التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

رواية إنت لي كامله من البدايه حتى النهايه12

و أنا استفيق من النوم ، و أشعر بنعومة الوسادة تحت خدي ، و سمك و دفء البطانية فوق جسدي ، و النور يخترق جفني …
بقيت مغمض العينين …
حركت يدي فوق الفراش الدافئ الواسع ، و الوسادة الناعمة و أخذت أتحسسهما براحة و سعادة …
ابتسمت ، و يدي لا تزال تسير فوق الفراش ، و البطانية ، و الوسادة مداعبة كل ما تلامس !
أخذت نفسا عميقا و أطلقته مع آهة ارتياح و رضا …
كم كان النوم لذيذا ! و كم كنت أشعر بالكسل ! و الجوع أيضا !
آه … ما أجمل العودة إلى البيت … و الأهل …
فتحت عيني ببطء ، و أنا مبتسم و مشرق الوجه
و على أي شيء وقعت أنظاري مباشرة ؟؟
على وجه أمي !
كانت والدتي تجلس على مقعد جواري ، و تنظر إلي ، و دمعة معلقة على خدها الأيمن ، فيما فمها يبتسم !
جلست بسرعة ، و قد اعتراني القلق المفاجئ و زالت الابتسامة و السعادة من وجهي ، و قلت باضطراب :

" أماه ! ماذا حدث ؟؟ "

والدتي أشارت بيدها إلي قاصدة أن أطمئن ، و قالت :

" لا لا شيء ، لا تقلق بني "

لكنني لم أزل قلقا ، فقلت مرة أخرى :

" ماذا حدث ؟؟ "

هزت أمي رأسها و مسحت دمعتها و زادت ابتسامتها و قالت :

" لا شيء وليد ، أردت فقط أن أروي عيني برؤيتك "

ثم انخرطت في البكاء …
نهضت عن سريري و أقبلت ناحتها و قبلت رأسها و عانقتها بحرارة …

" لقد عدت أخيرا ! لا شيء سيبعدني عنكم بعد الآن "

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

طبعا لم يستطع أحدنا النوم تلك الليلة ، غير وليد !
نام وليد في غرفة سامر ، إذ لم يكن لدينا أي سرير احتياطي أو غرفة أخرى مناسبة .
أنا لا أستطيع أن أصدق أن وليد قد عاد !
لقد آمنت بأنه اختفى للأبد
كنت اعتقد بأنه فضل العيش في الخارج حيث الأمان و السلام على العودة لبلدنا و الحرب و الدمار …
لكنه عاد … و بدا كالحلم !
لا يزال طويلا و عريضا ، لكنه نحيل !
كما أن أنفه قد تغير و أصبح جميلا !
البارحة لم أتمالك نفسي عندما رأيته أمام عيني …
كم تجعلني هذه الذكرى أبتسم و أتورد خجلا !

" رغد ! كم من السنين ستقضين في تقليب البطاطا ! لقد أحرقتها ! "

انتبهت من شرودي الشديد ، على صوت دانة ، و حين التفت إليها رأيتها تراقبني من بعد ، و قد وضعت يديها على خصريها …

ابتسمت و قلت :

" ها أنا أوشك على الانتهاء "

دانة حدقت بوجهي قليلا ثم قالت :

" لقد احمر وجهك من طول وقوفك قرب النار ! هيا انتشليها و انتهي ! "

أنا اشعر بأن خدي متوهجان ! و لكن ليس من حرارة النار !
انتهيت من قلي البطاطا ثم رتبتها في الأطباق الخاصة.
مائدتنا لهذا اليوم شملت العديد من الأطباق التي كان وليد يحبها
والدتي أصرت على إعدادها كلها ، و جعلتنا نعتكف في المطبخ منذ الصباح الباكر !
ربما كان هذا الأفضل فإن أحدنا لم يكن لينام من شدة الفرح …
و الآن هي بالتأكيد في غرفة سامر !

