التصنيفات
الاستشارات الخاصة و استشارات الصحة و الطب

إنقطاع الطمث: عوارض نفسية وجسدية . والعلاج الهورم

غالباً ما تنقطع الدورة الشهرية عند المرأة، بين سن السادسة والأربعين والثالثة والخمسين، حيث إن المعدّل الوسطي لتوقّف الحيض هو سن الحادية والخمسين. وتختلف هذه الظاهرة بعلاماتها وبوادرها من امرأة إلى أخرى، من عائلة إلى أخرى، ومن بلد إلى آخر. من جهة ثانية، هناك عوامل مختلفة تسبّب انقطاع الحيض في سنوات مبكرة من عمر المرأة أي قبل سن الاربعين. والسؤال الذي يطرح نفسه:
لماذا ينقطع الحيض باكراً؟ وكيف؟
.

عندما يبدأ المبيض بفرز كميات أقل من الهورمونات الأنثوية، لا تنتظم الدورة الشهرية إلى حين، لتتوقّف تماماً بعد ذلك، بتوقّف المبيض عن الإفراز، علماً أن المرأة تمرّ في منتصف العمر، بمرحلتين:
> المرحلة الأولى تشمل ما قبل توقّف الدورة الشهرية نهائياً، وقد أطلق عليها تعبير Premenopause، وتدوم من سنتين إلى خمس سنوات تقريباً، وأحياناً أكثر من ذلك، وتتناوب خلالها الدورة الشهرية بأشكال متعدّدة. وهي مرحلة زمنية طويلة نسبياً، تعتري المرأة خلالها تبدّلات وتغييرات حيوية شديدة التنوع والإختلاف، ولا تخضع لقاعدة واحدة لدى جميع النساء. وهي تبدأ على العموم من سن الخامسة والأربعين وتنتهي مع توقّف الدورة الشهرية وانقطاع الحيض، أي في حوالي سن الواحدة والخمسين.
> المرحلة الثانية، يتوقّف الحيض نهائياً وتعرف بـ Menopause، وتشكّل مرحلةً حسّاسةً للغاية وفاصلة في حياة المرأة، وخلالها تتوقّف وظيفة المبيض عن العمل نهائياً، وبالتالي يتوقّف إفراز الهورمونات الأنثوية والإباضة بشكل نهائي. وتعتبر هذه المرحلة نهائية وثابتة إذا دام انقطاع الحيض بشكل عام لمدّة سنة كاملة، ولم تعد المرأة تشاهد خلالها أي إفرازات دموية من الرحم.

أعراض جسدية ونفسية
تختلف الأعراض الجسدية والنفسية التي تظهر في كل مرحلة من المرحلتين الآنفتين، ولو نسبياً، ولكنها تنتج من عامل واحد وأساسي وهو الإنخفاض التدريجي، ثم الإنقطاع التام لإفراز هورمونات المبيض وخصوصاً هورمون «الأستروجين». ولذا، نرى أن الصعوبات التي تعانيها المرأة في مرحلة ما قبل انقطاع الحيض النهائي هي نفسها تقريباً التي تعاني منها بعد ذلك، ولكنها تختلف نسبياً من حيث شدّتها ومدّتها ونوعية ظهورها، تبعاً لمقادير هورمون «الأستروجين» المفرزة والمتبقّية في الدم.
هذه لمحة عن الأعراض التي تبدأ على مراحل عدّة:
> إضطراب الدورة الشهرية: يصنّف في ثلاثة أنماط، وذلك على الشكل التالي:
ـ النمط الأول: تتباعد الدورات الشهرية، ثم تختفي لمدة شهرين أو ثلاثة. بعدها، يظهر الحيض غزيراً ويدوم لمدة عشرة أيام أو خمسة عشر يوماً. وأحياناً، تغيب الدورة مدة أطول، فتعتقد المرأة أن دورتها الشهرية قد ولّت بلا رجعة، ولكن ما يلبث الحيض أن يطلّ من جديد مستقدماً معه كميات غزيرة من الدم قد يستدعي إيقافه اللجوء إلى وسائل طبية! وأحياناً، تنتظم الدورة الشهرية لفترة قصيرة من الزمن لتعود فتضطرب من جديد، ما يدلّ على أن وظيفة المبيض والتوازن الهورموني يعتريهما خلل شديد.
ـ النمط الثاني: يحدث نزيف متزايد يقلق المرأة، إذ تبدأ الدورات الشهرية تتقارب بعضها من بعض، فالدورة الشهرية التي تحدث مرّة كلّ 30 يوماً، تتحوّل إلى دورة من 22 يوماً. وقد يتفاقم عدم انتظام الدورة في ما بعد، فتقصر إلى دورة تدوم أقل من ثلاثة أسابيع، ويرافق ذلك أحياناً سقوط كتل دموية كثيفة تتحول إلى نزيف رحمي قد يحتاج إلى عملية قحط رحمي لإيقافه.
ـ النمط الثالث: تتباعد الفترات الزمنية بين كل دورة حيض وأخرى، وتتناقص كمية الدم تدريجياً إلى أن تتوقّف نهائياً وهذا هو النمط الغالب عند معظم النساء.
> تبدّلات في الثدي: تشعر المرأة غالباً، في هذه المرحلة، بانتفاخ في الثديين وزيادة حجمهما وبأوجاع في كل أنحاء الثدي تشتدّ عند اللمس أو الضغط، ما يسبّب إزعاجاً كبيراً.
> التغييرات الهورمونية: يرافق توقّف الحيض شح في إفراز هورمونات المبيض. وبدايةً، يحصل الشح في إفراز هورمون «البروجيسترون»، وبعد فترة يتبعه شح في هورمون «الأستروجين». ويحصل ذلك تدريجياً أي خلال شهور عدة وسنوات لكي يتاح لباقي الغدد الصمّاء تنظيم الهورمونات.

