ساظل احبك حتى الموت
خرج زياد كعادته يتمشى فى الصباح فهو دائم الخروج فى الصباح ليستمتع بالهواء النقى قبل طلوع الشمس
برغم انه من اسرة غنيه ذات مال وشهره الا انه يحب الحياه البسيطه ويحب ان يتفاعل مع الناس من كل الطبقات
وأثناء سيره احس باحساس غريب احس بشوقه للبحر فقر بجنون الشباب ان يسافر فى هذه الحظه الى
الاسكندريه ليرى البحر وبالفعل أخذ سيارته وذهب
وعندما وصل الى البحر وجد الشاطئ خاليا تماما من الناس فجلس ليستمتع بمنظر البحر والهدوء
وفجاه لفت انتباهه فتاه تقترب من الشاطئ بهدوء وقفت تتامل البحر بصمت والامواج تلامس قدمها برفق
ظل زياد ينظر اليها من بعيد لكن فجأه احساس غريب دفعه نحوها شئ ما جذبه اليها
فاقترب منها بهدوء وما كان منه الا ان سالها من انتى
فنظرت اليه الفتاه فى صمت ولم تجيب قال لها اعذرينى حقا لا ادرى ما الذى جذبنى اليك شئ ما دفعنى للتعرف
عليك
قال لها انا اسمى زياد ولا اعتقد ان هناك ما يسوء اذا عرفت اسمك فنظرت اليه وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامه
هادئه واجابته اسمى ملك وتركته وانصرفت وظل نظره متعلق بها حتى غابت تمام من امامه
وعندما افاق من الحاله الغريبه الذى انتابته ظل يفكر ويسال نفسه ترى من تكون هذه الفتاه
فهى غير عاديه اميرة فى شموخها وهدوئها بليغه حتى فى صمتها
وقر زياد ان يبيت ليلته فى الاسكندريه ويعود الى القاهره فى الصباح
وظلت ملك فى خياله طوال الوقت
وعندما طلع النهار استعد زياد للرجوع لكن احساس قوى دفعه ان يذهب الى البحر مرة اخرى
وكانت فرحته عندما وجدها مرة اخرى انها هى ملك تلك الفتاه التى اسرت عقله وتسلت الى داخله
رغم انه لم يتحدث معها
اقترب منها بهدوء ونبضات قلبه تتسارع وعقله يفكر هل سترد على كلامى ام ستصمت مثل اول مره
وعندما وصل اليها قال لها صباح الخير
نظرت اليه وردت بصوت كله رقه صباح الخير
قال لها ساقول لك شئ وارجو ان تصدقينى
انا كنت عائد الى القاهره لكن احساس ما لا اعرف مصدره دفعنى ان اتى الى البحر الان
قالت له اصدقك فانا ايضا كنت انوى الا اتى الى البحر اليوم لكن شئ ما بداخلى دفعنى ان اتى
الى البحر
فعلم كلا منهما ان هناك شئ قوى يربط بينهما
ودار بينهما حديث طويل عرف كل منهما الاخر جيدا ومر الوقت دون ان يشعرا به
وعندما حان وقت الرحيل استاذنت ملك من زياد ان تنصرف لانها تاخرت كثيرا
واخبرها زياد انه سيعود للقاهر من اجل عمله لكنه سياتى الى الاسكندريه بعد يومين
وانصرفت ملك وهى تشعر بحب زياد الذى اقتحم قلبها دون انذار وظل كل منهما يفكر فى الاخر
ويتمنى ان يمر الوقت حتى يلتقيا مره اخرى وبالفعل مر يومين وذهبت ملك الى الشاطئ تنتظر حبيبها
وعندما راته يتقدم نحوها ملات السعاده قلبها الصغير واحست براحه نفسيه افتقدتها منذ سفر زياد
وجلسا مع بعضهما يحكى كل منهما للاخر مدى شوقه وحبه واخذهم حديث طويل انساهم الوقت مره اخرى
وحان وقت الانصراف مجددا لكن زياد اخبر ملك انه لن يستطيع ان يراها الا بعد اسبوع نظرا لظروف عمله
فنظرت اليه ملك فى صمت وتملكها احساس بالخوف لا تدرى سببه
وعندما سالها زياد عن سر صمتها قالت له لا شئ