" دانه "

كانت دانة تقطع الخضار لتعد السلطة ، و التفتت إلي بنفاذ صبر و قالت :

" نعم ؟؟ "

قلت :

" هل كان وليد يفضل عصير البرتقال أم الليمون ؟؟ "

رفعت دانة رأسها نحو السقف لتفكر ، ثم عادت ببصرها إلي و هزت رأسها أسفا :

" لا أذكر ! حضّري أيا منهما "

قلت :

" أريد تحضير العصير الذي يفضله ! تذكري يا دانة أرجوك "

رمقتني بنظرة غضب و قالت :

" أوه رغد قلت لك لا أذكر ! اسألي أمي "

وقفت أفكر لحظة ، و استحسنت الفكرة ، فذهبت مسرعة نحو غرفة سامر !
في طريقي إلى هناك صادفت والدي …

" إلى أين ؟ "

استوقفني أبي ، فقلت بصوت منخفض :

" أريد التحدث مع أمي "

ابتسم أبي و قال :

" إنها عند وليد ! "

تقدمت خطوة أخرى باتجاه غرفة سامر ، إلا أن أبي استوقفني مرة أخرى

" رغد "

التفت إليه

" نعم أبي ؟؟ "

لم يتكلم ، لكنه رفع يده اليمنى و بإصبعه السبابة رسم دائرة في الهواء حول وجهه
و فهمت ماذا يقصد …
انعطفت نحو غرفتي ، و ارتديت حجابا و رداءا ساترا ، ثم قدمت نحو غرفة سامر و طرقت الباب طرقا خفيفا …
سمعت صوت أمي يقول :

" تفضل "

ففتحت الباب ببطء ، و أطللت برأسي على الداخل … فجاءت نظراتي مباشرة فوق عيني وليد !
رجعت برأسي للوراء و اضطربت ! و بقيت واقفة في مكاني …
أقبلت أمي ففتحت الباب

" رغد ! أهلا … أهناك شيء ؟؟ "

قلت باضطراب :

" العصير ! أقصد الليمون أم البرتقال ؟ "

أمي طبعا نظرت إلي باستغراب و قالت :

" عفوا ؟!! "

كان باستطاعتي أن أرى وليد واقفا هناك عند النافذة المفتوحة ، لكني لا أعرف بأي اتجاه كان ينظر !

" هل أصنع عصير الليمون أم البرتقال ؟؟ "

ابتسمت والدتي و قالت :

" كما تشائين ! "

قلت :

" ماذا يفضل ؟؟ "

و لم أجرؤ على النطق باسمه !
والدتي التفتت نحو وليد ، و كذلك فعلت أنا ، فالتقت أنظارنا لوهلة …

قالت أمي :

" ماذا تفضل أن تشرب اليوم ؟ عصير البرتقال أم الليمون ؟ أم كليهما ؟ "

ابتسم وليد و قال :

" البرتقال قطعا ! "

ثم التفتت والدتي إلي مبتسمة ، و قالت :

" هل بقي شيء بعد ؟ "

" لا … تقريبا فرغنا من كل شيء ، بقي العصير … و السلطة "

" عظيم ، أنا قادمة معك "

ثم استأذنت وليد ، و خرجت و أغلقت الباب .
و عندما ذهبنا للمطبخ ، وجدنا سامر هناك ، و كان قد عاد لتوه من الخارج حيث أحضر بعض الحاجيات …
بادلانا بالتحية ثم سأل :

" ألم ينهض وليد ؟ "

قالت أمي :

" بلى ! استيقظ قبل قليل "

" عظيم ! أنا ذاهب إليه "

و ذهب سامر مسرعا ، فهبت دانة واقفة و رمت بالسكين و قطعة الخيار التي كانت بيدها جانبا و قالت بانفعال :

" و أنا كذلك "

و لحقت به و هي تقول موجهة كلامها إلي :

" أتمي تحضير السلطة ! "

و في ثوان كانا قد اختفيا …

ماذا عني أنا ؟؟
أنا أيضا أريد أن أذهب إليه …. !
نظرت إلى أمي فقالت :

