[
شي كتييير حلووو روووعة
شي كتييير حلووو روووعة
وطرح يستحق المتابعة
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمتي بكل خير
تقبلو تحياتي
كل يوم على هذا الحال حتى حط طائر حسون على غصن شجرة وفتح منقاره إلى أخره وظل يضحك بلا انقطاع :
_ هاهاها .. هاهاها.. هاهاها .. هاهاها..هاها ..
حتى يئست الفراشة أن يتوقف عن الضحك ، فطارت ورفت بالقرب منه وسألته بصوت هامس :
– هل هناك شيء .. ؟
وانقطعت عن الكلام وظلت تنظر إلى نفسها باستغراب .
– أقصد ..
هكذا قالت ولم تكمل كلامها بعد أن تضخمت ضحكات الحسون كفيل ضخم وملأت أذنيها عن أخرهما ولم تعد تسمع شيئا آخر غيرها .
لكن طائر الحسون الصغير أغلق فمه وأطبق على منقاريه قبل أن يقول بجدية تامة :
– أوه مسكينة يا صديقتي ..
كيف يمكنك أن تعيشين في الحياة وتستمتعين بها دون أن تكون بحديقتك زهرة نرجس واحدة ؟.
وتركها وحلق عاليا خلف ديمة صغيرة .
ألتفتت الفراشة حولها ثم طارت بعيدا وتحت عينيها حفرت الدموع حفرة كبيرة بحجم الأسى الذي كانت تشعر به .
وظلت تردد في نفسها ( كيف أعيش في حديقة بلا زهرة نرجس واحدة ؟ ) .
ولم يعد باستطاعتها أن تستمتع برائحة الورود أو باستنشاق العبير أو بارتشاف الرحيق حتى ذبلت وانطفأت ألوانها الزاهية .
بينما الفراشات حولها كن ترقبنها وتتعجبن ، كيف للفراشة المسكينة أن تأسى على غياب زهرة وحيدة عن حديقتها وتنسى كل الورود الجميلة التي تزهر بها الحديقة .
حتى لو كانت زهرة نرجس ؟!
كان الشاعر الإنجليزي ويليام ووردزورث محقا عندما أشاد بزهرة البنفسج كمصدر للبهجة والسرور.
فقد أشار العلماء إلى أن هذه الزهرة الجميلة يمكن أن تكون المفتاح لعلاج الاكتئاب.
ومما كتبه ووردزورث أن مجرد التفكير في هذه الزهور يجعل “قلبي بالسعادة يمتلئ”، وبناء على ذلك يقول العلماء اليوم إن هذه الزهور يمكن أن تساعد في علاج حالات طبية في الدماغ.
فقد كشفت الدراسات أن مركبات في زهرتي اللبن الثلجية (النرجس الأبيض) والنرجس الأصفر البري، وموطنها جنوب أفريقيا، قادرة على المرور عبر ما يعرف طبيا ب”الحائل الدموي الدماغي”، الجدار الدفاعي الذي يبقي المخ معزولا.
وهذا الجدار
-كما يقول العلماء في جامعة كوبنهاغن الدانماركية
– يمثل مشكلة رئيسية في علاج الأمراض الدماغية ومنها الاكتئاب لأن العقاقير لا تجد لها سبيلا إلى الداخل وتُطرد بمجرد وضعها فيه. ويشير الباحثون إلى أن تسعة من عشر مركبات لا تستطيع اختراق الدماغ. لكن الأستاذ بيرغن برودين قال إن المركبات الموجودة في زهور جنوب أفريقيا أثبتت قدرتها على المرور عبر هذا الحائل. ومن ثم فإن هذا الأمر قد يحمل مفتاح توصيل العقاقير للمخ ومعالجة أمراض الدماغ. وقال الأستاذ برودين “من الممكن تهريب عدد من مركبات هذه الزهور بحيث تتجاوز بروتينات الحائل الفعالة للدماغ. وقد فحصنا مركبات مختلفة لمعرفة تأثيرها على البروتينات الناقلة في الدماغ. وهذه الدراسة أُجريت على نموذج خلية معدلة وراثيا للحائل الدموي الدماغي الذي يحتوي على مستويات عالية من البروتين السكري بي الناقل (جليكوبروتين).
وكانت نتائجنا واعدة ومن ثم فإن عددا من المركبات الكيميائية المدروسة ينبغي إجراء المزيد من الفحص لها كنماذج لتطوير عقار طويل الأجل”. وأضاف برودين “والتحدي الأكبر في العلاج الطبي للأمراض الدماغية هو أن الدواء لا يمكن تمريره عبر الحائل الدموي الدماغي.
فالأوعية الدموية للدماغ غير قابلة للاختراق أمام معظم المركبات وهذا أحد الأسباب في كونها بروتينات ناقلة نشيطة جدا. ويمكن القول إن البروتينات تضخ العقاقير خارج الخلايا بمجرد ضخها إلى الداخل. ولذا فمن المهم جدا إيجاد مركبات تتمكن من خداع هذا الخط الدفاعي”.
ونبه إلى أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا قبل تطوير مركب ليصير عقاقير قابلة للاستخدام. واستطرد برودين بأن “دراسات العلاجات الطبيعية تعتبر مصدرا ثمينا للإلهام وهذا من شأنه أن يزودنا بالمعرفة التي يمكن استخدامها أيضا في سياقات أخرى”.