قال لها زياد سيمر الاسبوع كانه امد طويل بالنسبه لى ولك انا اعرف يا حبيبه عمرى مدى حبك لى وحبى لك
لكن هى ظروف مؤقته ستزول ان شاء الله قريبا
قالت له ملك ان شاء الله
والان استودعك الله يا من احبت ويا من ملكتى قلبى
وانصرف كلا منهما فى طريقه
ومضت الايام وكانت ملك تذهب كل يوم الى الشاطئ وتفكر فى كل كلمه قالها زياد
وبعد مرور الاسبوعين جاء اليوم المنتظر
ذهبت ملك الى الشاطئ وانتظرت حبيبها
ظلت تنتظر وتنظر لكن دون جدوى
لم ياتى زياد هذه المره كما وعد حبيبته
وحزنت ملك بشده لكنها احست بشئ غريب فهى تعرف حبيبها جيدا
لماذا اخلف الميعاد
لماذا لم ياتى
تساؤلات كثيره واحساس غامض تملك منها
وفى اليوم التالى انتابها شعور بالقلق والخوف على زياد
فسافرت الى القاهره كانت تعلم العنوان الذى يسكن فيه
ذهبت وسالت عليه وكانت الاجابه التى احست بها قبل ان تعرفها
فزياد مريض ودخل المستشفى منذ اسبوع مضى
فسالت عن عنوان المستشفى وذهبت لترى حبيبها وتطمئن عليه ولو من بعيد
وسالت المرضه عن حالته فقالت لها انه شاب مسكين بحاجه الى زراعه كليه على وجه السرعه
لكن لا يوجد متبرع واثبت الاشعه والتحاليل ان لا احد من عائلته يمكن ان يعطيه ايضا لعدم التطابق
فاخبرتها انها تريد ان تتبرع له لو امكن فنظرت اليها المرضه باستغراب وسالتها
وما الذى يدفع فتاة مثلك ان تتبرع بكليتها لاحد
قالت لها هذا شرح طويل لكن لا اريد ان يعرف احد بهذا الموضوع
قالت لها المرضه اذا عليك التحدث مع الطبيب لعمل الازم
واخذتها الى الطبيب وشرحت له ملك الموقف وانها تريد ان تتبرع لزياد
فاجرى الطبيب التحاليل والاشعه الازمه ليتاكد من مطابقتها لانسجه جسم زياد
وفعلا كانت مطابقه تماما وتحمس الطبيب لاجراء الجراحه وافق على طلب ملك بعدم اخبار زياد او اهله اى
شئ عنها
وذهب الطبيب الى زياد واسرته ليخبرهم ان هناك متبرع لزياد لكن لا يريد ان يكشف عن شخصيته
فرحت الاسره جدا واستعد الجميع لاجراء العمليه
وفى يوم العمليه طلبت ملك ان ترى زياد من بعيد
وفعلا وافق الطبيب واخذها لتراه
وبعدها تم ادخال زياد الى غرفه العمليات اولا وتخديره حتى لا يرى لحظه دخول ملك
ودخلت ملك وتم تخديرها هى الاخرى وبدات العمليه
الوقت يمر الساعه تلو الاخرى والجميع ينتظر
انتهت العمليه وخرج الطبيب ليبشر الجميع بنجاحها
وتم اخذ ملك وزياد الى غرفه العنايه المركزه
ومرت الايام وبدات حاله زياد وملك تتحسن دون ان يعلم احد من هو المتبرع
وذات يوم سال زياد احد المرضات عن المتبرع فقالت له انها فتاه فصمت زياد ونظر اليها فى ذهول
قالت المرضه له هذه حقيقه المتبرع فتاه جميله وهى الان بخير وكل يوم تسال عن اخبارك
وانصرفت المرضه وتركت علامه استفهام فى عقل زياد وظل يفكر فى كلامها كثيرا
وبعد ان تحسنت الحاله كثيرا وخرج زياد من غرفه العنايه المركزه
طلب من المرضه ان يعرف اين هى غرفه الفتاه التى تبرعت له فرفضت المرضه طلبه بشده
لكنه الح عليها واخبرها ان لا احد سيعلم هذا الموضوع
وامام اصرار زياد ان يعرف غرفه الفتاه وافقت المرضه واخبرته برقم الغرفه ومكانها
فاستغل زياد وقت ليس فيه احد معه والهدوء يسود المستشفى وذهب الى الغرفه