" أنا سأقطع الخضار ، حضري أنت العصير …

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

قبل قليل ، جاءت رغد و وقفت عند باب الغرفة لعدة ثوان …
أظن أنها جاءت تسال والدتي عن عصيري المفضل !
يبدو أنها نسيت ذلك … لطالما كنت آخذها معي إلى في نزهة بالسيارة ، نتوقف خلالها لتناول البوضا أو عصير البرتقال ، أو حتى أصابع البطاطا المقلية !
يا ترى … ألا تزال تحبها كما في السابق ؟؟
طرق الباب ، ثم دخل أخي سامر و دانة …
أقبل الاثنان نحوي يحييانني و يعانقانني من جديد …

قال سامر :

" أحضرت لك بعض الملابس يا أخي ! إنك بحاجة إلى حمام طويل جدا ! "

ابتسمت بشيء من الخجل ، فأنا أعرف أن هندامي كان سيئا … و شعري طويلا … و لحيتي نابتة عشوائيا بلا نظام ، و الملابس التي اشتراها لي سيف على عجل خالية من الجمال و الأناقة !

قلت :

" هل أبدو مزريا ؟؟ "

ضحكت دانة و قالت :

" بل تبدو كأحد نجوم السينيما الأبطال ! "

ضحكنا نحن الثلاثة ، ثم قلت :

" بطل بلا عضلات !؟ لا أناسب حتى لدور مجرم ! "

و جفلت للكلمة التي خرجت من لساني دون شعور … ( مجرم ) … ألست كذلك ؟؟
لكن أحدا لم يلحظ تغير تعابير وجهي ، بل استمرت دانة تقول :

" بل بطل ! أليس كذلك يا سامر ؟ إنه ليس رأيي وحدي بل هذا ما تقوله رغد أيضا ! "

أثارت جملتها هذه اهتمامي البالغ ، هل قالت رغد عني ذلك حقا ؟ هل أبدو كذلك في نظرها ؟
تعلمون كم يهمني معرفة ذلك !
لقد كانت تعتبرني شيئا كبيرا عاليا في الماضي ، و الآن بعدما كبرت … ترى ماذا أصبحت أعني لها ؟؟
فيما بعد ، نعمت باستحمام طويل و مركز !
نظفت جسدي و ذاكرتي من كل ما علق بهما من أيام السجن … و بلاء السجن …
بدوت بعدها ( شخصا محترما ) ، إنسانا مكرما … رجلا يستحق الاهتمام ….

حينما حضر سامر للغرفة بعد ذلك ، أطلق صفرة حادة مداعبا !

" ما كل هذه الوسامة يا رجل ! بالفعل كأبطال السينيما ! "

ابتسمت ، ثم قلت :

" يجب أن تصحبني إلى الحلاق اليوم لأقص شعري ! "

قال :

" أبقه هكذا يا رجل ! تبدو جذابا به ! "

ضحكنا كثيرا ، ثم خرجت معه من الغرفة فإذا بي أرى أمي و أبي يقفان في الردهة …
ابتسما لرؤيتي ، و تبادلنا حديثا قصيرا ، ثم ذهبنا أنا و أبي و سامر لتأدية صلاة الظهر في المسجد .
عندما عدنا ، و ما أن وطأت قدمي أرض مدخل المنزل ، حتى هاجمت أنفي روائح أطعمة شهية جدا !
أخذت نفسا عميقا متلذذا بالرائحة الرائعة !
ظهرت أمي ، و قادتنا إلى غرفة المائدة …
و ذهلت للأطباق الكثيرة التي ملأت المائدة عن آخرها …

" أوه ! كل هذا !؟ "

نظرت إلى أمي بتعجب ، فابتسمت و قالت :

" تفضل بني بالهناء و العافية "

لا أخفيكم أن معدتي كانت تستصرخ !
انقبضت مصدرة نداء استغاثة ، ثم توسعت أقصى ما أمكنها استعدادا للكميات الكبيرة التي أنوي التهامها !

