِجرته صلى الله عليه وسلم بَدَلا ، ولا ترضى عنه تَحوُّلا ؛ لأنَّ التاريخ الهجري في حقيقته انْتِمَاء لأصل هذه الأمة ، وعَودة إلى مَجْدِها وعِزِّها .. ذلك أن مَن ليس له ماضٍ فليس له حاضِر ..
ولأنه يربط المسلمين بِعِزِّهم ومَجْدِهم ، فلا يُصْلِح آخر هذه الأمة إلاَّ مَا أصْلح أوَّلها ، كما قال وَهب بن كَيسان رحمه الله .

ويَتَحَتَّم العَمَل بِتاريخ هِجرته إذا انْضَاف إلى ذلك أمور ، منها :

1 ارْتِبَاط التاريخ الهجري بِالعِبَادات .
قال تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ)[البقرة:9] ..
والأهِلَّة جَمْع هِلال ، وهو إشَارة إلى الأشهر القَمَرِيَّة .
قال أئمة التفسير : جَعَلها الله مَواقيت لِصَوم المسلمين وإفطارهم ، وعِدّة نسائهم ، ومَحَلّ دَيْنِهم .
فالأهِلَّة مَواقِيت وتَوقِيت للناس في معاملاتهم ، وفي عِباداتهم .
فَعباداتنا ومعاملاتنا مرتبطة بتاريخ هجرة نَبِيِّنا صلى الله عليه وسلم .

2 أنَّ التقويم الهجري تَقويم رباني ، فقد قال عليه الصلاة والسلام عن الأشهر القمرية في حَجَّة الوداع : إِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ الَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ؛ ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ . رواه البخاري ومسلم .

3 إجْمَاع الصحابة على العمل به ، بالإضافة إلى كونه مِن سُنَّة الخلفاء الراشدين ، وقد أُمِرنا أن نأخذ بِسُنَّتِهم ، ونَقْتَدي بهم .

4 أن المسلم مأمور باستقلالية الشخصية التي تُمَيِّزه عن الكافر ، ولا شك أنَّ ظهور التاريخ الميلادي في بعض بلاد المسلمين – إن لم يكن في أكثرها – كان سببه الاحتلال الكافِر لبلاد المسلمين !

ومِن باب تَرْك التَّشَبُّه بأعداء دِين الله ..
ومِن باب إحِياء سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم إذ أمَاتها كثير مِن الناس
فإني أدعو جميع إخواني المسلمين وأخواتي الْمُسْلِمات كُلٌّ في موقِعه ومَكانه إلى اعتماد تاريخ هجرته صلى الله عليه وسلم ابتداء ، وإلى إحياء سُنَِّته صلى الله عليه وسلم .. وإشهار ذلك بين الناس ، والإنْكَار على من يُؤرِّخ بالتاريخ الميلادي ، ويَجعَله أصلا ، بحيث لا يلتفت إلى تاريخ هجرته صلى الله عليه وسلم ..
إذمِن المتعيِّن استعمال التاريخ الهجري ابتداء وأساسا .. ثم إذا أُريد إضافة تاريخميلادي للحاجة أو لمن لا يَعرف التاريخ الهجري يكون تبعا لا أصلا ..
ولعِلْم .. فقد أثبت أحد الباحثين خطأ التأريخالميلادي
والباحث هو الفلكي محمد كاظم حبيب، الذي أثبت خطأ التاريخالميلادي ، وسجّل ذلك بجامعةواشنطن دي سي الأمريكية !
وقد نال براءة اختراع التقويم الهجري الأبدي المقارن من الولايات المتحدة الأمريكية واشنطن دي سي .
وقبل هذا أو ذاك .. تاريخناالهجري يعني الانتماء إلى صاحب الهجرة عليه الصلاة والسلام ..

وعَوْدَة إلى مصدر العِزَّة ، ومنبع الفَخْر ..

قال عمر رضي الله عنه : كُنَّا أذَلّ قَوم ، فأعَزَّنَا الله بالإسْلام ، فَمهما نَطْلُب العِزّ بِغَير مَا أعَزَّنا الله به أذَلَّنا الله .
وقال : إنا قَوم أعَزَّنا الله بالإسْلام فلن نَبْتَغِي العِزّ بِغَيره .

فَهلاَّ عَودة إلى الأصل ؟ ورُجُوع إلى هَوية الأمَّة ، وربْط الأمة بِماضيها التَّلِيد ، وعِزِّها الْمَجِيد ؟

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد




جزاك الله خيرا



مشكورة



جزاك الله خيرا



خليجية