وعندما طرق الباب وردت ملك عليه انتفض قلبه هل هذا معقول
هذا الصوت اعرفه جيدا ترى هل هى من اقصد
وفتح الباب بهدوء بعد ان اذنت له بالدخول وعندما راها نزلت دموعه وقال لها
انتى من تبرعت لى
انتى التى انقذت حياتى
اه يا حبيبه عمرى يا من لم اعشق يوما سواك
لماذا فعلت هذا
اجيبينى ملك لماذا
فاجابته ودموعها تسيل كيف لى ان اعرف ما حدث واقف ساكنه
كيف لى ان اعرف ان بيدى مساعدتك واتخلى عنك
الا تدرى كم احبتك
حبك ملكنى وملا قلبى
ليس قليل عليك جزء من جسدى ولو استطعت ان افديك بعمرى ما تاخرت عليك ابدا
يا امل عمرى
مد زياد يده ومسح دموع ملك وهى تقول له يكفينى انى رايتك بخير هذا يساوى عندى الدنيا وما فيها
وذهب زياد الى غرفته وهو لا يدرى ما يقول وماذا يفعل
وبعد عده ايام خرج زياد وملك من المستشفى وقد تعافى كل منهم تماما وهنا اخبر زياد اسرته بانه يريد الارتباط
بملك فغضبت الاسره جدا كيف تتزوجها وهى فتاه عاديه اترك كل بنات العائلات الكبيره وتزوج هذه الفتاه
هل لانها تبرعت لك كافاها بالمال لكن لا يصل الامر الى الزواج
هكذا قال والد زياد لابنه
ولكن رد زياد ساتزوجها رغم اى شئ فانا احبها ولا شئ سيمنع ارتباطى بها مهما كان
وتركهم زياد وذهب
وقر الاب ان يبعد ملك عن ابنه نهائيا
فذهب اليها وتحدث معها واخبرها انه لا يوافق على هذا الزواج
فكان رد ملك سابتعد عن ابنك رغك حبى له
سابتعد عنه حتى ابعده عن المشاكل
انا لا احب ان اكون سبب اى مشكله تواجه زياد اطمئن سابتعد عنه
غادر ابو زياد المكان وترك ملك وسط احزانها ودموعها المنهمره بشده
وفى اليوم التالى ذهب زياد الى ملك ولم يجدها حاول الوصول اليها بكل الطرق ولم يفلح
فى ايجادها شهر كامل وهو لا يعرف اين ذهبت ملك
فقد الامل ان يجدها وكانت ملك تذهب كل يوم لترى زياد وتطمئن عليه من بعيد
دون ان يشعر بها او يراها
وساءت حاله زياد النفسيه وادت هذه الحاله الى تدهور شديد فى حالته الصحيه
وظل يردد اسم حبيبته التى يعشقها رغم البعاد
ظل يردد اسم ملك ولا احد يستطيع فعل اى شئ حتى الاطباء عجزوا تماما عن فعل شئ
واخيرا لم يجد الاطباء اى امل الا ان يطلبوا وجود ملك لعل وجودها يساعد زياد ويقوى من عزيمته ويجعله يعود
للحياه التى رفضها
وظل والد زياد يبحث عن ملك التى اصبحت امل ابنه الوحيد فى البقاء على قيد الحياه
وذات يوم واثناء وجود الجميع بجوار زياد اذا بملك تدخل عليهم وتطلب رؤيه حبيبها التى تعلم
انه يحتاج اليها كانت معه دائما من بعيد وتعيش معه باحساسها
واحست باحتياجه لها وجاءت اليه تطلب رؤيته
نظر اليها الاب وقال لها اعذرنى يا ابنتى لم اكن اتخيل مدى حب ابنى لك
ادخلى اليه فلم يعد له اى رغبه فى الحياه بدونك
فدخلت ملك واقتربت بهدوء من زياد وسمعته يردد اسمها
فاجابته انا معك يا حب عمرى
ملك بجوارك ولن تترك ابدا مره اخرى
فتح زياد عينيه ونظر اليها نظره لوم على غيابها عنه وسالها لماذا تركتينى
لماذا غبتى عنى وانتى تعرفى مدى حبى لك
قالت له والدموع تنهمر من عينيها اسفه
اسفه يا حب عمرى لم يكن بعدى عنك بيدى
سامحنى حبيبى على غيابى وبعدى
قال لها سامحتك ملك