في هذه اللحظة تذكرت صديقي سيف ، قلت :

" سيف ! يجب أن اتصل بسيف ! "

و ذهبت إلى حيث يجلس الهاتف بسكون ، و اتصلت به في الشقة حيث كنا
اعتذر سيف عن الحضور و قال أنه لا يود التسبب بأي حرج على أفراد العائلة في هذا الوقت ، لكنه وعد بالحضور مساء …
اتخذت مجلسي حول المائدة ، على يمين والدتي … ، فيما سامر إلى يسار والدي . و أخيرا أقبلت الفتاتان ، دانة و رغد … فجلست دانة إلي يمين والدي ، و بقي الكرسي الأخير … المقابل لي شاغرا …
أقبلت رغد فجلست مقابلي على ذلك الكرسي ، و اتضح لي فيما بعد أنني جلست على الكرسي الذي تجلس هي عليه في العادة !
كانت ترتدي رداءا طويلا ، و حجابا .
لا أخفيكم أنني كنت أشعر بشيء كلسعة الكهرباء كلما التقت نظراتنا عفويا
إنها صغيرتي رغد !
محبوبتي المدللة التي حرمت من رؤيتها و العناية بها لثمان سنين …
تعرفون ما تعني لي …
و قد كبرت و لم يعد بإمكاني مداعبتها كالسابق …
إنني أريد أن أطعمها هذه البطاطا المقلية بيدي !
إنني أشعر بأنها تراقبني !
ليست هي فقط … بل الجميع يراقبني
إنني رغم شهيتي العظمي للطعام تصرفت بلباقة و تهذيب ، و أكلت بنفس السرعة التي بها يأكلون ….
و لكن لوقت أطول … و لكميات أكبر !
ما أشهى أطباق أمي !
كل شيء يبدو لذيذا جدا … حتى الماء …
لم أذق للماء طعما منذ ثمان سنين …
و هل للماء طعم ؟؟
أنا أعتبر نفسي دخلت الجنة بخروجي من ذلك الجحيم … السجن …
الحمد لله …

أمور كثيرة قد تحدثنا عنها إلا أن السجن لم يكن من ضمنها مطلقا
كما و أنني لم أكن مقبلا على الحديث ، بل الاستماع … و علمت عن أشياء كثيرة و تطورات جديدة حدثت في البلاد و الحياة خلال سنوات غيابي .
و كانت رغد أقلنا حديثا ، بل إنها بالكاد تنطق بكلمة أو كلمتين من حين لآخر
كنت أريد أن أتحدث معها …
أسألها عما عملت في غيابي …
أمسك بيديها …
أمسح على شعرها …
أضمها إلي …
كما كنت أفعل سابقا … فهي طفلتي التي اشتقت لها كثيرا جدا جدا … أكثر من شوقي لأي شخص آخر …
لست بحاجة لوصف المزيد فأنتم تعرفون …
لكنها الآن أمامي فتاة بالغة ترتدي الحجاب … لا أجرؤ حتى على إطالة النظر إليها أكثر من بضع ثوان …
هل تتصورون كيف هو شعوري الآن ؟؟
لقد قضيت ثمان سنوات من العذاب… تغير في الدنيا خلالها ما تغير ، إلا أن حبي لهذه الفتاة لم يتغير … و إن لم أعد الماضي الجميل و علاقتي الرائعة بها فسوف أصاب بالجنون !

قلت ، في محاولة مستميتة لإحياء الماضي الميت و إشعارها و إشعار نفسي بأن شيئا لم يتغير :

" رغد … صغيرتي … إلى أين وصلت في الدراسة ؟ "

رغد رفعت بصرها إلي في خجل ، و قد تورد خداها ، و قالت :

" أنهيت الثانوية ! و سوف ألتحق بإحدى الكليات العام المقبل "

ابتسمت بسعادة ! فطفلتي الصغيرة ستدخل الجامعة !

" عظيم ! مدهش ! أبهجتني معرفة ذلك ! وفقك الله "

ابتسمت رغد بخجل شديد ، ثم قالت :

" و أنت ؟ هل أنهيت دراستك أم لا زال هناك المزيد بعد ؟؟ "

تصلبت تماما لدى سماعي هذا السؤال …
و نقلت بصري إلى أمي … أبي … سامر … و دانة …
و علامات الذهول صارخة في وجهي …

أبى قال مرتبكا :

" يكفي لحد الآن ! هل تظنين أننا سنتركه يغادر ثانية ! مستحيل "