التغييرات الجسدية
1الهبّات الساخنة: تشعر المرأة التي يتجاوز سنّها الأربعين بموجات من الهبّات الساخنة في الرأس واحمرار في الوجه والرقبة، مع ضيق في التنفّس وتعرّق اليدين.
2 زيادة ضربات القلب: تكون سريعة وغير منتظمة أحياناً فتشعر المرأة بأن قلبها سيتوقّف من لحظة إلى أخرى من جرّاء ذلك، ما يدفعها الى استشارة طبيب القلب. وغالباً ما تكون زيادة ضربات القلب في مثل هذه الحال نتيجة اضطراب في وظيفة الغدة الدرقية. من جهة أخرى يرتفع، بشكل معتدل معدّل ضغط الدم، وتبدأ أعراض تصلّب الشرايين وزيادة نسبة «الكوليسترول» في الدم.
3 زيادة الإفرازات المخاطية من المهبل: نتيجة لتأثير هورمونات المبيض وبشكل خاص هورمون «الأستروجين»، ما يعني أن كميّة وافرة من هذا الهورمون هي المسيطرة في هذه السن، وهو ما تتّصف به هذه المرحلة من العمر.
4 زيادة في الوزن: تحدث في هذه المرحلة زيادة ملموسة في الوزن لدى أكثر من 50% من النساء، حيث تتكثّف الطبقة الدهنية تحت الجلد، وخصوصاً في مناطق الردفين والبطن والمؤخرة.

في سن مبكرة؟!
يعدّد الإختصاصي في الطب النسائي الدكتور فريد بدران أهم الأسباب المسؤولة عن انقطاع الطمث لدى المرأة في سن الأربعين، بـ:
< أسباب مناعية تقضي بنفسها على البويضات وتقتلها، نسبة إلى الإفرازات التي يفرزها رحمها.
< خطأ جراحي في عملية استئصال الزائدة، حيث تستأصل خلاله البويضات بدلاً من الزائدة!
< الإصابة بسرطان عنق الرحم والعلاج الإشعاعي الذي يقضي على البويضات.
< أسباب وراثية وعائلية.
وينصح المرأة التي تعاني من هذه المشكلة، خصوصاً إذا كان السبب وراثياً، بالزواج باكراً!

العلاج الهورموني
وهنا، يطرح سؤال عن جدوى العلاج الهورموني، وعمّا إذا كان يزيد أحياناً من إمكانية الإصابة بالسرطان؟ وفي هذا الإطار، يشير الدكتور بدران إلى «أن العلاج الهورموني يلجأ إليه الطبيب النسائي على مراحل تفادياً لأي مضاعفات خصوصاً السرطان، إذ إننا نتجنّبه إذا كانت المرأة مصابة بسرطان الثدي، فهذا النوع من العلاج يزيده». ويقول «إن الهدف من العلاج الهورموني الموجّه للمرأة عندما ينقطع الحيض في سنّ الأربعين هو أن تبقى تشعر بأنوثتها وتظل تقوم بالعلاقة الزوجية لأن ثمة أدوية لسن اليأس تعطى كعلاج بعد الهورمون، كونها تزيد من جفاف المهبل. فالعلاج يعطى على مراحل، وبنسبة معيّنة».

هام لك…

عندما تصاب المرأة بانقطاع الطمث المبكر، عليها أن تلجأ إلى المعاينة الطبيّة الضرورية واختيار العلاج الهورموني المناسب ضمن جرعة مخفّضة من «البروجيسترون»
و«الأستروجين».

موانع استخدام هورمون «الأستروجين»

يجدر بالمرأة عدم اللجوء الى هورمون «الأستروجين»، إذا كانت تعاني من:
> جلطات دموية سابقة في الساقين أو الدماغ.
> أمراض القلب والشرايين وضغط الدم.
> سرطان الثدي أو أية أورام في الثدي.
> أمراض الكبد والإصابة باليرقان سابقاً.
> مرض السكري، وراثياً كان أم غير وراثي.
> وجود أورام ليفية في الرحم أو زوائد لحمية.
> إرتفاع نسبة حصول الدهنيات في الدم.
> مرض الصرع.




خليجية



يسلمــــــــــــو يـــــــــــا عســــــــــل



خليجية



شكرلكي مرورك الكريم