سامحتك لانى احبك
بل اعشقك يا حبى الوحيد
لكن اسمعينى ملك
لم يتبقى لى الكثير من الوقت فى الدنيا
انا اشعر انها النهايه
فبكت ملك بشده وقالت له لا
لا تقول هكذا اتريد ان تتركنى وحدى
قال لها ليس بيدى ولكنه امر الله
لو بيدى حبيبيتى ما كنت تركتك ابدا
ظلى معى ملك لا تتركينى لا تذهبى بعيدا
فليس هناك وقت كثير ولا اريد ان ارحل وانتى عنى بعيد
قالت له ملك انا معك يا حب عمرى
معك يا حبيبى وساظل معك مدى الحياه
قال لها قاربت حياتى على الانتهاء
اشعر بذلك حقا وظل مسكا بيدها وهى تنظر اليه بكل حب ولا تستطيع فعل شئ
ودخل الاطباء ليتابعوا تطورات الحاله واخرجوا الجميع
وبعد لحظات خرج الطبيب وطلب من ملك الدخول لان زياد يريدها معه
وبالفعل دخلت ملك وطلب منها زياد ان تقترب منه
واقتربت منه ملك بهدوء ومسكت يده فضغط على يدها بقوه وقال لها
ملك انى احبك اعلمى ذلك جيدا انا احبتك بكل كيانى
احبتك ولم احبك غيرك حبيبتى ابدا
وصمت لحظه ونطق الشهادتين ورحل زياد عن الدنيا
وسط ذهول الجميع من قوة هذا الحب الذى فاق كل شئ
رحل زياد عن الدنيا وترك ملك وحيده
ومرت الايام والشهور
الجميع اخذته دوامه الحياه ونسى زياد
الا ملك فقد كانت تذهب كل يوم الى قبره وتحكى معه كما كانت تفعل فى حياته
وظلت على هذا الحال لمده عام
تذهب الى قبر زياد وتحكى له كل شئ وكانه معها ويسمعها
الى ان جاء يوم بدلت ملك لبس الفستان الاسود
ارتدت فستان رائع ابيض الون
واثناء خروجها سالتها احد جيرانها الى انت ذاهبه يا ملك
فقالت لها ذاهبه لزياد ولم تستغرب الجاره لانها تعلم حكايه حب ملك وذهابها الى قبر زياد كل
يوم
لكن هذه المره لم تذهب ملك الى قبر زياد
بل ذهبت الى البحر نفس المكان الذى تعودت ان تلقى فيه زياد
وعندما ذهبت صديقه ملك للاطمئن عليها اخبرتها الجاره انها خرجت وقالت انه ذاهبه لزياد
لكن اوضحت الجاره لصديقه ملك ان ملك كانت ترتدى فستان ابيض الون وليس الاسود الذى تعودوا
ان ترتديه ملك منذ وفاه زياد فاستغربت الصديقه هى الاخرى من هذا الكلام
كيف تقول ملك انها ذاهبه لزياد وترتدى فستان ابيض
فذهبت الصديقه الى المقابر لتبحث عن ملك
فلم تجدها وزادت دهشتها وبدأ القلق يتسرب اليها
وتساءلت اين ذهبت ملك
وعندما فكرت بهدوء قالت محتمل ان تكون ذهبت للشاطئ
محتمل هذا لان ملك تحب البحر كثيرا
وذهبت صديقه ملك الى الشاطئ وبالفعل وجدتها
وجدتها تجلس على الشاطئ فى صمت وفى يدها صوره زياد
وعندما اقتربت منها قالت لها اقلقتنى عليكى يا ملك
انتى هنا وانا ابحث عنك فى كل مكان
فنظرت اليها ملك وقالت لها انا انتظر زياد فهو قال لى بالامس انه سياتى لياخذنى معه
فبكت صديقتها وقالت لها اعرف انك مازلت تحبيه يا ملك
لكنه رحل وانتى لابد ان تعيشى حياتك فاجابتها ملك
لا ليس لى حياه ساذهب مع زياد الان
ونظرت ملك الى البحر وقالت زياد انا احبك
مازلت احبك ولا استطيع العيش بدونك
زياد سأظل احبك حتى النهايه
وصمت ملك لحظه وابتسمت ابتسامه هادئه ونطقت الشهادتين ورحلت
رحلت ملك مع حبيبها وسط ذهول ودموع صديقتها
هكذا كانت حياة ملك كلها حب وتضحيه وفاء
ترى هل يوجد فى هذه الحياه حب مثل هذا