نظرت إلى أمي و سامر ، فإذا بهما يتحاشيان النظر إلي …
أما دانة فكانت مشغولة بتقطيع الطعام و مضغه …
و رغد ، حين عدت ببصري إليها وجدتها تبتسم …
شعرت باستياء كبير لهذه الحقيقة التي فاجؤوني بها …
لم يبد على رغد أنها تعلم … أنني كنت في السجن !
هل أخبروها بأنني سافرت لأدرس ؟؟
ألم أطلب أنا منهم ذلك ؟
ألا يزالون محتفظين بالسر ؟؟

انزعجت كثيرا لاستنتاج ذلك ، و فقدت شهيتي لتناول المزيد …
لكنني شربت حصتي من عصير البرتقال كاملة ، لعلمي المسبق بأن رغد هي التي حضرته …
بعد الغذاء ذهبت مع أهلي في جولة داخل المنزل لأتعرف على أجزائه ، و كان موضوع جهل رغد بأمر سجني يسيطر على تفكيري … و يتعسني …

و انتهزت أول فرصة سنحت لي فسألت والدي :

" ألا تعلم رغد بأنني … كنت في السجن ؟؟ "

والدي تردد قليلا ثم أجاب :

" لم يكن بإمكاننا إخبارها بشيء كهذا ذلك الوقت … ثم كبرت … و دانة … و لم نجد داعيا لإعلامهما بالحقيقة "

غضبت كثيرا من هذا التصرف ، فأنا الآن وضعت في وجه المدفع … لا أعرف كيف ستتصرف رغد حين تعلم بالأمر … و لا حتى دانة …

الاستياء كان واضحا على وجهي ، فقال أبي :

" هون عليك يا وليد … نتحدث عن ذلك فيما بعد "

كان الأمر شديد الأهمية بالنسبة لي …
في المساء ، كنت أشاهد التلفاز مع والدي و والدتي في غرفة المعيشة ، ثم أردت الاتصال بصديقي سيف لأؤكد عليه الحضور
لم أشأ استخدام الهاتف الذي يقع فوق التلفاز مباشرة لذلك خرجت من غرفة المعيشة و توجهت نحو المطبخ … و هو الأقرب إلى الغرفة ..
لقد كان الباب مغلقا ، لذا طرقته أولا …

فتح الباب قليلا و ظهرت دانة

" أهلا وليد! أتريد شيئا ؟؟ "

" أردت استخدام الهاتف "

ابتسمت دانة و قالت :

" اذهب إلى غرفة المعيشة أو الضيوف !"

استغربت ، فقلت :

" هاتف المطبخ لا يعمل ؟ "

ابتسمت مجددا و قالت :

" بلى ! لكن رغد بالداخل ! "

شيء أثار جنوني … فقبضت يدي بقوة … و قهر
بعد أن كانت رفيقتي أينما ذهبت ، أصبحت ممنوعا من الدخول إلى حيث توجد هي …
لن يستمر الوضع هكذا لأنني سأجن حتما …
لسوف أتحدث مع أبي بهذا الشأن في أقرب فرصة … لا … بل الآن !
و استدرت قاصدا غرفة الضيوف إلا أنني وقفت فجأة و بذهول … حين رأيت باب المطبخ يتحرك ، و يفتح ، و يخرج سامر منه !
خرج سامر مبتسما و أغلق الباب ، و بقيت محملقا فيه بذهول …

سامر نظر إلي و ابتسم و قال :

" غرفة الضيوف من هنا "

أنا بقيت واقفا مصعوقا … و أخيرا تحرك لساني المعقود فقلت :

" رغد … بالداخل ؟؟ "

أجاب مبتسما :

" نعم ! … لم تجلب الحجاب معها "

جننت ، و لم أعد قادرا على فهم شيء أو تصور شيء !
ببلاهة و اضطراب و تشتت فكر قلت ، و أنا أشير بإصبعي إلى سامر :

" لكن … أنت … ؟؟؟ "

سامر رفع حاجبيه و فغر فاه بابتسامة استنتاج ، كمن فهم و أدرك لتوه أمرا لم ينتبه له من قبل …

" آه ! تقصد أنا … ؟؟ نعم … فـ… نحن … "

و ضحك ضحكة خفيفة ، ثم أتم الجملة التي قضت على آخر آخر ما كان في ّ من بقايا فتات وليد :

" نحن … مخطوبان ! "